حياة الأمام محمد الجواد (عليه السلام)

حياة الأمام محمد الجواد (عليه السلام)14%

حياة الأمام محمد الجواد (عليه السلام) مؤلف:
تصنيف: الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام
الصفحات: 279

حياة الأمام محمد الجواد (عليه السلام)
  • البداية
  • السابق
  • 279 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 157305 / تحميل: 8502
الحجم الحجم الحجم
حياة الأمام محمد الجواد (عليه السلام)

حياة الأمام محمد الجواد (عليه السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

المرجع الوحيد الذي يرجع إليه معظم المسلمين في شؤونهم الدينية.

علل الأحكام:

وكشف الإمام محمد الجوادعليه‌السلام النقاب عن العلّة في تشريع بعض الأحكام وكان من بينها ما يلي:

١ - سئل محمد بن سليمان عن العلّة في جعل عدّة المطلّقة ثلاث حيض أو ثلاثة أشهر، وصارت عدّة المتوفّى عنها زوجها أربعة أشهر وعشراً، فأجابه الإمامعليه‌السلام عن ذلك:

( أمّا عدّة المطلّقة ثلاثة قروء فلاستبراء الرحم من الولد، وأمّا عدة المتوفى عنها زوجها فإنّ الله تعالى شرط للنساء شرطاً، وشرط عليهن شرطاً فلم يجابهن فيما شرط لهنّ، ولم يجر فيما اشترط عليهنّ، أما ما شرط لهنّ في الإيلاء أربعة أشهر إذ يقول الله عزوجل:( للذين يؤلون من نسائهم تربُّصُ أربعة أشهر ) فلم يجوز لأحد أكثر من أربعة أشهر في الإيلاء لعلمه تبارك اسمه إنّه غاية صبر المرأة عن الرجل، وأمّا ما شرط عليهنّ فإنّه أمرها أن تعتدّ إذا مات زوجها أربعة أشهر وعشراً فأخذ منها له عند موته ما أخذ لها منه في حياته عند الإيلاء، قال الله عزّ وجل: ( يَتَرَبَّصنَ بأنفُسِهِنَّ أربعةَ أشهُرٍ وعَشْراً ) ولم يذكر العشرة الأيام في العدّة إلاّ مع الأربعة أشهر، وعلم أنّ غاية المرأة الأربعة أشهر في ترك الجماع فمن ثمّ أوجبه عليها ولها.. )(١) .

٢ - سأل محمد بن سليمان الإمام الجواد عن العلّة فيما إذا قذف الرجل امرأته بجريمة الزنا تكون شهادته أربع شهادات بالله، وإذا قذفها غيره سواءً كان قريباً لها أم بعيد جلد الحدّ أو يقيم البيّنة على ما قال، فأجابهعليه‌السلام :

( قد سئل أبو جعفر - يعني الإمام الباقرعليه‌السلام - عن ذلك فقال: إن الزوج إذا

____________

١ - وسائل الشيعة: ج ١٥: ٤٥٢، علل الشرائع: ص ١٧٢، المحاسن: ص ٣٠٣.

١٠١

قذف امرأته فقال: رأيت ذلك بعيني كانت شهادته أربع شهادات بالله، وإذا قال: إنّه لم يره. قيل له أقم البيّنة على ما قلت: وإلاّ كان بمنزلة غيره، وذلك أنّ الله تعالى جعل للزوج مدخلاً لا يدخله غيره والد ولا ولد يدخله بالليل والنهار فجاز له أن يقول: رأيت، ولو قال غيره: رأيت قيل له: وما أدخلك المدخل الذي ترى هذا فيه وحدك، أنت متّهم فلابدّ من أن يقيم عليك الحدّ الذي أوجبه الله عليك.. )(١) .

هذا بعض ما أثر عنه في بيان علل بعض الأحكام التي شرعها الإسلام.

التبشير بالإمام المهدي:

والشيء المحقّق الذي لا يمكن إنكاره، ولا إخفاءه هو ما بشّر به الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله أمّته بخروج المصلح العظيم الإمام المنتظر الذي يقيم اعوجاج الدين، وتحقّق في ظلال حكمه العدالة الاجتماعية الكبرى فيأمن المظلومون والمضطهدون، ويعمّ الحقّ جميع أنحاء الدنيا، ويقضى على الغبن الاجتماعي، وتزول عن الناس جميع أفانين الظلم والجور، ويكون حكمه الزاهر امتداداً ذاتياً لحكومة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وحكومة الإمام أمير المؤمنين رائد الحقّ والعدل في الأرض.

إنّ الاعتقاد بضرورة خروج الإمام المنتظر ( عجّل الله فرجه ) جزء من رسالة الإسلام وعنصر هام من عناصر العقيدة الإسلامية، فإنّ الإسلام بمفهومه الصحيح لابدّ أن يسود الأرض، ولابدّ للمبادئ الوضعيّة من أن تتحطّم لأنّها جرّت المحن والخطوب للإنسان، وأخلدت له المشاكل والمتاعب، ولابدّ أن ينقذ الله عباده من شرورها واستبدادها على يد هذا الإمام العظيم.

وعلى أي حال فقد تواترت الأخبار عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن الأئمة الطاهرين

__________________

١ - وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٩٤.

١٠٢

بحتمية خروج قائم آل محمدعليه‌السلام وكان ممّن بشر به الإمام الجوادعليه‌السلام وفيما يلي بعض ما أثر عنه:

١ - روى عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: دخلت على سيدي محمد بن عليّ بن موسىعليه‌السلام وأنا أريد أن اسأله عن القائم هل هو المهدي أو غيره؟ فابتدأني قائلاً:

( يا أبا القاسم إنّ القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي، والذي بعث محمداً بالنبوة وخصّنا بالإمامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وإنّ الله تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى، إذ ذهب يقتبس ناراً فرجع وهو رسول نبي، وأضاف الإمام الجواد قائلاً: أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج )(١) .

٢ - روى عبد العظيم الحسني قال: قلت لمحمد بن علي: إنّي لأرجو أن يكون القائم من أهل بيت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً؟

فأجابه الإمام الجواد:

( يا أبا القاسم ما منّا إلاّ وهو قائم بأمر الله عزوجل، وهاد إلى دين الله، ولكن القائم الذي يطهّر الله عزوجل به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملأها عدلاً وقسطاً هو الذي تخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، هو سميّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكنيّه، وهو تطوى له الأرض، ويذلّ له كل صعب ويجتمع إليه أصحابه عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي

__________________

١ - إكمال الدين وإتمام النعمة: ج ٢ ص ٤٨ - ٤٩، والكفاية والنصوص من مخطوطات مكتبة كاشف الغطاء العامّة.

١٠٣

الأرض وذلك قول الله عزوجل:( أينَ ما تكُونُوا يأتِ بكمُ اللهُ جميعاً إنّ الله على كلِّ شيءٍ قديرٌ ) (١) . فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره )(٢) .

لقد أخبر الإمام الجواد عن بعض خصائص الإمام المنتظر من غياب شخصه وحجبه عن الأنظار، كما أخبر عن عدد أصحابه بعد ظهوره وأنّهم كعدد أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر فقد استطاع بتلك القلّة المتسلّحة بالإيمان والوعي أن يقضي على معالم الجاهلية، ويدمّر القوى الباغية، ويرفع كلمة الله عالية في الأرض، كذلك وصيّه الأعظم الإمام المنتظرعليه‌السلام فإنّه بأصحابه القلّة المؤمنة سوف يغيّر مجرى الحياة فيبسط العدل السياسي والعدل الاجتماعي في ربوع الأرض ويحقّق للإنسانية أعظم الانتصارات، ويقضي على معالم الجاهلية التي طغت في هذه العصور التي خضع الناس فيها للمادة، ولم يعد للقيم الروحية والمثل الكريمة أي ظلّ في النفوس، أرانا الله الأيام المشرقة من أيام حكمه.

من واقع الإيمان:

للإمام أبي جعفر الجوادعليه‌السلام بعض النصائح الرفيعة الهادفة إلى الإيمان بالله والثقة به والتوكّل عليه ومن بينها:

١ - الثقة بالله:

قالعليه‌السلام : ( إنّ من وثق بالله أراه السرور، ومن توكّل على الله كفاه الأمور، والثقة بالله حصن لا يتحصّن فيه إلاّ المؤمن، والتوكّل على الله نجاة من كلّ سوء

__________________

١ - سورة البقرة: الآية ١٤٨.

٢ - إكمال الدين وإتمام النعمة: ج ٢ ص ٤٩، الكفاية والنصوص.

١٠٤

وحرز من كلّ عدو.. )(١) .

وحفلت هذه الكلمات الذهبية بأروع ما يحتاج إليه الناس في حياتهم وهو الثقة بالله خالق الكون وواهب الحياة، فمن وثق به أراه السرور، ومن توكّل عليه كفاه الأمور.

