أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة8%

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 480

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 77948 / تحميل: 10049
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

كنتُ أسرد الصوم على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فشكاني أبي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إنّ عبد الله بن عمرو يصوم النهار ويقوم الليل، قال: صمْ، وافطرْ، ونَمْ، فإنّي أنا أصلّي، وأنامُ، وأصومُ، وأفطرُ.

قال لي: يا عبد الله، أَطِعْ أباك، فخرج يوم صفّين وخرجتُ معه ).

قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ): ( رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد وهو ثقة ) (١) .

وقد نقلنا الخبر بطوله؛ ليتأمّل به القارئ الكريم، فإنّ فيه دلالات عديدة لا تخفى على اللبيب.

القسم الثالث: فضائل الإمام الحسين الخاصّة

وقد ملأت الخافقين وهي أشهر مِن أنْ تذكر، نورد جملة مختصرة منها تيمّناً وتبرّكاً، علماً أنّه تقدّم بعض ذلك في الفضائل المشتركة أيضاً.

* الفضيلة الأولى: في أنّه سيّد شباب أهل الجنّة:

- قال ابن كثير في ( البداية والنهاية ): قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع عن ربيع بن سعد عن أبي سابط (٢) ، قال: ( دخل حسين بن علي المسجد فقال: ( جابر بن عبد الله: مَن أحبّ أنْ ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة فلينظر إلى هذا )، سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ) (٣) .

____________________

(١) مجمع الزوائد: ٩/١٧٧، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٢) في ( السير ) و ( مسند أبي يعلى ): ( عبد الرحمان بن سابط ) وليس ( أبا سابط ).

(٣) البداية والنهاية: ٨/٢٢٥، مؤسّسة التاريخ العربي.

١٨١

ورواه الذهبي في ( السير ) أيضاً عن ( مسند أحمد ) (١) .

قال محقّق ( السيّر ): ( ذكره الهيثمي في ( المجمع ) ٩/١٨٧، ونسبه إلى أبي يعلى وليس لأحمد، وقال: رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وهو ثقة ) (٢) .

- أقول:

ما نقله أبو يعلى وأخذه عنه الهيثمي في ( المجمع ) يختلف قليلاً عمّا هو في ( مسند أحمد ) بحسب ما نقل الذهبي وابن كثير، فقد أخرج أبو يعلى بسندهِ عن ابن نمير عن أبيه عن الربيع بن سعد عن عبد الرحمان بن سابط عن جابر، قال: ( ( مَن سرّه أنْ ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى الحسين بن علي )، فإنّي سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقوله ) (٣) .

ويظهر أنّهما رواية واحدة والله العالم.

وعلى كلّ حال، فقد مرّ في الفضائل المشتركة، أنّه تواتر النقل عن الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.

* الفضيلة الثانية: في أنّه من الرسول وأنّ الرسول منه:

- أخرج الترمذي بسنده إلى يعلى بن مرّة، قال: ( قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( حسينٌ منّي وأنا مِن حسين ) ) (٤) .

____________________

(١) سير أعلام النبلاء: ٣/٢٨٢ - ٢٨٣، مؤسّسة الرسالة.

(٢) المصدر نفسه: ٣/٢٨٢ - ٢٨٣.

(٣) مسند أبي يعلى: ٣/٣٩٧، دار المأمون للتراث. وانظر: ( مجمع الزوائد ): ٩/١٨٧، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٤) سنن الترمذي: ٥/٣٢٤، دار الفكر.

١٨٢

وأخرجه البخاري في ( الأدب المفرد ) (١) ، وأحمد في ( المسند ) (٢) ، وابن ماجة في ( السنن ) (٣) ، والحاكم في ( المستدرك ) (٤) ، وغيرهم، علماً أنّ للرواية تتمّة، يأتي التعرض لها في الفضائل الآتية، قال الترمذي: ( هذا حديث حَسَن ) (٥) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي (٦) ، قال البوصيري في ( مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة ): ( هذا إسناد حسن رجاله ثقات ) (٧) .

قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ): ( إسناده حَسَن ) (٨) .

ومن المُستبعَد أنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يريد بهذا الحديث الرابطة النسبيّة بينه وبين الحسين ( عليه السلام )، خصوصاً عند النظر إلى الشطر الثاني، ( وأنا من حسين ) فلا بدّ أنْ يكون الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ناظراً إلى أمرٍ أدقّ وأعمق من ذلك، ولعلّه يشير إلى وحدة المنهج، والهدف، والروح الرساليّة التي يحملها الحسين ( عليه السلام ) في سبيل إرساء رسالة الله، والحفاظ على أصولها، والتي تهدف إلى إصلاح الإنسان،

____________________

(١) الأدب المفرد: ٨٥، مؤسّسة الكتب الثقافيّة.

(٢) مسند أحمد: ٤/١٧٢، دار صادر.

(٣) سنن ابن ماجة: ١/٨٥، مكتبة المعارف.

(٤) المستدرك على الصحيحين: ٣/١٧٧، دار المعرفة.

(٥) سنن الترمذي: ٥/٣٢٤، دار الفكر.

(٦) المستدرك على الصحيحين وبذيله ( تلخيص المستدرك ): ٣/١٧٧، دار المعرفة.

(٧) مصباح الزجاجة المطبوع بحاشية السنن: ١/٨٥، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

(٨) مجمع الزوائد: ٩/١٨١، دار الكتب العلميّة، بيروت.

١٨٣

وتخليصه من مستنقعات الجهل والظلام، والرقي به نحو سُلّم الكمال.

* الفضيلة الثالثة: في دعاء النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لمحبّ الحسين ( عليه السلام ):

- فقد ورد عنه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنّه قال: ( أحبّ الله من أحبّ حسيناً ) وهذا المقطع هو إحدى تتمّات الحديث السابق، فلا داعي لذكر تخريجاته أو تصحيحاته؛ فإنّ عين ما تقدّم في الفضيلة الثانية مِن تخريج وتصحيح يأتي هنا أيضاً.

ونشير هنا إلى أنّ دعاء النبي لمحبّ الحسين ( عليه السلام ) بهذهِ الألفاظ الشريفة يبيّن بوضوح عظمة الحسين ( عليه السلام ) ودرجته الرفيعة عند الله، سبحانه وتعالى، ومنها يتّضح حال مبغضه ومعاديه، بل وكذا حال محبّي أعدائه، ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) .

* الفضيلة الرابعة: في أنّه سبط من الأسباط:

وهو قول النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ): ( حسين سبط من الأسباط ) وهو تتمّة الحديث المتقدّم في الفضيلة الثانية والثالثة، فإنّ الحديث كما جاء في سنن الترمذي: ( حسينٌ منّي وأنا من حُسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط )، فعين ما تقدّم في الفضيلة الثانية من تخريجات وتصحيحات، يأتي هنا أيضاً.

لكنْ نشير إلى أنّه في بعض المصادر ورد: ( الحسن والحسين سبطان من الأسباط ) (١) .

وقال الهيثمي معقّباً: ( رواه الترمذي باختصار ذكر الحسن، ورواه الطبراني

____________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري: ٨/٤١٥، المكتبة الإسلاميّة، ديار بكر. والمعجم الكبير للطبراني: ٣/٣٢، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

١٨٤

وإسناده حَسَن ) (١) .

وأمّا معنى السبط في الحديث، فقد جاء في ( لسان العرب ): ( وفي الحديث أيضاً: الحسين سبط من الأسباط، أي أمّة من الأمم في الخير، فهو واقع على الأمّة، والأمّة واقعة عليه ) (٢) . أي هو بمنزلة الأمّة في الخير.

وقال شارح ( التاج الجامع للأصول ) في كتابه ( غاية المأمول، شرح التاج الجامع للأصول ): ( والمراد هنا: أنّ الحسين رضي الله عنه في أخلاقه وأعماله الصالحة في دنياه كأمّة صالحة، كقوله تعالى: ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ، ويُبعث الحسين في الآخرة له شأن وجاه عظيم، كأمّة ذات شأن عظيم ) (٣) ، ونفس هذا الكلام يأتي في الإمام الحسن ( عليه السلام )؛ لِمَا قدمناه مِن أنّ بعض المصادر نقلتْ: ( الحسن والحسين سبطان من الأسباط ).

