أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة8%

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 480

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 77928 / تحميل: 10037
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الفصل العاشر

الحادي عشر من أئمّة أهل البيت

العسكري

الحسن بن علي عليه السلام

٣٤١

٣٤٢

نافذة إلى معرفة الإمام عليه السلام

نفس طيّبة طاهرة، وأخلاق كريمة فاضلة، وسيرة محمّديّة ظاهرة، تلك هي قبسات من شخصيّة أبي محمّد العسكري سلام الله عليه، أحد أركان البيت النبوي وسليل العترة المطهّرة.

كان ( عليه السلام ) كآبائه الطاهرين نوراً يشعّ على الوجود بإشراقاته المقدّسة، ومنبعاً يفيض على العالمين بعطائه الثرِّ.

كان مرآة يعكس على الوجود النور المحمّدي الأصيل ويضيء طريق الظلام بحسن سلوكه المقدّس.

ولنترك الكلام لأحد مبغضي أهل هذا البيت، ونرى ماذا يحدّثنا عن الإمام العسكري ( عليه السلام ).

إنّه أحمد بن عُبيد الله بن خاقان أحد رجال الحكومة العبّاسيّة، كان متولّياً لشؤون الضياع والخراج بـ ( قم ) ، وقد جرى في مجلسه يوماً ذكر العَلَوِيّة (١) ومذاهبهم، وكان شديد النّصب والانحراف عن أهل البيت ( عليه السلام )، فقال: ما رأيتُ ولا عرفتُ بـ ( سرّ مَن رأى ) من العلويّة مثل الحسن بن علي بن محمّد بن الرضا في هديه وسلوكه وعفافه ونُبله وكبرته عند أهل بيته وبني هاشم كافّة، وتقديمهم إيّاه على ذوي السنّ منهم والخطر. وكذلك كانت حاله عند القوّاد والوزراء وعامّة الناس. فأذكرُ أنّني كنتُ يوماً قائماً على رَأْس أبي وهو يوم مَجْلسه للناس، إذ دخل حُجّابُه، فقالوا: أبو محمّد بن الرضا بالباب، فقال بصوت عالٍ: ائذنوا له، فتعجبتُ ممّا سمعتُ منهم ومِن جسارتهم أنْ يُكنّوا

____________________

(١) أي ذكر العلويّين.

٣٤٣

رجلاً بحضرة أبي، ولم يكن يُكنَّى عنده إلاّ خليفة أو ولي عهد أو مَنْ أقرّ السلطان أنْ يُكنّى. فدخل رجلٌ أسمر حسنُ القامة جميل الوجه، جيّد البدن، حديثُ السنّ، له جلالة وهيئة حسنة، فلمّا نظر إليه أبي قام فمشى إليه خُطىً، ولا أَعْلَمُهُ فَعَل هذا بأحد من بني هاشم والقوّاد، فلمّا دَنَا منه عانقه وقبّل وجهه وصدره وأخذ بيده وأجلسه على مصلاّه الذي كان عليه، وجلس إلى جنبه مُقْبِلاً عليه بوجهه، وجعل يكلّمه ويُفَدّيه بنفسه، وأنا متعجّب ممّا أرى منه، إذ دخل الحاجب فقال: الموفّق (١) قد جاء، وكان الموفّق إذا دخل على أبي يَقدِمُه حُجّابُه وخاصّةُ قوّاده، فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أنْ يدخل ويخرج، فلم يزل أبي مُقبلاً على أبي محمّد يُحدّثهُ حتّى نظر إلى غلمان الخاصّة (٢) فقال حينئذ له: إذا شئت َ (٣) جعلني الله فداك، ثمّ قال لحُجّابه: خذوا به خلف السماطين لا يراه هذا - يعني الموفّق - فقام، وقام أبي فعانقه ومضى.

فقلتُ لحجّاب أبي وغلمانه: ويلكم، مَنْ هذا الذي كَنَّيْتُمُوْهُ بحضرة أبي وفعلَ به أبي هذا الفعل؟

فقالوا: هذا علويّ، يُقال له: الحسن بن علي، يُعرَفُ بـ: ابن الرضا، فازددتُ تعجّباً، ولم أزل يومي ذلك قَلِقَاً مفكّراً في أمْره وأمْر أبي، وما رأيتُه منه، حتّى كان الليل، وكانت عادتُه أنْ يُصلّي العتمة، ثمّ يجلسُ فينظر فيما يحتاجُ إليه من المؤامرات وما يرفعه إلى السلطان.

____________________

(١) هو أبو أحمد بن المتوكّل العبّاسي، وأخو الخلفاء: المعتز، والمهدي، والمعتمد.

(٢) أي الخدم المختصّون بخدمة الموفّق.

(٣) أي أنْ تذهب.

٣٤٤

فلمّا صلّى وجلس جئتُ فجلستُ بين يديه، وليس عنده أحد، فقال لي: يا أحمد، ألك حاجة؟

فقلتُ: نعم يا أبه، مَن الرجل الذي رأيتُك بالغداةِ فعلتَ به ما فعلتَ من الإجلال والكرامة والتبجيل، وفديتَه بنفسك وأبوَيك؟

فقال: يا بنيّ ذاك إمام الرافضة الحسن بن عليّ المعروف بابن الرضا، ثمّ سكت ساعة وأنا ساكت.

ثمّ قال: يا بُنيّ، لو زالت الإمامةُ عن خلفائنا بني العبّاس ما استحقّها أحد من بني هاشم غيره؛ لفضله، وعفافه، وهَدْيه، وصيانته، وزهده، وعبادته، وجميل أخلاقه، وصلاحه، ولو رأيتَ أباه، رأيتَ رُجلاً جزْلاً نبيلاً فاضلاً.

فازددتُ قلقاً وتفكّراً وغيظاً على أبي، وما سمعتُ منه وفيه، ورأيتُ مِن فعله به، فلم يكن لي همّة بعد ذلك إلاّ السؤال عن خبره والبحث عن أمره، فما سألت أحداً من بني هاشم والقُوّاد والكُتّاب والقضاة والفقهاء وسائر الناسِ إلاّ وجدتُه عنده في غاية الإجلال، والإعظام، والمحلّ الرفيع، والقول الجميل، والتقديم له على جميع أهل بيته ومشايخه، فعظُمَ قدره عندي إذْ لم أرَ له وَليّاً ولا عدوّاً إلاّ وهو يُحسنُ القول فيه والثناءَ عليه (١) .

ولذا خلد في ذاكرة التاريخ، وتناولته الأقلام مدحاً وثناءً، وقبل أنْ نذكر كلمات علماء أهل السُنّة في مدحه والثناء عليه، نعرض لقارئنا الكريم إلمامة سريعة بحياته سلام الله عليه:

-هو: الحسن بن علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين

____________________

(١) انظر: الرواية في ( أصول الكافي ) للكليني: ١/ ٥٧٨. دار التعارف للمطبوعات. و ( الإرشاد ) للمفيد: ٢/٣٢١، مؤسّسة آل البيت.

٣٤٥

الشهيد، بن علي، بن أبي طالب (عليهم السلام ).

-وُلِد ( عليه السلام ): في المدينة المنوّرة (١) في يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الآخر، سنة: اثنتين وثلاثين ومئتين (٨/ ربيع٢/ ٢٣٢هـ) (٢) .

-أمّهُ ( عليه السلام ): تُسمّى بـ ( سليل ) ، وقيل حديث، وكانت من العارفات الصالحات (٣) .

-يُلقّب ( عليه السلام ): بالهادي والسراج والعسكري، وكان هو وأبوه وجدّه يُعرف كلٌّ منهم في زمنه بابن الرضا (٤) . وكان يُكنّى ( عليه السلام ) بأبي محمّد (٥) .

-تسلّم إمامة المسلمين: في سامراء بعد وفاة أبيه الهادي ( عليه السلام ) في سنة: (٢٥٤هـ).

-كانت مدّة إمامته: ستَّ سنين (٦) ، عاصر خلالها ثلاثة من خلفاء بني العبّاس وهم: المعتز، المهتدي، المعتمد (٧) .

-قضى الإمام مدّة مِن حياته: في سجون الظالمين (٨) .

-استشهد ( عليه السلام ): في زمن المعتمد العبّاسي في الثامن من ربيع الأوّل سنة:

____________________

(١) الإرشاد للمفيد: ٢/٣١٣، مؤسّسة آل البيت.

