أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة8%

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 480

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 77910 / تحميل: 10033
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (١) .

لذا نكتفي بما ذكرناه أعلاه وننوّه إلى أنّه سيأتي في ذكر الفضائل الآتية ما يدلّ على ذلك أيضاً.

* الفضيلة الثالثة عشرة: في أمر النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بمحبّتهما عليهما السلام:

- عن عبد الله بن مسعود قال: ( كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يصلّي والحسن والحسين يَثِبَان على ظهره فيباعدهما الناسُ، فقال صلّى الله عليه وسلّم: ( دعوهما، بأبي هما وأمّي، مَن أحبّني فليحبّ هذَين ) )، أخرجه:

النسائي في ( السنن ) (٢) .

وابن أبي شيبة في ( المصنف ) (٣) .

وأبو يعلى في ( مسنده ) (٤) .

وابن خزيمة في ( صحيحه ) (٥) .

وابن حِبَّان في ( صحيحه ) (٦) .

والطبراني في ( الكبير ) (٧) .

وأورده ابن حجر في ( الإصابة ) (٨) ، واللفظ لابن حِبَّان.

قال ابن حجر بعد ذكر الحديث: ( وله شاهد في السنن وصحيح ابن خزيمة عن بريدة، وفي معجم البغوي نحوه بسند صحيح عن شداد بن الهاد ) (٩) .

____________________

(١) تفسير الفخر الرازي: مجلّد١٤، ج٢٧، ص١٦٧، دار الفكر.

(٢) السنن الكبرى: ٥/٥٠، دار الكتب العلميّة.

(٣) المصنّف: ٧/٥١١، دار الفكر.

(٤) مسند أبي يعلى: ٩/٢٥٠، دار المأمون للتراث.

(٥) صحيح ابن خزيمة: ٢/٤٨، حديث: (٨٨٧)، المكتب الإسلامي.

(٦) صحيح ابن حِبّان: ١٥/٤٢٧، مؤسّسة الرسالة.

(٧) المعجم الكبير: ٣/٤٧، دار إحياء التراث.

(٨) الإصابة: ٢/٦٣، دار الكتب العلميّة.

(٩) المصدر نفسه: ٢/٦٣.

١٦١

وقال الألباني في ( صحيح موارد الظمآن ): ( حَسَن ) (١) .

وقد عرفت أنّه صحيح عند ابن حِبّان، وابن خزيمة أيضاً؛ لوجوده في كتابيهما، وقد التزما بذكر ما هو صحيح فقط، كما هو جليّ واضح من مقدّمة كتابيهما.

وذكر الحديث مصطفى بن العدوي في ( الصحيح المسند من فضائل الصحابة )، وقال: ( حَسَن ) (٢) .

وعن أبي هريرة، قال: ( سمعتُ رسول الله يقول للحسن والحسين: ( مَن أحبَّني فليحِبَّهما ) ).

أخرجه أبو داود الطيالسي في ( مسنده ) (٣) ، بلفظ: ( فليحبَّ هذين )، وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (٤) ، والبزّار في ( مسنده ) على ما في ( مجمع الزوائد ) (٥) ، قال الهيثمي: ( رواه البزّار، ورجاله وثّقوا، وفيهم خلاف ) (٦) .

قلتُ: عرفتَ أنّ الحديث الأوّل حسن، فيكون هذا الحديث على فرض ضعفه، شاهداً على صحّته.

* الفضيلة الرابعة عشرة: في أنّ من أحبَّهما، فقد أحبّ رسول الله، ومَنْ

____________________

(١) صحيح موارد الظمآن: ٢/٣٧٦، دار الصميعي.

(٢) الصحيح المسند من فضائل الصحابة: ٢٦٠، دار ابن عفّان.

(٣) مسند أبي داود، ٣٢٧، دار الحديث.

(٤) تاريخ دمشق: ١٤/١٥٤ - ١٥٥، دار الفكر.

(٥) مجمع الزوائد: ٩/١٨٠، دار الكتب العلميّة.

(٦) المصدر نفسه: ٩/١٨٠.

١٦٢

أبغضهما، أبغض رسول الله( صلّى الله عليه وآله وسلّم ):

- أخرج الحاكم بسنده إلى أبي هريرة قال: ( خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعه الحسن والحسين، هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم (١) هذا مرّة وهذا مرّة، حتى انتهى إلينا فقال له رجل: يا رسول الله أنّك تحبّهما؟

فقال: ( نعم، مَن أحبَّهما فقد أحبَّني، ومَن أبغضهما فقد أبغضني ) ) (٢) .

وأخرجه أحمد في ( مسنده ) (٣) ، وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (٤) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي (٥) . وأُخرِج الحديث عن أبي هريرة مختصراً مُقتصِراً فيه على: ( مَنْ أحبَّهما فقد أحبَّني، ومَن أبغضهما فقد أبغضني ) ).

أخرجه النسائي في ( سننه ) (٦) ، وأحمد في ( مسنده ) (٧) ، والطبراني في ( الكبير ) (٨) ، وابن راهويه في ( مسنده ) (٩) .

____________________

(١) يلثم: يُقبّل.

(٢) المستدرك على الصحيحين: ٣/١٦٦، دار المعرفة.

(٣) مسند أحمد: ٢/٤٤٠، دار صادر.

(٤) تاريخ دمشق: ١٣/١٩٩، دار الفكر.

(٥) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص المستدرك ): ٣/١٦٦، دار المعرفة.

(٦) سنن النسائي: ٥/٤٩، دار الكتب العلميّة.

(٧) مسند أحمد: ٢/٢٨٨، دار صادر.

(٨) المعجم الكبير: ٣/٤٨، دار إحياء التراث.

(٩) مسند ابن راهويه: ١/٢٤٨، مكتبة الإيمان، المدينة المنوّرة.

١٦٣

قال أحمد محمّد شاكر: ( إسناده صحيح ) (١) .

وأُخرج الحديث عن أبي هريرة أيضاً، قاله في يوم وفاة الحسن ( عليه السلام )، أخرجه أحمد في ( مسنده ) (٢) ، وعبد الرزاق في ( المصنّف ) (٣) ، والحاكم في ( المستدرك ) (٤) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي (٥) .

- وفي ( سنن ابن ماجة ) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( مَن أحبَّ الحسن والحسين فقد أحبَّني، ومَن أبغضهما فقد أبغضني ).

قال البوصيري: ( هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات ).

وقال الألباني: ( حسن ) (٦) .

- وفي ( تاريخ ابن عساكر ) عن ابن عبّاس بصيغة: ( الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، مَن أحبَّهما فقد أحبَّني، ومَن أبغضهما فقد أبغضني ) (٧) .

- وفي ( مجمع الزوائد ) عن ابن مسعود بلفظ: ( اللّهمّ إنّي أُحِبُّهما فأحِبَّهما، ومَن أحبَّهما أحبَّني ).

____________________

(١) مسند أحمد بتحقيق أحمد محمّد شاكر: ٧/٥١٩، حديث: (٧٨٦٣)، دار الحديث، القاهرة.

(٢) مسند أحمد: ٢/٥٣١، دار صادر.

(٣) المصنّف: ٣/٤٧٢، المجلس العلمي.

(٤) المستدرك على الصحيحَين: ٣/١٧١، دار المعرفة.

(٥) المصدر نفسه: ٣/١٧١.

(٦) السنن لابن ماجة وبحاشيته ( مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة ) مع تعليقات للألباني: ١/٨٥، حديث: (١٤٣)، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

(٧) تاريخ دمشق لابن عساكر: ١٤/ ١٣٢، دار الفكر.

١٦٤

قال الهيثمي: ( رواه البزّار وإسناده جيد ) (١) .

- ونختم الكلام عن هذهِ الفضيلة بذكر ما أخرجه الحاكم في ( مستدركه ) بسنده إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: ( سمعتُ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يقول: ( الحسن والحسين ابناي، مَن أحبَّهما أحبَّني، ومَن أحبَّني أحبَّه الله، ومَن أَحَبَّه الله أدخله الجنّة، ومَن أبغضهما أبغضني، ومَنْ أبغضني أبغضه اللهُ، ومَن أبغضه اللهُ أدخله النار ) ).

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) (٢) .

وأرسله القاضي عِيَاض إرسال المسلّمات مع نحو اختصار (٣) .

ومن الغريب أنّ الذهبي لم يَرُقْ له الحديث، فقال: ( مُنْكَر ) (٤)، مع أنّه صحَّحَ ما تقدّم ذكره عن أبي هريرة، ومعلوم عند كلّ المسلمين أنّ مبغض النبي مبغضٌ لله، وأنّ مبغض الله في النّار، والأمر واضح لا يحتاج إلى رواية، فإنّ نفس الرواية التي صحَّحها الذهبي في أنّ مبغض الحسنَين مبغضٌ للنبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كافيةٌ في إثبات أنّه مبغض لله، فلماذا حكم الذهبي هنا بالنّكارة وصحَّحَ تلك؟!