* الفضيلة الخامسة: في محبّة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) للحسين ( عليه السلام ):

- أخرج الحاكم بسنده إلى أبي هريرة، قال: ( رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهو حامل الحسين بن علي، وهو يقول: ( اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه ) ) (٤) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد روى بإسناد في الحسن مثله وكلاهما محفوظان )، ووافقه الذهبي (٥) .

____________________

(١) مجمع الزوائد: ٩/١٨١، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٢) لسان العرب: ٧/٣١٠، دار إحياء التراث العربي.

(٣) غاية المأمول شرح التاج الجامع للأصول، المطبوع بحاشية التاج الجامع للأصول: ٣/٣٥٩، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٤) المستدرك على الصحيحين: ٣/١٧٧، دار المعرفة.

(٥) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: ٣/١٧٧، دار المعرفة.

١٨٥

- وفي ( المستدرك ) أيضاً عن أبي هريرة، قال: ( ما رأيتُ الحسين بن علي إلاّ فاضت عيني دموعاً؛ وذاك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج يوماً فوجدني في المسجد فأخذ بيدي واتّكأ عليّ، فانطلقتُ معه حتّى جاء سوق بني قينقاع، قال: وما كلّمني، فطاف ونظر، ثمّ رجع ورجعتُ معه، فجلس في المسجد واحتبى، وقال لي: أدعو لي لكاع، فأتى حسين يشتدّ حتّى وقع في حجره، ثمّ أدخل يدَه في لحية رسول الله صلّى الله عليه وآله، فجعل رسول الله صلّى الله عليه وآله يفتح فم الحسين فيُدْخِلُ فاه في فيه ويقول: ( اللّهمّ إنّي أحبُّه فأحبّه ) ).

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )، ووافقه الذهبي (١) . وتقدّم في الفضائل المشتركة ما يدلّ على ذلك أيضاً.

هذا، وفضائل الحسين عديدة شهيرة نكتفي بما ذكرناه، ونحاول في ختام هذا الفصل، وحيث إنّنا في صدد ذكر سيّد شباب أهل الجنّة، أنْ ننقل نموذجاً من الأخبار الصحيحة من كتب أهل السنّة حول شهادة الحسين ( عليه السلام )، وتعظيمه، والبراءة من قاتليه وأعدائه، وحرمة قبره الشريف، فإليكم ذلك: بعنوان:

أخبار وروايات تتعلّق بعاشوراء

* الخبر الأوّل: في أنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كان أشعث أغبر لقتل الحسين ( عليه السلام ):

أخرج أحمد في ( المسند ) بسندهِ إلى عمّار بن أبي عمّار عن ابن عبّاس قال: ( رأيتُ النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام بنصف النهار، أشعث، أغبر، معه قارورة فيها دمٌ يلتقطه أو يتتبّع فيها شيئاً، قال: قلتُ يا رسول الله ما هذا؟

____________________

(١) المصدر نفسه: ٣/١٧٨.

١٨٦

قال دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبّعه (١) منذ اليوم، قال عمّار: فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قُتل في ذلك اليوم ) (٢) .

وأخرجه عبد بن حميد في ( منتخب مسند عبد بن حميد ) (٣) ، والطبراني في ( المعجم الكبير ) (٤) ، والحاكم في ( المستدرك ) (٥) ، وغيرهم.

قال ابن كثير الدمشقي بعد أنْ نقل الخبر عن ( المسند ): ( إسناده قوي ) (٦) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه ) (٧).

قال الهيثمي بعد نقل الخبر: ( رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح ) (٨) .

قال أحمد محمّد شاكر محقّق كتاب ( المسند ): ( إسناده صحيح ) (٩) .

* الخبر الثاني: في نَوْح الجن على الحسين بن علي ( عليه السلام ):

أخرج الطبراني بسنده إلى أمّ سلمة، قالت: ( سمعتُ الجِنّ تنوح على

____________________

(١) وفي بعض المصادر ( ألتقطه ) بل كذا في ( مسند أحمد ) في موضع آخر، انظر: ( المسند ): ١/٢٨٣، وانظر: ( المستدرك ): ٤/٣٩٨.

(٢) مسند أحمد: ١/٢٤٢ و٢٨٣، دار صادر.

(٣) منتخب مسند عبد بن حميد: ٢٣٥، مكتبة، النهضة العربيّة.

(٤) المعجم الكبير: (٣/١١٠) و (١٢/١٤٣)، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٥) المستدرك على الصحيحين: ٤/٣٩٨، دار المعرفة.

(٦) البداية والنهاية: ٨/٢١٨، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٧) المستدرك على الصحيحين: ٤/٣٩٨، دار المعرفة.

(٨) مجمع الزوائد: ٩/١٩٤، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٩) مسند أحمد: ٢/٥٥١، حديث: (٢١٦٥)، و ٣/١٥٥، حديث: (٢٥٥٣)، دار الحديث، القاهرة.

١٨٧

الحسين بن علي رضي الله عنه ) (١) .

وأخرجه الضحاك في ( الآحاد والمثاني ) (٢) ، وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (٣) ، ورواه ابن كثير في ( البداية والنهاية ) وقال: ( وهذا صحيح ) (٤) .

ورواه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (٥) .

وأخرج الطبراني بسندهِ إلى ميمونه قالتْ: ( سمعتُ الجنّ تنوح على الحسين ) (٦) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (٧) .

* الخبر الثالث: في طمس عيني رجل تهجّم على الحسين ( عليه السلام ):

أخرج الطبراني بسنده إلى قرّة بن خالد، قال: ( سمعتُ أبا رجاء العطاردي يقول: لا تسبّوا عليّاً ولا أهل هذا البيت، فإنّ جاراً لنا مِن بلهجيم قال: ألم تروا إلى هذا الفاسق الحسين بن علي قتله الله، فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره ) (٨) .

____________________

(١) المعجم الكبير: ٣/١٢١ و١٢٢، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٢) الآحاد والمثاني: ١/ ٣٠٨، دار الدراية.

(٣) تاريخ مدينة دمشق: ١٤/٢٣٩، ٢٤٠، دار الفكر.

(٤) البداية والنهاية: ٦/٢٥٩، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٥) مجمع الزوائد: ٩/١٩٩، دار الكتب العلميّة.

(٦) المعجم الكبير: ٣/١٢٢، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٧) مجمع الزوائد: ٩/١٩٩، دار الكتب العلميّة.

(٨) المعجم الكبير: ٣/١١٢، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

١٨٨

وأخرجه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (١) ، ورواه المزّي في ( تهذيب الكمال ) (٢) ، والذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (٣) ، وغيرهم.

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (٤) .

* الخبر الرابع: في أنّه ما رُفع حجرٌ في الشام وبيت المقدس يوم قتل الحسين إلاّ وُجد تحته دمٌ عبيط:

أخرج الطبراني بسنده إلى ابن شهاب الزهري قال: ( ما رُفع بالشام حجرٌ يوم قتل الحسين بن علي إلاّ عن دم، رضي الله عنه ) (٥) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (٦) .

وأخرج الطبراني أيضاً بسنده إلى الزهري قال: ( قال لي عبد الملك بن مروان أي واحد أنت إنْ أخبرتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين بن علي؟ قال: قلتُ: لم تُرفع حصاة ببيت المقدس إلاّ وُجد تحتها دم عبيط، فقال عبد الملك: إنّي وإيّاك في هذا الحديث لقرينان ) (٧) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله ثقات ) (٨) .

____________________

(١) تاريخ مدينة دمشق: ١٤/٢٣٢، دار الفكر.

(٢) تهذيب الكمال: ٦/٤٣٦، مؤسّسة الرسالة.

(٣) سير أعلام النبلاء: ٣/٣١٣، مؤسّسة الرسالة.

(٤) مجمع الزوائد: ٩/١٩٦، دار الكتب العلميّة.

(٥) المعجم الكبير: ٣/١١٣، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٦) مجمع الزوائد: ٩/١٩٦، دار الكتب العلميّة.

