أضواء على ثورة الحسين

أضواء على ثورة الحسين0%

أضواء على ثورة الحسين مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 250

أضواء على ثورة الحسين

مؤلف: السيد محمد الصدر
تصنيف:

الصفحات: 250
المشاهدات: 110631
تحميل: 14159

توضيحات:

أضواء على ثورة الحسين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 250 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 110631 / تحميل: 14159
الحجم الحجم الحجم
أضواء على ثورة الحسين

أضواء على ثورة الحسين

مؤلف:
العربية

أضواء على ثورة الحسين

تأليف

السيِّد محمّد الصدر

١

٢

مُقدِّمة التحقيق

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أبي القاسم محمد وآله الطيِّبين الطاهرين.

هاهو سماحة آية الله العظمى السيِّد محمد الصدر، يُظهِر لنا جوهرة أُخرى مِن جواهر التأليف، والتي طالما أنعش بها المكتبة الإسلاميَّة.

وهو هنا - كما عوَّدنا في تأليفاته - يأتينا بما هو جديد، في موضوع طالما تناولته أقلام العلماء والمولِّفين، إلاَّ أنَّنا نجد هنا تاليفاً يختلف عمَّا كُتِب - سابقاً - عن الإمام الحسينعليه‌السلام ونهضته؛ فكلُّ ما كُتِب في هذا الموضوع إمَّا أنْ يكون مُرَّكز في ذكر مناقب الحسينعليه‌السلام ، أو مناقب أصحابه وذكر شجاعتهم، أو التركيز في ذمِّ أعداء الأمام الحسينعليه‌السلام وفضحهم، واستفراء كلِّ رذيلة ومعصية قاموا بها، أو إثبات لعنهم.

وحتَّى الذين كتبوا وحاولوا التعرُّف على أهداف الحسينعليه‌السلام ، والتصدِّي للإجابة على كثير مِن الشُّبهات حول هذه النهضة، لم يكن تأليفهم وإجاباتهم تامَّة أو مُقنعة بشكلٍ كامل.

ولكنَّنا نجد - هنا - أنَّ سماحة المؤلِّف، يتطرَّق إلى أهمِّ موضوع في هذه النهضة المباركة، فيُعرِّفنا بأهداف الحسينعليه‌السلام الحقيقة والممكن احتمالها، مع تخريج الأهداف التي لا ينبغي انتسابها للإمام الحسينعليه‌السلام ، والتصدِّي للإجابة على أغلب الأسئلة والشُّبهات، التي يُمكن أنْ تمرَّ على الذهن بأسلوب استدلاليٍّ علميٍّ لا يقبل الشكَّ أو التشكيك. وكذلك يتطرَّق سماحة المؤلِّف إلى موضوع لطالما عانا منه المنبر الحسيني، فيُعطي الطريق الصحيح الذي يجب أنْ يتَّبعه خُطباء المنبر الحسيني؛ لكي لا يقعوا في المحرَّمات مِن حيث لا يشعرون، فكثير مِن الخُطباء

٣

تأخذهم العاطفة أو الميول الدنيويَّة، بحيث يسيرون في طريق لا يُريده الإمام الحسينعليه‌السلام نفسه.

وفي الواقع لا أستطيع أنْ أُصوِّر نفسي بأنَّني قد حقَّقت هذا السِّفر الجليل، الذي كتبه مرجع مِن أكبر مراجع المسلمين ومُفكِّريهم، إلاَّ أنَّي أقول: إنَّ هذا مِن نعم الله سبحانه ومَنِّه عليَّ.

فاعرف - أيُّها القاري الكريم - أيُّ جوهرة بين يديك، فما عليك إلاَّ أنْ تُعطيها قيمتها الحقيقيَّة؛ لتكون الاستفادة تامَّة إنْ شاء الله تعالى.

تنبيه:

أودُّ أنْ أُنبِّه القارئ الكريم، إلى أنَّ أُسلوب سماحة المؤلِّف في الكتابة أُسلوب استدلاليٌّ، خالٍ مِن التعبير الإنشائي المطوَّل، والحشو الزائد في الكتابة؛ لذلك ستجد مادَّة علميَّة مُركَّزة، تحمل بين طيَّاتها مضامين عِدَّة؛ فإذا كنت تُريد الاستفادة التامَّة مِن هذا الكتاب، فلا بُدَّ مِن التركيز أثناء القراءة، وعدم الشرود الذهني، أو القراءة السطحيَّة، وإلاَّ فاتك الشيء الكثير. ففي بعض بحوث هذا الكتاب ستجد أنَّ سماحة المؤلِّف يُقسِّم لك الموضوع، أو يُجيب على عِدَّة مُستويات، وكلُّ مستوى تتفرَّع منه عِدَّة أوجُه، وكلُّ وجه ينقسم إلى عِدَّة نقاط، وهكذا؛ فإذا سرحت في إحدى هذه الانقسامات، أو لم تفهمها بشكل صحيح؛ ضاع عليك المطلب كلُّه، أو لرُبَّما تفهم شيئاً خلاف ما يُريده سماحة المؤلِّف. فإنَّك ستجده يطرح بعض المواضيع ثمَّ يُشكِل عليها، ويرجع فيردُّ هذه الإشكالات؛ فيجب عليك أنْ تُركِّز في مُراد سماحة المؤلِّف، هل هو إثبات هذه الأُطروحة، وتفنيد الإشكالات التي يُمكن أنْ توجَّه إليها؟ أو إبطال هذه الأُطروحة وتأييد الإشكال المحتمل.

