أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة16%

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 480

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 75418 / تحميل: 9274
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

الشافعي(١) - وسيأتي(٢) - فحينئذٍ تجب الزكاة عند الحول.

ومقتضى قول المانعين من الوجوب على المديون المنع هنا ، لأنّه دَين(٣) .

وقيل : لا تجب بمعنى آخر وهو عدم استقرار الملك ، إذ لصاحبها أخذها متى وجدها(٤) .

مسألة ٢٧ : إمكان الأداء شرط في الضمان لا في الوجوب‌ ، فلو لم يتمكّن المسلم من إخراجها بعد الحول حتى تلفت لم يضمن ، ولو تلف بعض النصاب سقط من الفريضة بقدره ، وسيأتي(٥) البحث في ذلك إن شاء الله تعالى.

أمّا الكافر فإنّ الزكاة وإن وجبت عليه عندنا ، لأنّه مخاطب بالفروع ، وبه قال الشافعي(٦) - خلافا لأحمد وأبي حنيفة(٧) - إلاّ أنّه لا يصح منه أداؤها حال كفره.

فإذا أسلم سقطت عنه وإن كان النصاب موجوداً ، لأنّها عبادة فسقطت بإسلامه ، لقولهعليه‌السلام : ( الإِسلام يجبّ ما قبله )(٨) ويستأنف الحول حين الإِسلام.

ولو هلكت بتفريطه حال كفره فلا ضمان وإن أسلم.

وأما المرتدّ فلا يسقط عنه ما وجب عليه حال الإِسلام.

____________________

(١) حكاه ابنا قدامة في المغني ٢ : ٦٤٢ ، والشرح الكبير ٢ : ٤٥٣.

(٢) يأتي في اللقطة ( المقصد الخامس من كتاب الأمانات ).

(٣) اُنظر : المغني ٢ : ٦٤٢ ، والشرح الكبير ٢ : ٤٥٣.

(٤) القائل هو ابن عقيل من الجمهور. اُنظر : المغني ٢ : ٦٤٢ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٥٣.

(٥) يأتي في المسألة ١٢٤.

(٦) المجموع ٣ : ٤ و ٥ : ٣٢٨ ، بدائع الصنائع ٢ : ٤.

(٧) بدائع الصنائع ٢ : ٤ ، المغني ٢ : ٤٨٨ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٣٧.

(٨) مسند أحمد ٤ : ١٩٩ و ٢٠٤ و ٢٠٥.

٤١

ثم إن كان عن فطرة انتقلت أمواله إلى ورثته في الحال وإلّا بقيت عليه ، فإذا حال الحول وجبت عليه.

وإذا أخرج في حال الردّة جاز ، وبه قال الشافعي(١) ، كما لو أطعم عن الكفارة ، وفيه له وجه آخر(٢) .

وأمّا الشرائط الخاصة فستأتي عند كلّ صنف إن شاء الله تعالى.

* * *

____________________

(١) المجموع ٥ : ٣٢٨ ، فتح العزيز ٥ : ٥١٨ ، مغني المحتاج ١ : ٤٠٨.

(٢) وهو عدم إخراج المرتدّ زكاته حال ردّته. اُنظر : المجموع ٥ : ٣٢٨ ، وفتح العزيز ٥ : ٥١٩.

٤٢

٤٣

المقصد الثاني

في المحلّ‌

وقد أجمع المسلمون كافّة على إيجاب الزكاة في تسعة أشياء : الإِبل ، والبقر ، والغنم ، والذهب ، والفضة ، والحنطة ، والشعير ، والتمر ، والزبيب ، واختلفوا في ما زاد على ذلك ، وسيأتي(١) ، فهنا مطالب :

الأول : في زكاة الأنعام‌ ، وفيه فصول :

____________________

(١) يأتي في المسائل ١١٠ - ١١٥.

٤٤

٤٥

الفصل الأول

في زكاة الإِبل‌

مسألة ٢٨ : يشترط فيها أربعة : الملك ، والنصاب ، والسوم ، والحول‌ ، أمّا الملك ، فلما تقدّم(١) : أنّ غير المالك لا زكاة عليه ، وأمّا النصاب فبإجماع المسلمين.

لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ليس فيما دون خمس ذود(٢) صدقة )(٣) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « ليس فيما دون الخمس من الإِبل شي‌ء »(٤) .

إذا عرفت هذا ، فالنُصُب في الإِبل ثلاثة عشر نصاباً : خمس ، عشر ، خمس عشرة ، عشرون ، خمس وعشرون ، ستّ وعشرون ، ستّ وثلاثون ، ستّ وأربعون ، إحدى وستّون ، ستّ وسبعون ، إحدى وتسعون ، مائة‌

____________________

(١) تقدّم في المسألة ١١.

(٢) الذود من الإِبل : ما بين الثنتين الى التسع. النهاية - لابن الأثير - ٢ : ١٧١ « ذود ».

(٣) صحيح البخاري ٢ : ١٤٨ ، صحيح مسلم ٢ : ٦٧٣ / ١ ، سنن أبي داود ٢ : ٩٤ / ١٥٥٨ ، سنن الترمذي ٣ : ٢٢ / ٦٢٦ ، سنن ابن ماجة ١ : ٥٧٢ / ١٧٩٤ ، سنن النسائي ٥ : ٤٠ ، سنن البيهقي ٤ : ٨٥ و ١٢٠.

(٤) التهذيب ٤ : ٢٠ / ٥٢ ، الاستبصار ٢ : ١٩ / ٥٦.

٤٦

وإحدى وعشرون ، ثم بعد ذلك أربعون أو خمسون بالغاً ما بلغت عند علمائنا أجمع ، وسيأتي(١) البحث في ذلك.

مسألة ٢٩ : يشترط فيها وفي غيرها من الأنعام السوم‌ ، وهي الراعية المعدّة للدرّ والنسل.

واحترزنا بذلك عن المعلوفة وإن كانت للدّر والنسل ، والعوامل وإن لم تكن معلوفةً ، فإنّه لا زكاة فيهما عند علمائنا أجمع ، وبه قال عليعليه‌السلام ومعاذ بن جبل وجابر بن عبد الله ، ومن التابعين : سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد والحسن البصري والنخعي ، ومن الفقهاء : الشافعي وأبو حنيفة والثوري والليث بن سعد وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد(٢) .

لقولهعليه‌السلام : ( في أربعين من الغنم السائمة شاة )(٣) دلّ بمفهومه على انتفاء الزكاة عن المعلوفة ، وإلّا كان ذكر الوصف ضائعاً ، بل موهماً للتخصيص ، ولو لم يكن مراداً كان قبيحاً.

وقالعليه‌السلام : ( ليس في البقر العوامل صدقة )(٤) .

ومن طريق الخاصة قول الباقر والصادقعليهما‌السلام : « وليس على العوامل شي‌ء ، إنّما ذلك على السائمة الراعية »(٥) .

ولأنّ وصف النماء معتبر في الزكاة ، والمعلوفة يستغرق علفها نماءها.

____________________

(١) يأتي في المسائل ٣٥ - ٣٧.

(٢) المجموع ٥ : ٣٥٧ ، حلية العلماء ٣ : ٢٢ ، مختصر المزني : ٤٥ ، المبسوط للسرخسي ٢ : ١٦٥ ، المغني ٢ : ٤٣٨ و ٤٥٦ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٧٥ و ٥٠١ ، عمدة القارئ ٩ : ٢٢ ، المحلّى ٦ : ٤٥.

(٣) صحيح البخاري ٢ : ١٤٦ ، سنن أبي داود ٢ : ٩٧ / ١٥٦٧ ، سنن الدارقطني ٢ : ١١٤ و ١١٥ / ٢ و ٣ ، سنن الدارمي ١ : ٣٨١ ، سنن البيهقي ٤ : ١٠٠ بتفاوت فيها.

(٤) المعجم الكبير للطبراني ١١ : ٤٠ / ١٠٩٧٤ ، سنن الدارقطني ٢ : ١٠٣ / ٢.

(٥) الكافي ٣ : ٥٣٢ / ١ ، التهذيب ٤ : ٢٢ / ٥٥ ، الاستبصار ٢ : ٢١ / ٥٩.

٤٧

وقال مالك : تجب في العوامل والمعلوفة. وبه قال ربيعة ومكحول وقتادة(١) .

وقال داود : تجب في عوامل البقر والإبل ومعلوفها دون الغنم(٢) .

لقولهعليه‌السلام : ( في أربعين شاة شاة ، وفي ثلاثين من البقر تبيع )(٣) ولأنه تجوز الأضحية به فأشبه السائمة.

والحديث يخصّه مفهوم الخطاب ، والفرق بين السائمة والمعلوفة لزوم المؤونة في المعلوفة ، والعوامل معدّة لاستعمال مباح فأشبهت الثياب.

مسألة ٣٠ : لو سامت بعض الحول ، وعلفها البعض الآخر‌ ، قال الشيخ تعالى : يحكم للأغلب(٤) . وبه قال أبو حنيفة وأحمد وبعض الشافعية ، لأنّ اسم السوم لا يزول مع القلّة ، وخفّة المؤونة موجودة فكانت زكاة السوم واجبةً كالزرع إذا سقي سيحاً وناضحاً(٥) .

