أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة12%

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 480

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 75455 / تحميل: 9284
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

٢٨ - ابن حجر الهيتمي (ت: ٩٧٤ هـ):

قال في ( الصواعق المُحرقة ): ( موسى الكاظم: وهو وارثه [ أي جعفر الصادق ] علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً، سُمّيَ الكاظم؛ لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم... ومِن بديع كراماته: ما حكاه ابن الجوزي والرامهرمزي وغيرهما عن شقيق البلخي... ) (١) .

٢٩ - أحمد بن يوسف القرماني (ت: ١٠١٩ هـ):

قال في كتابه ( أخبار الدول ): ( هو الإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجّة، الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المُسمّى لِفَرْطِ حِلْمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج؛ لأنّه ما خاب المتوسّل به في قضاء حاجة قط... وكان له كرامات ظاهرة ومناقب باهرة، اقترع قمّة الشرف وعلاها، رسماً إلى أوج المزايا (٢) فبلغ عُلاها، فمِن ذلك ما ذكره ابن الجوزي في كتابه ( مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن ) عن شقيق البلخي قال:... ) وذكر قصّة شقيق التي تقدّمت الإشارة إليها (٣) .

٣٠ - ابن العماد الحنبلي (ت: ١٠٨٩ هـ):

قال في ( شذرات الذهب ): ( وفيها [ سنة: ١٨٣ هـ تُوفّي ] السيّد الجليل أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ووالد علي بن موسى الرضا. وُلد

____________________

(١) الصواعق المحرقة: ٣٠٧ - ٣٠٨ دار الكتب العلميّة.

(٢) كذا في المطبوع، ولعلّ الصحيح: ( افترع قمّة الشرف وعلاها، وسما إلى أوج المزايا ).

(٣) أخبار الدول: ١/٣٣٧. عالم الكتاب.

٢٨١

سنة: ثمان وعشرين ومئة. رَوى عن أبيه، قال أبو حاتم: ثقة إمام من أئمّة المسلمين، وقال غيره: كان صالحاً عابداً، جواداً حليماً، كبير القدر. بلغه عن رَجُل الأذى له فبعث إليه بألف دينار... ) (١) .

٣١ - عبد الله الشبراوي (ت: ١١٧١ هـ):

قال في ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ( كان من العظماء الأسخياء، وكان والده جعفر يحبّه حبّاً شديداً... )، ثمّ تحدّث عن الإمام ونقل بعض كلامه (٢) .

٣٢ - الحسن بن عبد الله البخشي (ت: ١١٩٠ هـ):

قال في كتابه ( النور الجلي في نسب النبي ): (وهو الإمام الكبير القدر، والكثير الخير، كان - رضي الله عنه - يسهر ليله ويصوم نهاره، وسمّي كاظماً؛ لفرط تجاوزه عن المعتدين، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج؛ لأنّه ما خاب المتوسّل به في قضاء حاجته قط، وكانت له كرامات ظاهرة ومناقب باهرة، تسنّم ذروة الشرف، وعلاها وسما أوج المزايا فبلغ أعلاها... ) (٣) .

٣٣ - الشيخ محمّد بن علي الصبان (ت: ١٢٠٦ هـ):

قال في كتابه ( إسعاف الراغبين ): ( أمّا موسى الكاظم فكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، وكان من أعبد أهل زمانه ومن أكابر

____________________

(١) شذرات الذهب: ١/ ٤٨٦. دار الكتب العلميّة.

(٢) الإتحاف بحبّ الأشراف: ١٤٨، منشورات الشريف الرضي، النسخة المصوّرة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبيّة بمصر.

(٣) حياة الإمام موسى بن جعفر للشيخ القرشي: ١/ ١٦٧ عن ( النور الجلي ): ٩٧.

٢٨٢

العلماء الأسخياء... ولقّب بالكاظم؛ لكثرة تجاوزه وحلمه ) (١) .

٣٤ - محمّد أمين السويدي (ت: ١٢٤٦ هـ):

قال في كتابه ( سبائك الذهب ): ( موسى الكاظم: هو الإمام الكبير القدر الكثير الخير، كان يقوم ليله ويصوم نهاره، وسمّي الكاظم؛ لفرط تجاوزه عن المعتدين ) (٢) .

٣٥ - الشيخ مؤمن الشبلنجي (ت: بعد ١٣٠٨ هـ):

قال في ( كتابه نور الأبصار ) تحت عنوان فصل في ذكر مناقب سيّدنا موسى الكاظم...: ( قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجّة، الحَبْر، الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله؛ وذلك لِنُجْحِ قضاء حوائج المتوسّلين به. ( ومناقبه ) رضي الله عنه كثيرة شهيرة... ) (٣) .

٣٦ - يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت: ١٣٥٠ هـ):

قال في كتابه ( جامع كرامات الأولياء ): ( موسى الكاظم أحد أعيان أكابر الأئمّة من ساداتنا آل البيت الكرام، هداة الإسلام رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا ببركاتهم، وأماتنا على حبّهم وحبّ جدّهم الأعظم صلّى الله عليه

____________________

(١) إسعاف الراغبين المطبوع بهامش ( نور الأبصار ): ٢٤٦، دار الفكر الطبعة المصوّرة على الطبعة المصريّة المطبوعة سنة: ١٩٤٨م.

(٢) سبائك الذهب: ٧٥، المكتبة العلميّة.

(٣) نور الأبصار: ١٦٤، طبعة دار الفكر المصوّرة على الطبعة المصريّة لسنة: ١٩٤٨م.

٢٨٣

وسلم ) (١) .

٣٧ - علي جلال الحسيني المصري (ت: ١٣٥١ هـ):

قال: ( جمع من الفقه والدين والنسك والحلم والصبر، مالا مزيد عليه... ) (٢) .

٣٨ - الدكتور زكي مبارك (ت: ١٣٧١ هـ):

قال في ( شرح زهر الآداب ): ( كان موسى بن جعفر سيّداً من سادات بني هاشم وإماماً مقدّماً في العلم والدين ) (٣) .

٣٩ - السيّد علي فكري (ت: ١٣٧٢ هـ):

قال في ( أحسن القصص ): ( قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجّة، الحَبْر، جمع من الفقه والدين بما لا مزيد عليه... ) (٤) .

