الفصل السابع:
شواهد تضاف إلى ما سبق
ليلى واقفة بباب الفسطاط:
وأخيراً فإننا نجد في النصوص الواردة في الكتب المعتبرة ما يفيد حضور ليلى في كربلاء، فيقول البعض: ورد في بعض الكتب المعتبرة: فقاتل علي بن الحسينعليهالسلام
حتّى قُتل، وكانت اُمّه واقفة بباب الفسطاط تنظر إليه.
ويقول ابن شهر اشوبرحمهالله
: ثمّ تقدّم علي بن الحسين الأكبر، وهو ابن ثماني عشرة سنة، ويقال: ابن خمس وعشرين، وكان يشبّه برسول اللهصلىاللهعليهوآله
خَلقاً وخُلقاً ونطقاً، وهو يرتجز ويقول:
أنا عليُّ بنُ الحسين بن علي
|
|
من عصبةٍ جدُّ أبيهمُ النبي
|
نحن وبيت الله أولى بالوصي
|
|
واللهِ لا يحكم فينا ابن الدعي
|
أضربكم بالسيف أحمي عن أبي
|
|
أطعنكم بالرمح حتّى ينثني
|
فقتل سبعين مبارزاً، ثم رجع إلى أبيه، وقد أصابته جراحات، فقال: يا أبه، العطش!
فقال الحسينعليهالسلام
: «يسقيك جدك».
فكرّ عليهم أيضاً وهو يقول:
الحربُ قد بانت لها حقائقْ
|
|
وظهرت من بعدها مصادقْ
|
واللهِ ربِّ العرش لا نفارقْ
|
|
جمعكمُ أو تُغمد البوارقْ
|
فطعنه مرة بن منفذ العبدي على ظهره غدراً، فضربوه بالسيف.
فقال الحسينعليهالسلام
: «على الدنيا بعدك العفا». وضمّه إلى صدره، وأتى به إلى باب الفسطاط، فصارت اُمّه شهر بانويه ولهى تنظر إليه ولا تتكلم، فبقي الحسينعليهالسلام
وحيداً، وفي حجره علي الأصغر، فرمي إليه بسهم فأصاب حلقه... إلخ.
مناقشة وردّها:
لكن الملاحظ هو أنّ هذا النص يذكر أنّ اُمّ علي الأكبر الشهيد في كربلاء ليست هي ليلى بنت أبي مرة، وإنما هي اُم ولد اسمها شهربانويه.
وهذا يتوافق مع ما رواه أبو الفرج حيث قال: وقال يحيى بن الحسن العلوي: وأصحابنا الطالبيون يذكرون أنّ المقتول لاُمّ ولد، وأنّ الذي اُمّه ليلى هو جدهم. حدثني بذلك أحمد بن سعيد عنه.
والمراد بجد الطالبيين هو الإمام السجادعليهالسلام
كما هو واضح.
وفي نص آخر: اُمّه آمنة، أو ليلى بنت أبي مرة.
وفي نص آخر: اسمها برة بنت عروة بن مسعود.
وهذا الاختلاف لا يضر في المقصود من أنها (رحمها الله) كانت حاضرة في كربلاء؛ وفقاً لهذا النص الذي أوردناه، أو أنّ ذلك هو الظاهر منه على أقل تقدير.
فما يُنسب إلى الشهيد مطهري من نفي حضورها في كربلاء بشدة وبحدة يصبح في غير محلّه، ولا يساعد عليه الدليل، ولا يعضده البرهان.
وا ثمرة فؤاداه!
ويقولون: إنه لمّا قُتل علي الأكبر قال حميد بن مسلم: فكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة، تنادي بالويل والثبور، وتقول: يا حبيباه! يا ثمرة فؤاداه! يا نور عيناه!
فسألت عنها، فقيل: هي زينب بنت علي. وجاءت وانكبّت عليه، فجاء الحسينعليهالسلام
فأخذ بيدها فردّها إلى الفسطاط.