(٢) إعلام الورى للطبرسي: ٢/١٣١، مؤسّسة آل البيت.

(٣) انظر: ( عيون المعجزات ): ١٣٤.

(٤) إعلام الورى للطبرسي: ٢/١٣١، مؤسّسة آل البيت.

(٥) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول لمحمّد بن طلحة الشافعي: ٢/١٤٨، مؤسّسة أم القُرى.

(٦) الإرشاد للمفيد: ٢/٣١٣، مؤسّسة آل البيت.

(٧) انظر: ( إعلام الورى ) للطبرسي: ٢/١٣١، مؤسّسة آل البيت، كما أنّ مَن يراجع تاريخ تولّي هؤلاء الخلافة وتاريخ وفاتهم يتّضح له الأمر جليّا.

(٨) انظر مثلا: ( إعلام الورى ) للطبرسي: ٢/١٤٠ - ١٤١، مؤسّسة آل البيت.

٣٤٦

(٢٦٠هـ) (١) .

-دُفن ( عليه السلام ): في داره بسامرّاء في البيت الذي دُفن فيه أبوه ( عليه السلام ) (٢) .

____________________

(١) انظر: تاريخ وفاته في ( إعلام الورى ) للطبرسي: ٢/ ١٣١. و( الإرشاد ) للمفيد: ٢/ ٣١٣، مؤسّسة آل البيت.

(٢) انظر: ( الإرشاد ): ٢/ ٣١٣، مؤسّسة آل البيت.

٣٤٧

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السُنّة

نورد فيما يلي جانباً من كلمات علماء وأعلام أهل السُنّة وهي تشيد بمقام الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ):

١ - أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: ٢٥٠ هـ):

ذكر الإمام العسكري ( عليه السلام ) في رسائله عند مدحه لعشرة من الأئمّة في كلام واحد عند ذكْره الردّ على ما فخرت به بنو أميّة على بني هاشم، فقال: ( ومَنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدُّه الطالبيّون عَشَرة في نسق؛ كلّ واحد منهم: عالم، زاهد، ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [ العسكري ] بن علي، بن محمّد، بن علي، بن موسى، بن جعفر، بن محمّد، بن علي، بن الحسين، بن علي عليهم السلام، وهذا لم يتّفق لبيت من بيوت العرب ولا من بُيوت العجم ) (١) .

٢ - شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحَمَويّ (ت: ٦٢٦هـ):

جاء في كتابه ( معجم البلدان ) عند ذكره لمدينة عسكر سامرّاء: (.. وهذا العسكر يُنسب إلى المعتصم، وقد نُسب إليه قوم من الأجلاّء، منهم: علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، يُكنّى أبا الحسن الهادي... وابنه الحسن بن علي، وُلِد بالمدينة أيضاً ونُقل إلى سامرّاء؛ فسُمّيا بالعسكريّين لذلك، فأمّا علي فمات في رجب سنة: ٢٥٤ ومقامه بسامرّاء عشرين سنة، وأمّا الحسن فمات بسامرّا أيضاً سنة: ٢٦٠هـ، ودُفنا بسامرّا، وقبورهما مشهورة هناك، ولولدهما

____________________

(١) رسائل الجاحظ: ١٠٦، جمعها ونشرها حسن السندوبي المكتبة التجاريّة الكبرى، مصر.

٣٤٨

المنتظر هناك مشاهد معروفة ) (١) .

٣ - محمّد بن طلحة الشافعي (ت: ٦٥٢ هـ):

قال في ( مطالب السؤول ): ( اعلم أنّ المنقبة العليا والمزيّة الكبرى التي خصّه الله بها، وقلّده فريدها، ومنحه تقليدها، وجعلها صفة دائمة لا يبلى الدهر جديدها، ولا تنسى الألْسنة تلاوتها وترديدها، أنّ المهدي محمّداً نسله المخلوق منه، وَوَلَده المنتسب إليه وبضعته المنفصلة عنه ) (٢) .

٤ - سبط ابن الجوزي (ت: ٦٥٤ هـ):

قال في ( تذكرة الخواص ): ( هو الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب... وكان عالماً ثقة... ) (٣) .

٥ - ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: ٦٥٥ هـ):

نقل ما تقدّم من كلام الجاحظ عند مدْحه لعشرة من أئمّة أهل البيت (٤) ، مقرّاً له عليه بدلالة قوله في أوّل البحث: ( ونحن نذكر ما أجاب به أبو عثمان عن كلامهم، ونضيف إليه من قِبِلنا أموراً لم يذكرها فنقول... ) (٥) .

____________________

(١) معجم البلدان: مجلّد٣، ج٥ - ٦، ص٣٢٨. دار إحياء التراث العربي، مؤسّسة التاريخ العربي.

(٢) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ٢/١٤٨، مؤسّسة أمّ القرى.

(٣) تذكرة الخواص: ٣٢٤، مؤسّسة أهل البيت، بيروت.

(٤) نقله في ( شرح نهج البلاغة ): ١٥ / ٢٧٨، دار الكتب العلميّة، المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربيّة.

(٥) المصدر نفسه: ٢٧٠

٣٤٩

٦ - عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي اليمني المكّي (ت: ٧٦٨ هـ):

قال في ( مرآة الجنان ): ( وفيها [ أي سنة: ٢٣٢ ]، وقيل سنة: ستّين، تُوفِّي الشريف العسكري الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، أحد الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإماميّة، وهو والد المنتظر صاحب السرداب ) (١) .

٧ - ابن الصبّاغ المالكي (ت: ٨٥٥ هـ):

قال في ( الفصول المهمّة ): ( مناقب سيّدنا أبي محمّد الحسن العسكري دالّة على أنّه السري ابن السري، فلا يَشكّ في إمامته أحد، ولا يمتري، واعلم أنّه يبعث مكرمة فسواه بايِعها وهو المشتري، واحد زمانه من غير مدافع، ويسبح وحده من غير منازع، وسيّد أهل عصره، إمام أهل دهره، أقواله سديدة، وأفعاله حميدة، وإذا كانت أفاضل زمانه قصيدة فهو في بيت القصيدة، وإنْ انتظموا عقداً كان مكان الواسطة الفريدة، فارس العلوم الذي لا يُجارَى، ومبيّن غوامضها فلا يحاول ولا يُمَارَى، كاشف الحقائق بنظره الصائب، مظهر الدقائق بفكره الثاقب، المحدّث في سرّه بالأمور الخفيّات، الكريم الأصل والنفس والذّات، تغمّده الله برحمته وأسكنه فسيح جنّاته بمحمّد (ص) آمين ) (٢) .

____________________

(١) مرآة الجنان: ٢/٨١.، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٢) الفصول المهمّة: ٢٧٩، دار الأضواء، بيروت.

٣٥٠

٨ - نور الدين علي بن عبد الله السمهودي (ت: ٩١١ هـ):

قال في ( جواهر العقدَين ): ( وأمّا ولده أبو محمّد الحسن الخالص، فكان عظيم الشأن... وقد سبقتْ له كرامة جليلة - لَمّا حَبَسَهُ - المعتمد على الله ابن المتوكّل العبّاسي ) (١) .

٩ - أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير الحضرمي الشافعي: (ت: ١٠٤٧ هـ).

قال في ( وسيلة المآل ): ( أبو محمّد الحسن الخالص ابن علي العسكري، كان عظيم الشأن جليل المقدار... ووقع له مع المعتمد - لمّا حَبَسَه - كرامة ظاهرة مشهورة ) (٢) .

١٠ - عبد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي (ت: ١١٧١ هـ):

قال في ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ( الحادي عشر من الأئمّة الحسن الخالص ويلقّب أيضاً بالعسكري، وُلِد - رضي الله عنه - بالمدينة لثمان خلون من ربيع الأوّل، سنة: اثنتين وثلاثين ومئتين، وتُوفِّي - رضي الله عنه - يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الأوّل، سنة: ستّين ومئتين، وله من العمر ثمان وعشرون سنة، ويكفيه شرفاً أنّ الإمام المهدي المنتظر من أولاده، فلله درّ هذا البيت الشريف والنسب الخضيم المنيف، وناهيك به من فخار وحسبك فيه من علوّ مقدار، فهم جميعاً في كرم الأرومة وطيب الجرثومة كأسنان المشط متعادلون، ولسهام المجد مقتسمون، فيا له من بيت عالي الرتبة سامي المحلّة، فلقد

____________________

(١) جواهر العقدَين في فضل الشرفين: ٤٤٨، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(٢) قادتنا كيف نعرفهم للسيّد الميلاني: ٧/١١٥، عن ( وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل ): ٤٢٦.

