أشهد أن عليا ولي الله في الأذان

أشهد أن عليا ولي الله في الأذان0%

أشهد أن عليا ولي الله في الأذان مؤلف:
الناشر: الاجتهاد
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 595

أشهد أن عليا ولي الله في الأذان

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الشهرستاني
الناشر: الاجتهاد
تصنيف: الصفحات: 595
المشاهدات: 150000
تحميل: 11574

توضيحات:

أشهد أن عليا ولي الله في الأذان
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 595 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 150000 / تحميل: 11574
الحجم الحجم الحجم
أشهد أن عليا ولي الله في الأذان

أشهد أن عليا ولي الله في الأذان

مؤلف:
الناشر: الاجتهاد
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

هَاد ) (١) ، و( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) (٢) ، و( رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىْ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ) (٣) ، و( وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٤) و( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ ) (٥) ، وغيرها من النصوص النبوية المتواترة فيه وفي عترته الطاهرين، فأرادوا الحدّ من نشر فضائل عليعليه‌السلام كي لا يقف المسلمونَ على كُنْهِ مكانته، بل جدّوا لِسَبِّه(٦) ، وحذفوا الصلاة على النبي محمد من الخطبة بدعوى أنّ للرسول أبناء سوء يشمخون بأُنوفهم عند سماعهم اسم جدّهم يعلو على المنابر(٧) ، فكيف بهم لو سمعوا بذكر علي؟!

فالقوم وبقولهم أنّ الأذانَ مناميٌّ جدّوا لتحريف الحقائق، وأنكروا أن يكون تشريعه في الإسراء والمعراج الدال على أنّه سماوي لأنّ القول بذلك يستتبع ذكر أُمور أخرى؛ كوجود اسم الإمام علي على ساق العرش، وأن مثاله موجود في الجنة، وأنّ النّبي نودي وكُلِّم بصوت عليّ، وغيرها من الأمور.

ولمّا صرّح النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك وشاع وذاع حاولوا معارضة تلك المنازل المعراجية بمنازل مختلقة لآخرين، فذكروا أن لبلال خشخة في الجنة، ولم يذكروا وجود اسم الإمام في الجنة، لا حباً ببلال، بل كرهاً للإمام علي، وقالوا إن اسم أبا بكر كان على ساق العرش بدل اسم الإمام علي.

____________________

(١) الرعد: ٧.

(٢) الزمر: ٣٣.

(٣) الأحزاب: ٢٣.

(٤) التوبة: ١١٩.

(٥) الأنعام: ١٥٣.

(٦) مسند أحمد ٦: ٣٢٣ / ح ٢٦٧٩١، ورجاله رجال الصحيح، مسند أبي يعلى ٢: ١١٤ / ح ٧٧٧، المستدرك على الصحيحين ١: ٥٤١ / ح ١٤١٩، مسند سعد: ١٨٩ / ح ١١٢، مجمع الزوائد ٩: ١٣٠، الكامل في التاريخ ٣: ٢٧٨، و ٤: ٤٣٩، بغية الطلب ٧: ٣٠٣٣.

(٧) إشارة إلى ابن الزبير وقد مر آنفاً.

١٨١

اقتران ذكر علي بالنبيّ في الإسراء

روى القاسم بن معاوية، قال: قلت لأبي عبد الله الصادق: هؤلاء يروون حديثاً في معراجهم أنّه لمّا أُسرى برسول الله رأى على العرش مكتوباً: « لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصدّيق ».

فقال: سبحان الله !! غيّروا كلَّ شيء، حتّى هذا !!

قلت: نعم.

فقال الصادق ما ملخّصه: إنّ الله تعالى لمّا خلق العرش، والماء، والكرسي واللوح، و إسرافيل، وجبرائيل، والسماوات والأرضين، والجبال، والشمس، والقمر، كان يكتب على كل منها: « لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، عليّ أمير المؤمنين »، ثمّ قالعليه‌السلام : فإذا قال أحدكم « لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله » فليقل « علي أمير المؤمنين »(١) .

و يؤيّد كلام الإمام الصادق ما جاء عن أنس بن مالك، قال: قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا عُرِجَ بي رأيت على ساق العرش مكتوباً: « لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، أيّدته بعليّ، نصرته بعليّ »(٢) .

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله: مكتوب على باب الجنة

____________________

(١) الاحتجاج ١: ٢٣١، بحار الأنوار ٣٨: ٣١٨ / ح ٢٦، و ٨١: ١١٢ / ح ٧.

(٢) كفاية الأثر: ٧٤، شواهد التنزيل ١: ٢٩٣، الدر المنثور ٥: ٢١٩، الخصائص للسيوطي ١: ١٣، كنز العمال ١١: ٢٨٧ / ح ٣٣٠٤٢ رواه عن جابر الأنصاري، مناقب الكوفي ١: ٢١٠ / ح ١٣٠، رواه عن ابن عباس، روضة الواعظين: ٤٢، تاريخ دمشق ٤٢: ٣٦٠، خصائص الوحي المبين: ١٩٠ / ح ١٣٥، الدر المنثور ٤: ١٠٠، الجميع عن أبي هريرة، ورواه أيضاً حذيفة في كفاية الأثر: ١٣٨، وأبو أمامة في كفاية الأثر: ١٠٥، ومناقب بن شهرآشوب ١: ٢٥٤، وأبو الخميس كما في ذخائر العقبى ١: ٦٩. وأمّا ما روي عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام فقد رواه فرات الكوفي في مناقبه ١: ٢٠٩، عن الإمام علي بن الحسين زين العابدينعليه‌السلام ، ورواه أيضاً الخزار القمي في كفاية الأثر: ٢٤٥، عن الإمام محمد بن علي الباقرعليه‌السلام .

١٨٢

 قبل أن يَخلِقُ السماوات والأرض بألفي عام: « لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، أيّدته بعلي »(١) .

وعن أبي الحمراء خادم الرسول قال: قال رسول الله: لمّا أُسرى بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش الأيمن فإذا عليه: « لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، أيّدته بعلي، ونصرته بعلي »(٢) .

و يؤكد هذا الكلام ما رواه فرات الكوفي، عن علي بن عتاب معنعناً، عن فاطمة الزهراء أنّها قالت: قال رسول الله: لمّا عرج بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى(  فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى  ) فأبصرته بقلبي، ولم أره بعيني، فسمعت أذاناً مثنى مثنى و إقامة وتراً وتراً.

