أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة16%

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 480

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 75416 / تحميل: 9274
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

كنتُ أسرد الصوم على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فشكاني أبي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إنّ عبد الله بن عمرو يصوم النهار ويقوم الليل، قال: صمْ، وافطرْ، ونَمْ، فإنّي أنا أصلّي، وأنامُ، وأصومُ، وأفطرُ.

قال لي: يا عبد الله، أَطِعْ أباك، فخرج يوم صفّين وخرجتُ معه ).

قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ): ( رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد وهو ثقة ) (١) .

وقد نقلنا الخبر بطوله؛ ليتأمّل به القارئ الكريم، فإنّ فيه دلالات عديدة لا تخفى على اللبيب.

القسم الثالث: فضائل الإمام الحسين الخاصّة

وقد ملأت الخافقين وهي أشهر مِن أنْ تذكر، نورد جملة مختصرة منها تيمّناً وتبرّكاً، علماً أنّه تقدّم بعض ذلك في الفضائل المشتركة أيضاً.

* الفضيلة الأولى: في أنّه سيّد شباب أهل الجنّة:

- قال ابن كثير في ( البداية والنهاية ): قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع عن ربيع بن سعد عن أبي سابط (٢) ، قال: ( دخل حسين بن علي المسجد فقال: ( جابر بن عبد الله: مَن أحبّ أنْ ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة فلينظر إلى هذا )، سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ) (٣) .

____________________

(١) مجمع الزوائد: ٩/١٧٧، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٢) في ( السير ) و ( مسند أبي يعلى ): ( عبد الرحمان بن سابط ) وليس ( أبا سابط ).

(٣) البداية والنهاية: ٨/٢٢٥، مؤسّسة التاريخ العربي.

١٨١

ورواه الذهبي في ( السير ) أيضاً عن ( مسند أحمد ) (١) .

قال محقّق ( السيّر ): ( ذكره الهيثمي في ( المجمع ) ٩/١٨٧، ونسبه إلى أبي يعلى وليس لأحمد، وقال: رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وهو ثقة ) (٢) .

- أقول:

ما نقله أبو يعلى وأخذه عنه الهيثمي في ( المجمع ) يختلف قليلاً عمّا هو في ( مسند أحمد ) بحسب ما نقل الذهبي وابن كثير، فقد أخرج أبو يعلى بسندهِ عن ابن نمير عن أبيه عن الربيع بن سعد عن عبد الرحمان بن سابط عن جابر، قال: ( ( مَن سرّه أنْ ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى الحسين بن علي )، فإنّي سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقوله ) (٣) .

ويظهر أنّهما رواية واحدة والله العالم.

وعلى كلّ حال، فقد مرّ في الفضائل المشتركة، أنّه تواتر النقل عن الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.

* الفضيلة الثانية: في أنّه من الرسول وأنّ الرسول منه:

- أخرج الترمذي بسنده إلى يعلى بن مرّة، قال: ( قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( حسينٌ منّي وأنا مِن حسين ) ) (٤) .

____________________

(١) سير أعلام النبلاء: ٣/٢٨٢ - ٢٨٣، مؤسّسة الرسالة.

(٢) المصدر نفسه: ٣/٢٨٢ - ٢٨٣.

(٣) مسند أبي يعلى: ٣/٣٩٧، دار المأمون للتراث. وانظر: ( مجمع الزوائد ): ٩/١٨٧، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٤) سنن الترمذي: ٥/٣٢٤، دار الفكر.

١٨٢

وأخرجه البخاري في ( الأدب المفرد ) (١) ، وأحمد في ( المسند ) (٢) ، وابن ماجة في ( السنن ) (٣) ، والحاكم في ( المستدرك ) (٤) ، وغيرهم، علماً أنّ للرواية تتمّة، يأتي التعرض لها في الفضائل الآتية، قال الترمذي: ( هذا حديث حَسَن ) (٥) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي (٦) ، قال البوصيري في ( مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة ): ( هذا إسناد حسن رجاله ثقات ) (٧) .

قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ): ( إسناده حَسَن ) (٨) .