(٧) المعجم الكبير: ٣/١١٩، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٨) مجمع الزوائد: ٩/١٩٦، دار الكتب العلميّة.

١٨٩

* الخبر الخامس: في قداسة وعظمة قبر الحسين ( عليه السلام ):

أخرج الطبراني بسنده عن الأعمش قال: ( خرى رجل من بني أسد على قبر حسين بن علي رضي الله عنه، قال: فأصاب أهل ذلك البيت خبل، وجنون، وجذام، ومرض، وفقر ) (١) .

وأخرجه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (٢) ، ورواه الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (٣) .

قال الهيثمي: ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) (٤) .

هذا، وروايات هذا الباب كثيرة جدّاً، نكتفي بما أشرنا إليه من الإيجاز، ونحيل القارئ إلى مطالعة كتاب ( سيرتنا وسنّتنا ) للشيخ الأميني صاحب الغدير، حيث جمع كمّاً هائلاً من الروايات الصحيحة في كتب أهل السنّة عن هذا الموضوع.

وبهذا نختم هذا الفصل الموجَز عن الإمامَين الحسنَين، وننقل الكلام إلى الإمام الرابع علي بن الحسين عليهما السلام وهو موضوع الفصل الثالث.

____________________

(١) المعجم الكبير: ٣/١٢٠، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

(٢) تاريخ مدينة دمشق: ١٤/٢٤٤، دار الفكر.

(٣) سير أعلام النبلاء: ٣/٣١٧، مؤسّسة الرسالة.

(٤) مجمع الزوائد: ٩/١٩٧، دار الكتب العلميّة.

١٩٠

الفصل الثالث

الرابع من أئمّة أهل البيت

زين العابدين

علي بن الحسين عليه السلام

١٩١

١٩٢

نافذة إلى معرفة الإمام

سليل النبوّة، وفرع دوحة المجد، وغصن شجرة الإسلام الأصيلة، وأحد كواكب البيت العلوي الطاهر، وعَلَماً من أعلام الهداية، ذلك هو الإمام علي بن الحسين، زين العابدين ( عليه السلام ).

كان وما زال مثلاً أعلى يُقتدى به، ومشعلاً وضّاءً يُنير الطريق بنور هَدْيه وإشعاع معرفته.

جمع الفضائل، وحاز المكارم، وتألّق نجمُه في عِنان السماء يفيض على الوجود نور الإيمان، ووهج الحقّ، ويرسو بمَن ركب سفينته نحو شاطئ الأمن والأمان.

كان في رَكْب الخلود وقافلة المجد، قافلة أسراء آل محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، فكسّر قيود أسره بصرخات محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، صرخات الحقّ والعدالة.

تلك الصرخات الخالدة التي هزّت عروش بني أميّة، وأيقظت نيام الأمّة وأصحتْ كلّ ضمير حي.

نعم، استطاع إمامنا زين العابدين أنْ يُسقط كلّ أوراق التستّر الأموي؛ ليُبدي سَوْءَة الجبابرة المتلبّسين بلباس الدين، ويفضح مخطّطاتهم، وألاعيبهم أمام الملأ الإسلامي.

فحصحص الحقّ وزهق الباطل، وعاد الدم يدبُّ في جسد الأمّة لتشمّ رائحة الحياة من جديد بعد أنْ كانت يائسة منها.

وهكذا استطاع إمامنا زين العابدين أنْ يُعرّف الناس بمغزى وحقيقة ثورة الإمام الحسين، ويضع أولى لَبِنات النصر الإلهي الذي أسّس أساسه الدّم الحسيني الخالد.

١٩٣

وبعد الثورة الخالدة، وأيّام مريرة في قيود الأسر، اتّجه إمامنا ( عليه السلام ) إلى توعية الأمّة وتهذيبها، ونشر فضائل الأخلاق فيها، وكان سبّاقاً في الطاعة وفعل المعروف قبل القول؛ لتكون دروسه العمليّة أبلغ في النفوس تأثيراً، فعُرِف بزين العابدين لكثرة عبادته، وشهد له كلُّ مَنْ عاصره بأنّه كان أورع وأفضل وأفقه أهل المدينة.

وقد طبعت السجلاّت في صحائفها مزيداً من الكلمات في تبجيل الإمام وتعظيمه، وامتلأت الكتب في نقل مناقبه ومحاسنه، ونحاول في هذا الفصل أنْ ننقل شطراً من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة في حقّ الإمام عليه السلام، وقبل الدخول في ذلك، نعرض إلمامة قصيرة عن حياته ( عليه السلام ) فنقول:

-هو: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

-أمّهُ: شاه زنان (١) ، بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى، ويُقال إنّ اسمها شهربانوا، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولّى حُريث بن جابر الحنفي جانباً من المشرق، فبعث إليه بنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى؛ فنحل ابنه الحسين ( عليه السلام ) شاه زنان منهما فأولدها زين العابدين ( عليه السلام )، ونحل الأخرى محمّد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمّد بن أبي بكر، فهما ابنا خالة (٢) . وجاء في الخبر أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قال لولده الحسين ( عليه السلام ): ( أحسِن إلى شهربانويه فإنّها مرضيّة، فستلد لك خير أهل الأرض بعدك ) (٣) .

____________________

(١) كلمة فارسيّة معرّبها: ملكة النساء.

(٢) الإرشاد للمفيد: ٢/١٣٧، مؤسّسة آل البيت.

(٣) عيون المعجزات: ٧٠ - ٧١.

١٩٤

-وُلِدَ ( عليه السلام ) بالمدينة، سنة: ثمان وثلاثين من الهجرة (٣٨هـ) (١) .

-كنيته: أبو محمّد، ويُكنّى بأبي الحسن أيضاً، وبأبي القاسم (٢) . وغيرها.

-ألقابه عديدة، منها: سيّد العابدين، زين العابدين، السجّاد، ذو الثفنات وغيرها (٣) .

-تسلّم إمامة المسلمين: عند شهادة أبيه الحسين ( عليه السلام ) في محرّم سنة: (٦١هـ) وكان له من العمر: (٢٣) سنة.

-عاصر في أيّام إمامته خمسة من حكّام بني أميّة، وهم: يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك (٤) .

-شهد ( عليه السلام ) مأساة كربلاء: وكان مريضاً فيها، وواكب ركب السبايا بعد الفاجعة إلى الكوفة، ومنها إلى الشام.

-كان له ( عليه السلام ) دور كبير في: فضح البيت الأموي، وتبيين الحقّ والحقيقة أمام الملأ الإسلامي.

-تُوفّي ( عليه السلام ): في المدينة مسموماً (٥) سنة: (٩٥ هـ) (٦) .

-دُفن: في البقيع مع عمّه الحسن ( عليه السلام ) (٧) .

____________________

(١) انظر: ( الإرشاد ) للمفيد: ٢/١٣٧، مؤسّسة آل البيت.

(٢) إعلام الورى للطبرسي: ١/٤٨٠، مؤسّسة آل البيت.

(٣) المصدر نفسه: ١/٤٨٠.

(٤) انظر: للمصدر نفسه: ١/٤٨١.

(٥) انظر: ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ١٤٣، منشورات الرضي، طبعة مصوّرة على طبعة المطبعة الأدبيّة بمصر.

(٦) الإرشاد للمفيد: ٢/١٣٧، مؤسّسة آل البيت.

(٧) المصدر نفسه: ٢/١٣٨.

١٩٥

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة

اتّضح للقارئ من خلال الفصلَين الأوّلَين أنّ الرسول الأكرم، ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) نصّ على خلافة أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام )، وصدرت منه روايات صحّحها الفريقان، في مدحهم والثناء عليهم، ولأجل عدم التكرار ارتأينا أنْ نقتصر في فصلنا هذا وما بعده من الفصول الآتية على ذكر كلمات علماء وأعلام أهل السنّة في أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام )؛ ليتبيّن للقارئ إجماع الأمّة على كون هذهِ الذرِّيَّة الطاهرة من آل بيت النبي هم مدرسة من العطاء وأهل للاتّباع.

