أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة0%

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 480

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ حكمت الرحمة
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: الصفحات: 480
المشاهدات: 72340
تحميل: 8356

توضيحات:

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72340 / تحميل: 8356
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المتقدّم أيضاً، ومن دون أيّ إيراد عليهما (1) .

21 - ابن الصبّاغ المالكي (ت: 855 هـ):

قال في ( الفصول المهمّة ): ( قال الشيخ كمال الدين بن طلحة: تقدّم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )، وزين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام )، وجاء علي بن موسى الرضا هذا ثالثهما، ومَن أمعن نظره وفكره، وجده في الحقيقة وارثهما، نما إيمانه وعلا شأنه وارتفع مكانه وكثر أعوانه وظهر برهانه، حتّى أدخله الخليفة المأمون محلّ مهجته وأشركه في مملكته، وفوّض إليه أمر خلافته وعقد له على رؤوس الأشهاد عقد نكاح ابنته. وكانت مناقبه عَلِيَّة، وصفاته سَنيّة، ونفسه الشريفة زكيّة هاشميّة، وأرومته الكريمة نبويّة ) (2) .

22 - جمال الدين الأتابكي المعروف بابن تغري (ت: 874 هـ):

قال في ( النجوم الزاهرة ): ( وفيها [ سنة: 203 ] تُوفّي علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام، أبو الحسن الهاشمي العلوي الحسيني، كان إماماً عالماً... وكان علي هذا سيّد بني هاشم في زمانه وأجلّهم... ) (3) .

23 - الحافظ السمهودي الشافعي (ت: 911 هـ):

قال في ( جواهر العقدَين ): ( وأمّا علي الرضا بن موسى الكاظم، فكان أوحد زمانه جليل القدر... ) (4) .

____________________

(1) تهذيب التهذيب: 5/ 745 - 746، دار الفكر.

(2) الفصول المهمّة: 233، دار الأضواء.

(3) النجوم الزاهرة: 2/ 174، نشر المؤسّسة المصريّة العامّة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر.

(4) جواهر العقدَين: 446، دار الكتب العلميّة، بيروت.

٣٠١

24 - صفيّ الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي (ت: بعد923 هـ):

قال في ( خلاصته ): ( كان سيّد بني هاشم، وكان المأمون يعظّمه ويجلّه، وعهد له بالخلافة وأخذ له العهد... ) (1) .

25 - ابن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ):

قال في( الصواعق المحرقة ) بعد أنْ أتمّ كلامه عن الإمام الكاظم ومَن سبقه من الأئمّة ( عليهم السلام ): ( علي الرضا: وهو أنبههم ذِكْراً وأجلّهم قدراً؛ ومِن ثمّ أَحلّه المأمون محلّ مهجته، وأنكحه ابنته، وأشركه في مملكته، وفوّض إليه أمر خلافته... ) (2) .

26 - أحمد بن يوسف القرماني (ت: 1019 هـ):

قال في ( أخبار الدول ): ( وكانت مناقبه عليّة، وصفاته سَنيّة،... وكان رضي الله عنه قليل النوم كثير الصوم، وكان جلوسه في الصيف على حصير، وفي الشتاء على جلْد شاة ) (3) .

27 - ابن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):

قال في ( شذرات الذهب ): ( [ وفيها 203 هـ تُوفّي ] علي بن موسى الرضا الإمام الحسن (4) الحسيني بطوس، وله خمسون سنة، وله مشهد كبير بطوس يُزار، روى عن أبيه موسى الكاظم، عن جدّه جعفر بن محمّد الصادق، وهو

____________________

(1) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 2 /257 ترجمة رقم: 5054، ط. مكتبة القاهرة.

(2) الصواعق المحرقة: 309، دار الكتب العلميّة.

(3) أخبار الدول وآثار الأول: 1/ 341 و344، عالم الكتب.

(4) كذا في المطبوع، ولعلّ الصحيح ( الإمام أبو الحسن ).

٣٠٢

أحد الأئمّة الاثني عشر في اعتقاد الإماميّة ) (1) .

