الإمام محمد الجواد (عليه السلام) سيرة وتاريخ

الإمام محمد الجواد (عليه السلام) سيرة وتاريخ0%

الإمام محمد الجواد (عليه السلام) سيرة وتاريخ مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف: الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام
الصفحات: 148

الإمام محمد الجواد (عليه السلام) سيرة وتاريخ

مؤلف: السيد عدنان الحسيني
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف:

الصفحات: 148
المشاهدات: 53867
تحميل: 5918

توضيحات:

الإمام محمد الجواد (عليه السلام) سيرة وتاريخ
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 148 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 53867 / تحميل: 5918
الحجم الحجم الحجم
الإمام محمد الجواد (عليه السلام) سيرة وتاريخ

الإمام محمد الجواد (عليه السلام) سيرة وتاريخ

مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
العربية

مصنّف. عُدَّ في أصحاب الاِمامين الرضا والجوادعليهما‌السلام .

٣١ ـ عبدالله بن المغيرة ، أبو محمد البجلي الخزاز الكوفي : ثقة ، جليل القدر ، صنّف (٣٠) كتاباً ، وعُدَّ من أصحاب الاِجماع. عُدَّ في أصحاب الاِمامين الكاظم والرضاعليهما‌السلام . وروى عن الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٣٢ ـ علي بن اسباط بن سالم ، أبو الحسن الكندي الكوفي بيّاع الزطّي : ثقة ، محدِّث ، معتمد ، مصنّف ، من أوثق الناس وأصدقهم لهجة.

٣٣ ـ علي بن بلال ، أبو الحسن البغدادي : ثقة ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الاَئمة الرضا والجواد والهادي والعسكريعليهم‌السلام . كان حياً سنة (٢٣٢ هـ).

٣٤ ـ علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام المدني المعروف بالعُريضي : ثقة ، جليل القدر ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الاَئمة الصادق والكاظم والرضاعليهم‌السلام ، وأدرك الاِمام الجوادعليه‌السلام ، توفي سنة (٢١٠ هـ) بالعُريض من نواحي المدينة المنوّرة وبها دفن.

٣٥ ـ علي بن سيف بن عميرة ، أبو الحسن النخعي الكوفي : ثقة ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الاِمام الرضاعليه‌السلام ، وروى عن الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٣٦ ـ علي بن عبدالله ، أبو الحسن العطّار القمي : ثقة ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الاِمامين الجواد والهاديعليهما‌السلام .

٣٧ ـ علي بن مهزيار ، أبو الحسن الاَهوازي : فقيه ، ثقة ، ديّن ، له نحو (٣٣) كتاباً. عُدَّ في أصحاب الاَئمة الرضا والجواد والهاديعليهم‌السلام .

٣٨ ـ الفضل بن شاذان ، أبو محمد الاَزدي النيشابوري : ثقة ، جليل القدر ، صنّف مئة وثمانين كتاباً. عُدَّ في أصحاب الاِمامين الهادي والعسكري ،

٨١

وروى عن الاِمام الجوادعليه‌السلام . توفي سنة (٢٦٠ هـ).

٣٩ ـ محمد بن إسماعيل بن بزيع ، أبو جعفر : ثقة ، صالح ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الاَئمة الكاظم والرضا والجوادعليهم‌السلام . امتدحه الاِمامان الرضا والجوادعليهما‌السلام .

٤٠ ـ محمد بن إسماعيل الرازي : ثقة ، مصنّف. روى عن الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٤١ ـ محمد ابن أورمة ، أبو جعفر القمي : حديثه نقي لا فساد فيه ، له أكثر من (٣٠) مصنّفاً. قال ابن الغضائري : رأيت كتاباً خرج من أبي الحسن علي ابن محمدعليه‌السلام إلى القميين في براءته مما قذف به ، وعُدَّ في أصحاب الاِمام الرضاعليه‌السلام . وروى عن ابنه الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٤٢ ـ محمد بن الحسن بن شمون ، أبو جعفر البصري البغدادي : وصف بالوقف والغلو وطُعن في مصنّفاته. تُروى له مكاتبات مع الاِمام العسكريعليه‌السلام تدل على اعتداله واستقامة مذهبه ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الاَئمة الجواد والهادي والعسكريعليهم‌السلام . عاش (١١٤) سنة ، وتوفي سنة (٢٥٨ هـ).

٤٣ ـ محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب زيد ، أبو جعفر الزيّات الهمداني الكوفي : ثقة ، عالم ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الاَئمة الجواد والهادي والعسكريعليهم‌السلام . توفي سنة (٢٦٢ هـ).

٤٤ ـ محمد بن حمزة العلوي المرعشي الطبري : زاهد ، صالح ، له كتاب في الفضائل.

٨٢

٤٥ ـ محمد بن سهل بن اليسع الاَشعري القمي : الظاهر أنه ثقة ، معتمد ، له كتاب. يروي عن الاِمامين الرضا والجوادعليهما‌السلام .

٤٦ ـ محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين ، أبو جعفر العبيدي اليقطيني : ثقة ، عين ، مصنّف ، عُدَّ في أصحاب الاَئمة الرضا والهادي والعسكريعليهم‌السلام ، وروى عن الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٤٧ ـ محمد بن الفرج بن عبدالله الرخجي : ثقة ، وجه من وجوه الشيعة. عُدَّ في أصحاب الاَئمة الرضا والجواد والهاديعليهم‌السلام ، وروى أيضاً عن الاِمام الكاظمعليه‌السلام .