نُورد في فصلنا هذا بعضاً من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة، في تعظيم الإمام زين العابدين ومدحه والثناء عليه. فإليك ذلك:

١ - سعيد بن المسيَّب (ت: ٩٣ أو ٩٤ أو ١٠٠هـ):

قال في حقّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( لم يكن في أهل البيت مثله ) (١) ، وقال أيضاً: ( ما رأيت رجلاً أورع من علي بن الحسين ) (٢) .

٢ - محمّد بن مسلم الزهري (ت: ١٢٣هـ أو ١٢٤هـ):

نقل عنه أصحاب التراجم والسّير عدّة أقوال في مدح الإمام وتعظيمه، نورد بعضاً منها (٣) :

____________________

(١) نقله ابن كثير في ( البداية والنهاية ): ١/١٢٢، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٢) أورده الذهبي في ( تاريخ الإسلام ): حوادث وفيات (٨١ - ١٠٠هـ)، ص ٤٣٤، دار الكتاب العربي.

ونقل قريباً منه السيوطي في ( طبقات الحفّاظ ): ٣٧، دار الكتب العلميّة.

(٣) انظر مثلاً: ( تاريخ الإسلام ) للذهبي: حوادث وفيات (٨١ - ١٠٠هـ) ترجمة رقم: ٣٥٢. و ( سير أعلام النبلاء ) له أيضاً: ٤/٣٨٦ - ٤٠١، مؤسّسة الرسالة. و ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر: ٦٦٩ - ٦٧٢، دار الفكر. مضافاً للمصادر الآتية في هامش كلّ قول.

١٩٦

١ - ( ما رأيتُ قرشيّاً أورع منه، ولا أفضل ) (١) .

٢ - ( لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن حسين،... وكان أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة ) (٢) .

٣ - ( ما رأيت هاشميّاً قط أفضل من علي بن حسين، وهو أبو الحسينيّين كلّهم ) (٣) .

٤ - ( لم أُدرك بالمدينة أفضل منه ) (٤) .

٥ - ( ما رأيتُ قرشيّاً أفضل منه وما رأيتُ أفقه منه ) (٥) .

٣ - زيد بن أسلم (ت: ١٣٦هـ):

قال في حقّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( لم يكن في أهل البيت مثله ) (٦) ، و ( ما رأيتُ فيهم مثل علي بن الحسين قط ) (٧) ، وقال: ( ما رأيت مثل علي بن الحسين فهم حافظ ) (٨) .

٤ - سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج (ت: ١٣٥ أو ١٤٠هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( ما رأيتُ هاشميّاً أفضل من علي بن

____________________

(١) البداية والنهاية: ٩/ ١٢٢، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٢) مختصر تاريخ دمشق: ١٧/ ٢٣٤ و ٢٣٥، دار الفكر.

(٣) المصدر نفسه: ١٧/ ٢٣٤ و ٢٣٥.

(٤) تهذيب الأسماء واللغات: ١/٣١٤، دار الفكر.

(٥) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: ٢٣٧، دار البشائر المصوّرة على الطبعة البولاقيّة في القاهرة.

(٦) نقله ابن كثير في ( البداية والنهاية ): ٩/١٢٢، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٧) نقله الذهبي في ( تاريخ الإسلام ): حوادث وفيات (٨١ - ١٠٠هـ)، ص ٤٣٣، دار الكتاب العربي.

(٨) نقله أبو إسحاق الشيرازي في ( طبقات الفقهاء ): ٤٧، دار القلم، بيروت.

١٩٧

الحسين ) (١) ، وقال أيضاً: ( ما رأيت هاشميّاً أفقه من علي بن الحسين ) (٢) .

٥ - يحيى بن سعيد الأنصاري (ت: ١٤٣هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( هو أفضل هاشمي رأيتُه بالمدينة ) (٣) . ( وكان أفضلُ هاشمي أدركتُه ) (٤) .

٦ - الإمام مالك بن أنس (ت: ١٧٩هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( إنّ عليّ بن الحسين كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أنْ مات... وكان يسمّى زين العابدين لعبادته ) (٥) .

وروى عنه عبد الله بن وهب (٦) أنّه قال: ( لم يكن في أهل بيت رسول الله

____________________

(١) نقله الذهبي في ( تاريخ الإسلام ): حوادث وفيات (٨١ - ١٠٠هـ)، ص ٤٣٣، دار الكتاب العربي، وابن العماد الحنبلي في ( شذرات الذهب ): ١/١٩٤، دار الكتب العلميّة.

(٢) نقله المزّي في ( تهذيب الكمال ): ٢٠/٣٩٣، مؤسّسة الرسالة.

(٣) نقل قوله النووي في ( تهذيب الأسماء واللغات ): ١/٣١٤، دار الفكر.

(٤) نقل قوله ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ٩/١٢٢، مؤسّسة التاريخ العربي. والذهبي في ( تاريخ الإسلام): حوادث وفيات (٨١ - ١٠٠هـ)، ص ٤٣٥، دار الكتاب العربي. وأورده ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ): ٥/٦٧٠، دار الفكر.

(٥) رواه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ): ٤١/ ٣٧٨، دار الفكر. وأرسله الذهبي في ( العبر في خبر من غبر ): ١/١١١ إرسال المسلّمات، واللفظ أعلاه للذهبي.

(٦) قال عنه ابن حجر في ( تقريب التهذيب ): ( عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمّد المصري، الفقيه، ثقة حافظ عابد )، ( تقريب التهذيب ): ١/٣٢٠، دار الفكر، وترجمه في ( تهذيب التهذيب ): ٤/٥٣٠، ونقل فيها قول علي بن الحسين بن الجنيد: سمعتُ أبا مصعب يعظّم ابن وهب، قال: ومسائل ابن وهب عن مالك صحيحة، ونقل قول هارون بن عبد الله الزهري: كان الناس في المدينة يختلفون في الشيء عن مالك فينتظرون قدوم ابن وهب حتّى يسألوه عنه.

١٩٨

مثل علي بن الحسين ) (١) .

٧ - حمّاد بن زيد (ت: ١٧٩هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( كان أفضل هاشمي أدركته ) (٢) .

٨ - سفيان بن عُيَيْنة (ت: ١٩٨هـ):

قال في حقّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( ما رأينا قط قرشيّاً أفضل منه ) (٣) .

٩ - الإمام محمّد بن إدريس الشافعي (ت: ٢٠٤ هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( هو أفقه أهل المدينة ) (٤) .

١٠ - محمّد بن سعد الزهري (ت: ٢٣٠هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( كان ثقةً مأموناً، كثير الحديث، عالياً، رفيعاً، ورعاً ) (٥) .

____________________

(١) انظر: ( البداية والنهاية ) لابن كثير: ٩/١٢٢، مؤسّسة التاريخ العربي، ونسب القول إلى مالك بلا رواية عنه. و ( سير أعلام النبلاء ) للذهبي: ٤/٣٨٩، مؤسّسة الرسالة. و ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر: ٥/٦٧٠، دار الفكر، واللفظ لابن حجر.

(٢) نقل قوله النووي في ( تهذيب الأسماء واللغات ): ١/٣١٤، دار الفكر.

(٣) نقل قوله المنّاوي في ( الكواكب الدريّة ): ١٣٩، مطبعة وورسة تجليد الأنوار، مصر. وابن الصبّان في ( إسعاف الراغبين ): ٢٣٧، مطبوع على هامش نور الأبصار، طبعة دار الفكر المصوّرة على الطبعة المصريّة لسنة: ١٩٤٨م.

(٤) نقل قوله الجاحظ في ( رسائله ): ١٠٦، جمع ونشر حسن السندوبي، المطبعة الرحمانيّة بمصر، توزيع المكتبة التجاريّة الكبرى.

(٥) أورده الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ): ٤/٣٨٧، مؤسّسة الرسالة. وابن حجر في ( تهذيب التهذيب ): ٥/٦٧٠، دار الفكر.

١٩٩

١١ - الإمام أحمد بن حنبل (ت: ٢٤١ هـ):

علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا، عن أبيه موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه علي زين العابدين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب، عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين، قائلاً: ( لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ مِن جُنَّتِهِ ) (١) .