٣٥١

طاول السماء عُلاً ونُبْلاً، وسما على الفرقدَين منزلةً ومحلاًّ، واستغرق صفات الكمال فلا يُستثنى فيه بغير ولا بإلاّ، انتظم في المجد هؤلاء الأئمّة انتظام اللآلي، وتناسقوا في الشرف فاستوى الأوّل والتالي، وكم اجتهد قومٌ في خفْض منارهم والله يرفعه، وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شَمْلهم والله يجمعه، وكم ضيّعوا من حقوقهم ما لا يهمله الله ولا يضيعه. أحيانا اللهُ على حبّهم وأماتنا عليه، وأدخلنا في شفاعة مَن ينتمون في الشرف إليه صلّى الله عليه وسلّم، وكانت وفاته بسرّ مَن رأى، ودُفن بالدار التي دُفن فيها أبوه ) (١) .

١١ - العبّاس بن نور الدين المكّي (ت: ١١٨٠ هـ):

قال في ( نزهة الجليس ): ( أبو محمّد الإمام الحسن العسكري: نسبه أشهر من القمر ليلة أربعة عشر، يُعرف هو وأبوه بالعسكري، وأمّا فضائله فلا يحصرها اللَّسَن... ) (٢) .

١٢ - الشيخ مؤمن الشبلنجي (ت: بعد ١٣٠٨ هـ):

قال في ( نور الأبصار ): ( فصل في ذكر مناقب الحسن الخالص بن علي الهادي.. رضي الله عنهم... ومناقبه رضي الله عنه كثيرة... ).

إلى أنْ قال: ( تتمّة في الكلام على وفاته وولده رضي الله عنه، في الفصول المهمّة: ولمّا ذاع خبر وفاته ارتجّت سرّ مَن رأى، وقامت صيحة واحدة، وعُطّلتْ الأسواق، وغلّقتْ الدكاكين، وركب بنو هاشم والكتّاب والقضاة والمعدلون وسائر الناس إلى جنازته، فكانت سرّ مَن رأى يومئذ شبيهة بالقيامة، فلمّا فرغوا من تجهيزه

____________________

(١) الإتحاف بحبّ الأشراف: ١٧٨ - ١٧٩، منشورات الرضي، الطبعة المصوّرة على النسخة المطبوعة بالمطعبة الأدبيّة بمصر.

(٢) حياة الإمام الحسن العسكري للقرشي: ٦٩، عن ( نزهة الجليس ): ٢/١٨٤.

٣٥٢

بعث الخليفة إلى أبي عيسى بن المتوكّل ليصلّي عليه، فصلّى عليه ودُفن في البيت الذي دُفن فيه أبوه مِن دارهما بسرّ مَن رأى، وكانت وفاة أبي محمّد الحسن بن علي في يوم الجمعة لثمان خلوْنَ من شهر ربيع الأوّل، سنة: ستّين ومئتين، وخلّف من الوُلْد ابنه محمّد ) (١) .

١٣ - يوسف النبهاني (ت: ١٣٥٠ هـ):

قال في ( جامع كرامات الأولياء ): ( الحسن العسكري أحد أئمّة ساداتنا أهل البيت العظام، وساداتهم الكرام، رضي الله عنهم أجمعين، ذَكَرَه الشبراوي في الإتحاف بحبّ الأشراف، ولكنّه اختصر ترجمته ولم يذكر له كرامات، وقد رأيتُ له كرامة بنفسي... ) (٢) .

١٤ - علي جلال الحسيني (ت: ١٣٥١ هـ):

قال: (أبو محمّد الحسن الزكي، ويُقال له العسكري أيضاً، وُلِد في سنة: ٢٣٢، وكان أوحد زمانه في الفضل والعفاف، والزهد والعبادة... ) (٣) .

١٥ - الشريف علي بن الدكتور محمّد عبد الله فكري الحسيني القاهري (ت: ١٣٧٢ هـ):

قال في ( أحسن القصص ): ( نسبه: هو سيّدنا الحسن الخالص، بن علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين، بن علي، بن أبي طالب

____________________

(١) نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار: ١٨٣ - ١٨٥، طبعة دار الفكر، الطبعة المصوّرة على الطبعة المصريّة لسنة: ١٩٤٨م.

(٢) جامع كرامات الأولياء: ٢/ ٢١ - ٢٢، دار الفكر للطباعة والنشر.

(٣) أئمّتنا لمحمّد علي دخيل:٢/٣١٢ - ٣١٣، عن ( الحسين ):٢/٢٠٧.

٣٥٣

رضي الله عنهم. وأمّه أمّ ولد، يُقال لها: حديث، وقيل: سوسن ).

إلى أنْ قال: ( مولده: وُلِدَ أبو محمّد الخالص بالمدينة لثمان خلتْ من شهر ربيع الآخر، سنة: اثنتين وثلاثين ومئتين من الهجرة ).

إلى أنْ قال في ص٣٠٥: ( كانت وفاة أبي محمّد الحسن بن علي في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل، سنة ستّين ومئتين، وكان عمره يوم وفاته: ٢٨ سنة، ولمّا ذاع خبر وفاته ارتجّت سرّ مَن رأى وقامت صيحة واحدة، وعطّلت الأسواق، وغلّقت الدكاكين، وركب بنو هاشم والقواد والكتّاب والقضاة وسائر الناس إلى جنازته، وكانت سر من رأى يومئذ شبيهةٌ بالقيامة ) (١) .

١٦ - خير الدين الزركلي (ت: ١٣٩٦ هـ):

قال في ( الأعلام ): ( الحسن بن علي الهادي بن محمّد الجواد الحسيني الهاشمي: أبو محمّد الإمام الحادي عشر عند الإماميّة، وُلِد في المدينة وانتقل مع أبيه الهادي إلى سامرّاء في العراق وكان اسمها مدينة العسكر؛ فقيل له العسكري - كأبيه - نسبةً إليها. وبويع بالإمامة بعد وفاة أبيه، وكان على سنن سَلَفِه الصالح تقىً ونسْكاً وعبادة. وتُوفِّي بسامرّاء.

قال صاحب الفصول المهمّة: لمّا ذاع خبر وفاة الحسن ارتجّت سرّ مَن رأى ( سامرّاء )، وقامت صيحة واحدة، وعُطّلت الأسواق، وغُلّقت الدكاكين، وركب بنو هاشم والقوّاد والكتّاب والقضاة وسائر الناس إلى جنازته، ودُفن في البيت الذي دُفن به

____________________

(١) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: ٢٩/٦٠ - ٦١، عن ( أحسن القصص ): ٤/٣٠٤، دار الكتب العلميّة، بيروت.

٣٥٤

أبوه) (١) .

١٧ - محمّد بن عبد الغفّار الهاشمي الحنفي:

قال في ( أئمّة الهدى ): ( وكثر أتباعه، وذاع صِيْته، واتّجهت إليه الأنظار، ودسّ له المعتمد العبّاسي سُمّاً فتُوفِّي منه ) (٢) .

١٨ - محمّد أبو الهدى أفندي:

قال في ( ضوء الشمس ): ( قد علم المسلمون في المشرق والمغرب أنّ رؤساء الأولياء وأئمّة الأصفياء من بعده عليه الصلاة والسلام من ذرِّيَّته وأولاده الطاهرين، يتسلْسلون بطناً بعد بطن، وجيلاً بعد جيل، إلى زمننا هذا. وهم الأولياء بلا ريب، وقادتهم إلى الحضرة القدسيّة المحفوظة من الدَنَس والعَيب، ومَن في الأولياء الصدر الأوّل بعد الطبقة المشرفة بصحبة النبي الكريم كالحسن والحسين والباقر والكاظم والصادق والجواد والهادي والتقي والنقي والعسكري ) (٣) .

١٩ - عارف أحمد عبد الغني:

قال في كتابه ( الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف ) عند ذكره للإمام العسكري ( عليه السلام ): ( كان من الزهد والعلم على أمر عظيم، وهو والد الإمام المهدي، ثاني عشر الأئمّة عند الإماميّة وهو القائم المنتظر عندهم ) (٤) .

