في رحاب عاشوراء

في رحاب عاشوراء9%

في رحاب عاشوراء مؤلف:
الناشر: نشر الفقاهة
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 402

في رحاب عاشوراء
  • البداية
  • السابق
  • 402 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 218584 / تحميل: 9163
الحجم الحجم الحجم
في رحاب عاشوراء

في رحاب عاشوراء

مؤلف:
الناشر: نشر الفقاهة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

العلم؛ فإنّ العلم لا يحتاج إلى أكثر من (الـمُعلِّم)، وأمّا السير والحركة إلى الله، واجتياز عقبات (الهوى) و (الطاغوت)، واقتحام أهوال الطريق، فلا يُؤدِّي فيه (الـمُعلِّم) إلاّ دوراً ناقصاً، ولابُدّ من قُدوة ومثال على الطريق؛ ليبعث الثقة والطمأنينة والشجاعة في نفوس العاملين.

إنّ الحركة إلى الله تتطلّب الكثير من الإخلاص والوعي واليقين، والتضحية والعطاء والقِيَم، ولابُدّ من أن يتجسّد كلّ ذلك في (القُدوة) بصورة عينيّة وحقيقيّة، وماثِلة أمام أعيُن العاملين.

ولابُدّ أن يُبرّأ (القُدوة) من الشكّ، والضعف والزلَل والانكسار، والهزيمة النفسيّة أمام العقبات وأهوال الطريق. ولابُدّ أن يتجسّد في القُدوة كلّما تَتَطلَّبه هذه الحركة من قُدرة روحيّة وثقة عالية بالله، تُمكِّن الإنسان من مواجهة وتحدّي العقبات ومتاعب الطريق.

إنّ (القُدوة) في هذه الحالة، تكون له قيمة توجيهيّة وحركيّة عالية في تحريك الأُمّة، ويُعتبَر عاملاً أساسيّاً لا يمكن الاستغناء عنه في حركة المجتمع.

إنّ في نفوس الناس خيراً وشرّاً، وقوّة وضعفاً، وإيماناً وشكّاً، وثقة وقَلَقاً، وشجاعة وجُبناً، وإقداماً وتراجعاً، وتختلط هذه المعاني في نفوس الناس بدرجات مختلفة، ونقاط الضعف هي العقبات الداخليّة في نفوس العاملين؛ ولكي يتغلَّبوا على نقاط الضعف هذه في نفوسهم، لابُدّ لهم من صور مُشرقة متكاملة، تخلص من نقاط الضعف هذه.

وعندما لا يجد الإنسان هذه الأمثلة على ساحة الحركة، يلجأ إلى التجريد والتخيّل؛ لتكتمل الصورة، تماماً كما يعمل الإنسان لتكميل النقص الواقع في قوس الدائرة في خياله، فيلجأ إلى التجريد الخيالي لإبراز هذه الصورة الّتي يحتاجها في حركته.

وهذا هو الدور الّذي يقوم به الشِعر والفَنّ، في رسم الصورة التجريديّة للقُدوة

٣٨١

الّتي يحتاجها الإنسان في حركته وعمله.

وهذه الحاجة، ما دامت حاجة حقيقيّة في حركة الإنسان المسلم إلى الله، فلابُدّ أن يكون له موضع مُشخّص وواضح في المنهاج الإلهي لهداية الإنسان وحركته.

ولا يمكن أن تُهمِل العناية الربَّانيّة حاجة أساسيّة للإنسان في الحركة مثل هذه الحاجة، وهو سبحانه يقول:( الّذِي أَعْطَى‏ كُلّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ ثُمّ هَدَى ) (١) .

فلا يُمكن أن يخلو منهج الخلقِ والهداية من عنصر أساسي وضروري في حركة الإنسان.

عِصمة الإمام:

وهذا هو أحد الـمُنطلَقات العقليّة للقول بعصمة الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام .

إنّ العصمة هي الصورة الواقعيّة الـمُتكاملة للإنسان (القدوة)، والّتي يحتاجها الناس في حركتهم وكدحهم إلى الله في ساحة عملهم، ولأمرٍ ما، جعل الله (عزّ وجلّ) الأنبياء والأئمّة معصومين في مسيرة حركة الإنسان، وفي ساحة حياته وعمله، وجعل منهم قُدوات للتأسّي والاقتداء؛ ليكونوا أمثلة عينيّة وواقعيّة ومُتحرّكة في واقع الحياة.

لن يكون الظالم إماماً للناس:

وبعد أن مَنَّ اللهُ تعالى على عبده وخليله إبراهيمعليه‌السلام ، فجعله إماماً للناس، طلب إبراهيمُعليه‌السلام من الله تعالى أن يجعل الإمامة في ذرّيَّته، فاستثنى الله تعالى من ذرّيَّته الّذين تلبَّسوا بالظُلم، فلا يمكن أن ينالهم عهد الله تعالى، ولا يمكن أن

____________________

(١)طه: ٥٠.