28 - عبد الله الشبراوي (ت: 1171 هـ):

قال في ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ( كان رضي الله عنه كريماً جليلاً، مهاباً موقّراً...قال بعضهم: علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، فاق أهل البيت شانه، وارتفع فيهم مكانه، وكثر أعوانه، وظهر برهانه، حتّى أحلة الخليفة المأمون محلّ مهجته، وأشركه في خلافته، وفوّض إليه أمر مملكته، وعقد له على رؤوس الأشهاد عقد نكاح ابنته، وكانت مناقبه علية، وصفاته سَنيّة، ونفسه الشريفة هاشميّة، وأرومته الكريمة نبويّة، وكراماته أكثر مِن أنْ تُحْصَر، وأشهر مِن أنْ تُذكَر... ) (2) .

29 - محمّد أمين السويدي (ت: 1264 هـ):

قال في ( سبائك الذهب ): ( كانت أخلاقه عَلِيَّة، وصفاته سنيّة... كراماته كثيرة، ومناقبه شهيرة، لا يسعها مثل هذا الموضع... ) (3) .

30 - الشيخ مؤمن الشبلنجي (ت: بعد 1308 هـ):

عقد في كتابه ( نور الأبصار ) فصلاً كاملاً عن الإمام الرضا أسماه: ( فصل: في ذكر مناقب سيّدنا علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين بن علي، بن علي بن أبي

____________________

(1) شذرات الذهب: 2/ 75 - 76. دار الكتب العلميّة - بيروت - لبنان، 1998م.

(2) الإتحاف بحبّ الأشراف: 155- 156، منشورات الرضي، الطبعة المصوّرة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبيّة بمصر.

(3) سبائك الذهب: 75، المكتبة العلميّة.

٣٠٣

طالب، رضي الله عنهم أجمعين ) (1) .

31 - يوسف إسماعيل النبهاني (ت: 1350 هـ):

قال في ( جامع كرامات الأولياء ): ( علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أحد أكابر الأئمّة ومصابيح الأمّة، من أهل بيت النبوّة، ومعادن العلم والعرفان، والكرم والفتوّة. كان عظيم القدر مشهور الذكر، وله كرامات كثيرة.. ) (2) .

32 - علي جلال الحسيني (ت: 1351 هـ):

قال عن الإمام ( عليه السلام ): ( كان أعلم الناس في وقته وأسخاهم، وُلِدَ سنة: 148، وقُبض سنة: 203 وهو ابن خمس وخمسين سنة ) (3) .

33 - عبد الله عفيفي (ت: 1363 هـ):

قال: ( علي بن موسى الرضا، عميد هذا البيت وزعيمه، والإمام المرتضى من آل البيت... ) (4) .

34 - الفاضل علي بن عبد الله فكري الحسيني القاهري (ت: 1372هـ):

قال في ( أحسن القصص ): ( علمه وفضله: قال إبراهيم بن العبّاس: ما رأيتُ الرضا سُئل عن شيء إلاّ علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان

____________________

(1) نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار::168، طبعة دار الفكر، الطبعة المصوّرة على الطبعة المصريّة لسنة: 1948.

(2) جامع كرامات الأولياء: 2/ 311. دار الفكر.

(3) أئمّتنا لمحمّد علي دخيل: 2/ 154 عن ( الحسين ): 2/ 207.

(4) أئمّتنا لمحمّد علي دخيل: 2/ 154 عن ( المرأة العربيّة ): 3/ 93.

٣٠٤

إلى وقت عصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شيء، فيجيبه الجواب الشافي الكافي.

تعبّده: وكان قليل النوم، كثير الصوم، لا يفوته صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر.

ويقول: ذلك صيام الدهر.

معروفه وتصدّقه: وكان كثير المعروف والصدقة، وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة...

زهْده وورعه: كان زاهداً ورعاً، وكان جلوسه في الصيف على حصير، وفي الشتاء على مسح ) (1) .

35 - خير الدين الزركلي (ت: 1396 هـ):

قال في كتابه ( الأعلام ): ( علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أبو الحسن الملقّب بالرضا: ثامن الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، ومِن أجلاّء السادة أهل البيت وفضلائهم... ) (2) .

36 - الدكتور عبد السلام الترمانيني:

قال في ( أحداث التاريخ الإسلامي ): ( هو علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، الملقّب بالرضا. ثامن الأئمّة الاثني عشريّة عند الإماميّة...