لا نرى مبرِّراً معقولاً سوى أنّ القارئ عندما يقرأ تلك لا يلتفت، لكنّه حينما يقرأ هذهِ الرواية الصريحة سوف ينتبه، ويدقّ عنده ناقوس الخطر

____________________

(١) مجمع الزوائد: ٩/ ١٧٩، دار الكتب العلميّة.

(٢) المستدرك على الصحيحين: ٣/١٦٦، دار المعرفة.

(٣) الشفا في حقوق المصطفى: ٢/٣٦، دار الفكر، بيروت.

(٤) انظر: ( تلخيص المستدرك ) للذهبي، المطبوع في هامش المستدرك: ٣/١٦٦، دار المعرفة.

١٦٥

ويتبيّن له حال معاوية، وابنه يزيد، وأتباعهما من المبغضين للحسنين؛ لذا لم يستطع الذهبي تحمّل ذلك كعادته، فلا بدّ أنْ تكون الرواية في نظره ( منكرة )!!!

* الفضيلة الخامسة عشرة: في أنّهما وَلَدا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ):

- أخرج الترمذي بسنده إلى أسامة بن زيد، قال: ( طرقتُ النبي صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة في بعض الحاجة، فخرج النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو، فلمّا فرغتُ من حاجتي قلتُ: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشفه، فإذا حسن وحسين على ورْكَيْه، فقال: ( هذان ابناي وابنا ابنتي، اللّهم إنّي أحِبُّهما، فأحِبَّهما وأحِبَّ مَن يحبُّهما ) ) (١) .

وأخرجه ابن أبي شيبة في ( المصنف ) (٢) . والنسائي في ( الخصائص ) (٣) ، وابن حِبّان في ( صحيحة ) (٤) ، والطبراني في ( الصغير ) (٥) .

قال الترمذي: ( هذا حديث حَسَن غريب ) (٦) .

قال الحافظ ابن حجر في ترجمة الحسن بن أسامة بعد نقل كلام الترمذي: ( وصحّحه ابن حِبّان والحاكم ) (٧) .

____________________

(١) سنن الترمذي: ٥/٣٢٢، دار الفكر.

(٢) المصنّف: ٧/٥١٢، دار الفكر.

(٣) خصائص الإمام علي: ١٠٧، المكتبة العصريّة.

(٤) صحيح ابن حِبّان: ١٥/٤٢٣، مؤسّسة الرسالة.

(٥) المعجم الصغير: ١/٢٠٠، دار الكتب العلميّة.

(٦) سنن الترمذي: ٥/٣٢٢، دار الفكر.

(٧) تهذيب التهذيب: ٢/٢٣٨، دار الفكر.

١٦٦

قال الألباني في ( صحيح الجامع الصغير ): ( حَسَن ) (١) .

- وفي ( سير أعلام النبلاء ) عن عبد الله بن مسعود: قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( هذان ابناي، مَن أحبَّهما فقد أحبَّني ).

قال محقّق الكتاب: ( سند الحديث حسن ) (٢) .

- وفي ( مجمع الزوائد ) عن أبي هريرة قال في حديث طويل: ( سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحسن والحسين وهما يبكيان وهما مع أمّهما، فأسرع السير حتّى أتاهما فسمعتُه يقول: ( ما شأن ابني. .. ) ) الحديث.

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله ثقات ) (٣) .

- وأخرج أحمد (٤) ، والترمذي (٥) ، والنسائي (٦) ، وأبو داود (٧) ، وابن ماجة (٨) ، وغيرهم بسندهم إلى عبد الله بن بريدة قال: سمعتُ أبي بُريدة يقول: كان رسول الله يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثمّ قال: ( صدق الله ورسوله، إنّما أموالكم وأولادكم فتنة، نظرتُ إلى

____________________

(١) صحيح الجامع الصغير: ٢/١١٧٥، المكتب الإسلامي.

(٢) سير أعلام النبلاء: ٣/٢٥٤، هامش (٣)، مؤسّسة الرسالة.

(٣) مجمع الزوائد: ٩/١٨١، دار الكتب العلميّة.

(٤) مسند أحمد: ٥/٣٥٤، دار صادر.

(٥) سنن الترمذي: ٥/٣٢٤، دار الفكر.

(٦) سنن النسائي: ٣/١٠٨، ١٩٢، دار الفكر.

(٧) سنن أبي داود: ١/٣٤٨، دار الفكر.

(٨) سنن ابن ماجة: ٢/١١٩، دار الفكر.

١٦٧

هذين الصبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعتُ حديثي ورفعتُهم ) ). واللفظ لأحمد.

قال الترمذي: ( هذا حديث حسن غريب ) (١) .

والحديث صحّحه ( ابن حِبَّان ) و ( ابن خزيمة )، إذ أخرجاه في صحيحيهما (٢) ، وأخرجه الحاكم وقال: ( هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ) (٣) .

وأخرجه في موضع آخر وقال: ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) (٤) .

والحديث صحَّحه الألباني أيضاً (٥) .

هذا، ولا يخفى على القارئ دلالة آية المباهلة على ذلك أيضاً، وقد أشرنا إلى ذلك في محلّه، كما أنّ بعض الروايات المتقدّمة قد دلّت على ذلك أيضاً فلا نعيد.

ويعضد ذلك ما ورد عن الرسول محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بأكثر من طريق في أنّه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وليُّ الحسن والحسين وهو عصبتهما التي ينتمون إليها.

- فقد أخرج الحاكم بسنده إلى جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله

____________________

(١) سنن الترمذي: ٥/٣٢٤، دار الفكر.

(٢) انظر: ( صحيح ابن حِبَّان ): ١٣/٤٠٢، ٤٠٣، مؤسّسة الرسالة. و ( صحيح ابن خزيمة ): (٢/٣٥٥) و (٣/١٥٢)، المكتب الإسلامي.

(٣) المستدرك على الصحيحَين: ١/٢٨٧، دار المعرفة.

(٤) المصدر نفسه: ٤/١٩٠.

(٥) انظر: ( صحيح سنن النسائي ): ١/٤٥٥ - ٤٥٦. و ( سنن ابن ماجة ) مع تعليق الألباني: ٣/٥١٠، مكتبة المعارف. و ( صحيح موارد الظمآن ): ٢/٣٦٦ - ٣٦٧، دار الصميعي.

١٦٨

صلّى الله عليه وآله وسلّم: ( لكلّ بني أمّ عصبة ينتمون إليهم، إلاّ ابني فاطمة فأنَا وليّهما وعصبتها ).

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) (١) .

- وأخرج أبو يعلى بسنده إلى فاطمة الزهراء عليها السلام، قالت: ( قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( لكلّ بني أُمّ عصبة ينتمون إليه إلاّ وُلد فاطمة، فأنا وليّهم وأنا عصبتُهم ) ) (٢) .

- وأخرجه الطبراني بلفظ: ( لكلّ بني أنثى عصبة ينتمون إليه، إلاّ وُلد فاطمة فأنا وليّهم وأنا عصبتهم ) (٣) .

- وأورده السيوطي في الجامع الصغير بلفظ : ( كلّ بني آدم ينتمون إلى عصبة، إلاّ وُلد فاطمة فأنا وليُّهم وأنا عصبتهم )، وأشار إلى حسنه كما في ( فيض القدير ) للمنّاوي (٤) .

- وأخرج الطبراني بسنده إلى عمر بن الخطاب، قال: ( سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ( كلّ بني أنثى فإنّ عصبتَهم لأبيهم، ما خلا وُلد فاطمة فإنّي أنا عصبتُهم، وأنا أبوهم ) ) (٥) .

قال محمّد بن طاهر الفتني ( ت: ٩٨٦ هـ ) في ( تذكرة الموضوعات ): ( ( كلّ

____________________

(١) المستدرك على الصحيحين: ٣/١٦٤، دار المعرفة.

(٢) مسند أبي يعلى: ١٢/١٠٩، دار المأمون للتراث.

(٣) المعجم الكبير: ٢٢/٤٣٢، دار إحياء التراث، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٤) فيض القدير: ٥/٢٣، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٥) المعجم الكبير: ٣/٤٤، حديث: (٢٦٣١) دار إحياء التراث، نشر مكتبة ابن تيمية.

١٦٩

بني آدم ينتمون إلى عصبة أبيهم إلاّ ولد فاطمة فإنّي أنا أبوهم وأنا عصبتُهم ) فيه إرسال وضعف، ولكن له شاهد عن جابر رفعه: ( إنّ الله تعالى جعل ذرِّيَّة كلّ نبي في صُلْبِهِ وإنّ الله تعالى جعل ذرِّيَّتي في صُلْب علي ) وبعضهم يقوّي بعضاً، وقول ابن الجوزي أنّه لا يصح، ليس بجيّد، وفيه دليل لاختصاصه صلّى الله عليه وسلّم به ) (١) .

