المذاهب الإسلامية

المذاهب الإسلامية0%

المذاهب الإسلامية مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: أديان وفرق
الصفحات: 377

المذاهب الإسلامية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ جعفر السبحاني
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: الصفحات: 377
المشاهدات: 194845
تحميل: 7969

توضيحات:

المذاهب الإسلامية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 377 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 194845 / تحميل: 7969
الحجم الحجم الحجم
المذاهب الإسلامية

المذاهب الإسلامية

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

5. الإمام المستودَع:

هو الذي يتسلّم شؤون الإمامة في الظروف والأدوار الاستثنائيّة؛ وهو الّذي يقوم بمهمَّاتها نيابة عن الإمام المستقِر بنفس الصلاحيّات المستقِرّة للإمام المستقر، ومن الواضح أنّه لا يستطيع أن يورّث الإمامة لأحد من ولْده، كما أنّهم يطلقون عليه (نائب غيبة). (1)

والعجب أنّهم عندما بحثوا موضوع الإمامة لم يجعلوا تسلسلها من إسماعيل بن جعفر الصادق فحسب، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك؛ وحجتهم أنّ الإمامة إذا كانت قد بدأت من هذا العهد المبكّر فإنها ستكون محدَثة ولا يقوم وجودها على أساس، فذهبوا إلى عهد بدء الخليقة المعروف بعهد آدم وسلسلة الإمامة من عصر آدم إلى يومنا هذا، ثُمَّ أضافوا إلى ذلك قولهم بالأدوار والأكوار؛ فقد جعلوا كلّ دور يتألف من إمام مقِيم ورسول ناطق أو أساس له؛ ومن سبعة أئمّة يكون سابعهم متِم الدور، ويمكن أن يزيد عدد الأئمّة عن سبعة في ظروف أُخرى؛ وفي فترات استثنائيّة، وهذه الزيادة تحصل في عداد الأئمّة المستودَعين دون الأئمّة المستقِرّين، أمّا الدور فيكون عادة صغيراً وكبيراً؛ فالدور الصغير هو الفترة الّتي تقع بين كلّ ناطق وناطق، ويقوم فيها سبعة أئمّة. أمّا الدور الكبير فيبتدئ من عهد آدم إلى القائم المنتظر الّذي يسمّى دوره الدور السابع، ويكون بالوقت ذاته متمّاً لعدد النطقاء الستة.

يقول عارف تامر: إنّ هذا الموضوع من أدقِّ المواضيع وأصعبها، بل هو

____________________

(1) الإمامة في الإسلام: 143 - 144.

٢٨١

بالحقيقة من الدعائم المتينة في عقائد الإسماعيليّة، وقد يبدو لكلّ باحث فيها أنّ دعاتها حافظوا على سرّيّته التامّة طيلة العصور الماضية، وجعلوا معرفته مقتصرة على طبقة خاصّة من العلماء والدعاة. (1)

وها نحن نأتي في المقام بجدولين؛ أحدهما يرجع إلى الدور الأوّل، والآخر إلى الدور السادس الّذي لم يتم بعدُ.

____________________

(1) الإمامة في الإسلام: 141.

٢٨٢

شجرة الإمامة الإسماعيليّة

منذ أَقدم العصور

الدور الأوّل:

(ويبتدئ من وقت هبوط آدم حتّى ابتداء الطوفان، ومدّته ألفان وثمانون عاماً وأربعة أشهر وخمسة عشر يوماً).

الإمام المستقر

الإمام المتم

أساس الدور

الرسول الناطق

الإمام المقيم

العدد

أنوش بن (2) شيث 435 -1385

 

هابيل130ـ

225

آدم

هُنيد (1)

1

قينان بن أنوش 625 - 1535

 

شيث

1144 -230

 

 

2

مهليئل بن قينان 795 - 1690

 

 

 

 

3

يارد بن مهليئل 960 - 1922

 

 

 

 

4

أخنوخ بن يارد 1122 - 1487

 

 

 

 

5

متوشالح بن اخنوخ 1287 - 2242

 

 

 

 

6

لامك بن متوشالح 1454 - 2346

لامك بن متوشالح

 

 

 

7

____________________

(1) إنّ هُنيد مربي آدم، وهو الإمام المقيم، فهل هو من جنس آدم أو ملَك أو جنّ أو غيرهما؟!، والعجب أنّه لم يأت اسمه في الذكر الحكيم، ولو كان له ذلك المقام الشامخ فأولى أن يكون معلم الملائكة لا آدم!! فتدبّر.