وقال بعض الشافعية : إن علفها يوماً أو يومين لم يبطل حكم السوم ، وإن علفها ثلاثة أيّام زال حكم السوم ، لأنّ ثلاثة أيّام لا تصبر عن العلف ، وما دون ذلك تصبر عن العلف ، ولا تتلف بتركه(٦) .

وقال بعضهم : إنّما يثبت حكم العلف بأن ينوي علفها ويفعله وإن كان مرّة ، كما لو كان له ذهب فنوى صياغته وصاغه انقطع حوله(٧) .

____________________

(١) المدونة الكبرى ١ : ٣١٣ ، القوانين الفقهية : ١٠٧ ، المغني ٢ : ٤٥٦ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٧٥ ، عمدة القارئ ٩ : ٢٢ ، حلية العلماء ٣ : ٢٢.

(٢) حلية العلماء ٣ : ٢٢.

(٣) سنن أبي داود ٢ : ١٠٠ / ١٥٧٢.

(٤) المبسوط للطوسي ١ : ١٩٨.

(٥) المبسوط للسرخسي ٢ : ١٦٦ ، المغني ٢ : ٤٣٨ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٧٦ ، المجموع ٥ : ٣٥٨ ، حلية العلماء ٣ : ٢٣.

(٦) المجموع ٤ : ٣٥٧ ، فتح العزيز ٥ : ٤٩٥ ، حلية العلماء ٣ : ٢٢.

(٧) حلية العلماء ٣ : ٢٣ ، المجموع ٥ : ٣٥٨ ، فتح العزيز ٥ : ٤٩٦.

٤٨

ولأنّ السوم موجب ، والعلف مسقط ، وإذا اجتمعا غُلّب الإِسقاط ، كما لو كان معه أربعون منها واحدة معلوفة لم تجب ، تغليباً للمسقط ، والزرع اعتبر فيه الأكثر ، لأنّه غير مسقط ، بخلاف مسألتنا.

والأقرب عندي اعتبار الاسم ، فإن بقي عليها اسم السوم وجبت وإلّا سقطت.

فروع :

أ - إذا خرجت عن اسم السوم بالعلف ، ثم عادت إليه استؤنف الحول من حين العود ، ولا فرق بين أن يعلفها مالكها أو غيره ، بإذنه أو بغير إذنه من مال المالك.

ولو علفها من ماله ، فالأقرب إلحاقها بالسائمة ، لعدم المؤونة حينئذٍ ، ولا فرق بين أن يكون العلف لعذر كالثلج أو لا.

ب - لو علفها بقصد قطع الحول وخرجت عن اسم السائمة انقطع الحول.

وقال الشافعي : لا ينقطع(١) . وسيأتي بحثه في قاصد الفرار بالسبك(٢) .

ج - لو تساوى زمان العلف والسوم ، فعندنا لا زكاة ، وعلى قول الشيخ من اعتبار الأغلب ينبغي السقوط أيضاً.

د - لو اعتلفت من نفسها حتى خرجت عن اسم السائمة سقطت الزكاة ، ومن اعتبر القصد من الشافعيّة لم يسقطها ، وأسقطها بعضهم ، لخروجها عن اسم السوم(٣) .

ه- لو غصب سائمته غاصب فلا زكاة عندنا.

____________________

(١) المجموع ٥ : ٣٥٨.

(٢) يأتي في الفرع « و» من المسألة ٧١.

(٣) المجموع ٥ : ٣٥٨ ، فتح العزيز ٥ : ٤٩٦ - ٤٩٧.

٤٩

ومن أوجبها في المغصوب فعنده وجهان : الوجوب ، لأنّ فعل الغاصب عديم الأثر ، وكذا لو غصب ذهباً واتّخذ منه حُليّاً لا تسقط. وهو ممنوع.

والعدم ، لفوات شرط السوم ، كما لو ذبح بعض الماشية(١) .

ولو غصب معلوفة وأسامها ، فوجهان : الوجوب ، لحصول الرفق ، كما لو غصب حنطة وبذرها يجب العشر في النابت ، والمنع(٢) ، لما تقدّم.

فإن وجبت قيل : تجب على الغاصب ، لأنّه من فعله. وقيل : على المالك.

ففي رجوعه على الغاصب وجهان : المنع ، لأنّ السبب في الوجوب ملك المالك ، والرجوع ، لأنّه لو لا الإِسامة لم تجب.

وهل يرجع قبل الإِخراج أو بعده؟ وجهان(٣) ؛ وهذا كلّه ساقط عندنا.

مسألة ٣١ : المال الذي تجب فيه الزكاة ضربان : ما هو نماء في نفسه ، وما يرصد للنماء ، فالأول الحبوب والثمار ، فإذا تكامل نماؤه وجبت فيه الزكاة ولا يعتبر فيه حول.

وما يرصد للنماء كالمواشي يرصد للدرّ والنسل ، والذهب والفضّة للتجارة ، فإنه لا تجب فيه الزكاة حتى يمضي حول من حين تمّ نصابه في ملكه ، وبه قال جميع الفقهاء(٤) .

لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول )(٥) .

____________________

(١) المهذب للشيرازي ١ : ١٤٩ ، فتح العزيز ٥ : ٤٩٧ ، المجموع ٥ : ٣٥٩ ، حلية العلماء ٣ : ٢٣.

(٢) المهذب للشيرازي ١ : ١٤٩ - ١٥٠ ، المجموع ٥ : ٣٥٩ ، فتح العزيز ٥ : ٤٩٧ ، حلية العلماء ٣ : ٢٣.

(٣) المجموع ٥ : ٣٥٩ ، فتح العزيز ٥ : ٤٩٧ - ٤٩٨.

(٤) المجموع ٥ : ٣٦١.

(٥) سنن أبي داود ٢ : ١٠٠ - ١٠١ / ١٥٧٣ ، سنن ابن ماجة ١ : ٥٧١ / ١٧٩٢ ، سنن الدارقطني ٢ : ٩٠ - ٩١ / ٣ ، وسنن البيهقي ٤ : ٩٥.

٥٠

ومن طريق الخاصة قول الباقر والصادقعليهما‌السلام : « ليس على العوامل من الإِبل والبقر شي‌ء ، إنما الصدقات على السائمة الراعية ، وكلّ ما لم يحل عليه الحول عند ربّه فلا شي‌ء عليه فيه ، فإذا حال الحول وجب عليه »(١) .

وقول الباقرعليه‌السلام : « الزكاة على المال الصامت الذي يحول عليه الحول ولم يحرّكه »(٢) .

وحكي عن ابن عباس وابن مسعود أنهما قالا : إذا استفاد المال زكّاه في الحال ، ثم تتكرّر الزكاة بتكرّر الحول(٣) ؛ لأنّه مال تجب فيه الزكاة فوجبت حال استفادته كالحبوب والثمار.

والفرق : أن الغلّات يتكامل نماؤها دفعة ، ولهذا لا تتكرّر الزكاة فيها بخلاف هذه.

مسألة ٣٢ : يشترط بقاء النصاب طول الحول‌ ، فلو نقص في وسطه أو أحد طرفيه وكمل اعتبر ابتداء الحول من حين الكمال ، وسقط حكم الأول عند علمائنا ، وبه قال الشافعي وأحمد(٤) .

لقولهعليه‌السلام : ( لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول )(٥) وهو يقتضي مرور الحول على جميعه.

ولأنّ ما اعتبر في طرفي الحول اعتبر في وسطه كالملك والإِسلام.

وحكي عن أبي حنيفة : أنّ النصاب إذا كمل طرفي الحول لم يضرّ نقصه‌

____________________

(١) الكافي ٣ : ٥٣٤ - ١ ، التهذيب ٤ : ٤١ - ١٠٣ ، الاستبصار ٢ : ٢٣ - ٦٥.

(٢) التهذيب ٤ : ٣٥ - ٩٠.

(٣) المغني ٢ : ٤٩٢ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٦١ ، المجموع ٥ : ٣٦١ ، حلية العلماء ٣ : ٢٥ ، الميزان للشعراني ٢ : ٢.

(٤) المجموع ٥ : ٣٦٠ ، المغني ٢ : ٤٩٤ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٦٤.

(٥) تقدمت مصادره في المسألة ٣١.

٥١

في وسطه(١) . وليس بجيّد.

مسألة ٣٣ : وحولان الحول هو مضيّ أحد عشر شهراً كاملة على المال‌ ، فإذا دخل الثاني عشر وجبت الزكاة وإن لم تكمل أيامه ، بل تجب بدخول الثاني عشر عند علمائنا أجمع.

لقول الصادقعليه‌السلام ، وقد سئل عن رجل كانت له مائتا درهم فوهبها بعض إخوانه أو ولده أو أهله فراراً من الزكاة : « إذا دخل الثاني عشر فقد حال عليه الحول ووجبت عليه الزكاة »(٢) .

فروع :

أ - في احتساب الثاني عشر من الحول الأول أو الثاني إشكال ينشأ من أنّه من تمام الأول حقيقةً ، ومن صدق الحولان باستهلال الثاني عشر.