٣٨٢

يكونوا أئمّة للمسلمين.

( وَإِذِ ابْتَلَى‏ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهُنّ قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (١) .

فالإمام لابُدّ أن يكون قدوة للناس، يقتدي به الناس في حياتهم، ومَن يتلبَّس بالظلم على نفسه أو على الآخرين، لا يستطيع أن يكون مثالاً يتقدّم الآخرين، ويقتدي به الناس.

الدعوة إلى الاقتداء بالصالحين:

وتكتمل هذه الصورة في المنهاج الإلهي، في تربية الناس وتوجيههم بالآيات الّتي تدعوا الناس إلى أن يجعلوا من أنبياء الله ورُسله قُدوة لهم، وأُسوة في العمل والحركة والقول والفعل. يقول تعالى لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وللمؤمنين - بعد أن يذكر أسماء جملة من الأنبياء والـمُرسَلين بتفصيل -:( أُولئِكَ الّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ... ) (٢) .

ويدعو الله تعالى المؤمنين أن يجعلوا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أُسوة حَسنة لهم:

( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً ) (٣) .

ويدعونا الله تعالى أن نجعل من إبراهيمعليه‌السلام ومَن معه من المؤمنين الصالحين قُدوة وأُسوة:

( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ... ) (٤) .

____________________

(١)البقرة: ١٢٤.

(٢)الأنعام: ٩٠.

(٣)الأحزاب: ٢١.

(٤)الممتحنة: ٤.

٣٨٣

العناصر الثلاثة الضروريَّة في الحركة:

ولكي تكتمل هذه الصورة الّتي رسمناها لموضع القدوة في حركة الناس إلى الله تعالى، نقول:

إنّ الحركة إلى الله تتطلَّب ثلاثة عناصر أساسيّة، يتولاّها الله تعالى، ويُعدّها للناس في أنبيائه ورسله، ومَن يختارهم الله تعالى ويجتبيهم أئمّةً للمسلمين، وهي:

أوّلاً: الهداية والتوجيه، والتزكية والتعليم. وينهض الأنبياء في هذا الأمر بدَور الـمُعلِّم والـمُربِّي، لتزكية الأُمّة وتربيتها وتعليمها.

( هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ) (١) .

( لَقَدْ مَنّ اللّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمَهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ) (٢) .

ثانياً: القيادة والولاية والإمامة. وهذه مهمّة أُخرى، تختلف عن المهمّة الأُولى، ضروريّة وأساسيّة في توجيه المجتمع وحركته إلى الله، فلا تتمّ هذه الحركة من دون قيادة وطاعة.

( إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٣) .

( مَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ... ) (٤) .

____________________

(١)الجمعة: ٢.

(٢)آل عمران: ١٦٤.

(٣)المائدة: ٥٥.

(٤)النساء: ٨٠.

٣٨٤

( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم ) (١) .

( ... وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ... ) (٢) .

ثالثاً: القُدوة والأُسوة. وهو العنصر الضروري الثالث في هداية الإنسان وحركته، والّتي يتولاّها الله تعالى ويُعدّها لعباده في أنبيائه ورُسله، ومَن يختار ويجتبي لعباده من الأئمّة.( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (٣) .

وهذه الثلاثة لابُدّ منها جميعاً، وفي إطار واحد؛ ليُكمّل بعضها بعضاً، وليُؤدّي جميعها مهمّة توجيه الإنسان إلى الله.

شهادة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والأُمّة الشاهِدة:

وإلى هذا المعنى يُشير القرآن الكريم، حيث يتَّخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شهيداً على هذه الأُمّة، ويتّخذ هذه الأُمّة شهيدة على الناس أجمعين، يقول تعالى:

( وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (٤) .

وفي الآية الكريمة يتّخذ الله تعالى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله شاهِداً على هذه الأُمّة، كما يتّخذ هذه الأُمّة شاهدة على الناس.

والشاهد هنا بمعنى: القدوة(٥) ، بقرينة السِياق، فإنّ شهادة الأُمّة على الناس لا تستقيم إلاّ بهذا المعنى الذي ذكرناه، وشهادة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على الأُمّة تأتي

____________________

(١)النساء: ٦٩.

(٢)النساء: ٥٩.

(٣)الأحزاب: ٢١.

(٤)البقرة: ١٤٣.

(٥)راجع من التفاسير: تفسير نمونه: ١ / ٣٥٥. والمنار: ٢ / ٥.

٣٨٥

بنفس السِياق(١) .