____________________

(١) الأعلام: ٢/٢٠٠، دار العلم للملايين، بيروت.

(٢) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي:١٢/٤٧٥، عن ( أئمّة الهدى ): ١٣٨، طبع القاهرة.

(٣) شرح إحقاق الحقّ:١٩/ ٦٢١، عن ( ضوء الشمس ): ١/١١٩، طبع الاسلامبول.

(٤) الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف: ١/ ١٦٠-١٦١، دار كتاب للطباعة والنشر.

٣٥٥

٢٠ - يونس أحمد السامرّائي:

قال في كتابه ( سامرّاء في أدب القرن الثالث ) الذي طُبع بمساعدة جامعة بغداد وهو يتكلّم عن نسبة العسكري إلى سامرّاء: ( فالعسكري نسبة إلى العسكر وهو - كما مر بنا - مِن أسماء سامرّاء...

إلى أنْ قال: وقد حمل هذهِ النسبة جماعة من الأجلاّء منهم: أبو الحسن علي الهادي بن محمّد الجواد العسكري وابنه الحسن العسكري وأبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري وهو المهدي المنتظر ) (١) .

وقال في موضع آخر: ( كما تُوفِّي فيها ودُفن عدد غير قليل من الأفاضل والعلماء المحدّثين والقضاة واللغويّين و... منهم أبو الحسن علي بن محمّد العسكري وابنه أبو محمّد الحسن بن علي العسكري والد المنتظر ) (٢) .

وكلمات الثناء والمدح التي قيلتْ في الإمام عديدة نكتفي بما ذكرناه آنفاً؛ منعاً للإطالة.

____________________

(١) سامرّاء في أدب القرن الثالث الهجري: ٤٦، مطبعة الإرشاد، بغداد.

(٢) المصدر نفسه: ٧٠.

٣٥٦

الفصل الحادي عشر

الثاني عشر من أئمّة أهل البيت

المهدي المنتظر

محمّد بن الحسن عليه السلام

٣٥٧

٣٥٨

المهدويّة في الفكر الإسلامي

- نظرة موجزة -

من المسائل التي اجتمعت عليها كلمة المسلمين، هي مسألة ظهور المهدي في آخر الزمان، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما مُلئتْ ظلماً وجوراً.

فمسألة المهدويّة - وأنّ هناك رجلاً من عترة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) سيظهر في آخر الزمان ويُقيم دولة الحقّ الإلهيّة ويملأ أرجاء المعمورة بالعدل، الذي حُرِمت منه البشريّة قروناً متمادية - تُعدُّ من المسائل الضروريّة المتّفق عليها بين علماء المسلمين، وما إنكارها إلاّ جهل وضلالة، وانحراف عن خطوط الإسلام الصريحة وتكذيب للرسول محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ).

والروايات الشريفة متواترة في هذا الباب، مضافاً لصحّة الكثير من طرقها على ما صرّح به علماءُ المسلمين.

وحيثُ إنّ المسألة أُلّفت فيها الكتب العديدة وصارت على مستوى بيّن أجلى من الشمس في رابعة النهار؛ لذا لا نرى ضرورة للخوض في إثبات هذهِ المسألة الضروريّة، لكنّنا إتماماً للفائدة ارتأينا أنْ نذكر شطراً من كلمات العلماء، وجملة من الروايات الدالّة على ذلك:

* فقد قال الحافظ أبو الحسن الآبري (ت: ٣٦٣ هـ):

( قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلّى الله عليه وسلّم في المهدي، وأنّه من أهل بيته، وأنّه يملك سبع سنين، ويملأ الأرض عدلاً، وأنّ عيسى عليه الصلاة والسلام يخرج فيساعده على قتْل الدجّال، وأنّه يؤمّ هذهِ الأمّة

٣٥٩

وعيسى خلفه في طول مِن قصّته وأمره ) (١) .

* وقال القرطبي في تفسيره عند التعرّض للآية (٣٣) من سورة التوبة:

( وقيل: المهدي هو عيسى فقط، وهو غير صحيح؛ لأنّ الأخبار الصحاح قد تواترت على أنّ المهدي من عترة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلا يجوز حمْله على عيسى... ) (٢) .

* ونقل الكتاني:

القولَ بالتواتر عن جماعةٍ، منهم: الحافظ السخاوي، ومحمّد بن أحمد السفاريني الحنبلي، ومحمّد بن علي الشوكاني، وغيرهم (٣) .

وذهب هو إلى ذلك أيضاً، حيث قال:

( والحاصل أنّ الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، وكذا الواردة في الدجّال، وفي نزول سيّدنا عيسى بن مريم عليهما السلام ) (٤) .

هذا نزرٌ يسير من أقوال العلماء في تواتر روايات المهدي ( عليه السلام )، أمّا الروايات فنذكر جملة مختصرة منها:

* ما أخرجه أحمد في ( مسنده ) بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

( لا تقوم الساعة حتّى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً، قال: ثمّ يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قِسْطَاً

____________________

(١) نقل قوله ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ): ٧/١٣٣، دار الفكر.

(٢) الجامع لأحكام القرآن: ٨/١١٣، دار الكتاب العربي.

(٣) نظم المتناثر من الحديث المتواتر: ٢٢٨، دار الكتب السلفيّة، مصر.

(٤) المصدر نفسه: ٢٢٩.

٣٦٠

وعدلاً كما مُلئتْ ظلماً وعدوان ) (1) .

وأخرجه ابن حِبَّان (2) والحاكم (3) وغيرهم.

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه )، ووافقه الذهبي (4) ، ووافقهما الشيخ الألباني بقوله: ( وهو كما قال ) (5) .

* وفي ( مجمع الزوائد ) عن أبي سعيد الخدري قال:

( قال رسول الله صلّى الله وسلّم: أُبشّركم بالمهدي يُبعث على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئتْ جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يُقسِّم المال صِحَاحَاً، قال له رجل: ما صحاحاً؟

قال: بالسويّة بين الناس، ويملأ الله قلوب أُمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم غناءً، ويسعهم عدلُه، حتّى يأمر منادياً فينادي فيقول: مَن له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلاّ رجل واحد فيقول أنا، فيقول: إئتِ السدان يعني الخازن فقل له: إنّ المهدي يأمرك أنْ تعطيني مالاً، فيقول له احْثُ حتّى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول: كنتُ أجشع أمّة محمّد نفساً أو عجز عنّي ما وسعهم قال فيردّه فلا يقبل منه فيقال له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثمّ لا خير في العيش بعده، أو قال ثمّ لا خير في الحياة بعده ) (6) .

____________________

(1) مسند أحمد: 3/36، دار صادر.

(2) صحيح ابن حِبَّان: 15/236، مؤسّسة الرسالة.

(3) المستدرك على الصحيحين: 4/557، دار المعرفة.

(4) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: 4/557، دار المعرفة.

(5) سلسلة الأحاديث الصحيحة: 4/39 - 40، حديث: (1529)، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

(6) نقلنا النصّ من ( مسند أحمد ): 3/37، دار صادر.

٣٦١

قال الهيثمي: ( رواه الترمذي وغيره باختصار كثير، ورواه أحمد بأسانيد، وأبو يعلى باختصار كثير، ورجالهما ثقات ) (1) .

* وأخرج أبو داود في ( سننه ) بسندهِ إلى أمّ سلمة، قالتْ:

( سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ( المهدي مِن عترتي مِن وُلْد فاطمة ) ) (2) .

وأخرجه ابن ماجة في ( سننه ) (3) ، والحاكم في ( المستدرك ) (4) ، وغيرهم.

قال الشيخ الألباني: ( هذا سند جيّد، رجاله كلّهم ثقات، وله شواهد كثيرة ) (5) .

وقال محقّق ( سير أعلام النبلاء ): ( سنده جيّد ) (6) .

وأحاديث المهدي كثيرة جدّاً، وقال بصحّتها جمع من أكابر المحدّثين.

* قال الشيخ الألباني - بعد أنْ ذكر تصحيح خمسة من كبار أئمّة الحديث، وهم: الترمذي، والذهبي، والحاكم، وابن حِبّان، وابن تيمية - ما نصّه:

( فهؤلاء خمسة من كبار أئمّة الحديث قد صحّحوا أحاديث خروج المهدي ومعهم أضعافهم من المتقدّمين والمتأخّرين، أذكرُ أسماء من تيسّر لي منهم:

1 - أبو داود في ( السنن ) بسكوته على أحاديث المهدي.