ومن المُستبعَد أنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يريد بهذا الحديث الرابطة النسبيّة بينه وبين الحسين ( عليه السلام )، خصوصاً عند النظر إلى الشطر الثاني، ( وأنا من حسين ) فلا بدّ أنْ يكون الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ناظراً إلى أمرٍ أدقّ وأعمق من ذلك، ولعلّه يشير إلى وحدة المنهج، والهدف، والروح الرساليّة التي يحملها الحسين ( عليه السلام ) في سبيل إرساء رسالة الله، والحفاظ على أصولها، والتي تهدف إلى إصلاح الإنسان،

____________________

(١) الأدب المفرد: ٨٥، مؤسّسة الكتب الثقافيّة.

(٢) مسند أحمد: ٤/١٧٢، دار صادر.

(٣) سنن ابن ماجة: ١/٨٥، مكتبة المعارف.

(٤) المستدرك على الصحيحين: ٣/١٧٧، دار المعرفة.

(٥) سنن الترمذي: ٥/٣٢٤، دار الفكر.

(٦) المستدرك على الصحيحين وبذيله ( تلخيص المستدرك ): ٣/١٧٧، دار المعرفة.

(٧) مصباح الزجاجة المطبوع بحاشية السنن: ١/٨٥، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

(٨) مجمع الزوائد: ٩/١٨١، دار الكتب العلميّة، بيروت.

١٨٣

وتخليصه من مستنقعات الجهل والظلام، والرقي به نحو سُلّم الكمال.

* الفضيلة الثالثة: في دعاء النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لمحبّ الحسين ( عليه السلام ):

- فقد ورد عنه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنّه قال: ( أحبّ الله من أحبّ حسيناً ) وهذا المقطع هو إحدى تتمّات الحديث السابق، فلا داعي لذكر تخريجاته أو تصحيحاته؛ فإنّ عين ما تقدّم في الفضيلة الثانية مِن تخريج وتصحيح يأتي هنا أيضاً.

ونشير هنا إلى أنّ دعاء النبي لمحبّ الحسين ( عليه السلام ) بهذهِ الألفاظ الشريفة يبيّن بوضوح عظمة الحسين ( عليه السلام ) ودرجته الرفيعة عند الله، سبحانه وتعالى، ومنها يتّضح حال مبغضه ومعاديه، بل وكذا حال محبّي أعدائه، ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) .

* الفضيلة الرابعة: في أنّه سبط من الأسباط:

وهو قول النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ): ( حسين سبط من الأسباط ) وهو تتمّة الحديث المتقدّم في الفضيلة الثانية والثالثة، فإنّ الحديث كما جاء في سنن الترمذي: ( حسينٌ منّي وأنا من حُسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط )، فعين ما تقدّم في الفضيلة الثانية من تخريجات وتصحيحات، يأتي هنا أيضاً.

لكنْ نشير إلى أنّه في بعض المصادر ورد: ( الحسن والحسين سبطان من الأسباط ) (١) .

وقال الهيثمي معقّباً: ( رواه الترمذي باختصار ذكر الحسن، ورواه الطبراني

____________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري: ٨/٤١٥، المكتبة الإسلاميّة، ديار بكر. والمعجم الكبير للطبراني: ٣/٣٢، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

١٨٤

وإسناده حَسَن ) (١) .

وأمّا معنى السبط في الحديث، فقد جاء في ( لسان العرب ): ( وفي الحديث أيضاً: الحسين سبط من الأسباط، أي أمّة من الأمم في الخير، فهو واقع على الأمّة، والأمّة واقعة عليه ) (٢) . أي هو بمنزلة الأمّة في الخير.

وقال شارح ( التاج الجامع للأصول ) في كتابه ( غاية المأمول، شرح التاج الجامع للأصول ): ( والمراد هنا: أنّ الحسين رضي الله عنه في أخلاقه وأعماله الصالحة في دنياه كأمّة صالحة، كقوله تعالى: ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ، ويُبعث الحسين في الآخرة له شأن وجاه عظيم، كأمّة ذات شأن عظيم ) (٣) ، ونفس هذا الكلام يأتي في الإمام الحسن ( عليه السلام )؛ لِمَا قدمناه مِن أنّ بعض المصادر نقلتْ: ( الحسن والحسين سبطان من الأسباط ).

* الفضيلة الخامسة: في محبّة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) للحسين ( عليه السلام ):

- أخرج الحاكم بسنده إلى أبي هريرة، قال: ( رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهو حامل الحسين بن علي، وهو يقول: ( اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه ) ) (٤) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد روى بإسناد في الحسن مثله وكلاهما محفوظان )، ووافقه الذهبي (٥) .