ولذلك؛ أنصح بإعادة قراءة الموضوع - بلْ الكتاب بأكمله - لأكثر مِن مرَّة، وهذا الرأي نتج عن تجربة شخصيَّة، فإنَّ تحقيق هذا الكتاب اضطرَّني إلى إعادة

٤

قراءته مَرَّات عِدَّة، وفي كلِّ مَرَّة تُلفت نظري أشياء ومضامين لم أكن مُلتفتاً إليها سابقاً.

وبالفعل، هذا ما حصل مع الطبعة السابقة المحقَّقة لهذا الكتاب؛ فإنَّ المحقِّق في بعض مواضيع الكتاب، قد فهم خلاف ما يُريده سماحة المؤلِّف؛ فغيَّر بعض العبارات الموجودة طِبقاً لما فَهِمَه هو، لا ما أراده سماحة المؤلِّف، فكان مِن الواجب عليه كمُحقِّق أنْ يُركِّز أكثر، فيَفْهم الكتاب والمطالب الموجودة فيه.

ولا أُريد أنْ أتعرَّض إلى الأخطاء الكثيرة، التي أرتكبها هذا المحقِّق، إلاَّ أنَّني أردت - فقط - أنْ أُنبِّه القاري الكريم، إلى الجَدِّ في فَهْم ما يُريده سماحة المؤلِّف والاستفادة التامَّة مِن هذا السِّفر الجليل، ومعرفة القيمة الحقيقية لما بين يديه.

وختاماً، نسأل الله العزيز القدير أنْ يحفظ ويُسدِّد خُطى هذا العالِم الجليل، ويجعله دائم العطاء لخدمة الدين الحنيف، ومذهب آل البيت الأطهار.

والحمد لله ربِّ العالمين أوَّلاً وآخِراً

الفقير إلى الله

كاظم العبادي الناصري - النجف الأشرف

٥

التعريف بالمؤلِّف

نسبُه:

هو السيِّد محمد بن محمد صادق بن محمد مهدي بن إسماعيل، ابن صدر الدين محمد بن صالح بن محمد، ابن إبراهيم شرف الدين (جَدُّ آل شرف الدين) بن زين العابدين، ابن السيِّد نور الدين علي بن السيِّد علي نور الدين (جَدُّ آل نور الدين) بن الحسين بن محمد بن الحسين، ابن علي بن محمد بن تاج الدين أبي الحسن (جَدُّ آل أبي الحسن) بن محمد شمس الدين بن عبد الله، ابن جلال الدين بن أحمد بن حمزة الأصغر بن سعد الله بن حمزة الأكبر، ابن أبي السعادات محمد بن أبي محمد عبد الله، ابن أبي الحرث محمد (جَدُّ آل أبي الحرث) بن أبي الحسن علي، ابن عبد الله أبي طاهر بن أبي الحسن بن أبي الطيِّب طاهر، ابن الحسين القطعي بن موسى بن أبي سبحى (جَدُّ آل أبي سبحة) بن إبراهيم المرتضى، ابن الإمام أبي إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد، بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام .

ولادته ونشأته:

ولِدَ سماحة المؤلِّف في ١٧ ربيع الأول سنة ١٣٦٢ هجري، المصادف ٢٣/٣/١٩٤٣، وهو يوم عيد المولد النبوي الشريف. ويُذكر أنَّ أبويه لم يكن عندهم أولاد، وعند ذهابهم إلى الحجِّ وزيارة قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله توسَّلوا إلى الله بالرسول أنْ يرزقهم الله الولد، وبالفعل استجاب الله دعاء الوالدين الشريفين؛ فولِدَ سماحة المؤلِّف في نفس اليوم الذي ولِدَ فيه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٦

وعاش سماحته في كَنف جَدِّه لأُمِّه، آية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين، وهو مِن المراجع المشهورين، وعاش كذلك في كَنف والده الحُجَّة السيِّد محمد صادق الصدر (رضوان الله عليه)، حيث كان المؤلِّف وحيداً لوالده. وقد نشأ سماحته في بيت علم وفضل، فاكتسب العلم مُنذ صباه بواسطة والده السيِّد محمد صادق الصدر.

وكان لنشأته وتربيته الدينيَّة انعكاس واضح في خُلقه الرفيع، وسماحته وبشاشته وصدره الرحب، الذي يستوعب كلَّ الأسلئة الموجَّهة إليه حتَّى المحرجة منها، وليس عجيباً ذلك، فإنْ هي إلاَّ (كشجرة طيِّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء).