٤٨ ـ مروّك بن عبيد بن سالم بن أبي حفصة زياد : ثقة ، صدوق ، حتى إنّ القميين قالوا إنّ كتاب نوادره أصل. عُدَّ في أصحاب الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٤٩ ـ معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار الكوفي الدهني : ثقة ، من أجلّة العلماء والفقهاء والعدول ، وهو فطحي. عُدَّ في أصحاب الاِمامين الجواد والهاديعليهما‌السلام .

٥٠ ـ معمّر بن خلاّد ، أبو خلاّد البغدادي : ثقة ، له كتاب ، ذُكر في أصحاب الاِمام الرضاعليه‌السلام ، ولا يبعد إدراكه للاِمام الجوادعليه‌السلام .

٥١ ـ منذر بن قابوس : قال النجاشي : منذر بن محمد بن المنذر بن سعيد ابن أبي الجهم القابوسي ، أبو القاسم. من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر ، ثقة ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٥٢ ـ منصور بن العباس ، أبو الحسين الرازي : قال النجاشي : سكن بغداد ، وبها توفي. عُدَّ في أصحاب الاِمامين الجواد والهاديعليهما‌السلام . وروى عن الاِمام

٨٣

الجوادعليه‌السلام .

٥٣ ـ موسى بن عمر بن بزيع الكوفي : ثقة ، له كتاب. عُدَّ في أصحاب الاِمامين الجواد والهاديعليهما‌السلام .

٥٤ ـ موسى بن القاسم بن معاوية ، أبو عبدالله البجلي : ثقة ، جليل القدر ، حسن الطريقة ، صنّف ثلاثين كتاباً. عُدَّ في أصحاب الاِمامين الرضا والجوادعليهما‌السلام .

٥٥ ـ هارون بن الحسن بن محبوب البجلي : ثقة ، صدوق ، له كتاب. عُدَّ في أصحاب الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٥٦ ـ يعقوب بن اسحاق ، أبو يوسف ابن السكيت : عالم ، أديب ، نحوي ، لغوي. له مؤلفات عديدة أشهرها اصلاح المنطق. وله عن أبي جعفرعليه‌السلام رواية ومسائل ، وكان متقدماً عنده وعند أبي الحسنعليه‌السلام وكانا يختصّانه.

طلب إليه المتوكل العباسي تأديب ولديه المعتز والمؤيد ، فأدبهما خير أدب حتى كانا يتسابقان على تقديم نعليه. ولما رأى المتوكل منهما ذلك ، وقد علم بتشيعه ، سأله هل ابناي هذان أفضل أم الحسن والحسين؟ فغضب ابن السكيت وقال : والله إن قنبراً خادم علي بن أبي طالب خيرٌ منك ومن ولديك. فأمر المتوكل حرسه من الاتراك أن يستلوا لسانه ، فسلّوه فمات من فوره؛ كان ذلك في الخامس من رجب سنة (٢٤٤ هـ).

٥٧ ـ يعقوب بن يزيد بن حمّاد ، أبو يوسف الاَنباري السلمي الكاتب : ثقة ، صدوق ، مصنّف ، من كتّاب الخليفة العباسي المنتصر. روى عن الجوادعليه‌السلام ، وكان من قبل من أصحاب أبيه.

٨٤

تلك كانت جمهرة العلماء من أصحاب التصانيف ، وإليك طائفة اُخرى من الثقات والمختصين بالاِمام الجوادعليه‌السلام ومريديه ، وبعضاً من وكلائه :

١ ـ إبراهيم بن محمد الهمداني : ثقة ، كتب له الاِمام الجوادعليه‌السلام كتاباً وكّله فيه على همدان ونواحيها بعد موت يحيى بن أبي عمران ، فكان وكيله ، وأولاده من بعده وكلاء للاَئمة الاَطهارعليهم‌السلام . عُدَّ في أصحاب الاَئمة الرضا والجواد والهاديعليهم‌السلام .

٢ ـ اسحاق بن إسماعيل ، أبو أحمد النيسابوري : ذكره ابن شهرآشوب في جملة ثقات الاِمام الجوادعليه‌السلام ، وعُدَّ في أصحاب الاِمام الحسن العسكريعليه‌السلام .

٣ ـ إسحاق الاَنباري : من أجلاّء الشيعة ، كان محل ثقة الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٤ ـ الحسن بن راشد ، أبو علي البغدادي : فقيه ، من الوكلاء الاَعلام الممدوحين. عُدَّ في أصحاب الاِمامين الجواد والهاديعليهما‌السلام . يروي عن الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٥ ـ الحسن بن محمد بن عبيدالله الاَعرج : هو من السادات العلوية ، وهو أحد شهود وصية الاِمام الجوادعليه‌السلام إلى ابنه أبي الحسن الهاديعليه‌السلام ، وقد كتب شهادته وأمضاها مع آخرين.

٦ ـ الحسين بن أسد البصري : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٧ ـ الحسين بن مسلم بن الحسن : وثّقه ابن شهرآشوب في مناقبه ، وعُدَّ في أصحاب الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٨ ـ الحسين ابن الاِمام موسى بن جعفر عليه‌السلام أبو عبدالله : كان مقراً بإمامة

٨٥

أخيه الرضا وابنه الجوادعليه‌السلام .

٩ ـ حماد الشاعر : ذُكر أنه شاعر الاِمام الجواد المختص به هو وداود بن القاسم الجعفري الآتي ذكره.

١٠ ـ حماد بن عيسى ، أبو محمد الجهني البصري : كوفي سكن البصرة ، فقيه ، ثقة ، صدوق ، ثبت في الحديث. قيل : إنّه ممن أجمعوا على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم. توفي سنة (٢٠٩ هـ) بعد أن تجاوز التسعين من العمر.