٢ - الاستغناء بالله:

ودعا الإمام الجوادعليه‌السلام إلى الاستغناء بالله تعالى، ورجائه دون غيره، قالعليه‌السلام :

( من استغنى بالله افتقر الناس إليه، ومن اتّقى الله أحبه الناس )(٢) .

إنّ من يستغني بالله فقد استغنى عن غيره، ويفتقر إليه الناس لأنّه يكون داعية ومصدر عطاء لهم.

٣ - الانقطاع إلى الله:

وحثّ الإمام الجواد على الانقطاع إلى الله الذي لا ينقطع فيضه ولا لطفه أمّا من ينقطع إلى غيره فقد باء بالخيبة والخسران قالعليه‌السلام :

( من انقطع إلى غير الله وكّله الله إليه.. ).

٤ - القصد إلى الله بالقلوب:

إنّ من واقع الإيمان القصد إلى الله تعالى في أعماق القلوب ودخائل النفوس ومن الطبيعي أنّ ذلك أبلغ بكثير من أتعاب الجوارح ومعاناتها بالأعمال وقد أعلنعليه‌السلام ذلك بقوله: ( القصد إلى الله تعالى بأعماق القلوب أبلغ من أتعاب الجوارح.. )(٣) .

__________________

١ - الفصول المهمة لابن الصباغ: ص ٣٧٣.

٢ - جوهرة الكلام: ص ١٥٠.

٣ - الدر النظيم، ورقة ٢٢٣.

١٠٥

مكارم الأخلاق:

ودعا الإمام الجوادعليه‌السلام إلى الاتصاف بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات وكان ممّا أوصى به:

١ - قالعليه‌السلام : ( من حسن خُلق الرجل كفّ أذاه، ومن كرمه برّه لمن يهواه، ومن صبره قلّة شكواه، ومن نصحه نهيه عمّا لا يرضاه، ومن رفق الرجل بأخيه ترك توبيخه بحضرة من يكره، ومن صدق صحبته إسقاطه المؤنة، ومن علامة محبّته كثرة الموافقة وقلّة المخالفة.. )(١) .

ووضععليه‌السلام بهذه الكلمات الرائعة الأسس لحسن الأخلاق ومكارم الأعمال، والدعوة إلى قيام الصداقة والصحبة على واقع من الفكر والمرونة.

٢ - قالعليه‌السلام : ( حسب المرء من كمال المروءة أن لا يلقى أحداً بما يكره.. ومن عقله إنصافه قبول الحقّ إذا بان له.. ).

قضاء حوائج الناس:

وكان ممّا دعا إليه الإمام الجوادعليه‌السلام السعي والمبادرة في قضاء حوائج الناس وذلك لما لها من الآثار التي تترتّب عليها والتي منها دوام النعم قالعليه‌السلام :

( إنّ لله عباداً يخصّهم بدوام النعم فلا تزال فيهم ما بذلوا لها، فإذا منعوها نزعها عنهم، وحوّلها إلى غيرهم.. )(٢) .

وأكّدعليه‌السلام ذلك في حديث آخر له قال:

( ما عظمت نِعم الله على أحد إلاّ عظمت إليه حوائج الناس، فمن لم يحتمل تلك

__________________

١ - الاتّحاف بحبّ الأشراف: ص ٧٧، الدرّ النظيم: ورقة ٢٢٣.

٢ - الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص ٢٥٨.

١٠٦

المؤنة عرّض تلك النعمة للزوال.. )(١) .

من آداب السلوك:

ووضع الإمام الجواد البرامج الصحيحة لحسن السلوك وآدابه بين الناس وكان من بين ما دعا له:

١ - قالعليه‌السلام : ( ثلاث خصال تجلب فيهن المودّة: الإنصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدّة، والانطواء على قلب سليم.. )(٢) .

٢ - قالعليه‌السلام : ( ثلاثة من كنّ فيه لم يندم: ترك العجلة، والمشورة، والتوكّل على الله تعالى عند العزيمة، ومن نصح أخاه سرّاً فقد زانه، ومن نصحه علانية فَقَدَ شأنه.. )(٣) .

٣ - قالعليه‌السلام : ( عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه، وعنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه، والشكر زينة الرواية، وخفض الجناح زينة العلم، وحسن الأدب زينة العقل، والجمال في اللسان، والكمال في العقل.. )(٤) .

وحفلت هذه الكلمات بأصول الحكمة وقواعد الأخلاق والآداب، ولو لم تكن له إلاّ هذه الكلمات لكانت كافية في التدليل على إمامته إذ كيف يستطيع شاب في مقتبل العمر أن يدلي بهذه الحكم الخالدة التي يعجز عن الإتيان بمثلها كبار العلماء.

__________________

١ - الفصول المهمة لابن الصبّاغ: ص ٢٥٨.

٢ - جوهرة الكلام: ص ١٥٠.

٣ - الإتّحاف بحبّ الأشراف: ص ٧٨.

٤ - الإتّحاف بحبّ الأشراف.

١٠٧

الدعوة إلى فعل المعروف:

ودعا الإمام الجوادعليه‌السلام إلى اصطناع المعروف قالعليه‌السلام : ( أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه؛ لأنّ لهم أجره وفخره وذكره، فمهما اصطنع الرجل من معروف فإنّه يبتدأ فيه بنفسه )(١) .

من مواعظه:

وأثرت عن الإمام الجوادعليه‌السلام بعض المواعظ ومنها ما يلي:

١ - قالعليه‌السلام : تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة، والاعتلال على الله هلكة، والإصرار على الذنب أمن لمكر الله ( فَلا يَأْمَنُ مَكرَ اللهِ إلاَّ القَومُ الخاسِرُونَ )(٢) .

٢ - قال له رجل: أوصني، فأوصاهعليه‌السلام بهذه الوصية القيّمة:

( توسّد الصبر، واعتنق الفقر، وارفض الشهوات، وخالف الهوى، واعلم انّك لن تخلو من عين الله، فانظر كيف تكون.. )(٣) .

٣ - كتب الإمام الجوادعليه‌السلام إلى بعض أوليائه هذه الرسالة الموجزة وهي حافلة بالوعظ والإرشاد وقد جاء فيها:

( أمّا هذه الدنيا فإنّا فيها معترفون، ولكن من كان هواه هوى صاحبه ودان بدينه فهو معه حيث كان(٤) والآخرة هي دار القرار.. )(٥) .

__________________

١ - الدرّ النظيم.

٢ - تحف العقول: ص ٤٥٦.

٣ - نفس المصدر.

٤ - في نسخة: فإذا كان ميلك وهواك إليّ وتحبّني كنت معي حيث كنت أنا.

٥ - تحف العقول: ص ٤٥٦.

١٠٨

هذه بعض مواعظه الحافلة بالدعوة إلى العمل بما يقرّب الإنسان من ربّه، ويبعده عن عقابه، وفيها التحذير من اتّباع النزعات الشريرة القائمة في نفس الإنسان، وهي تدفعه إلى الهلكة والمخاطر، والانجراف في ميادين الرذائل والجرائم.

لقد عنى الإمام محمد الجوادصلى‌الله‌عليه‌وآله في وعظ الناس وإرشادهم كما عنى آباؤه بذلك، فقد كانت هذه الظاهرة من ألمع ما نقرأه في سيرتهم وحياتهم.

رسائله:

وتبادل الإمام الجوادعليه‌السلام مع جماعة من القائلين بإمامته جملة من الرسائل تناولت مختلف القضايا ومن بين تلك الرسائل:

١ - بعث الإمام الجوادعليه‌السلام رسالة إلى رجل من أهل الحيرة جاء فيها بعد البسملة:

( الحمد لله الذي انتجب من خلقه، واختار من عباده، واصطفى من النبيّين محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله فبعثه بشيراً ونذيراً ودليلاً على سبيله الذي من سلكه لحق، ومن تقدّمه مرق، ومن عدل عنه محق، وصلى الله على محمد وآله.

أما بعد: فإني أوصي أهل الإجابة بتقوى الله الذي جعل لمن اتّقاه المخرج من مكروهه، إن الله عزّ وجل أوجب لوليّه ما أوجبه لنفسه ونبيّه في محكم كتابه بلسان عربي مبين.. وقد بلغني عن أقوام انتحلوا المودّة ونحلوا بدين الله، ودين ملائكته شكوا في النعمة، وحملوا أوزارهم وأوزار المقتدين بهم، واستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وما ورثوه من أسلاف صالحين، أبصروا فلزموا، ولم يؤثروا دنيا حقيرة على آخرة مؤبّدة، فأين يذهب المبطلون؟ سوف يأتي عليهم يوم يضمحل عنهم فيه الباطل، وتنقطع أسباب الخدائع، وذلك يوم الحسرة إذ القلوب لدى

١٠٩

الحناجر(١) والحمد لله الذي يفعل ما يشاء وهو العليم الخبير.. )(٢) .

