أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة0%

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 480

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ حكمت الرحمة
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: الصفحات: 480
المشاهدات: 72373
تحميل: 8356

توضيحات:

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72373 / تحميل: 8356
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أنّ السواد الأعظم من علمائهم لا يُقْرِنُ الصلاة على النبي بالصلاة على الآل، وهذهِ كتب أهل السُنّة في متناول الأيدي، وكلّ قارئ يمكنه المراجعة ليرى ذلك بوضوح، فلماذا تترك الصلاة على الآل؟! وهل هناك ما يبرّر مخالفة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )؟!

أضف إلى ذلك التغييب المتعمّد لأهل البيت ( عليهم السلام ) في الحياة العمليّة، فلا تجد في خُطَبِهِم، ومحاضراتهم، ومواعظهم ما يتعلّق بأهل البيت ( عليهم السلام )، حتّى أدّى ذلك إلى غياب هذهِ النخبة الطاهرة عن أذهان مثقّفي الأمّة الإسلاميّة، من الطلبة والأساتذة وأصحاب الشهادات، فإنّه مِن المؤسِف أنّهم لا يعرفون مَن هو زين العابدين، ومَن هو الباقر، ومَن هو الصادق، وهكذا؛ لأنّهم لم يعتادوا من علمائهم سماع هذهِ الأسماء المباركة، مع ادّعاء علمائهم محبّة آل البيت ( عليهم السلام )؟!!

يقول العلاّمة السقّاف، أحد علماء أهل السُنّة المعاصرين:

( وقد نصّ على محبّة العترة جمهورُ أهل السُنّة والجماعة، لكنّها بقيت مسألة نظريّة لم يطبّقها كثيرون، فهي مفقودة حقيقة في أرض الواقع، وهذا ممّا يؤسَف له جدُّ الأسف. وقد حاول النواصب - وهم المبغضون لسيّدنا علي رضوان الله عليه ولذرِّيَّته: وهم عترة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الأطهار - أنْ يصرفوا الناس عن محبّة آل البيت التي هي قربة من القرب، فوضعوا أحاديث في ذلك وبَنَو عليها أقوالاً فاسدة منها:

- أنّهم وضعوا حديث: ( آل محمّد كلّ تقي ) و ( أنا جَدّ كلّ تقي ) ونحو هذه الأحاديث التي هي كذب من موضوعات أعداء

٤٢١

أهل البيت النبوي ) (1) .

- كما أنّهم يكتمون ما أمر الله به أنْ يُعلم، فيذكرون من على منابرهم حديث الثقلين بلفظ: ( وسنّتي )، ولا يتطرّقون إلى حديث الثقلين بلفظ: ( وعترتي ) مع أنّ هذا الأخير حديث صحيح السند، تقدّمت منّا بعض طرقه، أمّا حديث: ( وسنتي ) فهو ضعيف السند، بل موضوع، وقد تقدّم كلام السقّاف حوله.

وحول كتمان علماء أهل السُنّة لحديث الثقلين بلفظ: ( وعترتي ) يقول العالم الوهّابي المعروف محمّد علي البار في كتابه: ( الإمام علي الرضا ورسالته الطبِّيَّة ) تحت عنوان ( حديث الثقلين ) بعد ذكر حديث الثقلين بلفظ: ( وعترتي ): ( والغريب حقّاً أنّ حديث الثقلين هذا - رغم وروده في صحيح مسلم، وفي سنن الترمذي و... - إلاّ أنّ معظم المعاصرين من العلماء والخطباء يجهله، أو يتجاهله ويوردون بدلاً عنه حديث: ( إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا: كتاب الله، وسنّتي )، وهي في موطّأ الإمام مالك، وفي سنده ضعف وانقطاع، وإنْ كان متنه ومعناه صحيحاً، وكان من الواجب إيراد الحديثَين كلاهما معاً لأهمِّيَّتهما في الباب، أمّا كتمان هذا الحديث الشريف الصحيح فهو من كتمان العلم الذي هدّد الله ورسوله فاعله... ).