دراسته وتدُّرجه العلمي:

بدأ سيِّدنا الدرس الحوزوي في سِنٍّ مُبكِّرة، حيث تعمَّم وهو ابن أحد عشر سنة، مُبتدئاً بدراسة النحو وغيره - كما هو المعتاد حوزويَّاً - على يد والده السيِّد محمد صادق الصدر (رضوان الله عليه)، ثمَّ على يد السيِّد طالب الرفاعي، ثمَّ على يد الشيخ حسن طراد العاملي - أحد علماء الدين في لبنان حالياً - ثمَّ أكمل بقيَّة المقدِّمات على يد السيِّد محمد تقي الحكيم، والشيخ محمد تقي الأيرواني، وقد دخل سماحة المؤلِّف إلى كلِّيَّة الفقه سنة (١٣٧٦ هـ /١٩٥٧ م) دارساً على يد ألمع أساتذتها فقد درس:

١- الفلسفة الإلهيَّة، على يد محمد رضا المظفَّرقدس‌سره .

٢- الأصول والفقه المقارن، على يد السيِّد محمد تقي الحكيم (صاحب كتاب الأصول العامَّة للفقه المقارن).

٣- الفقه، على يد الشيخ محمد تقي الأيرواني.

٤- القواعد العربيَّة على يد الشيخ عبد المهدي مطر.

٧

وكان مِن أساتذته في هذه الكلِّيَّة بعض الأساتذة، مِن ذوي الاختصاصات والدراسات غير الحوزويَّة، كالسيِّد عباس الوهاب الكربلائي، مدير اللغة الأنكليزيَّة، والدكتور حاتم الكعبي في علم الاجتماع، والدكتور أحمد حسن الرحيم في علم النفس، والدكتور فاضل حسين في التاريخ.

وقد تخرَّج سماحته مِن كلِّيَّة الفقه، سنة (١٣٨١هـ / ١٩٦٢ م) ضمن الدُّفعة الأُولى مِن خريجي كلِّيَّة الفقه في النجف الأشرف، وكان مِن زُملائه الذين تخرَّجوا معه:

الشيخ الدكتور أحمد الوائلي.

الشيخ مسلم الجابري.

السيِّد عدنان البكَّاء.

السيِّد أحمد زكي الأمين.

السيِّد مصطفى جمال الدين.

الشيخ محمود الكوتراني.

الشيخ أحمد القُبيسي اللبناني.

ثمَّ دخل سيِّدنا مرحلة السطوح العُليا، حيث درس كتاب الكفاية على يد السيِّد محمد باقر الصدرقدس‌سره ، وبعض كتاب المكاسب على يد السيِّد محمد تقي الحكيم - وقد كان لدراسته على يد هذين العَلمين الأثر الأكبر في صقل موهبته العلميَّة، التي شَهِد بها أساتذته أنفسهم - ثمَّ أكمل دراسة المكاسب على يد الشيخ صدر الباتكوبي، الذي كان مِن مُبرزي الحوزة وفُضلائها.

وبعدها ارتقى سماحة المؤلِّف إلى مدارج البحث الخارج، فحضر بحث الخارج عند:

١- السيِّد محمد باقر الصدرقدس‌سره ، دورة أُصوليَّة ونصف دورة وكتاب الطهارة.

٢- السيِّد المحقِّق الخوئي، دورة أُصوليَّة كاملة و كتاب الطهارة.

٣- السيِّد أبي أحمد في المكاسب.

٤- السيِّد محسن الحكيم، في كتاب المضاربة.

٨

أمَّا إجازته في الرواية، فقد سُئِل سماحته في أحد الاستفتاءات الموجَّهة إليه، فكان جوابه: أنَّ له إجازة مِن عِدَّة مشايخ أعلاها مِن آية الله مُلاَّ محسن الطهراني الشهير بآقا بزرك صاحب كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة)، عن أعلى مشايخه الميرزا حسين النوري، صاحب كتاب (مُستدرك الوسائل)، ومنهم أيضاً والده السيد الحجة محمد صادق الصدر وخاله الشيخ مرتضى آل ياسين وابن عمه آية الله آغا حسين خادم الشريعة والسيِّد عبد الرزَّاق المقرَّم صاحب كتاب (مقتل الحسينعليه‌السلام )، وآية الله السيِّد حسن الخرسان، وآية الله السيِّد عبد الأعلى السبزواري وغيرهم.

وقد أُجيز بالاجتهاد مِن قِبَل أستاذه السيِّد محمد باقر الصدر، في سنة (١٣٩٦ هـ - ١٩٧٧م)، وقد كان عمره آنذاك أربع وثلاثين سنة. ولا بدَّ لنا أنْ نذكر إلى جانب مسيرته العلميَّة وأساتذته في هذه المسيرة، مسيرته في طريق المعرفة الإلهيَّة والعلوم الأخلاقيَّة، وكان أُستاذه في ذلك أحد كسبة النجف الأشرف، الذي يعتبره سماحة المؤلِّف أرقى شخص مُعاصر في هذا المجال، قد تتلمذ على يده لعامين، ثمَّ وافاه الأجلرحمه‌الله عام (١٤٠٠ هـ /١٩٨٠م).