وذكر العجلوني الحديث، مع بعض تخريجاته وقال: إنّ له شواهد عند الطبراني عن جابر، وذكر حديث جابر المتقدّم، ثمّ ذكر كلام صاحب المقاصد فقال: ( قال في المقاصد: ويُروى أيضاً، عن ابن عبّاس كما كتبته في ارتقاء الغرف وبعضها يقوّي بعضاً، وقول ابن الجوزي في العلل لا يصح، ليس بجيّد، وفيه دليل لاختصاصه صلّى الله عليه وسلّم بذلك، كما أوضحتُه في بعض الأجوبة وفي مصنَّفي أهل البيت ) (٢) .

وبهذا يتّضح أنّ الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله اتّخذ من الحسنَين أولاداً له وصار عصبتهم التي ينتمون إليها، وأنّ هذا من مختصّاته صلّى الله عليه وآله.

ولا مِرْيَةَ أنّ في ذلك لطف كبير، وعناية مميّزة، واهتمام خاص من الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالحسنَين عليهما السلام.

وهذا يكشف عن عظيم منزلتهما وكِبَر قدرهما عند الله سبحانه وتعالى، وبهذهِ الفضيلة الشريفة نختم الكلام عن الفضائل العامّة، ومَن أراد الاستزادة

____________________

(١) تذكرة الموضوعات: ٢٩٩.

(٢) كشف الخفاء للعجلوني: ٢/١١٩، دار الكتب العلميّة.

١٧٠

فليراجع الكتب الحديثيّة، حيث خُصصت في الكثير منها أبواب مستقلّة في ذكر فضائل الحسنَين عليهما السلام.

القسم الثاني: فضائل الإمام الحسن الخاصّة

نُورد هنا بعض فضائل الإمام الحسن ( عليه السلام ) المختصّة به، وننوّه إلى أنّ بعضها تقدّمت في الفضائل المشتركة بنفس المعاني، لكن نُوردها هنا تيمّناً وتبرّكاً:

* الفضيلة الأولى: في حبّ النبي له:

- أخرج البخاري في ( صحيحه ) باب مناقب المهاجرين، باب مناقب الحسن والحسين بسنده إلى البرّاء قال: ( رأيتُ النبي صلّى الله عليه وسلّم والحسن بن علي على عاتقه، يقول: ( اللّهمّ إنّي أحبُّهُ فأحبَّه ) ) (١) .

وأخرجه مسلم في ( صحيحه ) (٢) . والترمذي في ( سننه ) (٣) . وأحمد في ( المسند ) (٤) .

- وأخرج الحاكم في ( المستدرك ) بسندهِ إلى أبي هريرة قال: ( لا أزال أحبُّ هذا الرجل بعد ما رأيتُ رسول الله يصنع ما يصنع، رأيتُ الحسن في حجر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يُدخل أصابعه في لحيةِ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يُدخل لسانه في فمه، ثمّ قال:

____________________

(١) صحيح البخاري: ٤/٢١٦، دار الفكر.

(٢) صحيح مسلم: ٧/١٢٩، دار الفكر.

(٣) سنن الترمذي: ٥/٣٢٧، دار الفكر.

(٤) مسند أحمد: ٤/٢٨٤، ٢٩٢، دار صادر.

١٧١

( اللّهمّ إنّي أحبُّه فأحِبَّه ) ).

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه )، ووافقه الذهبي (١) .

- وعن سعيد بن زيد بن نفيل: أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم احتضن حَسَنَاً وقال: ( اللّهمّ إنّي أحبُّه فاحبَّه ).

أورده الهيثمي في ( المجمع ) وقال: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن حسين وهو ثقة ) (٢) .

وتقدّم في الفضائل المشتركة أنّ محبّة النبي للحسنَين تواترَ بها النقل.

وفي ( سير أعلام النبلاء ) للذهبي: ( وفي ( الجعديات ) لفضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت، عن البراء، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم للحسن: ( اللّهمّ إنّي أُحبّه فأحبَّه، وأحِبّ مَن يُحبُّه )، صحّحه الترمذي ) (٣) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزّار وأبو يعلى ورجال الكبير رجال الصحيح ) (٤) .

قال الذهبي: (وفي ذلك عدّة أحاديث فهو متواتر ) (٥) .

* الفضيلة الثانية: في دعاء النبي لمحبِّ الحسن ( عليه السلام ):

- أخرج مسلم في ( صحيحه ) باب فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن

____________________

(١) المستدرك على الصحيحين وبهامشه: ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: ٣/١٦٩، دار المعرفة.

(٢) مجمع الزوائد: ٩/١٧٦، دار الكتب العلميّة.

(٣) سير أعلام النبلاء: ٣/٢٥٠، مؤسّسة الرسالة.

(٤) مجمع الزوائد: ٩/١٧٦، دار الكتب العلميّة.

(٥) سير أعلام النبلاء: ٣/٢٥١، مؤسّسة الرسالة.

١٧٢

والحسين: بسنده إلى أبي هريرة ( عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال لحسن، ( اللّهم إنّي أُحبُّه فأَحبّه، وأحبِبْ مَن يُحبُّه ) ) (١) .

- وأخرج عن أبي هريرة أيضاً في نفس الباب، قال: (خرجتُ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في طائفة من النهار لا يكلّمني ولا أكلّمه، حتّى جاء سوق بني قينقاع ثمّ انصرف، حتّى أتى خباء فاطمة فقال: أَثَمَّ لكع (٢) أَثَمَّ لكع يعني حسناً، فظنّنا أنّه إنّما تحبسه أمّه لأنْ تغسله وتلبسه سخاباً (٣) ، فلم يلبث أنْ جاء يسعى حتّى اعتنق كلّ واحد منهما صاحبه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( اللّهم إنّي أحبّه فأحبّه وأحببْ مَن يُحبُّه ) ) (٤) .

وأخرجه البخاري في ( صحيحه ) (٥) ، وجمع من أئمة الحديث وقد تقدّم بعض ما يدلّ على ذلك فيما سبق أيضاً.

* الفضيلة الثالثة: في أنّه مِنْ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ):

- في ( مسند أحمد ): حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا حبوة بن شريح، ثنا بقيّة، ثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان، قال: ( وَفَدَ المقدام بن معدي كرب

____________________

(١) صحيح مسلم: ٧/١٢٩، دار الفكر.

(٢) المراد هنا ( الصغير ).

(٣) السِخاب: بكسر السين المهملة وبالخاء المعجمة، جمعه سخب، وهو قلادة من القرنفل والمسك، والعود ونحوهما من أخلاط الطيب، يعمل على هيئة السبحة، ويُجعل قلادة للصبيان والجواري، وقيل هو خيط فيه خرز، سُمِّي سخاباً لصوت خرزه عند حركته من السَخَب بفتح السين والخاء، يُقال الصخب بالصاد وهو اختلاط الأصوات، ( شرح صحيح مسلم للنووي: ١٥/١٩٣ ).

(٤) صحيح مسلم: ٧/١٣٠، دار الفكر.

(٥) صحيح البخاري، كتاب البيوع: ٣/٢٠، دار الفكر.

١٧٣

وعمرو بن الأسود إلى معاوية، فقال معاوية للمقدام: أعلمتَ أنّ الحسن بن علي تُوفّي، فرجّع المقدام [ أي قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ] فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟

فقال: ولمَ لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجره وقال: ( هذا منّي وحسين مِن علي رضي الله تعالى عنهم ) ) (١) .

- وأخرجه أبو داود في ( سننه ) (٢) ، والطبراني في ( الكبير ) (٣) ، في أكثر من موضع وفي بعضها بلفظ: ( حَسَن منّي، وحسين من علي ) وبهذا اللفظ في ( مسند الشاميّين ) أيضاً (٤) .

قال المنّاوي في ( فيض القدير ): قال الحافظ العراقي: ( سنده جيّد ) (٥) .

قال الذهبي: في ( السيّر ): ( إسناده قوي ) (٦) .

قال الألباني في ( صحيح الجامع الصغير ): ( حَسَن ) (٧) .

قال محقّق كتاب ( السير ): بقيّة بن الوليد مدلّس، وقد عَنْعَنَ وباقي رجاله ثقات، وعلّق على تصحيح الذهبي قائلاً: هذا مُسلّم لو أنّ بقية صرّح بالتحديث، أمّا وقد عنعن فلا (٨) .

____________________

(١) مسند أحمد: ٤/١٣٢، دار صادر.

(٢) سنن أبي داود: ٢/٢٧٥، دار الفكر.

(٣) المعجم الكبير: (٣/٤٣) و (٢٠/٢٦٨ - ٢٦٩)، دار إحياء التراث.

(٤) مسند الشاميّين للطبراني: ٢/١٧٠، مؤسّسة الرسالة.

(٥) فيض القدير: ٣/٥٥١، دار الكتب العلميّة.