فالتعبير بـ (وا ثمرة فؤاداه) يشير إلى أنها إنما تندب ولدها وليس ابن أخيها؛ لأنّ هذا التعبير إنما يستعمل للتعبير عن النسل. قال الزبيدي:... ومن المجاز (الولد) ثمرة القلب. وفي الحديث: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: «قبضتم ثمرة فؤاده؟». فيقولون: نعم.
قيل للولد: ثمرة؛ لأنّ الثمرة ما ينتجه الشجر، والولد نتيجة الأب.
وقال بعض المفسرين في قوله تعالى:(
... وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ...
)
: أي الأولاد والأحفاد، كذا في البصائر.
وقد تكرر هذا التعبير في العديد من النصوص التي أوردها نَقَلة هذا الخبر، فراجع.
وا ولداه!
1 - وبعد ما تقدّم كله فإننا نجد نصّاً يكاد يكون صريحاً في حضور والدة علي الأكبر لواقعة الطفِّ، لولا وجود حالة اشتباه في الأشخاص، لعلها ناشئة عن عدم معرفة من حضر الوقعة بهم على نحو التحديد.
فقد أورد الطريحيرحمهالله
نصاً يقول: قال من شهد الوقعة: كأني أنظر إلى امرأة خرجت من فسطاط الحسينعليهالسلام
، وهي كالشمس الزاهرة، تنادي: وا ولداه! وا قرّة عيناه!
فقلت: من هذه؟
قالوا: زينب بنت علي.
2 - وذكر الشيخ مهدي المازندراني عن محمّد الأشرفي المازندراني أنه لمّا قُتل علي الأكبر خرجت ليلى حافرة (الصحيح: حافية أو حاسرة) حائرة، مكشوفة الرأس، تنادي: وا ولداه! وا ولداه!
3 - وروي أنّ زينب خرجت مسرعة تنادي بالويل والثبور، وتقول: يا حبيباه! يا ثمرة فؤاداه! يا نور عيناه! وا ولداه! وا قتيلاه! وا قلّة ناصراه! وا غربتاه! وا مهجة قلباه! ليتني كنت قبل اليوم عمياء! وليتني وُسّدت الثرى!
فجاءت وانكبّت عليه، فبكى الحسينعليهالسلام
؛ رحمة لبكائها، وقال: «إنا لله وإنا إليه راجعون». وجاء وأخذ بيدها فردّها إلى الفسطاط.
4 - روى أبو مخنف عن عمارة بن راقد، قال: إنّي نظرت إلى إمرأة قد خرجت من فسطاط الحسينعليهالسلام
، كأنها البدر الطالع، وهي تنادي: وا ولداه! وا مهجة قلباه! يا ليتني كنت هذا اليوم عمياء، وكنت وسّدت تحت أطباق الثرى.
5 - وفي رواية عن عبد الملك قال: كنت أسمعه، وإذا قد خرجت من خيمة الحسينعليهالسلام
امرأة كسفت الشمس من حياها، وتنادي من غير شعور: وا حبيباه! وابن أخاه! حتّى وصلت إليه، فانكبّت عليه، فجاءها الحسينعليهالسلام
فستر وجهها بعباءة حتّى أدخلها الخيمة، فقلت لكوفي: من هذه؟ أتعرفها؟
قال: نعم، هذه زينب أخت الحسينعليهالسلام
.
وقفات:
ولنا مع الروايات الآنفة الذكر وقفات:
الوقفة الأولى: كالبدر الطالع
قد صرّحت الروايات التي ذكرناها آنفاً، وجميع الروايات التي لم نذكرها، وهي التي تقول: إنها خرجت وهي تقول: وا ابن أخاه!
نعم، إنّها جميعاً - تقريباً - صريحة بأنّ التي خرجت من الخيمة قد كانت مكشوفة الوجه، وأنها كالشمس...