فهذه الأُمّة - بمجموعها - قُدوة للناس جميعاً، حيث جعلها الله تعالى أُمّة وسطاً، لا تفريط فيها ولا إفراط، ولا تَجْنَح إلى اليمين ولا إلى اليسار، ولا تحكم فيها النزعة المادِّيَّة البَحتة، ولا النزعة الروحيّة الخالصة.

والخطاب للأُمّة ككلّ، وليس إلى أفراد الأُمّة، والأُمّة بهذه الصِفة وفي هذا الموقع الوسط من حضارة الإنسان، مُؤهّلة من جانب الله تعالى لأن تكون قُدوة وشاهِدة على الناس جميعاً، وأن يجد فيها الناسُ مثالاً عينيّاً واقعيّاً، للاعتدال والاستقامة على منهج الله في الحياة.

كما أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قُدوة لهذه الأُمّة المسلمة، في علاقته بالله تعالى، وفي علاقته بالناس، وفي سلوكه وحركته وعمله وقوله وفعله.

الأُمّة الشاهِدة مِعيار للقِياس:

والتعبير بالشهادة عن القُدوة، من التعبيرات القرآنيّة الـمُتميِّزة الخاصّة بالقرآن، وكأنّ هذه الأُمّة في موقعها الحضاري الوسط، تصلح أن تكون معياراً لتشخيص الموقع الحضاري الصحيح في الحياة، وشاهدة على ألوان الانحرافات الحضاريّة في حياة الإنسان.

فكلّما يتقدّم هذا الموقع الحضاري الوسط، فهو انحراف، وكلّما يتأخّر عن هذا الموقع الوسط، فهو من الانحراف، والشاهد على هذه الانحرافات هو: الموقع الوسط الّذي أحلّ اللهُ تعالى فيه هذه الأُمّة، تماماً كما تشهد الوحدة القياسيّة

____________________

(١)تفسير السيّد الطباطبائي في الميزان: ٢ / ٣٢٠ - ٣٢٣، ط بيروت.

الشهادة هنا بمعنى: تلقّي الشهادة وأداءها إلى الله يوم القيامة، كما يقرب من هذا الـمَنحى الشيخ البلاغي في (آلاء الرحمان): ١٣٣، مطبعة العرفان، صيدا - ١٩٣٣م. وتفسير الكاشف: ١ / ١٢٤ و ٥ / ٣٥٣.

٣٨٦

بالزيادة والنقصان في الكمِّيّات الّتي تُقاس بها، فإنّنا لا نستطيع أن نفهم بالنظرة الأوّليّة الزيادة والنقيصة في الكمّيّات بشكل دقيق، ولكن عندما نقيس هذه الكمّيّات بالوحدات القياسيّة، نستطيع أن نُشخِّص الزيادة والنقيصة (بشهادة) هذه الوحدات القياسيّة بشكل دقيق.

وكذلك هذه الأُمّة في موقعها الحضاري الوسط، تصلح أن تكون شاهدة على انحرافات الناس، وأداة لتشخيص هذه الانحرافات، ومقياساً للتصحيح والتعديل، والتهذيب والإصلاح.

ولابُدّ في هذا الخِضَمّ الهائج، من الأفكار والاتّجاهات، والأهواء والنزاعات، من وجود أُمّة في موقع حضاريّ وسط على وجه الأرض، يقيس الناسُ أنفسهم بها، وتشهد على الناس في انحرافاتهم وزيغهم وشَطَطِهم.

وأقول: أُمّة ولا أقول أفراداً وجماعات؛ ففي هذه الأُمّة أيضاً من الانحراف والزَيغ الشيء الكثير، ولكن من الصحيح أيضاً أن نقول: إنّ هناك أُمّة مؤمنة في هذا البحر الهائج الـمُضطرِب، في الموقع الحضاري الوسط المعتدل، وأنّ هذه الأُمّة مِعيار ومقياس دقيق للتشخيص والتمييز لسائر الناس، وقُدوة لسائر البشر، وحركة عينيّة واقعيّة إلى الله، بين هذه الحركات الـمُضطرِبة والقَلِقة في واقع حياة الناس.

وكما تتطلَّب رحمة الله تعالى بعباده وجود أُمّة مؤمنة في هذا الموقع الحضاري الوسط على وجه الأرض؛ لتكون قدوة للناس، كذلك تتطلَّب الرحمة الربّانيّة أن تكون هناك قُدوة للمؤمنين من أنفسهم، ولهذه الأُمّة منها؛ ففي هذه الأُمّة - كما ذكرنا - الكثير من الزَيغ والانحراف الّذي يختلط بالكثير من الحقِّ والصواب، ومن مجموعها تتكوَّن هذه المسيرة الإلهيّة.