وقد يخطر في الذهن: كيف يكون أحد كسبة النجف أُستاذاً لرجل دين، وعَلم مِن الأعلام كسماحة المؤلِّف؟!

وجوابه: إنَّ الحديث يقول:(أخفى الله وليه بين عباده) فمُقدار الاقتراب إلى الله ليس منوطاً بالعلم فقط، وإنَّما بصلاح النفس وصفائها، وفهمها إلى حقيقة العبوديَّة واندماجها في هذا المعنى، وهذا لا يحصل لكلِّ أحد، ولا يناله إلاَّ مَن ارتضى الله مِن عالِم أو كاسب.

فاستمرَّ سماحته على هذا الطريق الإلهي إلى حدِّ الآن، والذي لا يعرف مُدياته وأسراره العرفانيَّة إلاَّ سماحته، فهو يعتبرها مِن الأسرار التي بينه وبين ربِّه، والتي لا يُمكن البوح بها، وقد لمح إلى ذلك في استفتاء خاصٍّ، حيث قال ما مؤداه:

٩

(إنَّ الله قد أنذر وحذَّر وجعل الحُجَج، ولكلِّ إنسان استجابة مع ذلك تتناسب مع قابليَّاته واستعداداته، فكلما استجاب الإنسان لها استحقَّ المزيد).

مؤلَّفاته:

١- نظرات إسلاميَّة في إعلان حقوق الإنسان... مطبوع

وهو مُناقشة إسلاميَّة للائحة حقوق الإنسان، التي أصدرتها الجمعيَّة التأسيسيَّة، التي تشكَّلت عقيب الثورة الفرنسيَّة ١٧٨٩م.

٢- فلسفة الحَدِّ ومصالحه في الإسلام... مطبوع

٣- أشعَّة مِن عقائد الإسلام... مطبوع، وهو ثلاث بحوث تتكفَّل بعض جوانب أصول الدين.

٤- القانون الإسلامي - وجوده، صعوباته - منهجه... مطبوع

٥- موسوعة الإمام المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه) صدر منها لحدِّ الآن:

أ‌- تاريخ الغيبة الصُّغرى... مطبوع.

ب‌- تاريخ الغيبة الكُبرى... مطبوع.

ج- تاريخ ما بعد الظهور... مطبوع.

د- اليوم الموعود بين الفكر المادِّي والديني... مطبوع.

والخامس منها مخطوط ومِن الممكن أنْ تصل هذه الموسوعة إلى اثني عشر جزءاً، وقد عبَّر عنها سماحة المؤلِّف في إحدى جلساته: بأنَّها مفتوحة لكلِّ سؤال يأتي للذهن حول مسألة الإمام المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه).

وفي الواقع أنَّ هذه الموسوعة قد أغنت المكتبة الإسلاميَّة عموماً والشيعيَّة خصوصاً، بما حوته مِن آراء وإجابات لكثير مِن الأسئلة، التي تدور حول قضيَّة الإمام المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه) وظهوره، علاوة على ما حوته مِن مُناقشة، ونقد بعض الآراء الموجودة بأُسلوب فريد، يُشعِر بدقَّة وعلميَّة في الطرح، وقد أقرَّ بذلك

١٠

وأُعجِب به كلُّ مَن اطَّلع على هذه الموسوعة الضخمة، علماً أنَّ هذه الموسوعة صدرت، وقد كان عمر سماحة المؤلِّف حينئذ (٢٩) عاماً تقريباً. كما يجدر الإشارة إلى المقدِّمة الرئيسيَّة لهذه الموسوعة، فقد كتبها سماحة السيِّد محمد باقر الصدرقدس‌سره على شكل بحث موجَز حول الإمام المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه)، وقد قال في نهاية هذه المقدِّمة:

(وسأقتصر على هذا الموجَز مِن الأفكار، تاركاً التوسُّع فيها وما يرتبط بها مِن تفاصيل إلى الكتاب القيِّم الذي أمامنا، فإنَّنا بين يدي موسوعة جليلة في الإمام المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه)، وضعها أحد أولادنا وتلامذتنا الأعزَّاء، وهو العلاَّمة البحَّاثة السيِّد محمد الصدر (حفظه الله تعالى) وهي موسوعة لم يسبق لها نظير في تاريخ التصنيف الشيعي، حول المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه) في إحاطتها وشمولها لقضيَّة الإمام المنتظر مِن كلِّ جوانبها، وفيها مِن سعة الأُفق وطول النفس العلمي، واستيعاب الكثير مِن النُّكات واللفتات؛ ما يُعبِّر عن الجهود الجليلة، التي بذلها المؤلِّف في إنجاز هذه الموسوعة الفريدة. وإنِّي لأحسُّ بالسعادة وأنا أشعر بما تملأه هذه الموسوعة مِن فراغ، وما تُعبِّر عنه مِن فضل ونباهة وألمعيَّة، وأسال المولى سبحانه وتعالى أنْ يُقرَّ عيني به، ويُريني فيه عَلَماً مِن أعلام الدين).