٤٠ - خير الدين الزركلي (ت: ١٣٩٦ هـ):

قال في كتابه ( الأعلام ): ( كان من سادات بني هاشم، ومِن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد ) (٥) .

٤١ - محمود بن وهيب القراغولي الحنفي:

قال في ( جوهرة الكلام ): ( هو الوارث لأبيه - رضي الله عنهما - علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً، سمّي بـ ( الكاظم )؛ لكظمه الغيظ وكثرة تجاوزه وحلمه. وكان

____________________

(١) جامع كرامات الأولياء: ٢/ ٤٩٥. دار الفكر، ١٩٩٢م.

(٢) أئمّتنا لمحمّد علي دخيل: ٢/ ٦٩ عن ( الحسين ): ٢/ ٢٠٧.

(٣) أئمّتنا لمحمّد علي دخيل: ٦٩ عن ( شرح زهر الآداب ): ١/ ١٣٢.

(٤) حياة الإمام موسى بن جعفر: ١/١٦٨ عن ( أحسن القصص ): ٤/٢٩٣.

(٥) الأعلام: ٧/٣٢١، دار العلم للملايين.

٢٨٤

معروفاً عند أهل العراق بـ ( باب قضاء الحوائج عند الله )، وكان أعبد أهل زمانه، وأعلمهم وأسخاهم... ) (١) .

٤٢ - عبد السلام الترمانيني:

قال في ( أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين ): ( هو موسى بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن سادس الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة. كان يلقّب بالكاظم؛ لأنّه كان يحسن لِمَن أساء إليه... وكان من سادات بني هاشم، ومِن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد... ) (٢) .

٤٣ - عارف أحمد عبد الغني ( معاصر ):

قال في كتابه ( الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف ) عند ذكره للإمام الكاظم ( عليه السلام ): ( كان أسود اللون، عظيم الفضل، رابط الجأش، واسع العطاء.

لقّب بالكاظم؛ لكظمه الغيظ وحلمه، وكان يخرج في الليل وفي كُمّه صُرَر من الدراهم، فيُعطي لمَن لَقِيَهُ، ومَن أراد برّه، وكان يُضرب المثل بصرّة موسى، وكان أهله يقولون: عجباً لمن جاءته صرّة موسى فشكا القلة... ) (٣) .

هذا وقد أجمع أهل هذا الفن على جلالة الإمام موسى بن جعفر وعظم منزلته، نكتفي بما تقدّم من كلماتهم؛ توخّياً للاختصار ومنعاً للإطالة.

____________________

(١) أئمّتنا: ٢/٦٨ عن ( جوهرة الكلام ): ١٣٩.

(٢) أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين: ج١، مجلّد٢، ص١٠٧٠. أحداث سنة: ١٨٣ هـ.

(٣) الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف: ١/٤١، دار كتاب للطباعة والنشر.

٢٨٥

٢٨٦

الفصل السابع

الثامن من أئمّة أهل البيت

الرضا

علي بن موسى عليه السلام

٢٨٧

٢٨٨

نافذة إلى معرفة الإمام عليه السلام

نشأ في بيت الرسالة، وارتضع من معين الوحي، وتربّى في أحضان الإمامة، فكان قمّةً شامخة، لا يُقاس به عظيمٌ ولا يرقى إليه راقٍ.

صار مدرسة تفيض على الوجود بأنواع العطاء، وتغذّي البشريّة ألواناً من القِيَم والفضائل والمكارم.

استطاع بحكمته البالغة وبفضل عناية الباري سبحانه وتعالى أنْ يحطّم كلّ آمال المأمون العبّاسي التي أراد تحقيقها من خلال مسرحيّة ولاية العهد، فحوّل سنة: (٢٠١هـ) - وهي سنة ولاية العهد - إلى سنة ازدهار للتشيّع والفكر الشيعي، فبيّن أسُسه ومبانيه وأصوله وحقيقته، كما أنّه ذاد عن الإسلام المحمّدي الأصيل ( فكان لا يكلّمه خصْم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والبراهمة والملحدين والدهريّة، ولا خصْم من فِرَق المسلمين المخالفين له إلاّ قَطَعَهُ وألْزَمَه الحجّة )، فذاع صِيْته وانتشر خبرُه، ودانت له العلماء، وأخذتْ الناس تقول: ( والله، إنّه أولى بالخلافة من المأمون ).

فخلُد في ذاكرة التاريخ، وأبتْ الصحف إلاّ أنْ تسطّر في طيّاتها ثناءً ومدْحاً لتلك الشخصيّة الخالدة، وقبل أنْ نُقدّم للقارئ الكريم كلمات علماء أهل السنّة في مدْح الإمام ( عليه السلام )، نضع بين يديه إلمامة سريعة بحياة الإمام ( عليه السلام ):

-هو: علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام ).

٢٨٩

-كانت لأمّه أسماء عديدة منها: نجمة، و أروى، و تكتم... (١) . وتُكنّى بأمّ البنين (٢) ، وكانت أفضل النساء في عقلها ودينها، وكانت - على ما في بعض الروايات - مُلْكاً لحميدة أمّ الإمام موسى بن جعفر، وورد أنّها كانت تعظّم مولاتها حميدة حتّى أنّها ما جلست بين يديها قط إجلالاً لها، وجاء في الخبر أيضاً أنّ حميدة قالتْ لابنها موسى ( عليه السلام ): يابُنَي! إنّ تكتم جارية ما رأيتُ جاريةً قط أفضل منها ولستُ أشكّ أنّ الله تعالى سيُظهر نسلها إنْ كان لها نسل، وقد وهبتُها لك فاستوصِ خيراً بها، فلمّا ولدتْ له الرضا ( عليه السلام ) سمّاها الطاهرة... (٣) .

-وُلِدَ (عليه السلام ): في المدينة المنوّرة، يوم الخميس، حادي عشر ذي القعدة، سنة: ثمان وأربعين ومئة (١١/ ذو القعدة/ ١٤٨هـ) (٤) .

-كان يُكنّى ( عليه السلام ) : بأبي الحسن.

-ويلقب بألقاب عديدة (٥) ،أشهرها: الرضا.

