أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة12%

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 480

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 77807 / تحميل: 10014
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

* الفضيلة العاشرة: في أنّ عليّاً من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ورسول الله مِن علي، ولا يؤدّي عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إلاّ علي ( عليه السلام ):

- أخرج ابن ماجة في ( سننه ) بسنده إلى حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( عليٌّ منّي وأنا مِن علي، ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو علي ) (١) .

وأخرجه الترمذي في ( سننه ) (٢) ، والنسائي في ( سننه ) (٣) ، وفي ( الخصائص ) (٤) ، وأحمد في ( مسنده ) (٥) ، وغيرهم.

والحديث صحّحه الترمذي في ( سننه ) (٦) ، وحَسَّنهُ الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (٧) ، والألباني في ( صحيح الجامع الصغير ) (٨) ، وفي تحقيقه على ( سنن ابن ماجة ) (٩) ، كما قال بصحّته محقّقُ ( الخصائص ) الحويني الأثري (١٠) ، ومحقّق كتاب ( سير أعلام النبلاء )، مشيراً إلى أنّ رجاله رجال الشيخين (١١) ، ومحقّق

____________________

(١) سنن ابن ماجة: ١ / ٤٤، حديث رقم: ١١٩.

(٢) سنن الترمذي: ٥ / ٣٠٠، حديث رقم: ٣٨٠٣، دار الفكر.

(٣) السنن الكبرى: ٥ / ٤٥، حديث رقم: ٨١٤٧، دار الكتب العلميّة.

(٤) خصائص أمير المؤمنين للنسائي: ٦٧، المكتبة العصريّة.

(٥) مسند أحمد: ٤ / ١٦٤ - ١٦٥، دار صادر.

(٦) سنن الترمذي: ٥ / ٣٠٠، دار الفكر.

(٧) سير أعلام النبلاء: ٨ / ٢١٢، مؤسّسة الرسالة.

(٨) صحيح الجامع الصغير: ٢ / ٧٥٣، المكتب الإسلامي.

(٩) سنن ابن ماجة تعليق الألباني: ١ / ٧٥، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض.

(١٠) تهذيب خصائص الإمام علي بتحقيق الحويني الأثري: ٦٧، دار الكتب العلميّة.

(٥٠ ) سيرأعلام النبلاء: ٨ / ٢١٢، أشرف على تحقيق الكتاب وخرّج أحاديثه شعيب الأرنؤوط، وحقّق هذا الجزء نذير حمدان، ط، مؤسّسة الرسالة.

١٢١

كتاب ( مسند أحمد ) حمزة أحمد الزّين (١) .

- مضافاً إلى أنّ الشطر الأوّل للحديث ( علي منّي وأنا مِن علي ) قد ورد من طرق أخرى معتبرة تقدّمت الإشارة إليها في الفضيلة الرابعة، ونشير هاهنا إلى رواية عمران بن حصين إتماماً للفائدة، فقد أخرج النسائي في ( سننه )، وابن أبي عاصم في ( السنّة )، وغيرهم بسندهم إلى عمران بن حصين، قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ( إنّ علياً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن من بعدي ) (٢) .

قال الألباني: ( إسناده صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم، والحديث أخرجه الترمذي ( ٢ / ٢٩٧ )، وابن حِبّان ( ٢٢٠٣ )، والحاكم ( ٣ / ١١٠ - ١١١ )، وأحمد ( ٤/٤٣٧ ) من طرق أخرى عن جعفر بن سليمان الضبعي به، وقال الترمذي: ( حديث حسن غريب )، وقال الحاكم: ( صحيح على شرط مسلم )، وأقرّه الذهبي، وله شاهد من حديث بريدة مرفوعاً به، أخرجه أحمد ( ٥ / ٣٥٦ ) عن طريق أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة وإسناده جيّد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أجلح وهو ابن عبد الله بن جحيفة الكندي، وهو شيعي صدوق ) (٣) .

فعليٌّ من رسول الله، ورسول الله من علي، هما نفس واحدة، ولهما

____________________

(١) انظر: ( المسند ) بتحقيق حمزة أحمد الزين: ١٣ / ٣٩٤ - ٣٩٥ - ٣٩٦، أحاديث رقم: ١٧٤٣٥ - ١٧٤٣٩ - ١٧٤٤٠ - ١٧٤٤١، دار الحديث، القاهرة.

(٢) سنن النسائي: ٥ / ٤٥، حديث ٨١٤٦، دار الكتب العلميّة. و( السنّة ): ٥٥٠، المكتب الإسلامي.