٦- ما وراء الفقه... مطبوع. وهو موسوعة فقهيَّة مؤلَّفة مِن عشرة أجزاء، تحتوي على أسئلة تخصُّ الثقافة الفقهيَّة المعمَّقة. وقد طرح فيها سماحة المؤلِّف آراء تخصُّ المسائل الخلافيَّة بين الفقهاء، بشيء مِن الاستدلال، ومُهمَّته الأساسيَّة في هذا الكتاب شرح أهمِّ موضوعات المسائل في الفقه، مِمَّا لم يتعرَّض له الفقهاء بشيء مِن التفصيل.

٧- فقه الأخلاق... مطبوع في جزءين حاليَّاً. وهو يبحث عن

١١

الأحكام الأخلاقيَّة والمستحبَّات في الفقه. وقد سُئل سماحة المؤلِّف عمَّا احتواه فقه الأخلاق فأجاب: (إنَّه جواهر بين التراب)؛ إشارة لما فيه مِن اللمحات العرفانيَّة العقليَّة، والبُعد الفكري في شرح مضمون العبادات المستحبَّة والواجبة.

٨- فقه الفضاء... مطبوع. اشتمل هذا الكتاب على بحوث شرعيَّة تُعدُّ نادرة وجديدة في ميدان الفقه، حيث خرج بنا سماحة المؤلِّف في هذا الكتاب إلى التكليف الشرعي، خارج نطاق الأرض، وهو نقص كانت تُعاني منه المكتبة الإسلاميَّة، فحاول سماحته في هذا الكتاب أنْ يضع خطوة مِن هذه الخطوات في هذا الطريق.

٩- بحث حول الكذب... مطبوع.

١٠- بحث حول الرجعة... مطبوع.

١١- كلمة في البدء... مطبوع.

١٢- الصراط القويم... مطبوع. وهو رسالة عمليَّة تحتوي على فقه مُتكامل ومُختصر في الفتاوى التي تُفيد المقلِّدين.

١٣- منهج الصالحين... مطبوع. وهو رسالة عمليَّة مُكوَّنة مِن خمسة أجزاء، مُحتوية على فقه فتوائي مُتكامل، يتَّصف بالتفصيل والتعرُّض للمسائل الحديثة، التي لم يتطرَّق إليها الفقهاء السابقون.

١٤- مناسك الحج... مطبوع.

١٥- كتاب الصلاة... مطبوع.

١٦- كتاب الصوم... مطبوع.

١٧- أضواء على ثورة الحسين (عليه‌السلام )... مطبوع.

١٨- مِنَّة المنَّان في الدفاع عن القرآن... مخطوط. وهو مجموعة مِن المحاضرات التي يُلقيها سماحة المؤلِّف على الطلبة في يومي الخميس

١٢

والجمعة مِن كلِّ أسبوع، إضافة إلى أيَّام التعطيل الدراسي. ومِمَّا تتميَّز به هذه المحاضرات هو روح التجدُّد والجُرأة في نقد الآراء وتفنيدها، فلقد خرق سماحة المؤلِّف (دامت إفاضاته) عادة المفسِّرين في تفسير القرآن الكريم مِن سورة الفاتحة مُبتدءاً بالعكس - أيْ مِن سورة الناس - وله في اتِّخاذ هذا المنهج رأي سديد، طرحه في بداية البحث التفسيري، حيث قال:

(السبب في ذلك؛ أنَّ مِن عادة المفسِّرين أنْ يرموا بثقلهم كلِّه أو جُلِّه في السور الطوال، التي يبتدئ بها القرآن، حتَّى إذا وصلوا إلى المنتصف أو أكثر تردَّدت عبارة: (كما قلنا فيما سبق)، فلا يُعطون السور الأخيرة حقَّها؛ لأنَّهم أجهدوا أنفسهم في المبتدأ). فاتَّخذ سماحة المؤلِّف هذا النهج مِن باب سَدِّ النقص، الذي مِن الممكن حصوله بسبب ما قلناه، وإشباع آخر القرآن بحثاً وتفسيراً لتكتمل صور التفسير العامَّة، المشكلة مِن مُحاولات المفسِّرين في تفسير القرآن الكريم.

١٩- دورة كاملة في علم الأصول مِن بحث الخارج الاستدلالي، الذي حضره عند السيِّد الخوئيقدس‌سره ... مخطوط.

٢٠- دوره كاملة في علم الأصول مِن بحث الخارج الاستدلالي، الذي حضره عند السيِّد محمد باقر الصدرقدس‌سره ... مخطوط.

٢١- مباحث في كتاب الطهارة الاستدلالي في شرح العروة الوثقى، مِن تقريرات السيِّد محمد باقر الصدرقدس‌سره ... مخطوط.

