خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب22%

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 344

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
  • البداية
  • السابق
  • 344 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 80671 / تحميل: 7510
الحجم الحجم الحجم
خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

(لأُعطينّ هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله له، يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله) .

فلمّا أصبح النّاس غدوا على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) كلّهم يرجو أن يُعطى فقال:(أين عليّ بن أبي طالب) .

____________________

ورواه سعيد بن منصور عن يعقوب بن عبد الرحمان: الحديث ٢٤٧٢ من سننه: ٢ / ١٧٨، وعنه الطبراني في الكبير: ٦ / ١٩٨ ح ٥٩٩١.

ورواه يحيى بن يزيد أبو الشريك عن يعقوب: ترجمة عليّ (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ح ٢٢٨.

ورواه ابن وهب عن يعقوب: شرح معاني الآثار للطحاوي: ٣ / ٢٠٧ مع اختصار، سند الروياني: ص ١٢٤ ح ١٠٢٣.

ورواه عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه: سنن سعيد بن منصور: ح ٢٤٧٣، وعنه أبو داود في سننه: ٣ / ٣٢٢ ح ٣٦٦١ كتاب العلم باب فضل نشر العلم إلاّ أنّه اقتصر على ما يرتبط بموضوع بحثه وذكر فقط ذيل الحديث: (والله لأن...)، والبخاري في صحيحه: ٤ / ٥٧ كتاب الجهاد باب دعاء النبيّ إلى الإسلام عن عبد الله بن مسلمة عن عبد العزيز، وفي ج ٥ ص ٢٢ ح ٣٧٠١ في باب مناقب عليّ (عليه السلام) ح ١ عن قتيبة عن عبد العزيز ومثله في مسلم: ٤ / ١٨٧٢، وصحيح ابن حبّان: ١٥ / ٣٧٧ ح ٦٩٣٢، والطبراني في الكبير: ٦ / ١٦٦ ح ٥٨٧٧ عن يحيى بن بكير عن عبد العزيز، والبيهقي في السنن الكبرى: ٩ / ١٠٦ باب دعاء مَن لم تبلغه الدعوة من كتاب السير عن ابن أبي مريم عن عبد العزيز، وأبو يعلى في ح ١٨ من مسند سهل من مسنده: ١٣ / ٥٢٢ عن سويد بن سعيد عن عبد العزيز، وفي ص ٥٣١ ح ٢٨ عن إسماعيل الترجماني عن عبد العزيز، وأبو جعفر الكوفي في المناقب: ٢ / ٥٠٧ ط ١ ح ١٠٠٧ عن عبد الله بن مسلمة عن عبد العزيز، وتلخيص متشابه الرسم للخطيب: ٢ / ٦١٤ ترجمة عبيد بن هاشم التميمي.

ورواه فضيل بن سليمان عن أبي حازم: المعجم الكبير للطبراني: ٦ / ١٨٧ ح ٥٩٥٠، ومسند أبي يعلى: ١ / ٢٩١ ح ٩٤ من مسند أمير المؤمنين (عليه السلام).

ورواه يحيى بن سابق عن أبي حازم: ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ح ٢٣١.

٤١

فقالوا: يا رسول الله، يشتكي عينيه.

قال:(فأرسلوا إليه) . فأتي به فبصق رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في عينيه ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال عليّ:يا رسول الله، أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟

قال:(انفذ على رسلك، حتّى تنزل بساحتهم ثمّ ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن تكون لك حمر النعم) .

ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين بخبر أبي هريرة فيه:

١٨ - أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدّثنا يعلى بن عبيد قال: حدّثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم [ سلمة بن دينار ]، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(لأدفعنّ اليوم الراية إلى رجلٍ يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله) .

فتطاول القوم، فقال:(أين علي)؟ فقالوا: يشتكي عينيه، قال: فبصق نبيّ الله (صلّى الله عليه وسلّم) في كفّيه، ومسح بها عينَي عليّ، ودفع إليه الراية، ففتح الله على يديه(١) .

١٩ - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب [ بن عبد الرحمان ] عن سهيل

____________________

١٨ - رواه ابن أبي شيبة في المصنّف: كتاب المغازي في غزوة خيبر: ح ٣٦٨٨٤ عن يعلى بن عبيد، ومثله في فضائل عليّ (عليه السلام) ح ٣٢، وابن حبّان في صحيحه: ١٥ / ٣٧٩ ح ٦٩٣٣ عن ابن أبي شيبة، والنسائي أيضاً في السنن الكبرى في كتاب المناقب: ٥ / ٤٦ ح ١٥ من فضائل علي (عليه السلام) بهذا الإسناد.

وانظر تعليقة الحديث التالي.

(١) وفي المناقب من السنن الكبرى: عينيه فدعا به فبزق... ثمّ مسح بهما... عليه يومئذ.

١٩ - وبهذا الإسناد والمتن رواه المصنِّف أيضاً في كتاب السير من السنن الكبرى: ٥ / ١٧٩ ح

٤٢

____________________

٨٦٠٣، ومسلم في صحيحه: ٤ / ١٨٧١ ح ٦ من فضائل عليّ من كتاب الفضائل، والقطيعي في زوائد الفضائل: ح ٢٤٤ بواسطة عليّ بن طيفور، وابن عساكر في تاريخ دمشق: ح ٢٢١ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) عن محمّد بن إسحاق الثقفي عن قتيبة.

ورواه عن سهيل كلّ من:

إبراهيم بن طهمان: علل الدار قطني كما سيأتي.

جرير عن عبد الحميد: كما في الحديث التالي.

حبيب كاتب مالك: تاريخ بغداد: ٨ / ٥ وعن ابن عساكر في تاريخ دمشق: ح ٢٢٠ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام).

حمّاد بن سلمة: فضائل أحمد: ح ١٥٣ و ١٦٦ و ١٧٨ برواية أحمد والقطيعي، المصنَّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٣٩٤ ح ٣٦٨٧١، صحيح ابن حبّان: ١٥ / ٣٧٩ ح ٦٩٣٤، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٩٤ ح ١٣٧٧، تاريخ دمشق: ح ٢٢٤، مناقب الكوفي: ٢ / ٥٠٣ ح ١٠٠٥ و ١٠٠٦.

خالد بن عبد الله الواسطي: سنن سعيد بن منصور: ح ٢٤٧٤، تاريخ دمشق: ح ٢٢٦.

السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٩٤ ح ١٣٧٨.

عبد العزيز بن المختار: تاريخ دمشق: ح ٢٢٥.

عليّ بن عاصم: مناقب ابن المغازلي: ح ٢٢١.

أبو عوانة: أمالي الطوسي: م ١٣ ح ٦٨، علل الدار قطني كما سيأتي.

وهيب بن خالد: كما في الحديث ما بعد التالي.

يحيى بن سعيد: تاريخ دمشق: ح ٢١٩ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام).

يعقوب بن عبد الرحمان: كما في هذا الحديث.

قال الدار قطني في العلل: ٣ ق...: ويرويه سهيل بن أبي صالح، واختلف عنه فرواه يعقوب بن عبد الرحمان ووهيب وجرير وإبراهيم بن طهمان وعليّ بن عاصم وأبو عوانة، واختلف عن

=

٤٣

[ بن أبي صالح ]، عن أبيه، عن أبي هريرة:

أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال يوم خيبر:(لأُعطينّ هذه الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يفتح الله عليه) .

قال عمر بن الخطّاب: ما أحببت الأمارة إلاّ يومئذ، فدعا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عليّ بن أبي طالب فأعطاه إيّاها وقال:(امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك) . فسار عليّ شيئاً ثمّ وقف - وذكر قتيبة كلمة معناها [ ولم يلتفت ] - فصرخ:يا رسول الله، علامَ أقاتل النّاس؟

قال:(قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك (١) دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها، وحسابهم على الله) .

٢٠ - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا جرير [ بن عبد الحميد ]، عن سهيل [ بن أبي صالح ]، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):

(لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله [ ويحبّه الله ورسوله ] (٢) يفتح عليه) .

قال عمر: فما أحببت الأمارة قطّ إلاّ يومئذ. قال: فاشرأبّ لها، فدعا عليّاً

____________________

=

حمّاد بن سلمة فرواه حجّاج بن المنهال وأبو سلمة السوديجي... وخالفهم أسود بن عامر فرواه عن حمّاد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن عمر، والصواب قول وهيب ومَن تابعه.

ورواه أبو حازم عن أبي هريرة كما في الحديث المتقدّم.

(١) كذا في رواية السير من السنن الكبرى، ونحوه في مخطوطة طهران من الخصائص، وفي الخصائص: (فسار عليّ ثم توقّف يعني فصرخ... وأنّي رسول الله... منّي دماءهم).

٢٠ - لاحظ التعليقة المتقدّمة والتالية، ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين: ح ٢٢٢ عن زهير عن جرير، وح ٢٢٣ عبد الرحيم بن منيف عن جرير، والبلاذري في أنساب الأشراف: ح ١١ من ترجمة الإمام عليّ (عليه السلام) عن شجاع بن مخلد ويوسف القطّان عن جرير.

(٢) من مخطوطة طهران، ومثلها في رواية البلاذري من أنساب الأشراف.

٤٤

فبعثه ثمّ قال:

(اذهب فقاتل حتّى يفتح الله عليك ولا تلتفت).

قال: فمشى ما شاء الله ثمّ وقف فلم يلتفت فقال:علامَ أقاتل النّاس؟

قال:(قاتِلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها، وحسابهم على الله) .

٢١ - أخبرنا محمّد بن عبد الله بن المبارك قال: حدّثنا أبو هشام [ المخزومي ](١) قال: حدّثنا وهيب [ بن خالد ] قال: حدّثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يوم خيبر:

(لأدفعنّ الراية إلى رجل [ يحبّ الله ورسوله و ] (٢) يحبّه الله ورسوله، ويفتح الله عليه) .

قال عمر: فما أحببت الإمارة قطّ قبل يومئذ. فدفعها إلى عليّ فقال:(قاتِل ولا تلتفت) . فسار قريباً، قال:يا رسول الله علامَ أقاتل النّاس؟

قال:(على أن يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، فإذا فعلوا فقد عصموا دماءهم وأموالهم منّي إلاّ بحقّها، وحسابهم على الله) .

____________________

(١) من ب.

٢١ - ورواه أبو داود الطيالسي عن وهيب: ح ٢٤٤١ من مسنده.

ورواه عفّان بن مسلم عن وهيب: الطبقات الكبرى لابن سعد: ٢ / ١١٠ في غزوة خيبر، والمسند لأحمد: ١٤ / ٥٤٠: ٨٩٩٠ والفضائل: ح ١٥٢.

ورواه سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة: كما في مناقب ابن المغازلي: ح ٢١٧.

وروى ذيله همام بن منبه عن أبي هريرة: مسند أحمد: ١٣ / ٤٩٩ ح ٨١٦٣ ولاحظ ما بهامشه من تعليق.

(٢) من مخطوطة طهران ورواية ابن سعد، وهذه الفقرة وردت في رواية أبي داود وأحمد، ولكن لم ترد الثانية فيها.