____________________

(1) مجمع الزوائد: 7/313، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان.

(2) سنن أبي داود: 2/310، دار الفكر، بيروت.

(3) سنن ابن ماجة: 4/154، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

(4) المستدرك على الصحيحين: 4/557، دار المعرفة.

(5) سلسلة الأحاديث الضعيفة: 1/181، مكتبة المعارف، وقد جاء به هنا ردّاً على الحديث الموضوع: ( المهدي مِن وُلد العبّاس عمّي ).

(6) سير أعلام النبلاء: 10/663، مؤسّسة الرسالة.

٣٦٢

2 - العقيلي.

3 - ابن العربي في ( عارضة الأحوذي ).

4 - القرطبي كما في ( أخبار المهدي ) للسيوطي.

5 - الطيّبي كما في ( مرقاة المفاتيح ) للشيخ القارئ.

6 - ابن قيّم الجوزيّة في ( المنار المنيف )، خلافاً لمَن كذب عليه.

7 - الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ).

8 - أبو الحسن الآبري في ( مناقب الشافعي )، كما في ( فتح الباري ).

9 - الشيخ علي القارئ في ( المرقاة ).

10 - السيوطي في ( العرف الوردي ).

11 - العلاّمة المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ).

وغيرهم كثير وكثير جدّاً ) (1) .

إذن، فلا كلام في ظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان؛ ليقيم دولة الحقّ الإلهي، لذا ارتأينا أنْ يكون فصلُنا هذا مختلفاً عمّا تقدّم مِن الفصول مِن إثبات كلمات المدح والثناء على أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام )، وسنصبّ الكلام هاهنا على مسألة الولادة، التي صارت محلاًّ للأخذ والردّ عند الأخْوة من أهل السُنّة.

وقد ذهبت الشيعة الإماميّة الاثنا عشريّة إلى أنّ المهدي المنتظر قد وُلِدَ

____________________

(1) سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني: 4/41، في تعليقه على حديث: (1529)، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

٣٦٣

وهو محمّد بن الحسن العسكري ( عليه السلام )، وهو حيٌّ غائب عن الأبصار، ويوافقهم في ذلك جمٌّ غفير من علماء أهل السُنّة.

وقبل الخوض في هذه المسألة نقدّم تعريفاً مختصراً عن الإمام محمّد بن الحسن العسكري ( عليه السلام ) بعنوان:

٣٦٤

نافذة إلى معرفة الإمام عليه السلام

-هو: محمّد المهدي، بن الحسن العسكري، بن علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين الشهيد، بن علي، بن أبي طالب، عليهم جميعاً سلام الله.

-وُلِد ( عليه السلام ) : بسرّ مَن رأى ليلة النصف من شعبان، سنة: خمس وخمسين ومئتين من الهجرة [ 15 / شعبان / 255هـ ] (1) .

-أُمّه ( عليه السلام ): يُقال لها نرجس (2) ، وكفاها فخراً وشرفاً أنّها وَلَدَتْ منقذ البشريّة مهدي آل محمّد ( عليه السلام ).

-يُلقّب سلام الله عليه: بالمهدي، والحجّة، والخلف، والمنتظر، والقائم، و....

-ويكنّى بـ: أبي القاسم (3) .

-تَسلّم إمامة المسلمين: عند وفاة أبيه العسكري ( عليه السلام )، في سنة: (260هـ)، وكان له من العمر خمس سنوات.

-بدأتْ غيبتُه الصغرى ( عليه السلام ): في نفس اليوم الذي تُوفِّي فيه أبوه الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام )، وهو يوم الثامن من شهر ربيع الأوّل لسنة: (260هـ).

-دامت فترة الغيبة الصغرى مدّة: (69سنة)، نصّب خلالها الإمام سفراء بينه وبين أتباعه ومواليه، وهم أربعة على التوالي:

____________________

(1) إعلام الورى للطبرسي: 2/214، مؤسّسة آل البيت.

(2) الإرشاد للمفيد: 2/340، مؤسّسة آل البيت.

(3) سيتّضح ذلك عند مراجعة الأقوال الآتية في ولادته ( عليه السلام ).

٣٦٥

الأوّل: الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري رحمه الله.

الثاني: الشيخ الموثوق به أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري رحمه الله.

الثالث: الشيخ الموثوق به أبو القاسم الحسين بن روح رحمه الله.

الرابع: الشيخ الموثوق به أبو الحسن علي بن محمّد السمري رحمه الله (1) .

-انتهت فترة الغيبة الصغرى: بوفاة السفير الرابع في سنة: (329هـ) (2) .

-سُمّيت تلك الحقبة: بالغيبة الصغرى؛ لأنّ الناس كانت تتمكّن من الاتصال بالإمام عن طريق هؤلاء السفراء.

-كانت وظيفة هؤلاء السفراء الأربعة: تلقّي الأسئلة من الأتباع مكتوبةً ورفعها إلى الإمام ( عليه السلام ).

وكان الإمام ( عليه السلام ) يوقّع بالإجابة عن السؤال على الورقة المكتوب عليها السؤال؛ ولذا سُمّيت بالتوقيعات.

وقد ذكر الشيخ المجلسي في كتابه بحار الأنوار ( ج53، ص150 - 198 ) كثيراً من تلك التوقيعات، عَنْوَنَها بـ: باب ( ما خرج من توقيعاته ( عليه السلام ) ).

-عند وفاة السفير الرابع: بدأت الغيبة الكبرى وهي مستمرّة حتّى يأذن الله له بالظهور.

____________________

(1) انظر: ( الغيبة ) للشيخ الطوسي: 353 - 393، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة.

(2) انظر: ( الغيبة ) للشيخ الطوسي: 393 - 394، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة.

٣٦٦

ولادة الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السُنّة

أجمعت الشيعة الإماميّة على ولادة المهدي المنتظر، وأنّه الإمام محمّد بن الحسن العسكري ثاني عشر أئمّة أهل البيت، فالأئمّة عندهم - حسبما نصّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) - اثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي المنتظر.

وقد ذهب جمٌّ غفير من علماء وأعلام أهل السُنّة إلى عين ما تقول به الشيعة الإماميّة؛ من ولادة المهدي المنتظر؛ وأنّه محمّد بن الحسن العسكري، لكنّه غائب عن الأنظار، بينما اكتفى فريقٌ آخر بذكر ولادة محمّد بن الحسن مع إنكار مهدويّته أو السكوت عن ذلك، ويظهر من هؤلاء: الذهاب إلى ولادة المهدي في آخر الزمان، ويلزم من كلامهم خلوّ الأرض من إمام وحجّة في هذهِ الفترة الطويلة من الزمان، وهو خلاف قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: ( مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهليّة ) المتواتَر في مضمونه (1) عند الفريقَين، والدالّ على وجود إمام في كلّ عصر وزمان.

وسيتّضح للقارئ أنّ جُلّ مَن قال بولادة محمّد بن الحسن - عجّل الله فرجه الشريف - من المنكرين أو الساكتين عن مهدويّته ولم يقل بوفاته، بل التزم الصمت إزاء ذلك، سوى البعض الذين تكهّنوا بوفاته رجماً بالغيب، وسيأتي كلامهم في محلّه إنْ شاء الله تعالى.

____________________

(1) إذ إنّ الحديث ورد بألفاظ مختلفة تعطي مضموناً واحداً، فانظر على سبيل المثال: ( كمال الدين وتمام النعمة ) للصدوق: 309، مؤسّسة النشر الإسلامي. و ( صحيح ابن حِبَّان ): 10/434، مؤسّسة الرسالة. و ( مسند أبي داود ): 259، دار الحديث - بيروت. و ( السُنّة ) لابن أبي عاصم بتحقيق الألباني: 489، المكتب الإسلامي.

٣٦٧

وهذا بنفسه دليل يؤكّد ما تقوله الشيعة من أنّ الإمام - سلام الله عليه - حيُّ غائب عن الأنظار.

ثمّ إنّ البعض ممّن زاغتْ أبصارهم وعموا في طغيانهم، راحوا يُنكرون ولادة محمّد بن الحسن، مُدّعين أنّ الحسن العسكري مات من غير عقب! ولا شكّ في أنّ ذلك كان محاولة بائسة؛ لدحض عقيدة الاثني عشريّة بادّعاء أنّ الاثني عشريّة لا ثاني عشر عندهم!!!