ولم تشر المصادر التي بأيدينا إلى أسماء هؤلاء الأشخاص الذين انحرفوا عن الحقّ، وضلوا عن الطريق، ولم نعلم الأسباب التي دعتهم إلى رفضهم لمبدأ أهل البيتعليهم‌السلام وانتحال دين آخر.

٢ - وردت على الإمام أبي جعفرعليه‌السلام رسالة رواها بكر بن صالح قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني رسالة جاء فيها: ( إنّ أبي ناصب خبيث الرأي، وقد لقيت منه شدّة وجهداً، فرأيك جعلت فداك في الدعاء لي، وما ترى جعلت فداك، أفترى أن أكاشفه أم أداريه؟ ).

فأجابه الإمامعليه‌السلام بعد البسملة:

( قد فهمت كتابك، وما ذكرت من أمر أبيك، ولست أدع الدعاء لك إن شاء الله، والمداراة خير لك من المكاشفة، ومع العسر يسراً، فاصبر إنّ العاقبة للمتّقين، ثبّتك الله على ولاية من تولّيت، نحن وأنتم وديعة الله التي لا تضيع ودايعه.. )(٣) .

ودلّت هذه الرسالة على لزوم البرّ بالأب، وإن كان ناصبياً مبغضاً لأهل البيتعليهم‌السلام وأمرت الولد بالصبر على ما يلقاه من أبيه من جهد وعناء، وبهذه الأخلاق الرفيعة كان الأئّمة يوصون أتباعهم بالتحلّي بها ليكونوا قدوة إلى الناس.

٣ - كان إبراهيم بن محمد وكيل الإمام الجوادعليه‌السلام بهمدان لتعليم الناس معالم دينهم، وقبض الحقوق الشرعية منهم، وإرسالها للإمامعليه‌السلام وكان قد بعث ما قبضه للإمامعليه‌السلام فأرسلعليه‌السلام له هذه الرسالة:

__________________

١ - هكذا في الأصل ولعلّ الصحيح بلغت الحناجر.

٢ - الدرّ النظيم: ورقة ٣٢٢ - ٣٢٣.

٣ - بحار الأنوار ج ١٢ ص ١١٢.

١١٠

( قد وصل الحساب تقبّل الله منك، ورضي عنهم، وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة، وقد بعثت لك من الدنانير بكذا، ومن الكسوة بكذا، فبارك الله فيك، وفي جميع نِعم الله إليك، وقد كتبت إلى النصر أمرته أن ينتهي عنك، وعن التعرّض لك، ولخلافك، وأعلمته بوضعك عندي وكتبت إلى أيّوب أمرته بذلك أيضاً، وكتبت إلى موالي بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك، والمصير إلى أمرك، وأن لا وكيل سواك.. )(١) .

وأعربت هذه الرسالة عن مزيد ثقة الإمامعليه‌السلام بوكيله إبراهيم، ودعمه الكامل له فقد اتّصل بالمناوئين له وأمرهم بطاعته، والمصير إلى أمره، وتقوية مركزه.. وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض رسائله.

التوبة:

وفتح الله باب التوبة لعباده، ودعاهم إلى طهارة نفوسهم، وإنقاذهم ممّا اقترفوه من عظيم الجرائم والذنوب، وقد روى أحمد بن عيسى في نوادره عن أبيه أنّ رجلاً أربى دهراً(٢) ، فخرج قاصداً أبا جعفر الجوادعليه‌السلام ، وعرض عليه ما ارتكبه من عظيم الإثم فقالعليه‌السلام له:

( مخرجك من كتاب الله، يقول الله:( فَمَن جَاءَهُ مَوْعظَةٌ من ربِّه فانتهى فَلَهُ مَا سَلَفَ ) والموعظة هي التوبة، فجهله بتحريمه، ثمّ معرفته به، فما مضى فحلال وما بقي فليستحفظ.. )(٣) .

أمّا الأموال الربوية التي أخذها - بغير حقّ - فيجب عليه أن يردّها إلى أربابها

____________

١ - بحار الأنوار: ج ١٢ ص ١٦٢.

٢ - أربى دهراً: أي كان يتعاطى الربا زمناً.

٣ - وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ٤٣٣.

١١١

ولا تبرأ ذمّته منها بالتوبة والرواية ناظرة إلى الحكم التكليفي.

من وحي الله لبعض أنبيائه:

وروى الإمام الجوادعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام أنّ الله تعالى: ( أوحى إلى بعض الأنبياء أمّا زهدك في الدنيا فتعجلك الراحة، وأمّا انقطاعتك إليّ فيعزّزك بي، ولكن هل عاديت لي عدوّاً، وواليت لي وليّاً؟.. )(١) .

ما يحتاج إليه المؤمن:

وتحدّث الإمام الجوادعليه‌السلام ، عمّا يحتاج إليه المؤمن في هذه الحياة بقوله: ( المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممّن ينصحه )(٢) .

روائع الحكم والآداب:

للإمام أبي جعفر الجوادعليه‌السلام مجموعة من الكلمات الذهبية التي تُعدّ من مناجم التراث الإسلامي ومن أروع الثروات الفكرية في الإسلام، وقد حفلت بأصول الحكمة، وقواعد الأخلاق وخلاصة التجارب، وفيما يلي بعضها:

١ - قالعليه‌السلام : (لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا، ولا يطولنَ عليكم الأمل فتقسوا قلوبكم، وارحموا ضعفاءكم، واطلبوا الرحمة من الله بالرحمة منكم .. ).

وحفل هذا الحديث بأمور بالغة الأهمّية، وقد جاء فيه:

أ - النهي عن العجلة والتسرّع في الأمور قبل أن يتبيّن حالها، وذلك لما تجرّ من

__________________

١ - تحف العقول: ص ٤٥٥ - ٤٥٦.

٢ - تحف العقول: ص ٤٥٧.

١١٢

الندامة والخسران.

ب - النهي عن طول الأمل لأنّه ممّا يوجب قسوة القلب، والبعد عن الله.

ج - الحثّ على رحمة الضعفاء، والإحسان إلى المحرومين، فإنّ ذلك مفتاح لطلب الرحمة من الله.

٢ - قالعليه‌السلام : (ثلاثة يبلغن بالعبد رضوان الله تعالى: كثرة الاستغفار، ولين الجانب، وكثرة الصدقة، وثلاث من كنّ فيه لم يندم: ترك العجلة، والمشورة، والتوكّل على الله عند العزم .. ).

وحفل هذا الحديث بالدعوة لما يقرّب الإنسان من ربّه، فقد حثّ على كثرة الاستغفار، ولين الجانب، وكثرة الصدقة، وهذه الخصال يحبّها الله، ويبلغ بها العبد رضوانه تعالى كما حفل الحديث بما يسعد به الإنسان في هذه الحياة، فقد دعاه إلى الاتّصاف بهذه الخصال الثلاث وهي:

أ - ترك العجلة، فإنّ العجلة تسبّب للإنسان كثيراً من المشاكل والخطوب وقد قيل:    

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزلل

 ب - المشورة في الأمور، وعدم الاستبداد فيها، فإنّ الإنسان كثير ما يخطئ.

ج - التوكّل على الله تعالى عند العزم على ما يريد أن يفعله الإنسان، والابتعاد عن التردّد الذي يسبّب القلق النفسي، والاضطراب في الشخصيّة.

٣ - قالعليه‌السلام : ( كيف يضيع من الله كافله، وكيف ينجو من الله طالبه؟.. ).

وفي هذا الحديث الشريف دعوة إلى الاتصال بالله، والوثوق بقدرته تعالى فإنّ من المستحيل أن يضيع من يكفله الله، كما إنّ من المستحيل أن ينجو من كان الله يطلبه.

١١٣

٤ - قالعليه‌السلام : ( يوم العدل على الظالم أشبه من يوم الجور على المظلوم.. ).

وحذّر الإمامعليه‌السلام من الظلم والاعتداء على الناس، فإنّ الله تعالى لابدّ أن ينتقم من الظالم إن عاجلاً أو آجلاً، وإنّ يوم العدل والقصاص الذي يمرّ عليه يكون شبيهاً في شدّته وقسوته باليوم الذي كان على المظلوم.

٥ - قالعليه‌السلام : (ما هدم الدين مثل البدع، ولا أزال الوقار مثل الطمع، وبالراعي تصلح الرعية، وبالدعاء تصرف البلية .. ).

وصوّرت هذه الكلمات بعض الجوانب الدينية، والاجتماعية والسياسية، وهي:

أ - البدع التي تلصق بالدين فإنّها تشوّه واقعه، وتلحق به الخسائر لأرصدته الروحية والفكرية.