٤٥

ذِكر خبر عمران بن حصين في ذلك:

٢٢ - أخبرنا العبّاس بن عبد العظيم العنبري قال: حدّثنا عمر بن عبد الوهّاب قال: حدّثنا معتمر بن سليمان [ بن طرخان ]، عن أبيه، عن منصور [ بن المعتمر ]، عن ربعي [ بن حراش ]، عن عمران بن حصين:

أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) قال:(لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله). أو قال:(يحبّه الله ورسوله) (١) . فدعا عليّاً وهو أرمد ففتح الله على يديه.

____________________

(١) هذا الترديد لم يرد في طريق آخر، بل جمع بينهما في كثير من الطرق.

٢٢ - ورواه المصنّف أيضاً بهذا السند والمتن في المناقب من السنن الكبرى: ٥ / ٤٦.

ورواه البخاري عن عمر بن عبد الوهّاب: تاريخ دمشق: ح ٢٥٢ من ترجمة أمير المؤمنين، تهذيب الكمال للمزّي: ترجمة عمر بن عبد الوهّاب: ٢١ / ٤٥٤.

ورواه محمد بن يونس الكديمي عن عمر بن عبد الوهّاب: تاريخ دمشق: ح ٢٥٣.

ورواه محمّد بن أبي السري عن المعتمر: المعجم الكبير للطبراني: ١٨ / ٢٣٧ ح ٥٩٥.

ورواه سعيد بن عبد الكريم عن منصور: مناقب الكوفي: ٢ / ٥٠١ ح ١٠٠٣ ط ١.

ورواه سليط بن عطيّة عن منصور: المعجم الكبير: ١٨ / ٢٣٨: ٥٩٧.

ورواه سليمان بن قرم عن منصور: المعجم الكبير: ١٨ / ٢٣٨: ٥٩٦.

ورواه شيبان عن منصور: المعجم الكبير: ١٨ / ٢٣٨: ٥٩٩.

ورواه عمرو بن أبي قيس عن منصور: المعجم الكبير: ١٨ / ٢٣٨: ٥٩٨.

ورواه محمّد بن عليّ السلمي عن منصور: المعجم الكبير: ١٨ / ٢٣٧: ٥٩٤، مناقب ابن المغازلي: ح ٢١٥ و ٢١٦، تاريخ دمشق: ح ٢٥٤ و ٢٥٥.

٤٦

ذِكر خبر الحسن بن عليّ عن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) في ذلك، وأنّ جبريل

يقاتل عن يمينه وميكائيل عن يساره

٢٣ - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم [ بن راهويه ] قال: أخبرنا النضر بن شميل قال: حدّثنا يونس [ بن أبي إسحاق ]، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن مريم قال:

خرج إلينا الحسن بن عليّ وعليه عمامة سوداء فقال: لقد كان فيكم بالأمس رجل ما سبقه الأوّلون ولا يدركه الآخرون، وإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال:(لأُعطينّ

____________________

٢٣ - ورواه عن أبي إسحاق كلّ من:

الأجلح بن عبد الله: الطبقات الكبرى: ٣ / ٣٨، المعجم الكبير للطبراني: ٣ / ٨٠: ٢٧٢٥، تاريخ إصبهان: ١ / ٧٠ إشارة.

إسرائيل: مناقب الكوفي: ٢ / ٤٤ ذيل الحديث ٥٣٠ ط ١.

إسماعيل بن أبي خالد: المعجم الكبير: ٣ / ٧٩: ٢٧١٩ و ٢٧٢٠، المصنّف لابن أبي شيبة: ح ٤١ من فضائل عليّ، وعنه ابن حبّان في صحيحه: ١٥ / ٢٨٣: ٦٩٣٦، الطبقات الكبرى لابن سعد: ٣ / ٣٨، تاريخ أصبهان: ١ / ٧٠، حلية الأولياء: ١ / ٦٥، مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا: ح ٨٦ و ٩٠، الأمالي الخميسيّة للمرشد بالله: ١ / ١٤٢ ذيل عنوان الحديث السادس، تاريخ دمشق لابن عساكر: ح ١٤٩٧ وتاليه من ترجمة أمير المؤمنين.

زيد العمي: تاريخ ابن عساكر: ح ١٥٠١ من ترجمة عليّ (عليه السلام).

زيد بن أبي أنيسة: المعجم الكبير للطبراني: ٣ / ٨٠: ٢٧٢٢، تاريخ أصبهان: ١ / ٧٠ إشارة، مناقب الكوفي: ح ٥٣٠ ط ١، تاريخ دمشق: ح ١٤٩٩ من ترجمة أمير المؤمنين.

سفيان الثوري: المعجم الكبير: ٣ / ٨٠: ٢٧٢٣، تاريخ أصبهان: ١ / ٧٠ إشارة.

شريك: مسند أحمد: ٣ / ٢٤٦ ح ١٧١٩ وفضائله: ح ١٣٦، المعجم الكبير: ٣ / ٧٩: ٢٧١٨.

شعيب بن خالد: ح ١٥٠٢ من ترجمة عليّ (عليه السلام) من تاريخ دمشق.

٤٧

____________________

صدقة بن أبي عمران: المعجم الكبير للطبراني: ٣ / ٨٠: ٢٧٢١، تاريخ أصبهان: ١ / ٧٠ إشارة.

عليّ بن عابس: المعجم الكبير: ٣ / ٨٠: ٢٧٢٤، تاريخ أصبهان: ١ / ٧٠ إشارة.

عمرو بن ثابت: مسند البزّار: ٤ / ١٧٨: ١٣٣٩.

يزيد بن عطاء: المعجم الكبير: ٣ / ٧٩: ٢٧١٧، تاريخ أصبهان لأبي نعيم: ١ / ٧٠ إشارة.

يونس بن أبي إسحاق: كما في هذا الكتاب.

ورواه عن الإمام الحسن كلّ من:

خالد بن جابر عن أبيه: مسند أبي يعلى: ١٢ / ١٢٥: ٦٧٥٨، مسند البزّار: ٤ / ١٧٩: ١٣٤٠، التاريخ الكبير للبخاري: ٢ / ٣٦٢ ترجمة حفص بن خالد، الجرح والتعديل: ٣ / ١٧٢، تاريخ الطبري، ٥ / ١٥٧ حوادث سنة ٤٠، مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا: ح ٨٨، الأوسط للطبراني: ٩ / ٢١٤: ٨٤٦٤.

أبو رزين: كشف الأستار: ح ٢٥٣٩ وفي مسند البزّار: ٤ / ١٨٠: ١٣٤١، فضائل أحمد: ح ١٠٢٦.

زيد بن الحسن: تفسير فرات الكوفي: ح ٢٥٧، تفسير الحجّام ذيل الآية ٢٣ من سورة الشورى من تأويل الآيات.

أبو الطفيل عامر بن واثلة: تفسير فرات: ح ٢٥٦، بشارة المصطفى: ص ٢٤٠، المعجم الأوسط: ٣ / ٨٧: ٢١٧٦.

عاصم بن ضمرة: مناقب الكوفي: ٢ / ٤٥: ٥٣١ ط ١، المصنّف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٧٢: ٣٢٠٨٥ ح ٣٠ من فضائل عليّ (عليه السلام).

عليّ بن الحسين زين العابدين: مستدرك الحاكم: ٣ / ١٧٢.

عمرو بن حبشي: المصنّف لابن أبي شيبة: ح ٣٢١٠١، الفضائل لأحمد: ح ١٣٥ والزهد: ح ٧٩ والمسند: ٣ / ٢٤٧ ح ١٧٢٠، المناقب للكوفي: ح ٥٣٠ إشارة، تاريخ دمشق ح ١٤٩٥ وتاليه

٤٨

الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يقاتل (١) جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ثمّ لا ترد - يعني رايته -حتّى يفتح الله عليه) ، ما ترك ديناراً ولا درهماً إلاّ سبع مئة درهم أخذها من عطائة كان أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله.

____________________

من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام).

هبيرة بن يريم: كما في هذا الحديث، وتقدّم تخريجاته في بداية التعليقة.

(١) هذا هو الصواب الموافق للسياق والعنوان وبعض المصادر وبعض النسخ، وفي الأصل: (فقاتل)، وفي نسخة: (فقال)، كما وأنّ لفظة: (يقاتل) لم ترد في العنوان في غ، وأيضاً لفظة: (يقاتل) في الحديث لم ترد في رواية ابن سعد وأحمد.

٤٩

ذكر قول النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في علي:

إنّ الله جلّ ثناؤه لا يخزيه أبداً

٢٤ - أخبرنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد قال: حدّثنا الوضّاح - وهو أبو عوانة - قال: حدّثنا يحيى [ أبو بلج ] قال: حدّثنا عمرو بن ميمون قال:

إنّي لجالس إلى ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: إمّا أن تقوم عنّا، وإمّا أن تخلّونا يا هؤلاء - وهو يومئذٍ صحيح قبل أن يعمى - قال: أنا أقوم معكم. [ فانتدءوا ](١) فتحدّثوا فلا أدري ما قالوا، فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول: أف وتف، يقعون في رجل له عشر:

____________________

(١) من طبعتي مصر وبيروت، ونحوه في غير مصدر.

٢٤ - ورواه المصنّف بهذا الإسناد وبفقرة حديث الراية في كتاب السير من السنن الكبرى: ٥ / ١٧٩: ٨٦٠٢، وبفقرة حديث سدّ الأبواب برقم ٤٣ من الخصائص أي هذا الكتاب، رواه ابن أبي عاصم بهذا الإسناد والمتن في السنّة: ص ٥٨٨ ح ١٣٥١ بطوله سوى قصّة حاطب في آخر الحديث وفي ص ٥٥١ ح ١١٨٨ بحديث المنزلة.

ورواه المحاملي عن محمّد بن المثنّى: تاريخ دمشق: ح ٢٤٩ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام).

ورواه أحمد بن حنبل عن يحيى بن حمّاد: المسند: ٥ / ١٧٨ ح ٣٠٦١ والفضائل: ح ٢٩١، وعنه الحاكم في المستدرك: ٣ / ١٣٢.

ورواه من طريق يحيى بن حمّاد أيضاً كلّ من: ابن عساكر في تاريخ دمشق: ح ٢٥٠ من ترجمة عليّ (عليه السلام)، وابن المغازلي في المناقب: ح ٣٠٧ بفقرة سدّ الأبواب.

ورواه الحسن بن علي الحلواني عن أبي عوانة: تفسير فرات: ح ٥٥٨.

ورواه أبو داود عن أبي عوانة: مناقب الكوفي: ح ١٠٠٦ بحديث الراية.

ورواه فهد بن عوف عن أبي عوانة: أنساب الأشراف: ح ٤٣ من ترجمة أمير المؤمنين باختصار.

٥٠

____________________

ورواه كثير بن يحيى عن أبي عوانة: المعجم الكبير: ١٢ / ٧٧: ١٢٥٩٣ والأوسط: ٣ / ٣٨٨: ٢٨٣٦، مسند أحمد: ح ٣٠٦٢ برواية ابنه عبد الله.