١٢ - عمرو بن بحر الجاحظ (ت: ٢٥٠هـ):

قال عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( وأمّا علي بن الحسين بن علي، فلم أرَ الخارجي في أمره إلاّ كالشيعي، ولم أرَ الشيعي إلاّ كالمعتزلي، ولم أرَ المعتزلي إلاّ كالعامّي، ولم أرَ العامّي إلاّ كالخاصّي، ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله ويشكّ في تقديمه ) (٢) .

وقال في ( رسائله ) عند الردّ على ما تفاضلت به بنو أميّة على بني هاشم: ( وإنْ عددتم النسّاك من غير الملوك فأين أنتم عن علي بن الحسين زين العابدين، الذي كان يُقال له: علي الخير، وعلي الأعز، وعلي العابد، وما أقسم على الله بشيء إلاّ وأبرّ قسمه...

فأمّا الفقه والتفسير والتأويل فإنْ ذكرتموه، لم يكن لكم فيه أحد، وكان لنا فيه مثل علي بن أبي طالب... وجعفر بن محمّد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه... ومَن مثلُ علي بن الحسين زين العابدين. وقال الشافعي في الرسالة في إثبات خبر الواحد: وجدتُ علي بن الحسين - وهو أفقه أهل المدينة - يُعوّل على

____________________

(١) أورده ابن حجر الهيتمي في ( الصواعق المحرقة ): ٣١٠، دار الكتب العلميّة.

(٢) نقل قوله ابن عنبة في ( عمدة الطالب ): ١٩٤، المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف.

٢٠٠

أخبار الآحاد) (1) . كما أنّه مدح عشرة من أئمّة أهل البيت من ضمنهم الإمام زين العابدين في كلام واحد، فقال:

( ومَن الذي يُعَدُّ من قريش أو من غيرهم ما يَعُدُّه الطالبيّون عشرة في نسق؛ كلّ واحد منهم عالمٌ، زاهد، ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [ العسكري ] بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي [ زين العابدين ] بن الحسين بن علي ( عليهم السلام )، وهذا لم يتّفق لبيت من بيوت العرب ولا من بيوت العجم ) (2) .

13 - أبو بكر بن البرقي، أحمد بن عبد الله (ت: 270هـ):

قال في حقّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( كان أفضل أهل زمانه ) (3) .

14 - أبو حاتم، محمّد بن حبّان البستي (ت: 354هـ):

قال في ( مشاهير علماء الأمصار ): ( علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، من فقهاء أهل البيت، وأفاضل بني هاشم، وعُبّاد المدينة... ) (4) .

15 - أبو نعيم، أحمد بن عبد الله الأصفهاني (ت: 430 هـ):

قال في ( حلية الأولياء ): ( علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، زين العابدين، ومنار القانتين، كان عابداً وفيّاً، وجواداً حفيّاً )

____________________

(1) رسائل الجاحظ: 105 - 106، جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجاريّة الكبرى، مصر، طبع المطبعة الرحمانيّة بمصر.

(2) المصدر نفسه: 109.

(3) نقل قوله المزّي في ( تهذيب الكمال ): 20/388، مؤسّسة الرسالة. والذهبي في ( سير أعلام النبلاء ): 4/390، مؤسّسة الرسالة.

(4) مشاهير علماء الأمصار: 63، دار الكتب العلميّة.

٢٠١

ثمّ ذكر طرفاً من مكارمه وفضائله ومحاسنه وبعض أقوال أهلُ العلم في تعظيمه والثناء عليه، كما ذكر جانباً من كلماته (1) ، سلام الله عليه.

16 - محمّد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ):

قال في ( مطالب السؤول ): ( هذا زين العابدين: قدوة الزاهدين وسيّد المتّقين، وإمام المؤمنين، شيمتُه تشهد له أنّه من سلالة رسول الله(ص)، وسِمَتُهُ تثبت مقام قربه من الله زُلفى، ونفثاته (2) تسجّل بكثرة صلاته وتهجّده، وإعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها، درّت له أخلاف التقوى فتفوّقها، وأشرقت لديه أنوار التأييد فاهتدى بها، وأَلِفته أوراد العبادة فآنس بصحبتها، وخالفته وظائف الطاعة فتحلّى بِحِلْيَتِهَا، طالما اتّخذ الليل مطيّة ركبها لقطع طريق الآخرة، وظمأ الهواجر دليلاً استرشد به في مفازة المسافرة، وله الخوارق والكرامات ما شُوهد بالأعين الباصرة، وثبت بالآثار المتواترة، وشهد له أنّه من ملوك الآخرة ) (3) .

17 - يوسف بن فرغلي سبط ابن الجوزي (ت: 654هـ):

قال في ( تذكرة الخواص ): ( وهو أبو الأئمّة، وكنيته أبو الحسن، ويلقّب بزين العابدين، وسمّاه رسول الله (ص) سيّد العابدين...، والسجّاد، وذي الثفنات، والزكي، والأمين، والثفنات - ما يقع على الأرض من أعضاء البعير إذا استناخ وغلظ كالركبتين ونحوهما، الواحدة ثفنة - فكان طول السجود أثّر في

____________________

(1) انظر: ( حلية الأولياء ): 3/124 - 135، دار إحياء التراث العربي.

(2) هكذا في المصدر المطبوع ولعلّ الصحيح ( ثفناته ).

(3) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: 2/84، مؤسّسة أمّ القرى.

٢٠٢

ثفناته... ) (1) .

ثمّ ذكر طرفاً من مناقبه ومحاسنه وكلماته وبعض أقوال العلماء في تعظيمه و الثناء عليه، إلى أنْ قال: ( اختلفوا في وفاته على أقوال: أحدها: أنّه تُوفّي سنة أربع وتسعين، والثاني: سنة اثنتين وتسعين، والثالث: سنة خمس وتسعين، والأوّل أصحّ؛ لأنّها تسمّى سنة الفقهاء: لكثرة من مات بها من العلماء، وكان سيّد الفقهاء، مات في أوّلها وتَتَابَعَ الناسُ بعده.

أسند عنه سعيد بن المسيّب، وعروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، وعامّة فقهاء المدينة... ) (2) .

18 - ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: 655هـ):

نقل في ( شرح نهج البلاغة ) نصّ كلام الجاحظ في ( رسائله ) مقرّاً له عليه (3) ، وقد تقدّم ذكره منّا عند نقل كلمات الجاحظ حول الإمام زين العابدين ( عليه السلام ).

19 - محيي الدين، يحيى بن شرف النووي (ت: 676 هـ):

قال في ( تهذيب الأسماء واللغات ): (... علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، المدني، التابعي، المعروف بزين العابدين رضي الله عنه،... روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمان ويحيى الأنصاري والزهري وأبو الزناد، وزيد بن أسلم وحكيم بن جبير، وابنه أبو جعفر محمّد بن علي وغيرهم، وأجمعوا على جلالته في كلّ شيء... ). وذكر مجموعة من أقوال العلماء في مدحه

____________________

(1) تذكرة الخواص: 291، مؤسّسة أهل البيت.

(2) المصدر نفسه: 298 - 299.

(3) انظر: ( شرح نهج البلاغة ): 15/ 274 و 278، دار الكتب العلميّة المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربيّة.

٢٠٣

والثناء عليه (1) .

20 - أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن خِلّكان (ت: 681 هـ):

قال في ( وفيات الأعيان ): ( أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين، المعروف بزين العابدين، ويقال له عليّ الأصغر، وليس للحسين - رضي الله عنه - عقب إلاّ من وُلد زين العابدين هذا، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر، ومن سادات التابعين، قال الزهري: ما رأيتُ قرشياً أفضل منه ) (2) ، إلى أنْ قال: ( وفضائل زين العابدين ومناقبه أكثر من أنْ تُحْصَر ) (3) .