ب - لو تلف بعض النصاب قبل الحول فلا زكاة ، وبعده يجب الجميع إن فرّط وإلّا فبالنسبة.

ج - لو ارتدّ في أثناء الحول عن فطرة استأنف ورثته الحول ، ولو كان عن غيرها أتمّ.

مسألة ٣٤ : لا تجب الزكاة في السخال‌ وهي أولاد الغنم أوّل ما تلدها حتى يحول عليها الحول من حين سومها ، ولا يبنى على حول الاُمّهات ، فلو كان عنده أربع ، ثم نتجت وجبت الشاة إذا استغنت بالرعي حولاً.

ولو كان عنده خمس ستة أشهر ، ثم نتجت خمساً ، وتمّ الحول وجبت الزكاة في الخمس لا غير عند علمائنا ، وبه قال الحسن البصري والنخعي(٣) .

لقولهعليه‌السلام : ( لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول )(٤)

____________________

(١) بدائع الصنائع ٢ : ٥١ ، المغني ٢ : ٤٩٥.

(٢) الكافي ٣ : ٥٢٦ / ٤ ، التهذيب ٤ : ٣٦ / ٩٢.

(٣) المغني ٢ : ٤٧٠ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٦٠ ، المجموع ٥ : ٣٧٤ ، حلية العلماء ٣ : ٢٩.

(٤) تقدّمت الإِشارة إلى مصادره في المسألة ٣١.

٥٢

ولأصالة البراءة.

وقال الشافعي : السخال تضمّ إلى الاُمّهات في حولها بثلاث شرائط : أن تكون متولّدةً منها ، وأن تكون الاُمّهات نصاباً ، وأن توجد معها في بعض الحول ، فلو لم تكن متولّدةً منها ، بل كان الأصل نصاباً ، فاستفاد مالاً من غيرها ، وكانت الفائدة من غير عينها لم تضمّ إليها ، وكان حول الفائدة معتبراً بنفسها سواء كانت الفائدة من جنسها بأن يحول على خمسة من الإِبل ستة أشهر ، ثم تملّك خمساً منها أو من غير جنسها مثل أن حال على خمسة من الإِبل ستة أشهر ، ثمّ ملك ثلاثين بقرة.

ولو ملك عشرين شاة ستة أشهر فزادت حتى بلغت أربعين كان ابتداء الحول من حين كملت نصاباً سواء كانت الفائدة من عينها أو من غيرها ؛ لقصور الاُمّهات عن النصاب.

ولو وجدت بعد انقضاء الحول لم تضمّ إليها.

واحتجّ على التبعيّة : بقول عليعليه‌السلام : « اعتد عليهم بالكبار والصغار »(١) .

وقال عمر لساعيه : اعتد عليهم بالسخلة(٢) . ولا مخالف لهما فكان إجماعاً ، ولأنّ النماء إذا تبع الأصل في الملك تبعه في الزكاة كأموال التجارة(٣) .

والجواب : نقول بموجب الحديث ، فإنّ السخال والصغار تجب فيهما الزكاة مع حصول السوم ، ونمنع حكم الأصل.

ونازع أبو حنيفة الشافعي في الشرط الأول ، فقال : إذا استفاد سخالاً‌

____________________

(١و٢) أورد قولهما أبو إسحاق الشيرازي في المهذب ١ : ١٥٠ - ١٥١ ، والرافعي في فتح العزيز ٥ : ٤٨٣ ، وانظر أيضاً لقول عمر : الموطأ ١ : ٢٦٥ ذيل الحديث ٢٦ ، وسنن البيهقي ٤ : ١٠١.

(٣) المهذب للشيرازي ١ : ١٥٠ - ١٥١ ، المجموع ٥ : ٣٧٣ - ٣٧٤ ، فتح العزيز ٥ : ٤٨٣.

٥٣

من غير غنمه في أثناء الحول ضمّ إلى ماله إذا كان من جنسه ، وكان حول الاُمّهات حول السخال ، وإن لم تكن من جنسه كسخال الإِبل مع الغنم لم تضمّ ، فلو كان عنده خمس من الإِبل حولاً إلّا يوماً فملك خمساً من الإِبل ، ثم مضى اليوم زكّى المالين معاً ، وبه قال مالك(١) .

لكن انفرد أبو حنيفة بأنّه إن زكّى بدلها لم تضمّ مثل أن كان عنده خمس من الإِبل ومائتا درهم أخرج زكاة المائتين ، ثم اشترى بها خمساً من الإِبل لم تضمّ إلى التي كانت عنده في الحول ، وإن لم يزكّ المبدل ضمّهما معاً ، ولو كان عنده عبد وأخرج زكاة الفطرة عنه ، ثم اشترى به خمساً من الإِبل ضمّها إلى ما عنده(٢) .

واحتجّ أبو حنيفة على الضمّ وإن لم يكن من أصله : بأنّ الحول أحد شرطي الزكاة فوجب أن يضمّ المستفاد إلى النصاب فيه كالنصاب - وينتقض بالمزكّى بدله - ولأنّ الضمّ في النصاب إنّما هو في المستقبل فكذا في الحول.

وينتقض بقولهعليه‌السلام : ( ليس في مال المستفيد زكاة حتى يحول عليه الحول )(٣) .

ولأنّها فائدة لم تتولّد ممّا عنده فلم تضمّ إليه في حوله كالتي زكّي بدلها أو كانت من غير جنسه.

ونازع مالك الشافعي في الشرط الثاني ، فقال : لو كانت الغنم أقلّ من أربعين ، ومضى عليها بعض الحول ، ثم توالدت وتمّت الأربعين اعتبر الحول من حين ملك الاُصول ، وهو إحدى الروايتين عن أحمد ؛ لأنّ السخال إنّما تضمّ في الزكاة فتجب أن تضمّ إلى ما دون النصاب كأرباح التجارات(٤) .

____________________

(١) المجموع ٥ : ٣٧٤ ، فتح العزيز ٥ : ٤٨٣ - ٤٨٤ ، القوانين الفقهية : ١٠٧ - ١٠٨.

(٢) فتح العزيز ٥ : ٤٨٤.

(٣) سنن الدارقطني ٢ : ٩٠ / ٢ ، سنن البيهقي ٤ : ١٠٤.

(٤) المدونة الكبرى ١ : ٣١٣ ، الكافي في فقه أهل المدينة : ٩٢ ، التفريع ١ : ٢٨٣ ، المغني ٢ : ٤٧٠ - ٤٧١ ، حلية العلماء ٣ : ٢٩.

٥٤

ونمنع الحكم في الأصل ، وللفرق بأنّ مراعاة القيمة في كلّ حال يشقّ فاعتبر آخر الحول بخلاف السخال ؛ لأنّ الزكاة تجب في عينها فلا يشقّ ذلك فيه فاعتبر في جميع الحول ، كما لو تمّت بغير سخالها.

فروع :

أ - لو نتجت بعد الحول وقبل إمكان الأداء لم تضمّ عندنا ، وهو ظاهر.

وللشافعي قولان مبنيّان على وجوب الزكاة هل يتعلّق بإمكان الأداء أم لا؟

فإن قيل : بأنّه شرط الوجوب ضمّت ، وإن قيل : إنّه شرط الضمان لم تضمّ(١) .

ب - لا تؤخذ السخلة في الزكاة إجماعاً ، أمّا عندنا ، فلعدم الوجوب ، وأمّا المخالف ، فلقول عمر : اعتد عليهم بالسخلة يروح بها الراعي على يديه ولا تأخذها منهم(٢) .

ولو كان النصاب كلّه صغاراً جاز أخذ الصغيرة ، وإنّما يتصوّر عندهم لو بدّل كباراً بصغار في أثناء الحول ، أو كان عنده نصاب من الكبار فتوالدت نصاباً من الصغار ثم ماتت الاُمّهات ، وحال الحول على الصغار ، وهو ظاهر قول أحمد(٣) .

وقال مالك : لا يؤخذ إلّا كبيرةً تجزي في الاُضحية(٤) ؛ لقولهعليه‌السلام : ( إنّما حقّنا في الجذعة أو الثنيّة )(٥) .

وهو محمول على ما فيه كبار.

ج - لو ملك نصاباً من الصغار انعقد عليه حول الزكاة من حين ملكه إذا‌

____________________

(١) المجموع ٥ : ٣٧٣ ، فتح العزيز ٥ : ٤٧٣ ، حلية العلماء ٣ : ٣٢.

(٢) نقله ابنا قدامة في المغني ٢ : ٤٧٠ ، والشرح الكبير ٢ : ٥٠٩.

(٣و٤) المغني ٢ : ٤٧١ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٠٦.

(٥) أورده ابنا قدامة في المغني ١ : ٤٧١ ، والشرح الكبير ٢ : ٥٠٦.

٥٥

صدق عليه اسم السوم وإلّا فلا.

وقال أبو حنيفة وأحمد - في رواية - : لا ينعقد عليه الحول حتى يبلغ سنّاً يجزئ مثله في الزكاة ، وهو محكي عن الشعبي(١) .

لقولهعليه‌السلام : ( ليس في السخال زكاة )(٢) .