____________________

(١) مجمع الزوائد: ٩/١٨١، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٢) لسان العرب: ٧/٣١٠، دار إحياء التراث العربي.

(٣) غاية المأمول شرح التاج الجامع للأصول، المطبوع بحاشية التاج الجامع للأصول: ٣/٣٥٩، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٤) المستدرك على الصحيحين: ٣/١٧٧، دار المعرفة.

(٥) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: ٣/١٧٧، دار المعرفة.

١٨٥

- وفي ( المستدرك ) أيضاً عن أبي هريرة، قال: ( ما رأيتُ الحسين بن علي إلاّ فاضت عيني دموعاً؛ وذاك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج يوماً فوجدني في المسجد فأخذ بيدي واتّكأ عليّ، فانطلقتُ معه حتّى جاء سوق بني قينقاع، قال: وما كلّمني، فطاف ونظر، ثمّ رجع ورجعتُ معه، فجلس في المسجد واحتبى، وقال لي: أدعو لي لكاع، فأتى حسين يشتدّ حتّى وقع في حجره، ثمّ أدخل يدَه في لحية رسول الله صلّى الله عليه وآله، فجعل رسول الله صلّى الله عليه وآله يفتح فم الحسين فيُدْخِلُ فاه في فيه ويقول: ( اللّهمّ إنّي أحبُّه فأحبّه ) ).

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )، ووافقه الذهبي (١) . وتقدّم في الفضائل المشتركة ما يدلّ على ذلك أيضاً.

هذا، وفضائل الحسين عديدة شهيرة نكتفي بما ذكرناه، ونحاول في ختام هذا الفصل، وحيث إنّنا في صدد ذكر سيّد شباب أهل الجنّة، أنْ ننقل نموذجاً من الأخبار الصحيحة من كتب أهل السنّة حول شهادة الحسين ( عليه السلام )، وتعظيمه، والبراءة من قاتليه وأعدائه، وحرمة قبره الشريف، فإليكم ذلك: بعنوان:

أخبار وروايات تتعلّق بعاشوراء

* الخبر الأوّل: في أنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كان أشعث أغبر لقتل الحسين ( عليه السلام ):

أخرج أحمد في ( المسند ) بسندهِ إلى عمّار بن أبي عمّار عن ابن عبّاس قال: ( رأيتُ النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام بنصف النهار، أشعث، أغبر، معه قارورة فيها دمٌ يلتقطه أو يتتبّع فيها شيئاً، قال: قلتُ يا رسول الله ما هذا؟

____________________

(١) المصدر نفسه: ٣/١٧٨.

١٨٦

قال دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبّعه (١) منذ اليوم، قال عمّار: فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قُتل في ذلك اليوم ) (٢) .

وأخرجه عبد بن حميد في ( منتخب مسند عبد بن حميد ) (٣) ، والطبراني في ( المعجم الكبير ) (٤) ، والحاكم في ( المستدرك ) (٥) ، وغيرهم.

قال ابن كثير الدمشقي بعد أنْ نقل الخبر عن ( المسند ): ( إسناده قوي ) (٦) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه ) (٧).

قال الهيثمي بعد نقل الخبر: ( رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح ) (٨) .

قال أحمد محمّد شاكر محقّق كتاب ( المسند ): ( إسناده صحيح ) (٩) .

* الخبر الثاني: في نَوْح الجن على الحسين بن علي ( عليه السلام ):

أخرج الطبراني بسنده إلى أمّ سلمة، قالت: ( سمعتُ الجِنّ تنوح على

____________________

(١) وفي بعض المصادر ( ألتقطه ) بل كذا في ( مسند أحمد ) في موضع آخر، انظر: ( المسند ): ١/٢٨٣، وانظر: ( المستدرك ): ٤/٣٩٨.

(٢) مسند أحمد: ١/٢٤٢ و٢٨٣، دار صادر.

(٣) منتخب مسند عبد بن حميد: ٢٣٥، مكتبة، النهضة العربيّة.

(٤) المعجم الكبير: (٣/١١٠) و (١٢/١٤٣)، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٥) المستدرك على الصحيحين: ٤/٣٩٨، دار المعرفة.