21 - شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ):

قال في ( سير أعلام النبلاء ) بعد أنْ ذكر بعض مناقبه ونُبَذَاً من أقوال العلماء في مدحه والثناء عليه: ( وكان له جلالة عجيبة، وحقّ له والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى، لشرفه، وسؤدده، وعلمه، وتألّهه، وكمال عقله. قد اشتهرت قصيدة الفرزدق - وهي سماعنا - أنّ هشام بن عبد الملك حجّ قُبيل ولايته الخلافة، فكان إذا أراد استلام الحجر زُوحم عليه، وإذا دنا عليّ بن الحسين من الحجر تفرّقوا عنه إجلالاً له، فوجم لها هشام وقال: مَن هذا؟ فما أعرفه، فأنشأ الفرزدق يقول:

هذا الذي تَعرِفُ البطحاء وطأتَه = والبيتُ يَعْرِفُهُ والحِلُّ والحَرَمُ

____________________

(1) انظر: ( تهذيب الأسماء واللغات ): 1/314 - 315، دار الفكر.

(2) وفيات الأعيان: 3/233، دار الكتب العلميّة.

(3) المصدر نفسه: 3/235.

٢٠٤

هذا ابنُ خَيْرِ عَبَادِ اللهِ كُلّهمُ = هذا التقيّ النقيّ الطَاهِرُ العَلَمُ

إذا رَأَتْهُ قُريشٌ قال قائلُها = إلى مَكَارِم هذا ينتهي الكَرمُ

يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانُ رَاحَتِهَِ = رُكْن الحَطِيْمِ إذا مَا جَاء يَسْتَلِمُ

يُغضي حَيَاءً ويُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ = فَمَا يُكلَّم إلاّ حِيْنَ يَبْتَسِمُ

هذا ابنُ فاطمة إنْ كنتَ جاهِلهُ = بِجَدِّهِ أنبياءُ اللهِ قَد خُتِمُوا

وهي قصيدة طويلة. قال: فأمر هشام بحبس الفرزدق... ) (1) .

وقال في ( العبر ): ( قلتُ: مناقبه كثيرة من صلواته وخشوعه وحَجّه وفَضْله رضي الله عنه ) (2) .

22 - عبد الله بن أسعد اليافعي (ت: 768 هـ):

قال في ( مرآة الجنان ) عند ذكر حوادث سنة: (94 هـ): ( وفيها توفّي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، روي عن جماعة من السلف أنّهم قالوا: ما رأينا أورع - وبعضهم قالوا - أفضل منه، منهم سعيد بن المسيّب، وقال أيضاً: بلغني أنّ علي بن الحسين كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أنْ مات... ) وبعد أنْ ذكر طرفاً من مناقبه ومحاسنه قال: ( ومناقبه ومحاسنه كثيرة شهيرة، اقتصرتُ منها على هذهِ النُبذ اليسيرة ) (3) .

23 - إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت: 774 هـ):

ترجم الإمام علي بن الحسين في كتابه ( البداية والنهاية )، ونقل فيها أقوالاً

____________________

(1) سير أعلام النبلاء: 4/398، مؤسّسة الرسالة.

(2) العِبَر في خبر مَن غبر: 1/111، مطبعة حكومة الكويت.

(3) مرآة الجنان وعبرة اليقظان: 1/151 - 153، دار الكتب العلميّة.

٢٠٥

ع دّة من العلماء في مدحه والثناء عليه ، كمحمّد بن سعد والزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم، كما ذكر عدّة من محاسن الإمام ومناقبه وفضائله ونقل بعضاً من مواعظه، وقبساً من نور كلماته (1) .

24 - محمّد خواجه بارساي البخاري (ت: 822 هـ):

قال في ( فصل الخطاب ): ( وُلد سنة ثمان وثلاثين، وكان ثقة، مأموناً، كثير الحديث، عالياً، رفيعاً، وأجمعوا على جلالته في كلّ شيء، وقال حمّاد بن زيد: كان أفضل هاشمي أدركتُه ) (2) .

25 - أحمد بن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ):

قال في ( تقريب التهذيب ): ( علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، زين العابدين، ثقة، ثبتٌ، عابدٌ، فقيهٌ، فاضلٌ، مشهور، قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيتُ قرشيّاً أفضل منه... ) (3) .

كما ترجمه في ( تهذيب التهذيب ) واقتصر على نقل توثيقات ومدائح العلماء للإمام ( عليه السلام ) (4) .

26 - ابن الصبّاغ المالكي (ت: 855 هـ):

قال في ( الفصول المهمّة ): ( أمّا مناقبه ( عليه السلام )، فكثيرة، ومزاياه شهيرة، منها: أنّه كان إذا توضّأ للصلاة يصفرّ لونه، فقيل له: ما هذا نراه يعتادك عند الوضوء،

____________________

(1) انظر: ( البداية والنهاية ): 9/121 - 134، مؤسّسة التاريخ العربي.

(2) نقله القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة ): 2/454، منشورات الشريف الرضي.

(3) تقريب التهذيب: 1/411، دار الفكر.

(4) انظر: ( تهذيب التهذيب ): 5/669 - 672. دار الفكر.

٢٠٦

فيقول: ما تدرون بين يَدي مَنْ أريدُ أنْ أقوم... ) (1) .

27 - شمس الدين محمّد بن طولون (ت: 911 هـ):

قال في ( الأئمّة الاثنا عشر ): ( ورابعهم علي، رضي الله عنه وهو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بزين العابدين، ويُقال له علي الأصغر. وليس للحسين رضي الله عنه، عقبٌ إلاّ مِن وُلد زين العابدين هذا. وهو من سادات التابعين.

قال الزهري: ما رأيتُ قرشيّاً أفضل منه.... وكان يُقال لزين العابدين: ابن الخيرتَين؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ( لله تعالى من عباده خيرتان، فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس ) إلى أنْ قال: ( وفضائل زين العابدين ومناقبه أكثر مِن أن تُحصى ) (2) .

28 - أحمد بن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ):

قال في ( الصواعق المحرقة ): ( وزين العابدين هذا هو الذي خلف أباه: علْماً، وزهداً، وعبادة، وكان إذا توضّأ للصلاة اصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: ( أَلاَ تدرون بين يَدي مَن أقف ). وحكي أنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة )، ثمّ ذكر بعض كراماته ومحاسنه وطرفاً من أقواله عليه السلام (3) .

29 - عبد الرؤوف المُناوِيّ القاهري الشافعي (ت: 1031 هـ):

____________________

(1) الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة: 190، دار الأضواء.

(2) الأئمّة الاثنا عشر: 75 - 78، منشورات الرضي المصوّرة على طبعة دار صادر، بيروت.

(3) انظر: ( الصواعق المحرقة ): 302 - 304، دار الكتب العلميّة.

٢٠٧

قال في ( الكواكب الدُرِّيَّة ): ( علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين، إمامٌ سيّدٌ سندٌ، اشتهرتْ أياديه ومكارمه، وطارت في الوجود حمائمه، كان عظيم القدر، رَحِب الساحة والصدر، رأساً لجسد الرياسة، مؤمّلاً للإيالة والسياسة... وهو ثقة، ثبت، فاضل، قال الزهري وابن عيينة رضي الله عنه: ما رأينا قط قرشيّاً أفضل منه، [ روى ] عنه بنوه: محمّد، وزيد، وعمر، والزهري، وأبو الزناد وغيرهم.

قال الزهري رحمه الله: ما رأيتُ أحداً أفقه منه.

وقال ابن المسيّب: ما رأيت أورع منه، وقد جاء عنه مَنَاقب من خشوعه في وضوئه، وصلاته، ونسكه، ما يُدهِش السامع، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة حتّى مات.

قال مالك رضي الله عنه: وسُمّي زين العابدين لكثرة عبادته.

وكان إذا هاجت الريح سقط مغشيّاً عليه، ووقع حريق في بيته وهو ساجد، فجعلوا يقولون له: النار، فما رفع رأسه حتّى طُفئت، فقيل له أَشَعَرْتَ بها؟

قال: ( ألهتني عنها النار الكبرى )، وكان إذا نقصه أحد قال: ( اللّهمّ إنْ كان صادقاً فاغفر لي، وإن كان كاذباً فاغفر له )، ولمّا مات وجدوه يقوت أهل مئة بيت... ) (1) .