____________________

(1) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: 28 /622 - 623، عن ( أحسن القصص ): 4/289، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(2) الأعلام: 5/ 26، دار العلم، بيروت - لبنان.

٣٠٥

وكان من أجلاّء السادة أهل البيت وفضلائهم ) (1) .

37 - محمود بن وهيب:

قال عن الإمام ( عليه السلام ): ( وكراماته - أي الرضا - كثيرة رضي الله عنه، إذْ هو فريد زمانه... ) (2) .

38 - الفاضل باقر أمين الورد - المحامي عضو اتحاد المؤرّخين العرب:

قال في ( معجم العلماء العرب ): ( علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أبو الحسن الملقّب بالرضا: ثامن الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، ومن أجلاّء السادة أهل البيت وفضلائهم... ) (3) .

39 - الفاضل الهادي حمو:

قال في كتابه ( أضواء على الشيعة الإماميّة ): (... وعلى كلٍّ فالإمام الرضا كان في أزهى عصور الحضارة الإسلاميّة، فقد عاصر المأمون حقبةً، وكان له في مجالسه العلميّة ونشاطه الفكري نصيب عظيم، وكان المأمون يخصّه بعقد المناظرات، ويجمع له العلماء والفقهاء والمتكلّمين من جميع الأديان، فيسألونه ويجيب الواحد تِلْوَ الآخر، حتّى لا يبدي أحد منهم إلاّ الاعتراف له بالفضل، ويُقِرُّ على نفسه بالقصور أمامه... ) (4) .

____________________

(1) أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين ( أحداث سنة: 203، ج1، مجلّد2 ص1169 ط. الكويت ).

(2) حياة الإمام الرضا للشيخ القرشي: 1/ 62، عن ( جوهرة الكلام ): 143.

(3) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: 28/628، عن ( معجم العلماء العرب ): 1/ 153، عالم الكتاب ومكتبة النهضة العربيّة - بيروت.

(4) شرح إحقاق الحقّ: 28 /623، عن ( أضواء على الشيعة الإماميّة ): 134، ط. دار التركي.

٣٠٦

40 - عارف أحمد عبد الغني:

قال في كتابه ( الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف ) عند ذكره للإمام الرضا ( عليه السلام ): ( ولم يكن في الطالبيّين في عصره مثله، بايع له المأمون لولاية العهد، وضرب اسمه على الدنانير والدراهم، وخطب له على المنابر، ثمّ تُوفِّي بطوس، ودُفن بها... ) (1) .

هذا والكلمات عديدة متظافرة نقتصر على ما أوردناه؛ مراعاةً للاختصار.

____________________

(1) الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف: 1/ 159، دار كتاب للطباعة والنشر.

٣٠٧

٣٠٨

الفصل الثامن

التاسع من أئمّة أهل البيت

الجواد

محمّد بن علي عليه السلام

٣٠٩

٣١٠

نافذة إلى معرفة الإمام عليه السلام

رغم صِغَرِ سنّه إلاّ أنّه كان نابغة عصره وأعجوبة دهره، حَيَّر العلماء والمفكّرين بوافر علمه، وبالغ حكمته، وأثبت بلسانه الربّاني وأجوبته الإلهيّة بأنّه خليفة الله في أرضه وحجّته على أهل مملكته، فقد جاءت وفود العلماء إلى المدينة وهي تُنْشِدُ ضالّتها وتبحث عن إمام زمانها، فتصدّى لهم تاسع أئمّة أهل البيت، وكلّه بهاء وعلوّ وسموّ، فأجاب بيقينٍ راسخ عن أسئلتهم وشُبُهَاتهم؛ فأقرّت لذلك قلوبهم، وأذعنت له نفوسهم، فارتفع الشكّ من صدورهم، وما كان منهم إلاّ الإذعان لإمامته والإقرار بفضيلته، بل أفضليّته، فعادوا إلى بلدانهم وهم يذيعون ما رأوه من مناقبه وعلوّ مقامه.

فانتشر خبره وذاع صيته وملأت أصقاع الأرض شهرتُه.