(٦) البداية والنهاية: ٨/٢١٨، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٧) المستدرك على الصحيحين: ٤/٣٩٨، دار المعرفة.

(٨) مجمع الزوائد: ٩/١٩٤، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٩) مسند أحمد: ٢/٥٥١، حديث: (٢١٦٥)، و ٣/١٥٥، حديث: (٢٥٥٣)، دار الحديث، القاهرة.

١٨٧

الحسين بن علي رضي الله عنه ) (١) .

وأخرجه الضحاك في ( الآحاد والمثاني ) (٢) ، وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (٣) ، ورواه ابن كثير في ( البداية والنهاية ) وقال: ( وهذا صحيح ) (٤) .

ورواه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (٥) .

وأخرج الطبراني بسندهِ إلى ميمونه قالتْ: ( سمعتُ الجنّ تنوح على الحسين ) (٦) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (٧) .

* الخبر الثالث: في طمس عيني رجل تهجّم على الحسين ( عليه السلام ):

أخرج الطبراني بسنده إلى قرّة بن خالد، قال: ( سمعتُ أبا رجاء العطاردي يقول: لا تسبّوا عليّاً ولا أهل هذا البيت، فإنّ جاراً لنا مِن بلهجيم قال: ألم تروا إلى هذا الفاسق الحسين بن علي قتله الله، فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره ) (٨) .

____________________

(١) المعجم الكبير: ٣/١٢١ و١٢٢، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٢) الآحاد والمثاني: ١/ ٣٠٨، دار الدراية.

(٣) تاريخ مدينة دمشق: ١٤/٢٣٩، ٢٤٠، دار الفكر.

(٤) البداية والنهاية: ٦/٢٥٩، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٥) مجمع الزوائد: ٩/١٩٩، دار الكتب العلميّة.

(٦) المعجم الكبير: ٣/١٢٢، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٧) مجمع الزوائد: ٩/١٩٩، دار الكتب العلميّة.

(٨) المعجم الكبير: ٣/١١٢، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

١٨٨

وأخرجه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (١) ، ورواه المزّي في ( تهذيب الكمال ) (٢) ، والذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (٣) ، وغيرهم.

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (٤) .

* الخبر الرابع: في أنّه ما رُفع حجرٌ في الشام وبيت المقدس يوم قتل الحسين إلاّ وُجد تحته دمٌ عبيط:

أخرج الطبراني بسنده إلى ابن شهاب الزهري قال: ( ما رُفع بالشام حجرٌ يوم قتل الحسين بن علي إلاّ عن دم، رضي الله عنه ) (٥) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (٦) .

وأخرج الطبراني أيضاً بسنده إلى الزهري قال: ( قال لي عبد الملك بن مروان أي واحد أنت إنْ أخبرتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين بن علي؟ قال: قلتُ: لم تُرفع حصاة ببيت المقدس إلاّ وُجد تحتها دم عبيط، فقال عبد الملك: إنّي وإيّاك في هذا الحديث لقرينان ) (٧) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله ثقات ) (٨) .

____________________

(١) تاريخ مدينة دمشق: ١٤/٢٣٢، دار الفكر.

(٢) تهذيب الكمال: ٦/٤٣٦، مؤسّسة الرسالة.

(٣) سير أعلام النبلاء: ٣/٣١٣، مؤسّسة الرسالة.

(٤) مجمع الزوائد: ٩/١٩٦، دار الكتب العلميّة.

(٥) المعجم الكبير: ٣/١١٣، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٦) مجمع الزوائد: ٩/١٩٦، دار الكتب العلميّة.

(٧) المعجم الكبير: ٣/١١٩، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٨) مجمع الزوائد: ٩/١٩٦، دار الكتب العلميّة.

١٨٩

* الخبر الخامس: في قداسة وعظمة قبر الحسين ( عليه السلام ):

أخرج الطبراني بسنده عن الأعمش قال: ( خرى رجل من بني أسد على قبر حسين بن علي رضي الله عنه، قال: فأصاب أهل ذلك البيت خبل، وجنون، وجذام، ومرض، وفقر ) (١) .

وأخرجه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (٢) ، ورواه الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (٣) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (٤) .