(٣) كتاب السنّة بتحقيق الألباني: ٥٥٠، المكتب الإسلامي، بيروت.

١٢٢

خصائص ومميّزات معيّنة ثابتة لكليهما، سوى ما خرج من الأمور التي اختصّ بها النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كالنبوّة وأفضليّته على سائر البشر.

ولذا فإنّه لا يؤدّي عن رسول الله إلاّ علي ( عليه السلام )؛ لأنّه الوحيد الذي حمل صفات النبي وخصائصه ومميّزاته التي امتاز بها على الخلق، فيكون هو الخليفة على الأمّة والإمام لها ومرجعها في الشريعة المقدّسة وغير ذلك من وظائف الرسول الأكرم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وخصائصه؛ فكلّ ما ثبت للنبي محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يكون ثابتاً لعلي ( عليه السلام ).

وما تبليغ سورة براءة بيد علي إلاّ ضمن هذا المعنى المتقدّم. وخبر تبليغ براءة بيد علي ( عليه السلام ) خبر صحيح.

فقد أخرج الترمذي والنسائي وغيرهم بسندهم إلى أنس بن مالك قال: ( بعث النبي صلّى الله عليه وسلّم ببراءة مع أبي بكر، ثمّ دعاه فقال: ( لا ينبغي لأحد أنْ يُبلغ هذا إلاّ رجل من أهلي، فدعا عليّاً فأعطاه إيّاه ) (١) .

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أنس.

قال الحويني الأثري في تحقيقه على ( خصائص النسائي ): ( إسناده صحيح ) (٢) .

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائده على ( المسند ) بسنده إلى علي قال: ( لمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلّى الله عليه وسلّم، دعا النبي صلّى الله عليه وسلّم أبا بكر، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكّة، ثمّ دعاني النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال لي: أدرك أبا بكر، فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه

____________________

(١) سنن الترمذي: ٤ / ٣٣٩، دار الفكر، و( سنن النسائي ): ٥ / ١٢٨، دار الكتب العلميّة.

(٢) تهذيب خصائص الإمام علي بتحقيق الحويني الأثري: ٦٧، دار الكتب العلميّة.

١٢٣

فاذهب به إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم )، فلحقته بالجحفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله نزل فيّ شيء؟ قال: لا، ولكنّ جبرائيل جاءني فقال: لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ).

قال أحمد محمّد شاكر محقّق كتاب ( المسند ): ( إسناده حسن ) (١) .

و في ( الخصائص ) بسنده إلى زيد بن يثيغ عن علي ( عليه السلام ): ( إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بعث ببراءة إلى أهل مكّة مع أبي بكر، ثمّ أتبعه بعلي، فقال له: خذ الكتاب فامضِ به إلى أهل مكّة. قال: فلحقه فأخذ الكتاب منه، فانصرف أبو بكر، وهو كئيب، فقال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنزَل فيّ شيء؟ قال: لا، إلاّ أنّي أمرتُ أنْ أبلّغه أنا أو رجل من أهل بيتي ).

قال أبو إسحق الحويني الأثري: ( صحيح ) (٢) .

وأخرج أحمد في ( مسنده ) والحاكم في ( المستدرك ) بسندهما إلى ابن عباّس في حديث طويل جاء فيه: ( ثمّ بعثَ فلاناً بسورة التوبة فبعثَ عليّاً خلفه فأخذها منه، وقال [ يعني رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ]: ( لا يذهب بها إلاّ رجل منّي وأنا منه ) (٣) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ) ووافقه الذهبي في ( التلخيص ) (٤) .

____________________

(١) مسند أحمد بتحقيق أحمد محمّد شاكر: ٢ / ١٣٥، حديث ١٢٩٦، دار الحديث، القاهرة.

(٢) تهذيب خصائص الإمام علي للنسائي بتحقيق الحويني الأثري: ٦٨، دار الكتب العلميّة.

(٣) مسند أحمد: ١ / ٣٣٠ - ٣٣١، دار صادر، و ( المستدرك على الصحيحين ): ٣ / ١٣٢ - ١٣٤، دار المعرفة.

(٤) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص المستدرك ): ٣ / ١٣٢ - ١٣٤، دار المعرفة.

١٢٤

وقال أحمد محمّد شاكر: ( إسناده صحيح )، وقال: ( قوله: ثمّ بعث فلاناً بسورة التوبة: يريد أبا بكر رضي الله عنه ) (١) .