ولأنّ السنّ معنى يتغيّر به الفرض فكان لنقصانه تأثير في الزكاة كالعدد.

وفي رواية عن أحمد : أنّها ينعقد عليها الحول من حين الملك وإن لم تكن سائمةً ؛ لأنّها تعدّ مع غيرها فتعدّ منفردة كالامّهات(٣) ، والعلّة ممنوعة.

د - قد بيّنا أنّه لا زكاة في السخال ، ولا تضمّ مع الاُمّهات ، وعند الشافعي تضمّ بالشروط الثلاثة(٤) .

فلو اختلف الساعي وربّ المال في شرط منها ، فقال المالك : هذه السخال من غيرها ، أو كانت أقلّ من نصاب ، أو نتجتها بعد تمام الحول.

وخالف الساعي ، قدّم قول المالك ؛ لأنّه أمين فيما في يده ، لأنّها تجب على طريق المواساة والرفق ، فقبل قوله فيه من غير يمين.

ه- إذا ضمّت السخال إلى الاُمّهات - على رأي الشافعي - ثم تلف بعض الاُمّهات أو جميعها وبقي نصاب لم ينقطع الحول ، وبه قال مالك(٥) ؛ لأنّ السخال قد ثبت لها حكم الحول تبعاً للاُمّهات ، فصارت كما لو كانت موجودةً في جميع الحول ، فموت الاُمّهات أو نقصانها لا يبطل ما ثبت لها ، كما أنّ ولد أُمّ الولد ثبت له حكم الاستيلاد على وجه التبع لاُمّه ، فإذا ماتت‌

____________________

(١) المغني ٢ : ٤٧٣ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٦٤ ، حلية العلماء ٣ : ٢٩.

(٢) أورده ابنا قدامة في المغني ٢ : ٤٧٣ ، والشرح الكبير ٢ : ٤٦٤.

(٣) المغني ٢ : ٤٧٣ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٦٣.

(٤) المهذب للشيرازي ١ : ١٥٠ - ١٥١ ، المجموع ٥ : ٣٧٣ - ٣٧٤ ، فتح العزيز ٥ : ٤٨٣‌

(٥) التفريع ١ : ٢٨١ - ٢٨٢ ، بلغة السالك ١ : ٢٠٧ ، فتح العزيز ٥ : ٣٧٩ - ٣٨٠ ، حلية العلماء ٣ : ٢٩.

٥٦

الاُمّ لم يبطل حكم الاستيلاد للولد.

وقال بعض الشافعية : إذا نقصت الاُمّهات عن النصاب بطل حكم الحول فيها وفي السخال ؛ لأنّ السخال إنّما ضمّت إليها على وجه التبع ، فإذا نقصت الاُمّهات لم تتبعها السخال ، كما لا تتبعها في الابتداء لو كانت ناقصةً(١) .

ولو تلفت جميع الاُمّهات ، قال الشافعي : لا ينقطع الحول إذا كانت نصاباً(٢) ؛ لأنّ كلّ نوع يعدّ في الزكاة مع غيره يعدّ وحده كالثنايا والجذاع.

وقال أبو حنيفة : ينقطع الحول وإن كانت نصاباً ، ولو بقي واحدة لم ينقطع(٣) .

ولو ملك أربعين صغيرة انعقد الحول عند الشافعي(٤) ، خلافاً له(٥) ؛ لقولهعليه‌السلام : ( ليس في السخال زكاة )(٦) .

و - لو كانت في الإِبل فُصلان ، وفي البقر عجاجيل ، فإن سامت حولاً اعتبرت ، وإلّا فلا ، والمخالفون في السخال خالفوا هنا.

إذا عرفت هذا ، فلو كانت الإِبل كلّها فُصلاناً والبقر عجاجيل اُخذ واحد منها.

____________________

(١) المهذب للشيرازي ١ : ١٥١ ، المجموع ٥ : ٣٧٣ - ٣٧٤ ، فتح العزيز ٥ : ٣٨٠ ، حلية العلماء ٣ : ٢٩.

(٢) الاُم ٢ : ١٢ ، مختصر المزني : ٤٢ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٥١ ، المجموع ٥ : ٣٧٣ ، فتح العزيز ٥ : ٣٨٠ ، و ٤٨٦.

(٣) بدائع الصنائع ٢ : ٣١ - ٣٢ ، شرح العناية ٢ : ١٣٩ ، فتح العزيز ٥ : ٣٨٠ و ٤٨٧ ، حلية العلماء ٣ : ٢٩.

(٤) فتح العزيز ٥ : ٣٨٠ ، مغني المحتاج ١ : ٣٧٦.

(٥) المغني ٢ : ٤٧٣ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٦٤ ، فتح العزيز ٥ : ٣٨٠ ، شرح فتح القدير ٢ : ١٣٩ - ١٤٠.

(٦) تقدّمت الإِشارة إلى مصادره في الفرع « ج ».

٥٧

وقال بعض الشافعية : لا يؤخذ إلّا السنّ المنصوص عليه ، لأنّا لو أخذنا واحداً منها لسوّينا بين خمس وعشرين وإحدى وستين ، وأخذنا فصيلاً من كلّ واحد من العددين وهو غير جائز ، فتؤخذ كبيرة بالقيمة بأن يقول : كم قيمة خمس وعشرين كباراً؟ فإذا قيل : مائة ، قيل : كم قيمة بنت مخاض؟ فإذا قيل : عشرة ، فيقال : كم قيمتها فُصلاناً؟ فيقال : خمسون. اُخذ بنت مخاض قيمتها خمسة(١) .

وقال بعض الشافعية : إنّما يفعل ذلك ما دام الفرض يتغيّر بالكبر ، فإذا تغيّر بالعدد كستّ وسبعين اُخذ من الصغار(٢) .

وليس بجيّد ؛ لأدائه إلى التسوية بين الأربعين والخمسين ، وبين الثلاثين والأربعين في البقر ، والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فرّق بينهما(٣) .

مسألة ٣٥ : أوّل نُصب الإِبل خمس ، وفيها شاة‌ ، فلا يجب فيما دونها شي‌ء ، ثم عَشر ، وفيه شاتان ، ثم خمس عشرة ، وفيه ثلاث شياه ، ثم عشرون ، وفيه أربع شياه ، وهذا كلّه بإجماع علماء الإِسلام.

فإذا بلغت خمساً وعشرين ، فأكثر علمائنا على أنّ فيها خمس شياه إلى ست وعشرين ، ففيها حينئذٍ بنت مخاض(٤) .

لقول عليعليه‌السلام : « في خمس وعشرين خمس شياه »(٥) .

ومن طريق الخاصة قول الباقر والصادقعليهما‌السلام : « في خمس‌

____________________

(١) فتح العزيز ٥ : ٣٨٠ - ٣٨١.

(٢) فتح العزيز ٥ : ٣٨١.

(٣) سنن أبي داود ٢ : ١٠٠ و ١٠١ / ١٥٧٢ و ١٥٧٦ ، سنن الترمذي ٣ : ٢٠ / ٦٢٢ ، سنن النسائي ٥ : ٢٥ - ٢٦ ، سنن الدارقطني ٢ : ٩٤ / ٢ ، وسنن البيهقي ٤ : ٩٨ - ٩٩.

(٤) منهم : السيد المرتضى في الانتصار : ٨٠ والشيخ الطوسي في المبسوط ١ : ١٩١ ، وسلّار في المراسم ١٢٩ - ١٣٠ ، والمحقّق في المعتبر : ٢٥٩.

(٥) سنن البيهقي ٤ : ٩٣.

٥٨

وعشرين خمس من الغنم »(١) .

ولأنّ الخمس الزائدة على العشرين كالخمس السابقة ، ولأنّا لا ننتقل من الشاة إلى الجنس بزيادة خمس في شي‌ء من نُصب الزكاة المنصوصة.

وقال ابن أبي عقيل منّا : في خمس وعشرين بنت مخاض(٢) ، وهو قول الجمهور(٣) كافة ؛ لأنّ أبا بكر كتب لأنس لمـّا وجّهه إلى البحرين كتاب الصدقة التي فرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فإذا بلغت خمساً وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض(٤) .

ومن طريق الخاصة قول الباقر والصادقعليهما‌السلام : « في كلّ خمسٍ شاةً حتى تبلغ خمساً وعشرين ، فإذا بلغت ذلك ففيها بنت مخاض »(٥) .

ونمنع الاحتجاج برواية أبي بكر ، لجواز أن يكون رأياً له ، أو يضمر فيها زيادة واحدة ، وهو جواب الثانية.

وقال ابن الجنيد : يجب بنت مخاض أو ابن لبون ، فإن تعذّر فخمس شياه(٦) .

مسألة ٣٦ : إذا بلغت ستّا وثلاثين ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين‌ ، فإذا زادت واحدة ففيها حِقّة إلى ستين ، فإذا زادت واحدة وبلغت إحدى وستّين‌

____________________

(١) المعتبر : ٢٥٩ ، الفقيه ٢ : ١٢ / ٣٣ وفيه عن الإِمام الباقرعليه‌السلام ، والتهذيب ٤ : ٢٠ / ٥٢ ، والاستبصار ٢ : ١٩ / ٥٦ وفيهما عن الإِمام الصادقعليه‌السلام .