هذا، وروايات هذا الباب كثيرة جدّاً، نكتفي بما أشرنا إليه من الإيجاز، ونحيل القارئ إلى مطالعة كتاب ( سيرتنا وسنّتنا ) للشيخ الأميني صاحب الغدير، حيث جمع كمّاً هائلاً من الروايات الصحيحة في كتب أهل السنّة عن هذا الموضوع.

وبهذا نختم هذا الفصل الموجَز عن الإمامَين الحسنَين، وننقل الكلام إلى الإمام الرابع علي بن الحسين عليهما السلام وهو موضوع الفصل الثالث.

____________________

(١) المعجم الكبير: ٣/١٢٠، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٢) تاريخ مدينة دمشق: ١٤/٢٤٤، دار الفكر.

(٣) سير أعلام النبلاء: ٣/٣١٧، مؤسّسة الرسالة.

(٤) مجمع الزوائد: ٩/١٩٧، دار الكتب العلميّة.

١٩٠

الفصل الثالث

الرابع من أئمّة أهل البيت

زين العابدين

علي بن الحسين عليه السلام

١٩١

١٩٢

نافذة إلى معرفة الإمام

سليل النبوّة، وفرع دوحة المجد، وغصن شجرة الإسلام الأصيلة، وأحد كواكب البيت العلوي الطاهر، وعَلَماً من أعلام الهداية، ذلك هو الإمام علي بن الحسين، زين العابدين ( عليه السلام ).

كان وما زال مثلاً أعلى يُقتدى به، ومشعلاً وضّاءً يُنير الطريق بنور هَدْيه وإشعاع معرفته.

جمع الفضائل، وحاز المكارم، وتألّق نجمُه في عِنان السماء يفيض على الوجود نور الإيمان، ووهج الحقّ، ويرسو بمَن ركب سفينته نحو شاطئ الأمن والأمان.

كان في رَكْب الخلود وقافلة المجد، قافلة أسراء آل محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، فكسّر قيود أسره بصرخات محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، صرخات الحقّ والعدالة.

تلك الصرخات الخالدة التي هزّت عروش بني أميّة، وأيقظت نيام الأمّة وأصحتْ كلّ ضمير حي.

نعم، استطاع إمامنا زين العابدين أنْ يُسقط كلّ أوراق التستّر الأموي؛ ليُبدي سَوْءَة الجبابرة المتلبّسين بلباس الدين، ويفضح مخطّطاتهم، وألاعيبهم أمام الملأ الإسلامي.

فحصحص الحقّ وزهق الباطل، وعاد الدم يدبُّ في جسد الأمّة لتشمّ رائحة الحياة من جديد بعد أنْ كانت يائسة منها.

وهكذا استطاع إمامنا زين العابدين أنْ يُعرّف الناس بمغزى وحقيقة ثورة الإمام الحسين، ويضع أولى لَبِنات النصر الإلهي الذي أسّس أساسه الدّم الحسيني الخالد.

١٩٣

وبعد الثورة الخالدة، وأيّام مريرة في قيود الأسر، اتّجه إمامنا ( عليه السلام ) إلى توعية الأمّة وتهذيبها، ونشر فضائل الأخلاق فيها، وكان سبّاقاً في الطاعة وفعل المعروف قبل القول؛ لتكون دروسه العمليّة أبلغ في النفوس تأثيراً، فعُرِف بزين العابدين لكثرة عبادته، وشهد له كلُّ مَنْ عاصره بأنّه كان أورع وأفضل وأفقه أهل المدينة.

وقد طبعت السجلاّت في صحائفها مزيداً من الكلمات في تبجيل الإمام وتعظيمه، وامتلأت الكتب في نقل مناقبه ومحاسنه، ونحاول في هذا الفصل أنْ ننقل شطراً من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة في حقّ الإمام عليه السلام، وقبل الدخول في ذلك، نعرض إلمامة قصيرة عن حياته ( عليه السلام ) فنقول:

-هو: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

-أمّهُ: شاه زنان (١) ، بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى، ويُقال إنّ اسمها شهربانوا، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولّى حُريث بن جابر الحنفي جانباً من المشرق، فبعث إليه بنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى؛ فنحل ابنه الحسين ( عليه السلام ) شاه زنان منهما فأولدها زين العابدين ( عليه السلام )، ونحل الأخرى محمّد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمّد بن أبي بكر، فهما ابنا خالة (٢) . وجاء في الخبر أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قال لولده الحسين ( عليه السلام ): ( أحسِن إلى شهربانويه فإنّها مرضيّة، فستلد لك خير أهل الأرض بعدك ) (٣) .