- وليت الأمر وقف عند ذلك بل تعدّاه إلى: محاربة فضائلهم، وتضعيفها، والعمل على الحدّ منها بمختلف الأساليب، ومنها: إغراء ناشريها بالأموال، أو تهديدهم بالقتل وما شابهه، وفي ذلك يقول العالم السنّي السعودي حسن بن

____________________

(1) صحيح شرح العقيدة الطحاويّة: 656، دار الإمام النووي.

٤٢٢

فرحان المالكي: ( ولكنّ الذي يهمّنا هنا أنْ نُبيّن بإنصاف أنّ فضائل علي حُوربتْ مِن بعده وطُورد ناشروها، وقُتل بعضهم، وكان لعلماء الشام والبصرة نفور من الشيعة بمباركة من السلطة الأمويّة ثمّ العبّاسيّة ) (1) .

ويذكر في محلّ ثانٍ كلمات ابن حجر في الردّ على ابن تيمية، الذي كان يُجهِد نفسَه في تضعيف فضائل علي ( عليه السلام ) ويعلّق عليها فيقول: ( يقول ابن حجر العسقلاني: ( طالعتُ كتاب ابن تيمية في الردّ على الرافضي، فوجدتُه شديد التحامل في ردّ أحاديث جياد... ) وهي تلك الأحاديث التي في فضل علي!! فقد كان متحامِلاً عليها كثيراً، وقد بيّن ذلك الألباني أفضل بيان في السلسلة الصحيحة (2) ، وذكر ابن حجر في لسان الميزان أنّه: ( كم من موطن بالغ ابن تيمية فيه في الردّ على الرافضي أدّته إلى تنقص علي رضي الله عنه!! )؛ فلذلك نشأنا هنا في الخليج عامّة وفي المملكة خاصّة على أنّ الشيعة فيهم معظم صفات اليهود والنصارى، وأنّهم أسوأ من اليهود والنصارى بخصلتين!! حتّى طُبعت في ذلك الكتب، ونُوقشتْ الرسائل العلميّة!! مع أنّ كلّ هذا أخذناه من ابن تيمية في مقدّمة منهاج السُنّة، معتمداً على رواية مكذوبة من رواية أحد الكذّابين واسمه عبد الرحمان بن مالك بن مغول ، رواها عن والده عن الشعبي، وهما بريئان من تلك الرواية ) (3) .

ومن أمثلة محاربة فضائل علي ( عليه السلام )، أيضاً ما قام به الليث بن سعد عالِم

____________________

(1) قراءة في كتب العقائد: المذهب الحنبلي نموذجاً: 81، مركز الدراسات التاريخيّة، عمّان الأردن.

(2) انظر: كلامه على حديث الموالاة، وقد تقدّم منّا عند ذكر الحديث.

(3) قراءة في كتب العقائد: المذهب الحنبلي نموذجاً: 177.

٤٢٣

مصر وفقيهها، حيثُ كان معاصراً لعبد الله بن لهيعة، وعبد الله هذا من بحور العلم؛ إلاّ أنّه كان يكثر من فضائل علي ( عليه السلام )، فكان هذا جرماً له ليُضعَّف على أساسه ويكون من الضعفاء أو مِمَّن يروي المناكير!!

يقول الذهبي في ترجمة عبد الله: ( عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان، القاضي الإمام العلاّمة، محدّث ديار مصر مع الليث،... ) إلى أنْ يقول: ( كان من بحور العلم على لين في حديثه )، ويقول أيضاً:

( قال أحمد بن حنبل: مَن كان مثل ابن لهيعة بمصر، في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه )...

( وقال أبو داود: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: ما كان محدّث مصر إلاّ ابن لهيعة.

وقال أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طَلاّباً للعلم.

وقال زيد بن الحباب: قال سفيان الثوري: عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع.

وقال عثمان بن صالح السهمي: احترقت دار ابن لهيعة، وكتبه وسلمتْ أصوله، كتبتُ كتاب عمارة بن غزية من أصله. ولمّا مات ابن لهيعة قال الليث: ما خُلّف مثله ).