١١ ـ حمزة بن يعلى ، أبو يعلى الاَشعري القمي : ثقة ، وجه ، روى عن الاِمامين الرضا والجوادعليهما‌السلام .

١٢ ـ خيران الخادم القراطيسي : ثقة ، جليل القدر ، يظهر أنه كان وكيلاً للاِمام الجوادعليه‌السلام ومن الموثّقين لديه. أجازه الاِمام الجوادعليه‌السلام بالعمل برأيه بشأن استلام الحقوق وصرفها بقولهعليه‌السلام :« فإنّ رأيك رأيي ، ومن أطاعك فقد أطاعني » .

١٣ ـ داود بن القاسم بن إسحاق ، أبو هاشم الجعفري : ثقة ، جليل ، شاعر أهل البيتعليهم‌السلام ولازم الاِمام الجوادعليه‌السلام . عاصر خمسة من الاَئمةعليهم‌السلام من الاِمام الرضا وحتى الاِمام المهدي المنتظر محمد بن الحسنعليهم‌السلام وروى عنهم. وله فيهم شعر جيد. حُبس سنة (٢٥٢ هـ) في سامراء هو والاِمام الهاديعليه‌السلام معاً في سجن واحد. عُدَّ في أصحاب الاَئمة الرضا والجواد والهادي والعسكريعليهم‌السلام . توفي سنة (٢٦١ هـ).

١٤ ـ الريان بن شبيب : ثقة ، ذكر في أصحاب الاِمامين الرضا والجوادعليهما‌السلام ، وهو خال المعتصم العباسي.

٨٦

١٥ ـ الريان بن الصلت ، أبو علي الاَشعري القمي : ثقة ، معتمد عليه ، صدوق ، روى عن الاِمام الجوادعليه‌السلام ، وقبل ذلك كان له اتصال بالاِمام الرضاعليه‌السلام .

١٦ ـ زكريا بن آدم بن عبدالله ، أبو يحيى الاَشعري القمي : ثقة ، عظيم القدر ، ذُكر في أصحاب الاَئمة الصادق والرضا والجوادعليهم‌السلام . وصفه الاِمام الرضاعليه‌السلام بأنّه المأمون على الدين والدنيا. ترحّم عليه الاِمام الجوادعليه‌السلام حين سمع بموته في قم. وهو المدفون في المقبرة التي تُعرف اليوم بمقبرة شيخان.

١٧ ـ سعيد بن جناح : ثقة ، روى عن الاِمام الجوادعليه‌السلام ، كوفي الاَصل ، نشأ وتوفي ببغداد.

١٨ ـ شاذان بن الخليل النيسابوري : والد العالم الفاضل المتكلم الفضل ابن شاذان ، فقيه ، فاضل ، جليل القدر ، عُدَّ في أصحاب الاِمام الجوادعليه‌السلام .

١٩ ـ صالح بن محمد الهمداني : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الاِمامين الجواد والهاديعليهما‌السلام .

٢٠ ـ عبدالحميد بن سالم العطار الكوفي : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الاِمام الصادقعليه‌السلام ، وذكر أيضاً في أصحاب الاِمام الكاظمعليه‌السلام .

٢١ ـ عبدالعزيز بن المهتدي بن محمد الاَشعري ، القمي : ثقة ، جليل القدر ، توكّل للاِمام الرضاعليه‌السلام ، وكان من خاصته ، وعُدَّ في أصحابه.

٢٢ ـ عبدالعظيم بن عبدالله بن علي بن الحسين بن زيد ابن الاِمام الحسن المجتبى عليه‌السلام أبو القاسم الحسني الرازي : ثقة ، محدّث ، جليل القدر ، عظيم

٨٧

المنزلة ، ذو ورع واجتهاد.

أدرك من الاَئمة : الرضا والجواد والهاديعليهم‌السلام . كانت ولادته نحو سنة (٢٠٠ هـ) ، أما وفاته فقد ترددت بين سنة (٢٥٠ هـ) و (٢٥٢ هـ) أو (٢٥٥ هـ).

٢٣ ـ عبدالله ابن الاِمام موسى بن جعفر عليه‌السلام : شيخ كبير ، عابد زاهد ، عليه أثر السجود ، صحب الاِمام الجوادعليه‌السلام فترة من حياته. كان يعظّم الاِمام كثيراً.

٢٤ ـ علي بن حسان ، أبو الحسين الواسطي القصير المعروف بالمنمِّس : ثقة ، عُدّ في أصحاب الاِمام الجوادعليه‌السلام ، وقد عمّر أكثر من مئة سنة.

٢٥ ـ علي بن عاصم الكوفي : شيخ الشيعة في وقته ، محدِّث ، زاهد عابد. قيل : كان يحفظ (١٠٠ ألف) حديث. توفي سجيناً زمن المعتضد العباسي قبل سنة (٢٨٩ هـ) ، وقد تجاوز التسعين من العمر.

٢٦ ـ محمد بن إبراهيم الحضيني الاَهوازي : كان يُعد من خواص الاِمام الجوادعليه‌السلام ، وقد ترحّم عليه الاِمام لمّا علم بموته. عُدَّ في أصحاب الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٢٧ ـ محمد بن عبدالجبار الشيباني القمي : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الاِمامين الجواد والهاديعليهما‌السلام .

٢٨ ـ محمد بن يونس بن عبدالرحمن : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الاِمامين الرضا والجوادعليهما‌السلام .