____________________

(١) كلمة فارسيّة معرّبها: ملكة النساء.

(٢) الإرشاد للمفيد: ٢/١٣٧، مؤسّسة آل البيت.

(٣) عيون المعجزات: ٧٠ - ٧١.

١٩٤

-وُلِدَ ( عليه السلام ) بالمدينة، سنة: ثمان وثلاثين من الهجرة (٣٨هـ) (١) .

-كنيته: أبو محمّد، ويُكنّى بأبي الحسن أيضاً، وبأبي القاسم (٢) . وغيرها.

-ألقابه عديدة، منها: سيّد العابدين، زين العابدين، السجّاد، ذو الثفنات وغيرها (٣) .

-تسلّم إمامة المسلمين: عند شهادة أبيه الحسين ( عليه السلام ) في محرّم سنة: (٦١هـ) وكان له من العمر: (٢٣) سنة.

-عاصر في أيّام إمامته خمسة من حكّام بني أميّة، وهم: يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك (٤) .

-شهد ( عليه السلام ) مأساة كربلاء: وكان مريضاً فيها، وواكب ركب السبايا بعد الفاجعة إلى الكوفة، ومنها إلى الشام.

-كان له ( عليه السلام ) دور كبير في: فضح البيت الأموي، وتبيين الحقّ والحقيقة أمام الملأ الإسلامي.

-تُوفّي ( عليه السلام ): في المدينة مسموماً (٥) سنة: (٩٥ هـ) (٦) .

-دُفن: في البقيع مع عمّه الحسن ( عليه السلام ) (٧) .

____________________

(١) انظر: ( الإرشاد ) للمفيد: ٢/١٣٧، مؤسّسة آل البيت.

(٢) إعلام الورى للطبرسي: ١/٤٨٠، مؤسّسة آل البيت.

(٣) المصدر نفسه: ١/٤٨٠.

(٤) انظر: للمصدر نفسه: ١/٤٨١.

(٥) انظر: ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ١٤٣، منشورات الرضي، طبعة مصوّرة على طبعة المطبعة الأدبيّة بمصر.

(٦) الإرشاد للمفيد: ٢/١٣٧، مؤسّسة آل البيت.

(٧) المصدر نفسه: ٢/١٣٨.

١٩٥

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة

اتّضح للقارئ من خلال الفصلَين الأوّلَين أنّ الرسول الأكرم، ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) نصّ على خلافة أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام )، وصدرت منه روايات صحّحها الفريقان، في مدحهم والثناء عليهم، ولأجل عدم التكرار ارتأينا أنْ نقتصر في فصلنا هذا وما بعده من الفصول الآتية على ذكر كلمات علماء وأعلام أهل السنّة في أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام )؛ ليتبيّن للقارئ إجماع الأمّة على كون هذهِ الذرِّيَّة الطاهرة من آل بيت النبي هم مدرسة من العطاء وأهل للاتّباع.

نُورد في فصلنا هذا بعضاً من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة، في تعظيم الإمام زين العابدين ومدحه والثناء عليه. فإليك ذلك:

١ - سعيد بن المسيَّب (ت: ٩٣ أو ٩٤ أو ١٠٠هـ):

قال في حقّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( لم يكن في أهل البيت مثله ) (١) ، وقال أيضاً: ( ما رأيت رجلاً أورع من علي بن الحسين ) (٢) .

٢ - محمّد بن مسلم الزهري (ت: ١٢٣هـ أو ١٢٤هـ):

نقل عنه أصحاب التراجم والسّير عدّة أقوال في مدح الإمام وتعظيمه، نورد بعضاً منها (٣) :

____________________

(١) نقله ابن كثير في ( البداية والنهاية ): ١/١٢٢، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٢) أورده الذهبي في ( تاريخ الإسلام ): حوادث وفيات (٨١ - ١٠٠هـ)، ص ٤٣٤، دار الكتاب العربي.

ونقل قريباً منه السيوطي في ( طبقات الحفّاظ ): ٣٧، دار الكتب العلميّة.