ثمّ أضاف الذهبي قائلاً: ( لا ريب أنّ ابن لهيعة كان عالِم الديار المصريّة، هو والليث معاً، كما كان الإمام مالك في ذلك العصر عالِم المدينة، والأوزاعي عالِم الشام، ومعمر عالِم اليمن، وشعبة والثوري عالما العراق، وإبراهيم بن طهمان عالِم خراسان )، وكما قلنا فإنّ ابن لهيعة كان يكثر من فضائل علي، فكتب على نفسه أنْ يكون من الضعفاء، أو مِمَّن يروي المناكير؛ لذا أضاف الذهبي قائلاً: ( ولكنّ ابن لهيعة تهاون بالإتقان، وروى مناكير، فانحطّ عن رتبة الاحتجاج عندهم ) (1)! ! لكن المتتبّع يعرف أنّ ابن لهيعة لم يحتج به؛ لأنّه يروي

____________________

(1) سير أعلام النبلاء: 8/ 11 - 14، مؤسّسة الرسالة.

٤٢٤

فضائل علي ( عليه السلام )، وفعل الليث الذي سنذكره شاهد على ذلك.

فإنّ الليث بن سعد (1) ، لم يحتمل كثرة الرواية من عبد الله بن لهيعة في فضل علي بن أبي طالب ( عليه السلام )، فلمّا احترقتْ دار عبد الله بعث إليه بألف دينار طالباً منه ترك الرواية في فضائل علي ( عليه السلام )!!، فقد قال ابن زولاق في ( فضائل مصر ): ( كان الليث بن سعد فقيه مصر، لمّا أحرقت دار عبد الله بن لهيعة، أرسل إليه الليث بألف دينار وقال: استعن بهذهِ واعفنا من فضائل علي بن أبي طالب، فأخذها عبد الله بن لهيعة وأنفذ إليه حديثاً من فضائل علي رضي الله عنه ليغيظ به الليث ) (2) .

إذن فضائل علي حُوربت بشتّى الأساليب، وأمثلة ذلك وشواهده كثيرة، ليس غرضنا بحثها واستقصاءها، بل أحببنا أنْ ننبّه القارئ الكريم إلى أنّه وإنْ وُجد مديح لأهل البيت ( عليهم السلام ) في كتب أهل السُنّة، إلاّ أنّ هذا المديح قد فُرّغ من محتواه وبقي مسألة نظريّة في بطون الكتب ليس له من الواقع نصيب.

لذا ندعو كلّ ضمير حي، وكلّ قلب متعطّش لمعرفة الحقيقة، أنْ يراجع متبنّياته القَبْلِيَّة، وأنْ يبحث في التراث الإسلامي بصدر واسع رحب بعيداً عن التعصّب الفئوي، والتقيّد بأُطُر الفكر الموروث، ومِنْ ثُمّ ليتّبع ما تمليه عليه

____________________

(1) قال عنه الذهبي:

( الليث بن سعد، الإمام، الحافظ، شيخ الديار المصريّة، وعالِمها، ورئيسها.. وكان كبير الديار المصريّة وعالِمها الأنبل، حتّى أنّ نائب مصر وقاضيها من تحت أوامره، وإذا رابه من أحد منهم أمرٌ كَاتَبَ فيه الخليفة فيعزله.. كان الشافعي يتأسّف على فواته وكان يقول: هو أفقه من مالك إلاّ أنّ أصحابه لم يقوموا به... ) ( تذكرة الحفّاظ ): 1/224، مكتبة الحرم المكّي.

(2) فضائل مصر وأخبارها وخواصّها لابن زولاق: 48، نشر مكتبة الخانجي بالقاهرة.

٤٢٥

الأصول الحقّة، وما يوصله له اجتهاده المنطقي المُبْتَنِي على الأُسس الصحيحة، والله هو الهادي إلى سبيل الرشاد. وما التوفيق إلاّ من عند الله.

والحمد لله ربّ العالمين.

٤٢٦

ملحق

يتضمّن تعريفاً بالعلماء الذين قالوا بولادة الإمام محمّد بن الحسن

أو قالوا بمهدويّته

سنذكر في هذا الملحق ترجمة مختصرة، أو بالأحرى تعريفاً مختصراً للعلماء الذين أوردنا أقوالهم في الفصل المتعلّق بالإمام المهدي - عجّل الله تعالى فرجه الشريف - وسنرتّبهم كما في أصل الفصل:

- فنذكر الذين قالوا بولادة محمّد بن الحسن عليهما السلام، مع السكوت عن مهدويّته في القسم الأوّل، مع مراعاة الترتيب حسب سنة الوفاة.