ورواه يحيى الحمّاني عن أبي عوانة: مناقب الكوفي: ٢ / ٤٥٧: ٩٥١، فضائل الصحابة لأبي نعيم كما في اللآلي المصنوعة: ١ / ٣٦٤ كلاهما بفقرة سدّ الأبواب، تاريخ دمشق: ح ٢٤٨ بحديث الراية ثمّ قال: هذا مختصر من حديث، ثمّ ذكر الحديث بتمامه بسند آخر، تفسير فرات ح ٣٣.

ورواه شعبة عن أبي بلج: ح ٤٢ من هذا الكتاب بفقرة سدّ الأبواب.

ورواه سعيد بن جبير عن ابن عبّاس بحديث الراية: كشف الأستار: ٣ / ١٩٢، ضعفاء العقيلي: ٢ / ٢٤٣ ترجمة عبد الله بن حكيم بن جبير، تاريخ دمشق: ح ٢٤٧ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام).

ورواه المنصور العبّاسي عن أبيه عن جدّه بفقرة سدّ الأبواب: كما في اللآلي المصنوعة: ١ / ٣٤٧.

ورواه ميمون أبو عبد الله عن ابن عبّاس بحديث سدّ الأبواب: المعجم الكبير: ١٢ / ١١٤: ١٢٧٢٢. هذا ولكلّ فقرة من فقرات الحديث شواهد وأسانيد كثيرة.

طرق حديث الراية:

بريدة الأسلمي: تقدّم برقم ١٥ و ١٦ فلاحظ.

الحسن بن عليّ: تقدّم في ح ٢٣.

سعد بن أبي وقّاص: تقدّم في ح ١١ - ١٣ ويأتي برقم ١٢٦ أيضاً.

سعيد بن المسيّب مرسلاً: المصنَّف لابن أبي شيبة: ح ٢٤ من فضائل عليّ (عليه السلام)، مناقب الكوفي: ٢ / ٤٩٦: ٩٧٧ ط ١.

أبو سعيد الخدري: تاريخ دمشق: ح ٢٥٦ و ٢٥٧ و ٢٩٠، مناقب الكوفي: ٢ / ٤٩٦: ١٠٠١ ط ١، ونحوه في ح ١٧٦ من فضائل أحمد برواية القطيعي، ورواه أحمد في الفضائل: ح ١١١ و

=

٥١

وقعوا في رجل قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(لأبعثنّ رجلاً يحبّ الله ورسوله [ ويحبّه الله ورسوله ] (١) لا يخزيه الله أبداً) . فاستشرف [ لها ](٢) مَن استشرف، فقال:(أين

____________________

=

المسند: ١٧ / ١٩٧ ح ١١١٢٢، مناقب الكوفي: ٢ / ٤٩٥ ح ٩٩٥.

سلمة بن الأكوع: صحيح مسلم: ٣ / ١٤٣٣ و ٤ / ١٨٧٢، طبقات ابن سعد: ٢ / ١١٠، المصنّف لابن أبي شيبة: ٦ / ٣٧٢: ٣٢٠٩١ ح ٣٦ من فضائل عليّ (عليه السلام) و ٧ / ٣٩٢: ٣٦٨٦٣ ح ٢ من غزوة خيبر، مسند أحمد: ٤ / ٥١ ط ١ والفضائل: ١٥٨ ومن رواية القطيعي برقم ٢١٦، والمعجم الكبير للطبراني: ٧ / ١٣: ٦٢٣٣ وص ١٦ ح ٦٢٤٣ وص ٣١ ح ٦٢٨٧ وص ٣٥ ح ٦٣٠٣ وتاليه، مستدرك الحاكم: ٣ / ٣٨، سنن البيهقي: ٩ / ١٣١، صحيح البخاري: ٤ / ٦٤ و ٥ / ٢٣ و ١٧١، سيرة ابن هاشم: ٢ / ٣٣٤، حلية الأولياء: ١ / ٦٢، مسند الروياني: ٢ / ١٧٢: ١١٧٢ وص ١٦٦ ح ١١٤٩ من مسند سلمة، مناقب الكوفي: ٢ / ٤٩٦: ٩٩٦ ط ١ و ص ٥٠٠ ح ١٠٠٢، تاريخ دمشق: ح ٢٣٢ - ٢٣٨ من ترجمة عليّ (عليه السلام).

سهل بن سعد الساعدي: تقدّم في ح ١٧ تخريجه.

عبد الله بن عبّاس: تقدّم في بداية التعليقة هنا.

عبد الله بن عمر: مسند أحمد: ٢ / ٢٦ وفي الفضائل: ق ١٠١، مسند أبي يعلى:...، تاريخ دمشق: ح ٢٤٥ و ٢٤٦ و ٢٨٣ - ٢٨٩، مناقب الكوفي: ١ / ٣٤٥: ٢٧٢ ط ١ وج ٢ ص ٢٢ ح ٥١١، أمالي ابن سمعون خ الظاهريّة.

علي بن أبي طالب: كما في رواية أبي ليلى الآتية.

عمر بن الخطّاب: أخرجه أبو يعلى كما في البداية والنهاية: ٧: ٣٤٢، وفضائل أحمد بزيادة القطيعي: ق ١٢٠، ولاحظ طرق أبي هريرة للحديث ففيها ذكر لعمر، تاريخ دمشق: ح ٢٨٢.

عمران بن الحصين: تقدّم في ح ٢٢.

أبو ليلى الأنصاري: تقدّم في ح ١٤.

أبو هريرة: تقدّم في ح ١٨ - ٢١.

(١) من ط وحدها.

(٢) من طبعتي مصر وبيروت، وفي الأصل: (فأشرف). ومثل المثبت في مسند أحمد وغيره.

٥٢

عليّ؟ [ قيل: ](١) هو في الرحا يطحن. [ قال: ](وما كان أحدكم ليطحن) ؟ فدعاه وهو أرمد ما يكاد أن يبصر، فنفث في عينيه ثمّ هزّ الراية ثلاثاً فدفعها إليه فجاء بصفيّة بنت حُيي(٢) .

وبعث أبا بكر بسورة التوبة، وبعث عليّاً خلفه فأخذها منه فقال:(لا يذهب بها إلاّ رجل هو منّي وأنا منه) .

[ وقال لبني عمّه:(أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة) ؟ قال: وعليّ معه جالس فقال:أنا أواليك في الدنيا والآخرة . ](٣) [ فقال:(أنت وليّي في الدنيا والآخرة) ].

ودعا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الحسن والحسين وعليّاً وفاطمة فمدّ عليهم ثوباً فقال:(اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً) .

وكان أوّل مَن أسلم من النّاس بعد خديجة.

ولبس ثوب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ونام [ مكانه ](٤) فجعل المشركون يرمون كما يرمون رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وهم يحسبون أنّه نبيّ الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فجاء أبو بكر فقال: يا نبيّ الله. فقال عليّ:إنّ نبيّ الله قد ذهب نحو بئر ميمون ، فأتبعه فدخل معه الغار، وكان المشركون يرمون عليّاً حتّى أصبح.

وخرج بالنّاس في غزوة تبوك فقال عليّ:أخرج معك؟ فقال:(لا) . فبكى، فقال:(أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّك لست بنيّ) ؟ ثمّ قال:(أنت خليفتي) يعني في كلّ مؤمن(من بعدي) .

قال: وسدّ أبواب المسجد غير باب عليّ، فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو

____________________

(١) منهما وب، وفي الأصل: (هو)، وفي ج: (وهو).

(٢) وروى المصنِّف هذه الفقرة من الحديث، وبهذا الإسناد مع مغايرات طفيفة في كتاب السير من السنن الكبرى: ٥: ١٧٩: ٨٦٠٢.

(٣) من طبعتي مصر وبيروت، وما بعده استدراك من رواية ابن عساكر وأحمد وابن أبي عاصم وغيرهم.

(٤) منهما.

٥٣

في طريقه ليس له طريق غيره(١) .

وقال:(مَن كنت وليّه فعليّ وليّه) .

قال ابن عبّاس: وقد أخبرنا الله في القران أنّه قد رضي عن أصحاب الشجرة، فهل حدّثنا بعد أنّه سخط عليهم؟

قال: وقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لعمر حين قال: ائذن لي فلأضرب عنقه - يعني حاطباً -، قال:(ما يدريك لعلّ الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) .

____________________

(١) وهذه الفقرة من الحديث سيذكرها المصنّف ثانية برقم ٤٣.

٥٤

ذكر قول النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) لعليّ

أنّه مغفور له

٢٥ - أخبرني هارون بن عبد الله [ الحمّال البغدادي ](١) قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن الزبير الأسدي قال: حدّثنا عليّ بن صالح، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سَلِمة، عن عليّ قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):

(ألا أعلّمك كلمات إذا قلتهنّ غفر لك مع أنّه مغفور لك؟ لا إله إلاّ هو الحليم الكريم، لا إله إلاّ هو العليّ العظيم، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ العرش الكريم، الحمد لله ربّ العالمين) .

ذِكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث

٢٦ - أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم قال: حدّثنا خالد - وهو ابن مخلد - قال:

____________________

(١) من ب، وطبعتي مصر وبيروت.

٢٥ - ورواه المصنّف أيضاً في السنن الكبرى: ٤ / ٣٩٨ في كتاب النعوت ح ٧٦٧٨ وفي عمل اليوم والليلة: ٦ / ١٦٤ ح ١٠٤٧ وفيهما: (لا إله إلاّ الله) في الموردين ومثله في بعض النسخ.

ورواه أحمد عن محمّد بن عبد الله بن الزبير: المسند: ح ٧١٢.

ورواه ابن أبي شيبة عن محمّد بن عبد الله: المصنَّف: ح ٢٩٣٤٦ في كتاب الدعاء وعنه عبد بن حميد في مسنده: ح ٧٤، وابن أبي عاصم في السنّة: ح ١٣١٦، والبزّار في مسنده: ح ٧٠٥.

ورواه خالد بن مخلد عن عليّ بن صالح: كما في الحديث التالي، ولاحظ سائر تخريجاته هناك.

ورواه أبو يوسف عبد الله بن عليّ عن أبي إسحاق: تاريخ بغداد: ٩ / ٣٥٦ ترجمة طاهرين عبد الرحمان.

٢٦ - ورواه عبد الرحيم بن سليمان عن عليّ بن صالح: صحيح ابن حبّان: ح ٦٩٢٨.

ورواه الحسن بن صالح عن عليّ بن صالح: المعجم الصغير للطبراني: ١ / ١٢٧ وعنه المرشد

=

٥٥

حدّثنا عليّ - وهو ابن صالح بن حيّ أخو حسن بن صالح - عن أبي إسحاق الهَمْداني، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سَلِمة، عن عليّ: أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) قال:

(يا عليّ، ألا أعلّمك كلمات إذا أنت قلتهنّ غفر الله لك مع أنّه مغفور لك؟ تقول: لا إله إلاّ الله الحليم الكريم، لا إله إلاّ هو العليّ العظيم، سبحان الله ربّ السماوات [ السبع خ ]وربّ العرش الكريم، الحمد لله ربّ العالمين) .

٢٧ - أخبرنا صفوان بن عمرو قال: حدّثنا أحمد بن خالد قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن عليّ قال:

____________________

=

بالله في الأمالي الخميسيّة: ١ / ٢٤٥ ذيل عنوان ح ١١.