فسمعت منادياً ينادي: يا ملائكتي وسكّان سماواتي وأرضي وحملة عرشي اشهدوا أنّي لا إله إلاّ أنا وحدي لا شريك لي، قالوا: شهدنا وأقررنا.

قال: اشهدوا يا ملائكتي وسكّان سماواتي وأرضي وحملة عرشي أنّ محمداً عبدي ورسولي، قالوا: شهدنا وأقررنا.

قال: اشهدوا يا ملائكتي وسكّان سماواتي وأرضي وحملة عرشي أنّ عليّاً وليّي، ووليّ رسولي، ووليّ المؤمنين من بعد رسولي، قالوا: شهدنا وأقررنا(٣) .

____________________

(١) تاريخ دمشق ٤٢: ٣٣٦، شواهد التنزيل ١: ٢٩٦ / ح ٣٠٢، كنز العمال ١١: ٢٨٧ / ح ٣٣٠٤٢.

(٢) المعجم الكبير ٢٢: ٢٠٠ / ح ٢٥٦، تاريخ دمشق ١٦: ٤٥٦، و ٤٢: ٣٣٦، ٣٦٠، وشواهد التنزيل ١: ٢٩٦ / ح ٣٠٣، شرح الأخبار ١: ٢١٠ / ح ١٧٩ و ٢: ٣٨٠ / ح ٧٣٥، أمالي الصدوق: ٢٨٤، فضائل ابن شاذان: ١٦٨، معجم الصحابة لابن قانع ٣: ٢٠٢، حلية الأولياء ٣: ٢٧، مجمع الزوائد ٩: ١٢١، مناقب الكوفي ١: ٢٤٠، كنز العمال ١١: ٢٨٧ / ح ٣٣٠٤ و ٣٣٠٤١.

(٣) تفسير فرات الكوفي: ٢٤٢ في ذيل الآية ٧٢ من سورة الأحزاب، وبحار الأنوار ٢٣: ٢٨٢ / ح ٢٨.

١٨٣

ومما يحتمل أن يقال جمعاً واستنتاجاً لأخبار الإسراء والمعراج في الأذان هو أن غالب روايات ذكر اسم علي بعد اسم النبي كانت عند سدرة المنتهى وفي السماء السابعة، ولم ترد رواية بذلك في السماوات التي دون الرابعة، وإذا ثبت أن الأذان قد شرّع في السماء الثانية أو الثالثة(١) ، فإن معنى ذلك أن الشهادة الاقتضائية لعلي بالولاية ذكرت في السماء الرابعة أو السادسة ثم أبلغت الملائكة بذلك، ولذلك شهدت الملائكة بالشهادة الثالثة عند السماء السابعة، وفي هذا ما يمكن أن يستند عليه القائل بالجزئية، في حين إنا نستفيد منها على أنّها محبوبة للشارع لا غير.

وكذا أن رواية القاسم بن معاوية الآنفة هي من الأدلّة التي استدلّ بها بعض فقهاء الإمامية على جواز ذكر الشهادة الثالثة في الأذان وفي غيره. لكن لا ينبغي أن تفرد هذه الرواية بالاستدلال عندهم، لأنّ مجموع تلك الروايات تثبت التقارن بين علي والنبي في الذكر مطلقاً، وعلى هذا الأساس أفتى بعض الفقهاء بالاستحباب الشرعيّ فضلاً عن الجواز والإباحة؛ من دون اعتقاد الجزئية، والشهادة الثالثة تكون حينئذٍ ذكراً محبوباً في الأذان وفي غيره يراد منه التيمّن والتبرّك ويؤتى بها بقصد القربة المطلقة؛ إذ عمومات وإطلاقات الاقتران تتناول الأذان وغيره، خصوصاً إذا جمع مع حسنة ابن أبي عمير عن الكاظم الآتية بعد قليل والداعية إلى الحث على الولاية في الأذان.

وعليه فإن ما جاء فيتفسير فرات يوضّح الارتباط الوثيق بين الشهادات الثلاث، لأنّ الفاء في « فسمعتُ » إن أُخذت على أنّها تفسيرية كان النداء الذي سمعه رسول الله من جملته الشهادة بالولاية، وهذا يكون نصّاً على وجود الشهادة بالولاية لعليٍّ في الأذان.

____________________

(١) انظر رواية عمر بن أذينة عن الصادق في الكافي ٣: ٤٨٢ - ٤٨٦ / ١، وعلل الشرائع ٢: ٣١٢ / باب علل الوضوء والأذان والصلاة / ح ١، وعنه في بحار الأنوار ١٨: ٣٥٤ / ح ٦٦ و ٧٩: ٢٣٧ / ح ١.

١٨٤

أمّا لو لم تكن ضمن الأذان المسموع للنبي بل كان المنادي قد نادى بها بعد الأذان، فهذا الترتيب أيضاً يدلّ على الترابط الملحوظ بين الشهادات الثلاث في كلِّ شيء ويؤكد على محبوبية الإجهار به.

وقد يكون ذلك معنى آخر لما قاله الإمام علي بن الحسين عن الحيعلة الثالثة وأنّها كانت في الأذان الأوّل.

كلّ هذه النصوص تؤكّد وجود شيء دالّ على الإمامة والولاية في الأذان، وخاصّة حسنة ابن أبي عمير عن الإمام الكاظمعليه‌السلام التي جزمت بأنّ صيغة « حيّ على خير العمل » تدلّ على معنى الولاية.

صحيحة ابن أذينة تقرن ذكر علي بالنبيّ

والآن مع خبر آخر أخرجه الكليني بسند صحيح وكذلك الصدوق بأكثر من طريق عن سدير الصيرفي ومحمد بن النعمان الأحول مؤمن الطاق وعمر بن أذينة مستفيضاً عن الإمام الصادق أنّه قال: يا عمر بن أُذينة، ما تروي هذه النّاصبة؟

قال: قلت: في ماذا؟

قال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم.

قال: قلت: إنّهم يقولون أنّ أبيّ بن كعب رآه في النوم.

قال: كذبوا، فإنّ دين الله عزّ وجلّ أعزّ من أن يُرى في النوم.

قال: فقال له سدير الصيرفي: جعلت فداك فأَحْدِثْ لنا مِن ذلك ذِكراً، فبدأ الإمام الصادق ببيان عروج الرسول إلى السماوات السبع، وذكر لهم خبر الأذان والصلاة هناك بكلّ تفاصيله.