(٢) حكاه عنه المحقق في المعتبر : ٢٥٩.

(٣) المجموع ٥ : ٣٨٩ ، فتح العزيز ٥ : ٣١٨ ، المغني ٢ : ٤٣٧ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٨٢ ، بدائع الصنائع ٢ : ٢٦ ، بداية المجتهد ١ : ٢٥٩ ، حلية العلماء ٣ : ٣٤.

(٤) صحيح البخاري ٢ : ١٤٦ ، سنن أبي داود ٢ : ٩٦ / ١٥٦٧ ، سنن النسائي ٥ : ١٨ - ١٩ ، وسنن البيهقي ٤ : ٨٥.

(٥) الكافي ٣ : ٥٣١ / ١ ، التهذيب ٤ : ٢٢ / ٥٥ ، الاستبصار ٢ : ٢٠ / ٥٩.

(٦) حكاه عنه المحقّق في المعتبر : ٢٥٩.

٥٩

ففيها جذعة إلى خمس وسبعين ، فإذا صارت ستّاً وسبعين ففيها بنتا لبون إلى تسعين ، فإذا صارت إحدى وتسعين ففيها حقّتان إلى مائة وعشرين ، وهذا كلّه لا خلاف فيه بين العلماء ، لأنّه في كتاب أبي بكر لأنس(١) .

ومن طريق الخاصة قول الصادقعليه‌السلام : « فإذا كانت خمساً وعشرين ففيها خمس من الغنم ، فإذا زادت واحدة ففيها ابنة مخاض إلى خمس وثلاثين ، فإن لم تكن ابنة مخاض فابن لبون ذكر ، فإذا زادت واحدة على خمس وثلاثين ففيها ابنة لبون اُنثى إلى خمس وأربعين ، فإذا زادت واحدة ففيها حقّة إلى ستّين ، فإذا زادت واحدة ففيها جذعة إلى [ خمس و ](٢) سبعين ، فإذا زادت واحدة ففيها بنتا لبون إلى تسعين ، فإذا زادت واحدة ففيها حقّتان إلى عشرين ومائة ، فإذا كثرت الإِبل ففي كلّ خمسين حقّة »(٣) .

مسألة ٣٧ : إذا زادت على مائة وعشرين ولو واحدة وجب في كلّ خمسين حقّة‌ ، وفي كل أربعين بنت لبون ، فتجب هنا ثلاث بنات لبون إلى مائة وثلاثين ففيها حقّة وبنتا لبون إلى مائة وأربعين ففيها حقّتان وبنت لبون إلى مائة وخمسين ففيها ثلاث حقاق ، وعلى هذا الحساب بالغاً ما بلغ عند علمائنا ، وبه قال ابن عمر وأبو ثور والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأحمد في إحدى الروايتين ، ومالك في إحدى الروايتين(٤) .

لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كلّ أربعين بنت لبون )(٥) والواحدة زيادة.

____________________

(١) تقدّمت الإِشارة إلى مصادره في المسألة السابقة (٣٥).

(٢) زيادة أثبتناها من المصدر.

(٣) التهذيب ٤ : ٢٠ / ٥٢ ، الاستبصار ٢ : ١٩ / ٥٦‌

(٤) الاُم ٢ : ٤ ، المهذّب للشيرازي ١ : ١٥٢ ، المجموع ٥ : ٤٠٠ ، حلية العلماء ٣ : ٣٦ ، فتح العزيز ٥ : ٣١٩ ، المغني ٢ : ٤٤٥ - ٤٤٦ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٨٦ - ٤٨٧ ، التفريع ١ : ٢٨٢ ، بداية المجتهد ١ : ٢٥٩.

(٥) صحيح البخاري ٢ : ١٤٦ ، سنن النسائي ٥ : ٢٠ ، سنن أبي داود ٢ : ٩٧ / ١٥٦٧ ، وسنن البيهقي ٤ : ٨٥.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

٢٠ - محمود بن وهيب:

قال في ( جوهرة الكلام ): ( وهو الوارث لأبيه علماً وفضلاً، وأجلّ أخوته قدراً وكمالاً... ) (١) .

٢١ - الشيخ محمود الشيخاني:

قال في ( الصراط السوي ): ( وكان محمّد الجواد - رضي الله عنه - جليل القدر عظيم المنزلة ) (٢) .

٢٢ - السيّد محمّد عبد الغفّار الهاشمي الأفغاني:

قال في كتاب ( أئمّة الهدى ): ( خاف الملك المعتصم على ذهاب ملكه إلى الإمام محمّد الجواد ( عليه السلام )، إذْ كان له قدر عظيم علماً وعملاً ) (٣) .

٢٣ - الفاضل الهادي حمو:

قال في ( أضواء على الشيعة ): ( هو أبو جعفر محمّد الجواد بن علي الرضا، مات فخلفه في الإمامة وهو ابن سبع أو تسع سنين، وقد شغف به المأمون لمّا رأى من فضله مع صِغَرِ سِنِّه، ونبوغه في العلم والحكمة والأدب، وكمال العقل ما لم يساوه أحدٌ في ذلك من أهل زمانه، فزوّجه ابنته أمّ الفضل كما زوّج أباه مِن قَبل مِن أخته أمّ حبيب ) (٤) .

____________________

(١) أئمّتنا لمحمّد علي دخيل: ٢/ ٢٠٦، عن ( جوهرة الكلام ): ١٤٧.

(٢) قادتنا كيف نعرفهم: ٧ /١٥، عن ( الصراط السويّ ):٤٠٢.

(٣) انظر: القول في ( موسوعة الإمام الجواد ):١/٣٦٣.

(٤) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: ٢٩ / ٤، عن ( أضواء على الشيعة الإماميّة ): ١٣٦، ط. دار التركي.

٣٢١

٢٤ - الدكتور عبد السلام الترمانيني:

قال في ( أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين ): ( هو محمّد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الملقّب بالجواد. ثامن (١) الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، كان ذكيّاً طَلِق اللسان، حاضر البديهة ) (٢) .

٢٥ - عارف أحمد عبد الغني:

قال في كتابه ( الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف ) عند ذكره للإمام الجواد: ( كان جليل القدر عظيم المنزلة... ) (٣) .

إلى غير ذلك من الكلمات العديدة التي أثنى أصحابها على الإمام سلام الله عليه.

____________________

(١) كذا في المطبوع، والصحيح تاسع الأئمّة.

(٢) أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين: مجلّد٢، ج١، ص١٢٥٩ أحداث سنة: ٢٢٠.

(٣) الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف:١/١٦٠، دار كتاب للطباعة والنشر.

٣٢٢

الفصل التاسع

العاشر من أئمّة أهل البيت

الهادي

علي بن محمّد عليه السلام

٣٢٣

٣٢٤

نافذة إلى معرفة الإمام عليه السلام

طابت نفسه الطاهرة وصلحتْ سريرته، وانقطع إلى الله عمله، فكان أحد أرباب السفينة المباركة التي مَن ركبها نجا ومَن تخلّف عنها غرق وهلك. فهو من بيت الرسالة والإمامة، ومقرّ الوصيّة والخلافة، وشعبة من الدوحة المحمّدية وثمرة من الشجرة النبويّة.

لذا أشرق نوره، وسطع نجمه، وعرف الملأ علوّ شأنه، وسموّ مقامه، ولم يستطع المتوكّل العبّاسي باضطهاده وبمحاصرته إيّاه أنْ يحطّ من قدره أو يقلِّل من شأنه، بل كان ذلك يزيد شمسه سطوعاً، ونجمه بزوغاً، وشخْصه شهرة وذيوعاً، فبقي خالداً ما خلد الدهر وباقياً ما بقي الزمان، فنوّرت الكتب صحائفها بذكر مدائحه وتبيين فضائله ومكارمه.

وقبل أنْ نقدّم لقارئنا الكريم طائفة من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة في مدح الإمام والثناء عليه، نعرض إلمامة سريعة بحياته سلام الله عليه:

-هو: علي بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين الشهيد، بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ).

-وُلِدَ ( عليه السلام ) : بصريا (١) من المدينة للنصف من ذي الحجّة، سنة: اثنتي عشرة ومئتين (١٥/ ذو الحجّة/٢١٢هـ) (٢) ، و ( روي أنّه وُلِد في سنة: أربع عشرة

____________________

(١) صريا: قرية أسّسها الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) على ثلاثة أميال من المدينة، ( مناقب آل أبي طالب ) لابن شهر آشوب: ٤/٣٨٢، دار الأضواء.

(٢) الإرشاد للمفيد: ٢/٢٩٧، مؤسّسة آل البيت.

٣٢٥

ومئتين) (٢١٤هـ) (١) .

-اسم أُمّه على ما رواه أصحاب الحديث: سُمانة، وكانت من القانتات (٢) .

-ألقابه: النجيب، المرتضى، الهادي، النقيّ، العالم، الفقيه، الأمين المُؤْتَمَن، الطيّب، المتوكّل، العسكري، ويُقال له: أبو الحسن الثالث... (٣) .