-تسلّم إمامة المسلمين: بعد شهادة أبيه الكاظم ( عليه السلام ) سنة: (١٨٣هـ)، وكان له من العمر خمس وثلاثون سنة.

-كانت مدّة إمامته: عشرين سنة، عاصر خلالها ثلاثة من حكّام بني العبّاس

____________________

(١) انظر: ( عيون أخبار الرضا ) للشيخ الصدوق: ج١، ب٢، رقم: ٣، ص٢٦، منشورات الشريف الرضي.

(٢) انظر: ( الإرشاد ) للشيخ المفيد: ٢/ ٢٤٥، مؤسّسة آل البيت، و ( إعلام الورى ) للشيخ الطبرسي: ٢/ ٤٠، مؤسّسة آل البيت.

(٣) انظر: ( عيون أخبار الرضا ) للشيخ الصدزق: ج١، ب٢، رقم ٢، ص٢٤.

(٤) البحار: ٤٩/ ٩، رقم ١٦، ١٧، ١٨.

(٥) كالصابر، والرضي، والوفي وغيرها.

٢٩٠

وهم: هارون الرشيد، وولداه الأمين والمأمون الذي استشهد الإمام في حكومته.

-أُجبر على قبول ولاية العهد: من قِبَل المأمون العبّاسي في سنة: ٢٠١هـ (١) . ولذلك أُرغم على ترك مدينة جدّه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) والتوجّه إلى ( مرو ) عاصمة الدولة العبّاسيّة آنذاك في سنة: (٢٠٠هـ) (٢) .

-اسْتُشهد ( عليه السلام ): في طوس، في آخر صفر لسنة: (٢٠٣هـ) (٣) .

-دُفن ( عليه السلام ): في دار حُميد بن قحطبة في قرية يُقال لها: ( سناباد ) في أرض طوس، في نفس الموضع الذي دُفن فيه هارون الرشيد، وقبر أبي الحسن ( عليه السلام ) بين يديه في قبلته (٤) .

____________________

(١) كشف الغمّة للأربلي: ٢/ ٨٥٣، منشورات الشريف الرضي.

(٢) عيون أخبار الرضا للصدوق: ج٢، ب٤٠، ح١٩. ص١٥٨ - ١٥٩.

(٣) إعلام الورى للطبرسي: ٢/ ٤١ و٨٦، مؤسّسة آل البيت.

(٤) الإرشاد للمفيد: ٢/ ٢٧١، مؤسّسة آل البيت.

٢٩١

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة

إليك - قارئي العزيز - جانباً من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة والجماعة وهي تشيد بفضل الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) وتبين جلالة قدره وسموّ منزلته:

١ - محمّد بن عمر الواقدي (ت: ٢٠٧ هـ):

قال: ( سمع علي الحديث من أبيه وعمومته وغيرهم، وكان ثقة يفتي بمسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو ابن نَيّف وعشرين سنة، وهو من الطبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة ) (١) .

٢ - الإمام أحمد بن حنبل (ت: ٢٤١ هـ):

علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا عن أبيه موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمّد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين، قائلاً: ( لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جُنَّتِهِ ) (٢) .

٣ - أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: ٢٥٠ هـ):

ذكر الإمام الرضا ( عليه السلام ) في ( رسائله ) عند مدحه لعشرة من الأئمّة في كلام واحد عند ذكره الردّ على ما فخرتْ به بنو أميّة على بني هاشم، فقال: ( ومنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدُّه الطالبيّون عَشَرة في نسق؛ كلّ واحد منهم: عالم،

____________________

(١) نقل كلامه سبط ابن الجوزي في ( تذكرة الخواص): ٣١٥، مؤسّسة أهل البيت، بيروت.

(٢) أورده ابن حجر الهيتمي في ( الصواعق المحرقة ): ٣١٠، دار الكتب العلميّة.

٢٩٢

زاهد، ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [ العسكري ] بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ( عليهم السلام )، وهذا لم يتّفق لبيت من بيوت العرب ولا من بُيوت العجم ) (١) .

٤ - ابن حِبّان (ت: ٣٥٤ هـ):

قال في كتابه ( الثقات ): ( وهو علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، من سادات أهل البيت وعقلائهم وجلّة الهاشميّين ونبلائهم... ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إيّاها المأمون، فمات من ساعته... وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور، يُزار بجنب قبر الرشيد، قد زرتُه مراراً كثيرة، وما حلّت بي شدّة في وقت مقامي بطوس فزرتُ قبر علي بن موسى الرضا - صلوات الله على جدّه وعليه - ودعوتُ الله إزالتها عنّي إلاّ استُجيب لي وزالتْ عنّي تلك الشدّة، وهذا شيء جرّبته مراراً فوجدتُه كذلك، أماتنا الله على محبّة المصطفى وأهل بيته صلّى الله عليه وعليهم أجمعين ) (٢) .

٥ - الحاكم النيسابوري (ت: ٤٠٥ هـ):

قال في ( تاريخه ): (كان يُفتي في مسجد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وهو ابن نَيّف وعشرين سنة. روى عنه من أئمّة الحديث: آدم بن أبي إياس، ونصر بن علي

____________________

(١) رسائل الجاحظ: ١٠٦ جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجاريّة الكبرى، مصر.

(٢) الثقات: ٨/ ٤٥٦ - ٤٥٧، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانيّة بحيدر آباد الدكن، الهند، الناشر: مؤسّسة الكتب الثقافيّة.

٢٩٣

الجهضمي، ومحمّد بن رافع القشيري وغيرهم... ) (١) .

٦ - الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمان بن الجوزي (ت: ٥٩٧هـ):

قال في ( المنتظم ): ( علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب... سمع أباه وعمومته وكان يُفتي في مسجد رسول الله وهو ابن نَيّف [ وعشرين ] سنة، وكان المأمون قد أمر بإشخاصه من المدينة، فلمّا قَدِمَ ( نيسابور ) خرج وهو على بَغْلَة شهباء، فخرج علماء البلد في طلبه مثل: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن [ راهويه ]، ومحمّد بن رافع، وأحمد بن حرب، وغيرهم... ) (٢) .

٧ - عبد الكريم بن محمّد السمعاني (ت: ٥٦٢ هـ):

قال في ( الأنساب ): ( والرضا كان مِن أهل العلم والفضل مع شرف النسب... ) (٣) .