(2) وفي المصدر بنت، ولعلّ الصحيح ما أثبتناه .

٢٨٣

الدور السادس:

(يبتدئ من تاريخ الهجرة المحمّديّة وينتهي بظهور القائم المنتظر، ولا يمكن تحديد مدّته. إنّ الدور الكبير قد أصبح مقسّماً إلى أدوار صغيرة).

الإمام المستقر

الإمام المتم

أساس الدور

الرسول الناطق

الإمام المقيم

العدد

علي بن أبي طالب

 

علي بن أبي طالب

محمد م571 - 634

عمران أبو طالب

1

الحسين بن علي

 

 

 

 

2

علي بن الحسين (زين العابدين)

 

 

 

 

3

محمد بن علي (الباقر)

 

 

 

 

4

جعفر بن محمد (الصادق)

 

 

 

 

5

إسماعيل بن جعفر

 

 

 

 

6

محمد بن إسماعيل

محمد بن إسماعيل

 

 

 

7

التعليقات:

في هذا الدور يظهر أنّ عمران أبا طالب، هو الإمام المقِيم في عهد الرسول الناطق محمّد، وأنّ الإمام محمّد بن إسماعيل هو الإمام السابع المتِم. ويلاحظ أنّ الإمام الحسن بن عليّ لم يذكر في شجرة النسب، لأنّه يعتبر إماماً مستودعاً لدى الإسماعيليّين، وهكذا محمّد بن الحنفية، وموسى بن جعفر (الكاظم).

ولهم جداول للدور الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس أعرضنا

٢٨٤

عن ذكرها روماً للاختصار، كما أعرضنا عن ذكر تتمّات الدور السادس الّتي تبتدأ من الإمام محمّد ابن إسماعيل وتنتهي إلى كريم علي خان (آغا خان الرابع).

المقام الثاني: الإمامة الخاصّة:

قد تعرّفت على نظام الإمامة في مذهب الإسماعيليّة، والمهم هو الوقوف على ملامح الإمامة الخاصّة الّتي تصدّى لذكرها الداعي اليمني علي بن محمد الوليد في كتابه (تاج العقائد)، ونحن ننقل منه ما يبيّن عقيدتهم في ذلك.

1 - صاحب الوصيّة أفضل العالم بعد النبيّ في الدور:

إنّ صاحب الوصيّة هو من توجد عنده رموز شريعة النبيّ وأسرار ملّته وحقائق دينه ولا تتعداه ولا تؤخذ إلاّ منه، وإنّه المبرهِن عن أغراضه، والمفصح لأقواله، المبيّن لأفعاله، القائم بالهداية بعده، والحافظ لشريعته من الآراء المختلفة، وبذلك كان وصيّاً ولا يوجد في الأصحاب من يقوم مقامه.

2. في أنّ الإمامة في آل بيت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):

يَعتقد أنّ الإمامة في آل بيت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من نسل عليّ وفاطمة فرض من الله سبحانه أكمل به الدين، فلا يتمّ الدين إلاّ به، ولا يصحّ الإيمان بالله والرسول إلاّ بالإيمان بالإمام والحجّة، ويدلّ على فرض الإمامة إجماع الأُمّة على أنّ الدين والشريعة لا يقومان ولا يُصانان إلاّ بالإمام، وهذا حقّ؛ لأنّه سبحانه لا يترك الخلق سدى.

٢٨٥

وإنّ الرسول نصّ على ذلك نصّاً تشهد به الأُمّة كافة بقوله: «الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا، وأبوهما خير منهما» ، ولم يحوج الأُمّة إلى اختيارها في تنصيب الإمام، بل نصّ عليها بهذا؛ لأنّ بالإمامة كمال الدين.

3 - في أنّ الإمامة وارثة النبوّة والوِصاية:

الإمام يرث من النبوّة الظواهر والأحكام وجري الأُمور على ما علمه من النظام، ويرث من صاحب الوِصاية المعاني الّتي ورثها عن النبوّة؛ ليكون الكمال موجوداً لقاصده، ومُسَلَّماً في شريعته الّتي جعلها عصمة لمن التجأ إليها، وطهارة لمن التزم قوانينها، وسار على محجّتها، فتسلم له دنياه ويفوز في عقباه بالتجائه إلى من عنده علم النجاة وحقيقة الشريعة.