فلابُدّ من وجود قُدوة

٣٨٧

لهذه الأُمّة ولهذه المسيرة أيضاً، كما كان لابُدّ من قدوة للناس أجمعين.

وإذا كانت هذه الأُمّة هي الصفوة من البشريّة، الّتي اجتباها الله تعالى لتكون قُدوة للناس، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو صفوة الصفوة في هذه الأُمّة، اتّخذه الله تعالى قُدوة لهذه الأُمّة؛ ليكون مقياساً ومعياراً للاستقامة والاعتدال، والسلوك والحركة إلى الله، وليَقس المؤمنون أنفسهم به، ويجدوا فيه مثالاً كاملاً للإنسان العامل الكادح إلى الله.

ولنقرأ هذه الآية المباركة من سورة الحجّ:

( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مّلّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هذَا لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ فَأَقِيمُوا الصّلاَةَ وَآتُوا الزّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللّهِ‏ِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى‏ وَنِعْمَ النّصِيرُ ) (١) .

يدعو الله تعالى في هذا النداء عباده المؤمنين - والخطاب هنا خاصّ بالمؤمنين -:( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا... ) -، يدعوهم إلى إقامة الصلاة، وإلى عبادته، ويدعوهم إلى فعل الخيرات والجهاد في الله، حقّ الجهاد؛ فإنّ الله تعالى قد اجتباهم وأحلَّهم في هذا الموضع الوسط من حضارة الإنسان، واختارهم لهذا الموقع الخطير من الأرض ومن حياة الناس.

( هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) وسمّاهم المسلمين من قبل، في حياة إبراهيمعليه‌السلام ، وفي الكُتب السابقة على القرآن،( وفي هذا ) وفي القرآن، فشرَّفهم الله تعالى بهذه

____________________

(١)الحجّ: ٧٧ - ٧٨.

٣٨٨

التسمية( مِن قَبْلُ وفي هذا ) ، وجعلهم امتداداً لإبراهيم( مّلّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ) ، وجعلهم أُسرة واحدة ممتدَّة على وجه الأرض وفي التاريخ.

كلّ ذلك من دون أن يُكلِّفهم في هذا الاجتباء شِدّة وضِيقاً لا يطيقونه( هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) .

كلّ هذا النداء والدعوة إلى إقامة الصلاة، وفعل الخير، والجهاد، وكلّ هذا الاجتباء والاختيار والتشريف لهذه الأُسرة الإبراهيميّة، والتسمية... كلّ ذلك( لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ ) .

كلّ ذلك لإيجاد تيَّار مُعتدِل مستقيم نظيف، في وسط هذه التيّارات الـمُتضارِبة والـمُنحرِفة؛ ليكون قدوة للناس، وليكون مَعلَماً على طريق الناس إلى الله، مَعلَماً محسوساً عينيّاً في حياة الناس، وليس من قبيل الأفكار والنظريّات، مَعلَماً يراه الناس، ويَحسّونه، ويعيش معهم في السَرّاء والضَرّاء( وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ ) .

ثُمّ بعد ذلك، ليكون في وسط هذا التيّار قُدوة، هو صفوة الصفوة، للسائرين في هذا التيّار ومن هذه الأُمّة؛ ليكون شاهداً عليهم وعلى المسيرة والحركة، وليكون مقياساً لتشخيص حالات الضعف والعجز والتخلّف، وباعثاً على تلافي نقاط الضعف والتخلّف، وقُدوة في المسيرة والحركة، ومَعلَماً على طريق العاملين والسائرين إلى الله، يضعونه نَصْبَ أعيُنهم، ويضعون أقدامهم مواضع خُطاه( لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) .

فلا يُمكن أن تستقيم حياة الناس وحركتهم من دون وجود هذا التيّار في وسط الناس، ولا يمكن أن تستقيم حركة هذا التيّار من دون وجود قدوة صافية نقيّة في قلبِ هذا التيّار.

٣٨٩

ولنَعُد إلى حيث كنّا من حديث، قلتُ: إنّني ألمس في التحام الناس بعاشوراء، وتعاطفهم مع قضيّة الحسين، أنّ الناس يجدون في هذا اليوم، وفيما جرى فيه من أحداث، وفيما يَستبطِنه هذا اليوم من القِيَم والمعاني، شيئاً يتفاعل مع ضمائرهم وقلوبهم وعقولهم.

إنّ الناس يبحثون في حركتهم الشاقّة والعسيرة إلى الله تعالى عن الصور الصافية والنقيّة لهذا الكدح وهذه الحركة، الصور الّتي تخلِص من كلّ كَدرٍ وغِش، وتَسلم من كلّ نقص وضعف، ليضعوا أمامهم هذه الصور الحيّة الـمُتحرِّكة.