وإليك بعض الفقرات الحساسة منه:

فقال جبرئيل: الله أكبر، الله أكبر، ثم فتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة فسلّمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أفواجاً، وقالت:

١٨٥

يا محمّد، كيف أخوك، إذا نزلت فَأَقْرِئْهُ السلام.

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفتعرفونه؟

قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منّا، وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا، و إنّا لنتصفح وجوه شيعته في كلّ يوم وليلة خمساً ] يعنون في كل وقت صلاة [ و إنّا لنصلّي عليك وعليه.

 إلى أن يقول فقال جبرئيل: أشهد أنّ محمداً رسول الله، أشهد أنّ محمّداً رسول الله.

فاجتمعت الملائكة وقالت: مرحباً بالأوّل، ومرحباً بالآخر، ومرحباً بالحاشر، ومرحباً بالناشر، محمّد خير النبيين، وعليّ خير الوصيين... إلى آخر خبر الإسراء والمعراج(١) .

وجاء فيالعلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم أنه قال: علّة الأذان أن تكبّر الله وتعظّمه، وتقرّ بتوحيد الله وبالنبوّة والرسالة، وتدعو إلى الصلاة، وتحثّ على الزكاة.

ومعنى الأذان: الإعلام؛ لقوله تعالى:( وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ إِلَى النَّاسِ ) أي إعلام، وقال أمير المؤمنين: كنت أنا الأذان في الناس بالحجّ، وقوله:( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ) أي أعلمهم وادْعُهُمْ(٢) .

وفي« من لا يحضره الفقيه » عن الإمام الرضا أنّه قال في علل الأذان:... إنما أمر الناس بالأذان لعلل كثيرة، منها أن يكون تذكيراً للناس، وتنبيهاً للغافلين، وتعريفاً لمن جهل الوقت واشتغل عنه، ويكون المؤذن بذلك داعياً لعبادة الخالق ومرغباً

____________________

(١) الكافي ٣: ٤٨٢ باب النوادر / ح ١، وعلل الشرائع ٢: ٣١٤، باب علل الوضوء والأذان / ح ١، وعنه في بحار الأنوار ١٨: ٣٥٤ / ح ٦٦ و ٧٩: ٢٣٩ / ح ١.

(٢) بحار الأنوار ٨١: ١٦٩/ ح ٧٣ عن كتاب العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، وعنه في مستدرك الوسائل ٤: ٧٤ / ح ٤١٩٣.

١٨٦

فيها، ومقراً لله بالتوحيد مجاهراً بالإيمان معلناً بالإسلام(١) مؤذناً لمن ينساها إلى أن يقول: وجعل بعد التكبير الشهادتان لأن أول الإيمان هو التوحيد والإِقرار لله تبارك وتعالى بالوحدانية والإقرار للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالرسالة وأن إطاعتهما ومعرفتهما مقرونتان، ولأن أصل الإيمان إنّما هو الشهادتان فجعل شهادتين شهادتين كما جعله في ساير الحقوق شاهدان، فإذا أقر العبد لله عزّ وجلّ بالوحدانية وأقر للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالرسالة فقد أقر بجملة الإيمان، لأن أصل الإيمان إنما هو [الشهادة] بالله وبرسوله و إنما جعل بعد الشهادتين الدعاء إلى الصلاة، لأن الأذان إنما وضع لموضع الصلاة و إنما هو نداء إلى الصلاة في وسط الأذان والدعاء إلى الفلاح و إلى خير العمل، وجعل ختم الكلام باسمه كما فتح باسمه(٢) .

موثقة طريف تقرن الشهادة بالولاية مع الشهادة بالرسالة

وروى الكليني عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد، قال: سمعت يونس بن يعقوب، عن سنان بن طريف، عن أبي عبدالله الصادق، قال: إنّا أوّل بيت نوّه الله بأسمائنا، إنّه لمّا خلق السماوات والأرض أمر منادياً فنادى:

أشهد أنّ لا إله إلاّ الله، ثلاثاً.

أشهد أنّ محمداً رسول الله، ثلاثاً.

أشهد أنّ علياً أمير المؤمنين حقّاً، ثلاثاً(٣) .

____________________

(١) وفي علل الشرائع ١: ٢٥٨، مقراً له بالتوحيد، مجاهراً بالإيمان، معلناً بالإسلام، مؤذناً لمن يتساهى.

(٢) من لا يحضره الفقيه ١: ٢٩٩ - ٣٠٠ / ٩١٤، وسائل الشيعة ٤١٩ / ح ٦٩٧٤.

(٣) الكافي ١: ٤٤١ / ح ٨، وعنه في بحار الأنوار ١٦: ٣٦٨ / ح ٧٨. والرواية موثّقة لكون محمد بن الوليد والذي هو الخزاز الثقة فطحياً على قول، كما أنّ سنان بن طريف وجه من شخصيات الطائفة الجليلة؛ الحجة بالاتّفاق، وأما يونس فمجمع على وثاقته وقبول

١٨٧

وقد أخرجها الشيخ الصدوق فيأماليه ، قال: حدثنا محمّد بن علي بن ماجيلويهرضي‌الله‌عنه ، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثني سهل بن زياد...، وساق ما أخرجه الكليني سنداً ومتناً(١) .

وروى الصدوق في« كمال الدين » بسند متّصل إلى ابن أبي حمزة الثمالي، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه، قال: قال رسول الله: حدّثني جبرئيل عن رب العزة جلَّ جلاله أنّه قال: « من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي، وأنّ محمداً عبدي ورسولي، وأنّ علي بن أبي طالب خليفتي، وأنّ الأئمة من ولده حُججي » أدخلته الجنّة برحمتي، ونجّيته من النار بعفوي، ومَن لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي أو شهد بذلك ولم يشهد أنّ محمّداً عبدي ورسولي أو شهد بذلك ولم يشهد أنّ الأئمّة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغّر عظمتي وكفر بآياتي...(٢) .

فإذا كان الله قد أمر ملكاً بأن ينادي بهذه الشهادات الثلاث، فهو يعني محبوبيتها وكمال الحسن في الإتيان بها عنده، لأنّ الله لا يأمر بشيء عبثاً إلاّ وفيه مصلحة، فكيف يشكل لو عمل بها عامل في الحياة الدنيا، لا على أنّها أمر من الله سبحانه واجبٌ في خصوص الأذان، بل لأنّها محبوبة عنده سبحانه وتعالى بنحو مطلق، أي من دون اعتقاد الجزئية.