ورواه عليّ بن قادم عن عليّ بن صالح: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٨٣ ح ١٣١٥.

ورواه الدار قطني في العلل: ٤ / ١٠، وابن الصلت في جزء حديث ابن عبد العزيز الهاشمي: ق ٧٥ من طريق عليّ بن صالح.

ورواه محمّد بن عبد الله الأسدي عن عليّ بن صالح: كما في الحديث السابق.

ورواه نصير بن أبي الأشعث القرادي عن أبي إسحاق: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٨٣ ح ١٣١٧، الأمالي الخميسيّة: ١ / ٢٢٩ ذيل عنوان الحديث الحادي عشر.

وقد تكرّر هذا الحديث في طبعة مصر الأُولى، وفي طبعة بيروت المعتمدة على مخطوطة طهران هكذا: أخبرنا أحمد بن عثمان قال: حدّثنا خالد بن مخلد قال: حدّثنا عليّ - وهو ابن صالح بن حيّ - عن أبي إسحاق... غفرت ذنوبك وإن كان مثل زبد البحر؟ قل: سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم، الحمد لله ربّ العالمين. والباقي سواء.

٢٧ - ورواه المصنّف أيضاً في كتاب عمل اليوم والليلة من السنن الكبرى: ٦ / ١٦٣: ١٠٤٧٢.

ورواه أحمد بن يونس عن إسرائيل: مستدرك الحاكم: ٣ / ١٣٨، تذكرة الحفّاظ: ٢ / ٦٦٢ ترجمة مطين واسمه محمّد بن عبد الله بن سليمان.

ورواه عبيد الله بن موسى عن إسرائيل: مناقب الخوارزمي: ص ٢٥٨.

٥٦

كلمات الفرج: (لا إله إلاّ الله العليّ العظيم، لا إله إلاّ الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ السماوات السبع، وربّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين) .

٢٨ - أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم قال: حدّثنا أبو غسّان قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن عليّ، عن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) نحوه، يعني نحو حديث خالد [ بن مخلد ].

٢٩ - أخبرني عليّ بن محمّد بن عليّ قال: حدّثنا خلف بن تميم قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن عليّ قال:قال النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم):

(ألا أعلّمك كلمات إذا قلتهنّ غفر لك على أنّه مغفور لك؟: لا إله إلاّ الله العليّ العظيم، لا إله إلاّ الحليم الكريم، سبحان الله ربّ العرش العظيم، الحمد لله ربّ العالمين) .

٣٠ - أخبرنا الحسين بن حريث قال: حدّثنا الفضل بن موسى، عن الحسين

____________________

٢٨ - ورواه خلف بن تميم عن إسرائيل: كما في الحديث التالي، ولاحظ سائر تخريجاته.

٢٩ - ورواه أيضاً المصنِّف في كتاب عمل اليوم والليلة من السنن الكبرى: ٦ / ١٦٣: ١٠٤٧٣.

ورواه أبو سعيد مولى بني هاشم عن إسرائيل: مسند أحمد: ح ١٣٦٣ والفضائل: ح ٣٣٨.

ورواه أبو غسّان عن إسرائيل كما في الحديث المتقدّم.

ورواه يحيى بن ادم عن إسرائيل: الأمالي الخميسيّة: ١ / ٢٢٨ في عنوان الحديث الحادي عشر، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٨٢ ح ١٣١٤.

ورواه عبيد بن الصباح عن أبي إسحاق: معجم السفر للسلفي: ٤٢٠: ١٤٢٦ ترجمة هبة الله بن عبد الرحمان بن حمد الدوني.

٣٠ - ورواه المصنّف أيضاً في كتاب عمل اليوم والليلة من السنن الكبرى: ٦ / ١٦٤: ١٠٤٧٦.

٥٧

بن واقد، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ قال:قال النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم):

(ألا أعلّمك دعاءً إذا دعوت به غُفر لك، وإن كنت مغفوراً لك)؟

قلت: بلى.

قال: (لا إله إلاّ الله العليّ العظيم، لا إله إلاّ الحليم الكريم، لا إله إلاّ الله، سبحان الله ربّ العرش العظيم).

قال أبو عبد الرحمان: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلاّ أربعة أحاديث ليس هذا منها، وإنّما أخرجناه لمخالفة الحسين بن واقد لإسرائيل ولعليّ بن صالحت، والحارث الأعور ليس بذاك في الحديث، وعاصم بن ضمرة أصلح منه.

____________________

ورواه عن الفضل بن موسى أيضاً كلّ من: عليّ بن خشرم وعليّ بن حجر وعليّ بن الحسين بن واقد: كما في صحيح الترمذي: ٥ / ٥٢٩: ٣٥٠٤ باب ٨١ من كتاب الدعوات، والقطيعي: ح ١٧٥ من فضائل أحمد، والمعجم الصغير للطبراني: ١ / ٢٧٠: ٧٦٣ في ترجمة قيس بن مسلم، وتاريخ بغداد للخطيب ١٢ / ٢٦٣ في ترجمة قيس بن مسلم بسنده عن الطبراني.

ورواه المصنّف أيضاً في السنن الكبرى برقم ١٠٤٧٥ قال: أخبرنا أحمد بن عثمان قال: حدّثنا شريح بن مَسلَمة قال: حدّثنا إبراهيم بن يوسف [ بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي ]، عن أبيه، عن أبي إسحاق... نحوه.

ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق: كما في العلل للدار قطني: ٤ / ٩.

ورواه عبد الله بن جعفر عن عليّ: كما في السنن الكبرى في عمل اليوم والليلة وغيره وله أسانيد كثيرة.

ورواه عبد الله بن عبّاس عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أيضاً: كما في مسند أحمد والأمالي الخميسيّة وغيرهما.

٥٨

ذكر قول النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم):

قد امتحن الله قلب عليّ للإيمان

٣١ - أخبرنا محمّد بن عبد الله بن المبارك قال: حدّثنا الأسود بن عامر قال: حدّثنا شريك [ بن عبد الله النخعي ]، عن منصور [ بن المعتمر ]، عن رِبعي [ بن حراش ]، عن عليّ قال:

جاء النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) أُناس من قريش فقالوا: يا محمّد إنّا جيرانك وحلفاؤك، وإنّ أناساً من عبيدنا فقد أتوك، وليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه، إنّما فرّوا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا.

فقال لأبي بكر: (ما تقول)؟

____________________

٣١ - ورواه أحمد عن الأسود: المسند: ٢ / ٤٤٨: ١٣٣٦ إلى قوله: (فتغيّر وجه النبيّ).

ورواه ابن أبي شيبة عن الأسود: المصنَّف لابن أبي شيبة: ح ١٧ من فضائل عليّ (عليه السلام) من قوله: (يا معشر قريش...) إلى آخره.

ورواه السيوطي في جمع الجوامع: ٢ / ٥٣ والمتّقي في كنز العمّال: ١٣ / ١٢٧ ح ٣٦٤٠٢ عن أحمد وابن جرير وصحّحه وسعيد بن منصور... الحديث بطوله.

ورواه إسماعيل ابن بنت السدّي عن شريك: مختصر مسند الكلابي: ح ٢٤ المطبوع ذيل مناقب ابن المغازلي.

ورواه زيد بن الحباب عن شريك: منتخب مسند الكلابي: ح ٢٥.

ورواه أبو غسّان عن شريك: مستدرك الحاكم: ٤ / ٢٩٨.

ورواه محمّد بن سعيد الأصبهاني عن شريك: شرح معاني الآثار للطحاوي: ٤ / ٣٥٩، مستدرك الحاكم: ٢ / ١٣٧.

ورواه أبو نعيم عن شريك: مستدرك الحاكم: ٤ / ٢٩٨.

ورواه وكيع عن شريك: سنن الترمذي: ٥ / ٦٣٤: ٣٧١٥.

٥٩

فقال: صدقوا وإنّهم لجيرانك وأحلافك. فتغيّر وجه النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ثمّ قال لعمر (١) :(ما تقول)؟

قال: صدقوا إنّهم لجيرانك وحلفاؤك. فتغيّر وجه النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ثمّ قال:

(يا معشر قريش، والله ليبعثنّ الله عليكم رجلاً منكم قد امتحن الله قلبه

____________________

ورواه يحيى الحمّاني عن شريك: الفضائل لأحمد: ح ٢٢٧ برواية القطيعي، المناقب للخوارزمي: فصل ١٣ وفرائد السمطين: ح ١٣٦ وكلاهما عن طريق البيهقي.

وروى نحوه أبان بن صالح عن منصور: سنن أبي داود: ٣ / ٦٥، السنن الكبرى للبيهقي: ٩ / ٢٢٩.

ورواه سلمة بن كهيل عن منصور: مسند البزّار: ١ / ق ٧٩.

ورواه شعبة عن منصور: مناقب ابن المغازلي: ص ٥٤ ح ٧٨.

ورواه قيس بن مسلم وأبو كلثوم عن ربعي: تاريخ بغداد: ١ / ١٣٣ و ٨ / ٤٣٣ ترجمة أمير المؤمنين وربعي.

وللحديث ذيل من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) ورد في رواية الترمذي والحاكم والبزّار والقطيعي والكلابي قالوا: ثمّ قال عليّ:أما إنّي قد سمعت النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: (لا تكذبوا عليّ فمَن كذب عليّ متعمّداً فليلج النّار) . وهذا الذيل بما أنّه لا يثير حساسيّة الساسة والمتسلّطين على رقاب النّاس؛ لذلك ولغيره اكتفى به جماعة من المحدّثين فلاحظ: صحيح البخاري: ١ / ٣٨، وصحيح مسلم: ١ / ٩، والترمذي: ٥ / ٣٥: ٢٦٦٠ وابن ماجة: ١ / ١٣ ومسند أبي يعلى: ١ / ٣٩٤: ٥١٣ عن شريك عن منصور وص ٤٦١ ح ٦٧٢ عن شعبة عن منصور.

وورد الحديث من طريق عبد الرحمان بن عوف: رواه أبو يعلى وابن أبي شيبة والحاكم والخطيب وابن عساكر وغيرهم.

ومن طريق أبي سعيد الخدري: رواه الكلابي في مختصر مسنده: ح ٢٣، وبالهامش ثبت لمصادر عديدة.

(١) في الأصل (لعلي)، والتصويب من نسخة المكتبة الوطنيّة بطهران، وطبعة مصر، وسائر المصادر.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

عن مظاهر معاوية الزائفة، ليبرز حينئذٍ هو وسائر أبطال (الأمويّة) كما هُم جاهليّين، لم تخفق صدورهم بروح الإسلام لحظة، ثأريّين لم تُنسِهم مواهب الإسلام ومراحمه شيئاً من أحقادِ بدرٍ وأُحد والأحزاب.

وبالجملة فإنّ هذه الخطّة ثورةٌ عاصفة في سلمٍ لم يكن منه بُد، أملاه ظرفُ الحسن، إذ التبس فيه الحقّ بالباطل، وتسنّى للطغيان فيه سيطرةٌ مسلّحةٌ ضارية.