ففي خِضَمّ الحياة، وخِضَمّ الصراع ومتاعب الحركة، يلتقي الإنسان - في نفسه وفي واقع الحياة - الكثير من الضَعف، والشكّ والجُبن، والحَسَد والطَمع والجَشع، وحُبّ الذات والاستئثار والظلم...، فيجد نفسه بحاجة إلى هذه الصورة النَقيَّة الصافية من الإيمان بالله، واليقين والإخلاص لله تعالى، والثِقة والتوكّل على الله، والقوّة والشجاعة والإيثار، ونُكران الذات والإخلاص...، فيجد كلّ هذه العناصر، الّتي يبحث عنها، والّتي تتطلَّبها الحركة، مُتجسِّدة مُتحرّكة في ساحة الطفّ، في يوم عاشوراء، في هالة من النور.

وفي مقابل هذه القمّة السامِقة من القِيَم والأخلاق الربّانيّة الـمُتجسّدة في الحسينعليه‌السلام وأصحابه، يجدُ حضيضاً من الدناءة واللُؤم، والاستئثار والتعلّق بحُطام الدنيا، وحبّ الذات والكبرياء، والشكّ والجُبن، والحَسد والطَمع والجَشع، في الجانب الآخر من المعركة.

وكما تتجمَّع القِيَم وتتكامل، وتُشكّل قمّة سامِقة وهالَة من النور في الجانب الأوّل، يتجمَّع اللُؤم، والـمَكر، والكَيد، والظُلم في الجانب الثاني بشكلٍ صارِخ.

وهذا من خصائص الصراع والمواجهة.

٣٩٠

فإنّ الصراع يُبرِّز كلّ طرف على حقيقته، ويكشف حقيقة كلّ طرف، وكلّ القِيَم والـمَساوئ الّتي يَستبطنها الإنسان ويَتستَّر عليها، أو يشهرها ويُعلِن عنها؛ فإنّ الصراع بطبيعته كَشّاف.

وأكثر ما ينكشف الإنسان ويظهر على حقيقته( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ) (١) ، وساعات المواجهة والصِراع.

فيجد الجمهور أمامه طرفين مُتصارعين يوم عاشوراء، يُمثِّل أحدهما قِمّة القِيَم والأخلاق، ويُمثِّل الآخر حضيض اللُؤم والسقوط، فيتعلَّق بذا وينفر من ذاك.

ويجد في يوم عاشوراء كلّما يطلبه ويحتاجه من القِيَم والـمُثل والأخلاق، والإخلاص والشجاعة، والثِقة والإقدام.

وهذا في رأيي، هو الّذي يشدّ الجمهور إلى عاشوراء، ويدعوه إلى التفاعل والتعاطف مع هذا اليوم بمثل هذه الدرجة من القوّة والعُمق.

فإنّ أكثر ما يحتاج الإنسان إلى القدوة في حياته في ساحات الصراع والمواجهة، ومن ساحات الصراع والمواجهة؛ ذلك أنّ الإنسان لا يحتاج إلى أن يستجمع كلّ عزمه وقوَّته وعقله وإيمانه وثِقته بالله، كما يحتاجه في ساحات المواجهة وساحات الصراع، ولا يهتزّ الإنسان ويتزلزل، ويتعرَّض للزلازل والهزَّات، كما يتعرّض لها في ساحات المواجهة والصراع.

فمِن السهل أن يُحافِظ الإنسان على اتّزانه وتعقّله، ودينه وثقته بالله، في أيّام اليُسر والرَفاه، وعندما يعتزل المجتمع والعمل، أمّا عندما ينزل إلى ساحة العمل والمواجهة، ويتعرَّض للزلازل والهزّات والأعاصير، من داخل نفسه ومن الخارج، فسوف يجد نفسه بحاجة شديدة وماسّة إلى أن يلتمس لنفسه أمثلة، وشواهد وقُدوات،

____________________

(١)الطارق: ٩.

٣٩١

على الطريق ومن ساحة الصراع، تُثبِّته على أرض المعركة، وتبعث في نفسه الإيمان واليقين، والثبات والثقة والصبر.

ولابُدّ أن تكون هذه الأمثلة والقُدوات في الساحة الساخنة بالصراع، لتطمئنّ إليها قلوب العاملين.

وهذا بالذات ما يجده المؤمنون في حركتهم ومسيرهم إلى الله، وفي مواجهتهم الحامية للهوى والطاغوت في (رحاب عاشوراء)، فإنّ مسيرة التاريخ مسيرة حافلة بالصراع والمواجهة والفتن والابتلاء، وخلال هذه المسيرة يجد المؤمنون في (عاشوراء) النموذج والقدوة، لكلّ القيم الّتي يتطلّبها الصراع، ويحتاجها المؤمنون في حركتهم وعملهم، فينشدّون إليها بقوّة، ويتعاطفون ويتفاعلون معها بهذه الصورة القويّة والمـُؤثِّرة.