ب - الأطماع التي تقضي على أصالة الشخص، وتجرّه إلى ميادين سحيقة من مجاهل هذه الحياة.

ج - صلاح الراعي ممّا يوجب صلاح الشعب، وتطوّره، وتنميته الفكرية والاجتماعية.

د - الدعاء إلى الله فإنّه من موجبات صرف البلاء ودفع القضاء.

٦ - قالعليه‌السلام : (اعلموا أنّ التقوى عزّ، وإنّ العلم كنز، وإنّ الصمت نور ).

ولاشك في هذه الحقائق التي أدلى بها الإمام العظيمعليه‌السلام فإنّ تقوى الله عز وشرف للإنسان، كما أن العلم من أعظم الكنوز وأثمنها في هذه الحياة، أمّا الصمت فإنه نور لأنّه يعود على صاحبه بأفضل النتائج ويجنّبه كثيراً من المشاكل والخطوب.

٧ - قالعليه‌السلام : (ما استوى رجلان في حسب ودين إلاّ كان أفضلهما عند الله أدبهما.. إلى أن قال: بقراءته القرآن كما أنزل، ودعائه الله من حيث لا يلحن، فإنّ الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله .. ).

١١٤

وأشادت هذه الكلمات بالآداب وجعلتها من مميّزات الشخص، ومن موجبات القرب إلى الله تعالى، كما جعلت من صميم الآداب قراءة القرآن الكريم بعيداً عن اللحن، الذي يوجب كثيراً تشويه المعنى وتحريفه كما شجب الإمامعليه‌السلام اللحن وإنّ الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله تعالى.

٨ - قالعليه‌السلام : (من شتم أجيب، ومن تهوّر أصيب .. ).

ما أروع هذه الكلمة التي حكت الواقع الاجتماعي، فإنّ من يتعرّض للناس بالسباب والشتم فإنه - حتماً - يُجاب بالمثل، كما أنّ المتهوّر يُصاب من جرّاء تهوّره بالهلاك والدماء.

٩ - قالعليه‌السلام : (العلماء غرباء لكثرة الجهّال بينهم .. ).

العلماء غرباء في المجتمع الذي يسوده الجهل فإنّ بضاعتهم لا يقيّم لها الجهّال وزناً بل ويزدرون بها، وأي غربة للعالم أعظم من هذه الغربة.

١٠ - قالعليه‌السلام : (من طلب البقاء فليُعدّ للمصائب قلباً صبوراً ).

إنّ من أراد البقاء وطول الحياة فليتسلّح بالصبر، ولا يجزع من المصائب والأحداث التي تمرّ به فإنّ الجزع يقضي على الإنسان، ويعرّضه للفناء والأسقام.

١١ - قالعليه‌السلام : (من عمل بغير علم كان ما أفسد أكثر ممّا أصلح ).

إنّ العمل بغير هدى وبغير علم لا يوصل إلى نتيجة صحيحة، ويكون مدعاة إلى الخطأ وعدم إصابة الواقع، ففي الحقيقة إنّ ما يفسده أكثر ممّا يصلحه.

١٢ - قالعليه‌السلام : (من استفاد أخاً في الله فقد استفاد بيتاً في الجنّة ).

إنّ من يستفيد أخاً في الله فقد ظفر بأفضل النعم وذلك لما يستفيد منه من التوجيه نحو الخير والبعد عن الشرّ، وكلّ ما يزيّنه، ويبلغ به رضوان الله.

١٣ - قالعليه‌السلام : (من أطاع هواه أعطى عدوّه مناه ).

١١٥

إنّ إطاعة الهوى والانقياد للشهوات تحقّق للعدو أعظم أمانيه، فإن أطاع إبليس فقد تحقّق ما يبتغيه من حيلولة العبد عن ربّه، وإن كان غيره فإنّ إطاعة الهوى ممّا تسقط الشخص اجتماعياً، وهذا أعظم سرور الأعداء.

١٤ - قالعليه‌السلام : (راكب الشهوات لا تقال عثرته .. ).

إنّ من انقاد لشهواته صار أسيراً لها فإنّه لا تقال له عثرة، ولا يمنح العذر في ذلك.

١٥ - قالعليه‌السلام : (عزّ المؤمن غناه عن الناس .. ).

إنّ أهم ما يعتزّ به المؤمن إذا أغناه الله عن الناس، ولم تكن له أيّة مصلحة عندهم، فإنّه يكون حرّاً بذلك قد ملك عزّه وشرفه.

١٦ - قالعليه‌السلام : (لا يكن ولي الله في العلانية عدواً له في السرِّ ).

إنّ الذي يتولى الله ويؤمن به إنّما يكون صادقاً فيما إذا خاف الله في علانيّته وسرّه، أمّا إذا تولاّه أمام الناس، وعصاه سرّاً فإنّه لم يكن في إيمانه صادقاً وإنّما كان كاذباً ومنافقاً.

١٧ - قالعليه‌السلام : (اصبر على ما تكره فيما يلزمك الحقّ، واصطبر عمّا لا تحب فيما يدعوك إلى الهوى. . ).

أمرعليه‌السلام الناس بالانقياد للحقّ وإن كان مخالفاً للرغبات والميول كما أمر بمجانبة الهوى والابتعاد عنه.

١٨ - قالعليه‌السلام : (قد عاداك من ستر عنك الرشد اتباعاً لما يهواه ).

عرضعليه‌السلام بذلك إلى بعض الأذناب والعملاء من أتباع السلطة الذين يحجبون عن المسؤولين ما تحتاج إليه الأمّة من الإصلاح الشامل، ففي الحقيقة هؤلاء هم الأعداء، وإن أظهروا المودّة والإخلاص.

١١٦

١٩ - قالعليه‌السلام : (إيّاك ومصاحبة الشرير فإنّه كالسيف المسلول، يحسن منظره، ويقبح أثره .. ).

حذّر الإمامعليه‌السلام من مصاحبة الشرير وذلك لما تترتّب على مصاحبته من الآثار السيئة التي منها الوقوع في المهالك، وإنّه مهما حسن سمته فهو كالسيف المسلول يحسن منظره ويقبح أثره.

٢٠ - قالعليه‌السلام : (الحوائج تُطلب بالرجاء، وهي تنزل بالقضاء ).

إنّ حوائج الناس إنّما تُطلب بالرجاء من الله، وهي تنزل بقضائه، ولا دخل في ذلك لسعي الإنسان وإرادته.

٢١ - قالعليه‌السلام : (العافية أحسن عطاء .. ).

إنّ من أفضل نعم الله التي أسبغها على عباده هي الصحّة والعافية، فهي الثروة والغنى، ومن حرم العافية فقد حُرِم كلّ شيء في الحياة.

٢٢ - قالعليه‌السلام : (إذا نزل القضاء ضاق الفضاء .. ).

إنّ قضاء الله إذا نزل بالإنسان واختاره تعالى إلى جواره فإنّ الفضاء على سعته يضيق به.

٢٣ - قالعليه‌السلام : (لا تعادي أحداً حتى تعرف الذي بينه وبين الله فإن كان محسناً لم يسلمه إليك، وإنّ كان مسيئاً فعلمك به يكفيكه فلا تعاده ).

وحذّر الإمامعليه‌السلام من العداوة للنّاس، وإنّ المسلم ينبغي أن يغرس في نفسه الحبّ والولاء لأخيه المسلم، وأمر بالفحص عمّن نعاديه فإن كانت علاقته قويّة مع الله تعالى فإنّه لا يسلمه لنا، وإن كان مسيئاً فعلمنا بإسائته يكفينا عن عدوانه.

٢٤ - قالعليه‌السلام : (التحفّظ على قدر الخوف، والطمع على قدر النيل .. ).

إنّ الحذر والتحفّظ من أي شيء كان إنّما هو على قدر الخوف منه، فالتحفّظ

١١٧

- مثلاً - من الوقوع في المعاصي إنّما هو على قدر الخوف من الله فإن كان الخوف قوياً فيمتنع الإنسان امتناعاً كلّياً من اقتراف أي ذنب أو مخالفة لله وإن كان ضعيفاً فإنه قد يقع في الإثم والحرام، كما أنّ الطمع في الشيء على قدر النيل منه، فإن كان النيل متوفّراً له كان الطمع قوياً وبالعكس.

٢٥ - قالعليه‌السلام : (كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة .. ).

إنّ أعظم دليل على خيانة المرء لنفسه وأمته أن يكون أميناً للخونة ومعيناً لهم.

٢٦ - قالعليه‌السلام : (ما شكر الله أحد على نعمة أنعمها عليه إلاّ استوجب بذلك المزيد قبل أن يظهر على لسانه .. ).