فإِذَنْ مضمون الشهادة بالولاية في الأذان لم يكن منافياً للشريعة حتّى يقال بحرمة الإجهار بها، بل هو جاء ضمن السياق المأمور به في الشريعة.

____________________

رواياته، إلاّ أنّه فطحيّ على احتمال. وأمّا سهل بن زياد فمختلف فيه، والأقوى عندنا وثاقته. والحاصل: فالرواية حسنة أو موثّقة.

(١) أمالي الصدوق: ٧٠١ / ح ٩٥٦، وعنه في بحار الأنوار ٣٧: ٢٥٩ / ح ١٠.

(٢) إكمال الدين: ٣٥٨ / ح ٣، من الباب ٢٤، وأخرجه الخزّار القمي بسنده عن علي بن أبي حمزة عن الإمام الصادقعليه‌السلام كما في كفاية الأثر: ١٤٤ / باب في النصوص على الأئمة الاثني عشر، وهو في الاحتجاج للطبرسي ١: ٨٧.

١٨٨

فلو ثبت جواز ذكرها فضلاً عن استحبابها لو قصد بعمله امتثال أمر الباري فكيف يجوز نسبة الحرمة إلى الله.

ألم يكن ذلك تحريماً للحلال، وهو الداخل ضمن قوله تعالى: ( آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ) .

إن البدعة هو إدخال في الدين ما ليس منه تحليلاً وتحريماً، فكما أن تحليل الحرام غير جائز، فتحريم الحلال هو حرام بإجماع المسلمين.

إن الإتيان بذكر علي جائز، وقيل إنه مستحب لمجيئه في شواذ الأخبار، فلو كان جائزاً فلا يجوز منعه كما منع القوم من الجهر بالبسملة، والمتعتين، وحي على خير العمل، وغيرها من عشرات المسائل الخلافية بين الفريقين والذي وضحناها في كتابنا( منع تدوين الحديث ) وإن أعمالهم تلك هي إماتة للدين وتحريف للشريعة، وهو مصداق لقوله تعالى: ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ) .

وعلى ضوء ما سبق نقول:

إنّ الله ورسوله قد أعلنا عن ولاية علي في كتابه وسنته تصريحاً وتلميحاً، وإنّ الأذان المشرّع في الإسراء والمعراج كان فيه: « حي على خير العمل » الدالة على الولاية، ونحن نأتي بتفسيرها معها لا على أنّها جزءاً بل لمحبوبيتها عند رب العالمين، ولمعرفتنا بأن القوم غيّروا اسم الإمام علي الذي كان مكتوباً على ساق العرش إلى أبي بكر، وشكّكوا في كون الإسراء جسمانياً، إذ ذهب كُلٌّ من عائشة ومعاوية إلى القول بأنّ الإسراء كان مناميّاً، وذلك مثل ما قالوه في الأذان وأنه مناميّ، كل ذلك للحدّ من تناقل فضائل الإمام علي الظاهرة في السماوات والأرض، في حين قد عرفت أنّ آل البيت كانوا يرفضون فكرة تشريع الأذان في المنام وما أتى به القوم من تحريفات.

إذن، التحريف والزيادة والنقصان في الدين جاءت من قِبَلِهِم، وكانت هي

١٨٩

سجيَّتهم، وقد طالبوا الرسول أن يحرّف الكتاب العزيز فأبىصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يغيّر ( فَأَبَوْا ) إلى (فأتوا)، لكنّ عثمان ما رأى بأساً في أن يزيد الأذان الثالث يوم الجمعة(١) ، وعمر ما رأى ضيراً في أن ينقص الحيعلة الثالثة من أصل الأذان و يضيف: « الصلاة خير من النوم » في أذان صلاة الصبح(٢) .

كل ذلك وهم يتهموننا بالزيادة في الدين ! وأني في كتابي« وضوء النبي » وضَّحت بأنهم زادوا في الوضوء على ما فرض الله على عباده، فغيروا صريح الآية من المسح إلى الغسل.

وعليه لا وجه للترابط بين المنع من المتعتين ورفع الحيعلة الثالثة من قبل عمر، إلا أن نقول إنهما مرتبطتان بالولاية والخلافة، لأن الرواية في فضائل علي يعني لزوم الاتباع له، أي أن لتلك الروايات الطريقية للأخذ عن علي؛ لأن نقل الفضائل هو مقدمة لأخذ الدين عنه. الطالبيون كانوا يتبنون فكر ومنهج الإمام علي وخصوصاً هذه المفردات الثلاث تبعاً لهعليه‌السلام ، ولهذا ترى التخالف قائم بين المدرستين في هذه المفردات إلى يومنا هذا ولا يمكن تصوّر شيء آخر غير هذا؟

وإلاّ فما هو سّر حذف الحيعلة الثالثة واستبدالها في أذان الصبح بالتثويب؟ وهل هما يرتبطان بموضوع الخلافة والإمامة كذلك؟ إنه تساءل يمكن أن تقف على جوابه في كتابنا« الصلاة خير من النوم شرعة أم بدعة » .

وبعد كلّ هذا نقول:

يمكننا أن نستدلّ على رجحان الشهادة بالولاية من خلال وجود الحيعلة الثالثة في الأذان الأوّل، كما يمكننا أن نستدلّ على رجحانها أيضاً من خلال أمر الإمام الكاظمعليه‌السلام بالحث عليها مطلقاً، مضافاً إلى الاستدلال على رجحانها بأخبار الاقتران المعتبرة حين العروج برسول الله إلى السماء، وأنّها

____________________

(١) انظر صحيح البخاري ١: ٣٠٩ / ح ٨٧٠ من باب الأذان يوم الجمعة.

(٢) سنن الدراقطني ١: ٢٤٣ / ح ٤٠ من باب ذكر الإقامة، سنن البيهقي الكبرى ١: ٤٢٣ / ح ١٨٣٨، من باب التثويب في أذان الصبح.

١٩٠

كانت تعني الإمامة والولاية لعلي، كما جاء في روايات أهل البيت، وتمّ التوصّل إليه خلال الصفحات السابقة، لكن من دون اعتقاد الجزئية.