-تسلّم إمامة المسلمين: في سنة: (٢٢٠هـ) عند وفاة أبيه محمّد الجواد ( عليه السلام )، وكان في مقتبل عمره الشريف حيث كان يبلغ من العمر ثماني أو ست سنوات على اختلاف الروايات.

-كانت مدّة إمامته: (٣٣ سنة) (٤) ، عاصر خلالها ستّة من خلفاء بني العبّاس، وهم: المعتصم، الواثق، المتوكّل، المنتصر، المستعين، المعتز (٥) .

-خاف المتوكّل من نشاط الإمام: وتحرّكاته الرامية إلى نشر الحقّ، فبعث إليه يحيى بن هرثمة لحمله من المدينة إلى سامرّاء (٦) ، وكان ذلك في حدود سنة: (٢٣٤هـ) (٧) .

____________________

(١) أصول الكافي للكليني: ١/٥٧٢، دار التعارف للمطبوعات.

(٢) عيون المعجزات: ١٣٠.

(٣) مناقب آل أبي طالب: ٤/٤٠١، دار الأضواء، بيروت.

(٤ ) انظر: ( الإرشاد ) للمفيد: ٢/٢٩٧.

(٥) انظر: ( إعلام الورى ) للطبرسي: ٢/١٠٩، كما أنّ ذلك يتّضح جليّاً لمَن يلاحظ تاريخ تولّي هؤلاء الخلافة وتاريخ وفاتهم.

(٦) انظر: خبر رحيل الإمام في ( الإرشاد ) للمفيد: ٢/٣٠٩. مؤسّسة آل البيت.

(٧) على ما يظهر من ابن شهر آشوب في ( المناقب ): ٤/٤٠١، حيث ذكر أنّ مدّة بقاء الإمام في سامرّاء كانت (٢٠) سنة، ومعلوم أنّ وفاة الإمام ( عليه السلام ) كانت سنة: (٢٥٤هـ)، فيكون حمله إلى المدينة في سنة: (٢٣٤هـ).

٣٢٦

-تعرّض الإمام ( عليه السلام ): إلى حالات عديدة من الاضطهاد من الحكومة العبّاسيّة (١) ، كما أنّه زُجّ - فترة من حياته - في ظلمات السجون (٢) .

-بقي ( عليه السلام ): في سامراء إلى أنّ استشهد ( عليه السلام ) في الثالث من رجب سنة: (٢٥٤هـ) (٣) .

-دُفِنَ ( عليه السلام ): في داره (٤) ، ومشهده اليوم معروف في سامرّاء، تختلف إليه العامّة والخاصّة.

____________________

(١) انظر: مثلاً ( الإرشاد ) للمفيد: ٢/٣١١.

(٢) انظر مثلا: ( إعلام الورى ): ٢/٢٤٥ - ٢٤٦.

(٣) انظر: تاريخ وفاته في ( المناقب ): ٤/٤٠١.

(٤) الإرشاد للمفيد: ٢/٣١١، مؤسّسة آل البيت.

٣٢٧

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السُنّة

نستعرض في هذا الفصل جانباً ممّا ذكره علماء وأعلام أهل السُنّة في مدح الإمام علي الهادي ( عليه السلام ):

١ - أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: ٢٥٠ هـ):

ذكر الإمام الهادي ( عليه السلام ) في رسائله عند مدْحه لعشرة مِن الأئمّة في كلام واحد عند ذكره الردّ على ما فخرتْ به بنو أميّة على بني هاشم فقال: ( ومنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدُّه الطالبيّون عَشَرة في نسق؛ كلّ واحد منهم: عالم، زاهد، ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [ العسكري ] بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ( عليهم السلام )، وهذا لم يتّفق لبيت من بيوت العرب ولا من بُيوت العجم ) (١) .

٢ - شهاب الدين أبو عبد الله، ياقوت بن عبد الله الحموي (ت: ٦٢٦هـ):

قال في كتابه ( معجم البلدان ) عند ذكره لمدينة عسكر سامرّا: ( وهذا العسكر يُنسب إلى المعتصم، وقد نُسب إليه قوم من الأجلاّء، منهم: علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، يُكنّى أبا الحسن الهادي، وُلِد بالمدينة ونُقل إلى سامرّا، وابنه الحسن بن علي وُلِد بالمدينة أيضاً ونقل إلى سامّرا؛ فسُمِّيا بالعسكريّين لذلك، فأمّا علي فمات في رجب سنة: ٢٥٤هـ،

____________________

(١) رسائل الجاحظ: ١٠٦، جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجاريّة الكبرى، مصر.

٣٢٨

ومقامه بسامرّا عشرين سنة، وأمّا الحسن فمات بسامرّا أيضاً سنة: (٢٦٠هـ)، ودُفِنَا بسامرّا، وقبورهما مشهورة هناك، ولولدهما المنتظر هناك مشاهد معروفة ) (١) .

٣ - العلاّمة العارف الشيخ محيي الدين ابن عربي (ت: ٦٣٨ هـ):

قال في ( المناقب ): ( وعلى الداعي إلى الحقّ أمين الله على الخلْق، لسان الصدق، وباب السلْم، أصل المعارف، ومنبت العلم، منجي أرباب المعادات، ومنقذ أصحاب الضلالات والبدعات، إنسان عين الإبداع، أنموذج أصول الاختراع، مهجة الكونين ومحجّة الثقلين، مفتاح خزائن الوجوب، حافظ مكان الغيوب، طيّار جوّ الأزل والأبد، علي بن محمّد عليه صلوات الله الملك الأحد ) (٢) .

٤ - محمّد بن طلحة الشافعي المتوفّى سنة: (ت: ٦٥٢ هـ):

قال في ( مطالب السؤول ): ( وأمّا مناقبه: فمنها ما حلّ في الآذان محلّ حلاها بأشنافها، واكتنفتْه شَغَفَاً به اكتناف اللئالئ الثمينة بأصدافها، وشهد لأبي الحسن أنّ نفسه موصوفة بنفائس أوصافها، وأنّه نازلة من الدوحة النبويّة في ذرى أشرافها، وشرفات أعرافها... ) (٣) .

____________________

(١) معجم البلدان: ج٥ - ٦، ص٣٢٨، دار إحياء القرآن العربي، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٢) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: ٢٩/٤٨، عن ( المناقب ) المطبوع في آخر ( وسيلة الخادم ) لفضل الله بن روزبهان: ٢٩٧ ط. قم.

(٣) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ٢/١٤٤ - ١٤٥، مؤسّسة أمّ القرى للتحقيق والنشر.

٣٢٩

٥ - ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: ٦٥٥ هـ):

نقل ما تقدّم مِن كلام الجاحظ عند مدْحه لعشرة مِن أئمّة أهل البيت (١) ، مقرّاً له عليه بدلالة قوله في أوّل البحث: ( ونحن نذكر ما أجاب به أبو عثمان عن كلامهم، ونضيف إليه مِن قِبلنا أموراً لم يذكرها فنقول... ) (٢) .

٦ - ابن خِلّكان (ت: ٦٨١ هـ):

قال في ( وفيات الأعيان ): ( أبو الحسن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا المقدّم ذكره، وهو حفيد الذي قبله، فلا حاجة إلى رفع نسبه، ويُعرف بالعسكري، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، كان قد سُعي به إلى المتوكّل، وقيل: إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته، وأوهموه أنّه يطلب الأمر لنفسه، فوجّه إليه بعدّة من الأتراك ليلاً، فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجدوه وحده في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى، فأُخذ على الصورة التي وُجد عليها، وحُمل إلى المتوكّل في جوف الليل، فَمَثَلَ بين يديه والمتوكّل يستعمل الشراب وفي يده كأس، فلمّا رآه، أعظمه وأجلسه إلى جنبه، ولم يكن في منزله شيء ممّا قيل عنه، ولا حالة يُتعلّق عليه بها، فناوله المتوكّل الكأس الذي كان بيده، فقال: يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي

____________________

(١) شرح نهج البلاغة: ١٥ / ٢٧٨. دار الكتب العلميّة، المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربيّة.

(٢) المصدر نفسه: ٢٧٠.

٣٣٠

قط، فاعفني منه.

فأعفاه ، وقال: أنشدني شعراً أستحسنه.

فقال: إنّي لقليل الرواية للشعر.