- ونذكر في القسم الثاني القائلين بمهدويّته وحسب سنة الوفاة أيضاً.

ونتيجةً لبعض الظروف التي اضطرّتْنا إلى الإسراع في إكمال الكتاب؛ فإنّا لم نحصل بهذه العجالة على ترجمة لكافّة الشخصيّات، بل استطعنا إيراد أكثرها، وإذا مكّننا الله لطباعة الكتاب ثانيةً سنورد ترجمة لكافّة الشخصيّات، إنْ شاء الله.

القسم الأوّل

العلماء القائلون بولادة محمّد بن الحسن

مع السكوت عن مهدويّته

1 - أحمد بن يوسف بن علي بن الأزرق:

ذكره الزركلي في( الأعلام ) فقال: ( أحمد بن يوسف بن علي بن الأزرق الفارقي: مؤرّخ رَحّالة، من أهل ميّافارقين. وُلِدَ وتعلّم بها، ثمّ ببغداد. وقام برحلات إلى بلاد فارس ( إيران ) والعراق والجزيرة وأرمينيّة والشام. وتولّى مناصب، منها: الإشراف على الأوقاف بظاهر ميّافارقين ( سنة: 543 )، ونظارة حصن كيفا (562). وصنّف كتابه ( تاريخ ميّافارقين وآمد ) المسمّى ( تاريخ

٤٢٧

الفارقي ) ط. قسم الدولة المروانيّة منه، فذكر مشاهداته في بغداد ( سنة: 534 ) وزياراته لآمد والموصل (544 هـ) وماردين ودمشق (565 و 566)، كما زار بلد الروم وأخلاط، والري وبرجيس، وبركري ونوشهر، وتبريز، وحمص، وحماه، وحلب، ومنبج، وحرّان، ورأس العين، ودير صليبا، والمدائن. ومِن أهمّ رحلاته زيارتُه لمملكة جورجيا وإيراده حوادث جرتْ بين ملك جورجيا وبعض ملوك المسلمين. وفي سنة: (548 هـ) مرّ بتفليس وأقام فيها مدّة، وفي: (549 هـ) كان في دربند. وتحدّث عن كثير ممّا رأى وسمع في رحلاته. ولم يُظفر بتاريخ وفاته) (1) .

2 - ياقوت الحموي (ت: 626 هـ):

قال عنه الذهبي: ( الأديب الأوحد شهاب الدين الرومي، مولى عسكر الحموي، السفار النحوي الأخباري المؤرّخ... ) (2) .

وقال عنه اليافعي: ( الأديب الأخباري صاحب التصانيف الأدبيّة في التاريخ والأنساب والبلدان وغير ذلك... صنّف كتاباً سمّاه ( إرشاد الألبّاء إلى معرفة الأدباء ) في أربع مجلّدات، وكتاباً في أخبار الشعراء المتأخّرين والقدماء، وكتباً أخرى عديدة، وكانت له همّة عالية في تحصيل المعارف... ) (3) والمتتبّع لسيرة الرجل يجده ناصبيّاً ينصب البغض والعداء لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقد أشار الذهبي إلى ذلك على استحياء فقال: ( وتكلّم في بعض الصحابة فأُهين،

____________________

(1) الأعلام: 1 / 273، دار العلم للملايين.

(2) سير أعلام النبلاء: 22/312، مؤسّسة الرسالة.

(3) مرآة الجنان: 4/48، دار الكتب العلميّة.

٤٢٨

وهرب إلى حلب... ) (1) . لكن ابن خِلّكان أفصح عن هذه الحقيقة فقال: ( وكان متعصّباً على علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وكان قد طالع شيئاً من كتب الخوارج، فاشتبك في ذهنه منه طرفٌ قوي، وتوجّه إلى دمشق في سنة: ثلاث عشرة وستّمئة وقعد في بعض أسواقها، وناظر بعض مَنْ يتعصب لعلي رضي الله عنه، وجرى بينهما كلام أدّى إلى ذكره عليّاً - رضي الله عنه - بما لا يسوغ، فثار الناس عليه ثورة كادوا يقتلونه، فسَلِم منهم... ) (2) . فمع كون الرجل ناصبيّاً إلاّ أنّه يقول بولادة محمّد بن الحسن ( عليه السلام ).