(٣) انظر مثلاً: ( تاريخ الإسلام ) للذهبي: حوادث وفيات (٨١ - ١٠٠هـ) ترجمة رقم: ٣٥٢. و ( سير أعلام النبلاء ) له أيضاً: ٤/٣٨٦ - ٤٠١، مؤسّسة الرسالة. و ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر: ٦٦٩ - ٦٧٢، دار الفكر. مضافاً للمصادر الآتية في هامش كلّ قول.

١٩٦

١ - ( ما رأيتُ قرشيّاً أورع منه، ولا أفضل ) (١) .

٢ - ( لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن حسين،... وكان أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة ) (٢) .

٣ - ( ما رأيت هاشميّاً قط أفضل من علي بن حسين، وهو أبو الحسينيّين كلّهم ) (٣) .

٤ - ( لم أُدرك بالمدينة أفضل منه ) (٤) .

٥ - ( ما رأيتُ قرشيّاً أفضل منه وما رأيتُ أفقه منه ) (٥) .

٣ - زيد بن أسلم (ت: ١٣٦هـ):

قال في حقّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( لم يكن في أهل البيت مثله ) (٦) ، و ( ما رأيتُ فيهم مثل علي بن الحسين قط ) (٧) ، وقال: ( ما رأيت مثل علي بن الحسين فهم حافظ ) (٨) .

٤ - سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج (ت: ١٣٥ أو ١٤٠هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( ما رأيتُ هاشميّاً أفضل من علي بن

____________________

(١) البداية والنهاية: ٩/ ١٢٢، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٢) مختصر تاريخ دمشق: ١٧/ ٢٣٤ و ٢٣٥، دار الفكر.

(٣) المصدر نفسه: ١٧/ ٢٣٤ و ٢٣٥.

(٤) تهذيب الأسماء واللغات: ١/٣١٤، دار الفكر.

(٥) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: ٢٣٧، دار البشائر المصوّرة على الطبعة البولاقيّة في القاهرة.

(٦) نقله ابن كثير في ( البداية والنهاية ): ٩/١٢٢، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٧) نقله الذهبي في ( تاريخ الإسلام ): حوادث وفيات (٨١ - ١٠٠هـ)، ص ٤٣٣، دار الكتاب العربي.

(٨) نقله أبو إسحاق الشيرازي في ( طبقات الفقهاء ): ٤٧، دار القلم، بيروت.

١٩٧

الحسين ) (١) ، وقال أيضاً: ( ما رأيت هاشميّاً أفقه من علي بن الحسين ) (٢) .

٥ - يحيى بن سعيد الأنصاري (ت: ١٤٣هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( هو أفضل هاشمي رأيتُه بالمدينة ) (٣) . ( وكان أفضلُ هاشمي أدركتُه ) (٤) .

٦ - الإمام مالك بن أنس (ت: ١٧٩هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( إنّ عليّ بن الحسين كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أنْ مات... وكان يسمّى زين العابدين لعبادته ) (٥) .

وروى عنه عبد الله بن وهب (٦) أنّه قال: ( لم يكن في أهل بيت رسول الله

____________________

(١) نقله الذهبي في ( تاريخ الإسلام ): حوادث وفيات (٨١ - ١٠٠هـ)، ص ٤٣٣، دار الكتاب العربي، وابن العماد الحنبلي في ( شذرات الذهب ): ١/١٩٤، دار الكتب العلميّة.

(٢) نقله المزّي في ( تهذيب الكمال ): ٢٠/٣٩٣، مؤسّسة الرسالة.

(٣) نقل قوله النووي في ( تهذيب الأسماء واللغات ): ١/٣١٤، دار الفكر.

(٤) نقل قوله ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ٩/١٢٢، مؤسّسة التاريخ العربي. والذهبي في ( تاريخ الإسلام): حوادث وفيات (٨١ - ١٠٠هـ)، ص ٤٣٥، دار الكتاب العربي. وأورده ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ): ٥/٦٧٠، دار الفكر.

(٥) رواه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ): ٤١/ ٣٧٨، دار الفكر. وأرسله الذهبي في ( العبر في خبر من غبر ): ١/١١١ إرسال المسلّمات، واللفظ أعلاه للذهبي.