وما كان الحسن ببادئ هذه الخطّة ولا بخاتمها، بل أخذها فيما أخذه من إرثه، وتركها مع ما تركه من ميراثه، فهو كغيره من أئمّة هذا البيت، يسترشد الرسالة في إقدامه وفي إحجامه، امتُحن بهذهِ الخطّة فرضَخ لها صابراً محتسباً وخرجَ منها ظافراً طاهراً، لم تُنجّسه الجاهليّة بأنجاسها، ولم تُلبسه من مُدلهمّات ثيابها.

أخذ هذه الخطّة من صلح (الحديبيّة) فيما أثَر من سياسة جدّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وله فيه أسوةٌ حسنة، إذ أنكر عليه بعضُ الخاصّة مِن أصحابه كما أنكر على الحسن صُلح (ساباط) بعض الخاصّة من أوليائه، فلم يهن بذلك عزمه، ولا ضاق به ذرعه.

تهيّأ للحسن بهذا الصلح أنْ يَغرس في طريق معاوية كميناً من نفسه، يثور عليه من حيث لا يشعر فيُرديه، وتسنّى له به أْن يلغم نصر الأمويّة ببارود الأمويّة نفسها، فيجعل نصرها جفاء، وريحا هباء.

لم يطل الوقت حتّى انفجرت أُولى القنابل المغروسة في شروط الصلح، انفجرت من نفس معاوية يوم نشوته بنصره، إذ انضم جيش العراق إلى لوائه في النخيلة، فقال - وقد قام خطيباً فيهم -:( يا أهل العراق، إنّي والله لم أُقاتلكم لتصلّوا ولا لتصوموا، ولا لتزكّوا، ولا لتحجّوا، وإنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وانتم كارهون.

ألا وأنّ كلّ شيء أعطيته للحسن بن عليّ جعلته تحتَ قدمَيَّ هاتين!) .

فلمّا تمّت له البيعة خطب فذكر عليّاً فنال منه، ونال من الحسن، فقام الحسين

١٦١

ليردّ عليه، فقال له الحسن:(على رسلك يا أخي) .

ثمّ قال (عليه السلام) فقال:(أيها الذاكر عليّاً! أنا الحسنُ وأبي عليّ، وأنتَ معاوية وأبوك صخر، وأُمّي فاطمة وأُمّك هند، وجدّي رسولُ الله وجدّك عتبة، وجدّتي خديجة وجدّتك فتيلة، فلعنَ الله أخملنا ذكراً وألأَمَنا حسباً، وشرّنا قديماً، وأقدمنا كفراً ونفاقاً!).

فقالت طوائف من أهل المسجد: (آمين).

ثمً تتابعت سياسة معاوية، تتفجّر بكلّ ما يُخالف الكتاب والسنة مِن كلّ منكرٍ في الإسلام، قتلاً للأبرار، وهتكاً للأعراض، وسلباً للأموال، وسجناً للأحرار، وتشريداً للمصلحين، وتأييداً للمفسدين الذين جعلهم وزراء دولته، كابن العاص، وابن شعبة، وابن سعيد، وابن ارطاة، وابن جندب، وابن السمط، وابن الحكَم، وابن مرجانة، وابن عقبة، وابن سميّة الذي نفاه عن أبيه الشرعي عبيد، وألحقه بالمسافح أبيه أبي سفيان ليجعله بذلك أخاه، يسلّطه على الشيعة في العراق، يسومهم سوء العذاب، يذبّح أبناءهم، ويستَحيي نساءهم، ويفرّقهم عباديد، تحت كلّ كوكب، ويحرق بيوتهم، ويصطفي أموالهم، لا يألو جهداً في ظلمهم بكلّ طريق.

ختم معاوية منكراته هذه بحمل خليعه المهتوك على رقاب المسلمين، يعيث في دينهم ودنياهم، فكان من خليعه ما كان يوم الطف، ويوم الحرّة، ويوم مكّة إذ نصب عليها العرادات والمجانيق!.

هذه خاتمة أعمال معاوية، وإنّها لتلائم كلّ الملاءمة فاتحة أعماله القاتمة.

ومهما يكن من أمر، فالمهم أنّ الحوادث جاءت تفسيرَ خطّة الحسن وتجلوها، وكان أهمّ ما يرمي إليه سلام الله عليه، أنْ يرفع اللثام عن هؤلاء الطغاة، ليحوّل بينهم وبين ما يبيتون لرسالة جدّه من الكيد.

وقد تمّ له كلّ ما أراد، حتّى برح الخفاء، وآذن أمر الأمويّة بالجلاء.

١٦٢

وبهذا استتب لصنوه سيّد الشهداء أنْ يثور ثورته التي أوضح الله بها الكتاب، وجعله فيها عبرة لأولي الألباب.

وقد كانا (عليهما السلام) وجهين لرسالة واحدة، كلّ وجه منهما في موضعه منها، وفي زمانه من مراحلها، يكافئ الآخر في النهوض بأعبائها ويوازنه بالتضحية في سبيلها.

فالحسن لم يبخل بنفسه، ولم يكن الحسين أسخى منه بها في سبيل الله، وإنّما صان نفسه، ويجنّدها في جهادٍ صامت، فلمّا حان الوقت كانت شهادة كربلاء شهادة حسنيّة، قبل أنْ تكون حسينيّة.

وكانا (عليهما السلام) كأنّهما متّفقان على تصميم الخطّة: أنْ يكون للحسن منها دورَ الصابر الحكيم، وللحسين دور الثائر الكريم، لتتألّف من الدورين خطّة كاملة ذاتَ غرضٍ واحد.

وقد وقف الناس - بعد حادثتَي ساباط والطف - يمعنون في الأحداث فيَرَون في هؤلاء الأمويّين عصبةً جاهليّةً منكرة، بحيث لو مثّلت العصبيّات الجلفة النذلة الظلُوم لم تكن غيرهم، بل تكون دونهم في الخطر على الإسلام وأهله.

نعم أدرك الرأي العام بفضل الحسن والحسين وحكمة تدبيرهما، كلّ خافيةٍ من أمر (الأمويّة) وأُمور مسدّدي سهمها على نحوٍ واضح.

أدرك - فيما يتّصل بالأمويّين - أنّ العلاقة بينهم وبين الإسلام إنّما هي علاقة عِداءٍ مُستحكَم، ضرورة أنّه إذا كان المُلك هو ما تَهدِف إليه الأمويّة، فقد بلغه معاوية، وأتاحه له الحسن، فما بالها تلاحقه بالسمّ وأنواع الظلم والهضم، وتتقصّى الأحرار الأبرار من أوليائه لتستأصل شأفتهم وتقتلع بذرتهم؟!..

وإذا كان المُلك وحده هو ما تهدف إليه الأمويّة، فقد أُزيح الحسين من الطريق، وتمّ ليزيد ما يُريد، فما بالها لا تكفّ ولا ترعوي، وإنّما تُسرف أقسى ما

١٦٣

يكون الإسراف والإجحاف في حركةٍ من حركات الإفناء على نمطٍ من الاستهتار، لا يُعهد في تاريخ الجزّارين والبرابرة!!..)(١) .

ثانياً: ردّ سيرة الرسول محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومعطياتها إلى أُصول نصرانيّة أو يهوديّة: فقد كتب المُستشرق(درمنغهام) في ذلك قائلاً: (إنّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في إحدى الرحلات إلى الشام، التقى بالراهب بُحيرى في جوار مدينة بُصرى، وإنّ الراهب رأى فيه علامات النبوّة على ما تدلّه عليه أنباء الكُتب الدينيّة. وفي الشام عرفَ محمّد أخبار الروم ونصرانيّتهم وكتابهم، ومناوأة الفرس من عبّاد النار لهم وانتظار الوقيعة بهم).

ويستطرد درمنغهام في محاولته لإثبات تأثير النصرانيّة على سيرة الرسول محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيقول: (... لم تكن المضاربات الجدليّة لتصرفه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن التأثر بغير الحوادث ودروسها، وحوادثٌ أليمةٌ - كَوفاة أبنائه - جديرةٌ بأنْ تستوقف تفكيرهُ، وأنْ تصرفه كلّ واحدةٍ منها إلى ما كانت خديجة تتقرّب به إلى أصنام الكعبة، وتنحر لهُبَل واللات والعزّى ومناة الثالثة الأُخرى، تريد أنْ تفتدي نفسها من ألم الثكل، فلا يفيد القربان ولا تجدي النحور...

لا ريب إنْ كانت عبادة الأصنام قد بدأت تتزعزع في النفوس، تحت ضغط النصرانيّة الآتية من الشام مُنحدرةً إليها من الروم، ومن اليمن، متخطّية إليها من خليج العرب (البحر الاحمر من بلاد الحبشة). ويستمرّ درمنغهام في نظريّته لتنصير سيرة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في قومه فيقول: (... فلمّا كانت سنة ٦١٠م أو نحوها كانت الحالة النفسيّة التي يُعانيها محمّد على أشدّها، فقد أبهظت عاتقهُ العقيدة بأنّ أمراً جوهريّاً ينقصهُ وينقص قومه، وأنّ الناس نَسوا هذا الأمر الجوهري، وتشبّث كلٌ بصنم قومهِ وقبيلته، وخشيَ الناس الجنّ

____________________

(١) لمزيد من التفصيل في أسرار صلح الإمام الحسن (عليه السلام) راجع: آل ياسين، الإمام الشيخ راضي - صلح الحسن (عليه السلام).

١٦٤

والأشباح والبوارح، وأهملوا الحقيقة العليا، ولعلّهم لم ينكروها، ولكنّهم نسوها نسياناً هو موت الروح... ولقد عرف أنّ المسيحيّين في الشام ومكّة لهم دين أُوحيَ به (!) وأنّ أقواماً غيرهم نزلت عليهم كلمة الله، وأنّهم عرفوا الحقّ ووَعَوه أنْ جاءهم علم من أنبيّاء أُوحي إليهم به، وكلّما ضلّ الناس بعثت السماء إليهم نبيّاً يهديهم إلى الصراط المستقيم، ويذكرهم بالحقيقة الخالدة.

وهذا الدين الذي جاء بهِ الأنبياء في كلّ الأزمان دين واحد، فكلّما أفسده الناس جاءهم رسول من السماء يقوّم عوجهم، وقد كان الشعب العربي يومئذٍ في أشدّ تيهاء الضلال، أما آن لرحمة الله أنْ تظهر فيهم مرّة أُخرى وأنْ تهديهم إلى الحق؟)(١) .

ويتحدّث عن هذا التزوير للحقائق التاريخيّة الأُستاذ جواد عليّ قائلاً:( إنّ معظم المستشرقين النصارى هُم مِن طبقة رجال الدين، أو ممّن تخرّج من كليّات اللاهوت، وهُم عندما يتطرّقون إلى الموضوعات الحسّاسة من الإسلام يُحاولون جهد إمكانهم ردّها إلى أصل نصراني. وطائفة المستشرقين من اليهود يُجهدون أنفسهم لردّ كل ما هو إسلامي وعربي لأصلٍ يهودي، وكلتا الطائفتين في هذا الباب تبع لسلطان العواطف والأهواء)(٢) .