٢٩ ـ المختار بن زياد العبدي البصري : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٨٨

٣٠ ـ مصدق بن صدقة المدائني : ثقة ، من أجلة الفقهاء والعلماء ، عُدَّ في أصحاب الاِمام الجوادعليه‌السلام وقد عمّر مئة سنة.

٣١ ـ يحيى بن أبي عمران الهمداني : وكيل الاِمام الجوادعليه‌السلام في نواحي همدان.

٣٢ ـ أبو الحصين بن الحصين الحصيني : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الاِمام الجوادعليه‌السلام .

٣٣ ـ حكيمة بنت علي بن موسى الرضا عليه‌السلام : جليلة القدر ، عظيمة المنزلة ، حدّثت عن أخيها الجوادعليه‌السلام .

٣٤ ـ حكيمة بنت الاِمام الجواد عليه‌السلام : وهذه أيضاً جليلة القدر ، عظيمة المنزلة ، حضرت ولادة الاِمام المهديعليه‌السلام . كان لها دور بارز في عملية السفارة وايصال الكتب إلى الاِمام المهديعليه‌السلام في غيبته الصغرى. توفيت سنة (٢٧٤ هـ) ودفنت عند رجلي الاِمامين العسكريين.

هذه المجموعة الكبيرة من الثقات والتي سبقتها من أصحاب المؤلفات والتصانيف وغيرهم من رواة الاِمام وأصحابه يشكلون رصيداً علمياً ثرّاً لا غناء لنا عنه ولا محيد ، وهم بعد هذا يُعتبرون أوتاد المذهب وحفظة التراث ، وسلفنا الصالح الذين بهم يُقتدى ، وعليهم يُعوّل.

ثم إنّ الاِمامعليه‌السلام باعتبار دوره القيادي الرائد في الاُمّة ، وما يحمله من علوم ومعارف ، الاَمر الذي جعله محوراً يدور عليه فلك الاُمّة الاِسلامية ، بمختلف اتجاهاتها وتياراتها المذهبية ، ولا عجب إذن لو رأيت أن بعض

٨٩

رواة الاَئمةعليهم‌السلام من غير شيعتهم(١) ، بل ولعل البعض منهم من الغُلاة أو الواقفة وغيرهم ، وهذا يؤكد ما قلناه من محورية الاِمام في الاِشعاع العلمي الاِسلامي واستقطابه لكافة الفعاليات العلمية والاجتماعية في عصره.

ولولا الاَوضاع السياسية التي مرّت على الاُمّة الاِسلامية وعصفت بها منذ عهد بني أمية وحتى زمن متأخر من عصورنا الحاضرة لاَلفيت الصحاح والمدوّنات الحديثية قد ملئت بحديث أهل البيتعليهم‌السلام بعشرات أضعاف ما تحتويه اليوم ، لكن الخوف من روايته قد حال دون ذلك؛ لاَنّ عقوبة روايته كانت تواجه من قبل السلطان بأقسى ما تتصور من عقوبة أقلّها كان هدم داره ، وحذف اسمه من ديوان العطاء ، ونفيه مع من يلوذ به في العراء ، وهو المرحوم بحاله من قبل السلطة ، هذا إذا لم تنل السيوف من حبال رقبته.

دور الامامعليه‌السلام في الحياة العلمية

من المقدمات التي يلزم التذكير بها هنا أن أئمة أهل البيتعليهم‌السلام جميعاً هم أبواب مدينة علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يختلفون سعة ، ولا يتميزون عمقاً ، ولا تتباين أهدافهم البتة ، وإنّما الاختلاف والتباين والتنوع في أدوار كل منهم ، تبعاً للظروف السياسية والاجتماعية والاقليمية التي تتحكم في مساحة تحرك كل إمام على الساحة الاِسلامية ، وفي صفوف الاُمّة.

____________

١) روى عن الاِمام الجوادعليه‌السلام من أهل السُنّة إبراهيم بن عبدالحميد الصنعاني ، وإبراهيم بن عقبة ، وإبراهيم بن محمد بن حاجب ، وإبراهيم بن مهدويه ، واُمية بن علي القيسي الشامي ، وجعفر ابن محمد بن مزيد ، ومنخّل بن علي ، وعمارة بن زيد الاَنصاري ، وعمر بن الفرج الرخجي وغيرهم.

٩٠

فهناك دور مفروض للاَئمةعليهم‌السلام في نصّ الشريعة الاِسلامية ، وهو دور صيانة تجربة الاِسلام وتعميق الرسالة فكرياً وروحياً وسياسياً في الاَُمة والمحافظة على المقياس العقائدي والرسالي في المجتمع الاِسلامي.

ولقد تمثل الدور الاِيجابي لاَئمة أهل البيتعليهم‌السلام ، في أنّهم استطاعوا الابقاء على المعالم الدينية الاَساسية للاُمّة ، والحفاظ على طابعها الرسالي ، وهويتها الفكرية من ناحية ، ومقاومة التيارات الفكرية التي تشكل خطراً على الرسالة ، وضربها في بدايات تكوينها من ناحية اُخرى(١) .

وبعد ذلك فإنّ الرسالة الاِسلامية تعنى بالاِنسان من كلِّ نواحيه ، وتأخذ بيده إلى كلِّ مجالاته ولا تفارقه ، وهو على مخدعه في فراشه ، وهو في بيته بينه وبين ربّه ، بينه وبين نفسه ، بينه وبين أفراد عائلته ، وهو في السوق ، وهو في المدرسة ، وهو في المجتمع ، وهو في السياسة ، وهو في الاقتصاد ، وهو في أي مجال من مجالات حياته(٢) ، ومن هنا يتوجب في القائد أن يكون على اطلاع ومعرفة بكلِّ مناحي الحياة ، واستيعاب لمجمل العلوم التي يحتاجها أهل الاَرض ، ولكلِّ ما نزل من السماء ، وهو مالم يتحقق في غير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبمن أودعهم مكنون علومه من أهل بيته المعصومين المنتجبين الاَبرارعليهم‌السلام .