30 - ابن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):

قال في ( شذرات الذهب ) عند ذكره لأحداث سنة: (94): ( وفيها [ أي تُوفِّي ] زين العابدين علي بن الحسين الهاشمي... سُمّي زين العابدين لفرط عبادته، وكان وِرْده في اليوم والليلة ألف ركعة )، ثمّ ذكر بعض محاسنه وأقواله ونقل مدح وثناء بعض العلماء له كالزهري وأبي حازم الأعرج وغيرهم (2) .

____________________

(1) الكواكب الدرِّيَّة: 139، مطبعة وورسة تجليد الأنوار، مصر.

(2) انظر: ( شذرات الذهب ): 1/194، دار الكتب العلميّة.

٢٠٨

31 - محمّد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني (ت: 1122 هـ)

قال في شرحه على ( موطّأ مالك ): ( علي بن حسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، زين العابدين، ثقة، ثبت، عابد، فقيه، فاضل، مشهور من رجال الجميع، قال الزهري: ما رأيتُ قرشيّاً أفضل منه ) (1) .

32 - عبد الله بن محمّد الشبراوي (ت: 1171 هـ):

قال في ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ( الرابع من الأئمّة، علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه... كان رضي الله عنه عابداً، زاهداً، ورعاً، متواضعاً، حسن الأخلاق، وكان إذا توضّأ للصلاة اصفرّ لونه، فقيل له: ما هذا الذي نراه يعتريك عند الوضوء؟

فقال: ( أَمَا تدرون بين يَدي مَنْ أُريدُ أقف )، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة... ) إلى آخر ما ذكره من محاسنه ومناقبه (2) .

33 - محمّد بن الصبّان الشافعي (ت: 1206 هـ):

قال في ( إسعاف الراغبين ): ( أمّا السيّد علي زين العابدين، فهو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب... أشهر كُنَاه: أبو الحسن، وأشهر ألقابه: زين العابدين ) إلى أنْ قال: ( [ روى ] عنه بنوه، والزهري، وأبو الزناد وغيرهم، قال الزهري وابن عيينة: ما رأينا قرشيّاً أفضل منه، وقال عنه ابن المسيّب: ما رأيتُ أورع منه.

____________________

(1) شرح الزرقاني: 1/230، دار الكتب العلميّة.

(2) انظر: ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): 135 - 143، منشورات الرضي، مصوّرة على طبعة المطبعة الأدبيّة بمصر.

٢٠٩

وقد جاء عنه من خشوعه في وضوئه وصلاته ونسكه ما يدهش السامع، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى مات، ولقّب بزين العابدين لكثرة عبادته وحسنها، كان شديد الخوف من الله تعالى بحيث إنّه إذا توضّأ اصفرّ لونه وارتعد. فيُقال له: ما هذا؟

فيقول: ( أتدرون بين يدَي مَنْ أقوم. .. ) ).

وذكر جملة من محاسنه ومناقبه وطرفاً من كلماته، سلام الله عليه (1) .

34 - يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت: 1350 هـ):

قال في ( جامع كرامات الأولياء ): ( علي زين العابدين، أحد أفراد ساداتنا آل البيت، وأعاظم أئمّتهم الكبار، رضي الله عنه وعنهم أجمعين... ) (2) .

35 - خير الدين الزركلي (ت: 1396 هـ):

قال في ( الأعلام ): ( علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الهاشمي القرشي، أبو الحسن، الملقّب بزين العابدين: رابع الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، وأحد مَن كان يُضرب بهم المَثَل في الحلم والورع، يُقال له: ( علي الأصغر ) للتمييز بينه وبين أخيه ( علي الأكبر )... أُحصي بعد موته عدد من كان يقوتهم سرّا، فكانوا نحو مئة بيت، قال بعض أهل المدينة: ما فقدنا صدقة السرّ إلاّ بعد موت زين العابدين، وقال محمّد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون مِن أين معاشهم ومأكلهم، فلمّا مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به ليلاً إلى منازلهم... ) (3) .

____________________

(1) إسعاف الراغبين: 236 - 241، مطبوع على هامش نور الأبصار، طبعة دار الفكر المصوّرة على الطبعة المصريّة لسنة: 1948م.

(2) جامع كرامات الأولياء: 2/210، المكتبة الشعبيّة، بيروت، لبنان.

(3) الأعلام: 4/277، دار العلم للملايين.

٢١٠

هذا وقد زخرتْ الكتب والمؤلّفات بترجمة الإمام زين العابدين ( عليه السلام )، وامتلأت الصحائف بذكر الأقوال في تبجيله ومدحه والثناء عليه، نكتفي بما تقدّم ذكره من الكلمات التي بيّنت - وبلا شك - إجماع العلماء والأعلام، وأهل الفن والمعرفة على عظم الإمام، وجلالة قدره وكونه أفضل، وأورع وأفقه أهل المدينة، كما أقرّ بذلك الزهري، وغيره من التابعين، وممّن تلاهم.

لذا لا نرى حاجة لتتبّع كلمات أكثر، وبإمكان القارئ المراجعة والاطلاع.

٢١١

٢١٢

الفصل الرابع

الخامس من أئمّة أهل البيت

الباقر

محمّد بن علي عليه السلام

٢١٣

٢١٤

نافذة إلى معرفة الإمام عليه السلام

بحرٌ من الفضائل، وشعلة من النور، وغصن من شجرة النبوّة، فأنّى لأحد أنْ يكتب عن الإمام محمّد الباقر ( عليه السلام )، بَقَرَ العلم وشقّه، وعرف أصله وفرعه وخَفِيَّه، جمع الفقه والديانة والسؤدد ومكارم الأخلاق، فانحنتْ الخلافةُ بين يديه تواضعاً، وقبّلت السيادةُ يديه تَشرُّفاً.

كان كوكباً متألّقاً يفيض على الدنيا بعطائه السيّال، ويمدّ البشريّة بعلمه الزاخر، فاستنار الوجود بوجوده، واستضاء الكون من بحر جوده، فصار وهجاً وضاءً ينير طريق الأجيال، ويرسو بالأمّة نحو رضا الربّ المتعال؛ لذا خلّدتْه الصحائف، بل خَلُدت الصحائف بذكره، وتشرّفت الأقلام بمدحه والثناء عليه.

وقبل أنْ نسطّر بعضاً ممّا دوّنه علماء وأعلام أهل السنّة في صحائفهم، نتعرَّض لذكر إلمامة بسيطة بحياته ( عليه السلام )، فنقول:

-هو: محمّد بن علي زين العابدين، بن الحسين الشهيد، بن علي بن أبي طالب، عليهم جميعاً سلام الله ورضوانه.

-أمُّهُ: أمّ عبد الله، فاطمة بنت الحسن ( عليه السلام ) (1) ، كانت من سيّدات النساء، يسمّيها الإمام زين العابدين ( الصدّيقة ) (2) ، وكان يقول عنها إمامنا الصادق ( عليه السلام ): ( كانت صدّيقة، لم تُدرَك في آل الحسن امرأة مثلها ) (3) .

____________________

(1) إعلام الورى للطبرسي: 1 / 498، مؤسّسة آل البيت.

(2) الدرّ النظيم لجمال الدين الشامي: 603، مؤسّسة النشر الإسلامي.

(3) أصول الكافي للكليني: 1 / 542، دار التعارف للمطبوعات.

٢١٥

-وُلد ( عليه السلام ): بالمدينة سنة: سبع وخمسين من الهجرة (57 هـ) (1) .

-يُكنّى ( عليه السلام ): بأبي جعفر.

-وأشهر ألقابه: الباقر (2) .

-تسلّم إمامة المسلمين: عند وفاة أبيه زين العابدين في سنة: (95 هـ)، وكان له من العمر ثمان وثلاثون سنة.

-عاصر في أيّام إمامته: خمسة من حكّام بني أميّة، وهم: الوليد بن عبد الملك، سليمان بن عبد الملك، عمر بن عبد العزيز، يزيد بن عبد الملك، هشام بن عبد الملك.

-بذر الإمام الباقر ( عليه السلام ): النواة الأولى لبلورة ونشر الرسالة الإسلاميّة الحقّة المتمثّلة في مذهب أهل البيت ( عليهم السلام )، فعقد في مسجد المدينة المنوّرة حلقات الدروس المختلفة في الفقه والتفسير والحديث وغيرها، وروى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوهُ التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين.