وفي كتابٍ آخر عمل مستشرق وهو قسّيس انجليكاني على عقد عدّة مقارنات ليظهر إن الإسلام كان حقّاً صورة غير محكمة أو مشوهة للنصرانيّة(٣) .

ثالثاً: اعتماد منهج كيفي مناقض للمنهج العلمي في تناول السيرة الشريفة للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام): وإلى ذلك أشار الدكتور جواد عليّ من أنْ (كيناني)

____________________

(١) درمنغهام، أميل - (حياة محمّد) عن رشيد رضا، محمّد (الوحي المحمّدي) ص١٠٠ - ص١٠٨.

(٢) علي، جواد - (تاريخ العرب في الإسلام) - الجزء الأوّل (السيرة النبويّة) ص٩ - ١١.

(٣) د. خليل، عماد الدين - (المستشرقون والسيرة النبويّة) - مجلّة منار الإسلام العدد ٧.

١٦٥

وهو من كِبار المستشرقين الأوائل الذين كتبوا عن حياة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، كان يعتمد منهجاً معكوساً في البحث يذكّرنا بكثير من المختصّين الجُدد في حقل التاريخ الإسلامي، والذين يعملون وفْق منهج خاطئ من أساسه، إذ أنّهم يتبنّون فكرة مُسبقة ثمّ يجيئون إلى وقائع التاريخ لكي يستلّوا منها ما يؤيّد فكرتهم ويستبعدوا ما دون ذلك، فلقد كان (كيناني) ذا رأيٍ وفكرة، وضع رأيه وكونه في السيرة قبل الشروع في تدوينها.

فلمّا شرع فيها استعان بكلّ خبر من الأخبار ظفر به، ضعيفها وقويّها، وتمسّك بها كلّها ولا سيما ما يُلائم رأيه. لم يُبال بالخبر الضعيف، بل قوّاه وسنده وعدّه حجّة وبنى حكمه عليه، ومَن يدري فلعلّه كان يعلم بسلاسل الكذِب المشهورة والمعروفة عند العلماء، ولكنّه عفا عنها وغضَّ نظره عن أقوال أولئك العلماء فيها؛ لأنّه صاحب فكرة يريد إثباتها بأيّة طريقةٍ كانت، وكيف يتمكّن من إثباتها وإظهارها وتدوينها، إذا ترك تلك الروايات وعالجها معالجةَ نقدٍ وجرحٍ وتعديل على أساليب البحث الحديث؟)(١) .

وأشار أيضاً(ايتين القيم) إلى بعض الآراء حول هذا المنهج قائلاً: (لقد أصاب الدكتور سنوك هرمزونية بقوله:

(إنّ سيرة محمّد الحديثة تدلّ على أنّ البحوث التاريخيّة مقضيٌّ عليها بالعقم، إذا سُخّرت لأيّه نظريّةٍ أو رأيٍ سابق). هذه حقيقة يَجمل بمستشرقيّ العصر جميعاً أنْ يضعوها نصب أعينِهم، فإنّها تشفيهم من داء الأحكام السابقة، التي تكلّفهم من الجهود ما يُجاوز حدّ الطاقة فيصلون إلى نتائج لا شكّ خاطئة، فقد يحتاجون في تأييد رأيٍ من الآراء إلى هدم بعض الأخبار وليس هذا بالأمر الهيّن، ثمّ إلى بناء أخبار تقوم مقام ما هدموا، وهذا أمرٌ لا ريب مستحيل.

إنّ العالم في القرن العشرين يحتاج إلى معرفة كثير من العوامل

____________________

(١) علي، جواد - (تاريخ العرب في الإسلام) - الجزء الأوّل (السيرة النبويّة) ص٩٥.

١٦٦

الجوهريّة، كالزمن والبيئة والإقليم والعادات والحاجات والمطامع والميول إلى آخره، لا سيّما إدراك تلك القُوى الباطنة، التي لا تقع تحت مقاييس المعقول والتي يعمل بتأثيرها الأفراد والجماعات)(١) .

وهناك المئات من مفردات المنهج الكيفي والتفسير على ضوء المسبقات والخلفيّات الخاصّة للنصوص التاريخيّة، في العديد من مؤلّفات وكتابات المستشرقين خصوصاً الأوائل منهم، فمثلاً (بروكلمان)(٢) ، لا يشير إلى دور اليهود في تأليب الأحزاب على المدينة ولا إلى نقض بني قريظة عهدها مع الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، في أشدّ ساعات محنته، لكنّه يقول: (ثمّ هاجم المسلمون بني قريظة الذين كان سلوكهم غامضاً على كلّ حال)(٣) ... أمّا (إسرائيل ولفنسون) فيتغاضى عن حادثة نعيم بن مسعود في معركة الخندق، كسببٍ في انعدام الثقة بين المشركين واليهود.

رابعاً: تصوير مواقف الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من اليهود وقبائل العرب الجاهليّة، على أنّها ظلمٌ وتعسّف. ومن أمثلة ذلك ما أشار إليه المستشرق (اسرائيل ولفنسون) بصدد مهاجمة يهود بني النضير، حيث إنّه لا يقرّ بما قاله مؤرّخو الإسلام، من أنّ سبب إعلان الحرب على يهود بني النضير هو محاولتهم اغتيال الرسول محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فيقول: (... لكنّ المستشرقين ينكرون صحّة هذه الرواية ويستدلّون على كذِبها بعدم وجود ذكر لها في سورة الحشر التي نزلت بعد إجلاء بني النضير. والذي يظهر

____________________

(١) القيم، ايتين - (الشرق كما يراه الغرب) - المقدّمة ص٤٣ - ٤٤.

(٢) بروكلمان، كارل ( pockelmann ١٨٦٨ - ١٩٥٦م): مستشرق ألماني يُعتبر أحد أبرز المستشرقين في العصر الحديث. أشهر آثاره: (تاريخ الأدب العربي) في خمسة مجلّدات (١٨٩٨ - ١٩٤٢م)، و(تاريخ الشعوب والدول الإسلاميّة)(عام ١٩٣٩م)، وقد نقلهُ إلى العربيّة نبيّه أمين فارس ومنير البعلبكّي / عن البعلبكّي، منير - موسوعة المورد - المجلّد الثاني ص١٢٠.

(٣) بروكلمان، كارل - (تاريخ الشعوب الإسلامية) ص٥٣ - ٥٤.

١٦٧

لكلّ ذي عينين أنّ بني النضير لم يكونوا ينوون الغدر بالنبيّ واغتياله على مثل هذه الصورة؛ لأنّهم كانوا يخشون عاقبة فعلهم من أنصاره، ولو أنّهم كانوا ينوون اغتياله غدراً لما كانت هناك ضرورة لإلقاء الصخرة عليه من فوق الحائط، كان في استطاعتهم أنْ يفاجئوه وهو يُحادثهم إذ لم يكن معه غير قليلٍ من أصحابه)(١) .

أمّا المستشرق(فلهاوزن) فيقول:( لم يبقَ الإسلام على تسامحه بعد بدر، بل شرَع في الأخذ بسياسة الإرهاب في داخل المدينة، وكانت إثارة مشكلة المنافقين علامة على ذلك التحوّل... أمّا اليهود فقد حاول أنْ يُظهرهم بمظهر المعتدين الناكثين للعهد، وفي غضون سنوات قليلة أخرج كلّ الجماعات اليهوديّة أو قضى عليها في الواحات المحيطة بالمدينة، حيث كانوا يكوّنون جماعات متماسكة كالقبائل العربيّة، وقد التمس لذلك أسباباً واهية...) (٢) .

ويتعاطف المستشرق(مرجليوث) مع اليهود، ويرى أنّ اقتحام خيبر محضَ ظلمٍ نزل باليهود لا مبرّر له على الإطلاق(٣) .. ويُؤاخذ المستشرق(نولدكه) القبائل العربيّة، على عدم تحالفهم الدقيق في مواجهة الرسول محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ويتمنّى (لو أنّ القبائل العربيّة استطاعت أنْ تعقد بينها محالفات عربيّة دقيقة ضدّ محمّد؛ للدفاع عن طقوسهم وشعائرهم الدينيّة، والذود عن استقلالهم، إذن لأصبح جهادَ محمّد جندهَم غير مجدٍ، إلاّ أنّ عجم العربي عن أنْ يجمع شتات القبائل المتفرّقة قد سمح له أنْ يخضعهم لدينه، القبيلة تلو الأُخرى، وأنْ ينتصر عليهم بكلّ وسيلة، فتارةً بالقوّة وتارةً بالمحالفات الوديّة والوسائل السلميّة)(٤) .

____________________

(١) ولفنسون، إسرائيل - (تاريخ اليهود في بلاد العرب) - ص١٣٠ - ١٣٧.

(٢) فلهاوزن، يوليوس - (الدولة العربيّة وسقوطها) - ص١٥ - ١٦.

(٣) الدكتور خليل، عماد الدين - (المستشرقون والسيرة النبويّة) مجلّة منار الإسلام - العدد ٧.

(٤) نولدكه، ثيودور - (تاريخ العالم للمؤرّخين) الجزء ٨ - ص١١.

١٦٨

خامساً: تصوير سيرة النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على أنّها نتاج بيئته: يقول المستشرق(جب):

( إنّ محمّداً ككلّ شخصيّة مُبدعة، قد تأثّرت بضرورات الظروف الخارجيّة عنه المحيطة به، من جهة أُخرى قد شقّ طريقاً جديداً بين الأفكار والعقائد السائدة في زمانه، والدائرة في المكان الذي نشأ فيه... وقليل ما هو معروف - على سبيل التأكيد - عن حياته وظروفه المبكّرة... ولكن الشيء الذي يصحّ أنْ يُبحث ماضيه الاجتماعي....

لقد كان أحد سكان (مدينة) غير رئيسيّة، وليس هناك ما يصحّ أنْ يصوّره بأكثر من أنّه (بدوي)، شارك في الفكرة والنظرة في الحياة التي كانت للبدو الرُحّل من الناس، و(مكّة) في ذات الوقت لم تكن خلاءً بعيداً عن صخب العالم، وعن حركته في التعامل، بل كانت مدينة ذات ثروة اقتصاديّة، ولها حركة دائبة كمركز للتوزيع التجاري بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسّط.

و(سكّانها) مع احتفاظهم بطابع البساطة العربيّة الأوليّة في سلوكهم ومنشآتهم، اكتسبوا معارفَ واسعةً بالإنسان والمدن، عن طريق تبادلهم الاقتصادي والسياسي مع العرب الرحل، ومع الرسميّين من رجال الإمبراطوريّة الرومانيّة، وهذه التجارب قد كوّنت في زعماء مكّة ملَكات عقليّة، وضروباً من الفطنة وضبط النفس لم تكن موجودةً عند كثير من العرب.

ثمّ إنّ (السيادة الروحيّة) التي اكتسبها المكّيون من قديم الزمان على العرب الرحّل، زادت قوّةً ونموّاً بفضل الإشراف على عدد من (المقدّسات الدينيّة) التي وجِدت داخل مكّة وبالقرب منها، وانطباع هذا الماضي الممتاز لـ (مكّة)، يمكن أنْ نقف على أثره واضحاً في كلّ ادوار حياة محمّد...