وقد ورد في الاَخبار أن من صفات الاِمامعليه‌السلام : « أن يكون أعلم الناس بحلال الله وحرامه ، وضروب أحكامه ، وأمره ونهيه ، وجميع ما يحتاج إليه

____________

١) أهل البيتعليهم‌السلام تنوع أدوار ووحدة هدف / السيد الشهيد محمد باقر الصدر : ١٢٧ ، ١٣١ ، ١٤٤ ، ١٤٥.

٢) أهل البيتعليهم‌السلام تنوع أدوار ووحدة هدف / السيد الشهيد محمد باقر الصدر : ٧٥.

٩١

الناس. فيحتاج الناس إليه ، ويستغني عنهم »(١) .

من هنا نقف على أن علم الاَئمة الاثني عشرعليهم‌السلام واحد ، فعلم أولهم كعلم آخرهم ، علم إلهامي يتوارثونه خلفاً عن سلف ، صغيرهم وكبيرهم فيه سواء ، بل ورد أن الاَئمةعليهم‌السلام تنتقل إليهم بعض مواريث الاَنبياءعليهم‌السلام أيضاً ، كالسيف والخاتم والعصا ، وغيرها. إضافة إلى ما يعلمونه من أحكام جميع رسالات السماء السابقة. وحديثهم أيضاً واحد ليس فيه اختلاف وتعارض ، وإن ظهر في ألفاظ ومعان مختلفة؛ لاَنّه صادر من منبع واحد ، فهمعليهم‌السلام يحدِّثون عن آبائهم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن جبرئيلعليه‌السلام عن الله تبارك وتعالى ، وذلك ما جاء في قول الاِمام الصادقعليه‌السلام :« إنّ حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وحديث علي أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحديث رسول الله قول الله عزَّ وجلَّ » (٢) .

بعد هذه المقدمة نعود إلى ساحة قدس إمامنا الجوادعليه‌السلام ، كي نستلهم من فيض علومه ما نتمكن من خلاله رسم خط بياني نستطيع به استشفاف واستقراء نشاط الاِمام العلمي خلال حياته القصيرة جداً ، ورغم سني التضييق والاِقامة الجبرية في بغداد ، وإن لم تكن معلومة العدد ، إلاّ أنها بلا شك ليست قليلة بالنسبة إلى المدة التي عاشهاعليه‌السلام .

دوره في الفقه وأحكام الشريعة :

لفقه مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام سمات بارزة متميزة عن سائر الفقه السائد

____________

١) بحار الاَنوار / المجلسي ٢٥ : ٦٤.

٢) اُصول الكافي ١ : ٥٣ / ١٤ (كتاب فضل العلم). والارشاد / الشيخ المفيد ٢ : ١٨٦.

٩٢

في مدرسة الرأي ، وخلاصة تلك السمات أنه يستمد مقوماته من القرآن الكريم أولاً ، ثم السُنّة الثابتة ثانياً ، ولهذا أصبح فقه مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام هو الامتداد الطبيعي لفقه القرآن الكريم والسُنّة المطهرة ، وليس فيه شيء من عمل الرأي أو استعمال القياس والاستحسان وما شابه ذلك ، وهناك عشرات بل مئات الروايات المصرّحة بأنّ كل ما لدى أهل البيتعليهم‌السلام إنّما هو عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توارثوه واحداً بعد واحد وصولاً إلى الاِمام المهديعليه‌السلام (١) .

ويتميّز أيضاً بالشمولية فانه لم يدع ملحظاً كلياً أو جزئياً إلاّ وقد بيّنه بمنتهى الدقة والتفصيل ، أما من حيث الامتداد الزماني فهو فقه الاَمس واليوم وغداً ، لصلاحيته لكلِّ زمان وامتداده إلى حلّ كلّ مشكلات الحياة.

ومما تقدم يتبين أن فقه أهل البيت فقه واحد لا يقبل التفكيك والفصل ، فلا يمكننا أن نقول : إنّ هذا هو فقه الاِمام عليعليه‌السلام وهذا فقه الاِمام الصادقعليه‌السلام وهكذا بالنسبة إلى جميع أئمة أهل البيت المعصومينعليهم‌السلام .

فحديثنا إذن عن دور الاِمام الجواد الفقهي هو عين الحديث عن فقه أهل البيتعليهم‌السلام الذين أُمرنا بطاعتهم والاقتداء بهديهم والتمسك بحبلهم ، وذلك أمان من الضلالة بنصّ حديث الثقلين المتواتر عند جميع فرق المسلمين.

أما عن الموارد الفقهية الكثيرة المروية عن الاِمام الجوادعليه‌السلام والتي لا تتسع لها هذه الدراسة الموجزة؛ فهي دالة بلا شكّ على أنهعليه‌السلام ملأ الفراغ الفقهي في عصره وأنه قد أغنى الساحة الاِسلامية ، وشيعته على وجه

____________

١) راجع : اُصول الكافي ١ : ٢٦٣ / ١ ـ ٣ و ٢٦٥ / ٢ و ٢٦٨ / ٩ وفي غير موضع منه.