٨ - الفخر الرازي (ت: ٦٠٤ هـ):

قال عند تفسيره لمعنى الكوثر: ( والقول الثالث الكوثر أولاده... فالمعنى أنّه يُعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قُتل من أهل البيت ثمّ العالَم ممتلئ منهم، ولم يبقَ من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به، ثمّ انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر، والصادق، والكاظم، والرضا ( عليهم السلام ).. ) (٤) .

____________________

(١) نقل قوله ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ): ٥/ ٧٤٦.

(٢) المنتظم: ١٠/ ١٢٠، نشر دار الكتب العلميّة، سنة النشر: ١٤١٢هـ - ١٩٩٢م.

(٣) الأنساب: ٣/ ٧٤، مؤسّسة الكتب الثقافيّة.

(٤) تفسير الفخر الرازي: مجلّد١٦، ج٣٢، ص١٢٥، دار الفكر.

٢٩٤

٩ - عبد الكريم بن محمّد الرافعي القزويني (ت: ٦٢٣ هـ):

قال في كتابه ( التدوين ): ( علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن الرضا، من أئمّة أهل البيت وأعاظم ساداتهم. وأكابرهم... ) (١) .

١٠ - العلاّمة العارف الشيخ محيي الدين ابن عربي (ت: ٦٣٨ هـ):

قال في كتابه ( المناقب ) المطبوع في آخر ( وسيلة الخادم إلى المخدوم ) للشيخ فضل الله بن روزبهان الأصفهاني: ( وعلى السرّ الإلهي والرائي للحقائق كما هو النور اللاهوتي، والإنسان الجبروتي، والأصل الملكوتي، والعالم الناسوتي، مصداق معلم المطلق، والشاهد الغيبي المحقَّق، روح الأرواح وحياة الأشباح، هندسة الموجود الطيّار في منشآت الوجود، كهف النفوس القدسيّة، غوث الأقطاب الأنسيّة، الحجّة القاطعة الربّانيّة، محقّق الحقائق الإمكانيّة، أزل الأبديّات وأبد الأزليّات، الكنز الغيبي والكتاب اللاريبي، قرآن المجملات الأحديّة وفرقان المفصلات الواحديّة، إمام الورى، بدر الدُجَى، أبي محمّد علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ) (٢) .

١١ - ابن النجار (ت: ٦٤٣ هـ):

قال في ( ذيل تاريخ بغداد ): ( وكان من العلم والدين بمكان، كان يُفتي في مسجد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وهو ابن نَيِّف وعشرين سنة ) (٣) .

____________________

(١) التدوين في أخبار قزوين: ٣/ ٢٦٩.

(٢) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: ٢٨/٦٥٧، عن ( المناقب ): ٩٦، ط: قم.

(٣) ذيل تاريخ بغداد: ٤ /١٣٥. دار الكتب العلميّة، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١٧هـ.

٢٩٥

١٢ - محمّد بن طلحة الشافعي (ت: ٦٥٢ هـ):

قال في ( مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ): ( قد تقدّم القول في أمير المؤمنين علي، وفي زين العابدين علي، وجاء هذا علي الرضا ثالثهما، ومَن أمعن النظر والفكرة وجده في الحقيقة وارثهما، فيحكم كونه ثالث العَلِيِّيْن، نما إيمانه وعلا شأنه، وارتفع مكانه، واتّسع إمكانه، وكثر أعوانه، وظهر برهانه، حتّى أحلّه الخليفة المأمون محلّ مهجته... وصفاته سنيّة، ومكارمه حاتميّة، وشنشنته أخزميّة، وأخلاقه عربيّة، ونفسه الشريفة هاشميّة، وأرومته الكريمة نبويّة، فمهما عدّ من مزاياه كان أعظم منه، ومهما فصّل من مناقبه كان أعلى رتبة منه ) (١) .

١٣ - سبط ابن الجوزي (ت: ٦٥٤ هـ):

قال في( تذكرة الخواص ): ( كان من الفضلاء الأتقياء الأجواد، وفيه يقول أبو نؤاس:

قيل لي أنتَ أَوْحَدُ الناسِ طُرّاً

في كلامٍ مِن المَقَال بَدِيْهِ

لَكَ فِي جَوْهَرِ الكَلاَمِ فُنُوْنٌ

يَنْثُرُ الدُرَّ فِي يَدَي مُجْتَنِيْهِ

فَعَلَى مَا تَرَكَتَ مَدْحَ ابْنَ مُوْسَى

وَالخِصَال الّتِي تَجَمَّعْنَ فِيْهِ

قُلْتُ لاَ أَهْتَدِي لِمَدْحِ إِمَامٍ

كَانَ جِبْرَائِيْل خَادِمَاً لأَبِيْهِ (٢) ..

١٤ - ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: ٦٥٥ هـ):

نقل ما تقدّم من كلام الجاحظ عند مدْحه لعشرة من أئمّة أهل البيت (٣)،

____________________

(١) مطالب السؤول: ٢/ ١٢٨.

(٢) تذكرة الخواص: ٣٢١، مؤسّسة أهل البيت، بيروت.

(٣) نقله في (شرح نهج البلاغة): ١٥/ ٢٧٨.

٢٩٦

مقرّاً له عليه بدلالة قوله في أوّل البحث: ( ونحن نذكر ما أجاب به أبو عثمان عن كلامهم ونضيف إليه من قبلنا أموراً لم يذكرها فنقول... ) (١) .

كما أنّه قال عن الإمام في نفس الفصل: ( ومن رجالنا موسى بن جعفر بن محمّد - وهو العبد الصالح - جمع من الفقه والدين والنسك والحلم والصبر. وابنه علي بن موسى المرشح للخلافة والمخطوب له بالعهد كان أعلم الناس وأسخى الناس وأكرم الناس أخلاق ) (٢) .