وبتعبيرٍ إنساني: إنّ محمّداً نجح لأنّه كان واحداً من المكّيّين!... ولكن بجانب هذا الازدهار في(مكة)، كانت هناك ناحية أُخرى مظلمة خلّفتها تلك الشرور المعروفة لجماعة اقتصاديّة ثريّة، فيها فجوات واسعة من الغنى والفقر! هذه الناحية، هي ناحية الإجرام الإنساني الذي تمثّل في الأرقّاء

١٦٩

والخدَم وفي الحواجز الاجتماعيّة... وواضح من دعوة محمّد الصارخة إلى مكافحة الظلم الاجتماعي، أنّ هذه الناحية كانت سبباً من الأسباب العميقة لثورته الداخليّة (النفسيّة)) !(١)

ويستطرد (جب) في محاولته لإثبات أنّ الاتّجاه الديني للرسول محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وسعْيه لإنشاء حكومة دينيّة وجماعة دينيّة، إنّما كان بتأثير الطابع القدسي الديني لمكّة وزعامتها الدينيّة لباقبي المدن العربيّة الأُخرى، وارتباط وضعها الاقتصادي بهذه الزعامة الدينيّة، الذي أدّى إلى وقوع الصراع بينهم وبين الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من أجل ذلك، فيقول (جب): (ولكن نواة هذه الثورة النفسيّة لم تظهر في صورة (إصلاح اجتماعي)، بل بدلاً من ذلك دفعته إلى (اتجاه ديني) أعلنه في اعتقادٍ ثابت لا يتأرجح: بأنّه رسولٌ من الله، لينذر أتباعه بإنذار الرسُل الساميّين القديم: توبوا، فجزاء الله حق!!. وكل ما وُجِد بعد ذلك كان نتيجةً منتظرة للتصادم بين هذا الاعتقاد (بأنّه رسول) وبين الكفر به، ومعارضته من فريقٍ بعد فريق....

وهناك حقيقة واحدة مؤكّدة (في تاريخه) وهي: أنّ الدافع له كان (دينيّاً) على الإطلاق، فمن بدء حياته كداعٍ كانت نظرته إلى الأشخاص والأحداث وحكمه عليها نظرة تأثر فيها، بما عنده من صورة عن الحكومة الدينيّة وأغراضها في عالم الإنسان!!.. ومحمّد في البداية، لم يكن نفسه على علمٍ بأنّه صاحب دعوةٍ إلى دين جديد! بل كانت معارضة المكّيّين له، وخصومتهم له من مرحلةٍ إلى أُخرى، هي التي قادته أخيراً وهو بالمدينة - بعد أنّ هاجر إليها - إلى إعلان الإسلام كجماعة دينيّة جديدة، بإيمانها الخاص، وبمنشآتها الخاصّة.

ويبدو أنّ معارضة المكّيّين له لم تكن محافظتهم وتمسّكهم بالقديم، أو

____________________

(١) جب، (المذهب المحمّدي) ص٤٧.

١٧٠

بسبب عدم رغبتهم في الإيمان، بل ترجع أكثر ما ترجع إلى أسباب سياسيّة واقتصاديّة، لقد تملّكهم الخوف من آثار دعوته، التي تؤثّر على ازدهارهم الاقتصادي وبالأخص تلك الآثار التي يجوز أنْ تلحق ضرراً بالقيمة الاقتصاديّة لمقدّساتهم... وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ المكيّين قد تصوّروا - أسرع ممّا تصوّر محمّدٌ نفسه - أنّ قبولهم لتعاليمه ربّما يُمهّد لنوعٍ معقّد من السلطة السياسيّة داخل جماعتهم، التي كانت تحكمها فئة قليلة حتّى ذلك الوقت)(١) .

سادساًَ: يقول الدكتور(رشدي فكار): إنّ محاولة المستشرقين تحقيق مخطّطاتهم بالنفاذ من باب السيرة النبويّة، والتعامل معها كتراث بشري دنيوي، لا كمعتبِر لوحي السماء. وقد قام المستشرق (جولد صيهر) بدور رئيس في التشكيك بصدق السنة النبويّة، حيث ادّعى هو وغيره أنّها جُمِعت بعد وفاة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بوقتٍ طويل، وهذا يفقدها الكثير من مصداقيّتها، بل راح إلى أبعد من ذلك، فادّعى أنّ الحديث النبوي هو نتيجة لتطوّر المسلمين.

أمّا المستشرق(الفريد غيوم) في كتابه (الحديث في الإسلام) والمستشرق(تريثون) في كتابه (الإسلام عقيدة وعمل)، فقد حاول كل منهما الطعن في طرق جمع السنة المطهرة، زاعمين أنّ السنة النبويّة الصحيحة لم يُكتب لها البقاء؛ لأنّها لم تدوّن، بل كانت تُتناقل شفاهةً بين الأفراد لمدّة قرنين من الزمان(٢) .

ويشير المستشرق(درمنغهام) إلى هذه الادّعاءات، ويذكر لنا نمطاً آخر منها فيقول: (من المؤسف حقّاً أنْ غالى بعض هؤلاء المتخصّصين - من أمثال (موبر) و(مرجليوث) و(نولدكه) و(سبرنجر) و(دوزي) و(كيتاني) و(مارسين) و(غريم) و(جولد صيهر) و(غود فروا) وغيرهم - في النقد أحيانا، فلم تزل كتبهم عاملَ هدمٍ على الخصوص، ومن المُحزن

____________________

(١) جب، (المذهب المحمّدي) - ص٢٧ - ٢٩.

(٢) الجندي، أنور - (أبرز أهداف المستشرقين) - مجلّة منار الإسلام - العدد ٨ السنة ١٤.

١٧١

ألاّ تزال النتائج التي انتهى إليها المستشرقون سلبيّةً ناقصة...

ومن دواعي الأسف أنْ كان الأب(لامانس)، الذي هو من أشهر المستشرقين المعاصرين من أشدّهم تعصّباً، وأنّه شوّه كتبه الرائعة الدقيقة وأفسدها بكرهه للإسلام ونبيّ الإسلام، فعند هذا العالِم اليسوعي أنّ الحديث إذا وافق القرآن كان منقولاً عن القرآن، فلا أدري كيف يُمكن تأليف التاريخ، إذا اقتضى تطابق الدليلين تهادمهما بحكم الضرورة، بدلاً من أنْ يؤيّد أحدهما الأخر؟)(١) .

والأكثر غرابة هو موقف بعض المستشرقين من القرآن كمصدر أساسي من مصادر السيرة النبويّة، فهم ينفون الكثير من وقائع السيرة إذا لم تكن واردة في القرآن الكريم، وهم بعبارةٍ أُخرى، يريدون أنْ يُوهموا بهذه الحجّة أنّ عمليّة انتقائهم المغرضة لبعض وقائع السيرة، وترك البعض الأخر - بهدف هدم هذه السيرة ونفيها - لم يكن جزافاً، بل كان على أساس الاتّكاء على المصدر الفيصل لدى المسلمين، في بيان حقائق دينهم ونبيّهم.

ومن الأمثلة على ذلك ما يدّعيه المستشرق(شبنغلر) (٢) من أنّ اسم النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ورد في أربع سوِر من القرآن هي آل عمران والأحزاب ومحمّد والفتح، وكلّها سوِر مدنيّة، ومِن ثمّ فإنّ لفظة(محمّد) لم تكن اسم علَم للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل الهجرة، وإنّما اتّخذه بتأثير قراءته للإنجيل واتّصاله بالنصارى(٣) ، ومن الأمثلة أيضاً ما أشار إليه المستشرق(إسرائيل

____________________

(١) درمنغهام، إميل - (حياة محمّد) - المقدّمة ص٨، ١٠ - ١١.

(٢) شبنغلر، (أوزوولد Spengler Oswald ١٨٨٠ - ١٩٣٦م): فيلسوف ألماني قال بأنّ الحضارات تولد وتنضج ثمّ تموت كالكائنات الحيّة سَواء بسواء، وأنّ الحضارة الغربيّة المعاصرة هي في طريقها إلى الموت، وبأنّ حضارة أُخرى جديدة من آسيا سوف تحلّ محلّها، أهمّ آثاره: (انحطاط الغرب) وهو يقع في مجلّدين.

عن البعلبكّي، منير - موسوعة المورد م٩ ص١٠١.

(٣) علي، جواد. (تاريخ العرب في الإسلام) الجزء الأول ص٧٨ وهوامشها، ويمكننا أنْ ننقض على (شبنغلر) هذا فنسأله: إذا كان النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد التقط اسم محمّد من خلال قراءته لنبوءات الإنجيل، = فأين إذن (محمّد) الحقيقي الذي بُشر به في كتب النصارى؟

١٧٢

ولفنسون) - الذي مرّ ذكره - بصدد مهاجمة يهود بني النضير، من أنّ مؤرّخي المسلمين يذكرون سبباً آخر لإعلان الحرب على هذه الطائفة اليهوديّة، ذلك هو محاولتهم اغتيال الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

ويدّعي(ولفنسون) أنّ المستشرقين يقولون بغير ذلك فيقول: (لكنّ المستشرقين ينكرون صحّة هذه الرواية ويستدلّون على كذبها بعدم وجودِ ذكرٍ لها في سورة الحشر، التي نزلت بعد إجلاء بني النضير)(١) .

ويُعتبر ما ذكره(مونتغمري وات) - بصدد تثبيت الشبهات وتكريس الشكوك حول معطيات السيرة النبويّة، ومصداقيّتها القدسيّة، على أساس الدليل والحجّة القاطعة - قناعاً يقنع به ذلك المنهج الاعتباطي المُغرض؛ لأنّه هو نفسه لم يلتزم بما قاله، وكشف من خلال كتاباته زيف ادّعائه وحقيقة منهجه الكيفي، ممّا يجعلنا نتحفّظ من قوله: (إذا أردنا أنْ نصحّح الأغلاط المكتسبة من الماضي بصدد (محمّد)، فيجب علينا في كلّ حالة من الحالات لا يقوم الدليل القاطع على ضدّها أنْ نتمسّك بصلابة بصدقه، ويجب أنْ لا ننسى أيضاً أنّ الدليل القاطع يتطلّب لقبوله أكثر من كونه ممكناً، وأنّه في مثل هذا الموضوع يصعب الحصول عليه)(٢) .

سابعاً: الانطلاق من المنطق الوضعي العلماني، وطريقة التفكير الأوربيّة في تناول السيرة الشريفة للنبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام): حاول المستشرقون أنْ يخترقوا السيرة النبويّة، ويُخضعوا حياة نبيّ الإسلام (محمّد) (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام) لعلوم الغربيّين في التربية والسيكولوجيا(٣) .

إنّ المنطق الوضعي العلماني والرؤية الأوربيّة في منهج البحث التاريخي أدّى

____________________

(١) ولفنسون، إسرائيل - (تاريخ اليهود في بلاد العرب) - ص١٣٥ - ١٣٧.

(٢) وات، مونتغمري - (محمّد في مكّة) - ص٩٤.

(٣) الجندي، أنور - (أبرز أهداف المستشرقين) - مجلّة منار الإسلام العدد ٨ - السنة ١٤.