(٦) سير أعلام النبلاء: ٣/٢٥٨، مؤسّسة الرسالة.

(٧) صحيح الجامع الصغير: ١/٦٠٧، المكتب الإسلامي.

(٨) سير أعلام النبلاء: ٣/٢٥٨ هامش (٢) و (٣)، مؤسّسة الرسالة.

١٧٤

أقول:

يظهر أنّ المحقّق قد خفي عليه وجود الرواية في ( مسند أحمد )، وفيها أنّ بقية حدّث ولم يعنعن كما أثبتناه أعلاه، وقد نوّه الألباني إلى ذلك أيضاً (١) .

فالرواية معتبرة إذن، وليلتفت إلى أنّه سيأتي في فضائل الحسين ( عليه السلام ) أنّ الرسول قال في حقّه: ( حسينٌ منّي وأنا من حسين ).

* الفضيلة الرابعة: النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يأمر بمحبّته ( عليه السلام ):

- أخرج أحمد بسنده إلى زهير بن الأقمر قال: ( بينما الحسن بن علي يخطب بعدما قُتل علي رضي الله عنه إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال: لقد رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واضعه في حبوته يقول: ( مَن أحبّني فليحبّه، فَلْيُبْلِغ الشاهد الغائب ) ولولا عزمة (٢) رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما حدّثتُكم ) (٣) .

وأخرجه الحاكم في ( المستدرك ) (٤) ، وابن أبي شيبة في ( المصنّف ) (٥) ، وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (٦) .

قال حمزة أحمد الزين محقّق كتاب ( المسند ): ( إسناده صحيح ) (٧) .

____________________

(١) سلسة الأحاديث الصحيحة: ٢/٤٥١ حديث رقم: (٨١١)، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض.

(٢) في بعض المصادر ( كرامة )، انظر: ( مستدرك الحاكم ): ٣/١٧٣ - ١٧٤، دار المعرفة.

(٣) مسند أحمد: ٥/٣٦٦، دار صادر.

(٤) المستدرك على الصحيحين ٣/ ١٧٣ - ١٧٤، دار المعرفة.

(٥) المصنّف: ٧/٥١٣، دار الفكر.

(٦) تاريخ دمشق: ١٣/ ١٩٧، دار الفكر.

(٧) مسند أحمد بتحقيق حمزة أحمد الزين: ١٦/ ٥٢٥، رقم: (٢٣٠٠٠)، دار الحديث، القاهرة.

١٧٥

وسكت عنه الحاكم وكذا الذهبي في ( التلخيص ) (١) .

- وفي ( مسند أبي داود الطيالسي ): حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا شعبة عن عدي بن ثابت، قال سمعتُ البرّاء يقول: ( رأيتُ النبي صلّى لله عليه وسلّم واضعاً الحسن على عاتقه وقال: ( مَن أحبّني فليحبّه ) ) (٢) .

والرواية صحيحة السند، رجالها ثقات.

وقد تقدّم في الفضائل المشتركة ما يدلّ على ذلك أيضاً.

* الفضيلة الخامسة: في أنّه سيّد بنصّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ):

أخرج الحاكم بسنده إلى سعيد بن أبي سعيد المقبري، قال: ( كنّا مع أبي هريرة، فجاء الحسن بن علي بن أبي طالب علينا فسلّم، فرددنا عليه السلام ولم يَعلم به أبو هريرة، فقلنا: يا أبا هريرة هذا الحسن بن علي قد سلّم علينا، فلحقه وقال: وعليك السلام يا سيّدي، ثمّ قال: سمعتُ رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: إنّه سيّد ).

قال الحاكم: ( هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي (٣) .

* الفضيلة السادسة: في رعاية النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) واهتمامه الشديد بولده الحسن ( عليه السلام ):

- أخرج الهيثمي في ( موارد الظمآن ) بسنده إلى أبي هريرة قال: ( كان رسول الله

____________________

(١) المستدرك على الصحيحين وبذيله ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: ٣/ ١٧٣ - ١٧٤، دار المعرفة.

(٢) مسند أبي داود الطيالسي: ٩٩، دار الحديث، بيروت.

(٣) المستدرك على الصحيحين وبذيله ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: ٣/١٦٩، دار المعرفة.

١٧٦

صلّى الله عليه وسلّم يَدْلَعُ لسانه للحسن، فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش إليه ) (١) .

قال الألباني: ( حَسَن ) (٢) .

- وأخرج أحمد في ( مسنده ) بسنده إلى معاوية قال: ( رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمصّ لسانه أو قال: شفته، يعني الحسن بن علي صلوات الله عليه، وأنّه لن يُعذّب لسان أو شفتان مصّهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ) (٣) .

ونقلها الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال: ( رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمان بن أبي عوف وهو ثقة ) (٤) .

وقال حمزة أحمد الزين محقّق كتاب ( المسند ): ( إسناده صحيح ) (٥) .

ولا يفوتنا أنْ نشير هنا إلى أنّ معاوية يعلم بأنّ الحسن بن علي ( عليه السلام ) من أهل الجنّة، ومع ذلك يرفض الدخول في طاعته، بل ويجيّش الجيوش لقتاله!!!

- وأخرج الحاكم بسندهِ إلى أبي هريرة: ( أنّه لقي الحسن بن علي، فقال: رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبّل بطنك، فاكشف الموضع الذي قبّل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى أُقبّله، قال: وكشف له الحسن فقبّله ) (٦) .

____________________

(١) موارد الظمآن: ٥٥٣، دار الكتب العلميّة.

(٢) صحيح موارد الظمآن: ٢/ ٣٦٨، دار الصميعي للنشر والتوزيع.

(٣) مسند أحمد: ٤/٩٣، دار صادر.

(٤) مجمع الزوائد: ٩/١٧٧، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٥) مسند أحمد: ١٣/١٨٠، حديث: (١٦٧٩١)، دار الحديث، القاهرة.

(٦) مستدرك الحاكم: ٣/١٦٨، دار المعرفة.

١٧٧

وأخرجه أحمد من طريق عمير بن إسحاق (١) ، وأورده الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال: ( رواه أحمد والطبراني ) (٢) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ) وأقرّه الذهبي (٣) .

وقال الهيثمي في ( المجمع ): ( رجاله رجال الصحيح غير عمير بن إسحاق، وهو ثقة ) (٤) .

وقال حمزة أحمد الزين محقّق كتاب ( المسند ): ( إسناده صحيح ) (٥) .

- وأخرج ابن أبي شيبة في ( المصنّف ) بسنده إلى عبد الله بن شداد عن أبيه قال: ( دُعيَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لصلاة، فخرج وهو حامل حسناً أو حسيناً فوضعه إلى جنبه، فسجد بين ظهراني صلاته سجدةً أطال فيها، قال أبي: فرفعتُ رأسي مِن بين الناس فإذا الغلام على ظهر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأعدتُ رأسي فسجدتُ، فلمّا سلّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال له القوم: يا رسول الله، لقد سجدت في صلاتك هذه سجدةً ما كنتَ تسجدها، أفكان يُوحى إليك، قال: ( لا، ولكن ابني ارتحلني فكرهتُ أنْ أعجّله حتّى يقضي حاجته ) ) (٦) .

____________________

(١) مسند أحمد: ٢/٤٢٧، دار صادر.

(٢) مجمع الزوائد: ٩/١٧٧، دار الكتب العلميّة.

(٣) المستدرك على الصحيحين وبذيله ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: ٣/١٦٨، دار المعرفة.

(٤) مجمع الزوائد: ٩/ ١٧٧، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٥) مسند أحمد: ٩/ ٢٣٢، رقم الحديث: (٩٤٧٨) دار الحديث، القاهرة.

(٦) المصنّف: ٧/٥١٤، دار الفكر.

١٧٨

وأخرجه أحمد في ( المسند ) (١) ، والنسائي في ( السنن ) (٢) ، والحاكم في ( المستدرك ) (٣) ، والضحاك في ( الآحاد والمثاني ) (٤) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي على ذلك (٥) .

قال حمزة أحمد الزين محقّق كتاب ( المسند ): ( إسناده صحيح ) (٦) .

- كما ورد: أنّ الحسن ( عليه السلام ) كان يركب على رقبة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، وهو ساجد فما ينزله حتّى يكون هو الذي ينزل، وكان يجيء والنبي راكع فيفرج له بين رجليه حتّى يخرج من الجانب الآخر (٧) ، وكان يحمله أحياناً على رقبته، ويخرج به إلى الناس، ويقول عنه: ( نِعْمَ الراكب هو ) (٨) .