أقول: ولا يذهب عليك أنّ الإمام على هذا أفضل من النبيّ كما هو أفضل من الوحي؛ لأنّ الإمام جامع لظاهر الشريعة وباطنها، إلاّ إذا كان النبيّ رسولاً، ولا أدري من أين لهم هذه الضوابط والقواعد، وما هوالدليل على هذا التقسيم؟!

4 - في انقطاع الوصاية بعد ذهاب الوصي:

يَعتقد أنّ الوصيّ إنّما يوصيه الرسول على معالم شريعته، وأسرار ملّته، وعيون هدايته، وحقيقة أقواله، وحفظ أسراره، فإذا قام بها ومضى إلى دار كرامته استحال قيام وصيٍّ ثانٍ بعده؛ لأنّ الشريعة لم تتغيّر ولا تذهبت فتأتي أوامر جديدة تحتاج إلى من يوصّى بحفظها.

٢٨٦

5 - في استمرار الإمامة في العالم دون النبوّة والوِصاية:

يَعتقد أنّ الإمامة مستمرّة الوجود في الأدوار جميعها؛ من أوّلها إلى آخرها؛ لأنّ الإمام هو الوارث لما جاء به النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من الشرع والوصيّ على البيان؛ لكونه حافظاً في الأُمّة على الهداية الّتي ورثها منهما، ولمّا كان أمر الرسول والوصيّ جارياً على أهل الدور من أوّله إلى آخره كان من ذلك حفظ درجة الإمامة على الدور بالاستمرار والتوالي؛ إذ لم يبق زيادة تستجد فتحتاج إلى منزلة مستجدَّة، فكانت هداية موروثة منسوبة إلى أصل الدور، ومعلم الشريعة والبيان، فلا تزال هذه الحالة مستمرّة إلى حين تأذن الحكمة الإلهيّة بتجديد شريعة ثانية، ولمّا كانت شريعة محمّد لا تُنسخ ولا يفقد حكمها حتّى قيام الساعة، بقيت الإمامة فيها موجودة ومحفوظة إلى حين قيام الساعة؛ فلهذا استمرّت الإمامة في العالم دون النبوّة والوِصاية.

6 - في أنّ الإمام لا تجوز غيبته من الأرض:

إنّ الإمام لا تجوز غيبته عن الأُمّة بوجه، ولا بسبب، وإن حدثت فترة فتكون خواص شيعته على اتّصال به ويعرفون مقامه، ويدلّون من خلصت نيّته إلى مقره.

7 - في الوصيّة بعد الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إلى الوصيّ:

يَعتقد بوصيّة الرسول إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) من اثني عشر وجهاً، منها:

٢٨٧

1 - قول النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «لا يحلّ لامرئ مسلم أن يبيت ليلتين إلاّ ووصيّته مكتوبة عند رأسه».

2 - إجماعنا على أنّ الرسول استخلف عليّاً في المدينة في غزوة تبوك مقتدياً باستخلاف موسى لأخيه هارون عند مُضيِّه لميقات ربِّه، وفي هذا الاستخلاف، قال له: «يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى؛ إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي».

3 - حديث الدار والإنذار، وقد ذكره المفسّرون في تفسير قوله سبحانه: ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (1) . (2)

أقول: والعجب أنّه لم يذكر حديث الغدير الّذي اتّفقت الأُمّة على نقله!!

8 - في قعود عليّ عن الخلافة:

ويَعتقد أنّ قعود الوصيّ بعد الوصيّة لم يكن عن عجز ولا تفريط؛ وذلك لأنّ الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قد أعلمه عن دولة المتغلّبين، وعقوبة الله عزَّ وجلَّ لهم في ذلك بقوله: «إنّ لك يا عليّ في أُمّتي من بعدي أمر، فإن ولّوك في عافية، وأجمعوا عليك في رضى، فقم بأُمورهم، وإن اختلفوا واتّبعوا غيرك، فدعهم وما هم فيه، فإنّ الله سيجعل لك مخرجاً».

____________________

(1) الشعراء: 214.

(2) تاج العقائد: 60 - 64.

٢٨٨

9 - في فساد إمامة المفضول:

يَعتقد بفساد إمامة المفضول وإبطال المُشرِك الناقض؛ لقوله عزَّ وجلَّ: ( وَإِذِ ابْتَلَى‏ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهُنّ قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (1) .

فجلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه بيّن أنّ عهد الإمامة وخلافة الله تعالى لا تلحق من أشرك بالله طرفة عين، وإنّما يكون ميراثها في الطاهرين المصطفين؛ لقوله تعالى: ( ثُمّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) (2) .