3 - ابن الأثير الجزري (ت: 630 هـ):

قال عنه ابن خِلّكان: ( كان إماماً في حفظ الحديث ومعرفته وما يتعلّق به، وحافظاً للتواريخ المتقدّمة والمتأخّرة، وخبيراً بأنساب العرب وأخبارهم وأيّامهم ووقائعهم، صنّف في التاريخ كتاباً كبيراً سمّاه ( الكامل )، ابتدأ فيه من أوّل الزمان إلى آخر سنة: ثمان وعشرين وستّمئة، وهو من خيار التواريخ... ) (3) .

وقال عنه الذهبي: ( الشيخ الإمام العلاّمة المحدّث الأديب النسّابة عزّ الدين أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الجزري الشيباني، ابن الشيخ الأثير أبي الكرم، مصنّف ( التاريخ الكبير ) الملقّب بـ‍ ( الكامل )، ومصنّف كتاب ( معرفة الصحابة ) مولده بجزيرة ابن عمر في سنة:

____________________

(1) سير أعلام النبلاء:22/312، مؤسّسة الرسالة.

(2) وفيات الأعيان:5/104، دار الكتب العلميّة.

(3) المصدر نفسه: 3/304.

٤٢٩

خمس وخمسين، ونشأ هو بها وأخواه... ) (1) .

4 - ابن خِلّكان (ت: 681 هـ):

قال عنه ابن كثير الدمشقي: ( ابن خِلّكان قاضي القضاة شمس الدين أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خِلّكان الأربلي الشافعي، أحد الأئمّة الفضلاء، والسادة العلماء، والصدور الرؤساء... ) (2) .

5 - أبو الفداء (ت: 732 هـ):

قال عنه ابن كثير الدمشقي: ( المؤيّد صاحب حماه عماد الدين إسماعيل، بن الملك الأفضل نور الدين علي، بن الملك المظفّر تقي الدين محمود، بن الملك المنصور ناصر الدين محمّد، بن الملك المظفّر تقي الدين عمر، بن شاهنشاه، بن أيّوب، كانت له فضائل كثيرة في علوم متعدّدة من الفقه والهيئة والطبّ وغير ذلك، وله مصنّفات عديدة، منها: تاريخ حافل في مجلّدين كبيرين، وله ( نظم الحاوي ) وغير ذلك، وكان يحبّ العلماء ويشاركهم في فنون كثيرة، وكان من فضلاء بني أيّوب... ) (3) .

وقال عنه خير الدين الزركلي: ( أبو الفداء... إسماعيل بن علي بن محمود بن محمّد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب: الملك المؤيّد، صاحب حماه. مؤرّخ جغرافي، قرأ التاريخ والأدب وأصول الدين، واطّلع على كتب كثيرة في الفلسفة والطبّ، وعلم الهيئة. ونظم الشعر وليس بشاعر، وأجاد الموشّحات،

____________________

(1) سير أعلام النبلاء: 22 /353، مؤسّسة الرسالة.

(2) البداية والنهاية: 13/ 352، مؤسّسة التاريخ العربي.

(3) المصدر نفسه:14/182.

٤٣٠

له ( المختصر في أخبار البشر - ط ) ويعرف بتاريخ أبي الفداء، تُرجم إلى الفرنسيّة واللاتينيّة وقسم منه إلى الانكليزيّة، وله ( تقويم البلدان - ط ) في مجلّدين، ترجمه إلى الفرنسيّة المستشرق رينو...، و ( تاريخ الدولة الخوارزميّة - ط ) و ( نوادر العلم ) مجلّدان، ( والكناش - خ ) في النحو والصرف، و ( الموازين ) وغير ذلك... ) (1) .

6 - محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ):

قال عنه ابن كثير الدمشقي: ( وفي ليلة الاثنين ثالث شهر ذي القعدة تُوفِّي الشيخ الحافظ الكبير مؤرّخ الإسلام وشيخ المحدّثين شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن عثمان الذهبي بتربة أُمّ الصالح وصُلّي عليه يوم الاثنين صلاة الظهر في جامع دمشق ودُفن بباب الصغير، وقد خُتم به شيوخ الحديث وحفّاظه، رحمه الله ) (2) .