٩٣

الخصوص عن غيره ، فلم يلتمسوا حلول مشكلاتهم واجابات اسئلتهم من أحد غيره ، وهم الطائفة الواسعة الانتشار في شرق بلاد المسلمين وغربها.

ومن خلال قراءة واستعراض لبعض تلك الموارد نستخلص أن الاِمام الجوادعليه‌السلام كان مبرّزاً على جمهور الفقهاء ، وكبار العلماء والقضاة المعاصرين له ..

فمن حيث مجلسهعليه‌السلام في ديوان الخلافة ، ما كان ليجلس إلاّ بموازاة مجلس الخليفة ، والعلماء والقضاة في مجلسهم جميعاً كانوا دون مجلسه ، ويمثلون بين يديه ـ هيبة ـ عند محادثته ..

وأما آراؤه في (العقيدة ، والتفسير ، والفقه) فهي المقدّمة على بقية الآراء؛ لاَنّها تعكس واقعاً وحقيقة روح الاِسلام ، وذلك إذ يتجلّى من خلال ما مرّ من مناظرات أو من خلال ما أثبته لنا التأريخ في قصة الزواج في عهد المأمون أو قصة السارق الذي اعترف على نفسه بالسرقة في عهد المعتصم ، وقد طلب السارق من الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه فأُرجئ الحكم عليه إلى وقت معلوم. واستدعى المعتصم لذلك جمعاً من العلماء والقضاة إلى مجلسه للحكم في القضية ، واستدعى من جملة من استدعى الاِمام الجوادعليه‌السلام إلى ذلك المجلس الضخم الذي عقده لهذا الغرض ، وكان الاِمامعليه‌السلام يومذاك الشاب ابن الخامسة والعشرين سنة أو نحوها.

ورغم أن الرواية التي بين أيدينا لم تُسمّ الفقهاء الذين حضروا مجلس الحكم ، ولا عددهم؛ لكن بداهة يمكن الجزم ـ ويشاركنا هذا الرأي كلّ أحد ـ بأن الخليفة ما يستدعي إلى مجلسه إلاّ الطبقة الاُولى من فقهاء بغداد ، ومحدثيها المرموقين ، وقضاتها المتمكنين ، لا ضعافها ومغموريها أو

٩٤

أذناب الناس وشذاذهم. وعليه نستطيع أن نشخّص مجموعة من فقهاء تلك المرحلة ، ورؤوس مذاهبها ، وأكابر قضاتها من الذين يمكن أن يُستدعون إلى ديوان الخلافة؛ لاِبداء رأي فقهي ، أمثال : إبراهيم بن سيّار بن النظّام (ت / ٢٣١ هـ) ، إبراهيم بن المهدي المصيصي (ت / ٢٢٥ هـ) ، أبو ثور إبراهيم ابن خالد الكلبي البغدادي (ت / ٢٤٠ هـ) ، أبو حسّان الزِّيادي الحسن بن عثمان (ت / ٢٤٢ هـ) وقيل : أبو حيّان ، أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي (ت / ٢٣٤ هـ) ، أبو معمر الهذلي (ت / ٢٣٦ هـ) ، أبو نصر التمّار ، أبو الهذيل محمد بن الهذيل العلاّف العبدي (ت / ٢٣٥ هـ) كان نسيج وحده وعالم دهره ، لم يتقدمه أحد من الموافقين له ولا من المخالفين ، أحمد بن إبراهيم الدورقي العبدي (ت / ٢٤٦ هـ) ، أحمد بن أبي دؤاد (ت / ٢٤٠ هـ) قاضي قضاة الدولة العباسية ، أحمد بن حنبل (ت / ٢٤١ هـ) ولو أنه لم يكن يحضر مجالس الخلفاء إلاّ أنه لا يمنع أن يجيب إذا استدعي ، أحمد بن الفرات (ت / ٢٥٨ هـ) ، أحمد بن منيع البغوي (ت / ٢٤٤ هـ) ، إسحاق بن أبي إسرائيل ، إسماعيل بن إسحاق السرّاج ، إسماعيل بن أبي أويس (ت / ٢٢٦ هـ) وهو ابن أخت مالك بن أنس ، إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة ولي القضاء للمعتصم بعد ابن سماعة ، بشر بن المعتمر الهلالي رئيس معتزلة بغداد في زمانه ، بشر ابن الوليد الكندي الحنفي (ت / ٢٣٨ هـ) ، ثمامة بن الاَشرس وكان واحد دهره في العلم والاَدب ، جعفر بن حرب الهمداني (ت / ٢٣٦ هـ) ، جعفر ابن عيسى الحسني أحد القضاة ، جعفر بن مبشر الثقفي (ت / ٢٣٤ هـ) ، الحسن ابن عرفة العبدي (ت / ٢٥٧ هـ) ، حفص بن عمر بن عبدالعزيز الدوري البغدادي (ت / ٢٤٦ هـ) إمام القرّاء وشيخ زمانه ، حيّان بن بشر تسلّم قضاء الكرخ سنة (٢٣٧ هـ) ، خلف بن هشام البزار (ت / ٢٢٩ هـ) ، سجّادة أبو علي