وليس هذا الفصل في واقعه إلاّ ردّاً على هذهِ الفِرْيَة الخاوية التي حاول أصحابها طمس النّور الإلهي المشرق، ولكنّ أنّى للظلام أنْ يُطفئ جذوة النور وأنّى للباطل أنْ ينتصر على الحقّ. وإذا كانت جولة الباطل ساعة، فصولة الحقّ إلى قيام الساعة.

فتعال - عزيزي القارئ - وانظر إلى فيوض الرحمان، وأبصر بعينيك كلمات القوم المتظافرة الدالّة على ولادته ( عليه السلام )، فإنّها ردّ قاطع على كلّ مَنْ عُمِيتْ بصيرتُه وسوّلت له نفسه أنْ يُحرّف الحقيقة ويُدنّس قلمه بأكاذيب مفضوحة.

ولأجل أنْ تكون الرؤية واضحة عند قارئنا العزيز، ارتأينا أنْ نقسم الأقوال إلى قسمين:

يتضمّن الأوّل: طائفة من أقوال علماء وأعلام أهل السُنّة، الذاهبين إلى ولادة محمّد بن الحسن، المنكرين لمهدويّته، أو الساكتين عن ذلك.

ويتضمّن الثاني: طائفة من أقوال علماء وأعلام أهل السُنّة، الذاهبين إلى ولادة محمّد بن الحسن، وأنّه المهدي المنتظر صلوات الله وسلامه عليه.

وواضح أنّ نقطة الاشتراك بين الطائفتين تتركّز في أنّهما يتّفقان على ولادته الشريفة.

٣٦٨

القسم الأول

طائفة من أقوال علماء وأعلام أهل السُنّة الذاهبين إلى ولادة محمّد بن الحسن ( عليه السلام )

( المنكرين لمهدويّته، أو الساكتين عن ذلك )

1 - ابن الأزرق الفارقي (ت: بعد 577 هـ) (1).

ذكر في تاريخه ( تاريخ ميّا فارقين ): ( إنّ الحجّة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأوّل سنة: ثمان وخمسين ومئتين، وقيل: ثامن شعبان سنة: ست وخمسين، وهو الأصح... ) (2) .

2 - شهاب الدين، أبو عبد الله، ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت: 626هـ ):

قال في كتابه ( معجم البلدان ) عند ذكره لمدينة عسكر سامراء: (... وهذا العسكر يُنسب إلى المعتصم، وقد نُسب إليه قوم من الأجلاّء، منهم: علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، يُكنّى أبا الحسن الهادي،

____________________

(1) نقل قوله ابن خِلّكان من دون أنْ يشير إلى اسمه، وقد ورد في كتب التراجم أنّ هناك شخصَين يحملان هذه الكنية:

أحدهما: عبد الله بن محمّد بن عبد الوارث الفارقي المتوفّى سنة: (590هـ) على ما ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون وتبعه رضا كحالة عليه، (معجم المؤلّفين 6/130).

والثاني: أحمد بن يوسف بن علي المتوفّى بعد سنة: (577 هـ) على ما ذكره صاحب ( الأعلام )، ( الأعلام: 1/273 ).

لكن بعد التحقيق والمتابعة عثرنا على جزء من كتاب تاريخ ميافارقين لأحمد بن يوسف بن الأزرق بتحقيق الدكتور بدوي عبد اللطيف عوض، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلِّيَّة أصول الدين، ومدير جامعة الأزهر، حيث صرّح في مقدّمته بأنّ ابن خِلّكان ينقل عن هذا التاريخ في مواضع عدّة، وذكر منها المورد المذكور، فيتعيّن على هذا أنّ مراد ابن خلكان هو أحمد بن يوسف، والأمر سهل.

(2) نقل قوله ابن خِلّكان في ( وفيات الأعيان ): 4/30 - 31، دار الكتب العلميّة.

٣٦٩

وُلد بالمدينة ونُقل إلى سامرّا، وابنه الحسن بن علي ولد بالمدينة أيضاً، ونُقل إلى سامرّا؛ فَسُمِّيَا بالعسكريّين لذلك، فأمّا علي فمات في رجب سنة: 254، ومقامه بسامرّا عشرين سنة، وأمّا الحسن فمات بسامرّا أيضاً سنة: (260هـ)، ودُفنا بسامرّا، وقبورهما مشهورة هناك، ولولدهما المنتظر هناك مشاهد معروفة ) (1) .

3 - ابن الأثير الجزري (ت: 630 هـ):

قال في كتاب ( الكامل في التاريخ ) في حوادث سنة: (260هـ): ( وفيها تُوفِّي أبو محمّد العلوي العسكري، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر، على مذهب الإماميّة، وهو والد محمّد، الذي يعتقدونه المنتظر... ) (2) .

4 - أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن إبراهيم المعروف بابن خِلّكان: (ت: 681 هـ):

قال في ( وفيات الأعيان ) تحت عنوان الحجّة المنتظر: ( أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمّد الجواد المذكور قبله، ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإماميّة، المعروف بالحجّة، وهو الذي تزعم الشيعة أنّه المنتظر والقائم والمهدي... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة: خمس وخمسين ومئتين، ولمّا تُوفِّي أبوه... كان عمره خمس سنين، واسم أُمّه: خمط ، وقيل: نرجس... وذكر ابن الأزرق في ( تاريخ ميّافارقين ): أنّ الحجّة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأوّل سنة: ثمان

____________________

(1) معجم البلدان: ج 5 - 6، ص328، دار إحياء التراث العربي، مؤسّسة التاريخ العربي.

(2) الكامل في التاريخ: 7/274، دار الفكر للطباعة والنشر.

٣٧٠

وخمسين ومئتين، وقيل: في ثامن شعبان، وهو الأصح.. ) (1) .

5 - المؤرّخ الشهير أبو الفداء عماد الدين اسماعيل بن علي (ت: 732 هـ):

قال في تاريخه ( المختصر في تاريخ البشر ) عند ذكره لوفاة الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) في أحداث سنة: (254هـ): ( والحسن العسكري المذكور هو والد محمّد المنتظر صاحب السرداب، والمنتظر ثاني عشرهم ويلقّب أيضاً القائم والمهدي والحجة، ومولد المنتظر سنة: خمس وخمسين ومئتين ) (2) .

6 - المؤرخ الشهير شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ):

قال في ( تاريخ الإسلام ) عند ترجمته للإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ): ( وأمّا ابنه محمّد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة: القائم، الخَلَف، الحجّة، فوُلِد سنة: ثمان وخمسين، وقيل سنة: ست وخمسين، عاش بعد أبيه سنتَين ثمّ عُدِم، ولم يُعلم كيف مات... ) (3) .

وقال في ( العبر في خبر مَن غبر ) في وفيات سنة: (265هـ): ( وفيها [ أي تُوفّي ] محمّد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني أبو القاسم، الذي تُلقّبه الرافضة: الخلف، الحجّة، وتلقّبه بالمهدي وبالمنتظر، وتلقّبه بصاحب الزمان، وهو خاتمة الاثني عشر، وضلال الرافضة ما عليه مزيد، فإنّهم يزعمون

____________________

(1) وفيّات الأعيان: 4/31 - 32، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان.

(2) المختصر في أخبار البشر: مجلّد1، ج2، ص45، مكتبة المتنبّي، القاهرة.

(3) تاريخ الإسلام: 19/113 حوادث السنوات: (251هـ - 260هـ)، دار الكتاب العربي.

٣٧١

أنّه دخل السرداب الذي بسامرّاء فاختفى وإلى الآن. وكان عمره لمّا عُدِم تسع سنين أو دونه ) (1) .

ولا بأس أنْ نقف - قصيراً - مع كلمات الذهبي هذه، ولا نريد أنْ نُناقش فِرْيَة السرداب التي يَعرف بطلانَها كلُّ متحرِّر مِن قيود الحقد واللؤم، ولكن نريد مِن شيخ الإسلام الذي ما انفكّ يرمينا بالضلالة والخرافة، أنْ يُتْحِفُنَا ويَذكر لنا كيف تُوفِّي الإمام الحجّة، فلماذا لم يعلم كيف مات، وليتَه يدلّنا على قبره الشريف، فهذهِ قبور آبائه كلّها معروفة معلومة، فكيف ضاع قبره، مع أنّه مِن تلك السلالة المباركة الذين أوجب الله محبّتهم على عباده في مُحكم كتابه؟!