لقد مثّل الإمام ( عليه السلام ) الرسالة المحمّدية بكلّ أبعادها، فكان خُلقاً إسلاميّاً أصيلاً، ومنبعاً ثَرّاً للفضائل والمكارم، فاجتمعتْ حوله العلماء والرواة وسائر الجماهير وهي تستقي من معينه السيّال، وتنهل من نَبْعِهِ العَذِب.

لذا خَلُدَ في ذاكرة التاريخ، وراحت الكتب تُنوّر صحائفها بذكره ومدحه والثناء عليه.

وقبل الدخول في ذكر كلمات علماء أهل السنّة والجماعة نعرض للقارئ إلمامة سريعة بحياة الإمام ( عليه السلام ):

-هو: الإمام محمّد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

٣١١

-أمُّهُ ( عليه السلام ): يُقال لها ( سبيكة ) وكانت نوبيّة (1) ، وقيل أيضاً إنّ اسمها كان ( خيزران )، ورُوي أنّها كانت من أهل ( مارية ) أمّ إبراهيم ابن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) (2) .

-وُلِدَ ( عليه السلام ): في شهر رمضان، من سنة خمس‌‌ وتسعين ومئة (195هـ) (3) .

وفي رواية ابن عيّاش: وُلِدَ يوم الجمعة لعشرٍ خلون من رجب (4) .

-كان يُلقّب: بالتقي، والمنتجب، والجواد، والمرتضى، ويُقال له: أبو جعفر الثاني (5) ، تمييزاً له عن الإمام محمّد الباقر ( عليه السلام )، حيث كان يُكنّى بأبي جعفر أيضاً.

-تصدّى لشؤون الإمامة: في سنٍ مبكّر، حيث كان عمره الشريف ثماني سنوات تقريباً، إذْ إنّ وفاة أبيه الرضا ( عليه السلام ) كانت في سنة (203هـ).

-كانت مدّة إمامته: سبع عشرة سنة، عاصر خلالها اثنين من الخلفاء العبّاسيّين وهما: المأمون والمعتصم ولدا هارون الرشيد.

-أشخصه المأمون إلى بغداد في سنة: (204) تقريباً، ونوّه بذكره وأشاد بفضله، وزوّجه من ابنته أمّ الفضل، وكان له من وراء ذلك أغراض سياسيّة لا يتّسع هذا المختصر لبيانها.

____________________

(1) ( النّوبة ): جيل من الناس، الواحد نوبي، و ( بلاد النوبة ): وطن ذلك الجيل، ويقع في الجزء الجنوبي من بلاد مصر. ( المعجم الوسيط: 2/961 ).

(2) انظر: ( أصول الكافي ) للكليني: 1/566، دار التعارف للمطبوعات.

(3) أصول الكافي للكليني: 1/ 566، دار التعارف. والإرشاد للمفيد: 2/ 274، مؤسّسة آل البيت. وإعلام الورى للطبرسي: 2/91، مؤسّسة آل البيت.

(4) إعلام الورى للطبرسي: 2/91، مؤسّسة آل البيت.

(5) المصدر نفسه.

٣١٢

-قفل الإمام راجعاً إلى المدينة بصحبة زوجته حينما رأى الفرصة مناسبة لذلك؛ ليمارس نشاطه الإسلامي بمنأى عن الحكومة العبّاسيّة.

-حينما تولّى المعتصم الخلافة العبّاسيّة بعد أخيه المأمون أشخص الإمام إلى بغداد تارةً أخرى؛ لتكون تحرّكات الإمام نُصب عَيْنَيْه، وكان ذلك في سنة: (220هـ) (1) .

-استشهد ( عليه السلام ): في آخر ذي القعدة من نفس السنة التي أشخصه فيها المعتصم، أي سنة: (220هـ) (2) .

-دُفِن ( عليه السلام ): في مقابر قريش (3) في ظهر جدّه موسى ( عليه السلام ) (4) .

____________________

(1) أصول الكافي للكليني: 1/566، دار التعارف للمطبوعات.

(2) ذكر وفاته في هذه السنة الشيخ الكليني في ( الكافي ): 1/566. والشيخ المفيد في ( الإرشاد ): 2/273، مؤسّسة آل البيت. والشيخ الطبرسي في ( إعلام الورى ): 2/91 مؤسّسة آل البيت.