٢٢- مباحث في كتاب الطهارة الاستدلالي في شرح العروة الوثقى، مِن تقريرات السيِّد الخوئيقدس‌سره ... مخطوط.

٢٣- بحث المكاسب الاستدلالي... مخطوط. والذي درَّسه السيد أبو

١٣

أحمدقدس‌سره ، وكانت المحاضرات تُلقى باللغة الفارسيَّة، إلاَّ أنَّ سماحة المؤلِّف كان يكتب المطالب كلِّها خلال الدرس بالعربيَّة.

٢٤- اللمعة في أحكام صلاة الجمعة... مخطوط. وهي التقريرات لبحث تفصيلي، عقده في شهر رمضان المبارك المرحوم سماحة الحُجَّة إسماعيل الصدرقدس‌سره .

وله عِدَّة مُشاركات - أيضاً - في مَجلاَّت عديدة، كمجلَّة الإيمان، ومجلَّة النجف، ومجلة العرفان اللبنانيَّة ومجلَّة الأضواء وغيرها.

كما له بحوث مُتفرَّقة في الفقه والتفسير، وقواعد اللغة العربيَّة والمقالات الاجتماعيَّة.

والحمد لله على أنْ وفَّقني للاختتام مُصلِّياً ومُسلِّماً على سيِّد الأنام محمد وآله البررة الكرام.

كاظم العبادي الناصري

٢٦ شعبان ١٤١٧

النجف الأشرف

١٤

مُقدِّمة الطبعة الأُولى

لا أُريد الآن التعريف بثورة الحسينعليه‌السلام ولا ينبغي لي ذلك، بعد أنْ علم الخالق والمخلوقون بأنَّها غنيَّة عن التعريف بحدودها وصمودها وارتفاعها واتِّساعها. ويكفي أنَّها هي التي صنعت التاريخ ولم يصنعها التاريخ، وهي التي قدَّمت الأُمثولة الكُبرى للتضحية، في سبيل طاعة الله بكلِّ ما يملك الفرد مِن نفس ونفيس.

فالتعريف بها تعريف بالمعرَّف والمعرَّف لا يُعرَّف. وإنَّما يُهمُّني الآن التعريف بهذا الكتاب الذي بين يديك؛ وذلك أنَّ القارئ إنَّما يستطيع أنْ ينال منه الفائدة المطلوبة، إذا اتَّصف بالصفات التي نُشير إليها، وإلاَّ فسوف يكون الإعراض له أولى وأحجى.

أوَّلاً: أنْ يكون موضوعيَّ التفكير. لم يختر سلفاً اتِّجاهاً مُغايراً، بلْ يُحاول أنْ يُحكِّم عقله الخالص في كلِّ ما يسمع مِن الأُمور، مُطبِّقاً ذلك على الكتاب الكريم والسُّنَّة الشريفة، فإنَّما هي المحكُّ الرئيسي للمسلمين في تشخيص الحقِّ مِن الباطل.

ثانياً: أنْ يكون للفرد اطِّلاع كافٍ على تاريخ الحسينعليه‌السلام وأصحابه وأهل بيته، قبل وأثناء وبعد واقعة كربلاء؛ فإنَّ سرد هذا التاريخ خارج عن اختصاص هذا الكتاب؛ ومِن هنا تعمَّدت حذفه وتكلَّمت حوله مُعتمداً على الاطِّلاع العامِّ في أذهان القُرَّاء عن ذلك، فإنْ لم يكن القارئ الكريم مُطَّلعاً على هذا التاريخ، فالأفضل له أنْ يُراجع مصادره أوَّلاً، ثمَّ يُراجع هذا الكتاب ثانياً.

ثالثاً: أنْ يكون للفرد اطِّلاع كافٍ عن أوضاع الخُطباء، المذكّرين بثورة الحسينعليه‌السلام أساليبهم وأقوالهم، فإنِّي أخذت هذا الواقع المعاش، ولو مِن

١٥

بعض جوانبه وتكلَّمت حوله، فإنْ لم يكن القارئ قد اطَّلع على ذلك فلتسأل مَن يعرف مِن الآخرين.

رابعاً: أنْ يكون للفرد بعض التساؤلات عن حوادث الطفِّ وتاريخ الحسينعليه‌السلام ، ولم يجد عنه جواباً قد دفنه في ذهنه ريثما يحيى مِن جديد، فإنْ كان مِن هذا القبيل، فليقرأ كتابي هذا؛ فإنِّي كرَّسته لأجل هذا الغرض - وهو الجواب على أهمِّ الأسئلة المثارة حول التاريخ الإسلامي الحسيني وأسبابه ونتائجه وتصرُّفات أصحابه - مِن حيث إمكان تصحيح ما صحَّ عنهم وإبطال ما بطل. وينبغي الإلمام سلفاً - كما أشرنا في غضون الكتاب أيضاً إلى العجز عن التعرُّف على الحكمة الحقيقيَّة - لتصرُّفاتهم (رضوان الله عليهم). كما أنَّ المشار إليه في الكتاب هو مجموعة مِن الأسئلة المشهورة في الأذهان، وليس جميع ما قد يخطر في الذهن نظريَّاً عنها؛ مِن حيث إنَّ إثارتها أو الجواب عليها قد يُثير حزازات، أو مُضاعفات نحن في غنىً عنها في ظرف أحوَجٍّ فيه إلى صقل الإيمان، والدعوة إلى وحدة الكلمة بين المسلمين وزرع الأُلفة والحُبِّ بينهم.