أَلَمْ يقرّ الذهبي بأنّه وُلِدَ؟!

أَلَمْ يُقِرُّ بِأَنّه عُدِم؟!

فكيف جاز له أنْ يَنْسِبَ إليه الموت، أليس هذهِ شهادة على العَدَم لا تصحّ عند الجميع، فكيف صحّت عند الذهبي؟!

7 - زين الدين عمر بن المظفّر المعروف بابن الوردي (ت: 749 هـ):

قال في تاريخه عند ذكره لوفاة الحسن العسكري في أحداث سنة: (260هـ): ( والحسن العسكري والد محمّد المنتظر صاحب السرداب، والمنتظر ثاني عشرهم، ويلقّب أيضاً القائم، والمهدي، والحجّة، ومولد المنتظر سنة: خمس وخمسين ومئتين ) (2) .

8 - صلاح الدين، خليل بن أيبك الصفدي (ت: 764 هـ):

____________________

(1) العبر: 1/381، دار الكتب العلميّة.

(2) تاريخ ابن الوردي: 1/319.

٣٧٢

قال في كتابه ( الوافي بالوفيات ) عند ترجمته للإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ): ( وأمّا ابنه محمّد الحجّة الخَلَف الذي تدّعيه الرافضة، فوُلِد سنة: ثمان وخمسين، وقيل: ست وخمسين، عاش بعد أبيه سنتين، ومات. عُدِمَ ولم يُعْلَم كيف مات... ) (1) .

وعين ما تقدّم من التعليق على كلام الذهبي يأتي هنا.

9 - الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: 852هـ):

قال في ( لسان الميزان ) عند ترجمته لجعفر الكذّاب: (... أخو الحسن الذي يُقال له العسكري، وهو الحادي عشر من الأئمّة الإماميّة ووالد محمّد صاحب السرداب... ) (2) .

10 - نور الدين عبد الرحمان بن أحمد بن قوام الدين الدشتي الجامي الحنفي (ت: 898 هـ):

قال في كتابه ( شواهد النبوّة ) ما ترجمته: ( هو الإمام الثاني عشر، كنيته: أبو القاسم، وتلقبه الإماميّة: بالحجّة، والقائم، والمهدي، والمنتظر، وصاحب الزمان، وهو عندهم خاتم الاثني عشر إماماً، وإنّهم يزعمون أنّه دخل السرداب الذي في سرّ مَن رأى وأُمّه تنظر إليه، فلم يخرج إليها وذلك في سنة: خمس وستين ومئتين، وقيل: في سنة ست وستّين ومئتين، وهو الأصح. فاختفى إلى الآن على زعْمهم. أُمّه أمّ وَلَد، يُقال لها: صيقل، وقيل: سوسن، وقيل: نرجس، وقيل: غير

____________________

(1) الوافي بالوفيات: 12/113، دار النشر، فرانز شتايز، شتوتغارت.

(2) لسان الميزان: 2/119، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات.

٣٧٣

ذلك. كانت ولادته في سرّ مَن رأى في الثالث والعشرين من رمضان سنة: ثمان وخمسين ومئتين... ) (1) .

11 - شمس الدين محمّد بن طولون الدمشقي الحنفي (ت: 953 هـ):

قال في كتابه: ( الأئمّة الاثنا عشر ): ( وثاني عشرهم ابنه محمّد بن الحسن، وهو أبو القاسم محمّد بن الحسن بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.

ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر، على اعتقاد الإماميّة، المعروف بالحجّة وهو الذي تزعم الشيعة أنّه المنتظر، والقائم، والمهدي...

كانت ولادته - رضي الله عنه - يوم الجمعة منتصف شعبان سنة: خمس وخمسين ومئتين، ولمّا تُوفِّي أبوه المتقدّم ذكره - رضي الله عنهما - كان عمره خمس سنين... ).

ثمّ ذكر أبياتاً شعريّة في أئمّة أهل البيت وهي مِن نظمه جاء فيها:

____________________

(1) وأمّا نصّ كلامه في الكتاب فهو: ( وي إمام دوازدهم است، وكنيت وي أبو القاسم است، ولقّبه الإماميّة بالحجّة، والقائم، والمهدي، والمنتظر، وصاحب الزمان. وهو عندهم خاتم الاثني عشر إماماً، وإنّهم يزعمون أنّه دخل السرداب الذي في سرّ مًن رأى، وأمّه تنظر إليه فلم يخرج إليها، وذلك في سنة: خمس وستّين ومئتين، وقيل: في سنة: ست وستّين ومئتين، وهو الأصح، فاختفى إلى الآن على زعمهم. مادر وي أمّ ولد بوده است، صيقل نام، وقيل: سوسن، وقيل: نرجس، وقيل غير ذلك، وولادت وي در سر مَن رأى بوده است، في الثالث والعشرين من رمضان سنة: ثمان وخمسين ومئتين ) ( شواهد النبوّة ): (404 - 405)، انتشارات وحيد.

٣٧٤

عليكَ بالأئمّةِ الاثني عشرْ

مِن آلِ بَيْتِ المُصْطَفَى خَيْرِ البَشَر

أَبُو تُرَابٍ حَسَنٌ حُسَينُ

وَبغْضُ زَيْنِ العَابِدِيْنَ شَيْنُ

مُحَمَّدُ البَاقِرِ كَمْ عِلْمٍ دَرَى

وَالصَادِقُ ادعُ جعفراً بَيْنَ الوَرَى

مُوْسَى هُوَ الكَاظِمُ وَابْنُه عَلِي

لَقِّبْهُ بِالرِضَا وَقَدْرُهُ عَلِي

مُحَمَّد التَقِيّ قَلْبُهُ مَعْمُوْرُ

عَلِيْ التَقِي دُرُّهُ مَنْثُورُ

وَالعَسْكَرِيُّ الحَسَنُ المُطَهَّر

مُحَمَّدُ المَهْدِي سَوْفَ يَظْهَر (1)

ويظهر من هذهِ الأبيات - بل صريحها - القول بالمهدويّة، وأنّ محمّد بن الحسن هو المهديّ المنتظر على اعتقاد ابن طولون، وِفْقاً للشيعة، والله العالم.

12 - حسين بن محمّد الديار بكري القاضي المؤرّخ (ت: 966 هـ):

قال في كتابه ( تاريخ الخميس ): ( وفي سنة: ستّين ومئتين، مات الحسن بن علي الجواد بن الرضا العلويّ، أحد الأئمّة الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتَهم، وهو والد منتظرهم محمّد بن الحسن ) (2) .

13 - أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي (ت: 974 هـ):

قال في ( الصواعق المحرقة )، في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر: ( أبو محمّد الحسن الخالص، وجعل ابن خِلّكان هذا هو العسكريّ، وُلِدَ سنة: اثنتين وثلاثين ومئتين - إلى أنْ قال - مات بسرّ مَن رأى، ودُفِن عند أبيه وعمّه، وعمره ثمانية وعشرون سنة. ويُقال: إنّه سُمّ أيضاً، ولم يخلّف غير

____________________

(1) الأئمّة الاثنا عشر: الفصل الخاص بالحجّة المهدي: (117 - 118)، منشورات الرضي المصوّرة على طبعة دار صادر، بيروت، لبنان.

(2) تاريخ الخميس: 2/343، دار صادر.

٣٧٥

ولده أبي القاسم محمّد الحجّة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة، ويسمّى القائم المنتظر؛ قيل: لأنّه سُتر بالمدينة وغاب، فلم يُعرف أين ذهب ) (1) .

14 - محمّد بن الحسين بن عبد الله الحسيني السمرقندي المدني (ت: 996 هـ):

قال في كتابه ( تحفة الطالب ) بعد ذكر الإمام العسكري ( عليه السلام ): ( وأمّا ولده محمّد المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم ورحمة الله عليهم أجمعين، فهو الثاني عشر من الأئمّة.

ولد يوم الجمعة منتصف شعبان، سنة: خمس وخمسين ومئتين. وقيل: وُلد تاسع عشر شهر ربيع الثاني سنة: ثمان وخمسين ومئتين. وقيل: وُلِد ثامن شعبان سنة: ست وخمسين ومئتين، وهو الأصح.