إنّ الله تعالى الذي بيده الخير والحرمان قد وعد - وهو لا يخلف الميعاد - من شكره بالمزيد قال تعالى:( لئن شكرتم لأزيدنّكم ) وهو يعطي المزيد فيما إذا نوى العبد الشكر قبل أن يظهره بلسانه.

٢٧ - قال الإمامعليه‌السلام : (من أمل فاجراً كان أدنى عقوبته الحرمان .. ).

لا ينبغي لأيّ إنسان يملك وعيه واختياره أن يأمّل غير خالقه، فإذا أمّل فاجراً فأقلّ ما يعاقب به الحرمان وعدم قضاء حاجته.

٢٨ - قال الإمامعليه‌السلام : (موت الإنسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل، وحياته بالبرّ أكثر من حياته بالعمر .. ).

يشير الإمامعليه‌السلام إلى الحياة المعنوية، فمن يقترف الذنوب والجرائم فهو ميّت بين الأحياء ومن يعمل البرّ ويسدي الخير لأمته وبلاده فهو حيّ ومخلّد ذكره وإن مات.

٢٩ - قالعليه‌السلام : (من أخطأ وجوه المطالب خذلته وجوه الحيل ).

يريد الإمامعليه‌السلام إنّ من يخطئ في سلوكه فإنّ وجوه الحيل وطرقه تخذله ولا يصل إلى نتيجة صحيحة.

١١٨

٣٠ - قال الإمامعليه‌السلام : (من استحسن قبيحاً كان شريكاً فيه ).

إنّ من يستحسن القبيح، أو يدافع عنه فإنّه يتحمّل وزره وإثمه ويكون شريكاً لفاعله.

٣١ - قال الإمامعليه‌السلام : (من كتم همّه سقم جسده .. ).

لا إشكال أنّ كتمان الهمّ، وعدم نشره بين الأهل والإخوان ممّا يوجب تدهوّر الصحّة وإذابة الجسم، وإشاعة السقم فيه.

٣٢ - قال الإمامعليه‌السلام : (أربع خصال تعين المرء على العمل: الصحّة، والغني، والعلم والتوفيق .. ).

هذه الأمور الأربعة: التي أدلى بها الإمامعليه‌السلام من المقدّمات التمهيدية لإيجاد فعل الخير وتحقّقه في الخارج.

٣٣ - قال الإمامعليه‌السلام : (العامل بالظلم، والمعين عليه، والراضي به شركاء .. ).

إنّ هؤلاء الأصناف الثلاث كلّهم يشتركون في الإثم، والعقاب، فإنّ الظلم الذي هو أبغض شيء إلى الله تعالى يستند إلى بعض هؤلاء بالمباشرة، وإلى البعض الآخر بالرضا.

٣٤ - قال الإمامعليه‌السلام : (الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ).

إنّ الصبر على المصيبة وعدم إبداء الجزع عليها تكون من أعظم المصائب على الشامت الذي يريد أن تحرق المصيبة من شمت به.

٣٥ - قال الإمامعليه‌السلام : (لو سكت الجاهل ما اختلف الناس ).

إنّ انطلاق الجاهل في المواضيع التي يجهلها هي التي أوجدت الاختلاف بين الناس.

٣٦ - قال الإمامعليه‌السلام : (مقتل الرجل بين فكّيه ).

١١٩

إنّ هلاك الإنسان بمنطقه فكثيراً ما يجرّ الكلام الدمار لصاحبه، وقد لاقى أحرار العالم القتل بسبب ما أدلوا به من النقد لحكّام الظلم والجور.

٣٧ - قال الإمامعليه‌السلام : (الناس أشكال، وكلّ يعمل على شاكلته ).

وألمت هذه الكلمة بالواقع الاجتماعي الذي يعيشه الناس، فهم أصناف مختلفة في الميول والاتّجاهات، وكلّ يعمل وفق اتّجاهه الفكري، والعقائدي.

٣٨ - قال الإمامعليه‌السلام : (الناس إخوان فمن كانت اخوّته في غير ذات الله، فإنّها تعود عداوة، وذلك قوله عزّ وجل :( الأخِلاَءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَ الْمُتَّقِينَ ) .

إن الصداقة إذا لم تقم على أساس المحبة في الله وقامت على أساس المنافع والمصالح الشخصية فإنها – حتماً – تنقلب إلى العداوة والبغضاء حينما تتأثّر المصالح القائمة بينهما بمؤثرات أخرى.

٣٩ - قال الإمامعليه‌السلام : (كفر النعمة داعية للمقت .. ).

لا شك أن الكفر بالنعمة وعدم الشكر لها مما يوجب المقت عند الله والناس.

٤٠ - قال الإمامعليه‌السلام : (من جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر مما أخذ منك ).

إن مجازاة المحسن بالشكر وإذاعة فضائله ومعروفه هي في الحقيقة أكثر من عطائه لأنها توجب له الذكر الحسن الذي هو أعظم مكسب للإنسان.

٤١ - قال الإمامعليه‌السلام : (من وعظ أخاه سراً فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه ).

إن موعظة الأخ والصديق إذا كانت سرّاً فإنّها تنمّ عن الإخلاص والصدق في الموعظة وإذا كانت علانية فإنها لا تخلو من التشهير به.

٤٢ - قال الإمامعليه‌السلام : (ما أنعم الله على عبد نعمة يعلم أنّها من الله إلاّ كتب الله

١٢٠

على اسمه شكرها له قبل أن يحمده، ولا أذنب العبد ذنباً فعلم أنّ الله يطّلع عليه إن شاء عذّبه، وإن شاء غفر له، إلاّ غفر له قبل أن يستغفر .. ).

إنّ الإنسان إذا اتصل بربّه، وارتبط بخالقه فإنه تعالى يكتبه من الشاكرين لنعمته قبل أن يتلفظ العبد بالشكر، كما يغفر له خطيئته قبل أن يستغفر منها.

٤٣ - قال الإمامعليه‌السلام : (الشريف كلّ الشريف من شرّفه علمه، والسؤدد كل السؤدد لمن اتّقى الله ربّه. . ).

إنّ الشرف كلّ الشرف إنّما هو بالعلم لا بغيره من الاعتبارات التي يؤول أمرها إلى التراب كما أنّ حقيقة السؤدد إنما هي في تقوى الله وطاعته، واجتناب معاصيه.

٤٤ - قالعليه‌السلام : (من شهد أمراً فكرهه كان كمن غاب عنه، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده .. ).

جاء في الحديث: لكلّ امرئ ما نوى ) فإذا حضر أمراً وكان كارهاً له وغير راض به فإنّه يكون كمن غاب عنه، ولا يكتب عليه إثمه، إن كان فيه إثم، ومن غاب عن أمر فرضي به يكون كمن شهده فيكتب له خيره أو شرّه.

٤٥ - قالعليه‌السلام : (من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس، فقد عبد إبليس .. ).

إنّ من أصغى إلى ناطق وآمن بقوله: واعتقد به، فإن كان ذلك الناطق مبلّغاً عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق مبلّغاً عن إبليس فقد عبده.

٤٦ - قالعليه‌السلام : (إظهار الشيء قبل أن يستحكم مفسدة له ).

إنّ إذاعة أيّة فكرة سياسية أو اجتماعية قبل أن تستحكم ويتمّ أمرها، فإنّه مفسدة لها، وربما توجب إقبارها قبل أن تظهر إلى حيز الوجود.

٤٧ - قالعليه‌السلام : (نعمة لا تشكر سيئة لا تغفر ).

١٢١

إنّ عدم شكر النعمة من السيئات التي لا تغفر؛ لأنّ في ذلك تضييعاً للإحسان الذي يجب أن يشكر.

٤٨ - قالعليه‌السلام : (من هجر المداراة قاربه المكروه .. ).

إنّ من لا يداري الناس فقد تعرّض للمكروه والإساءة إلى نفسه.

٤٩ - قالعليه‌السلام : (من انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة، فقد عرّض نفسه للهلكة والعاقبة المتعبة .. ).

إنّ من يطمئن إلى شيء ويثق به قبل أن يختبره ويفحصه فإنّه من الطبيعي قد عرّض نفسه إلى الهلكة والخسران.

٥٠ - قالعليه‌السلام : (من لم يعرف الموارد أعيته المصادر .. ).

إنّ من جهل موارد الأشياء ومداخلها فقد أعيته المصادر والخروج منها.

٥١ - قالعليه‌السلام : (لا يغرّك من سخطه الجور .. ).

وفي هذا الحديث تحذير من الاتصال بالظالمين الذين إذا سخطوا قابلوا الناس بالاستبداد والجور.

٥٢ - قالعليه‌السلام : (الأيام تهتك الأمر عن الأسرار الكامنة .. ).

كلّما تقدّمت الأيام، وكرّت الليالي ستنكشف أسرار الطبيعة، وخفايا الحقائق وما جهله الإنسان في عالم الفضاء ودنيا الكواكب، وغير ذلك من الأسرار المذهلة في هذا الكون.