قال: لا بدّ أنْ تنشدني،

فأنشده:

بَاتُوا على قُلَلِ الأَجْبَالِ تَحْرُسُهُم

غُلْبُ الرِجَال فَمَا أَغْنَتْهُمُ القللُ

وَاسْتَنْزَلُوا بَعْدَ عِزٍّ مِنْ مَعَاقِلِهِم

فَأُوْدِعُوْا حُفَرَاً يَا بِئْسَ مَا نَزَلُوْا

نَادَاهُمُ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ مَا قُبِرُوْا

أَيْنَ الأَسِرَّةُ وَالتِيْجَانُ وَالحُلَلُ

أَيْنَ الوُجُوْهُ التِي كَانَتْ مَنَعَّمَةً

مِنْ دُوْنِهَا تُضْرَبُ الأَسْتَارُ وَالْكِلَلُ

فَأَفْصَحَ القَبْرُ عَنْهُمْ حِيْنَ سَاءَلَهُمْ

تِلْكَ الوُجُوْهُ عَلَيْهَا الدُوْدُ يَقْتَتِلُ

قَدْ طَالَ مَا أَكَلُوا دَهْرَاً وَمَا شَرِبُوْا

فَأَصْبَحُوا بَعْدَ طُوْلِ الأَكْلِ قَدْ أُكِلُوْا

قال:

فأشفق مَن حضر على علي، وظنّ أنّ بادرة تبدر إليه، فبكى المتوكّل بكاءً كثيراً حتّى بلّت دموعُه لحيتَه، وبكى مَن حضره، ثمّ أمر برفع الشراب، ثمّ قال: يا أبا الحسن أعليك دَين؟

قال: نعم، أربعة آلاف دينار. فأمر بدفْعها إليه، وردّه إلى منزله مُكرَّم ) (١) .

٧ - أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي (ت: ٧٣٢ هـ):

قال في ( تاريخه ): ( وفي هذهِ السَنَة: [ أي ٢٥٤هـ ]... تُوفِّي علي الهادي وعلي التقي وهو أحد الأئمّة الإثني عشر عند الإماميّة، وهو علي الزكي بن محمّد الجواد المقدّم ذكره في سنة: عشرين ومئتين، وكان علي المذكور قد سُعِيَ به إلى المتوكّل أنّ عنده كتباً وسلاحاً، فأرسل المتوكّل جماعة من الأتراك، وهجموا عليه ليلاً على غفلة، فوجدوه في بيت مغلق، وعليه مَدْرَعَة مِن شعر، وهو مستقبل القبلة، يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس

____________________

(١) وفيات الأعيان: ٣/٢٣٨، دار الكتب العلميّة.

٣٣١

بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى... الخ ) (١) .

٨ - شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: ٧٤٨ هـ):

قال في ( تاريخ الإسلام ): ( علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن زين العابدين، السيّد الشريف، أبو الحسن العلويّ الحسينيّ الفقيه، أحد الاثني عشر، وتلقّبه الإماميّة الهادي... تُوفِّي علي رحمه الله سنة: أربع وخمسين، وله أربعون سنة ) (٢) .

وقال في ( العبر ): ( وفيها [ أي سنة: ٢٥٤ تُوفِّي ]: أبو الحسن علي بن الجواد محمّد، بن الرضا علي، بن الكاظم موسى... العلويّ الحسينيّ المعروف بالهادي.

تُوفَِّي بسامرّاء وله أربعون سنة، وكان فقيهاً إماماً متعبّداً ) (٣) .

وقال عنه في ( السير ): ( شريف جليل ) (٤) .

٩ - ابن الوردي، زين الدين عمر بن المظفر (ت: ٧٤٩ هـ):

قال في ( تاريخه ): ( علي الملقّب بالزكيّ وبالهاديّ وبالتقيّ، أحد الأئمّة الاثني عشر على رأي الإماميّة، وهو ابن الجواد، كان قد سُعي به إلى المتوكّل، أنّ عنده كتباً وسلاحاً، فأرسل إليه الأتراك ليلاً، على غفلةٍ، فوجدوه في بيت مغلق، وعليه مدرعة شعر، مستقبل القبلة، يترنّم بآيات في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض إلاّ الرمل والحصى... الخ ) (٥) .

____________________

(١) تاريخ أبي الفداء: مجلّد١، ج٢، ص٤٤، مكتبة المتنبّي، القاهرة.

(٢) تاريخ الإسلام: وفيات سنة: ٢٥١ - سنة: ٢٦٠ ص٢١٨، دار الكتاب العربي.

(٣) العبر في أخبار مَن غبر: ١/٣٦٤، دار الكتب العلميّة.

(٤) سير أعلام النبلاء: ١٣/ ١٢١، مؤسّسة الرسالة.

(٥) تاريخ ابن الوردي: ١/٣١٨، منشورات المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف.

٣٣٢

١٠ - صلاح الدين الصفدي (ت: ٧٦٤ هـ):

قال في ( الوافي بالوفيات ): ( هو أبو الحسن الهادي بن الجواد بن الرضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن زين العابدين، أحد الأئمّة الإثني عشر، عند الإماميّة. كان قد سُعي به إلى المتوكّل، وقيل: إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته، وأوهموه أنّه يَطلب الأمر لنفسه، فوجّه إليه عدّة من الأتراك، فهجموا [ فهاجموا ] منزله على غفلة، فوجدوه في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة، يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى... ) (١) إلى آخر القصّة التي تقدّمت مراراً، بما فيها الأبيات الشعريّة التي قرأها الإمام على المتوكّل.

١١ - اليافعي عبد الله بن أسعد (ت: ٧٦٨ هـ):

قال في ( مرآة الجنان ): ( فيها [ سنة: ٢٥٤ ] تُوفِّي العسكري أبو الحسن الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلويّ الحسينيّ، عاش أربعين سنة، وكان متعبّداً فقيهاً إماماً... وكان قد سُعي به إلى المتوكّل... ) (٢) . وذكر القصّة المتقدّمة.

١٢ - ابن كثير الدمشقي (ت: ٧٧٤ هـ):

قال في ( البداية والنهاية ): ( وأمّا أبو الحسن علي الهادي [ فهو ] ابن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب، أحد الأئمّة

____________________

(١) الوافي بالوفيات: ٢٢/٧٢.

(٢) مرآة الجنان وعبرة اليقظان: ٢/١١٩، دار الكتب العلميّة.

٣٣٣

الاثني عشر... وقد كان عابداً زاهداً... وقد ذكر للمتوكّل أنّ بمنزله سلاحاً وكتباً كثيرة من الناس، فبعث كَبْسَةً فوجدوه جالساً مستقبل القبلة، وعليه مدرعة من صوف، وهو على التراب، ليس دونه حائل، فأخذوه كذلك... ) (١) .

١٣ - محمّد خواجه بارساي البخاري (ت: ٨٢٢ هـ):

قال عن الإمام ( عليه السلام ): ( وكان أبو الحسن علي الهادي عابداً فقيهاً إماماً، قيل للمتوكّل: إنّ في منزله أسلحة يطلب الخلافة، فوجّه رجالاً هجموا عليه فدخلوا داره، فوجدوه في بيته وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه الشريف مَلْحَفَة من صوف، وهو مستقبل القبلة، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى... الخ ) (٢) .

١٤ - ابن الصبّاغ المالكي (ت: ٨٥٥ هـ):

قال في ( الفصول المهمّة ): ( قال بعض أهل العلم: فَضْل أبي الحسن علي بن محمّد الهادي قد ضرب على الحرّة قبابه، ومدّ على نجوم السماء أطنابه، فما تُعدّ منقبة إلاّ وإليه نحيلتها، ولا تُذكر كريمة إلاّ وله فضيلتها، ولا تُورد محمدة إلاّ وله تفضلها وجملتها، ولا تُسْتعظم حالة سُنَنِيَّة إلاّ وتظهر عليه أدلّتها، استحقّ ذلك؛ بما في جوهر نفسه من كرم تفرّد بخصائصه، ومجد حكم فيه على طبعه الكريم، بحفظه من الشرب حفظ الراعي لقلايصه، فكانت نفسه مهذّبة، وأخلاقه مستعذبة، وسيرته عادلة، وخلاله فاضلة، وميازه إلى العفاة واصلة، وزموع المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة، جرى من الوقار والسكون

____________________

(١) البداية والنهاية: ١١/١٩، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٢) ذكره القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة ): ٢/٤٦٣.

٣٣٤

والطمأنينة والعفّة والنزاهة والخمول في النباهة على وتيرة نبويّة، وشنشنة علويّة، ونفس زكيّة، وهمّة عَلِيَّة، لا يفارقها بها أحد من الأنام ولا يدانيها، وطريقة حسنة لا يشاركه فيها خلق، ولا يُطمع فيها ) (١) .

١٥ - محمّد بن طولون (ت: ٩٥٣ هـ):

قال في كتابه ( الأئمّة الاثنا عشر ): ( وعاشرهم ابنه علي، وهو أبو الحسن علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين، بن علي، بن أبي طالب، رضي الله عنهم، المعروف بالعسكري عند الإماميّة.

كان قد سُعي به عند المتوكّل، وقيل: إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته، وأوهموه أنّه يطلب الأمر لنفسه، فوجّه إليه بعدّة من الأتراك، فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجدوه وحده في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة، يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى... ) (٢) .

١٦ - ابن حجر الهيتمي (ت: ٩٧٤ هـ):

قال في ( الصواعق المحرقة ): ( وتُوفِّي [ الجواد ]... وعمره خمس وعشرون سنة... عن ذَكَرَيْن وبِنْتَيْن، أجلّهم علي العسكري: سُمّي بذلك؛ لأنّه لَمّا وجّه

____________________

(١) الفصول المهمّة: ٢٧٠.