١٥ - ابن خِلّكان (ت: ٦٨١ هـ):

قال في ( وفيات الأعيان ): ( وهو أحد الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإماميّة، وكان المأمون قد زوّجه ابنته أمّ حبيب في سنة: اثنتين ومئتين، وجعله وليَّ عَهْدِهِ، وضرب اسمه على الدنانير والدراهم، وكان السبب في ذلك أنّه استحضر أولاد العبّاس الرجال منهم والنساء، وهو بمدينة مرْو من بلاد خراسان، وكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفاً ما بين الكبار والصغار، واستدعى عليّاً المذكور، فأنزله أحسن منزله، وجمع خواصّ الأولياء وأخبرهم أنّه نظر في أولاد العبّاس وأولاد علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، فلم يجد في وقته أحداً أفضل ولا أحقّ بالأمر من علي الرضا، فبايعه وأمر بإزالة السواد من اللباس والأعلام (٣) ... قول أبو نؤاس:

____________________

(١) المصدر نفسه: ٢٧٠.

(٢) المصدر نفسه: ٢٩١.

(٣) إنّ أفضليّة الإمام على سائر الناس ليست هي السبب في إعطائه ولاية العهد، والموضوع يحتاج إلى مزيد من البيان، وإنّما أثبتنا المتن كما هو؛ ليرى القارئ أنّ القوم يقرّون بأفضليّة الإمام ( عليه السلام ) على سائر مَن سواه.

٢٩٧

قِيْلَ لِي أَنْتَ أَوْحَدُ النَاسِ طُرَّاً ... إلى آخر الأبيات المتقدّمة.

قال: وكان سبب قوله هذهِ الأبيات؛ أنّ بعض أصحابه قال له: ما رأيتُ أوقح منك، ما تركتَ خمراً ولا طرداً ولا معنى إلاّ قلتَ فيه شيئاً، وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئاً.

فقال: والله، ما تركتُ ذلك إلاّ إعظاماً له، وليس قدرُ مثلي أنْ يقول في مثله، ثمّ أنشد بعد ساعة هذهِ الأبيات.

وفيه يقول أيضاً:

مُطهّرون نَقِيَّاتٌ جُيُوْبُهُم

تجري الصلاة عليهم أينما ذُكروا

مَن لَمْ يَكُنْ عَلَوِيَّاً حِيْنَ تَنْسِبُهُ

فَمَا لَهُ فِي قَدِيْمِ الدَهْرِ مُفْتَخَرُ

الله لمّا بَرَا خَلْقَاً فَأَتْقَنَهُ

صَفّاكُمُ وَاصْطَفَاكُم أَيُّهَا البَشَرُ

فَأَنْتُم المَلأُ الأَعْلَى وَعِنْدَكُمُ

عِلْمُ الكِتَابِ وَمَا جَاءَتْ بِهِ السُوَرُ (١) .

١٦ - الحافظ الجويني (ت: ٧٢٢ هـ):

قال في ( فرائد السمطين ): ( الإمام الثامن، مظهر خفيّات الأسرار، ومُبْرِز خبيات الأمور الكوامن، منبع المكارم والميامن، ومتبع الأعالي الحضارم والأيامن، منيع الجناب، رفيع القباب، وسيع الرحاب، هموم السحاب، عزيز الألطاف، غزير الأكناف، أمير الأشراف، قرّة عين آل ياسين وآل عبد مناف، السيّد الطاهر المعصوم، والعارف بحقائق العلوم، والواقف على غوامض السرّ المكتوم، والمُخْبِر بما هو آتٍ، وعمّا غبر ومضى، المرضي عند الله سبحانه برضاه عنه في جميع الأحوال؛ ولِذَا لُقِّب بالرضا علي بن موسى صلوات الله

____________________

(١) وفيات الأعيان: ٣/ ٢٣٦، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان.

٢٩٨

على محمّد وآله خصوصاً عليه ما سحّ سحاب وهما، وطلع نبات ونما.. ) (١) .

١٧ - شمس الدين الذهبي (ت: ٧٤٨ هـ):

قال في ( سير أعلام النبلاء )، الجزء التاسع: ( علي الرضا، الإمام السيّد، أبو الحسن، علي الرضا بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي بن الحسين، الهاشمي العلوي المدني... وكان من العلم والدين والسؤدد بمكان، يُقال: أفتى وهو شاب في أيّام مالك... وقد كان علي الرضا كبير الشأن، أهلاً للخلافة... ) (٢) .

وقال في الجزء الثالث عشر بعد أنْ ذكر الأئمّة مختصراً، وأنهى كلامه عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بقوله: ( وابنه علي بن موسى الرضا: كبير الشأن، له علم وبيان ووقع في النفوس... ) (٣) .

وقال في ( تاريخ الإسلام ): ( كان سيّد بني هاشم في زمانه وأجلّهم وأنبلهم... مات في صفر سنة: ثلاث ومئتين عن خمسين سنة بطوس، ومشهده مقصود بالزيارة رحمه الله ) (٤) .

١٨ - المؤرّخ الباحث محمّد بن شاكر الكتبي (ت: ٧٦٤ هـ):

قال في ( عيون التواريخ ): ( وهو أحد الأئمّة الاثني عشر، كان سيّد بني

____________________

(١) فرائد السمطين: ٢/١٨٧ مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر.

(٢) سير أعلام النبلاء: ٩/ ٣٨٧ - ٣٨٨ و ٣٩٢، مؤسّسة الرسالة

(٣) المصدر نفسه: ١٣/ ١٢١.

(٤) تاريخ الإسلام: حوادث وفيات (٢٠١ - ٢١٠) ص٢٦٩ - ٢٧٢، دار الكتاب العربي.

٢٩٩

هاشم في زمانه... ) (١) .

١٩ - عبد الله بن أسعد اليافعي (ت: ٧٦٨ هـ):

قال في ( مرآة الجنان ): ( وفيها [ ٢٠٣ هـ ] تُوفّي الإمام الجليل المعظّم، سلالة السادة الأكارم، أبو الحسن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أحد الأئمّة الاثني عشر، أولي المناقب الذين انتسبتْ الإماميّة إليهم، وقصروا بناء مذهبهم عليه. وكان المأمون قد زوّجه ابنتَه أُمّ حبيبة وجعله وليّ عهده، وضرب اسمه على الدينار والدرهم... وكان السبب في ذلك أنّه استحضر أولاد العبّاس الرجال منهم والنساء، وهو بمدينة مرْو من بلاد خراسان، وكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفاً بين كبير وصغير، واستدعى عليّاً المذكور، فأنزله أحسن منزل، وجمع خواصّ الأولياء، وأخبرهم أنّه نظر في أولاد العبّاس وأولاد علي بن أبي طالب، فلم يجد أحداً في وقته أفضل، ولا أحقّ بالخلافة من علي الرضا، فبايعه (٢) ، وأمر بإزالة السواد من اللباس والأعلام، وأبدل ذلك بالخضرة (٣) .