وقد ثبت أنّ كلّ من دخل في الإسلام من الجاهليّة فقد عبد الأصنام وتدنّس بالشرك، مع ما كانوا يفعلون برسول الله أيام حياته ممّا هو مشهور غير خفيّ.

وتوقّف كلّ واحد منهم بعده وحاجتهم إلى علم عليّ مع طهارته واصطفائه عليهم في حالتي العلم والجسم، وكونه لم يسجد لصنم، ولا توقّف عن أمر محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ولا كانت له سابقة في الجاهليّة، ولا أشرك في الله طرفة عين، ولا تحمّل، ولا كذب، ولا داهن، ولا مال إلى مفضول بالرغم من ميل الغير عنه إلى كلّ مفضول، مع إقرار المفضول على نفسه، بقوله: (ولّيت عليكم ولست بخيركم)، وغير ذلك من قوله: (فإن غلطت فردّوني وإن اعوججت فقوّموني، فإنّ لي شيطاناً يغريني). (3)

____________________

(1) البقرة: 124.

(2) فاطر: 32.

(3) تاج العقائد: 75 - 76.

٢٨٩

10 - في إبطال اختيار الأُمّة للإمام:

ويَعتقد أنّ اختيار الأُمّة لنفسها الإمام غير جائز؛ لأنّ إقامة الحدود على الأُمّة هي للإمام، ففيها بعض رسوم الشريعة المبسوطة إلى الإمام، من دون الأُمّة، فإقامة الإمام الّذي تتعلّق به كلّ أُمور الشريعة؛ لأنّه صاحب المقام العظيم، والمستخلَف أولى أن يكون بأمر الله، وإذا كان إقامة الإمام بأمر الله كان من ذلك الإيجاب بأنّ الاختيار من الأُمّة باطل. (1)

11 - في أنّ كلّ متوثّب على مرتبة الإمام فهو طاغوت:

ويَعتقد أنّ كلّ من دفع الإمام عن مقامه ومنزلته وعانده بعد وصيّة النبيّ له في كلِّ عصر وزمان، إنّما هو المشار إليه باسم الطاغوت، وهو رئيس الجائرين الحائدين عن أمر الرسول؛ المعني بالظالم، الّذي توجهت إليه الإشارة وإلى أمثاله في كلّ دور: ( وَيَوْمَ يَعَضّ الظّالِمُ عَلَى‏ يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتّخَذْتُ مَعَ الرّسُولِ سَبِيلاً ) (2) . (3)

12 - في أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله فيها:

يَعتقد أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله فيها: من نبيّ، أو وصيّ، أو إمام يقوِّم المسائل، ويقيم الحدود، ويحفظ المراسيم، ويمنع الفساد في الشرع، ويقبل الأعمال، ويزكّي الصّفحة، وتقام به الحجّة على الطالب،

____________________

(1) تاج العقائد: 76.

(2) الفرقان: 27.

(3) تاج العقائد: 78 - 79.

٢٩٠

ويزيل المشكلات إذا جلّت على المتعلمين، ويَرْكِز الأُمّة بعد غيبة نبيها. (1)

أقول: إنّ ما ذكره من أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله حقّ، ولكن السبب ليس ما جاء في كلامه من إقامة الحدود، وحفظ المراسم، ومنع الفساد، فإن ذلك يقوم به سائر الولاة أيضاً، وإنّما الوجه أنّه الإنسان الكامل، وهو الغاية القصوى في الخِلقة، ويترتّب على وجود ذلك الإنسان الكامل بقاء العالم بإذن الله سبحانه وآخره لحصول الغاية.

13 - منع المبتدي عن الكلام:

ويَعتقد أنّ منع المبتدي عن الكلام في الدين، صفات، واقتداء بأفعال الله؛ وذلك أنّ الله سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل الطفل يتكلّم عند خروجه وولادته، وإنّما تأخّر عن الكلام لحكمة أوجبها، لتكون لأبويه عنده فضيلة التنطيق والتعليم، وكذلك المبتدي يُمنع من المجادلة والنطق بما يشقُّ على غيره، ومتى تعلّم من شيخه أو معلّمه القائم له مقام الصورة فيعلّمه الأُصول الّتي يجب الاحتياط بها. (2)

14 - في أنّ القرآن لا ينسخه إلاّ قرآن مثله:

ويَعتقد أنّ القرآن لا ينسخه إلاّ قرآن مثله, والدلالة على ذلك موافقة السنّة للكتاب، قال الله تعالى: ( وَإِذَا بَدّلْنَا آيَةً مّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ قَالُوا إِنّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) (3) .