(٢) الأئمّة الاثنا عشر: ١٠٧ - ١٠٨، منشورات الشريف الرضي المصوّرة على طبعة دار صادر، بيروت.

٣٣٥

لإشخاصه من المدينة النبويّة إلى ( سرّ مَن رأى )، وأسكنه بها، وكانت تسمّى العسكر، فعُرف بالعسكري، وكان وارث أبيه علماً وسخاءً ) (١) .

١٧ - القرماني أحمد بن يوسف (ت: ١٠١٩ هـ):

قال في ( أخبار الدول ): ( وأمّا مناقبه فنفيسة وأوصافه شريفة... ) (٢) .

١٨ - ابن العماد الحنبلي (ت: ١٠٨٩ هـ):

قال في ( شذرات الذهب ) وهو يتكلّم عن وفيات سنة: (٢٥٤ هـ): ( وفيها أبو الحسن علي، بن الجواد محمّد، بن الرضا علي، بن الكاظم موسى، بن جعفر الصادق، العلوي الحسني (٣) المعروف بالهادي، كان فقيهاً إماماً متعبّداً... ) (٤) .

١٩ - عبد الله الشبراوي (ت: ١١٧١ هـ):

قال في ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ( العاشر من الأئمّة علي الهادي، وُلِد رضي الله عنه بالمدينة، في رجب، سنة: أربع عشرة ومئتين، وكراماته كثيرة ) (٥) .

٢٠ - محمّد أمين السويدي البغدادي (ت: ١٢٤٦ هـ):

قال في ( سبائك الذهب ): ( وُلِدَ: بالمدينة، وكنيته: أبو الحسن، ولقبه: الهادي... ومناقبه كثيرة ) (٦) .

____________________

(١) الصواعق المحرقة: ٣١٢، دار الكتب العلميّة.

(٢) أخبار الدول وآثار الأول: ١/٣٤٩، عالم الكتب.

(٣) كذا في المصدر، وهو خطأ والصواب الحسيني.

(٤) شذرات الذهب: ٢/٢٧٢، دار الكتب العلميّة.

(٥) الإتحاف بحبّ الأشراف: ١٣٦، منشورات الشريف الرضي المصوّرة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبيّة بمصر.

(٦) سبائك الذهب: ٧٧، المكتبة العلميّة.

٣٣٦

٢١ - الشيخ مؤمن الشبلنجي (ت: ١٣٠٨ هـ):

قال في ( نور الأبصار ): ( فصل: في ذكر مناقب سيّدنا علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين، بن علي، بن أبي طالب، رضي الله عنه.. ومناقبه رضي الله عنه كثيرة، قال في الصواعق: كان وارث أبيه علْماً ومنحاً (١) .. ) (٢) .

٢٢ - الشريف علي فكري الحسيني القاهري (ت: ١٣٧٢ هـ):

قال في ( أحسن القصص ): ( نسبه: هو سيّدنا علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين، بن علي، بن أبي طالب، رضي الله عنهم.

وأُمّه: أُمّ وَلَد، يُقال لها: سمانة المغربيّة.

مولده: وُلد أبو الحسن الهادي بالمدينة، في رجب، سنة: أربع عشرة ومئتين للهجرة ).

وقال أيضاً في ص٣٠١: ( كان أبو الحسن العسكري وارث أبيه علماً ومنحاً، وكان فقيهاً فصيحاً جميلاً مهيباً، وكان أطيب الناس بهجةً، وأصدقهم لهجةً ) (٣) .

٢٣ - خير الدين الزركلي (ت: ١٣٩٦ هـ):

قال في كتابه ( الأعلام ): ( علي الملقّب بالهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضي، بن موسى بن جعفر الحسيني الطالبي: عاشر الأئمة الاثني عشر عند

____________________

(١) الموجود في الصواعق المطبوع ( علْماً وسخاءً )، انظر: ( الصواعق المحرقة ): ٣١٢، دار الكتب العلميّة.

(٢) نور الأبصار: ١٨١، طبعة دار الفكر، الطبعة المصوّرة على الطبعة المصريّة لسنة: ١٩٤٨م.

(٣) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: ٢٩ /٣٢، عن ( أحسن القصص ): ٤/ ٣٠٠، دار الكتب العلميّة، بيروت.

٣٣٧

الإمامية، وأحد الأتقياء الصلحاء، ولد بالمدينة، ووشي به إلى المتوكّل العبّاسي... ) (١) .

٢٤ - السيّد محمّد عبد الغفّار الهاشمي الحنفي:

قال في ( أئمّة الهدى ): ( فلمّا ذاعت شهرته [ أي الهادي ( عليه السلام ) ] استدعاه الملك المتوكّل من المدينة المنوّرة؛ حيث خاف على ملكه وزوال دولته إليه بما له من علم كثير، وعمل صالح وسداد رأي، وقول حقّ، وأسكنه بدار ملكه بالعراق في عاصمة ( سامراء )، وأخيراً دسّ له السم؛ وتُوفِّي منه يوم الاثنين، في ٢٥ من جمادى الآخرة، سنة: ٢٥٤، وكان عمره إذ ذاك الوقت ٤٠ سنة، ومدّة إمامته ٣٠ سنة، ودُفِنَ بداره في ( سامراء ) التي هي خَرِبَة الآن، إلاّ من فئة قليلة من العرب. وعلى مرقده قبّة جميلة، رضي الله عنه وعليه السلام ) (٢) .

٢٥ - محمود بن وهيب البغدادي:

قال في ( جوهرة الكلام ): ( هو علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين، بن علي، بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين... قال في الصواعق: وكان وارث أبيه علماً وسخاءً ).

وبعد أنْ فصّل الحديث عنه ( عليه السلام )، قال: ( اللّهمّ إنّا نسألك بهؤلاء، أهل بيت رسولك، أنْ تنوّر قلوبنا بالتمام، وتشرح صدورنا للإسلام، وتحيينا على دين

____________________

(١) الأعلام: ٤/٣٢٣، دار العلم للملايين.

(٢) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: ١٢/٤٤٥، عن ( أئمّة الهدى ): ١٣٦، القاهرة.

٣٣٨

هؤلاء الكرام، وتُمِيْتَنَا على ملّة رسولك عليه الصلاة والسلام، وعلى آله وأصحابه السادة الأعلام، والتابعين لهم إلى يوم المقام ) (١) .

٢٦ - الشيخاني:

قال في ( الصراط السويّ ): ( وكان علي العسكري صاحب وقار وسكون وهيبة وطمأنينة، وعفّة ونزاهة، وكانت نفسه زكيّة وهمّته عليّة، وطريقته حسنة مرضيّة، رضي الله تعالى عنه وعن سَلَفه وخَلَفه ) (٢) .

٢٧ - عبد السلام الترمانيني:

قال في ( أحداث التاريخ الإسلامي ): ( هو علي، الملقّب بالهادي ابن محمّد الجواد... كان على جانب عظيم من التقوى والصلاح ) (٣) .

٢٨ - عارف أحمد عبد الغني:

قال في كتابه ( الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف ) عند ذكره للإمام الهادي ( عليه السلام ): ( كان في غاية الفضل ونهاية النُبل، أشخصه المتوكّل ( الخليفة ) إلى (سرّ مَن رأى)، فأقام بها إلى أنْ تُوفّي ) (٤) .

٢٩ - يونس أحمد السامرائي:

في كتابه ( سامراء في أدب القرن الثالث ) الذي طُبع بمساعدة جامعة بغداد،

____________________

(١) أئمّتنا لمحمّد علي دخيل: ٢/٢٥٦، عن ( جوهرة الكلام ): ١٥٤.

(٢) قادتنا كيف نعرفهم للسيّد الميلاني: ٧/٦٠، عن ( الصراط السوي ): ٤٠٩ ( مخطوط ).

(٣) أحداث التاريخ الإسلامي: المجلّد الأوّل/ ج٢/ ص١٣١. أحداث سنة: ٢٥٤ هـ.

(٤) الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف: ١/١٦٠ دار كتاب للطباعة والنشر.

٣٣٩

قال وهو يتكلّم عن نسبة العسكري إلى سامرّاء: ( فالعسكري: نسبة إلى العسكر، وهو كما مرّ بنا من أسماء سامرّاء... ) إلى أنْ قال: ( وقد حَمَل هذهِ النسبة جماعة من الأجلاّء منهم: أبو الحسن علي الهادي بن محمّد الجواد العسكري، وابنه الحسن العسكري، وأبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري وهو المهدي المنتظر ) (١) .

وقال في موضع آخر: ( كما تُوفّي فيها ودُفن عدد غير قليل من الأفاضل والعلماء المحدّثين والقضاة واللغويّين و... منهم: أبو الحسن علي بن محمّد العسكري، وابنه أبو محمّد الحسن بن علي العسكري والد المنتظَر (٢) .

والكلمات في الإمام الهادي ( عليه السلام ) عديدة متكاثرة نكتفي بما ذكرناه؛ توخّياً للاختصار.

____________________

(١) سامرّاء في أدب القرن الثالث الهجري: ٤٦، مطبعة الإرشاد، بغداد.

(٢) المصدر نفسه: ٧٠.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480