٥٣ - قالعليه‌السلام : (من عتب من غير ارتياب أعتب من غير استعتاب .. ).

إذا كان العتاب من غير ريبة قُبل العتاب، ولا يقابل بالاستعتاب.

٥٤ - قالعليه‌السلام : (أفضل العبادة الإخلاص .. ).

الإخلاص جوهر العبادة وروحها فإذا تعرّت عنه فقد فقدت أهمّ عناصرها

١٢٢

ومقوّماتها.

٥٥ - قالعليه‌السلام : (الثقة بالله تعالى ثمن لكلّ غال، وسلم إلى كل عال .. ).

إنّ الحياة إنما تسمو فيما إذا كانت مشفوعة بالثقة بالله تعالى خالق الكون وواهب الحياة كما أنّ الثقة به تعالى هي السلم الذي يبلغ به الإنسان القمم العالية في دنيا الوجود.

هذه بعض كلمات الإمام أبي جعفر الجوادعليه‌السلام (٧٦) وقد عالج بها مختلف القضايا. وقد عرض فيها لعلم الاجتماع وعلم النفس، ووضع برامج الأدب، وخلاصة التجارب وما ينفع الناس.

__________________

١ - المصادر التي اقتبسنا منها هذه الكلمات الذهبية هي: تحف العقول: ص ٤٥٥ - ٤٥٧، نزهة الجليس: ج ٢ ص ١١١، مرآة الجنان: ج ٢ ص ٨٠، مجموعة ورام: ص ١٠٩، أعيان الشيعة: ج ٢ - ٤ ٢٤٤، وسائل الشيعة، جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام.

١٢٣

١٢٤

أصحابه ورواة حديثه

١٢٥

١٢٦

واحتفّ جمهور كبير من العلماء والرواة بالإمام أبي جعفر الجوادعليه‌السلام وهم يقتبسون من نمير علومه التي ورثها من جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكانوا يدوّنون أحاديثه وفتاواه وما يدلي به من روائع الحكم والآداب، ولهؤلاء الأعلام يرجع الفضل في تدوين ذلك التراث القيّم الذي يعدّ من ذخائر الثروات الفكرية في الإسلام.

لقد عمل أصحاب الأئمة عليه‌السلام بوحي من عقيدتهم الدينية التي ألزمتهم بالحفاظ على أحاديث الأئّمة وتدوينها، والتي يرجع إليها فقهاء الشيعة الإمامية في استنباطهم للأحكام الشرعية، ولولاها لما كان للشيعة هذا الفقه المتطوّر العظيم الذي اعترف بأصالته وعمقه جميع رجال الفكر والقانون في العالم.

و الشيء الذي يدعو إلى الاعتزاز والفخر بأصحاب الأئمةعليهم‌السلام هو أنّهم قد جهدوا على ملازمة الأئمة وتدوين أحاديثهم في وقت كان من أعسر الأوقات، وأشدها حراجة، وأعظمها ضيقاً فقد ضربت الحكومات العباسية الحصار الشديد على الأئمة ومنعت من الاتصال بهم لئلا تتبعهم الجماهير الإسلامية، وقد بلغ من الضيق على العلماء والرواة أنّهم كانوا لا يستطيعون أن يجهروا باسم أحد الأئّمة الذين أخذوا عنه وإنّما كانوا يلمّحون إليه ببعض أوصافه وسماته من دون التصريح باسمه خوفاً من القتل أو السجن.

وعلى أي حال فنعرض إلى ما نعثر عليه من تراجم أصحاب الإمام أبي جعفر الجوادعليه‌السلام لأنّ ذلك من متمّمات البحث عن حياته فإنّه يكشف جانباً أصيلاً من

١٢٧

حياته الفكرية والعلمية، وفيما يلي ذلك:

(أ)

١ - إبراهيم بن داود:

اليعقوبي عدّه الشيخ مرّة من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام وأخرى من أصحاب الإمام الهاديعليه‌السلام (١) وذكره البرقي في أصحاب الإمام الجواد والإمام الهاديعليهما‌السلام (٢) والظاهر أنه إمامي مجهول الحال.

٢ - إبراهيم بن محمد:

الهمداني عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والجوادعليهما‌السلام وذكر الكشي في ترجمته له أنّه كان وكيلاً وأنّه حجّ أربعين حجّة، وقد ذكرنا في البحوث السابقة رسالة الإمام أبي جعفرعليه‌السلام له وهي تدلّ على وثاقته، وعظيم منزلته عند الإمامعليه‌السلام ، وروى الكشي بسنده عنه أنه قال: كتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام أصف له صنع السبع بي، وكتب بخطّه: ( عجل الله نصرتك ممّن ظلمك، وكفاك مؤنته، وأبشرك بنصر الله عاجلاً، وبالأجر آجلاً، وأكثر من حمد الله )(٣) وذكر سيدنا الأستاذ طبقته في الحديث(٤) .

٣ - إبراهيم بن مهزيار:

أبو إسحاق الأهوازي، له كتاب البشارات(٥) عدّه الشيخ في رجاله من

__________________

١ - رجال الطوسي: ص ٣٩٧.

٢ - رجال البرقي: ص ٥٧.

٣ - رجال الكشي: ج ٢ ص ٨٦٩.

٤ - معجم رجال الحديث: ج ١ ص ١٥٧.

٥ - رجال النجاشي: ص ١٢.

١٢٨

أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام ومن أصحاب الإمام الهاديعليه‌السلام وروى الكشي عن أحمد بن علي بن كلثوم قال: ( وكان من الفقهاء، وكان مأموناً على الحديث قال: حدّثني محمد بن إبراهيم بن مهزيار، قال: إنّ أبي لما حضرته الوفاة دفع إليَّ مالاً، وأعطاني علامة، ولم يعلم بتلك العلامة أحد إلاّ الله عزوجل، وقال: من أتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال، قال: فخرجت إلى بغداد، ونزلت في خان، فلما كان اليوم الثاني إذ جاء شيخ ودقّ الباب، فقلت للغلام: انظر من هذا؟ فقال: شيخ بالباب، فقلت: ليدخل، فدخل وجلس، فقال: أنا العمري، هات المال الذي عندك، وهو كذا وكذا، ومعه العلامة، قال: فدفعت إليه المال(١) .

وقد وقع إبراهيم بن مهزيار بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات تبلغ خمسين مورداً(٢) .

ذكره الصدوق في باب من شاهد الإمام المنتظر ( عجل الله فرجه )، وذكر له حديثاً مفصّلاً وطريقاً في هذا النوع(٣) .

٤ - إبراهيم بن مهرويه:

من أهل جسر بابل، عدّه الشيخ من أصحاب الجوادعليه‌السلام ، والظاهر أنّه إمامي مجهول الحال(٤) .

٥ - أحمد بن حمّاد:

المروزي، ذكره الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام ، كتب إليه الإمام

__________________

١ - رجال الكشي: ج ٢ ص ٨١٣.

٢ - معجم رجال الحديث: ج ١ ص ١٦٩.

٣ - تنقيح المقال: ج ١ ص ٣٦ - ٣٧.

٤ - تنقيح المقال: ج ١ ص ٣٥.

١٢٩

الجوادعليه‌السلام رسالة جاء فيها: ( أمّا الدنيا فنحن فيها متفرّجون في البلاد، ولكن من هوى صاحبه فإن يدينه فهو معه وإن كان نائياً عنه، وأمّا الآخرة فهي دار القرار )(١) .

جرت بينه وبين أبي الهذيل العلاّف مناظرة، وقد أثبت أحمد فيها ضرورة الإمامة، وفيما يلي نصّها:

- أحمد: إني أتيتك سائلاً؟

- أبو الهذيل: سل وأسأل الله العصمة.

- أحمد: أليس من دينك أنّ العصمة والتوفيق لا يكونان إلاّ من الله لا بعمل تستحقّه به.

- أبو الهذيل: نعم.

- أحمد: فما معنى دعائك؟ اعمل وخذ.

- أبو الهذيل: هات مسألتك.

- أحمد: شيخي اخبرني عن قول الله عزوجل:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ديِنَكُمْ ) .

- أبو الهذيل: قد أكمل لنا الدين.

- أحمد: شيخي، اخبرنا إن سألتك عن مسألة لا تجدها في كتاب الله، ولا في سنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا في قول أصحابه، ولا في حيلة فقهائهم ما أنت صانع؟

- أبو الهذيل: هات.

- أحمد: شيخي، خبرني عن عشرة كلّهم عنين وقعوا في طهر واحد بامرأة، وهم مختلفو الأمر، فمنهم من وصل إلى بعض حاجته، ومنهم من قارب حسب

__________________

١ - الكشي: ج ٢ ص ٨٣٣.