____________________

(1) تاج العقائد: 181.

(2) تاج العقائد: 181.

(3) النحل: 101.

٢٩١

وقال النبيّ في خطبة الوداع: «لا يقولنّ عليَّ أحد منكم ما لم أقله، فإنّي لم أُحلّل إلاّ ما أحلّه الله في كتابه، وكيف أُخالف كتاب الله و به هداني؟، و كيف أُخالف كتاب الله و به هداني وعليَّ أُنزل؟». (1)

15 - في تخطئة القياس والاستحسان:

اتّفقت الإسماعيليّة قاطبة على منع العمل بالقياس والاستحسان، والرأي غير المستنبط من الكتاب والسنّة.

قال الداعي علي بن محمد الوليد: أصل الشريعة ليس بقياس؛ لأنّه أخْذ عن الله تعالى بتعليم الملَك، وأخْذ من الرسول بتعليم دون قياس، وأخذ من الوصيّ بتعليم النبيّ، وأخذ من الإمام بتعليم الوصيّ، وأخذ الرجال بتعليم الإمام دون رأي من يرى، وقياس من قاس، واجتهاد من اجتهد، بالظنون الكاذبة، والرأي، والآراء المتناقضة. (2)

تأويلات الإسماعيليّة (نظرية المثل والممثول):

إنّ نظريّة المثل والممثول تعدّ الحجر الأساس لعامّة عقائد الإسماعيليّة الّتي جعلت لكلّ ظاهر باطناً، وسمّوا الأوّل مثلاً، والثاني ممثولاً، وعليها تبتني نظريّة التأويل الدينيّة الفلسفيّة؛ فتذهب إلى أنّ الله تعالى جعل كلّ معاني الدين في الموجودات؛ لذا يجب أن يُستدلّ بما في الطبيعة على إدراك حقيقة الدين،

____________________

(1) تاج العقائد: 98.

(2) تاج العقائد: 82 - 84.

٢٩٢

فما ظهر من أُمور الدين من العبادة العمليّة، الّتي بيّنها القرآن معاني يفهمها العامّة، ولكن لكلّ فريضة من فرائض الدين تأويلاً باطناً، لا يعلمه إلاّ الأئمّة، وكبار حججهم وأبوابهم ودُعاتهم.

ولنذكر في المقام بعض تأويلاتهم في الشريعة:

1 - قال صاحب تأويل الدعائم في كتاب الطهارة: لا يُجزي في الظاهر صلاة بغير طهارة، ومن صلّى بغير طهارة لم تجزه صلاته، وعليه أن يتطهّر، وكذلك في الباطن لا تُجزي ولا تنفع دعوة مستجيب يدعى، ويؤخذ عليه عهد أولياء الله حتّى يتطهّر من الذنوب ويتبرّأ من الباطل كلّه ومن جميع أهله، وإن تبرّأ من الباطل بلسانه، مقيم على ذلك، لم تنفعه الدعوة، ولم يكن من أهلها، حتّى يتوب ويتبرّأ ممّا تجب البراءة منه، فيكون طاهراً من ذلك، كما قال تعالى: ( وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ) (1) . (2)

2 - وحول التيمّم يقول صاحب تأويل الدعائم: التيمّم وضوء الضرورة، هذا من ظاهر الدين، وأمّا باطن التيمّم لمن عُدِم الماء وأنّه في التأويل طهارة من أحدث حدثاً في الدين من المستضعفين من المؤمنين الّذين لا يجدون مُفيداً للعلم؛ ممّا يحدّثونه عند ذوي العدالة من المؤمنين من ظاهر علم الأئمّة الصادقين إلى أن يجد مُفيداً من المطلِقين.

3 - وحول الصلاة يقول صاحب تأويل الدعائم: الصلاة في الظاهر ما تعبّد الله عباده المؤمنين به؛ ليثيبهم عليه، وذلك ممّا أنعم الله عزّ وجلّ به عليهم، وقد

____________________

(1) الأنعام: 120.

(2) تأويل الدعائم: 1/76.