* الفضيلة الحادية عشرة: في أنّ عليّاً وفاطمة أحبّ الناس إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ):

- أخرج الترمذي بسنده عن ابن بريدة عن أبيه، قال: ( كان أحبّ النساء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاطمة ومن الرجال علي ) (٢) .

وأخرجه النسائي في ( السنن ) (٣) ، و ( الخصائص ) (٤) ، والحاكم في ( المستدرك ) (٥) ، والطبراني في ( الأوسط ) (٦) ، وغيرهم.

و الحديث حسّنه الترمذي (٧) ، وصحّحه الحاكم في ( المستدرك )، ووافقه الذهبي في ( التلخيص ) (٨) ، وصحّحه أيضاً أبو إسحاق الحويني الأثري في ( تهذيب خصائص أمير المؤمنين ) (٩) ، والسيّد حسن السقاف في ( تناقضات الألباني الواضحات ) (١٠) .

____________________

(١) مسند أحمد بتحقيق أحمد محمّد شاكر: ٣ / ٣٣١ - ٣٣٣، حديث ٣٠٦٢، دار الحديث، القاهرة.

(٢) سنن الترمذي: ٥ / ٣٦٠، دار الفكر.

(٣) سنن النسائي: ٥ / ١٤٠، دار الكتب العلميّة.

(٤) خصائص الإمام علي للنسائي: ٨٩، دار الكتب العلميّة.

(٥) المستدرك على الصحيحين: ٣ / ١٥٥، دار المعرفة.

(٦) المعجم الأوسط: ٧ / ١٩٩، دار الحرمين.

(٧) سنن الترمذي: ٥ / ٣٦٠، دار الفكر.

(٨) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: ٣ / ١٥٥، دار المعرفة.

(٩) تهذيب خصائص أمير المؤمنين: ٨٩، حديث رقم: ١٠٨، دار الكتب العلميّة.

(١٠) تناقضات الألباني الواضحات: ٢ / ٢٤٤، دار الإمام النووي.

١٢٥

وعن جميع بن عمير قال: دخلتُ مع أبي على عائشة يسألها ( من وراء حجاب ) عن علي رضي الله عنه، فقالت: تسألني عن رجل ما أعلم أحداً كان أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا أحبّ إليه من امرأته ).

أخرجه النسائي في ( خصائص أمير المؤمنين ) (١) ، وأخرجه جماعة بلفظ دخلتُ مع عمّتي أو أمّي...، منهم الترمذي في ( سننه ) (٢) ، والحاكم في ( مستدركه ) من طريقَين عن جميع به (٣) .

وأبو يعلى في ( مسنده ) (٤) ، والطبراني في ( الكبير ) (٥) ، وغيرهم.

و الحديث حسَّنَه الترمذي في ( السنن ) (٦) ، وصحّحه الحاكم في ( المستدرك ) (٧) ،والحويني الأثري في تحقيقه على ( الخصائص ) (٨) ، والسيّد حسن السقّاف في ( تناقضات الألباني الواضحات ) (٩) .

- وعن النعمان بن بشير، قال: ( استأذن أبو بكر على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول: والله لقد عرفت أنّ عليّاً

____________________

(١) تهذيب خصائص أمير المؤمنين بتحقيق الحويني الأثري: ٨٩، دار الكتب العلميّة.

(٢) سنن الترمذي: ٥ / ٣٦٢، دار الفكر.

(٣) المستدرك على الصحيحين: ٣ / ١٥٤ - ١٥٧، دار المعرفة.

(٤) مسند أبي يعلى: ٢٧٠، دار المأمون للتراث.

(٥) المعجم الكبير: ٢٢ / ٤٠٣، دار إحياء التراث.

(٦) سنن الترمذي: ٥ / ٣٦٢، دار الفكر.

(٧) المستدرك على الصحيحين: ٣ / ١٥٤ - ١٥٧، دار المعرفة.

(٨) تهذيب خصائص أمير المؤمنين بتحقيق الحويني الأثري: ٨٩، دار الكتب العلميّة.

(٩) تناقضات الألباني الواضحات: ٢ / ٢٤٩ - ٢٥٠، دار الإمام النووي.

١٢٦

أحبّ إليك من أبي ومنّي مرّتين أو ثلاثاً، فاستأذن أبو بكر، فدخل فأهوى إليها فقال: يا بنت فلانة أَلاَ أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ).