١٣٠

الإمكان منه، هل في خلق الله اليوم من يعرف حدّ الله في كلّ رجل منهم مقدار ما ارتكب من الخطيئة فيقيم عليه الحدّ في الدنيا ويطهر منه في الآخرة؟ وليعلم ما يقول: في أنّ الدين قد كمل..

- أبو الهذيل: هيهات(١) .

لقد كان أحمد بن حماد بن أعلام الشيعة وثقاتهم وقد وردت بعض الأخبار تقدح فيه إلاّ أنّ الأستاذ الخوئي ناقشها، وأثبت عدم صحّتها(٢) .

٦ - أحمد بن إسحاق:

الأشعري القمّي، كان وافد القمّيّين(٣) ، روى عن الإمام الجوادعليه‌السلام وأبي الحسن، وكان من العلماء، ألف الكتب التالية:

١ - كتاب علل الصلاة.

٢ - مسائل الرجال لأبي الحسن الثالث.

وجاء في القسم الأول من الخلاصة أنّه ثقة، وكان وافد القمّيّين روى عن أبي جعفر الثاني، وأبي الحسن، وكان خاصة أبي محمد، وشيخ القمّيّين، رأى صاحب الزمان ( عجل الله فرجه ).

وممّا يدل على عظيم شأنه عند الأئمةعليهم‌السلام ما رواه الكشي بسنده عن أحمد بن الحسين القمي الآبي أبو علي، قال: كتب محمد بن أحمد بن الصلت القمي إلى ( الدار ) كتاباً ذكر فيه قصّة أحمد بن إسحاق القمي وصحبته، وأنه يريد الحجّ، واحتاج إلى ألف دينار، فإن رأى سيدي أن يأمر باقراضه إياه، ويسترجع منه في البلد إذا انصرف

____________

١ - الكشي: ج ٢ ص ٨٣٤.

٢ - معجم رجال الحديث: ج ٢ ص ١٠٢.

٣ - وافد القمّيّين: كانت أهالي قم توفده إلى الأئمةعليهم‌السلام لأخذ المسائل الفقهية عنهم.

١٣١

فافعل؟ فوقععليه‌السلام : هي له مناصلة، وإذا رجع فله عندنا سواها(١) .

ووردت أخبار كثيرة في الثناء عليه، وأنّه من عيون أصحاب الأئمةعليهم‌السلام فضلاً وزهادة وتحرّجاً في الدين.

٧ - أحمد بن عبد الله:

ابن عيسى القمي الأشعري، ثقة له نسخة عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام حسبما يقول النجاشي.

٨ - أحمد بن عبد الله:

الكوفي، الكرخي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام (٢) .

٩ - أحمد بن محمد:

ابن أبي نصر البزنطي، كوفي ثقة، لقي الإمام الرضاعليه‌السلام وكان عظيم المنزلة عنده، روى عنه كتاباً، له من الكتب ما يلي:

١ - كتاب الجامع.

٢ - كتاب النوادر.

٣ - كتاب نوادر.

قال النجاشي: لقي الرضا، وأبا جعفرعليهما‌السلام ، وكان عظيم المنزلة عندهما، وروى الكشي بسنده عنه أنّه قال: دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام أنا وصفوان بن يحيى ومحمد بن سنان.. فجلسنا عنده ساعة، ثمّ قمنا، فقال لي: أمّا أنت يا أحمد فاجلس، فجلست فأقبل يحدّثني، فأسأله فيجيبني حتى ذهبت عامّة الليل، فلمّا أردت الانصراف قال لي: يا أحمد، تنصرف أو تبيت؟ قلت: جعلت فداك، ذلك إليك إن

__________________

١ - رجال الكشي: ج ٢ ص ٨٣١.

٢ - رجال الطوسي: ص ٣٩٩.

١٣٢

أمرت بالانصراف انصرفت، وإن أمرت بالقيام أقمت، قال: أقم فهذا الحرس، وقد هدأ الناس، وناموا، فقام وانصرف فلمّا ظننت أنه دخل، خررت لله ساجداً فقلت: الحمد لله، حجة الله، ووارث علم النبيّين أنس بي من بين إخواني، وحبّبني، فأنا في سجدتي وشكري فما علمت إلاّ وقد أقبل الإمام.. فأخذ بيدي فغمزها، ثمّ قال: إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام عاد صعصعة في مرضه، فلمّا قام من عنده قال: يا صعصعة لا تفتخرنّ على أعوانك بعيادتي إيّاك، واتّق الله، ثمّ انصرف عني.

إنّ أئمة أهل البيتعليهم‌السلام لا يرضون بالزهو ولا بالافتخار ويرون ذلك ضرباً من ضروب البعد عن الله، وإنّ اللازم على المسلم أن يتّصل بالله اتصالاً واقعياً، ولا يشرك أي أحد في الاتصال به.

طبقته في الحديث:

وقع بهذا العنوان في إسناد جملة من الروايات تبلغ زهاء سبعمائة وثمانية وثمانين مورداً، وذكر الأستاذ الخوئي من روى عنه(١) .

وفاته:

توفي هذا العالم الكبير سنة (٢٢١)(٢) وقد خسر المسلمون في وقته علماً من أعلام التقوى والفقه.

١٠ - أحمد بن محمد:

ابن عبيدة القمّي الأشعري، من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام ذكر ذلك الشيخ(٣) .

__________________

١ - معجم رجال الحديث: ج ٢ ص ٢٣٥ - ٢٤٢.

٢ - رجال النجاشي: ص ٧٥.

٣ - رجال الطوسي: ص ٣٩٨.

١٣٣

١١ - أحمد بن محمد:

ابن خالد البرقي، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام ، ومن أصحاب الإمام الهاديعليه‌السلام ، ولابدّ لنا من وقفة قصيرة للحديث عنه.

مؤلفاته:

ألف كتباً كثيرة منها المحاسن، وكتاب الإبلاغ، وكتاب التراحم والتعاطف، وكتاب آداب النفس، وكتاب المنافع، وكتاب المعاشرة، وكتاب المعيشة، وغيرها ممّا يزيد على المائة ذكرها النجاشي، والشيخ في الفهرست.

الطعن عليه:

أما الطعن الذي يواجهه فهو روايته عن الضعفاء، واعتماده على المراسيل قال ابن الغضائري: طعن عليه القميّون، وليس الطعن فيه، إنما الطعن فيمن يروي عنه، فإنّه كان لا يبالي عمّن يأخذ عنه على طريقة أهل الأخبار وكان أحمد بن عيسى أبعده عن قم ثمّ أعاده إليها واعتذر إليه، وقال: وجدت كتاباً فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى وبين أحمد بن محمد بن خالف، لمّا توفي مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافياً حاسراً ليبرئ نفسه ممّا قذفه به.

طبقته في الحديث:

وقّع بعنوان أحمد بن خالد في إسناد جملة من الروايات تبلغ زهاء ثمانمائة وثلاثين مورداً، وذكر سيدنا الأستاذ الخوئي من روى عنه(١) .

١٢ - أحمد بن محمد:

ابن بندار الأقرع مولى الربيع عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام ، وظاهره أنّه إمامي مجهول الحال(٢) .

__________________

١ - معجم رجال الحديث: ج ٢ ص ٢٦٧ - ٢٧٤.

٢ - تنقيح المقال: ج ١ ص ٨١.

١٣٤

١٣ - أحمد بن محمد:

ابن عبيد الله الأشعري القمّي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام ، وكذلك ذكره البرقي، قال النجاشي: إنّه شيخ أصحابنا ثقة روى عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام .. له كتاب نوادر(١) .

١٤ - أحمد بن محمد:

ابن عيسى الأشعري القمي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام ، وهو أول من سكن قم، يكنّى أبا جعفر، قال الكشي: ( وأبو جعفر ( رضي الله عنه ) شيخ القمّيّين، ووجيههم وفقيههم غير مدافع وكان أيضاً الرئيس الذي يلقى السلطان، ولقي الرضاعليه‌السلام ، وأبا جعفر الثاني، وأبا الحسن العسكريعليه‌السلام ..

مؤلّفاته:

وألف مجموعة من الكتب، منها كتاب التوحيد، كتاب فضل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كتاب المتعة، كتاب النوادر وكان غير مبوّب فبوّبه داود بن كورة، ومنها كتاب الناسخ والمنسوخ، كتاب فضائل العرب وغيرها.

طبقته في الحديث:

وقع أحمد بن محمد بن عيسى بهذا العنوان في إسناد عدّة من الروايات تبلغ زهاء ٢٢٩٠ مورداً.. روى عن الإمام أبي جعفرعليه‌السلام . وعليّ بن محمدعليه‌السلام وعن أبي ثابت، وأبي جعفر البغدادي وأبي الحسن وغيرهم(٢) .