وقفة مع ما رواه الصدوق في "العلل"

لنتوقف هنا قليلاً عند ما رواه الشيخ الصدوق في علله: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوريرضي‌الله‌عنه ، قال: حدثنا علي بن [محمد بن] قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: حدثني محمد بن أبي عمير: أنّه سأل أبا الحسن [الكاظم]عليه‌السلام عن (حي على خير العمل) لِمَ تُركتْ من الأذان؟ فقال:... فإنّ خير العمل الولاية، فأراد مَنْ أمر بترك (حي على خير العمل) من الأذان [وهو عمر كما في روايات أخرى] ألاّ يقع حَثٌّ عليها ودعاءُ إليها(١) .

والخبر مسند كما تراه، ووجود عبد الواحد بن محمد بن عبدوس فيه لا يخدشه، لأنّه من مشايخ الصدوق، وقد ترضّى عليه كثيراً(٢) ، قال الوحيد البهبهاني: وأكثر الرواية عنه، مترضّياً، وحسَّنَهُ خالي(٣) ، ولم يرد فيه قدح من أحد.

وكذا علي بن محمد بن قتيبة، فقد اعتمده الكشّي، وروى عنه كثيراً، والعلاّمة حكم بصحة روايته(٤) وقد أدرجه في القسم الأول من رجاله، وكذلك ابن داود،

____________________

(١) علل الشرائع للصدوق ٢: ٣٦٨ / ح ٤، وعنه في بحار الأنوار ٨١: ١٤٠ / ح ٣٤، والوسائل ٥: ٤٢٠ / ح ٦٩٧٧.

(٢) التوحيد: ٢٤٢ / ح ٤، ٢٦٩/ ح ٦، ٤١٦/ ح ١٦، عيون أخبار الرضا ٢: ١١٩/ ح ٢٧ و ٢: ١٢٤/ ح ٣٤، ٢: ١٨٧/ ح ١.

(٣) هذا كلام الوحيد في تعليقته: ٢٣٥، وانظر حاوي الأقوال ٣: ٢١/ الترجمة ٧٧٤، وتحرير الأحكام ٢: ١١٠ ومسالك الإفهام ٢: ٢٣، ومدارك الأحكام ٦: ٨٤، ومنتهى المقال ١: ٩٤، ٤: ٢٧٥.

(٤) خلاصة الأقوال: ١٧٧ / ت ١٦.

١٩١

بل قد جزم الجزائري بوثاقته حيث أدرجه في قسم الصحاح، وكذلك جزم به الكاظمي في هداية المحدّثين، وقال الشيخ عنه: (فاضل)، وهو مدح للرجل(١) . قال الشهيد الثاني عن ابن عبدوس: وهو مع أنه شيخ ابن بابويه وهو قد يحمل بها [أي الرواية المستشهد بها] فهو في قوة الشهادة له بالثقة،ومن البعيد أن يروي الصدوقرحمه‌الله عن غير الثقة بلا واسطة. واعلم أن العلامة في التحرير في باب الكفارات شهد بصحة الرواية وهو صريح في التزكية لعبد الواحد(٢) .

وقال المحقق السبزواري في ذخيرة المعاد: ولا يخفى أن عبد الواحد بن عبدوس وإن لم يوثق صريحاً لكنه من مشايخ الصدوق المعتبرين الذين أخذ منهم الحديث، وفي ذلك إشعار بالاعتماد على ما نقله على أن الظاهر أنه من مشايخ الإجارة من المصنفين والنقل من كتاب بعض المتقدمة عليه فلا يتوقف الاعتماد على الرواية على حسن حاله ، وفي طريق الرواية علي بن محمد القتيبي ولم يوثقوه لكن مدحه الشيخ في كتاب الرجال بأنه فاضل وذكر النجاشي في ترجمته أن عليه اعتمد أبو عمرو الكشي في كتاب الرجال وأنه صاحب الفضل بن شاذان ومن رواية كتبه وفي ذلك إشعار بحسن حاله(٣) . وقد نقل الشيخ يوسف البحراني عن بعض مشايخه قوله: صحَّح العلامة في الخلاصة في ترجمة يونس بن عبد الرحمن طريقين فيهما علي بن محمد بن قتيبة، وأكثر الكشي الرواية عنه في كتابه المشهور في الرجال ، فلا يبعد الاعتماد على حديثه لأنه من مشايخه المعتبرين الذين أخذ الحديث عنهم(٤) .

وللشيخ يوسف البحراني كلام جميل آخر عن طريقة الشيخ الصدوق في جميع كتبه ومصنفاته، وأنه لا يذكر من الأخبار إلا ما يعتمده ويحكم بصحته متناً وسنداً ويفتي به، إذا أورد خبراً بخلاف ذلك ذيَّله بما يشعر بالطعن في سنده ودلالته ونبَّه على عدم قوله بمضمونه(٥) . والصدوق فيما رواه هنا فيالعلل عن الإمام الكاظم لم يذيله بطعن في السند أو المتن؛ فهو يُشعر بقبوله له. وعليه فالرواية حسنة

____________________

(١) رجال الطوسي: ٤٢٩ / ت ٦١٥٩.

(٢) مسالك الأفهام ٢: ٢٣.

(٣) ذخيرة المعاد ١: ٥١٠ ط قديمة.

(٤) الحدائق الناظرة ٦: ٤٧ - ٤٨، و١٣: ٢٢١ - ٢٢٢، وانظر: مستند الشيعة ٥: ٤٣٥ - ٤٣٦، وجواهر الكلام ١٦: ٢٧٠.

(٥) انظر ما مر في الهامش رقم (٣) من الصفحة رقم (٦)، وكلامه موجود في رسالته:(الصوارم القاصمة لظهور الجامعين بين بنتين من ولد فاطمة).

١٩٢

على أقّل تقدير.

فإنّ قولهعليه‌السلام : (فإنّ خير العمل الولاية) يفهم بأنّ عمر بن الخطاب كان لا يريد أن يقع حثٌّ على الولاية ودعوةٌ إليها، وهو ما يفنّد قول من يدّعي أنّ الضمير في (عليها) أو (فيها) راجع إلى الصلاة، إذ لا يعقل أن يكون عمر لا يريد حثاً على الصلاة والدعوة إليها لأن منصبه يمنعه من ذلك، مع أنّ الدعوة إلى الصلاة، وإلى الفلاح قد كانت موجودة في الفصلين السابقين، فلا معنى لحذفها، فلم يبق إلاّ أن نقول بأنّ ل (حي على خير العمل) معنىً آخر غير الصلاة والفلاح، وهذا هو الصحيح، ويتأكّد ذلك لكلّ من يتأمل قليلاً في لغة العرب، إذ من غير الطبيعي أن يأتي العربي بالكناية بعد التصريح، فالمؤذّن حينما يقول وبلسان عربي فصيح: (حيّ على الصلاة) فلا معنى لإتيانه بمعناها الكنائيّ ثانية.