أخرجه أحمد في ( مسنده ) (١) ، والنسائي في ( سننه ) (٢) و ( خصائصه ) (٣) ، قال الحافظ الهيثمي في ( المجمع ): ( رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ) (٤) .

قال الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ): ( أخرجه أحمد، وأبو داود والنسائي بسند صحيح ) (٥) .

وقال الحويني الأثري محقّق ( الخصائص ): ( إسناده صحيح ) (٦) .

و قد أجاد السيّد حسن السقاف في بيان صحّة هذه الأحاديث في كتابه ( تناقضات الألباني الواضحات )، مَن شاء فليراجع (٧) .

* الفضيلة الثانية عشرة: في أنّ مَن أحبّ علياً فقد أحبّ الله ورسوله، ومَن أبغض عليّاً فقد أبغض الله ورسوله:

- أخرج الطبراني بسنده إلى أبي الطفيل قال: ( سمعتُ أمّ سلمة تقول: أشهد أنّي سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ( مَن أحبّ عليّاً، فقد أحبّني

____________________

(١) مسند أحمد: ٤ / ٢٧٥، دار صادر.

(٢) سنن النسائي: ٥ / ١٣٩ - ٣٦٥، دار الكتب العلميّة.

(٣) تهذيب خصائص أمير المؤمنين للنسائي: ٨٧، دار الكتب العلميّة.

(٤) مجمع الزوائد: ٩ / ٢٠٠ - ٢٠١، دار الكتب العلميّة.

(٥) فتح الباري شرح صحيح البخاري: ٧ / ١٩، دار المعرفة، بيروت.

(٦) تهذيب خصائص الإمام علي بتحقيق الحويني الأثري: ٨٧، حديث رقم: ١٠٥، دار الكتب العلميّة.

(٧) انظر: ( تناقضات الألباني الواضحات ): ٢ / ٢٤٤ - ٢٥٠، دار الإمام النووي.

١٢٧

ومّن أحبّني فقد أحبَّ الله، ومَن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومَن أبغضني فقد أبغض الله ) (١) .

وأورده الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال: ( رواه الطبراني وإسناده حَسَن ) (٢) ، والسيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) وقال: ( أخرجه الطبراني بسند صحيح ) (٣) ، والألباني في ( الصحيحة ) وقال: ( رواه المخلص في ( الفوائد المنتقاة ) ( ١٠ / ٥ / ١ ) بسند صحيح عن أمّ سلمة قالت: أشهد أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: فذكره ) (٤) .

- وأخرج الحاكم بسنده إلى أبي عثمان النهدي، قال: ( قال رجل لسلمان: ما أشد حبّك لعلي، قال: سمعتُ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يقول: ( مّن أحبّ عليّاً فقد أحبّني، ومَن أبغض عليّاً فقد أبغضني ) ).

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه )، ووافقه الذهبي (٥) .

والحديث أورده السيوطي في ( الجامع الصغير ) (٦) من رواية الحاكم عن سلمان، واستدرك عليه المناوي في ( فيض القدير ) بعد ذكر الحاكم وإقرار

____________________

(١) المعجم الكبير: ٢٣ / ٣٨٠، دار إحياء التراث.

(٢) مجمع الزوائد: ٩ / ١٣٢، دار الكتب العلميّة.

(٣) تاريخ الخلفاء: ١٣٣، دار الكتاب العربي.

(٤) سلسلة الأحاديث الصحيحة: ٣ / ٢٨٧ - ٢٨٨، رقم: ١٢٩٩، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض.

(٥) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: ٣ / ١٣٠، دار المعرفة.

(٦) الجامع الصغير: ٢ / ٥٥٤، حديث رقم: ٨٣١٩، دار الفكر، بيروت.

١٢٨

الذهبي وسكوته عنهما قائلاً: ( و رواه أحمد باللفظ المزبور عن أمّ سلمة وسنده حسن ) (١) ، وفي تعليق الألباني على ( الجامع الصغير ) للسيوطي قال: ( صحيح ) (٢) .