٢٩٣

أخبر تعالى أنّه ( أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) ؛ فظاهر النعمة في الصلاة إقامتها في الظاهر بتمام ركوعها وسجودها وفروضها ومسنونها، وباطن النعمة كذلك؛ في إقامة دعوة الحقّ في كلّ عصر، كما هو في ظاهر الصلاة. (1)

4 - ويقول حول صلاة العيدين: ليس في العيدين أذان ولا إقامة، ولا نافلة، ويُبدأ فيهما بالصلاة قبل الخطبة، خلاف الجمعة، وصلاة العيدين ركعتان يجهر فيهما بالقراءة.

تأويل ذلك: إنّ مثَل الخروج إلى العيدين مثَل الخروج إلى جهاد الأعداء، وإنّ مثَل الأذان مثَل الدعوة والخروج إلى العدو، وليست تقام له دعوة؛ إذ تقدّم في دعوة الحقّ الأمر به، وإنّما يلزم الناس أن ينفروا ويخرجوا إليه، كما أوجب الله ذلك عليهم في كتابه.

هذه نماذج من تأويلات الإسماعيليّة في مجال الأحكام الشرعيّة، ومن أراد الاستقصاء فعليه بالرجوع - مضافاً إلى كتاب (تأويل الدعائم) - إلى كتاب (وجه دين) للرّحالة ناصر خسرو، فقد قام بتأويل ما جاء من الأحكام في غير واحد من الأبواب حتّى الحدود والديَّات والنكاح والسفاح.

____________________

(1) تأويل الدعائم: 1/177.

٢٩٤

16

الوهّابيّة

لمحة إلى حياة مؤسّس الوهّابيّة:

تُنسب الطريقة الوهّابيّة إلى الشيخ محمّد بن عبد الوهّاب النجدي، وتُسمّى طريقته باسم أبيه (عبد الوهّاب). أمّا السبب في عدم تسميتها بـ (المحمّدية) نسبة إلى مؤسّسها محمّد؛ فهو - كما يقول البعض - للحذر من وقوع التشابه بينها و بين المسلمين أتباع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، والحيلولة دون استغلاله. (1)

وُلد الشيخ محمّد عام 1115 هـ، في قرية (عُيينة) إحدى القرى التابعة لـ (نجد)، وكان والده قاضياً فيها.

كان محمّد بن عبد الوهّاب - منذ طفولته - ذا علاقة شديدة بمطالعة كتب التفسير والحديث والعقائد، وقد درس الفقه الحنبلي عند أبيه الَّذي كان من علماء الحنابلة. وكان - منذ شبابه - يستقبح كثيراً من الشعائر الدينيّة الّتي كان يمارسها أهالي نجد. ولم يقتصر ذلك على (نجد)؛ بل تعدّاه إلى المدينة المنوَّرة بعد ما انصرف من مناسك الحج، فقد كان يستنكر على الّذين يتوسّلون برسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عند مرقده المقدّس.

____________________

(1) دائرة معارف القرن العشرين، فريد وجدي: 10/871، نقلاً عن مجلة المُقتطف: 27/893.

٢٩٥

ثُمَّ عاد إلى نجد، وبعدها ارتحل إلى البصرة - وهو في طريقه إلى الشام، وهناك في البصرة طفق يستنكر على الناس شعائرهم الدينيّة وينهاهم عنها، فثار عليه أبناء البصرة الغيارى وأخرجوه مدحوراً من ديارهم، فتوجَّه إلى مدينة الزبير.

وفي الطريق - بين البصرة والزبير - تعب من المشي ونال منه الحرُّ والعطش نيلاً شديداً بحيث كاد أن يهلك، فأدركه رجل من الزبير، فعطف عليه عندما رآه مرتدياً زيَّ رجال الدين، وسقاه الماء وأركبه وأوصله إلى المدينة.

كان محمّد بن عبد الوهّاب عازماً على السفر إلى الشام، لكنّه لم يكن يملك ما يكفيه من المال والزاد، فسافر إلى الأحساء ومنها إلى حريملة التابعة لـ (نجد).

في تلك السنة - وكانت سنة 1139هـ - انتقل والده عبد الوهّاب من عُيينة إلى حريملة فلازَم الولَد والده وتتلمذ على يده، وواصل حملاته المسعورة ضدّ الشعائر الدينيّة في نجد، ممّا أدّى إلى نشوب النزاع والخلاف بينه وبين أبيه من جهة، وبينه وبين أهالي نجد من جهة أُخرى، واستمرّت الحالة على هذه حتّى عام 1153هـ حيث توفّي والده. (1)

عند ذلك خلا الجوّ لمحمّد بن عبد الوهّاب، فراح يُعلن عن عقائده الشاذّة، ويستنكر على الناس ما يمارسونه من الشعائر الدينيّة، ويدعوهم إلى الانخراط في حزبه وتحت لوائه، فانخدع بعضٌ ورَفض آخرون، واشتهر أمره في المدينة.