وعسى لهذا الجُهد المتواضع أنْ ينال رضى الله عَزَّ وجَلَّ أوَّلاً وأخيراً، ورضا القارئ الكريم، وأنْ يُعفى عمَّا فيه مِن قصور وتقصير.

ولا ينبغي - وأنا في ختام المقدِّمة - أنْ أُهمل الإشارة إلى حاجة هذا الكتاب إلى المصادر، فهو كما يراه القارئ خالٍ منها، مع أنَّه أحوج الناس إليها، وما ذلك إلاَّ لضيق تواجدها وضيق الوقت عن مُراجعتها؛ ومِن هنا أمكننا أنْ ندعو الله عزَّ وجلَّ، أنْ يوفِّر الفرصة لطبعة أُخرى مِن هذا الكتاب تكون هي الكفيلة بالمصادر جميعها، إنَّه ولي كلِّ توفيق

شهر صفر الخير عام ١٤٤١

محمد الصدر

١٦

مُقدِّمة الطبعة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل حوالي سنوات سنحت الفرصة أنْ أتكلَّم خلال عدد مِن المحاضرات عن الحسينعليه‌السلام ، وأُدافع عن ثورته بما أوتيت مِن المحاضرات عن الحسينعليه‌السلام ، وأُدافع عن ثورته بما أوتيت مِن عزم في إجابة بعض الإشكالات والشُّبهات، التي قد تخطر في الذهن ضدَّ ذلك. فكان هذا نحو مِن حُسن التوفيق بفضل ربِّ العالمين.

وكان مِن حُسن التوفيق - تارةً أُخرى - أنْ سُنحت الفرصة لتسجيل ذلك على الورق في زمن غير بعيد مِن إلقاء تلك المحاضرات، قد لا يعدو أنْ يكون شهراً واحداً - كما هو واضح مِن تاريخ تأليفه - فإنِّي ألقيتها خلال شهر مُحرَّم الحرام، وكتبتها في شهر صفر لنفس السنة، فكانت النتيجة هي هذا الكتاب بطبعته الأُولى.

وكان مِن حُسن التوفيق - ثالثاً - أنَّني بالرغم مِن أنَّني لم أستطع نشره بشكل رسمي - لو صحَّ التعبير -، فإنَّه واجه رغبة عارمة في المجتمع، وفي قلوب المؤمنين فتعدَّدت طبعاته واستنساخاته في داخل العراق وخارجه، وهذا مِن حُسن الظنِّ الذي يُنعم به الله سبحانه على عبده، ويجعله في نفوس إخوانه المؤمنين.

وعلى العادة، في أغلب ما أكتب، وأنا قليل الإمكانيَّات اجتماعيَّاً واقتصاديَّاً وعلميَّاً - أعني قلَّة الكتب والمصادر... - فقد كتبت هذا الكتاب اعتماداً على حافظتي وذهني فقط. في حدود ما تصيَّدت مِن نصوص ومفاهيم خلال

١٧

مُراجعاتي العامَّة خلال حياتي العلمية. ولم يكن مِن الممكن في العُجالة إرجاع كلِّ حديث إلى مصدره. ولئن كان عندي شيء قليل مِن الكتب، فإنَّها بلا شكٍّ لا تُسمن ولا تُغني مِن جوع في تخريج هذه المجموعة مِن النصوص؛ ولذا بادرت إلى إصداره بقوَّة قلب خالياً مِن المصادر، واعتذرت عن ذلك في المقدِّمة وتمَّ الأمر.

ولا بأس بذلك، فإنَّ الطريقة القديمة للتأليف كانت على ذلك، وليس بدعاً غير مقبول مِن طُرق التأليف، وإنَّما يستند في واقعة على الوثاقة الشخصيَّة للمؤلِّف، كما كان السلف الصالح يستند إليها، فليكن هذا واحداً منها.

ثمَّ إنَّني فجأة وعلى غير توقُّع استلمت نسخة مليئة بالهوامش والمصادر، قام بها أحد الفضلاء الساكنين في سورياً، كأنَّه أشفق على هذا الكتاب مِن هذا النقص؛ فحاول تبنِّي الموقف جزاه الله خيراً، وهو طبع بتوقيع رمزي له وللمطبعة على ما أعتقد، وإنْ كان بإخراج جيِّد وورق صقيل.