وغير ذلك من الروايات العديدة الدالّة على اهتمام الرسول الأعظم ورعايته المنقطعة النظير لولده الحسن ( عليه السلام )، والتي تكشف عن عظم مقام الحسن ( عليه السلام )، وكبر شأنه، وتبيّن بوضوح مراد النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، مِن أمّته في الاهتمام بريحانته المباركة وتبجيلها، والسير وِفق نهجها الشريف، خصوصاً

____________________

(١) مسند أحمد: ٣/٤٩٣ - ٤٩٤، دار صادر.

(٢) السنن الكبرى: ١/٢٤٣، دار الكتب العلميّة.

(٣) المستدرك على الصحيحين: ١٦٥ - ١٦٦، دار المعرفة.

(٤) الآحاد والمثاني: ٢/١٨٨، دار الدراية.

(٥) المستدرك على الصحيحين وبذيله ( تلخيص المستدرك ): ١/١٦٦، دار المعرفة.

(٦) مسند أحمد: ١٢/ ٤٢٣، حديث رقم: (١٥٩٧٥)، دار الحديث، القاهرة.

(٧) تاريخ دمشق: ١٣/١٧٦، دار الفكر، والإصابة: ٢/٦٢، دار الكتب العلميّة.

(٨) سنن الترمذي: ٥/٦٦١، دار إحياء التراث العربي.

١٧٩

عند ضمّ هذهِ الروايات مع سابقاتها إلى الآيات القرآنيّة، والأحاديث العامّة التي وردت في حقّ أهل البيت، فإنّها لا تدع أيّ مجال للشكّ في أنّ الله اختار هذهِ الصفوة المباركة؛ ليكونوا خلفاء لرسوله الأكرم، وأمناء على رسالته المباركة، ونجزم يقيناً بأنّ كلّ باحثٍ لو أنصف البحث، لانفتحت له آفاق الحقيقة، ولرأى نورها يشعّ بولاية علي وأولاده الطاهرين، والتوفيق من عند الله العظيم.

هذا وفضائل الإمام الحسن ( عليه السلام ) عديدة شهيرة نكتفي منها بما ذكرناه، ونختم هذا القسم بما صحّ عن الصحابي عبد الله بن عمرو: بأنّ الحسن ( عليه السلام ) أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء، فعن رجاء بن ربيعة قال: ( كنتُ جالساً بالمدينة في مسجد الرسول صلّى الله عليه وسلّم في حلقةٍ فيها أبو سعيد، وعبد الله بن عمرو، فمرّ الحسن بن علي فسلّم فردّ عليه القومُ، وسكت عبد الله بن عمرو ثمّ أتبعه وقال: وعليك السلام ورحمة الله، ثمّ قال: هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء والله ما كلّمته منذ ليالي صفّين .

فقال أبو سعيد: أَلاَ تنطلق إليه فتعتذر إليه؟

قال: نعم.

قال: فقام فدخل أبو سعيد فاستأذن فأَذِنَ له، ثمّ استأذن لعبد الله بن عمرو فدخل.

فقال أبو سعيد لعبد الله بن عمرو: حدّثنا بالذي حدّثتنا به حيث مرّ الحسن.

فقال: نعم، أنا أُحدّثكم، إنّه أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء.

قال: فقال له الحسن: إذا علمتَ أنّي أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء فلِمَ قاتلتنا أو كثّرت يوم صفّين.

قال: أَمَا إنّي والله ما كثّرتُ سواداً ولا ضربتُ معهم بسيف، ولكنّي حضرتُ مع أبي، أو كلمة نحوها.

قال: أَمَا علمتَ أنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الله.

قال: بلى، ولكنّي

١٨٠

كنتُ أسرد الصوم على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فشكاني أبي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إنّ عبد الله بن عمرو يصوم النهار ويقوم الليل، قال: صمْ، وافطرْ، ونَمْ، فإنّي أنا أصلّي، وأنامُ، وأصومُ، وأفطرُ.

قال لي: يا عبد الله، أَطِعْ أباك، فخرج يوم صفّين وخرجتُ معه ).

قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ): ( رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد وهو ثقة ) (1) .

وقد نقلنا الخبر بطوله؛ ليتأمّل به القارئ الكريم، فإنّ فيه دلالات عديدة لا تخفى على اللبيب.

القسم الثالث: فضائل الإمام الحسين الخاصّة

وقد ملأت الخافقين وهي أشهر مِن أنْ تذكر، نورد جملة مختصرة منها تيمّناً وتبرّكاً، علماً أنّه تقدّم بعض ذلك في الفضائل المشتركة أيضاً.

* الفضيلة الأولى: في أنّه سيّد شباب أهل الجنّة:

- قال ابن كثير في ( البداية والنهاية ): قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع عن ربيع بن سعد عن أبي سابط (2) ، قال: ( دخل حسين بن علي المسجد فقال: ( جابر بن عبد الله: مَن أحبّ أنْ ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة فلينظر إلى هذا )، سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ) (3) .

____________________

(1) مجمع الزوائد: 9/177، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(2) في ( السير ) و ( مسند أبي يعلى ): ( عبد الرحمان بن سابط ) وليس ( أبا سابط ).

(3) البداية والنهاية: 8/225، مؤسّسة التاريخ العربي.

١٨١

ورواه الذهبي في ( السير ) أيضاً عن ( مسند أحمد ) (1) .

قال محقّق ( السيّر ): ( ذكره الهيثمي في ( المجمع ) 9/187، ونسبه إلى أبي يعلى وليس لأحمد، وقال: رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وهو ثقة ) (2) .

- أقول:

ما نقله أبو يعلى وأخذه عنه الهيثمي في ( المجمع ) يختلف قليلاً عمّا هو في ( مسند أحمد ) بحسب ما نقل الذهبي وابن كثير، فقد أخرج أبو يعلى بسندهِ عن ابن نمير عن أبيه عن الربيع بن سعد عن عبد الرحمان بن سابط عن جابر، قال: ( ( مَن سرّه أنْ ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى الحسين بن علي )، فإنّي سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقوله ) (3) .

ويظهر أنّهما رواية واحدة والله العالم.

وعلى كلّ حال، فقد مرّ في الفضائل المشتركة، أنّه تواتر النقل عن الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.

* الفضيلة الثانية: في أنّه من الرسول وأنّ الرسول منه:

- أخرج الترمذي بسنده إلى يعلى بن مرّة، قال: ( قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( حسينٌ منّي وأنا مِن حسين ) ) (4) .

____________________

(1) سير أعلام النبلاء: 3/282 - 283، مؤسّسة الرسالة.

(2) المصدر نفسه: 3/282 - 283.

(3) مسند أبي يعلى: 3/397، دار المأمون للتراث. وانظر: ( مجمع الزوائد ): 9/187، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(4) سنن الترمذي: 5/324، دار الفكر.

١٨٢

وأخرجه البخاري في ( الأدب المفرد ) (1) ، وأحمد في ( المسند ) (2) ، وابن ماجة في ( السنن ) (3) ، والحاكم في ( المستدرك ) (4) ، وغيرهم، علماً أنّ للرواية تتمّة، يأتي التعرض لها في الفضائل الآتية، قال الترمذي: ( هذا حديث حَسَن ) (5) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي (6) ، قال البوصيري في ( مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة ): ( هذا إسناد حسن رجاله ثقات ) (7) .

قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ): ( إسناده حَسَن ) (8) .

ومن المُستبعَد أنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يريد بهذا الحديث الرابطة النسبيّة بينه وبين الحسين ( عليه السلام )، خصوصاً عند النظر إلى الشطر الثاني، ( وأنا من حسين ) فلا بدّ أنْ يكون الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ناظراً إلى أمرٍ أدقّ وأعمق من ذلك، ولعلّه يشير إلى وحدة المنهج، والهدف، والروح الرساليّة التي يحملها الحسين ( عليه السلام ) في سبيل إرساء رسالة الله، والحفاظ على أصولها، والتي تهدف إلى إصلاح الإنسان،

____________________

(1) الأدب المفرد: 85، مؤسّسة الكتب الثقافيّة.

(2) مسند أحمد: 4/172، دار صادر.

(3) سنن ابن ماجة: 1/85، مكتبة المعارف.

(4) المستدرك على الصحيحين: 3/177، دار المعرفة.

(5) سنن الترمذي: 5/324، دار الفكر.

(6) المستدرك على الصحيحين وبذيله ( تلخيص المستدرك ): 3/177، دار المعرفة.

(7) مصباح الزجاجة المطبوع بحاشية السنن: 1/85، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

(8) مجمع الزوائد: 9/181، دار الكتب العلميّة، بيروت.

١٨٣

وتخليصه من مستنقعات الجهل والظلام، والرقي به نحو سُلّم الكمال.

* الفضيلة الثالثة: في دعاء النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لمحبّ الحسين ( عليه السلام ):

- فقد ورد عنه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنّه قال: ( أحبّ الله من أحبّ حسيناً ) وهذا المقطع هو إحدى تتمّات الحديث السابق، فلا داعي لذكر تخريجاته أو تصحيحاته؛ فإنّ عين ما تقدّم في الفضيلة الثانية مِن تخريج وتصحيح يأتي هنا أيضاً.