ومن الواضح: أنّ زينب العقيلة لم تكن لتكشف وجهها، وهي التي نعت على يزيد في خطبتها الشهيرة سوقَه بنات رسول اللهصلىاللهعليهوآله
من بلد إلى بلد، قد أبديت وجوههن، فهي تقول: أمن العدل يابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بنات رسول اللهصلىاللهعليهوآله
سبايا؛ قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدوا بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد، يستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف...؟!
كما أنّ ابن الجوزي قد تعجّب من أفاعيل يزيد التي منها ضربه ثنايا الحسينعليهالسلام
بالقضيب، وحمله آل الرسولصلىاللهعليهوآله
سبايا على أقتاب الجمال، موثّقين في الحبال، والنساء مكشّفات الوجوه والرؤوس. وذكر أشياء من قبيح ما اشتهر عنه.
الوقفة الثانية: احتمال اشتباه الراوي
إنّ الرواية تصرّح بأنّ حميد بن مسلم لم يكن يعرف زينب العقيلة، فسأل عن المرأة التي رآها، فأخبروه أنها زينب.
والظاهر أنّ المجيبين كانوا أيضاً لا يعرفون زينب العقيلة، فأطلقوا كلامهم، وقبله منهم حميد بن مسلم ذاهلاً هو الآخر عن حقيقة الأمر، أو غير مصدّق له، لكنه لم يشأ الاعتراض عليه.
والدليل على ما نقوله هو أنّ زينب الحوراء كانت مخدّرة ومحجوبة عن نظر الناس إليها، فكيف يمكن أن يعرفها أفراد ذلك الجيش المشؤوم من مجرّد رؤية وجهها إن كان قد انكشف؛ فإنّ وجوه المخدّرات لم تُكشف إلاّ بعد استشهاد الإمام الحسينعليهالسلام
، وسبي العيال و الأطفال، مع أنها لم تكن لتكشف وجهها باختيارها أمام ذلك الجيش في أي من الظروف والأحوال.
ولعل إطلاق اسم زينب في الجواب إنما هو بسبب أنّ اسمها كان هو المعروف المتداول لدى الجميع.
سؤال وجوابه:
غير أنّ سؤالاً آخر قد يلح بطلب الإجابة عليه هنا، هو: إنه إذا كان ذلك هو معنى كلمة: (وا ثمرة فؤاداه)، وكذلك الحال إذا كانت قد قالت: وا ولداه، فكيف توهّم ذلك المسؤول أنها زينب، وكيف قبل منه سائله هذا الجواب وهما يعلمان أنّ المقتول هو ابن الحسينعليهالسلام
، وأن زينب هي أخت الحسينعليهالسلام
، فلا يعقل أن يكون المقتول ولدها؟!
ويمكن أن يجاب عن ذلك:
أوّلاً:
إنه ليس في كلامه ما يدل على قبوله ورضاه بذلك الجواب، وإن كان قد سكت عنه فلعلّه أهمل الاعتراض عليه؛ لعلمه من خلال هذه الإجابة بالذات بجهله بتلك المرأة، وأنه إنما يردّد اسماً سمعه كالببغاء، ولم يكن المقام مقام جدال وأخذ ورد؛ فإنّ الأمر أعجل من ذلك.
ثانياً:
لعلّ المجيب لم يسمع ما قالته تلك المرأة في ندبها لقتيلها، فأرسل كلامه على عواهنه؛ لأنه - ربما - لم يكن يُعرف في حرم الحسين إلاّ من اسمها زينب اُختهعليهالسلام
.
وبالنسبة لكشف وجهها فلا يبعد أنه لم يكن يعرف أنّ شأن السيدة زينب يُجلّ عن أن تكشف وجهها أمام الملاء، وربما كان يقيس الاُمور على نفسه وعلى أمثاله من الفسقة والفجرة الذين لا يرجعون إلى دين ولا ينتهون إلى وجدان.
هذا كله إن لم نسوّغ لأنفسنا احتمال التحريف والسهو من قِبل نقلة هذه الأخبار، وقديماً قيل:ما آفة الأخبار إلاّ رواتها
.