هذا، وفضائل علي كثيرة شهيرة، لو أردنا استقصاءها وتخريجها لطال بنا المقام، وما ذكرناه لا يمثّل إلاّ نزراً يسيراً منها، وقفنا فيه على اثنتي عشرة فضيلة تيمّناً بعدد خلفاء الرسول الأكرم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، ولكن قبل أنْ نختم هذا الفصل رأينا من المناسب أنْ نشير إشارات عابرة إلى فضائل أخرى من فضائله ( عليه السلام )، لكن نحاول الاقتصار على ذكر الخبر من مصدر واحد ونشير إلى تصحيحه بلا توسّع في البحث أو استقصاء للمصادر؛ توخّياً للاختصار وإتماماً للفائدة:

فضائل أخرى

١ - في أنّه حامل راية خيبر وأنّه يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله:

- أخرج البخاري في ( صحيحه ) بسنده إلى سهل بن سعد رضي الله عنه: ( إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يوم خيبر: لأعطينّ هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيّهم يُعطاها، فلمّا أصبح الناس غدوّاً على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كلّهم يرجو أنْ يُعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل يا رسول الله يشتكي عينيه، فأرسلوا

____________________

(١) فيض القدير: ٦ / ٤٢، حديث ٨٣١٩، دار الكتب العلميّة.

(٢) صحيح الجامع الصغير: ٢ / ١٠٣٤، حديث رقم: ٥٩٦٣، المكتب الإسلامي.

١٢٩

إليه فأُتي به، فبصق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في عينيه، ودعا له فبرأ حتّى كأنْ لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أُقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا، فقال عليه الصلاة والسلام: أنفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم مِن حقّ الله فيه، فو الله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أنْ يكون لك حمر النعم ) (١) .

الحديث رواه عدّة من الصحابة، وأخرجه البخاري في أكثر من موضع (٢) ، وكذا ( مسلم ).

- وفي بعض أخبار ( مسلم ) بسنده إلى أبي هريرة قال: ( قال عمر بن الخطاب: ما أحببتُ الإمارة إلاّ يومئذ قال: فتساورت لها رجاء أنْ أُدعى لها، قال: فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب فأعطاه إيّاها... ) (٣) .

والحديث لا كلام في صحّته خصوصاً مع وروده في الصحيحين.

٢ - في أنّه لا يحبّه إلاّ مؤمن، ولا يبغضه إلاّ منافق:

- أخرج مسلم في ( صحيحه ) بسنده إلى علي بن أبي طالب، قال: ( والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّه لعهد النبي الأمّي صلّى الله عليه وسلّم إليّ، أنْ لا

____________________

(١) صحيح البخاري: ٥ / ٧٧ - ٧٨، باب غزوة خيبر، دار الفكر.

(٢) صحيح البخاري: ( ٤ / ١٢ - ٢٠ - ٢٠٧ )، و ( ٥ / ٧٦ )، دار الفكر، بيروت.

(٣) صحيح مسلم: ٧ / ١٢٠، في فضائل علي، دار الفكر. وانظر: الحديث في ( صحيح مسلم ): ( ٥ / ١٩٤ - ١٩٥ ) و ( ٧ / ١٢٠ - ١٢١ - ١٢٢ ).

١٣٠

يحبني إلاّ مؤمن، ولا يبغضني إلاّ منافق ) (١) .

والحديث أخرجه الكثير بألفاظ متقاربة وهو صحيح؛ لوجوده في مسلم، ولا حاجة لذكر تصحيحات أخرى له.

٣ - في أنّ مَن سبّه فقد سبّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ):

- أخرج الحاكم بسنده إلى أبي عبد الله الجدلي، قال: دخلتُ على أمّ سلمة رضي الله عنها، فقالت: أيُسبُّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيكم، فقلتُ معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها، فقالتْ: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ( مَن سبَّ عليّاً فقد سبّني ) ).

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ) ووافقه الذهبي (٢) .

وأخرجه النسائي في ( الخصائص )، وقال فيه المحقّق أبو إسحاق الحويني الأثري: ( إسناده صحيح ) (٣) .

٤ - في أنّ الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وعليّاً ( عليه السلام ) خُلِقَا من نور واحد:

- هذا الحديث صحيح الإسناد نقله سبط ابن الجوزي في ( تذكرة الخواص )، وإليك جميع ما قاله في المقام:

( قال: قال أحمد في ( الفضائل ): ( حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن خالد بن معدان عن زادان عن سلمان، قال: قال رسول الله ( ص ): ( كنتُ أنا وعلي بن أبي طالب نوراً بين يدي الله تعالى قبل أنْ يُخلق آدم بأربعة

____________________

(١) صحيح مسلم: ١ / ٦١، دار الفكر.

(٢) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: ٣ / ١٢١، دار المعرفة.

(٣) تهذيب خصائص الإمام علي: ٧٦، حديث ٨٦، دار الكتب العلميّة.