وكنيته: أبو القاسم. وألقابه: الحجّة، والخلف الصالح، والقائم، والمنتظر، وصاحب الزمان، وأشهرها المهدي.

وصفته: شاب، ربعة، حسن الوجه والشعر، أقنى الأنف، أجلى الجبهة.

وكان عمره حين تُوفِّي أبوه خمس سنين. والشيعة يقولون: إنّه دخل السرداب في دار أبيه وأمّه تنظر إليه، فلم يخرج منه، وذلك في سنة: خمس وستين ومئتين، وعمره يومئذ تسع سنين، وقيل: كان عمره حين دخل السرداب أربع سنين، وقيل: خمس سنين. وقيل: دخل السرداب سنة: خمس وسبعين ومئتين، وعمره يومئذ سبع عشرة سنة،

____________________

(1) الصواعق المحرقة: 313 - 314، دار الكتب العلميّة.

٣٧٦

وهم ينتظرون خروجه من السرداب في آخر الزمان وذلك في سرّ من رأى، وأقاويلهم فيه كثيرة، والله أعلم أنّى ذلك كان ) (1) .

15 - الشيخ الملاّ علي القاري (ت: 1014 هـ):

قال في كتابه ( مرقاة المفاتيح ) بعد ذكر حديث اثني عشرية الخلفاء: ( قلت: وقد حمل الشيعة الاثني عشر على أنّهم من أهل بيت النبوّة متوالية، أعم مِن أنْ تكون لهم خلافة حقيقيّة أو استحقاقاً، فأوّلهم علي، فالحسن، فالحسين، فزين العابدين، فمحمّد الباقر، فجعفر الصادق، فموسى الكاظم، فعلي الرضا، فمحمّد التقي، فعلي النقي، فحسن العسكري، فمحمّد المهدي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين على ما ذكره زبدة الأولياء خواجة محمّد بارسا في كتاب ( فصل الخطاب ) مفصّلة، وتبعه مولانا نور الدين عبد الرحمان الجامي في أواخر ( شواهد النبوّة )، وذكر فضائلهم ومناقبهم وكراماتهم ومقاماتهم مجملة، وفيه ردّ على الروافض حيث يظنّون بأهل السُنّة أنّهم يبغضون أهل البيت باعتقادهم الفاسد ووهمهم الكاسد ) (2) .

وواضح مِن هذا الكلام بأنّه يعتقد بما نقله عن الشيعة من أنّ محمّد المهدي مولود وهو ابن العسكري ( عليه السلام ).

16 - أحمد بن يوسف القرماني (ت: 1019 هـ):

قال في ( كتابه أخبار الدول وأثار الأول ) تحت عنوان: في ذكر أبي القاسم

____________________

(1) تحفة الطالب بمعرفة مَن ينتسب إلى عبد الله وأبي طالب: 54، الناشر، دار المجتبى للتوزيع والنشر، تحقيق: الشريف أنس الكتبي الحسني.

(2) مرقاة المفاتيح: 9/ 3864، شرح حديث رقم: 5983، دار الفكر للطباعة والنشر.

٣٧٧

محمّد الحجّة الخَلَف الصالح: ( وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، آتاه الله فيها الحكمة، كما أوتيها يحيى ( عليه السلام ) صبيّاً... ) (1) .

17 - أبو المجد عبد الحقّ الدهلوي البخاري (ت: 1052 هـ):

قال في رسالة خاصة بمناقب الأئمة: ( وأبو محمّد الحسن العسكري ولده: م ح م د - رضي الله عنهما - معلوم عند خواصّ أصحابه وثقاته ) (2) .

18 - شهاب الدين، أبو الفلاح عبد الحيّ بن أحمد بن محمّد بن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):

قال في كتابه ( شذرات الذهب في أخبار من ذهب ) عند ذكْره لوفاة الإمام الحسن العسكري في أحداث سنة: (260هـ): ( وفيها: [ أي تُوفِّي ] الحسن بن علي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلويّ الحسينيّ، أحد الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة فيهم العصمة، وهو والد المنتظر محمّد، صاحب السرداب ) (3) .

19 - عبد الملك بن حسين بن عبد الملك المكّي العصامي (ت: 1111 هـ):

قال في كتابه ( سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ): ( وهو الإمام محمّد المهدي بن الحسن العسكري بن علي التقيّ بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

____________________

(1) أخبار الدول وآثار الأُول في التاريخ: 1/353. عالم الكتب.

(2) نقل كلامه صاحب ( كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأنظار ): 62 - 63.

(3) شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب: 2/290، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان.

٣٧٨

وُلِد يوم الجمعة منتصف شعبان سنة: خمس وخمسين ومئتين، وقيل: سنة: ست وهو الصحيح، أمّه: أُمّ ولد، اسمها: صقيل، وقيل: سوسن، وقيل: نرجس، كنيته: أبو القاسم، ألقابه: الحجّة، والخَلَف الصالح، والقائم، والمنتظر، وصاحب الزمان، والمهدي وهو أشهرها... ) (1) .

20 - عبد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي (ت: 1171 هـ):

قال في كتابه ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ( الثاني عشر من الأئمّة أبو القاسم محمّد الحجّة الإمام، قيل: هو المهدي المنتظر، وَلَد الإمام محمّد الحجّة، ابن الإمام الحسن الخالص رضي الله عنه بسرّ مَن رأى ليلة النصف من شعبان سنة: خمس وخمسين ومئتين قبل موت أبيه بخمس سنين، وكان أبوه قد أخفاه حين وُلِدَ وستر أمره لصعوبة الوقت وخوفه من الخلفاء؛ فإنّهم كانوا في ذلك الوقت يتطلّبون الهاشميّين ويقصدونهم بالحَبس والقتل ويريدون إعدامهم.

وكان الإمام محمّد الحجّة يُلقّب أيضاً بالمهدي، والقائم، والمنتظر، والخَلَف الصالح، وصاحب الزمان، وأشهرها المهدي؛ ولذلك ذهبتْ الشيعة أنّه الذي صحّت الأحاديث بأنّه يظهر آخر الزمان، وأنّه موجود في السرداب الذي دخله في سرّ مَن رأى، ولهم في ذلك تأليف.

والصحيح خلاف ما ذهبوا إليه، وأنّ المهدي الذي صحّت به الأحاديث وأنّه يظهر آخر الزمان خلافه، وإنْ كان أيضاً من أشراف آل البيت الكريم لكنّه يُولد ويَنشأ كغيره، لا أنّه من المعمّرين.

وقد أشرق نور هذهِ السلسلة الهاشميّة والبيضة الطاهرة النبويّة والعصابة

____________________

(1) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي: 4/ 138، المكتبة السلفيّة، القاهرة.

٣٧٩

العلويّة، وهم اثنا عشر إماماً، مناقبهم عَلِيَّة، وصفاتهم سنيّة، ونفوسهم شريفة أبيّة، وأرومتهم كريمة محمّديّة، وهم: محمّد الحجّة بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين أخي الإمام الحسن وَلَدَي الليث الغالب علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) (1) .

21 - أحمد بن علي بن عمر شهاب الدين أبو النجاح المنيني الحنفي الدمشقي (ت: 1172 هـ):

في كتاب ( فتح المنّان ) وهو شرح لقصيدة الشيخ بهاء الدين العاملي المسمّاة: ( وسيلة الفوز والأمان، في مدح صاحب الزمان )، وقد قال في مقدّمة الشرح: (... وليعلم أنّ هذهِ القصيدة في مدْح المهدي الموعود به أنّه يخرج في آخر الزمان.

وذهب الإماميّة - ومنهم الناظم - إلى أنّه محمّد بن الحسن العسكري، أحد الأئمّة الاثني عشر - باصطلاحهم - الذين أثبتوا لهم العصمة في اعتقادهم، وأنّه مختفٍ بسرداب بسرّ مَن رأى، إلى أنْ يأتي أوان ظهوره، وهذا باطل؛ لأنّ محمّد بن الحسن العسكري تُوفِّي في حياة والده، وأخذ ميراث والده عمّه جعفر... ) (2) .

____________________

(1) الإتحاف بحبّ الأشراف: 179 - 180، منشورات الرضي المصوّرة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبيّة بمصر.

(2) شرح الشيخ أحمد المنيني على قصيدة بهاء الدين العاملي صاحب الكشكول والمطبوعة في =

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480