٩٥

الحسن بن حمّاد الحضرمي البغدادي (ت / ٢٤١ هـ) من أجلّة العلماء في زمانه ، سعدويه الواسطي سعيد بن سليمان (ت / ٢٢٥ هـ) ، سليمان بن داود العتكي (ت / ٢٣٤ هـ) ، سوار بن عبدالله العبري التميمي (ت / ٢٤٥ هـ) تسلّم قضاء الرصافة سنة (٢٣٧ هـ) ، شجاع بن مخلد الفلاّس البغوي (ت / ٢٣٥ هـ) ، شعيب بن سهل الرازي الملقّب شعبويه (ت / ٢٤٦ هـ) قاضي الرصافة للمعتصم العباسي ، عبدالرحمن بن إسحاق الشافعي القاضي ، عبدالرحمن ابن كيسان الاَصم ، عبيدالله بن محمد بن الحسن ، علي بن الجعد الجوهري البغدادي (ت / ٢٣٠ هـ) الحافظ الحجة مُسند بغداد ، علي بن الجنيد الاِسكافي ، عيسى ابن صُبيح أبو موسى من علماء المعتزلة والمقدمين فيهم ، قتيبة بن سعد ، القواريري عبيدالله بن عمر ، كامل بن طلحة الجحدري (ت / ٢٣١ هـ) ، المحاسبي الحارث بن أسد (ت / ٢٤٣ هـ) ، محمد ابن بكار بن الريّان البغدادي (ت / ٢٣٨ هـ) ، محمد بن حاتم بن ميمون السمين (ت / ٢٣٥ هـ) الحافظ المجوِّد المفسِّر ، محمد بن الحسين البرجلاني الحنبلي (ت / ٢٣٨ هـ) ، محمد بن حمّاد وكان مقرباً من المأمون العباسي ، محمد بن سعد (ت / ٢٣٠ هـ) صاحب الطبقات الكبرى ، محمد بن سماعة (ت / ٢٣٣ هـ) تولى القضاء للرشيد وبقي فيه إلى أن ضعف بصره في عهد المعتصم فصرفه عنه باسماعيل بن حمّاد وتوفي وله مئة وثلاث سنين ، محمد بن عبدالله بن المبارك المخرّمي (ت / ٢٥٤ هـ) ، محمد بن هارون الورّاق (ت / ٢٤٧ هـ) ، النضر بن شميل ، هارون بن عبدالله الحمّال البغدادي (ت / ٢٤٣ هـ) ، هارون بن عبدالله الزهري (ت / ٢٣٢ هـ) ، يحيى ابن أكثم التميمي المروزي البغدادي (ت / ٢٤٢ هـ) قاضي القضاة الفقيه العلاّمة من أئمة الاجتهاد ، يحيى بن معين أبو زكريا المرِّي البغدادي (ت / ٢٣٣ هـ)

٩٦

الحافظ شيخ المحدثين وإمامهم ، يعقوب بن إبراهيم الدورقي (ت / ٢٥٢ هـ) محدّث العراق(١) .

وأضراب هؤلاء كثير مما يطول به المقام من الذين كانوا ببغداد يومذاك ويشار إليهم بالمشيخة والتفرّد بالفضل والعلم.

فالرواية التي ينقلها العياشي عن زرقان وهو محمد بن شداد أبو يعلى المسمعي (ت / ٢٧٨ أو ٢٧٩ هـ) وقد عمّر طويلاً ، وهو أيضاً من الفقهاء والمتكلمين. قال العياشي : عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد وصديقه بشدّة ، قال : رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم ، فقلت له في ذلك ، فقال : وددت اليوم أني قد متُّ منذ عشرين سنة ، قال : قلت له : ولِمَ ذاك؟ قال : لما كان من هذا الاَسود أبا جعفر محمد بن علي ابن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم ، قال : قلت له : وكيف كان ذلك؟ قال : إنّ سارقاً أقرّ على نفسه بالسرقة ، وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه ، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه ، وقد أحضر محمد بن عليعليه‌السلام ، فسألنا عن القطع في أيّ موضع يجب أن يقطع؟ قال : فقلت : من الكرسوع ، قال : وما الحجة في ذلك؟ قال : قلت : لاَنّ اليد هي الاَصابع والكف إلى الكرسوع؛

____________

١) اعتمدنا في استخلاص هذه الجمهرة من علماء وقضاة بغداد المعاصرين للاِمام الجوادعليه‌السلام في تلك الفترة : البداية والنهاية ١٠ : ٢٩٩ حوادث سنة (٢١٨ هـ). وتاريخ أبي الفداء ١ : ٣٤٠. وتاريخ الخلفاء / السيوطي : ٣٠٩ ـ ٣١٢ بتحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد. وتاريخ الطبري ٧ : ١٨٧ ـ ٢٠٦ حوادث سنة (٢١٨ هـ). وطبقات الفقهاء / أبو إسحاق الشيرازي الشافعي (ت / ٤٧٦ هـ). والكامل في التاريخ ٦ : ٣ ـ ٦ مراجعة وتصحيح الدكتور محمد يوسف الدقاق. ومحاضرات تاريخ الاُمم الاِسلامية / الخضري ٢ : ٢١٢ ـ ٢١٥. والوفيات / ابن قنفذ (ت / ٨٠٩ هـ) وغيرها.

٩٧

لقول الله في التيمم :( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم ) (١) واتّفق معي على ذلك قوم.