٢٠ - ابن حجر العسقلاني (ت: ٨٥٢ هـ):

نقل في كتابه ( تهذيب التهذيب ) قول الحاكم المتقدّم وقول السمعاني

____________________

(١) حياة الإمام الرضا للشيخ باقر شريف القرشي: ١/ ٦٢ عن ( عيون التواريخ ): ٣، ورقة ٢٢٦ مصوّر في مكتبة السيّد الحكيم.

(٢) نحنُ وإنْ كنّا نتّفق مع المؤرّخ في أنّ الإمام أفضل مَن في وقته، إلاّ أنّا لا نتبنّى أنّ ذلك كان السبب في إعطاء الإمام ولاية العهد، وليس هنا محلّ تفصيل ذلك.

(٣) مرآة الجنان: ٢/ ١٠، دار الكتب العلميّة، ١٤١٧هـ.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

قال المصنّف ـ طاب ثراه ـ(١) :

الثالث : لو كان الحسن والقبح شرعيّين لما حكم بهما من ينكر الشرائع ، والتالي باطل ؛ فإنّ البراهمة(٢) بأسرهم ينكرون الشرائع والأديان كلّها ، ويحكمون بالحسن والقبح ، مستندين إلى ضرورة العقل في ذلك(٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٨٣.

(٢) البراهمة أو البرهمانية : نسبة إلى برهمان أو برهام ، وهو اسم مؤسّس هذه الطريقة ، وقيل : هم قبيلة بالهند فيهم أشراف أهل الهند ، ويقولون : إنّهم من ولد برهمي ملك من ملوكهم ؛ ولهم علامة ينفردون بها ، وهي خيوط ملوّنة بحمرة وصفرة يتقلّدونها تقلّد السيوف ، وقيل : إنّهم قائلون بالتوحيد! ومن أصول هذه الطائفة ـ كذلك ـ نفي النبوّات أصلا وقرّروا استحالتها في العقول ، وقد تفرّقوا أصنافا ، فمنهم : أصحاب البددة ، وهم البوذيّون ؛ وأصحاب الفكر والوهم ، وهم العلماء منهم بالفلك والنجوم وأحكامها المنسوبة إليهم ؛ وأصحاب التناسخ.

انظر : الفصل في الملل والأهواء والنحل ١ / ٨٦ ، الملل والنحل ٣ / ٧٠٦ ـ ٧١٦.

(٣) الإرشاد ـ للجويني ـ : ٢٣٠ ـ ٢٣١ ، نهاية الإقدام في علم الكلام : ٣٧١ ، شرح المواقف ٨ / ١٩٢.

٤٢١

وقال الفضل(١) :

جوابه : إنّ البراهمة المنكرين للشرائع يحكمون بالحسن والقبح للأشياء لصفة الكمال والنقص والمصلحة والمفسدة ، لا تعلّق الثواب والعقاب.

وكيف يحكمون بالثواب والعقاب وهم لا يعرفونهما؟!

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٦٨.

٤٢٢

وأقول :

البراهمة يحكمون بحسن الأفعال وقبحها بما هي أفعال ، كما هو محلّ الكلام على الصحيح

وما اختلقه بعض الأشاعرة من تعدّد المعاني والتفصيل فيها فإنّما قصدوا به الفرار لكن في غير الطريق المستقيم ، أو تسليم للحقّ لكن بوجه المعارضة.

* * *

٤٢٣

قال المصنّف ـ أعلى الله مقامه ـ(١) :

الرابع : الضرورة قاضية بقبح العبث ، كمن يستأجر أجيرا ليرمي من ماء الفرات في دجلة ، ويبيع متاعا ـ أعطي في بلده عشرة دراهم ـ في بلد يحمله إليه بمشقّة عظيمة ، ويعلم أنّ سعره كسعر بلده بعشرة دراهم أيضا.

وقبح تكليف ما لا يطاق كتكليف الزمن الطيران إلى السماء ، وتعذيبه دائما على ترك هذا الفعل.

وقبح ذمّ العالم الزاهد على علمه وزهده ، وحسن مدحه ، وقبح مدح الجاهل الفاسق على جهله وفسقه ، وحسن ذمّه عليهما.

ومن كابر في ذلك فقد أنكر أجلى الضروريات ؛ لأنّ هذا الحكم حاصل للأطفال ، والضروريات قد لا تحصل لهم.

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٨٣.

٤٢٤

وقال الفضل(١) :

جوابه : إنّ قبح العبث لكونه مشتملا على المفسدة ، لا لكونه موجبا لتعلّق الذمّ والعقاب ، وهذا ظاهر.

وقبح مذمّة العاقل ، وحسن مدحة الزاهد ؛ للاشتمال على صفة الكمال والنقص.

فكلّ ما يذكر هذا الرجل من الدلائل هو إقامة الدليل على غير محلّ النزاع ، فإنّ الأشاعرة معترفون بأنّ كلّ ما ذكره من الحسن والقبح عقليّان ، والنزاع في غير هذين المعنيين.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٧٠.

٤٢٥

وأقول :

ليت شعري أكان محلّ الكلام في حسن الأفعال وقبحها عقلا مشروطا بأن لا تكون فيها مصلحة ومفسدة حتّى يقول : إنّ قبح العبث لكونه مشتملا على مفسدة؟!

ومنشأ اشتباهه أنّه رأى أصحابه يعبّرون عن ملاءمة الغرض ومنافرته بالمصلحة والمفسدة(١) ، فتخيّل ذلك ولم يعلم أنّهم إنّما جعلوا الحسن والقبح ـ اللذين بمعنى الملاءمة والمنافرة ، والمصلحة والمفسدة ـ خارجين عن محلّ النزاع ؛ لا أنّه يشترط في محلّ النزاع عدم المصلحة والمفسدة في الفعل واقعا.