نعم، قد يمكن أن يأتي بالكناية أولاً ثم يصرّح بالمقصود، يرشدنا إلى أنّ المعنيَّ في جملة (حي على خير العمل) شيءٌ غير الصلاة، وهو الّذي وضّحه آل بيت الرسالة. وعليه، فالمعنيُّ بالحيعلة الثالثة وحسب كلام الإمام الكاظم هو الولاية، لأنّ الأذان وكما وضّحنا سابقاً(١) هو بيان لأُصول العقيدة من التوحيد، والنبوة، والإمامة حسب نظر الإمامية، لا أنّه مختصّ ببيان وقت الصلاة كما يفهمه الآخرون.

____________________

(١) انظر الكتاب الأوّل من هذه الدراسة (حيّ على خير العمل الشرعية والشعارية): ص ١٤٩.

١٩٣

دفعُ دَخْل

لكن هنا سؤال يطرح نفسه، وهو: كيف تكون الحيعلة الثالثة حثاً على الولاية ودعوة إليها، في حين نعلم أنّ جملة (حيَّ على خير العمل) ليس لها ظهور في الولاية، بل ظاهرها يشمل كلّ عمل صالح من صلاة وغيرها.

الجواب:

إنّا لو ألقينا نظرة سريعة إلى أسباب النزول لاتّضح لنا جواب هذا السؤال وغيره، إذ من المعلوم أنّ الصحابة كانت لهم مصاحف وقراءات مختلفة، والبعض منهم كان يدرج شأن النزول مع الآية، والآخر يذكر تفسيرها من المعصوم معها، وثالث يأتي بها بصورة ثالثة، فمثلاً جاء عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: سمعت رسول الله قرأ( فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ) ، فقال: بعلي بن أبي طالب(١) .

وعن شقيق، قال: قرأتُ في مصحف عبدالله بن مسعود:( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ ) وآل محمد( عَلَى الْعَالَمِينَ ) (٢) .

وعن زبيد اليامي، عن مرّة، قال: كان عبدالله بن مسعود يقرأ( وَكَفَى اللَّهَ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) بعليّ( وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً ) (٣) .

وفي مصحف عائشة وحفصة وأُم سلمة، وأُبيّ وابن عمر وابن عباس، أنّهم قرءوا الآية:( حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ) هكذا: (حافظوا على

____________________

(١) المحرر الوجيز ٥: ٥٦. وانظر تفسير النيسابوري ٦: ٩٣، من سورة الزخرف: الآية: ٤١.

(٢) العمدة: ٥٥/ ح ٥٥، شواهد التنزيل ١: ١٥٢ / ح ١٦٥، وقرا بمثلها ابن عباس كما في شواهد التنزيل ١: ١٥٣ / ح ١٦٦، من سورة آل عمران: الآية ٣٣.

(٣) شواهد التنزيل ٢: ٧ / ح ٦٣٠، ٦٣١، ٦٣٢، بطرق عدة، الدر المنثور ٦: ٥٩٠، قال: أخرجه ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن ابن مسعود. ومثله عن ابن عباس، انظر شواهد التنزيل ٢: ١٠ / ح ٦٣٣، وجاء أيضاً من طريق زبيد اليامي عن مرة، عن ابن مسعود، كما في: تاريخ دمشق ٤٢: ٣٦٠، الإكمال ٧: ٥٣، سورة الأحزاب: الآية ٢٥.

١٩٤

 الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين)(١) .

وفي قراءة أُبيّ بن كعب للآية ١١ من سورة الرعد: ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ) ورقيب من خلفه( يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) (٢) .

وقرأ أُبيّ قوله تعالى:( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَر فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّام أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ ) : (فعدّة من أيام أخر متتابعات)(٣) .

وفي مصحف أُبي: (وإذا أردنا أن نهلك قرية بعثنا أكابر مجرميها). بدل قوله:( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ ) (٤) .

وقرأ كذلك قوله تعالى: ( وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَة مُّؤْمِنَة وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ ) : (فتحرير رقبة مؤمنة لا يجزئ فيها صبي)(٥) .

وفي مصحفه أيضاً: (يا أيّها الناس إن الله أسرع مكراً وإن رسله لديكم يكتبون ما تمكرون)(٦) .

وجاء في مصحف عبدالله بن مسعود: (وربائبكم اللاتي دخلتم بأمّهاتهم) بدل

____________________

(١) صحيح مسلم ١: ٤٣٧ / ح ٦٢٩، مسند أحمد ٦: ١٧٨ / ح ٢٥٤٨٩، سنن أبي داود ١: ١١٢ / ح ٤١٠، سنن الترمذي ٥: ٢١٧ / ح ٢٩٨٢، عن عائشة. وصحيح ابن حبان ١٤: ٢٢٨ / ح ٦٣٢٣، عن حفصة. ومصنف عبد الرزاق ١: ٥٧٨ / ح ٢٢٠٢، وتفسير الطبري ٢: ٥٥٥، ومصنف ابن أبي شيبة ٢: ٢٤٤ / ح ٨٦٠٠، عن أُم سلمة. وأما عن الباقين، فانظر: الكشاف ١: ٣١٦، والدر المنثور ١: ٧٢٣ - ٧٢٧، وتفسير الطبري ٢: ٥٥٥ - ٥٦٤ في معرض تفسيره لسورة البقرة: الآية ٢٣٨.

(٢) تفسير الطبري ١٣: ١١٦، المحرر الوجيز ٣: ٣٠٢، الدر المنثور ٤: ٦١٤، من سورة الرعد: الآية ١١.

(٣) التفسير الكبير ١٢: ٦٥، الكشاف ١: ٢٥٢، الدر المنثور ١: ٤٦٤، سورة البقرة: الآية ١٨٤.