____________________

(1) اقتطفناه من تاريخ نجد للآلوسي: 111 - 113.

٢٩٦

عندها قَفل راجعاً إلى (عُيينة)، وكان يحكم عليها عثمان بن حمد، فاستقبله وأكرمه، ووقع القرار بينهما على أن يُدافع كلٌّ عن صاحبه؛ باعتبار أنّ لأحدهما السلطة التشريعيّة وللآخر السلطة التنفيذيّة، فحاكم عيينة يمدّه بالقوّة ومحمّد بن عبد الوهّاب يدعو الناس إلى طاعة الحاكم واتّباعه.

ووصل الخبر إلى حاكم الأحساء بأنّ محمّد بن عبد الوهّاب يدعو إلى آرائه ومبتدعاته، ويعضده حاكم عُيينة فأرسل حاكم الأحساء رسالة تحذيريّة إلى حاكم عُيينة، فاستدعى الحاكم محمّد بن عبد الوهّاب واعتذر من تأييده، فقال له ابن عبد الوهّاب: لو ساعدتني في هذه الدعوة لملكت نجد كلَّها، فرفضه الحاكم وأمره بمغادرة عُيينة مذموماً مدحوراً.

كان ذلك في عام 1160هـ عندما خرج ابن عبد الوهّاب من عيينة وتوجَّه إلى الدرعيّة الّتي كانت من أشهر المدن التابعة لنجد، وكان حاكمها - يومذاك - محمّد بن سعود - الجدّ الأعلى لآل سعود - فزاره الحاكم وأكرمه ووعده بالخير.

وبالمقابل بشَّره ابن عبد الوهّاب بالهيمنة على بلاد نجد كلّها، وهكذا وقع الاتّفاق المشؤوم. (1)

والجدير بالذكر: أنّ أهالي الدرعيّة كانوا يعانون من فقر مُدقع وحرمان فظيع، حتّى وصول ابن عبد الوهّاب وعقد الاتفاقيّة بينه وبين محمّد بن سعود.

يقول ابن بشر النجدي - فيما يرويه عنه الآلوسي ـ:

____________________

(1) لقد ذكر أحد المؤلّفين العثمانيّين - في كتابه تاريخ بغداد، ص152 - بداية العلاقة بين محمّد بن عبد الوهّاب وآل سعود بصورة أُخرى، ولكن الظاهر صحّة القول الَّذي ذكرناه في المتن.

٢٩٧

... وكان أهل الدرعيّة - يومئذٍ - في غاية الضيق والحاجة، وكانوا يحترفون لأجل معاشهم...

ولقد شاهدتُ ضيقهم في أوّل الأمر، ثُمَّ رأيتُ الدرعيّة بعد ذلك - في زمن سعود - وما عند أهلها من الأموال الكثيرة والأسلحة المحلاّة بالذهب والفضَّة والخيل الجياد والنجائب العُمانيّات والملابس الفاخرة، وغير ذلك من أسباب الثروة التامَّة؛ بحيث يعجز عن عدّه اللسان ويكلُّ عن تفصيله البيان.

ونظرتُ إلى موسمها يوماً - في الموضع المعروف بالباطن - فرأيتُ موسم الرجال في جانب، وموسم النساء في جانب آخر، فرأيت من الذهب والفضّة والأسلحة والإبل والغنم والخيل والألبسة الفاخرة وسائر المآكل ما لا يمكن وصفه، والموسم ممتدٌّ مَدَّ البصَر، وكنت أسمع أصوات البائعين والمشترين وقولهم: بعت واشتريت كدويِّ النحل.... (1)

ولكن من أين كلّ هذه الثروات الهائلة؟!

إنّ (ابن بشر النجدي) لم يتعرّض لذكر مصدر هذه الثروات الهائلة، لكن المستفاد من التاريخ هو أنّ ابن عبد الوهّاب كان يحصل عليها من خلال الهجمات الّتي كان يشنّها - مع أتباعه - على القبائل والمدن الّتي ترفض الانجراف إليه، وكان يسلب أموالها وينهب ثرواتها ويوزّعها على أهل الدرعيَّة.