١٣١

آلاف عام، فلمّا خلق آدم قُسم ذلك النور جزئين، فجزء أنا وجزء علي )، وفي رواية: ( خلقتُ أنا وعلي من نور واحد ) ).

فإن قيل: فقد ضعّفوا هذا الحديث، فالجواب [ والكلام لابن الجوزي ] أنّ الحديث الذي ضعفوه غير هذه الألفاظ وغير الإسناد:

أمّا اللفظ [ يعني لفظ الحديث الذي ضعّفوه ]: ( خلقتُ أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريّا وعليّ بن أبي طالب من طينة واحدة، وفي رواية: خلقتُ أنا وعلي من نور وكنّا عن يمين العرش قبل أنْ يخلق الله آدم بألفَي عام، فجعلنا نتقلّب في أصلاب الرجال إلى عبد المطّلب ).

وأمّا الإسناد [ يعني إسناد الحديث الذي ضعّفوه]: فقالوا في إسناده محمّد بن خلف المروزي، وكان مغفّلاً، وفيه أيضاً جعفر بن أحمد بن بيان، وكان شيعيّاً. والحديث الذي رويناه يخالف هذا اللفظ والإسناد، رجاله ثقات، فإنْ قيل: فعبد الرزاق (١) كان يتشيّع، قلنا: هو أكبر شيوخ أحمد بن حنبل ومشى إلى صنعاء من بغداد حتّى سُمع منه وقال: ما رأيتُ مثل عبد الرزاق ولو كان فيه بدعة لَمَا روى عنه ومازال إلى أنْ مات يروي عنه، ومعظم الأحاديث التي في ( المسند ) رواها من طريقه، وقد أخرج عنه أيضاً في الصحيح ) (٢) .

٥ - في أنّ مَن آذى عليّاً فقد آذى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ):

- أخرج أحمد في ( مسنده ) عن عمرو بن شاس الأسلمي، وكان من

____________________

(١) هو عبد الرزاق الصنعاني صاحب ( المصنّف ) من كبار محدّثيهم.

(٢) تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: ٥٠ - ٥١، مؤسّسة أهل البيت، بيروت.

١٣٢

أصحاب الحديبيّة، قال: خرجتُ مع عليٍّ إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك حتّى وجدت في نفسي عليه، فلمّا قدمتُ، أظهرت شكايته في المسجد حتّى بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فدخلتُ المسجد ذات غدوة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ناس من أصحابه، فلمّا رآني أبدني عينيه، يقول: حدّد إليّ النظر، حتّى إذا جلست قال: ( يا عمرو والله لقد آذيتني، قلتُ: أعوذ بالله أنْ أؤذيك يا رسول الله، قال: بلى، مَن آذى عليّاً فقد آذاني ) (١) .

أخرجه الحاكم في ( المستدرك ) وقال: ( هذا حديث صحيح الإسناد ). ووافقه الذهبي (٢) .

و أورده الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال: ( رواه أحمد والطبراني باختصار والبزّار أخصر منه، ورجال أحمد ثقات ) (٣) .

- وفي ( مجمع الزوائد ) عن سعد بن أبي وقاص قال: ( كنتُ جالساً في المسجد أنا ورجلَين معي فنلنا من علي، فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غضبان يُعرَف في وجهه الغضب، فتعوّذتُ بالله من غضبه، فقال: ( ما لكم ومالي، مَن آذى عليّاً فقد آذاني ) ).

رواه أبو يعلى والبزار باختصار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خداش وقنان وهما ثقتان ) (٤) .

____________________

(١) مسند أحمد: ٣ / ٤٨٣، دار صادر.

(٢) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: ٣ / ١٢٢، دار المعرفة.

(٣) مجمع الزوائد: ٩ / ١٢٩، دار الكتب العلميّة.

(٤) مجمع الزوائد: ٩ / ١٢٩، دار الكتب العلميّة.

١٣٣

٦ - حديث المؤاخاة:

- عن ابن عمر قال: ( آخى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه: ( يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تُؤاخِ بيني وبين أحد )، فقال له رسول لله صلّى الله عليه وسلّم: ( أنت أخي في الدنيا والآخرة ) ). أخرجه الترمذي في ( سننه ) وحسّنه (١) .

والحديث رواه جمع من الصحابة وعدّه ابن عبد البر في الاستيعاب من الآثار الثابتة عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) (٢) .

وأرسله الحافظ ابن حجر في الإصابة إرسال المسلّمات بقوله: ( و كان اللواء بيده في أكثر المشاهد، ولمّا آخى النبي صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه قال له أنت أخي ) (٣) .