٣٩٢

الفهرس

مُقدّمة المؤلِّف ٥

عاشوراء في مرآة التاريخ ٧

عاشوراء في وعْيِ الجمهور ووَعْيِ النُخبة:٩

مَوقف السلاطين والحُكّام من عاشوراء:١١

عاشوراء مِرآة للتاريخ:١٣

كلّ أرض كربلاء وكلّ يوم عاشوراء:٢٣

ثأر الله ٢٧

رُؤيَة قرآنيَّة للنَصرِ والهَزيمَة٢٩

الجذور اللُغَويّة للثأر:٢٩

المعنى الاجتماعي للدَم:٣٠

الثأر في أُسرة التوحيد:٣٢

ثأرُ الله:٣٣

مَوقع الثأر في الصراع الحضاري بين التوحيد والشِرك:٣٥

كربلاء الساحة النموذجيَّة للصراع بين الحقّ والباطل:٣٦

الضمانة الإلهيّة لدم الشهيد:٣٨

معنى النصر والهزيمة:٤٠

القِيمَة الذاتيَّة للشَهادة٤٣

رِحلة الإنسان إلى الله:٤٣

دراسةٌ للـمُنطلَق والغاية في حَرَكةِ الإنسان:٤٦

١ - الـمُنْطَلَق:٤٦

أ - الشهَوات والغرائز والأهواء والميول النفسيّة:٤٧

ب - الـمُغريات والـمُثيرات التي تُحرّك الشهَوات وتُهيج الغرائز:٤٧

مُثَلّث الابتلاء في القرآنِ الكريم:٤٧

أ - الهَوى:٤٨

ب - الفِتْنَة:٥٠

٣٩٣

ج - الشَيطان:٥١

أعراضُ التَعلُّق بالدنيا في نقطةِ الانطلاقِ:٥٢

٢ - الغايَة:٥٤

الطاعَة والتَسْليم والذِكر والرجاء والرهبَة والحُبّ:٥٥

كيف يأخذُ الإنسانُ ويُعطِي باللهِ؟٥٧

٣ - الحَرَكَةُ مِن (الأنا) إلى (الله):٥٨

(التقوى) و (ذِكر الله) في شَطْرَي الحَرَكة:٥٩

التقوى للتَحَرّرِ من الهوى:٦٠

الـمُقارَنة بين الهوى والطاغوت:٦١

الصِيغة الإيجابيّة للتقوى:٦١

الشوطُ الثاني من حَرَكةِ الإنسان:٦٢

ذِكرُ الله للعروجِ إلى الله:٦٤

الـمَنهَجُ الأخلاقيّ في حَرَكَةِ الإنسان إلى الله:٦٧

واستعينوا بالصَبْرِ والصَلاة:٦٨

ضَريبَة الحَرَكَةِ إلى الله:٦٨

الشهادةُ اختزالٌ للحَركةِ من الأنا إلى الله:٦٩

نَقْلَةُ الحُرّ (رحمه الله) من مِحوَر الطاغوت إلى مِحوَر الله:٧٠

نقلةُ زُهير (رحمه الله) من ولايةِ الطاغوت إلى ولايةِ الله:٧١

القِيمَة الحَرَكِيَّة للشَهادَة٧٤

وَقْفَة عند اشتقاق كلمة (الشهيد):٧٤

الشهيدُ مِقياسٌ للتَقييم:٧٥

هذه الأُمّة شهيدة على سائر الأُمم:٧٧

ورَسول الله شاهِد على هذه الأُمّة:٧٨

عَودة إلى مُصطلَح (الشهيد):٧٨

التوجيه بـ (التثقيف) و (القدوة):٧٩

القدوة والأُسوة على طريق ذات الشَوكة:٨٠

الشَهيدُ قُدوَة:٨٢

٣٩٤

الوَعْيُ والعَطاء:٨٤

ضحايا انعدام الوعي:٨٥

فَقِيلَ لَهُ: مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟٨٧

التَخَلّف في الوَعْي والعَطاء:٩٠

الطاقة الحرَكيّة لدم الشهيد:٩١

دم الشهيد يُوسّع رقعة التضحية داخل الأُمّة:٩٤

دمُ الشهيد يَحسم الخلاف ويقطع التردّد:٩٤

الإمدادُ الغَيْبِي والضَمان الإلهي لدَمِ الشهيد:٩٧

رِحلةُ الشَهادة في القرآنِ الكريم ٩٩

في سورتَي التوبة وآل عمران ٩٩

البَيْعُ والشراء:١٠٠

النَقْلة الكاملة:١٠١

أمثلة عن النقْلة في حياة المسلمين الأُولى:١٠١

تكريمُ الإنسانِ بالبَيع والشِراء:١٠٤

البَيْعَة:١٠٥