على إنّ قبح العبث ضروري وإن لم يشتمل على مفسدة ، بل لو اشتمل عليها لم يثبت القبح عندهم بمعنى المنافرة للغرض ، إذ لا غرض للعابث ، فيلزم أن لا يقبح العبث عندهم وقد أقرّوا بقبحه!

وأمّا قوله : « وقبح مذمّة العالم ، وحسن مدحة الزاهد »

ففيه : تسليم للحقّ باسم المعارضة ، والوفاق بصورة الخلاف ، فما ضرّهم لو أنصفوا؟!

واعلم أنّ الخصم لم يجب عن قبح تكليف ما لا يطاق عجزا عن الجواب ؛ لأنّ التكليف المذكور ليس عندهم صفة نقص ولا مفسدة ، وإلّا لما أجازوه على الله تعالى.

__________________

(١) شرح المواقف ٨ / ١٨٢.

٤٢٦

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

الخامس : لو كان الحسن والقبح باعتبار السمع لا غير لما قبح من الله تعالى شيء.

ولو كان كذلك لما قبح منه تعالى إظهار المعجزات على يد الكاذبين ، وتجويز ذلك يسدّ باب معرفة النبوّة(٢) .

فإنّ أيّ نبيّ أظهر المعجزة عقيب ادّعاء النبوّة لا يمكن تصديقه مع تجويز إظهار المعجزة على يد الكاذب في دعوى النبوّة.

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٨٤.

(٢) انظر : شرح الأصول الخمسة : ٣١٨ و ٣٢١ ، ومؤدّاه في : المحيط بالتكليف : ٢٣٥.

٤٢٧

وقال الفضل(١) :

جوابه : إنّه لم يقبح من الله شيء.

قوله : « لو كان كذلك لما قبح منه إظهار المعجزات على يد الكاذبين ».

قلنا : عدم إظهار المعجزة على يد الكذّابين ليس لكونه مقبحا عقلا ، بل لعدم جريان عادة الله تعالى ، الجاري مجرى المحال العادي بذلك.

قوله : « تجويز هذا يسدّ باب معرفة النبوّة ».

قلنا : لا يلزم هذا ؛ لأنّ العلم العادي حاكم باستحالة هذا الإظهار ، فلا ينسدّ ذلك الباب.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٧١.

٤٢٨

وأقول :

كيف تصحّ دعوى العادة؟! والحال أنّه لا اطّلاع له على كلّ من ادّعى النبوّة!

ولو فرض الاطّلاع فمن المحتمل كذب كلّ من جاء بمعجزة ، فلا تثبت نبوّة صادقة فضلا عن جريان العادة بها.

على إنّه كيف يقطع بعدم تخلّف العادة في مقام تخلّف العادة بإظهار المعجزة؟!

* * *

٤٢٩

قال المصنّف ١(١) :

السادس : لو كان الحسن والقبح شرعيّين ، لحسن من الله تعالى أن يأمر بالكفر ، وتكذيب الأنبياء ، وتعظيم الأصنام ، والمواظبة على الزنا والسرقة ، والنهي عن العبادة والصدق ؛ لأنّها غير قبيحة في أنفسها ، فإذا أمر الله بها صارت حسنة ؛ إذ لا فرق بينها وبين الأمر بالطاعة ، فإنّ شكر المنعم ، وردّ الوديعة ، والصدق ، ليست حسنة في أنفسها ، ولو نهى الله عنها كانت قبيحة(٢) .

لكن لمّا اتّفق أنّه تعالى أمر بهذه مجانا لغير غرض ولا حكمة ، صارت حسنة ، واتّفق أنّه نهى عن تلك فصارت قبيحة ، وقبل الأمر والنهي لا فرق بينها.

ومن أدّاه عقله إلى تقليد من يعتقد ذلك فهو أجهل الجهّال ، وأحمق الحمقاء ، إذا علم أنّ معتقد رئيسه ذلك!

ومن لم يعلم ووقف عليه ثمّ استمرّ على تقليده فكذلك!

فلهذا وجب علينا كشف معتقدهم لئلّا يضلّ غيرهم وتستوعب البلية جميع الناس.

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٨٤.

(٢) انظر : شرح الأصول الخمسة : ٣١٨ ـ ٣٢٠.

٤٣٠

وقال الفضل(١) :

جوابه : إنّه لا يلزم من كون الحسن والقبح شرعيّين ، بمعنى أنّ الشرع حاكم بالحسن ، والقبح أن يحسن من الله الأمر بالكفر والمعاصي ؛ لأنّ المراد بهذا الحسن : إن كان استحسان هذه الأشياء ، فعدم هذه الملازمة ظاهر ؛ لأنّ من الأشياء ما يكون مخالفا للمصلحة لا يستحسنه الحكيم ، وقد ذكرنا أنّ المصلحة والمفسدة حاصلتان للأفعال بحسب ذواتها.

وإن كان المراد بهذا الحسن عدم الامتناع عليه ، فقد ذكرنا أنّه لا يمتنع عليه شيء عقلا ، لكن جرى عادة الله على الأمر بما اشتمل على مصلحة من الأفعال ، والنهي عمّا اشتمل على مفسدة من الأفعال.

فالعلم العادي حاكم بأنّ الله تعالى لم يأمر بالكفر وتكذيب الأنبياء قطّ ، ولم ينه عن شكر المنعم وردّ الوديعة ، فحصل الفرق بين هذا الأمر والنهي بجريان عادة الله الذي يجري مجرى المحال العادي ، فلا يلزم شيء ممّا ذكر هذا الرجل ، فقد زعم أنّه فلق الشعر في تدقيق هذا السؤال الظاهر دفعه عند أهل الحقّ ، حتّى رتّب عليه التشنيع والتفظيع ، فيا له من رجل ما أجهله!

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٧٢.

٤٣١

وأقول :

قد سبق أنّ القبيح عندهم ما نهي عنه شرعا ، والحسن ما لم ينه عنه كما في « المواقف »(١) .

وحينئذ فالأفعال كلّها ليست حسنة أو قبيحة بالنظر إلى ذواتها وقبل تعلّق التكاليف بها ، وإنّما تكون حسنة أو قبيحة بعد تعلّقها بها.