ونشير هنا إلى أنّ دعاء النبي لمحبّ الحسين ( عليه السلام ) بهذهِ الألفاظ الشريفة يبيّن بوضوح عظمة الحسين ( عليه السلام ) ودرجته الرفيعة عند الله، سبحانه وتعالى، ومنها يتّضح حال مبغضه ومعاديه، بل وكذا حال محبّي أعدائه، ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) .

* الفضيلة الرابعة: في أنّه سبط من الأسباط:

وهو قول النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ): ( حسين سبط من الأسباط ) وهو تتمّة الحديث المتقدّم في الفضيلة الثانية والثالثة، فإنّ الحديث كما جاء في سنن الترمذي: ( حسينٌ منّي وأنا من حُسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط )، فعين ما تقدّم في الفضيلة الثانية من تخريجات وتصحيحات، يأتي هنا أيضاً.

لكنْ نشير إلى أنّه في بعض المصادر ورد: ( الحسن والحسين سبطان من الأسباط ) (1) .

وقال الهيثمي معقّباً: ( رواه الترمذي باختصار ذكر الحسن، ورواه الطبراني

____________________

(1) التاريخ الكبير للبخاري: 8/415، المكتبة الإسلاميّة، ديار بكر. والمعجم الكبير للطبراني: 3/32، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

١٨٤

وإسناده حَسَن ) (1) .

وأمّا معنى السبط في الحديث، فقد جاء في ( لسان العرب ): ( وفي الحديث أيضاً: الحسين سبط من الأسباط، أي أمّة من الأمم في الخير، فهو واقع على الأمّة، والأمّة واقعة عليه ) (2) . أي هو بمنزلة الأمّة في الخير.

وقال شارح ( التاج الجامع للأصول ) في كتابه ( غاية المأمول، شرح التاج الجامع للأصول ): ( والمراد هنا: أنّ الحسين رضي الله عنه في أخلاقه وأعماله الصالحة في دنياه كأمّة صالحة، كقوله تعالى: ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ، ويُبعث الحسين في الآخرة له شأن وجاه عظيم، كأمّة ذات شأن عظيم ) (3) ، ونفس هذا الكلام يأتي في الإمام الحسن ( عليه السلام )؛ لِمَا قدمناه مِن أنّ بعض المصادر نقلتْ: ( الحسن والحسين سبطان من الأسباط ).

* الفضيلة الخامسة: في محبّة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) للحسين ( عليه السلام ):

- أخرج الحاكم بسنده إلى أبي هريرة، قال: ( رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهو حامل الحسين بن علي، وهو يقول: ( اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه ) ) (4) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد روى بإسناد في الحسن مثله وكلاهما محفوظان )، ووافقه الذهبي (5) .

____________________

(1) مجمع الزوائد: 9/181، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(2) لسان العرب: 7/310، دار إحياء التراث العربي.

(3) غاية المأمول شرح التاج الجامع للأصول، المطبوع بحاشية التاج الجامع للأصول: 3/359، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(4) المستدرك على الصحيحين: 3/177، دار المعرفة.

(5) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: 3/177، دار المعرفة.

١٨٥

- وفي ( المستدرك ) أيضاً عن أبي هريرة، قال: ( ما رأيتُ الحسين بن علي إلاّ فاضت عيني دموعاً؛ وذاك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج يوماً فوجدني في المسجد فأخذ بيدي واتّكأ عليّ، فانطلقتُ معه حتّى جاء سوق بني قينقاع، قال: وما كلّمني، فطاف ونظر، ثمّ رجع ورجعتُ معه، فجلس في المسجد واحتبى، وقال لي: أدعو لي لكاع، فأتى حسين يشتدّ حتّى وقع في حجره، ثمّ أدخل يدَه في لحية رسول الله صلّى الله عليه وآله، فجعل رسول الله صلّى الله عليه وآله يفتح فم الحسين فيُدْخِلُ فاه في فيه ويقول: ( اللّهمّ إنّي أحبُّه فأحبّه ) ).

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )، ووافقه الذهبي (1) . وتقدّم في الفضائل المشتركة ما يدلّ على ذلك أيضاً.

هذا، وفضائل الحسين عديدة شهيرة نكتفي بما ذكرناه، ونحاول في ختام هذا الفصل، وحيث إنّنا في صدد ذكر سيّد شباب أهل الجنّة، أنْ ننقل نموذجاً من الأخبار الصحيحة من كتب أهل السنّة حول شهادة الحسين ( عليه السلام )، وتعظيمه، والبراءة من قاتليه وأعدائه، وحرمة قبره الشريف، فإليكم ذلك: بعنوان:

أخبار وروايات تتعلّق بعاشوراء

* الخبر الأوّل: في أنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كان أشعث أغبر لقتل الحسين ( عليه السلام ):

أخرج أحمد في ( المسند ) بسندهِ إلى عمّار بن أبي عمّار عن ابن عبّاس قال: ( رأيتُ النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام بنصف النهار، أشعث، أغبر، معه قارورة فيها دمٌ يلتقطه أو يتتبّع فيها شيئاً، قال: قلتُ يا رسول الله ما هذا؟

____________________

(1) المصدر نفسه: 3/178.

١٨٦

قال دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبّعه (1) منذ اليوم، قال عمّار: فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قُتل في ذلك اليوم ) (2) .

وأخرجه عبد بن حميد في ( منتخب مسند عبد بن حميد ) (3) ، والطبراني في ( المعجم الكبير ) (4) ، والحاكم في ( المستدرك ) (5) ، وغيرهم.

قال ابن كثير الدمشقي بعد أنْ نقل الخبر عن ( المسند ): ( إسناده قوي ) (6) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه ) (7).

قال الهيثمي بعد نقل الخبر: ( رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح ) (8) .

قال أحمد محمّد شاكر محقّق كتاب ( المسند ): ( إسناده صحيح ) (9) .

* الخبر الثاني: في نَوْح الجن على الحسين بن علي ( عليه السلام ):

أخرج الطبراني بسنده إلى أمّ سلمة، قالت: ( سمعتُ الجِنّ تنوح على

____________________

(1) وفي بعض المصادر ( ألتقطه ) بل كذا في ( مسند أحمد ) في موضع آخر، انظر: ( المسند ): 1/283، وانظر: ( المستدرك ): 4/398.

(2) مسند أحمد: 1/242 و283، دار صادر.

(3) منتخب مسند عبد بن حميد: 235، مكتبة، النهضة العربيّة.

(4) المعجم الكبير: (3/110) و (12/143)، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(5) المستدرك على الصحيحين: 4/398، دار المعرفة.

(6) البداية والنهاية: 8/218، مؤسّسة التاريخ العربي.

(7) المستدرك على الصحيحين: 4/398، دار المعرفة.

(8) مجمع الزوائد: 9/194، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(9) مسند أحمد: 2/551، حديث: (2165)، و 3/155، حديث: (2553)، دار الحديث، القاهرة.

١٨٧

الحسين بن علي رضي الله عنه ) (1) .

وأخرجه الضحاك في ( الآحاد والمثاني ) (2) ، وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (3) ، ورواه ابن كثير في ( البداية والنهاية ) وقال: ( وهذا صحيح ) (4) .

ورواه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (5) .

وأخرج الطبراني بسندهِ إلى ميمونه قالتْ: ( سمعتُ الجنّ تنوح على الحسين ) (6) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (7) .

* الخبر الثالث: في طمس عيني رجل تهجّم على الحسين ( عليه السلام ):

أخرج الطبراني بسنده إلى قرّة بن خالد، قال: ( سمعتُ أبا رجاء العطاردي يقول: لا تسبّوا عليّاً ولا أهل هذا البيت، فإنّ جاراً لنا مِن بلهجيم قال: ألم تروا إلى هذا الفاسق الحسين بن علي قتله الله، فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره ) (8) .

____________________

(1) المعجم الكبير: 3/121 و122، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(2) الآحاد والمثاني: 1/ 308، دار الدراية.

(3) تاريخ مدينة دمشق: 14/239، 240، دار الفكر.

(4) البداية والنهاية: 6/259، مؤسّسة التاريخ العربي.

(5) مجمع الزوائد: 9/199، دار الكتب العلميّة.

(6) المعجم الكبير: 3/122، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(7) مجمع الزوائد: 9/199، دار الكتب العلميّة.

(8) المعجم الكبير: 3/112، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

١٨٨

وأخرجه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (1) ، ورواه المزّي في ( تهذيب الكمال ) (2) ، والذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (3) ، وغيرهم.

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (4) .

* الخبر الرابع: في أنّه ما رُفع حجرٌ في الشام وبيت المقدس يوم قتل الحسين إلاّ وُجد تحته دمٌ عبيط:

أخرج الطبراني بسنده إلى ابن شهاب الزهري قال: ( ما رُفع بالشام حجرٌ يوم قتل الحسين بن علي إلاّ عن دم، رضي الله عنه ) (5) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (6) .