البَيْعَة التجرّد الكامل عن الأنفسِ والأموال:١٠٦

البَيْعَة ميثاق (الدعوة) والدولة:١٠٧

البَيْعَة طاعَةٌ وتَضحِية:١٠٨

آيةُ البَيْعَة:١٠٨

أربعُ بَيْعَات في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله:١١٠

البيعة الأُولى:١١١

البيعة الثانية:١١١

البيعة الثالثة:١١٢

البيعة الرابعة:١١٢

(يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ):١١٣

٣٩٥

حَتميَّة القتال في مَسيرة الدعوة:١١٤

الـمُواجَهة المصيريَّة بين الإسلام والجاهليَّة:١١٥

العلاقة العضويَّة بين أطراف الجاهليّة:١١٦

شَراسَة الجاهليّة في صراعِها مع الإسلامِ:١١٧

الإيمانُ بالله يُساوي التخلِّي عن الأنفُسِ والأموال:١١٧

وثيقة البيع:١١٨

والثَمن هو الجنّة:١٢١

الفوز العظيم:١٢١

صفة الّذين باعوا أنفُسهم لله:١٢٣

آيةُ (آل عِمْرَان):١٢٥

الحياة الطيِّبة:١٢٦

أعلى دَرَجات القُربِ من الله:١٢٨

(يُرْزَقُونَ):١٣٠

(فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ...):١٣٢

(وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِن خَلْفِهِمْ):١٣٢

لا خوفٌ ولا حزن:١٣٤

رِحلة الشهادة في السُنّة الشريفة١٣٦

باقة عطرة من الحديث الشريف في قِيمة الشهيد:١٣٦

خطاب الاستنصار الحسيني:١٤٧

الاستعراض والدلالات:١٤٩

الاستنصار الحُسيني:١٤٩

أ - الاستعراض ١٥١

نَماذِج من الاستنصار الحُسيني ١٥١

في المدينة:١٥١

١ -وصيَّتهالّتييستنصرفيهاالمسلمين ١٥١

٣٩٦

٢ - واستنصر الحُسين عبد الله بن عُمَر بن الخطّاب في مكّة ١٥٢

٣ - كتاب الحسين إلى رؤساء الأخماس ١٥٢

٤ - خطاب الحسين عَشيّة خروجه من مكّة ١٥٦

٥ - في الحاجر:١٥٧

٦ - في زرود:١٥٩

٧ - في قصر بني مقاتل:١٦١

٨ - في منزل شراف:١٦٣

٩ - في منزل البيضة:١٦٣

١٠ - في كربلاء:١٦٤

١١ - وفي كربلاء١٦٦

يوم عاشوراء:١٦٦

١٢ - الاستنصار الأوّل يوم عاشوراء:١٦٦

١٣ - الاستنصار الثاني في يوم عاشوراء:١٦٩

١٤ - الاستغاثة الأخيرة للحسين عليه‌السلام يوم عاشوراء:١٧٠

١٥ - استنصار زهير (رحمه الله) يوم عاشوراء:١٧٢

ب - الدلالات ١٧٤

الدلالات الأربعة لخطاب الاستنصار الحسيني ١٧٤

١ - المضمون السياسي لخطاب الاستنصار الحسيني ١٧٤

٢ - المضمون الحركي لخطاب الاستنصار الحسيني ١٧٥

١ - رفض البيعة ليزيد:١٧٥

٢ - إعلان الرفض:١٧٦

٣ - الخروج والثورة:١٧٧

المؤامرة الأُموية على دم الحسين عليه‌السلام ١٨٠

عَودة إلى الدلالة الحرَكية للخطاب الحسيني:١٨٢

٣ - المضمون الوَلائي لاستنصار الحسين عليه‌السلام:١٨٣

٣٩٧

البُعد العمودي مِن شبكة الولاء:١٨٣

البُعد الأفقي مِن شبكة الولاء:١٨٣

الصيغة التوحيدية في شبكة الولاء:١٨٤

مقوّمات الولاء في البُعد الأفقي:١٨٤

الولاء والإيمان الحقّ:١٨٥

خصائص وآثار شبكة الولاء١٨٦

السلام والعِصمة في شبكة الولاء:١٨٦

معنى السلام:١٨٦

معنى العِصمة:١٨٧

علاقة النصر بشبكة الولاء:١٨٨