فلو تعلّق أمره تعالى مثلا بالكفر وتكذيب الأنبياء وتعظيم الشياطين كانت حسنة وكان أمره أيضا حسنا ؛ لأنّ أمره من فعله ، وفعله حسن ؛ لأنّه لم ينه عنه فيشمله تعريف الحسن المذكور ، كما صرّح به في « شرح المواقف »(٢) وذكرناه سابقا(٣)

وحينئذ يتمّ ما ذكره المصنّف ١ بقوله : « لو كان الحسن والقبح شرعيّين لحسن من الله تعالى أن يأمر بالكفر » فإنّ الكفر ـ مثلا ـ ليس قبيحا قبل التكليف ، فيصحّ تعلّق الأمر به ، وإذا تعلّق به صار حسنا كما يحسن الأمر به.

وبذلك يعلم أنّه لا محلّ لتفسير الخصم للحسن والقبح الشرعيّين بأنّ الشرع حاكم بهما ، ولا لترديده في مراد المصنّف ; بالحسن بين أمرين لا دخل لهما بمقصود المصنّف ولا بمصطلح الأشاعرة.

على إنّه لو أراد المصنّف الشقّ الأوّل فهو لازم لهم على مذهبهم ؛

__________________

(١) المواقف : ٣٢٣.

(٢) شرح المواقف ٨ / ١٨٢.

(٣) انظر الصفحتين ٤١٣ ـ ٤١٤ من هذا الجزء.

٤٣٢

لأنّ الأمور التي ذكرها المصنّف ، من الكفر وتكذيب الأنبياء وأشباههما مخلوقة لله تعالى عندهم ومن أفعاله ، فلو كانت مخالفة للمصلحة ولا يستحسنها الحكيم لما فعلها.

ودعوى أنّ فعله لها إنّما يدلّ على استحسانه لها من حيث فاعليّته لها ، لا من حيث كسب العبد إيّاها ومحلّيّته لها ، غير ضارّة في المطلوب لو سلّمت ، إذ لا يهمّنا إلّا إثبات ما أنكره الخصم من استحسانها على مذهبهم من أيّ حيثية كانت.

وقوله : « قد ذكرنا أنّ المصلحة والمفسدة حاصلتان للأفعال بحسب ذواتها »

خطأ ظاهر ؛ لأنّ الذي ذكره هو حصول المصلحة والمفسدة بمعنى الملاءمة والمنافرة لا الذاتيّين(١) .

وأمّا ما ذكره في الشقّ الثاني بقوله : « وإن كان المراد عدم الامتناع عليه ، فقد ذكرنا أنّه لا يمتنع عليه شيء عقلا ».

ففيه : إنّه بعد ما بيّن في الشقّ الأوّل أنّ الحكيم لا يستحسن ما يكون مخالفا للمصلحة ، كيف لا يمتنع عليه الأمر به؟! فإنّ الحكيم لا يجوز عليه أن يأمر بما يكون مخالفا للمصلحة ولا يستحسنه.

ثمّ ما ذكره من جريان العادة غير مفيد له ، فإنّه لو سلّم العلم بالعادة مع عدم الاطّلاع على أديان جميع الأنبياء ، فالإشكال إنّما هو من جهة جواز أمره تعالى بالكفر ونحوه وحسنه ، لا من جهة الوقوع حتّى يجيب بعدم جريان العادة.

__________________

(١) انظر الصفحة ٤١١ من هذا الجزء.

٤٣٣

وبالضرورة : إنّ تجويز مثله على الحكيم إخراج له عن الحكمة ، وهو كفر!

فظهر أنّ المصنّف قد فلق الشعر بتدقيقه ، فجزاه الله تعالى عن الدين وأهله أفضل جزاء المحسنين ، وجعلنا من أعوانه على الحقّ ، إنّه أكرم المسؤولين.

* * *

٤٣٤

قال المصنّف ـ أعلى الله درجته ـ(١) :

السابع : لو كان الحسن والقبح شرعيّين ، لزم توقّف وجوب الواجبات على مجيء الشرع ، ولو كان كذلك لزم إفحام الأنبياء ؛ لأنّ النبيّ إذا ادّعى الرسالة وأظهر المعجزة كان للمدعوّ أن يقول : إنّما يجب عليّ النظر في معجزتك بعد أن أعرف أنّك صادق ، فأنا لا أنظر حتّى أعرف صدقك ، ولا أعرف صدقك إلّا بالنظر ، وقبله لا يجب عليّ امتثال الأمر ؛ فينقطع النبيّ ولا يبقى له جواب!

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٨٤.

٤٣٥

وقال الفضل(١) :

جواب هذا قد مرّ في بحث النظر(٢)

وحاصله : إنّه لا يلزم الإفحام ؛ لأنّ المدعوّ ليس له أن يقول : إنّما يجب عليّ النظر في معجزتك بعد أن أعرف أنّك صادق ؛ بل النظر واجب عليه بحسب نفس الأمر.

ووجوب النظر لا يتوقّف على معرفته له ؛ للزوم الدور كما سبق ، فلا يلزم الإفحام.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٧٥.

(٢) انظر الصفحة ١٤٥ من هذا الجزء.

٤٣٦

وأقول :

قد سبق أنّ ارتفاع الإفحام إنّما يكون بعلم المدعوّ بالوجوب لا بمجرّد ثبوته واقعا ، كما ذكرناه موضّحا فراجع(١) .

* * *

__________________

(١) انظر الصفحتين ١٤٩ ـ ١٥٠ من هذا الجزء.

٤٣٧

قال المصنّف ـ طاب ثراه ـ(١) :

الثامن : لو كان الحسن والقبح شرعيّين لم تجب المعرفة ؛ لتوقّف معرفة الإيجاب على معرفة الموجب ، المتوقّفة على معرفة الإيجاب ، فيدور

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٨٤.

٤٣٨

وقال الفضل(١) :

جواب هذا أيضا قد مرّ في ما سبق(٢) ، وأنّ توقّف وجوب المعرفة على الإيجاب ممنوع.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٧٦.

(٢) انظر الصفحة ١٤٣ من هذا الجزء.

٤٣٩

وأقول :

قد مرّ فساد جوابه بما لا يخفى على ذي معرفة ، فراجع(١) .

* * *

__________________

(١) انظر الصفحة ١٤٨ ـ ١٥٠ من هذا الجزء.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480