وأخرج الطبراني أيضاً بسنده إلى الزهري قال: ( قال لي عبد الملك بن مروان أي واحد أنت إنْ أخبرتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين بن علي؟ قال: قلتُ: لم تُرفع حصاة ببيت المقدس إلاّ وُجد تحتها دم عبيط، فقال عبد الملك: إنّي وإيّاك في هذا الحديث لقرينان ) (7) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله ثقات ) (8) .

____________________

(1) تاريخ مدينة دمشق: 14/232، دار الفكر.

(2) تهذيب الكمال: 6/436، مؤسّسة الرسالة.

(3) سير أعلام النبلاء: 3/313، مؤسّسة الرسالة.

(4) مجمع الزوائد: 9/196، دار الكتب العلميّة.

(5) المعجم الكبير: 3/113، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(6) مجمع الزوائد: 9/196، دار الكتب العلميّة.

(7) المعجم الكبير: 3/119، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(8) مجمع الزوائد: 9/196، دار الكتب العلميّة.

١٨٩

* الخبر الخامس: في قداسة وعظمة قبر الحسين ( عليه السلام ):

أخرج الطبراني بسنده عن الأعمش قال: ( خرى رجل من بني أسد على قبر حسين بن علي رضي الله عنه، قال: فأصاب أهل ذلك البيت خبل، وجنون، وجذام، ومرض، وفقر ) (1) .

وأخرجه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (2) ، ورواه الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (3) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (4) .

هذا، وروايات هذا الباب كثيرة جدّاً، نكتفي بما أشرنا إليه من الإيجاز، ونحيل القارئ إلى مطالعة كتاب ( سيرتنا وسنّتنا ) للشيخ الأميني صاحب الغدير، حيث جمع كمّاً هائلاً من الروايات الصحيحة في كتب أهل السنّة عن هذا الموضوع.

وبهذا نختم هذا الفصل الموجَز عن الإمامَين الحسنَين، وننقل الكلام إلى الإمام الرابع علي بن الحسين عليهما السلام وهو موضوع الفصل الثالث.

____________________

(1) المعجم الكبير: 3/120، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(2) تاريخ مدينة دمشق: 14/244، دار الفكر.

(3) سير أعلام النبلاء: 3/317، مؤسّسة الرسالة.

(4) مجمع الزوائد: 9/197، دار الكتب العلميّة.

١٩٠

الفصل الثالث

الرابع من أئمّة أهل البيت

زين العابدين

علي بن الحسين عليه السلام

١٩١

١٩٢

نافذة إلى معرفة الإمام

سليل النبوّة، وفرع دوحة المجد، وغصن شجرة الإسلام الأصيلة، وأحد كواكب البيت العلوي الطاهر، وعَلَماً من أعلام الهداية، ذلك هو الإمام علي بن الحسين، زين العابدين ( عليه السلام ).

كان وما زال مثلاً أعلى يُقتدى به، ومشعلاً وضّاءً يُنير الطريق بنور هَدْيه وإشعاع معرفته.

جمع الفضائل، وحاز المكارم، وتألّق نجمُه في عِنان السماء يفيض على الوجود نور الإيمان، ووهج الحقّ، ويرسو بمَن ركب سفينته نحو شاطئ الأمن والأمان.

كان في رَكْب الخلود وقافلة المجد، قافلة أسراء آل محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، فكسّر قيود أسره بصرخات محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، صرخات الحقّ والعدالة.

تلك الصرخات الخالدة التي هزّت عروش بني أميّة، وأيقظت نيام الأمّة وأصحتْ كلّ ضمير حي.

نعم، استطاع إمامنا زين العابدين أنْ يُسقط كلّ أوراق التستّر الأموي؛ ليُبدي سَوْءَة الجبابرة المتلبّسين بلباس الدين، ويفضح مخطّطاتهم، وألاعيبهم أمام الملأ الإسلامي.

فحصحص الحقّ وزهق الباطل، وعاد الدم يدبُّ في جسد الأمّة لتشمّ رائحة الحياة من جديد بعد أنْ كانت يائسة منها.

وهكذا استطاع إمامنا زين العابدين أنْ يُعرّف الناس بمغزى وحقيقة ثورة الإمام الحسين، ويضع أولى لَبِنات النصر الإلهي الذي أسّس أساسه الدّم الحسيني الخالد.

١٩٣

وبعد الثورة الخالدة، وأيّام مريرة في قيود الأسر، اتّجه إمامنا ( عليه السلام ) إلى توعية الأمّة وتهذيبها، ونشر فضائل الأخلاق فيها، وكان سبّاقاً في الطاعة وفعل المعروف قبل القول؛ لتكون دروسه العمليّة أبلغ في النفوس تأثيراً، فعُرِف بزين العابدين لكثرة عبادته، وشهد له كلُّ مَنْ عاصره بأنّه كان أورع وأفضل وأفقه أهل المدينة.

وقد طبعت السجلاّت في صحائفها مزيداً من الكلمات في تبجيل الإمام وتعظيمه، وامتلأت الكتب في نقل مناقبه ومحاسنه، ونحاول في هذا الفصل أنْ ننقل شطراً من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة في حقّ الإمام عليه السلام، وقبل الدخول في ذلك، نعرض إلمامة قصيرة عن حياته ( عليه السلام ) فنقول:

-هو: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

-أمّهُ: شاه زنان (1) ، بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى، ويُقال إنّ اسمها شهربانوا، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولّى حُريث بن جابر الحنفي جانباً من المشرق، فبعث إليه بنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى؛ فنحل ابنه الحسين ( عليه السلام ) شاه زنان منهما فأولدها زين العابدين ( عليه السلام )، ونحل الأخرى محمّد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمّد بن أبي بكر، فهما ابنا خالة (2) . وجاء في الخبر أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قال لولده الحسين ( عليه السلام ): ( أحسِن إلى شهربانويه فإنّها مرضيّة، فستلد لك خير أهل الأرض بعدك ) (3) .

____________________

(1) كلمة فارسيّة معرّبها: ملكة النساء.

(2) الإرشاد للمفيد: 2/137، مؤسّسة آل البيت.

(3) عيون المعجزات: 70 - 71.

١٩٤

-وُلِدَ ( عليه السلام ) بالمدينة، سنة: ثمان وثلاثين من الهجرة (38هـ) (1) .

-كنيته: أبو محمّد، ويُكنّى بأبي الحسن أيضاً، وبأبي القاسم (2) . وغيرها.

-ألقابه عديدة، منها: سيّد العابدين، زين العابدين، السجّاد، ذو الثفنات وغيرها (3) .

-تسلّم إمامة المسلمين: عند شهادة أبيه الحسين ( عليه السلام ) في محرّم سنة: (61هـ) وكان له من العمر: (23) سنة.

-عاصر في أيّام إمامته خمسة من حكّام بني أميّة، وهم: يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك (4) .

-شهد ( عليه السلام ) مأساة كربلاء: وكان مريضاً فيها، وواكب ركب السبايا بعد الفاجعة إلى الكوفة، ومنها إلى الشام.

-كان له ( عليه السلام ) دور كبير في: فضح البيت الأموي، وتبيين الحقّ والحقيقة أمام الملأ الإسلامي.

-تُوفّي ( عليه السلام ): في المدينة مسموماً (5) سنة: (95 هـ) (6) .

-دُفن: في البقيع مع عمّه الحسن ( عليه السلام ) (7) .

____________________

(1) انظر: ( الإرشاد ) للمفيد: 2/137، مؤسّسة آل البيت.

(2) إعلام الورى للطبرسي: 1/480، مؤسّسة آل البيت.

(3) المصدر نفسه: 1/480.

(4) انظر: للمصدر نفسه: 1/481.

(5) انظر: ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): 143، منشورات الرضي، طبعة مصوّرة على طبعة المطبعة الأدبيّة بمصر.

(6) الإرشاد للمفيد: 2/137، مؤسّسة آل البيت.

(7) المصدر نفسه: 2/138.

١٩٥

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة

اتّضح للقارئ من خلال الفصلَين الأوّلَين أنّ الرسول الأكرم، ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) نصّ على خلافة أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام )، وصدرت منه روايات صحّحها الفريقان، في مدحهم والثناء عليهم، ولأجل عدم التكرار ارتأينا أنْ نقتصر في فصلنا هذا وما بعده من الفصول الآتية على ذكر كلمات علماء وأعلام أهل السنّة في أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام )؛ ليتبيّن للقارئ إجماع الأمّة على كون هذهِ الذرِّيَّة الطاهرة من آل بيت النبي هم مدرسة من العطاء وأهل للاتّباع.