١٥ - أحمد بن معافى:

نسب ابن داود في القسم الأول (١٣٥) إلى رجال الشيخ ذكره في أصحاب

__________________

١ - رجال النجاشي: ص ٧٩.

٢ - معجم رجال الحديث: ج ٢ ص ٣٠٣.

١٣٥

الإمام الجوادعليه‌السلام وتوثيقه إيّاه ولكنّه غير موجود فيه(١) .

١٦ - إدريس القمي:

يكنى أبا القاسم، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام (٢) .

١٧ - إسحاق الأنباري:

روى عن الإمام الجوادعليه‌السلام ، وروى عنه محمد بن عيسى بن عبيد ذكره الكشي في ترجمة هاشم بن أبي هاشم، وأبي السمهري(٣) .

١٨ - إسحاق بن إبراهيم:

ابن هاشم القمّي، روى عن الإمام أبي جعفرعليه‌السلام وروى عنه عليّ بن مهزيار(٤) .

١٩ - إسحاق بن محمد:

ابن إبراهيم الحضيني، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام وأضاف أنّه لقي الإمام الرضاعليه‌السلام (٥) .

٢٠ - أميّة بن علي:

القبسي، الشامي، روى عن الإمام أبي جعفر الجوادعليه‌السلام له كتاب(٦) قال ابن الغضائري: إنّه ضعيف الرواية في مذهبه ارتفاع(٧) .

__________________

١ - معجم رجال الحديث: ج ٢ ص ٣٥٠ - ٣٥١.

٢ - رجال الطوسي: ص ٣٩٨.

٣ - معجم رجال الحديث: ج ٣ ص ٣١.

٤ - معجم رجال الحديث: ج ٣ ص ٣٢.

٥ - رجال الطوسي: ص ٣٩٧.

٦ - النجاشي: ص ١٠٥.

٧ - معجم رجال الحديث: ج ٣ ص ٢٧٧.

١٣٦

(ج)

٢١ - جعفر بن داود:

اليعقوبي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام (١) .

٢٢ - جعفر بن محمد:

ابن يونس الأحول، الصيرفي، مولى بجيلة، روى عن الإمام أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وروى عنه أحمد بن عيسى له كتاب نوادر(٢) .

٢٣ - جعفر بن محمد:

الهاشمي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام (٣) .

روى عن أبي حفص العطار، وروى عنه عليّ بن مهزيار(٤) .

٢٤ - جعفر بن يحيى:

ابن سعد الأحول، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام (٥) ، وقال النجاشي: إنّه من رجال أبي جعفر الثاني.

٢٥ - جعفر الجوهري:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام (٦) ، روى عن زكريا بن آدم القمي، وروى عنه منصور بن العباس(٧) .

__________________

١ و ٣ - رجال الطوسي: ص ٣٩٩.

٢ - النجاشي: ص ١٢٠.

٤ - معجم رجال الحديث: ج ٤ ص ١٣٠.

٥ و ٦ - رجال الطوسي: ص ٣٩٩.

٧ - معجم رجال الحديث: ج ٤ ص ١٣٩.

١٣٧

(ح)

٢٦ - الحسن بن راشد:

يكنى أبا علي، مولى لآل المهلّب، بغدادي، ثقة عدّه الشيخ من أصحاب الجوادعليه‌السلام وعدّه المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الذين لا يطعن عليهم بشيء ولا طريق لذمّ واحد منهم.

كان وكيلاً للإمام أبي الحسن العسكريعليه‌السلام على بغداد وما والاها من القرى والمدائن، وقد كتب الإمام إلى أهالي تلك المدن: ( قد أقمت أبا عليّ بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربّه، ومن قبله من وكلائي وقد أوجبت في طاعته طاعتي، وفي عصيانه الخروج إلى عصياني )(١) .

ودلّت هذه الرسالة على سموّ مكانته، وعظيم منزلته عند الإمام أبي الحسنعليه‌السلام فقد قرن طاعته بطاعته، وعصيانه بعصيانه، ومن الطبيعي أنّه لم ينل هذه المنزلة إلاّ بطاعته لله، وتحرّجه في الدين، وممّا يدلّ على عظيم مكانته عند الإمام العسكريعليه‌السلام ما رواه الكشيّ بسنده عن محمد بن عيسى اليقطيني قال: كتب أبو الحسن العسكريعليه‌السلام إلى أبي علي بن بلال في سنة ٢٣٢ هـ كتاباً جاء فيه بعد البسملة:

( أحمد الله إليك، وأشكر طَولَه وعوده، وأصلّي على محمد النبي وآله صلوات الله ورحمته عليهم، ثمّ إنّي أقمت أبا عليّ مقام الحسين بن عبد ربّه وأتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يقدّمه أحد، وقد أعلم أنّك شيخ ناحيتك، فأحببت إفرادك، وإكرامك بالكتاب بذلك، فعليك بالطاعة له، والتسليم إليه، جميع الحقّ قبلك، وان تخصّ موالي على ذلك، وتعرفهم من ذلك، ما يصير سبباً إلى عونه

__________________

١ - الغيبة: ص ٣٥٠.

١٣٨

وكفايته فذلك توفير علينا، ومحبوب لدينا، ولك به جزاء من الله وأجر، فإنّ الله يعطي من يشاء ذو الإعطاء، والجزاء برحمته وأنت في وديعة الله.. )(١) .

ودلّلت هذه الرسالة على ما يتمتع به الحسن من مزيد الثقة عند الإمامعليه‌السلام ، فقد أرجع إليه أمور شيعته وألزمهم بالانقياد لأمره وتسليم حقوقهم إليه.. وقد أبنه الإمام العسكري بعد وفاته بقوله: ( إنّه عاش سعيداً، ومات شهيداً )، وما نال هذه المنزلة عند الإمامعليه‌السلام إلاّ بتقوى الله وطاعته، وزهده في الدنيا.

٢٧ - الحسن بن سعيد:

الأهوازي، كان مع أخيه الحسين بن أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام والإمام الجوادعليه‌السلام حسبما يقول البرقي(٢) ، وقال النجاشي: إنّه شارك أخاه في الكتب الثلاثين المصنّفة، وهي: كتاب الوضوء، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصوم، كتاب الحجّ، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب العتق والتدبير والمكاتبة، كتاب الإيمان والنذور، كتاب التجارات والإجارات، كتاب الخمس، كتاب الشهادات، كتاب الصيد والذبائح، كتاب المكاسب، كتاب الأشربة، كتاب الزيارات، كتاب التقيّة، كتاب الردّ على الغلاة، كتاب المناقب، كتاب المثالب، كتاب الزهد، كتاب المروءة، كتاب حقوق المؤمنين وفضلهم، كتاب تفسير القرآن، كتاب الوصايا، كتاب الفرائض، كتاب الحدود، كتاب الديات، كتاب الملاحم، كتاب الدعاء.. )(٣) .

ودلّت هذه المؤلّفات على ثروته العلمية، فقد تناولت بالإضافة إلى البحوث الفقهية تفسير القرآن الكريم، والردّ على الغلاة، والمناقب والمثالب وغيرها من

__________________

١ - رجال الكشي: ج ٢ ص ٧٧٩ - ٨٠٠.

٢ - رجال البرقي: ص ٥٦.

٣ - النجاشي: ص ٥٨.

١٣٩

البحوث الكلامية والتاريخية.

٢٨ - الحسن بن العباس:

ابن الحَرِيش، الرازي، أبو علي، روى عن الإمام أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال النجاشي: إنّه ضعيف جدّاً، له ( كتاب إنّا أنزلناه في ليلة القدر ) وهو كتاب رديء الحديث، مضطرب الألفاظ(١) ، وقال: فيه ابن الغضائري: وهذا الرجل لا يلتفت إليه، ولا يكتب حديثه(٢) .

٢٩ - الحسن بن عباس:

ابن خراش، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام (٣) .

٣٠ - الحسن بن علي:

ابن أبي عثمان الملقّب سجادة، أبو محمد، كوفي، ضعّفه أصحابنا له كتاب ( نوادر )(٤) عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام (٥) .

وروى الكشيّ رواية بسنده عن نصر بن الصباح تدلّ على فساد عقيدته وبطلان مذهبه، وقد أعرضنا عن ذكرها.

٣١ - الحسن بن يسار:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام (٦) .

٣٢ - الحسين بن أسد:

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام ، ووصفه بأنّه ثقة صحيح(٧) ، روى عن حمّاد بن عيسى، وروى عنه الحسين بن سليمان في ثواب زيارة الإمام

__________________

١ - النجاشي: ص ٦٠.

٢ - معجم رجال الحديث: ج ٤ ص ٢٧٠.

٣ و ٥ و ٧ - رجال الطوسي: ص ٤٠٠.

٤ - رجال النجاشي: ص ٦١.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279