(٦) قال عنه ابن حجر في ( تقريب التهذيب ): ( عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمّد المصري، الفقيه، ثقة حافظ عابد )، ( تقريب التهذيب ): ١/٣٢٠، دار الفكر، وترجمه في ( تهذيب التهذيب ): ٤/٥٣٠، ونقل فيها قول علي بن الحسين بن الجنيد: سمعتُ أبا مصعب يعظّم ابن وهب، قال: ومسائل ابن وهب عن مالك صحيحة، ونقل قول هارون بن عبد الله الزهري: كان الناس في المدينة يختلفون في الشيء عن مالك فينتظرون قدوم ابن وهب حتّى يسألوه عنه.

١٩٨

مثل علي بن الحسين ) (١) .

٧ - حمّاد بن زيد (ت: ١٧٩هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( كان أفضل هاشمي أدركته ) (٢) .

٨ - سفيان بن عُيَيْنة (ت: ١٩٨هـ):

قال في حقّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( ما رأينا قط قرشيّاً أفضل منه ) (٣) .

٩ - الإمام محمّد بن إدريس الشافعي (ت: ٢٠٤ هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( هو أفقه أهل المدينة ) (٤) .

١٠ - محمّد بن سعد الزهري (ت: ٢٣٠هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( كان ثقةً مأموناً، كثير الحديث، عالياً، رفيعاً، ورعاً ) (٥) .

____________________

(١) انظر: ( البداية والنهاية ) لابن كثير: ٩/١٢٢، مؤسّسة التاريخ العربي، ونسب القول إلى مالك بلا رواية عنه. و ( سير أعلام النبلاء ) للذهبي: ٤/٣٨٩، مؤسّسة الرسالة. و ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر: ٥/٦٧٠، دار الفكر، واللفظ لابن حجر.

(٢) نقل قوله النووي في ( تهذيب الأسماء واللغات ): ١/٣١٤، دار الفكر.

(٣) نقل قوله المنّاوي في ( الكواكب الدريّة ): ١٣٩، مطبعة وورسة تجليد الأنوار، مصر. وابن الصبّان في ( إسعاف الراغبين ): ٢٣٧، مطبوع على هامش نور الأبصار، طبعة دار الفكر المصوّرة على الطبعة المصريّة لسنة: ١٩٤٨م.

(٤) نقل قوله الجاحظ في ( رسائله ): ١٠٦، جمع ونشر حسن السندوبي، المطبعة الرحمانيّة بمصر، توزيع المكتبة التجاريّة الكبرى.

(٥) أورده الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ): ٤/٣٨٧، مؤسّسة الرسالة. وابن حجر في ( تهذيب التهذيب ): ٥/٦٧٠، دار الفكر.

١٩٩

١١ - الإمام أحمد بن حنبل (ت: ٢٤١ هـ):

علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا، عن أبيه موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه علي زين العابدين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب، عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين، قائلاً: ( لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ مِن جُنَّتِهِ ) (١) .

١٢ - عمرو بن بحر الجاحظ (ت: ٢٥٠هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( وأمّا علي بن الحسين بن علي، فلم أرَ الخارجي في أمره إلاّ كالشيعي، ولم أرَ الشيعي إلاّ كالمعتزلي، ولم أرَ المعتزلي إلاّ كالعامّي، ولم أرَ العامّي إلاّ كالخاصّي، ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله ويشكّ في تقديمه ) (٢) .

وقال في ( رسائله ) عند الردّ على ما تفاضلت به بنو أميّة على بني هاشم: ( وإنْ عددتم النسّاك من غير الملوك فأين أنتم عن علي بن الحسين زين العابدين، الذي كان يُقال له: علي الخير، وعلي الأعز، وعلي العابد، وما أقسم على الله بشيء إلاّ وأبرّ قسمه...

فأمّا الفقه والتفسير والتأويل فإنْ ذكرتموه، لم يكن لكم فيه أحد، وكان لنا فيه مثل علي بن أبي طالب... وجعفر بن محمّد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه... ومَن مثلُ علي بن الحسين زين العابدين. وقال الشافعي في الرسالة في إثبات خبر الواحد: وجدتُ علي بن الحسين - وهو أفقه أهل المدينة - يُعوّل على

____________________

(١) أورده ابن حجر الهيتمي في ( الصواعق المحرقة ): ٣١٠، دار الكتب العلميّة.

(٢) نقل قوله ابن عنبة في ( عمدة الطالب ): ١٩٤، المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480