نُورد في فصلنا هذا بعضاً من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة، في تعظيم الإمام زين العابدين ومدحه والثناء عليه. فإليك ذلك:

1 - سعيد بن المسيَّب (ت: 93 أو 94 أو 100هـ):

قال في حقّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( لم يكن في أهل البيت مثله ) (1) ، وقال أيضاً: ( ما رأيت رجلاً أورع من علي بن الحسين ) (2) .

2 - محمّد بن مسلم الزهري (ت: 123هـ أو 124هـ):

نقل عنه أصحاب التراجم والسّير عدّة أقوال في مدح الإمام وتعظيمه، نورد بعضاً منها (3) :

____________________

(1) نقله ابن كثير في ( البداية والنهاية ): 1/122، مؤسّسة التاريخ العربي.

(2) أورده الذهبي في ( تاريخ الإسلام ): حوادث وفيات (81 - 100هـ)، ص 434، دار الكتاب العربي.

ونقل قريباً منه السيوطي في ( طبقات الحفّاظ ): 37، دار الكتب العلميّة.

(3) انظر مثلاً: ( تاريخ الإسلام ) للذهبي: حوادث وفيات (81 - 100هـ) ترجمة رقم: 352. و ( سير أعلام النبلاء ) له أيضاً: 4/386 - 401، مؤسّسة الرسالة. و ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر: 669 - 672، دار الفكر. مضافاً للمصادر الآتية في هامش كلّ قول.

١٩٦

1 - ( ما رأيتُ قرشيّاً أورع منه، ولا أفضل ) (1) .

2 - ( لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن حسين،... وكان أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة ) (2) .

3 - ( ما رأيت هاشميّاً قط أفضل من علي بن حسين، وهو أبو الحسينيّين كلّهم ) (3) .

4 - ( لم أُدرك بالمدينة أفضل منه ) (4) .

5 - ( ما رأيتُ قرشيّاً أفضل منه وما رأيتُ أفقه منه ) (5) .

3 - زيد بن أسلم (ت: 136هـ):

قال في حقّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( لم يكن في أهل البيت مثله ) (6) ، و ( ما رأيتُ فيهم مثل علي بن الحسين قط ) (7) ، وقال: ( ما رأيت مثل علي بن الحسين فهم حافظ ) (8) .

4 - سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج (ت: 135 أو 140هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( ما رأيتُ هاشميّاً أفضل من علي بن

____________________

(1) البداية والنهاية: 9/ 122، مؤسّسة التاريخ العربي.

(2) مختصر تاريخ دمشق: 17/ 234 و 235، دار الفكر.

(3) المصدر نفسه: 17/ 234 و 235.

(4) تهذيب الأسماء واللغات: 1/314، دار الفكر.

(5) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 237، دار البشائر المصوّرة على الطبعة البولاقيّة في القاهرة.

(6) نقله ابن كثير في ( البداية والنهاية ): 9/122، مؤسّسة التاريخ العربي.

(7) نقله الذهبي في ( تاريخ الإسلام ): حوادث وفيات (81 - 100هـ)، ص 433، دار الكتاب العربي.

(8) نقله أبو إسحاق الشيرازي في ( طبقات الفقهاء ): 47، دار القلم، بيروت.

١٩٧

الحسين ) (1) ، وقال أيضاً: ( ما رأيت هاشميّاً أفقه من علي بن الحسين ) (2) .

5 - يحيى بن سعيد الأنصاري (ت: 143هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( هو أفضل هاشمي رأيتُه بالمدينة ) (3) . ( وكان أفضلُ هاشمي أدركتُه ) (4) .

6 - الإمام مالك بن أنس (ت: 179هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( إنّ عليّ بن الحسين كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أنْ مات... وكان يسمّى زين العابدين لعبادته ) (5) .

وروى عنه عبد الله بن وهب (6) أنّه قال: ( لم يكن في أهل بيت رسول الله

____________________

(1) نقله الذهبي في ( تاريخ الإسلام ): حوادث وفيات (81 - 100هـ)، ص 433، دار الكتاب العربي، وابن العماد الحنبلي في ( شذرات الذهب ): 1/194، دار الكتب العلميّة.

(2) نقله المزّي في ( تهذيب الكمال ): 20/393، مؤسّسة الرسالة.

(3) نقل قوله النووي في ( تهذيب الأسماء واللغات ): 1/314، دار الفكر.

(4) نقل قوله ابن كثير في ( البداية والنهاية ) 9/122، مؤسّسة التاريخ العربي. والذهبي في ( تاريخ الإسلام): حوادث وفيات (81 - 100هـ)، ص 435، دار الكتاب العربي. وأورده ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ): 5/670، دار الفكر.

(5) رواه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ): 41/ 378، دار الفكر. وأرسله الذهبي في ( العبر في خبر من غبر ): 1/111 إرسال المسلّمات، واللفظ أعلاه للذهبي.

(6) قال عنه ابن حجر في ( تقريب التهذيب ): ( عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمّد المصري، الفقيه، ثقة حافظ عابد )، ( تقريب التهذيب ): 1/320، دار الفكر، وترجمه في ( تهذيب التهذيب ): 4/530، ونقل فيها قول علي بن الحسين بن الجنيد: سمعتُ أبا مصعب يعظّم ابن وهب، قال: ومسائل ابن وهب عن مالك صحيحة، ونقل قول هارون بن عبد الله الزهري: كان الناس في المدينة يختلفون في الشيء عن مالك فينتظرون قدوم ابن وهب حتّى يسألوه عنه.

١٩٨

مثل علي بن الحسين ) (1) .

7 - حمّاد بن زيد (ت: 179هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( كان أفضل هاشمي أدركته ) (2) .

8 - سفيان بن عُيَيْنة (ت: 198هـ):

قال في حقّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( ما رأينا قط قرشيّاً أفضل منه ) (3) .

9 - الإمام محمّد بن إدريس الشافعي (ت: 204 هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( هو أفقه أهل المدينة ) (4) .

10 - محمّد بن سعد الزهري (ت: 230هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( كان ثقةً مأموناً، كثير الحديث، عالياً، رفيعاً، ورعاً ) (5) .

____________________

(1) انظر: ( البداية والنهاية ) لابن كثير: 9/122، مؤسّسة التاريخ العربي، ونسب القول إلى مالك بلا رواية عنه. و ( سير أعلام النبلاء ) للذهبي: 4/389، مؤسّسة الرسالة. و ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر: 5/670، دار الفكر، واللفظ لابن حجر.

(2) نقل قوله النووي في ( تهذيب الأسماء واللغات ): 1/314، دار الفكر.

(3) نقل قوله المنّاوي في ( الكواكب الدريّة ): 139، مطبعة وورسة تجليد الأنوار، مصر. وابن الصبّان في ( إسعاف الراغبين ): 237، مطبوع على هامش نور الأبصار، طبعة دار الفكر المصوّرة على الطبعة المصريّة لسنة: 1948م.

(4) نقل قوله الجاحظ في ( رسائله ): 106، جمع ونشر حسن السندوبي، المطبعة الرحمانيّة بمصر، توزيع المكتبة التجاريّة الكبرى.

(5) أورده الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ): 4/387، مؤسّسة الرسالة. وابن حجر في ( تهذيب التهذيب ): 5/670، دار الفكر.

١٩٩

11 - الإمام أحمد بن حنبل (ت: 241 هـ):

علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا، عن أبيه موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه علي زين العابدين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب، عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين، قائلاً: ( لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ مِن جُنَّتِهِ ) (1) .

12 - عمرو بن بحر الجاحظ (ت: 250هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( وأمّا علي بن الحسين بن علي، فلم أرَ الخارجي في أمره إلاّ كالشيعي، ولم أرَ الشيعي إلاّ كالمعتزلي، ولم أرَ المعتزلي إلاّ كالعامّي، ولم أرَ العامّي إلاّ كالخاصّي، ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله ويشكّ في تقديمه ) (2) .

وقال في ( رسائله ) عند الردّ على ما تفاضلت به بنو أميّة على بني هاشم: ( وإنْ عددتم النسّاك من غير الملوك فأين أنتم عن علي بن الحسين زين العابدين، الذي كان يُقال له: علي الخير، وعلي الأعز، وعلي العابد، وما أقسم على الله بشيء إلاّ وأبرّ قسمه...

فأمّا الفقه والتفسير والتأويل فإنْ ذكرتموه، لم يكن لكم فيه أحد، وكان لنا فيه مثل علي بن أبي طالب... وجعفر بن محمّد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه... ومَن مثلُ علي بن الحسين زين العابدين. وقال الشافعي في الرسالة في إثبات خبر الواحد: وجدتُ علي بن الحسين - وهو أفقه أهل المدينة - يُعوّل على

____________________

(1) أورده ابن حجر الهيتمي في ( الصواعق المحرقة ): 310، دار الكتب العلميّة.

(2) نقل قوله ابن عنبة في ( عمدة الطالب ): 194، المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480