إلاَّ أنَّه قد علَّق عليه بدون أنْ يفهم مقصودي، وأعطى لنفسه الحُرِّيَّة في التصرُّف أكثر مِن اللازم؛ ومِن هنا أعتقد أنَّه بالرغم مِن جُهده فإنَّه لم يكن موفَّقاً في عمله، غير أنَّ نقطه القوَّة فيه هو أنَّه ألفتنا إلى بعض المصادر التي لم تكن تخطر على البال.

وبقي هذا الكتاب مُتأرجحاً مِن حيث المصادر، حتَّى تصدَّى له جناب الأخ المِفضال الشيخ كاظم العبادي الناصري (دام عِزَّه) لخوض غمار هذا البحر الواسع، وتعب عليه تعباً مُتكاملاً، وكان يعرض ما يكتبه عليَّ جزاه الله خيراً. وكان المجموع هو هذا الكتاب الذي بين يديك.

ولم يخلُ تعليقه مِن بعض النواحي مِن بيان بعض الإشكالات - ولو ضمناً - على المؤلِّف، وأنا عرفت ذلك ورضيت به؛ أخذاً بحُرِّيَّة التفكير المحفوظة لدينا في الحوزة العلميَّة الشريفة جيلاً بعد جيل.

١٨

وعلى أيِّ حال، فقد كانت نتيجة اعتمادي الكامل على حافظتي وذهني في تأليف الكتاب مُلفتة للنظر في التحقيق الذي قام به، أذكر منها ما يلي:

أوَّلاً: إنَّ هذه المصادر التي ذكرها قد لا تكون هي نفس المصادر التي أخذتُ الأحاديث والنصوص منها خلال حياتي؛ بدليل أنَّ بعض مصادر الهامش مِمَّا لم يصدف لي الاطِّلاع عليه، ولكنْ لا بأس ما دام الكتاب المذكور مصدراً للنصِّ ولو في الجملة.

ثانياً: إنَّ النقل يكون أحياناً بالمعنى أو بالمضمون لا باللفظ، لوضوح أنَّ الذاكرة أقرب إلى المعنى منها إلى اللفظ، ولكن لا بأس ما دام المعنى موجوداً. كما يوجد دليل في الشريعة على جواز النقل بالمعنى. وهذا - على أيِّ حال - ما يتَّضح للقارئ خلال استعراضه للكتاب.

ثالثاً: إنَّه قد يكون بعض النصوص لا توجد في المصادر إطلاقاً، وإنَّما وجد في الذهن، إمَّا باعتبار الحَدَس، وإمَّا باعتبار التصيُّد مِن عدد مِن النصوص أو مِن القواعد العامَّة، وأوضح أمثلة ذلك النصُّ القائل:(دعوا الناس على غفلاتهم) ، فإنِّني بالوجدان لا أعلم أنَّني أخذته مِن كتاب أو مِن مصدر آخر.

رابعاً: إنَّ الجهة النفسيَّة قد تتدخَّل في النصوص المنقولة، ومِن أوضح أمثلته ما ذكرته خلال الكتاب مِن أنَّ الأمام الحسينعليه‌السلام كان يتمثَّل بأبيات رابعة العدوية، وقد كرَّرته في الكتاب أكثر مِن مَرَّة، وهذا ما سمعته مِن قبل بعض الخُطباء، وارتكز في ذهني بصفته مُناسباً لمقتضى الحال على أيِّ حال.

وقد استشكلوا عليَّ في ذلك باعتبار أنَّ رابعة هذه مُتأخرة عن ذلك العصر - كما هو المشهور مِن تاريخها - فأجبته اعتماداً على ذاكرتي أيضاً: كلاَّ؛ فإنَّها كانت في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والصحابة، إلاَّ أنَّها كانت مُنعزلة عنهم بصفتها امرأة مُتزهِّدة، وإلى الآن أتذكَّر أنِّي وجدت ذلك في بعض المصادر، إلاَّ أنَّني

١٩

يتعذَّر عليَّ تذكُّر عنوان ذلك الكتاب.

فهذا مُختصر مِن تاريخ تأليف هذا الكتاب مِن الناحية الاجتماعيَّة والنفسيَّة معاً.

بقي عليَّ أنْ أُشير إلى أنَّ جناب الشيخ الذي حقَّق هذه الطبعة، اعترض على بعض التخريجات للطبعة التي أشرنا إليها، وأنَّه راجع تلك الكتب فعلاً ولم يجد النصَّ، كما أنَّه لم يجدها في مصادر أُخرى.

وتعليقي على ذلك: بإمكان أنْ تكون الطبعة مُختلفة أو إمكان الغفلة أو الخطأ المطبعي وغير ذلك؛ فالأرجح - كما فعلنا الآن - هو ذكر المصدر المذكور في تلك الطبعة مع الإشارة إليها بحرف (ط)؛ ليكون المصدر على عُهدته ولئلاَّ تبقى بعض النصوص بدون مصدر، وتكون النتيجة في ذمَّة المفكِّرين الآخرين.

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين

الثالث مِن شهر رمضان المبارك عام ١٤١٧ للهِجرة.

محمد الصدر

٢٠