٧ - في أنّه باب مدينة علم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ):

- قال السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ): ( و أخرج البزّار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، وأخرج الترمذي والحاكم عن علي قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها )، هذا حديث حسن على الصواب، لا صحيح كما قال الحاكم، ولا موضوع كما قاله جماعة، منهم: ابن الجوزي والنووي، وقد بيّنت حاله في التعقبات على الموضوعات ) (٤) (٥) .

____________________

(١) سنن الترمذي: ٥ / ٣٠٠، دار الفكر، بيروت.

(٢) انظر: ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب ): ٣ / ١٠٩٨ - ١١٠٠، دار الجيل، بيروت.

(٣) الإصابة في معرفة الصحابة: ٢ / ٥٠٧ ترجمة رقم: ٥٦٨٨، دار الفكر.

(٤) تاريخ الخلفاء: ١٣١، دار الكتاب العربي.

(٥) وسيأتيك بعد قليل أنّ السيوطي صحّح الحديث في كتاب آخر.

١٣٤

وقال السيّد حسن السقاف في تحقيقه على كتابه ( تناقضات الألباني الواضحات ): ( صحّ عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) صحّحه الحافظ ابن معين كما في ( تاريخ بغداد: ١١ / ٤٩ )، والإمام الحافظ ابن جرير الطبري في ( تهذيب الآثار ) مسند سيّدنا علي ( ص ١٠٤ حديث ٨ )، والحافظ العلائي في ( النقد الصحيح )، والحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي كما في ( اللآلي المصنوعة ): ١ / ٣٣٤، والحافظ السخاوي كما في ( المقاصد الحسنة ) (١) .

كما ألّف العلاّمة أحمد بن الصدّيق المغربي كتاباً خاصّاً في تصحيح الحديث المذكور أسماه: ( فتح الملك العلي بصحّة حديث باب مدينة العلم علي ).

- وأخرج الحاكم بسنده إلى شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق قال: سألت قثم بن العبّاس، كيف ورث علي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دونكم، قال: لأنّه أوّلنا به لحوقاً وأشدّنا به لزوقاً ).

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )، ووافقه الذهبي (٢) .

- ثمّ قال: ( سمعت قاضي القضاة أبا الحسن محمّد بن صالح الهاشمي يقول: سمعتُ أبا عمر القاضي يقول: سمعتُ إسماعيل بن إسحاق القاضي يقول وذُكِرَ له قول قثم هذا فقال: إنّما يرثُ الوارث بالنسب وبالولاء ولا خلاف بين أهل العلم أنّ ابن العمّ لا يرث مع العمّ، فقد ظهر بهذا الإجماع أنّ عليّاً

____________________

(١) تناقضات الألباني الواضحات للسيّد السقاف: ٣ / ٨٢، دار الإمام النووي.

(٢) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص الذهبي ): ٣/١٢٥، دار المعرفة.

١٣٥

ورث العلم من النبي صلّى الله عليه وسلّم دونهم ) ثمّ خرّج حديثاً يدلّل على صحّة ذلك، أيضاً فقال: ( وبصحّة ما ذكره القاضي حدّثنا محمّد بن صالح بن هاني، حدّثنا أحمد بن نصر، حدّثنا عمرو بن طلحة القنّاد، حدّثنا إسباط بن نصر عن سمّاك بن حرب عن عكرمة عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: كان علي يقول في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( إنّ الله يقول: ( أَفَئِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أعْقابِكُمْ ) والله، لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله، لئنْ مات أو قتل لأقاتلنّ على ما قاتل عليه حتّى أموت، والله، إنّي لأخوه ووليّه وابن عمّه ووارث علمه فمّن أحقّ به منّي ) )، وقد وافق الذهبي الحاكم في ذلك (١) .

فتنبين أنّ عليّاً ( عليه السلام ) هو باب مدينة علم النبي ووارث علمه.

نكتفي بهذا القدر، ونقول كما قال شمس الدين بن الجزري: ( فهذا نزر من بحر وقل مِن كثر، بالنسبة إلى مناقبه الجليلة، ومحاسنه الجميلة، ولو ذهبنا لاستقصاء ذلك، لطال الكلام بالنسبة إلى هذا المقام، ولكن نرجو من الله تعالى أنْ ييسّر إفراد ذلك بكتاب نستوعب فيه ما بلغنا من ذلك، والله الموفّق للصواب ) (٢) .