(٤) المحرر الوجيز ٣: ٤٤٤، تفسير الثعالبي ٢: ٣٣٥، تفسير القرطبي ١٠: ٢٣٤.

(٥) مصنف عبد الرزاق ٩: ١٧٩ / ح ١٦٨٣١، الدر المنثور ٢: ٦١٧، سورة النساء: الآية ٩٢.

(٦) المحرر الوجيز ٣: ١١٢، بدل قوله:( قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ) سورة يونس: الآية ٢١.

١٩٥

قوله:( وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ) (١) .

وفي مصحف عبدالله بن مسعود: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلاّ الله رابعهم، ولا أربعة إلاّ الله خامسهم، ولا خمسة إلاّ الله سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاّ هو معهم إذا أَخَذُوا في التناجي)(٢) .

وفي مصحفه أيضاً عن الآية ٧٩ من سورة النساء: (فمن نفسك وأنا قضيتها عليك)، وقرأ بها ابن عباس، وحكى أبو عمر أنّها في مصحف ابن مسعود (وأنا كتبتها) وروي أنّ أُبيّاً وابن مسعود قرآ (وأنا قدرتها عليك)(٣) .

وفي مصحف ابن مسعود بدل قوله تعالى: ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِح فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) : (إنّه عمل غير صالح أَنْ تسأَلَني ما ليس لك به علم)(٤) .

وفي مصحفه أيضاً: (تبيَّنتِ الإنس أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب) بدل قوله:( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) (٥) .

وغيرها الكثير، فترى الصحابيَّ يذكر في بعضها ما يظهر فضائل أهل البيت، وفي بعضها الآخر مثالب الآخرين، وفي ثالث يذكرها توضيحاً لبعض الأحكام،

____________________

(١) الدر المنثور ٢: ٤٧٤، سورة النساء: الآية ٢٣.

(٢) التفسير الكبير ٢٩: ٢٣١، الكشاف ٤: ٤٨٩، المحرر الوجيز ٥: ٢٧٦، بدل قوله:( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ... ) ، المجادلة: الآية ٧.

(٣) المحرر الوجيز ٢: ٨٢، تفسير الثعالبي ١: ٣٩٣، بدل قوله: ( ... وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةِ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ... ) .

(٤) المحرر الوجيز ٣: ١٧٧، معاني القرآن للجصاص ٣: ٣٥٥، سورة هود: الآية ٤٦.

(٥) تفسير بن أبي حاتم ٩: ٢٩١٤، والمحرر الوجيز ٤: ٤١٢، تفسير البغوي ٣: ٥٥٣، في قراءة ابن مسعود وابن عباس، وكذا في تفسير القرطبي ١٤: ٢٧٩، سورة سبأ: الآية ١٤.

١٩٦

وكان عمر بن الخطاب قد منع هذا النوع من التفسير والبيان مع القرآن، بدعوى اختلاطه مع القرآن(١) ؛ كما أنّه منع من الأخذ بالقرآن الذي جمعه وفسّره علي بن أبي طالب عن رسول الله لأنّه وجد فيه الكثير من التفسير السياقي والبياني والذي يكشف فيه فضائحهم، و يبيّن منزلة المطّهرين من آل البيت(٢) ، و يكشف جهل الخلفاء بالأحكام الشرّعية وعلوم السماء.

قال سليم الكوفي: فلمّا رأى عليٌّ غدرهم لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه و يجمعه فلم يخرج من بيته حتى جمعه... ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله، فنادى عليٌّ بأعلى صوته:

يا أيّها الناس، إنّي لم أزل منذ قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مشغولاً بغسله، ثم بالقرآن حتى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد، فلم ينزل الله تعالى على رسول الله آية إلاّ وقد جمعتها، وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلّمني تأويلها... ثم قال لهم عليعليه‌السلام : لئلاّ تقولوا يوم القيامة أَنّي لم أدعكم إلى نصرتي ولم أُذُكّركم حقّي، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته.

فقال عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه(٣) .

وفي مناقب ابن شهرآشوب: أنه [أي علي] آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلاّ

____________________

(١) مصنف عبد الرزاق ١١: ٢٥٧ / ح ٢٠٤٨٤، تقييد العلم: ٤٩، ٥٠، ٥١، المدخل إلى السنن الكبرى ١: ٤٠٧ / ح ٧٣١.

(٢) انظر الكافي ٢: ٦٣٣ / ح ٢٣ / باب النوادر.

(٣) كتاب سليم: ١٤٧ الحديث الرابع، وعنه في بحار الأنوار ٢٨: ٢٥٦ / ح ٤٥ / الباب الرابع، و ٨٩: ٤١ / باب ما جاء في كيفية جمع القران. وفي أصول الكافي ٢: ٦٣٣ أن الصادقعليه‌السلام أخرج مصحف علي وقال:أخرجه علي عليه‌السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عزّ وجلّ كما أنزله الله على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد جمعته من اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه.

 فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً إنما كان عليّ أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه.

١٩٧

للصلاة حين يؤلف القرآن ويجمعه، فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه، ثم خرج إليهم به في إزار يحمله وهم مجتمعون في المسجد، فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع البته، فقالوا: الأمر ما جاء به أبو الحسن، فلما توسطهم وضع الكتاب بينهم ثم قال: إن رسول الله قال: إني مخلف فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وهذا الكتاب وأنا العترة.

فقام إليه الثاني فقال له: إنْ يكن عندك قرآن فعندنا مثله فلا حاجة لنا فيكما، فحمل الكتاب وعاد بعد أن ألزمهم الحجة(١) .

وفيالاحتجاج : فلمّا فتحه أبو بكر خرج في أوّل صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي، اردده فلا حاجة لنا فيه(٢) .

وقيل: بأنّ الإمام عليّاً أرسل مصحفه إلى عثمان لمّا أراد جمع القرآن فردّه(٣) .

نعم، إنّهم ردّوا مصحف علي، وهو أعلم الناس بتنزيله وتأويله، وتركوا مصحف ابن مسعود ذلك الغلام المُعَلّم(٤) حسب تعبير الرسول والذي أمرصلى‌الله‌عليه‌وآله بالقراءة وفق مصحفه بقوله: (اقرءوا بقراءة ابن أُمّ عبد)(٥) ، وكذا لم يأخذوا بقراءة عبدالله بن عباس وهو حبر الأمة في كثير من الآيات، بل لم يكتفوا بذلك حتى نسبوا إليه الإسرائيليات في التفسير، ولم يكن ذلك إلاّ اتّباعاً للسياسة المسنونة المشئومة.