وكان محمّد بن عبد الوهّاب ينتهج أُسلوباً خاصّاً في تقسيم الغنائم - المسلوبة من المسلمين الرافضين للانحراف ـ؛ فقد كان يتصرّف فيها حسب

____________________

(1) تاريخ نجد: 117 - 118.

٢٩٨

رغبته الشخصيَّة، فمرَّة كان يُقسّمها - رغم كثرتها - بين اثنين أو ثلاثة من أتباعه، وكان أمير نجد يأخذ نصيبه من الغنائم، بموافقة ابن عبد الوهّاب نفسه.

ومن أهمّ نقاط الانحراف في ابن عبد الوهّاب هو هذه المعاملة السيّئة مع المسلمين الّذين ما كانوا يخضعون لأهوائه وآرائه، فقد كان يُعاملهم معاملة الكافر المحارب، يُبيح أموالهم وأعراضهم.

وخلاصة القول: إنّ محمّد بن عبد الوهّاب كان يدعو إلى التوحيد، ولكن لتوحيد خاطئ من صُنع نفسه، لا التوحيد الَّذي يُنادي به القرآن الكريم، فَمن خضع له ولـ(توحيده) سلمتْ نفسه وأمواله، ومن أبى فهو كافر حربي، ودمه وماله هَدَر!!

وعلى هذا الأساس كان الوهّابيّون يشنَّون المعارك في نجد وخارجها - كاليمن والحجاز ونواحي سوريا والعراق ـ، وكانوا يبيحون التصرّف بالمُدن الّتي يسيطرون عليهاّ كيفما يشاءُون، فإن أمكنهم ضَمّ تلك الأراضي إلى ممتلكاتهم وعقاراتهم فعلوا ذلك، وإلاّ اكتفوا بنهب الغنائم منها. (1)

وكان قد أمر كلّ من ينخدع بدعوته أن يتقدَّم إليه بالبيعة، ومَن رفض البيعة وجب قتله وتوزيع أمواله!!

ولهذا عند ما رفض أهالي قرية الفصول - من ضواحي الأحساء - بيعةَ هذا الرجل الشاذّ هَجم عليهم وقتل ثلاثمائة رجل ونَهب أموالهم وثرواتهم! (2)

____________________

(1) جزيرة العرب في القرن العشرين: 341.

(2) تاريخ المملكة العربيّة السعوديّة: 1/51.

٢٩٩

وأخيراً... مات محمّد بن عبد الوهّاب عام 1206هـ (1) ، ولكنّ أتباعه واصلوا طريقه وأحيوا بدعه وضلاله.

ففي عام 1216هـ أعدَّ الأمير سعود - الوهّابي - جيشاً ضخماً يتألّف من عشرين ألفاً وشنّوا هجوماً عنيفاً على مدينة كربلاء المقدّسة بالعراق. وكانت كربلاء - ولا زالت - مدينة مقدّسة، تتمتّع بشهرة بالغة ومحبَّة في قلوب المؤمنين، ويقصدها الزوّار بمختلف جنسيّاتهم من إيرانيين وأتراك وعرب وغيرهم، فحاصر الجيش الوهّابي هذه المدينة المقدّسة، ثُمَّ اقتحمها ودخلها وأكثر فيها القتل والنهب والخراب والفساد.

وقد ارتكب الوهّابيّون - في مدينة كربلاء المقدّسة - جرائم وفجائع لا يمكن وصفها؛ فقد قتلوا خمسة آلاف مسلم أو أكثر.

وعندما انتهى الأمير سعود من العمليّات الحربيّة هناك، عَمد إلى خزانة حرم الإمام الحسين بن عليّ (عليهما السّلام)؛ والّتي كانت مليئة بالذخائر النفيسة والهدايا القيّمة الّتي أهداها الملوك والأُمراء وغيرهم إلى الروضة المقدّسة، فابتزَّها نهباً.

وبعد هذه الفاجعة الأليمة اتّخذت مدينة كربلاء لنفسها طابع الحزن والكآبة، حتّى نظم الشعراء قصائد في رثائها. (2)

وكان الوهّابيّون يشنّون بين فترة وأُخرى - وخلال مدّة تتراوح بين اثني عشر عاماً - هجماتهم وغاراتهم الحاقدة على كربلاء المقدّسة وضواحيها،

____________________

(1) الأقوال متعدّدة في سنة ولادة محمّد بن عبد الوهّاب ومماته.

(2) تاريخ كربلاء، الدكتور عبد الجواد الكليدار.

٣٠٠