(3) المعروفة الآن بالكاظميّة في العاصمة العراقيّة بغداد.

(4) أصول الكافي للكليني: 1/566. وإعلام الورى للطبرسي: 2/91.

٣١٣

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة

إليك - قارئي العزيز - جانباً من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة وهي تشيد بمقام الإمام محمّد الجواد ( عليه السلام ):

1 - أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: 250 هـ):

ذكر الإمام الجواد ( عليه السلام ) عند مدحه لعشرة من الأئمّة في كلام واحد، عند ذكْره الردّ على ما فخرتْ به بنو أميّة على بني هاشم، فقال: ( ومنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدُّه الطالبيّون عَشَرة في نسق؛ كلّ واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [العسكري] بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ( عليهم السلام )، وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا مِن بُيوت العجم ) (1) .

2 - العلاّمة العارف الشيخ محيي الدين ابن عربي (ت: 638 هـ):

قال في ( المناقب ): ( وعلى باب الله المفتوح وكتاب الله المشروح ماهية الماهيّات، مطلق المقيّدات، وسرّ السريّات الوجود، ظلّ الله الممدود، المنطبع في مرآة العرفان، والمنقطع مِن نيله حَبْل الوجدان، غواص بحر القدم، محيط الفضل والكرم، حامل سرّ الرسول، مهندس الأرواح والعقول، أديب معلمة الأسماء والشؤون، فهرس الكاف والنون، غاية الظهور والإيجاد، محمّد بن علي الجواد ( عليه السلام ) ) (2) .

____________________

(1) رسائل الجاحظ: 106، جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجاريّة الكبرى، مصر.

(2) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: 29/21، عن ( المناقب ) المطبوع في آخر ( وسيلة الخادم ) لابن روزبهان الأصبهاني: 296، ط. قم.

٣١٤

3 - محمّد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ):

قال في كتابه ( مطالب السؤول ): ( هذا أبو جعفر محمّد الثاني، فإنّه تقدّم في آبائه ( عليهم السلام ) أبو جعفر محمّد وهو الباقر بن علي فجاء هذا باسمه وكنيته واسم أبيه، فعُرف بأبي جعفر الثاني، وهو وإنْ كان صغير السنّ فهو كبير القدر رفيع الذكر... ).

ثمّ قال: ( وأمّا مناقبه فما اتّسعت حلبات مجالها، ولا امتدّت أوقات آجالها، بل قضتْ عليه الأقدار الإلهيّة بقلّة بقائه في الدنيا بحُكْمِهَا وأَنْجَالِهَا، فقلّ في الدنيا مقامه، وعجّل القدوم عليه لزيارة حمامه، فلم تَطُل بها مدّته، ولا امتدّت فيها أيّامه ) (1) .

4 - سبط ابن الجوزي (ت: 654 هـ):

قال في ( تذكرة الخواص ): ( وكان على منهاج أبيه في: العلم، والتقى، والزهد، والجود ) (2) .

5 - ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: 655 هـ):

نقل ما تقدّم من كلام الجاحظ عند مدْحه لعشرة من أئمّة أهل البيت (3) مقرّاً له عليه بدلالة قوله في أوّل البحث: ( ونحن نذكر ما أجاب به أبو عثمان عن كلامهم ونضيف إليه من قِبلنا أموراً لم يذكرها فنقول... ) (4) .

____________________

(1) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: 2/ 140 - 141.

(2) تذكرة الخواص: 321، مؤسّسة أهل البيت، بيروت.

(3) نقله في ( شرح نهج البلاغة ): 15 / 278، دار الكتب العلميّة، المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربيّة.

(4) المصدر نفسه: 270.

٣١٥

6 - ابن تيمية (ت: 728 هـ):

قال في ( منهاج السنّة ): ( محمّد بن علي الجواد كان من أعيان بني هاشم وهو معروف بالسخاء والسؤدد؛ ولهذا سمّي الجواد ) (1) .

7 - شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ):

قال في ( تاريخ الإسلام ): ( محمّد بن الرضا علي بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر بن الباقر محمّد بن زين العابدين علي بن الشهيد الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

أبو جعفر الهاشمي الحسيني.