استنصاران للحسين عليه‌السلام في قصر بني مقاتل:١٩٠

الاستنصار لإتمام الحجّة:١٩٢

تنوّع الخطاب الحسيني:١٩٣

٤ - المعنى الشمولي لخطاب الحسين عليه‌السلام:١٩٤

التلبية:١٩٦

حركتان في التاريخ (النصر والثأر):١٩٧

تفسير وتحليل جملة مِن المضامين الواردة في خطاب الاستنصار الحسيني:١٩٩

الولاء والبراءة في مرآة عاشوراء٢٠٧

توحيد الولاء:٢٠٩

عناصر الولاء:٢١٠

قِيمة الولاية:٢١٢

الولاية ومسألة الحاكمية والسيادة:٢١٣

البراءة والمفاصلة:٢١٤

المواصلة والمفاصلة في المجتمع الإسلامي:٢١٥

التوحيد والشِرك في الولاء:٢١٧

مصدر الحاكمية في حياة الإنسان هو الله:٢١٨

٣٩٨

التحدّي والصراع:٢٢٠

الاستضعاف والاستكبار:٢٢١

عاشوراء مسرح للولاء والبراءة:٢٢٦

عاشوراء يوم الفرقان:٢٢٧

الفاصل الحضاري بين المعسكرَين في عاشوراء:٢٢٨

وحدة الولاء والبراءة في زيارة (وارث):٢٣٢

مشاهد الولاء في زيارة (وارث):٢٣٣

السلام في (النفس) و (المجتمع):٢٣٤

الشهادة للحسين عليه‌السلام بإمامة المسيرة:٢٣٥

الـمَوقف:٢٣٨

معكم، معكم:٢٤٠

البراءة:٢٤٠

ولاء (الأعور):٢٤٢

الطوائِف الثلاث الـمَلعونة:٢٤٥

الطائفة الثالثة (الشريحة الراضية):٢٤٦

عاشوراء (يوم الفرقان):٢٤٨

أبْعادُ وامتداداتُ المواجهة ليوم الفرقان:٢٤٩

يوم الفرقان الثاني في تاريخ الإسلام:٢٥١

انتصار الثورة الإسلاميّة مُنطلَق ثوري وقِيمة حضاريّة:٢٥٢

تراكُم من الفعل والحراب (الفِعْل والانْفِعال):٢٥٤

محاوَلات لأقْلَمَةِ الثورة:٢٥٥

التفاعلات التي كانت تجري في الأعماق غير المرئيَّة لهذه الأُمّة:٢٥٦

الولاء والبراءة بعد الثورة:٢٥٨

حتميَّة الصراع:٢٥٩

والعاقبة للـمُتّقين:٢٦٠

ليُحِقَّ الحَقَّ بكلماته ويقطع دابِر الكافرين:٢٦٢

٣٩٩

تداول النصر والهزيمة في ساحة المعركة:٢٦٣

تَمْحِيص وتَهذيب المسيرة في المجتمع:٢٦٥

متى يتَّخذ الله الشهداء في هذه الأُمّة قيّمِين على المسيرة؟:٢٦٦

التَمحيصُ والتَهذيب داخل النفوس:٢٦٧

درجات المؤمنين في الجنّة على قدرِ معاناتهم في الدنيا:٢٦٧

دولة الـمُوَطِّئين:٢٦٨

الـمُتخلّفون عن ثورة الإمام الحسين عليه‌السلام ٢٧١

الضحّاك بن عبد الله المشرقي ٢٧٣

الصراع في مرحلتَي التنزيل والتأويل:٢٧٣

شريحة الـمُتخلِّفين عن الصراع:٢٧٥

خبر الضحّاك بن عبد الله المشرقي:٢٧٦

تأمّلات في خبَر الضحّاك:٢٧٨

النقطة الأُولى (الاعتذار):٢٨٠

وجها الحياة الدنيا:٢٨١

كيف تتحوّل العوائق إلى مُنطلَقات؟:٢٨٣

مقارنة بين زُهير بن القَين (رحمه الله) والضحّاك:٢٨٤

النقطة الثانية: (الاستجابة الـمَشروطة):٢٨٦

العلاقة بين العمل والجزاء:٢٨٨

طائفتان من الناس:٢٨٩

النقطة الثالثة (التَحلّل من الالتزام):٢٩٢

(التزام) و (حِلّ):٢٩٣

الجسر الذي مدَّه الضحّاك إلى الدنيا من عُمق (الطفّ):٢٩٦

قِيمة الوراثة في حياة الإنسان ٣٠١

تأمُّلات في زيارة وارث ٣٠٣

تمهيد:٣٠٣

١ - القِيمة التكوينيَّة للوراثة:٣٠٣

٤٠٠

401

402