الوقفة الثالثة: الجمع بين الروايات
وقد يقال: إنّ نص هذه الرواية مضطرب بحسب نَقَلَته؛ فتارة تجد النص يقول: إنها قالت: وا ابن أخاه! وآخر يقول: إنها كانت تقول: وا ولداه! وا ثمرة فؤاداه! مع تصريح ابن شهر آشوب بأن اُمّ علي الأكبر كانت واقفة بباب الخيمة حين استشهاد ولدها.
والجواب:
إننا إذا أردنا الجمع بين نصوص هذه الرواية، فمن الممكن لنا أن نقول: إنّ زينبعليهاالسلام
قد خرجت، وكانت تصيح: وا ابن اُخيّاه! وإن اُمّ علي الأكبر أيضاً قد خرجت وهي تصيح: وا ولداه! وا ثمرة فؤاداه!
فلعلّ هذا الراوي تحدّث عن هذه، وذاك تحدّث عن تلك، ولعله أيضاً قد خلط في حديثه بين المرأتين؛ فنسب كشف الوجه إلى الحوراء زينب، مع أنّ التي كشفت وجهها هي الأخرى قد خرجت مثلها، وإنما كشفت تلك وجهها بسبب فقد السيطرة على نفسها؛ لهول الكارثة.
الوقفة الرابعة: الزيادة والنقيصة لا تضر
وقد يقال: قد وجدنا نصاً يثبت هذه الرواية بصورة مفصّلة، وآخر يثبتها بصورة مختصرة، وذلك يعني وجود كذب في الرواية فلا يمكن الاعتماد عليها.
والجواب:
إنّ من الواضح أنّ اختلاف النص في زيادة بعض الكلمات لا يضر؛ فإنّ النصّين المثبتين لا يدخلان في دائرة التعارض، أو أنّ أحدهما قد تعلّق غرضه بالاختصار، أو النقل بالمعنى وما إلى ذلك، وتعلّق غرض الآخر بالتفصيل والتطويل.
كانت ليلى على قيد الحياة:
قد تقدّم أنّ المحقق التستري يقول: لم يذكر أحد من أهل السير المعتبرة حياة اُمّه يوم الطفِّ فضلاً عن شهودها.
ويُفهم من المجلسي أيضاً أنه ينفي أن تكون اُمّه يوم عاشوراء على قيد الحياة، ويقول: إنّ ذلك قد ظهر له من الروايات المعتبرة، فراجع كلامه.
ونقول:
ألف:
إنّ جميع ما تقدّم يدلّ على أنها كانت لا تزال على قيد الحياة، بل لقد حكى بعض بأنه قال الراوي: كنت أطوف في سكك المدينة وأنا على ناقة لي، حتّى أتيت دور بني هاشم، فسمعت من دارٍ رنةً شجية وبكاء حنين، فعرفت أنها امرأة، وهي تبكي وتنوح، وتبكي كالمرأة الثكلى.
ثم يذكر أنه سأل جارية عن الدار وصاحبها، فأخبرته أنها دار الحسينعليهالسلام
، وأن الباكية هي ليلى اُمّ علي الأكبر لم تزل تبكي ابنها ليلاً ونهاراً.
وفي المقابل لا توجد فيما بين أيدينا أية رواية تدل على أنها قد ماتت؛ ولذلك لم يستطع النافون لحضورها في كربلاء التشبت بشيء من ذلك، ولم يكن أمامهم سوى الاستدلال بعدم وجدانهم ما يدل على حضورها، وقد عرفت أنه دليل قاصر.
كما أن الصحيح هو وجود ما يدل على حضورها حسبما تقدم.