كان يلقّب: بالجواد، وبالقانع، وبالمرتضى.

كان من سروات آل بيت النبي (ص)...

تُوفِّي ببغداد في آخر سنة عشرين (2) ، شابّاً طريّاً له خمس وعشرون سنة.

وكان أحد الموصوفين بالسخاء؛ ولذلك لُقّب بالجواد.

وقبره عند قبر جدّه موسى.

وقيل تُوفِّي في آخر سنة تسع عشرة، رحمه الله ورضي عنه.

وهو أحد الأئمّة الاثني عشر الذين تدّعي الشيعة فيهم العصمة.

وكان مولده في سنة خمس وتسعين ومئة ) (3) .

____________________

(1) منهاج السنّة: 4 / 68، بتحقيق الدكتور محمّد رشاد سالم، الطبعة الأولى، 1986م.

(2) أي مئتين وعشرين.

(3) تاريخ الإسلام: حوادث وفيات: 211 - 220، ص385، ترجمة رقم: 372، دار الكتاب العربي.

٣١٦

8 - صلاح الدين الصفدي (ت: 764 هـ):

قال في ( الوافي بالوفيات ): ( محمّد بن علي هو الجواد بن الرضا بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر رضي الله عنهم. كان يلقَّب: بالجواد، وبالقانع، وبالمرتضى، وكان من سروات آل بيت النبوّة.... وكان من الموصوفين بالسخاء؛ ولذلك لُقّب الجواد، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر، ومولده سنة خمس وتسعين ومئة ) (1) .

9 - العلاّمة اليافعي (ت: 768 هـ):

قال في ( مرآة الجنان ) وقايع سنة عشرين ومئتين: ( وفيها تُوفِّي الشريف أبو جعفر محمّد الجواد... أحد الاثني عشر إماماً الذين يدّعي الرافضة فيهم العصمة... وكان المأمون قد نوّه بذكره وزوّجه بابنته ) (2) .

10 - ابن الصبّاغ المالكي (ت: 855 هـ):

قال في ( الفصول المهمّة ): ( قال صاحب كتاب مطالب السؤول في مناقب آل الرسول، هو أبو جعفر الثاني... وإنْ كان صغير السنّ فهو كبير القدر، رفيع الذكر، القائم بالإمامة بعد علي بن موسى الرضا ) (3) .

11 - المحدّث الفقيه ابن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ):

قال في صواعقه: (وتُوفّي [ الإمام الرضا ] رضي الله عنه وعمره خمس وخمسون سنة، عن خمسة ذكور وبنت، أجلّهم محمّد الجواد، لكنّه لم تطل

____________________

(1) الوافي بالوفيات: 4/ 105، ترجمة رقم: 1587.

(2) مرآة الجنان: 2 /60، دار الكتب العلميّة.

(3) الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة: 253، دار الأضواء.

٣١٧

حياته) (1) .

12 - القرماني (ت: 1019 هـ):

قال في ( أخبار الدول ): ( وأمّا مناقبه فما امتدّت أوقاتها ولا تأخّر ميقاتها، بل قضتْ عليه الأقدار الإلهيّة بقلّة بقائه في الدنيا، فقلّ مقامه وعاجله حمامه، ولم تطل أيّامه... قُبض رضي الله عنه ببغداد؛ لأنّ المعتصم استقدمه مع زوجته أمّ الفضل بنت المأمون، ودُفِنَ في مقابر قريش في ظهر جدّه موسى الكاظم [ رضي الله عنهما ] ) (2) .

13 - أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):

قال في ( شذرات الذهب ): ( وفيها [ أي عشرين ومئتين ] تُوفّي الشريف أبو جعفر محمّد الجواد بن علي بن موسى الرضا الحسيني أحد الاثني عشر إماماً الذين تدّعي فيهم الرافضة العصمة، وله خمس وعشرون سنة، وكان المأمون قد نوّه بذكره وزوّجه بابنته، وسكن بها بالمدينة.

إلى أنْ قال: وتُوفّي ببغداد آخر السنة، ودُفن عند جدّه موسى، ومشهدهما ينْتابه العامّة بالزيارة ) (3) .