إنّها سياسة الحكّام وبني أميّة وقريش في ردّ ما هو مرتبط بأهل البيت وذويهم،

____________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ١: ٣١٩.

(٢) الاحتجاج ١: ٢٢٨، وعنه في بحار الأنوار ٨٩: ٤٠ / ح ١ / باب ما جاء في كيفية جمع القرآن.

(٣) انظر الكافي ٢: ٦٣٣ / ح ٢٣.

(٤) المعجم الكبير ٩: ٧٩ / ح ٨٤٥٧، تاريخ دمشق ٣٣: ٧٠، ٧٢، سير أعلام النبلاء ١: ٤٦٥، النَّهاية في غريب الأثر، للجزري ٣: ٢٩٢:(... غُليم معلَّم)، أي ملهم للصواب والخير.

(٥) سنن ابن ماجه ١: ٤٩ / ح ١٣٨، مسند أحمد ١: ٧ / ح ٣٥.

١٩٨

 والاستنان بسنّة الخلفاء، وقد أكّدت الصدّيقة فاطمة الزهراء على هذه الحقيقة في خطاب وجّهته إلى نساء المهاجرين والأنصار، قالت فيه: (ويعرف التالون غب ما أسّس الأوّلون...)(١) .

إذن قضية الأذان لا تختلف عن القرآن، فالخُلّص من الصحابة كانوا يفتحون بعض جمله لكونهم قد عرفوا معناها، أو لدفع تهمة الغلوّ عنهم، أو لرفع شأن ومنزلة الإمام علي عند المنكرين لها، وهذا هو الذي دعا عمر للوقوف ضدّه، ورفع الحيعلة الثالثة من الأذان.

والأفصح من ذلك ما جاء في كتابالفضائل لابن شاذان بإسناده إلى المقداد بن الأسود الكندي، قال: كنّا مع سيّدنا رسول الله وهو متعلّق بأستار الكعبة وهو يقول: اللَّهم أعضدني واشدد أَزْري، واشرح صدري، وارفع ذكري. فنزل عليه جبرئيلعليه‌السلام وقال: اقرأ يا محمد.

قال: وما أقرأ؟

قال: أقرأ ( أَلَمْ نَشْرَحَ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) مع علي بن أبي طالب صهرك.

فقرأها النبيّ وأثبتها عبدالله بن مسعود في مصحفه، فأسقطها عثمان بن عفان حين وحّد المصاحف(٢) .

فالمعية في قوله: (مع علي بن أبي طالب صهرك) صريحة في لزوم رفع ذكر الوصي مع رفع ذكر النبي، فتكون هذه الرواية وما كان على شاكلتها فيما يمكن أن يقال استناداً للعموم الآنف بمحبوبيّة ذكر عليّ بعد النبيّ بنحو مطلق، وهو بالتالي من الأدلّة على اقتران ذكر علي بذكر النبيّ.

____________________

(١) معاني الأخبار: ٣٥٥، بلاغات النساء: ٢٠، أمالي الطوسي: ٣٧٦.

(٢) الفضائل لابن شاذان: ١٥١، وعنه في بحار الأنوار ٣٦: ١١٦ / ح ٦٣ / الباب ٣٩، وفيه: (بعلي صهرك).

١٩٩

وفي أخرى عن عبد الله بن مسعود أنّه كان يقرأ قوله تعالى:( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) بعلي بن أبي طالب صهرك(١) .

والباء في (بعلي) للسببية، أي بسبب علي بن أبي طالب سيبقى ذكرك وأنّه سيحفظ شريعتك من الضلال، وأنّ كلمة (صهرك) فيها إشارة إلى ديمومية النهج النبوي بواسطة علي وفاطمة وآل البيت الطاهرين المطّهرين، وهو معنى آخر لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (خلفائي اثنا عشر كلّهم من قريش)(٢) وهم عليّ والأحد عشر من ولد فاطمة، وهو كذلك بيان ضمنيّ لمعنى (لا تصلّوا عَلَيَّ الصلاة البتراء... بل قولوا: اللهم صَلِّ على محمد وآل محمد)، و(حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً)(٣) و(أنا وعليّ أبوا هذه الأمة)(٤) ، و(فاطمة أم أبيها)(٥) ، وغيرها من الأحاديث الكثيرة الدالة على الاقتران ووحدة الملاك بين الرسالة والإمامة، وهي التي جاءت نصّاً وإجمالاً في كثير من الأمور العبادية والأدعية في إطار الصلاة على محمد وآل محمد.

وبما أنّ الله رفع ذكر الرسول في الأذان، والتشهد، والخطبة كما في روايات العامة والخاصة، ولمناسبة الحكم والموضوع بين النبي والوصي، ولوحدة الملاك

____________________

(١) نفس الرحمن في فضائل سلمان للنوري: ٤٦٣ عن الفضائل المنتخبة عن سلمان، عن النبي أنّه قال: أوحى الله تعالى إليّ ليلة المعراج: يا محمد، رفعت ذكرك بعلي صهرك. وانظر الروضة لابن شاذان: ١٦٨ كذلك.

(٢) صحيح البخاري ٦: ٢٦٤٠ / ح ٦٧٩٦، صحيح مسلم ٣: ١٤٥٢ / ح ١٨٢١.

(٣) سنن ابن ماجة ١: ٥١ / ح ١٤٤، سنن الترمذي ٥: ٦٥٨ / ح ٣٧٧٥ قال: حديث حسن، وإنّما نعرفه من حديث عبدالله بن عثمان بن خثيم، وقد رواه غير واحد عنه. ورواه الحاكم في المستدرك ٣: ١٩٤، قال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

(٤) المفردات في غريب القرآن: ٧، اتّفاق المباني وافتراق المعاني: ٢٣٣، علل الشرائع ١: ١٢٧، الغارات ٢: ٧١٧، ٧٤٥.

(٥) المعجم الكبير ٢٢: ٣٩٧ / ٩٨٥، المقتنى في سرد الكنى ٢: ١٦٧، الاستيعاب ٤: ١٨٩٩، تاريخ دمشق ٣: ١٥٨، الإصابة ٨: ٥٣ / الترجمة ١١٥٨٣، لفاطمة الزهراء (سلام الله عليها).

٢٠٠