____________________

(١) المصدر نفسه: ٣/١٢٥ - ١٢٦ دار المعرفة.

(٢) أسنى المطالب: ٧٩.

١٣٦

الفصل الثاني

إماما الهدى وسيّدا شباب أهل الجنّة

الحسن والحسين عليهما السلام

١٣٧

١٣٨

نافذةٌ إلى معرفتهما عليهما أفضل الصلاة والسلام

هما الإمامان الهمامان، والقمران النيّران، سبطا النبي الأكرم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، وريحانتاه من الدنيا، وسيّدا شباب أهل الجنّة، الحسن والحسين عليهما السلام.

فضلهما وقدرهما لا يخفى على كلّ مسلم، وهو أكبر من أنْ تسطّره الأقلام أو تمتلئ به الصحف، فلهما في وصف الله ورسوله غنىً عن وصْف الواصفين، وثناء المادحين، فهما من أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وهما المدعوّان في مباهلة نصارى نجران؛ ليمثلا جنبة الحقّ الإلهي المقدّس، وليكونا وَلَدَين للرسول بنصّ القرآن العظيم، وامتلأتْ بذكر فضائلهما الكتب، وعجّتْ بها ألْسِنَة المحدّثين؛ لذا سنتناول في هذا الفصل مجموعة ممّا ورد من فضائلهما في القرآن الكريم، والسنّة النبويّة الشريفة كما أشرنا إلى ذلك في الفصل الأوّل.

وقبل الشروع في ذلك نقدّم للقارئ إلمامة سريعة بحياتهما عليهما السلام:

* فالإمام الحسن: هو الإمام الثاني من أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ).

-أبوه: أمير المؤمنين، ومولى المتّقين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).

-وأمّه: سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت الرسول محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، فضلها وشرفها أشهر من أنْ يُذكَر، ويكفي أنّ النبي محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يغضب لغضبها.

فقد أخرج البخاري في ( صحيحه ) بسنده إلى المسوّر بن مخزمة، أنّ

١٣٩

رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قال: ( فاطمة بضعة منّي فمنْ أغضبها أغضبني ) (١) .

-وُلِدَ ( عليه السلام ): بالمدينة المنوّرة، ليلة النصف من شهر رمضان، سنة ثلاث من الهجرة، ( ١٥/ رمضان / ٣ هـ ) (٢) .

-كنيته: أبو محمّد لا غير (٣) .

-ألقابه كثيرة منها: التقي، الطيّب، الزكي، السيّد، السبط، الولي (٤) .

-كان شبيهاً بالنبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ): سمّاه النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) الحسن، وعقّ عنه يوم سابعه، وحلق شعره، وأمر أنْ يتصدّق بِزِنَةِ شعره فضّة، وهو خامس أهل الكساء (٥) ) (٦) .

-كان عمر الحسن ( عليه السلام ): سبع سنين وأشهراً حين رحل الرسول الأكرم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، وقيل: ثماني سنين، وقام بالأمر بعد أبيه ( عليه السلام ) وله سبع وثلاثون سنة (٧) . وأقام في خلافته بعد أنْ بايعه أهل الكوفة ستّة أشهر وأيّاما، فسار إليه معاوية وانتهى الأمر بالصلح والهدنة (٨) ، وشروط الصلح، وأسباب الهدنة تحتاج إلى بحث

____________________

(١) صحيح البخاري، باب المهاجرين: ٤/٢١٠، دار الفكر.

(٢) انظر: ( الإرشاد ) للمفيد: ٢/٦، مؤسّسة آل البيت، و ( تاريخ الخلفاء ) للسيوطي: ١٤٤، دار الكتاب العربي.

(٣) مطالب السؤول لمحمّد بن طلحة الشافعي: ٢/٩، مؤسّسة أمّ القرى، و( الإرشاد ): ٢/٥، مؤسّسة آل البيت.

(٤) انظر مثلاً: ( مطالب السؤول ) لمحمّد بن طلحة الشافعي: ٢/٩، مؤسّسة أم القرى.

(٥) هكذا في المتن المطبوع، والصحيح هو رابع أهل الكساء، والحسين (عليه السلام ) خامسهم.

(٦) تاريخ الخلفاء للسيوطي: ١١٤، دار الكتاب العربي.

(٧) انظر: ( إعلام الورى ) للطبرسي: ٢/٤٠١، مؤسّسة آل البيت.

(٨) انظر: ( تاريخ الخلفاء ) للسيوطي: ١٤٧، دار الكتاب العربي.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480