وقال آخرون : بل يجب القطع من المرفق ، قال : وما الدليل على ذلك؟ قالوا : لاَنّ الله لما قال :( وأيديكم إلى المرافق ) (٢) في الغسل دلّ ذلك على أن حدّ اليد هو المرفق ، قال : فالتفت إلى محمد بن عليعليه‌السلام ، فقال : ما تقول في هذا يا أبا جعفر؟ فقال : قد تكلّم القوم فيه يا أمير المؤمنين ، قال : دعني مما تكلّموا به ، أيّ شيء عندك؟ قال : اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين. قال : أقسمت عليك بالله لمّا أخبرت بما عندك فيه ، فقال : أما إذا أقسمت عليَّ بالله إنّي أقول إنّهم أخطأوا فيه السنة ، فإنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الاَصابع ، فيترك الكف. قال : وما الحجة في ذلك؟ قال : قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : السجود على سبعة أعضاء : الوجه واليدين والركبتين والرجلين(٣) . فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال الله تبارك وتعالى :( وأن المساجد لله ) (٤) يعني به هذه الاَعضاء السبعة التي يسجد عليها (فلا تدعوا مع الله أحداً) وما كان لله لم يقطع ، قال : فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الاَصابع دون الكفّ ، قال ابن أبي دؤاد : قامت قيامتي وتمنيّت أني لم أك

____________

١) سورة النساء : ٤ / ٤٣.

٢) سورة المائدة : ٥ / ٦.

٣) صحيح البخاري ١ : ٢٨٠ / ٧٧٦ و ٧٧٧ باب السجود على سبعة أعظم أخرجه عن ابن عباس. والجامع الصحيح ١ : ٤٤٦ / ٢٣١ (٤٩١) أخرجه عن العباس بن عبدالمطلب. وكذا الاَحاديث ٢٢٧ ـ ٢٣٠. وسنن ابن ماجة ١ : ٢٨٢ / ٨٨٤ و ٨٨٥.

٤ و ٥) سورة الجن : ٧٢ / ١٨.

٩٨

حيّاً(١) .

فلسان الرواية يبيّن أن الخليفة أعدّ مسبقاً لذلك المجلس جمعاً غفيراً من الفقهاء للحكم في هذه المسألة ، ويبدو أيضاً أنه اختارهم على مختلف المشارب والاتجاهات الفقهية والفكرية؛ لاَنّ الوقت آنذاك كان وقت كلام ومساجلات وتعدد في الآراء الفقهية.

دوره في تفسير القرآن :

من نافلة القول إن الاَئمة من أهل البيت النبوي الطاهرعليهم‌السلام ، هم الراسخون في العلم ، المفسرون للقرآن الكريم كما أنزله الله وأراده حقيقة ، وهم وحدهم العالمون بتأويله ، والدليل على ظاهره وباطنه. وليس بدعاً من القول إذا سلّمنا بأنهم عدل القرآن؛ للنبوي الصحيح المروي في المدوّنات الحديثية لدى الفريقين سواء بسواء ، ذلك هو حديث :« إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً » (٢) .

إذا علمت هذا ، فينبغي بمن هو عدل الكتاب وقرينه ، أن يكون عالماً بكل آياته ، ومحيطاً بجميع أسراره ومحكمه ومتشابهه ، ناسخه ومنسوخه ، وهكذا كان أهل البيتعليهم‌السلام قرآناً ناطقاً يهدي للتي هي أقوم ، ويبشّر

____________

١) تفسير العياشي ١ : ٣١٩ ـ ٣٢٠ / ١٠٩ طبع طهران بتحقيق السيد هاشم الرسولي المحلاتي.

٢) الحديث روي في العديد من المصادر التي لا يمكن حصرها هنا نذكر منها : صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٣ / ٢٤٠٨. ومسند أحمد ٥ : ١٨٩. وسنن الدارمي ٢ : ٤٣١ ـ ٤٣٢. ومصنّف ابن أبي شيبة ١١ : ٤٥٢ / ١١٧٢٥. وصحيح الترمذي ٥ : ٦٦٢ / ٣٧٨٦. وللمزيد راجع : دفاع عن الكافي / ثامر العميدي ١ : ١٤٤ ـ ١٥٣ ففيه تفاصيل عن ألفاظ الحديث وطرقه ودلالاته ومصادره.

٩٩

المؤمنين بخط ولايتهم بأن لهم قدم صدق عند مليك مقتدر.

وعلى الرغم من أن ما وصل إلينا عن الاَئمة الميامينعليهم‌السلام بشأن القرآن الكريم وتفسيره لا يشكل إلاّ نزراً يسيراً لما يمتلكون من حصيلة علمية ، وثراء فكري ليس لهما حدود ، إلاّ أن المتصدي لتفسير القرآن الكريم لا يمكنه الاستغناء عن تفسيرهمعليهم‌السلام لما فيه من سمات أصيلة لفهم كتاب الله ، أبرزها تفسير القرآن بالقرآن ، والقول بسلامة القرآن من التحريف وغيرها من المبادىَ الاَساسية لادراك معاني الكتاب الكريم.

وإمامنا الجوادعليه‌السلام هو واحد من تلك الكوكبة ، لا يمكن الاستغناء عما وصلنا عنه في التفسير بحال ، وهو كثير جداً لو استُخرج من مظانه ، وجُمع شتاته.

ومن أمثلة تفسيرهعليه‌السلام ، ما نقله الكليني في الكافي بسنده عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري الذي قال : قلت لاَبي جعفرعليه‌السلام سائلاً عن معنى :( لا تُدرِكُهُ الاَبصَارُ وهو يُدرِكُ الاَبصارَ ) (١) .

فقالعليه‌السلام :« يا أبا هاشم ، أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولا تدركها ببصرك ، وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون؟! » (٢) .

ونقل شيخ الطائفة في تهذيبه ، بسنده عن السيد (عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضاعليه‌السلام أنّه قال : سألته عمّا أُهلّ

____________

١) سورة الاَنعام : ٦ / ١٠٣.

٢) اُصول الكافي ١ : ٩٩ / ١١.

١٠٠