باء:
إنه إذا كانت على قيد الحياة كما دلّت عليه الروايات التي ذكرناها وذكرها الآخرون، فلا بدّ لمن ينفي حضورها في كربلاء من الإجابة على السؤال عن سبب تركها المسير إلى كربلاء، فهل مُنعت؟ أم كرهت ورفضت؟ ولماذا؟
أمّا ما نُسب إلى المجلسي في كتابه جلاء العيون (الفارسي المطبوع) فلم نجده في ترجمته العربية التي هي بقلم العلاّمة الجليل السيد عبد الله شبر (رحمه الله تعالى)، مع أنه يصرح بقوله: ناقلاً لتحقيقاته الشافية، وتنبيهاته اللطيفة الوافية.
كما أننا لم نجد أثراً لتلك الروايات التي أشارت إليها العبارة الفارسيّة للكتاب المنسوب إليه. نعم لم نجد لها أثراً في أي من مؤلّفات العلاّمة المجلسي، لا في موسوعاته الحديثية كالبحار، ولا في غيره.
جيم:
قال ابن قولويهرحمهالله
في كامل الزيارات: حدّثني حكم بن داود، عن سلمة قال: حدّثني أيوب بن سليمان بن أيوب الفزاري، عن علي بن الحزوّر، قال: سمعت ليلى وهي تقول: سمعت نوح الجن على الحسين بن عليعليهالسلام
، وهي تقول:
يا عينُ جودي بالدموع فإنما
|
|
يبكي الحزينُ بحرقةٍ وتفجّعِ
|
يا عينُ ألهاك الرقاد بطيبه
|
|
من ذكر آل محمّد و توجّعِ
|
باتت ثلاثاً بالصعيد جسومُهمْ
|
|
بين الوحوشِ وكلُّهم في مصرعِ
|
راجع: كامل الزيارات / 95.
وذلك يدل على بقائها قيد الحياة إلى ما بعد استشهاد الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه).
كلمة أخيرة:
وبعد هذه الجولة المحدودة التي قمنا بها لا يسعنا إلاّ أن نشكر القارئ الكريم الذي أعطى وقتاً، وبذل جهداً في متابعته لما أوردناه في هذا البحث المقتضب الذي تحدّث فيما تحدث عنه: عن إمكانية الاعتماد على كتاب (الملحمة الحسينيّة) ونسبة مطالبه إلى الشهيد مطهريرحمهالله
.
وكذلك تحدّث عن قيمة الرأي الذي ينسب طائفة من الأحداث إلى الكذب والخرافة، ثم تطرّقنا باقتضابٍ واختصار إلى مناقشة الأدلّة التي استند إليها النافون لحضور اُمّ علي الأكبر في كربلاء، ثمّ اتخذ البعض من هذا النفي عنواناً للاُسطورة والخيال العاشورائي بزعمه، واعتبره مدخلاً مناسباً للطعن في قرّاء العزاء ورميهم بمختلف أنواع الأفائك، ومواجهتهم بشتّى أنواع التهم، وتصغير شأنهم، وتحقير أمرهم؛ وذلك بهدف تشكيك الناس بكل ما يقولونه عن عاشوراء وكربلاء، وإفراغها من محتواها الثقافي والعاطفي والتربوي، وما إلى ذلك.
وإذ قد ظهر عدم صحة ما استندوا إليه، وبطلان ما اعتمدوا عليه، فما علينا إلاّ أن نترك الخيار في أن يراجعوا ضميرهم، ويعملوا على إصلاح ما أفسدوه، مع إسدائنا النصح لهم بأن لا تأخذهم العزة بالإثم فيلجؤوا إلى المكابرة، ثم ّإلى المنافرة، وأن يقلعوا عن الاستمرار برمي الآخرين بمختلف أنواع التهم، ويرتدعوا عن إشاعة الأباطيل ونشر الأضاليل.
كما أننا لا نحبّ لهم أن يتابعوا أساليبهم المعهودة التي تعتمد على كيل السباب والشتائم، وقواذع القول للتوصّل إلى التشكيك إن لم يكن النفي للحقائق الدامغة والثابتة.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسّلام على عباده الذين اصطفى محمّد وآله.
حُرّر بتاريخ 11 ذي الحجة 1420 هـ.
عيتا الجبل - جبل عامل - لبنان