14 - العلاّمة العارف الخواجة المولوي عبد الفتّاح ابن محمّد نعمان الحنفي الهندي (ت: 1096 هـ):

قال في ( مفتاح العارف ) - المخطوط - ما ترجمته: ( كان الإمام محمّد بن علي الرضا يُكنّى بأبي جعفر، فهو سَمِيُّ جَدِّه الباقر وكَنِيِّهِ؛ ولذلك يُقال له أبو

____________________

(1) الصواعق المحرقة: 311، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(2) أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ: 1/ 346 - 348، عالم الكتب. بيروت.

(3) شذرات الذهب: 2 /146، دار الكتب العلميّة، بيروت.

٣١٨

جعفر الثاني، وكان ( عليه السلام ) صاحب الخوارق والكرامة من طفوليّته، ويُقال إنّه أخبر أنّ موته يكون ثلاثين شهراً بعد موت المأمون، فكان كما أخبر ) (1) .

15ـ الشيخ عبد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي (ت: 1171هـ):

قال في ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ( ( التاسع ): من الأئمّة محمّد الجواد، وهو أبو جعفر محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وُلِدَ تاسع عشر رمضان، سنة خمس وتسعين ومئة، وكراماته رضي الله عنه كثيرة ومناقبه شهيرة ) (2) .

16 - الشيخ مؤمن الشبلنجي (ت: بعد 1308 هـ):

ذكر في كتابه ( نور الأبصار ) فصلاً كاملاً عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) أسماه: ( فصل: في ذكر مناقب محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين )، ونقل فيه قول محمّد بن طلحة المتقدّم، فقال:

( قال صاحب كتاب مطالب السؤول في مناقب آل الرسول صلّى الله عليه وسلّم هذا محمّد أبو جعفر الثاني فإنّه قد تقدّم في آبائه أبو جعفر محمّد الباقر بن علي فجاء هذا باسمه وكنيته واسم أبيه، فعُرِف بأبي جعفر

____________________

(1) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: 19 / 585، عن ( مفتاح العارف ) - مخطوط -.

(2) الإتحاف بحبّ الأشراف: 168، منشورات الرضي، النسخة المصوّرة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبيّة بمصر.

٣١٩

الثاني وإنْ كان صغير السن فهو كبير القدر رفيع الذكر، ومناقبه رضي الله عنه كثيرة... ) (1) .

17 - يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت: 1350 هـ):

قال في ( جامع كرامات الأولياء ): ( محمّد الجواد بن علي الرضا أحد أكابر الأئمّة ومصابيح الأمّة، من ساداتنا أهل البيت. تُوفِّي محمّد الجواد رضي الله عنه في آخر ذي القعدة سنة: 220، وله من العمر خمس وعشرون سنة وشهر، رضي الله عنه وعن آبائه الطيّبين الطاهرين وأعقابهم أجمعين، ونفعنا ببركتهم آمين ) (2) .

18 - الشريف علي فكري القاهري (ت: 1372 هـ):

قال في ( أحسن القصص ): ( لقد أحسن المأمون إليه، وقرّبه وبالغ في إكرامه، ولم يزل مشغوفاً به لِمَا ظهر له من فضله وعلمه، وكمال عقله، وظهور برهانه، مع صِغَر سِنَّهِ، وعَزَمَ على تزويجه بابنته أمّ الفضل... ) (3) .

19 - خير الدين الزركلي (ت: 1396 هـ):

قال في ( الأعلام ): ( محمّد بن علي الرضا بن موسى الكاظم الطالبي الهاشمي القرشي، أبو جعفر الملقّب بالجواد، تاسع الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، كان رفيع القدر كأسلافه، ذكيّاً، طلق اللسان، قويّ البديهة ) (4) .

____________________

(1) نور الأبصار للشبلنجي: 177، دار الفكر، الطبعة المصوّرة على الطبعة المصريّة لسنة: 1948م.

(2) جامع كرامات الأولياء: 1/ 168 - 169 دار الفكر، بيروت.

(3) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: 29 /15، عن ( أحسن القصص ): 4/295.

(4) الأعلام 6 /271 - 272، دار العلم للملايين، بيروت.

٣٢٠