١٧٣

إلى أنْ تقع مجموعة من المستشرقين في تزوير وتحريف الحقائق التاريخيّة، منها قولهم: (إنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يكن يخطو خطوةً واحدة، وهو يعلم مسبقاً ما الذي يليها...)، أي إنّه كان يتحرّك وفق ما تمليه عليه الظروف الراهنة من متطلّبات ولوازم، دونما أيّ تخطيط شمولي وأُفقٍ عالمي، كما هو وارد في القرآن الكريم ومتواتر فيما نُقل من السيرة النبويّة.

ومن أبرز من تبنّى هذه المقولة هو المستشرق(فلهاوزن) ومجموعته الاستشراقيّة، إذ قالوا بإقليميّة دعوة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للإسلام في عصرها المكّي، وإنّه لم ينتقل إلى المرحلة العالميّة - في العصر المدني - إلاّ بعد أنْ أتاحت له الظروف ذلك، ولم يكن ليفكّر بذلك من قبل.

وقد أشار المستشرق(سير توماس أرنولد) إلى هذه الرؤية الخاطئة لدى زملائهِ بقوله: (من الغريب أنْ ينكر بعض المؤرّخين أنّ الإسلام قد قُصد به مؤسّسه في بادئ الأمر، أنْ يكون ديناً عالميّاً برغم هذه الآيات البيّنات)(١) .

وقد سبقَت الإشارة إلى أنّ المستشرق الفرنسي(دينيه)، الذي أعلن إسلامه قال في هذا الصدد أيضاً: (إنّه من المتعذّر إنْ لم يكن من المستحيل، أنْ يتجرّد المُستشرقون عن عواطفهم وبيئتهم نزعاتهم المختلفة، وإنّهم لذلك قد بلغ تحريفهم لسيرة النبيّ والصحابة مَبلغاً يُخشى على صورتها الحقيقيّة من شدّة التحريف فيها، ورغم ما يزعمون من أتباعهم لأساليب النقد البريئة ولقوانين البحث العلمي الجاد، فإنّا نلمس من خلال كتاباتهم محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يتحدّث بلهجةٍ ألمانيّة إذا كان المؤلّف ألمانيّاً، وبلهجةٍ إيطاليّة إذا كان الكاتب إيطاليّاً.

وهكذا تتغيّر صورة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بتغيّر جنسيّة الكاتب، وإذا بحثنا في هذهِ السيرة عن الصورة الصحيحة فأنا لا نكاد نجد لها من أثر.

إنّ المستشرقين يقدّمون لنا صوراً خياليّة

____________________

(١) أرنولد، سير توماس - (الدعوة إلى الإسلام) - ص٤٨.

١٧٤

هي أبعد ما تكون عن الحقيقة، إنّها أبعد عن الحقيقة من أشخاص القصص التأريخيّة التي يؤلّفها أمثال (وولتر سكوت) و(الكسندر دوماس).

وذلك أنّ هؤلاء يصوّرون أشخاصا من أبناء قومهم، فليس عليهم إلاّ أنْ يحسبوا حساب اختلاف الأزمنة، أمّا المُستشرقون فلم يمكنهم أنْ يلبسوا الصورة الحقيقيّة لأشخاص السيرة فصوّروهم حسب منطقهم الغربي وخيالهم العصري...).

ولتقريب الفكرة يضرب(دينيه) مثلاً عكسيّاً: (ما رأي الأوربيّين في عالم مِن أقصى الصين يتناول المتناقضات، التي تكثر عن مؤرّخي الفرنسيّين ويمحصّها بمنطقه الشرقي البعيد، ثمّ يهدم قصّة(الكاردينال ريشيليو) (١) كما نعرفها ليعيد إلينا ريشيليو آخر له عقليّة كاهن من كهنة بكّين وسماته وطباعه؟

إنّ مستشرقي العصر الحاضر قد انتهوا إلى مثل هذه النتيجة، فيما يتعلّق برسمهم الحديث لسيرة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ويُخيّل الينا أنّنا نسمع محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يتحدّث في مؤلّفاتهم إمّا باللهجة الألمانيّة أو الانجليزيّة أو الفرنسيّة، ولا نتمثّلهُ قط بهذه العقليّة والطباع التي ألصقت به، يحدّثُ عُرباً باللغة العربيّة)، ويختم هذا المستشرق المسلم كلامه بالقول: (إنّ صورة نبيّنا الجليلة التي خلّفها المنقولٍ الإسلامي، تبدو أجمل وأسمى إذا قيست بهذه الصورة المصطنعة الضئيلة، التي صيغت في ظلال المكاتب بجهدٍ جهيد)(٢) ، وأخيرا فإنّ هذا النمط من أنماط النماذج المختارة في العقليّات

____________________

(١) (ريشيليو)، آرمان جان دوبليسي (١٥٨٥ - ١٦٤٢م) كاردينال وسياسي فرنسي، كبير وزراء لويس الثالث عشر والحاكم الفعلي لفرنسا (١٦٢٨ - ١٦٤٢م) قضى على نفوذ نبلاء الإقطاع ونفوذ البروتستانت السياسي. سعى إلى إذلال آل هابسبورغ في حرب الأعوام الثلاثين. أجرى إصلاحات ماليّة وعسكريّة وتشريعيّة، وشجّع التجارة، ورعى الفنون، وأنشأ الأكاديميّة الفرنسيّة. عن البعلبكّي، منير - (المورد) - الجزء الثامن - ص١٥٠.

(٢) دينيه، إيتين - (محمّد رسول الله) - ترجمة عبد الحليم محمود - المقدّمة ص٢٧ - ٢٨، ٤٣ - ٤٤.

١٧٥

الاستشراقيّة والمصبّات الموضوعيّة، التي وقع الجهد الاستشراقي عليها، يكشف لنا بوضوح مدى التعصّب والمنهجيّة المغرضة، والدوافع التبشيريّة والاستعماريّة في وقائع الحركة الاستشراقيّة وأعمال المستشرقين، فكانت النتائج التي تمخضّت والمعطيات التي أُفرِزت ذات ثلاثة أبعاد أساسيّة:

الأوّل: كان بمثابة مسح ميداني للشرق الإسلامي فكريّاً وحضاريّاً.

الثاني: التشويه الموضوعي للفكر الإسلامي والحضارة القائمة عليه، بهدف منع تأثّر المجتمع الأوربّي به، إضافةً إلى تكوين ارتكاز ذهني عن تخلّف المسلمين وجهلهم المركّب ليكون مبرّراً لاستعمارهم.

الثالث: النيل من العقائد الإسلاميّة (في القرآن وفي الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)... إلخ)، وتشويه حقائقها بهدف نفي قدسيّتها من نفوس المسلمين، وبذلك يمكن فكّ الارتباط بينهم وبين معتقداتهم، ليتم الجانب السلبي من عمليّة التغيير للمجتمعات الإسلاميّة.

وبهذه الأبعاد أو قل المقدّمات الثلاث تتهيّأ الأرضية المناسبة لقيام أوربّا بالغزو التبشيري والاستعماري للشرق الإسلامي فكريّاً وسياسيّاً وعسكريّاً، فيبرز الجانب الايجابي من عمليّة التغيير للمجتمعات الإسلامية إلى الواقع.

١٧٦

الفصل الخامس

نماذج من كبار المستشرقين في منهج

تناولهم للشّرق الإسلامي

* ارندجان فنسنك Arandjan Wensink

* صموئيل زويمر Samual Zwemer

* لويس ماسنيون Louis Massignon

١٧٧

١٧٨

طيلة قرون وحتّى فترة متأخّرة من القرن العشرين، لم تتعرّف الشعوب الغربيّة على الشرق الإسلامي، من خلال مصادره الخاصّة وتراثه المباشر، وإنّما عرفوه من خلال رجال متخصّصين، وعلى رأسهم المستشرقون الذين جالوا بلدان الشرق الإسلامي، وسجّلوا مشاهداتهم الحسيّة من الواقع، ونقلوا إلى جامعاتهم ومعاهدهم الآلاف من الكتب والمصادر والوثائق، وأخضعوها للدرس والتحليل.

وعلى أساس من خلفيّاتهم الغربيّة ومنطقهم العلماني وشعورهم الاستعدائي لكلّ ما ينتمي للإسلام فكراً ومجتمعاً، واستهدافهم المتناغم مع التطلّعات الاستعماريّة لدول الغرب، صوّروا الإسلام ومجتمعه للغربيّين، بل طرحوه لأُمم العالم وشعوبه بثوبٍ جديد نسجته عقولُهم على ضوء نظريّتهم وخلفيّاتهم تلك، فخرج مشوّهاً في حقيقته، مزيّناً بأثوابِ التحديث وبريق التقدّم الزائف، حتّى أصبحت كتبهم ومؤلّفاتهم عن الشرق الإسلامي هي المصادر الأساسيّة، ومراجع التعريف والدراسة الوحيدة تقريباً للشرق الإسلامي في جميع معاهد وجامعات الغرب، بل وأغلب الجامعات التي أُنشئت على المنهج الغربي في أنحاء العالم.

وفي سبيل تسليط الضوء على هذه الحقيقة، رأينا أنْ ندرس منهج تفكير وطريقة تناول نماذج من رجال الغرب، تُعتبر من أكبر مَن تصدّى لدراسة الشرق الإسلامي وتعريفه، والعمل على أرضه وفي وسط مجتمعاته، ولا يمكننا أنْ نخرج عن دائرة المستشرقين في هذه النماذج؛ لأنّهم هُم وحدهم الذين تتوفّر فيهم خصائص الشموليّة والتخصّص في مثل هذه الدراسات، خصوصاً وأنّ كبارهم هم أصحاب

١٧٩

مدارس متميّزة ورائدة في مجال دراسة الشرق الإسلامي إيديولوجيّاً واجتماعيّاً.

إنّ انتقاءنا لنماذج من كبار رجال الاستشراق، سيكون منسجماً مع هدفنا في تشخيص وتقويم منهج دراسة الغربيّين للشرق الإسلامي وتعريفه، كما أنّ الأساس الذي اعتمدناه في هذا الانتقاء هو الدور الخطير فكريّاً وميدانيّاً لهؤلاء الرجال، والذي سيكشف لنا عن الأثر السلبي الكبير الذي تركوه على الذهنيّة الغربيّة في فهم الإسلام ومجتمعاته من جهة، وعن التخريب الفكري والاجتماعي الذي أحدثوه في المجتمعات الإسلاميّة، عن طريق صياغة إيديولوجيّات وبرامج تغيير لحرف توجّهات هذه المجتمعات عن مسارها الإسلامي، ومحق هويّتها الدينيّة من جهة أُخرى.

وبذلك استغنى الاستعمار الغربي عن الأُسلوب العسكري المباشر في السيطرة على الشرق الإسلامي، واكتفى بالاستعمار الفكري والمنهجي، المتمثّل بجملة من المبادئ والأُطروحات الحديثة التي أُلبست ثوب القوميّة أو الوطنيّة تارة، وثوب التمدّن والتحديث تارةً أُخرى، وثوب الدفاع عن حقّ الشعوب وحريّتها الفكريّة تارةً ثالثة.

وفيما يلي ثلاثة نماذج رائدة في هذا المجال نتناولها تِباعاً:

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344