وقد سمّي ( عليه السلام ) بالباقر؛ لأنّه بقر العلم أي شقّه وعَرَف أصله وخفيّه.

-رحل إمامنا الباقر ( عليه السلام ): في سنة: (114 هـ) (3) .

-دُفِنَ ( عليه السلام ): في مقبرة البقيع في مدينة الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إلى جانب أبيه زين العابدين ( عليه السلام )، وعمّ أبيه الحسن بن علي ( عليه السلام ) (4) .

____________________

(1) الإرشاد للمفيد: 2 / 158، مؤسّسة آل البيت.

(2) انظر: ( مطالب السؤول ): 2 / 100، مؤسّسة أمّ القرى.

(3) الإرشاد للمفيد: 2 / 158، مؤسّسة آل البيت.

(4) إعلام الورى للطبرسي: 1 / 498، مؤسّسة آل البيت.

٢١٦

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة

نستعرض فيما يلي جانباً من كلمات علماء، وأعلام أهل السنّة، وهي تشيد بمقام الإمام الباقر ( عليه السلام )، وتبيّن جلالة قدره وعظمَ منزلته:

1 - محمّد بن سعد الزهري (ت: 230 هـ):

قال عن الإمام الباقر ( عليه السلام ): ( محمّد من الطبقة الثالثة من التابعين من المدينة، كان عابداً، عالماً، ثقة ) (1) ، وقال أيضاً: ( كان ثقة كثير الحديث ) (2) .

2 - الإمام أحمد بن حنبل (ت: 241 هـ):

علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا، عن أبيه موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه علي زين العابدين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب، عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين، قائلاً: ( لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جُنَّتِهِ ) (3) .

3 - أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: 250 هـ):

قال عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) في ( رسائله ) عند ذكره الرد عمّا فخرت به بنو أميّة على بني هشم ما نصّه: (... وهو سيّد فقهاء الحجاز، ومنه ومن ابنه جعفر تعلّم الناس الفقه، وهو الملقّب بالباقر، باقر العلم، لقّبه به رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ولم

____________________

(1) نقله سبط ابن الجوزي في ( تذكرة الخواص ): 302، مؤسّسة أهل البيت.

(2) نقل قوله ابن كثير في ( البداية والنهاية ): 9 / 338، مؤسّسة التاريخ العربي.

(3) أورده ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة): 310، دار الكتب العلميّة.

٢١٧

يُخلَق بعد، وبشّر به، ووعد جابر بن عبد الله برؤيته، وقال: ( ستراه طفلاً، فإذا رأيتَه فأبْلِغْهُ عنّي السلام )، فعاش جابر حتّى رآه، وقال له ما وصّى به ) (1) .

كما أنّه مدح عشرة من أئمّة أهل البيت، ومِن ضمنهم الإمام الباقر ( عليه السلام ) في كلام واحد، فقال: ومَنِ الذي يُعَدُّ مِن قريش أو من غيرهم ما يَعُدُّه الطالبيّون، عشرة في نَسَق؛ كلّ واحد منهم: عالم، زاهد، ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مرشّحون: ابن ابن ابن ابن. هكذا إلى عشرة وهم: الحسن [ العسكري ] بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد [ الباقر ] بن علي بن الحسين بن علي ( عليهم السلام )، وهذا لم يتّفق لبيت من بيوت العرب ولا من بيوت العجم ) (2) .

4 - الحافظ أبو نعيم الأصفهاني (ت: 430 هـ):

قال في ( حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ): ( ومنهم الحاضر الذاكر، الخاشع الصابر، أبو جعفر محمّد بن علي الباقر، كان من سلالة النبوّة، وممّن جمع حسب الدين والأبوّة، تكلّم في العوارض والخطرات، وسفح الدموع والعبرات، ونهى عن المراء والخصومات ) (3) .

5 - الفخر الرازي (ت: 604 هـ):

قال عند تفسيره لمعنى الكوثر: ( والقول الثالث: الكوثر أولاده.... فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قُتل من أهل البيت ثُم العالَم

____________________

(1) رسائل الجاحظ: 108، جَمَعَهَا ونَشَرَهَا حسن السندوبي، المكتبة التجاريّة الكبرى، مصر.

(2) المصدر نفسه: 109.

(3) حِلْيَة الأولياء: 3 / 166، دار إحياء التراث العربي.

٢١٨

ممتلئ منهم، ولم يبقَ من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به، ثمّ انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر، والصادق، والكاظم، والرضا ( عليهم السلام )... ) (1) .

6 - محمّد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ):

قال في ( مطالب السؤول ): ( هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، ومتفوّق درّه وواضعه، ومنمّق درّه وراضعه (2) ، صفا قلبه، وزكا عمله، وطَهُرَت نفسه، وشَرُفَت أخلاقه، وعمرت بطاعة الله أوقاته، ورسخت في مقام التقوى قدمُه، وظهرتْ عليه سمات الازدلاف، وطهارة الاجتباء، فالمناقب تَسْبِقُ إليه، والصفات تَشْرَف به ) (3) .

7 - سبط ابن الجوزي (ت: 654 هـ):

قال في ( تذكرة الخواص ): ( هو أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب... وإنّما سمِّي الباقر؛ من كثرة سجوده، بقر السجودُ جبهتَه أي فتحها ووسّعها، وقيل لغزارة علمه.

قال الجوهري في ( الصحاح ) التبقّر: التوسّع في العلم، قال: وكان يُقال لمحمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) الباقر، لتبقّره في العلم، ويسمّى الشاكر والهادي.

وقال ابن سعد: ( محمّد من الطبقة الثالثة من التابعين من المدينة. كان عالماً

____________________

(1) تفسير الفخر الرازي: مجلّد16، ج32 / 125، دار الفكر.

(2) هكذا في المتن المطبوع، ولعلّ الصحيح: ومتفوّق دَرّه وراضعه، ومنمّق درّه وواضعه؛ لأنّه يُقال تفوّق الدّر أي شربه، ونمّق الدُّر أي حسّنه، والدَّر - بالفتح - هو الحليب، والدُّر - بالضم - هو اللؤلؤ.

(3) مطالب السؤول: 2 / 100، مؤسّسة أمّ القرى.

٢١٩

عابداً ثقة ).

روى عنه الأئمّة: أبو حنيفة وغيره...

قال عطاء (1) : ( ما رأيتُ العلماء عند أحدٍِ أصغر علماً منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحَكَم عنده كأنّه مغلوب، ويعني بالحَكَم: الحَكَم بن عُيَيْنَة، وكان عالماً نبيلاً جليلاً في زمانه ) (2) .

8 - ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: 655 هـ):

نقل في ( شرح نهج البلاغة ) نصّ ما تقدّم ذكره من كلام الجاحظ مقِرّاً له على ذلك (3) .

9 - محمّد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي (ت: 671هـ):

قال في تفسيره عند تعرّضه للآية: ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً. .. ) : ( بقرة ) البقرة: اسم للأنثى، والثور اسم للذكر، مثل: ناقة وجمل، وامرأة ورجل... وأصله من قولك: بقرَ بطنَه، أي شقّه، فالبقرة تشقُّ الأرض بالحرث وتثيره، ومنه الباقر لأبي جعفر محمّد بن علي زين العابدين؛ لأنّه بقرَ العلم وعرف أصله، أي شقّه ) (4) .

10 - أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي (ت: 676 هـ):

قال في ( تهذيب الأسماء واللغات ) عن الإمام الباقر ( عليه السلام ): (... سميّ بذلك

____________________

(1) هكذا في المتن المطبوع، ولعلّ الصحيح: ( عبد الله بن عطاء )، كما أورده اليافعي وابن العماد.

(2) تذكرة الخواص: 302، مؤسّسة أهل البيت.

(3) انظر: ( شرح نهج البلاغة ): 15 / 277 و278، دار الكتب العلميّة، المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربيّة.

(4) تفسير القرطبي: 1 / 483، دار الكتاب العربي.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480