وقال عنه ابن العماد الحنبلي: (... الإمام الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني الذهبي، قال التاج السبكي في ( طبقاته الكبرى ): شيخنا وأستاذنا محدّث العصر... ) (3) .

7 - ابن الوردي (ت: 749 هـ):

قال عنه ابن العماد الحنبلي: ( زين الدين عمر بن مظفّر بن عمر بن محمّد بن أبي الفوارس بن الوردي المعرّي الحلبي الشافعي.

____________________

(1) الأعلام: 1/319، دار العلم للملايين.

(2) البداية والنهاية: 14/259 - 260، مؤسّسة التاريخ العربي.

(3) شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب: 6/335، دار الكتب العلميّة.

٤٣١

كان إماماً بارعاً في اللغة والفقه والنحو والأدب، مُفَنَّناً في العلم ونظمه في الذروة العالية والطبقة القصوى، وله فضائل مشهورة... ) (1) .

8 - الصفدي (ت: 764 هـ):

قال عنه ابن العماد الحنبلي: ( صلاح الدين أبو الصفا خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي الشافعي، مولده بصفد في سنة: ست أو سبع وتسعين وستّمئة، وسمع الكثير، وقرأ الحديث، وكتب بعض الطبّاق، وأخذ عن القاضي بدر الدين بن جماعة، وأبي الفتح بن سيّد الناس، والتقى السبكي، والحافظين أبي الحجّاج المِزِّيّ، وأبي عبد الله الذهبي، وغيرهم، وقرأ طرفاً من الفقه، وأخذ النحو عن أبي حيّان، والأدب عن ابن نباتة والشهاب محمود ولازمه، ومهر في فنّ الأدب، وكتب الخطّ المليح، وقال النظم الرائق، وألّف المؤلّفات الفائقة... ذكره شيخه الذهبي في ( المعجم المختص ) فقال: الإمام العالم الأديب البليغ الأكمل، طلب العلم وشارك في الفضائل وساد في علم الرسائل وجمع وصنّف... ) (2) .

9 - ابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ):

قال عنه ابن العماد: ( فيها [ أي سنة: 852 ] تُوفِّي شيخ الإسلام عَلَم الأعلام أمير المؤمنين في الحديث حافظ العصر، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي... ) (3) .

____________________

(1) المصدر نفسه: 6/343.

(2) المصدر نفسه:6/393.

(3) المصدر نفسه:7/407.

٤٣٢

10 - عبد الرحمان بن أحمد الجامي (ت: 898 هـ):

قال عنه ابن العماد الحنبلي: ( وفيها [ أي في تلك السنة تُوفِّي ] الإمام العارف بالله تعالى عبد الرحمان بن أحمد الجامي، وُلِد بجام من قصبات خراسان، واشتغل بالعلوم العقليّة، والشرعيّة، فأتقنها، ثمّ صحب مشايخ الصوفيّة، وتلقّن الذكر من الشيخ سعد الدين كاشغري، وصحب خواجة عبيد الله السّمرقندي، وانتسب إليه أتمّ الانتساب.

وكان يذكر في كثير من تصانيفه أوصاف خواجة عبيد الله، ويذكر محبّته له، وكان مشتهراً بالفضائل.

وبلغ صيت فضله الآفاق، وسارت بعلومه الركبان ) إلى أنْ قال: ( وله كتاب ( شواهد النبوّة ) بالفارسيّة، وكتاب ( نفحات الأنس ) بالفارسيّة أيضاً، وكتاب ( سلسلة الذهب ) حط فيه على الرافضة...وله غير ذلك، وكلّ تصانيفه مقبولة... ) (1) .

11 - ابن طولون (ت: 953 هـ):

قال عنه ابن العماد الحنبلي: ( وفيها [ أي في تلك السنة تُوفِّي ] شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد الشهير بابن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي، الإمام العلاّمة المسند المؤرّخ... كان ماهراً في النحو، علاّمة في الفقه، مشهوراً بالحديث، وولي تدريس الحنفيّة بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمر... ) (2) .

____________________

(1) المصدر نفسه:8/23 - 24.

(2) المصدر نفسه:8/351 - 352.

٤٣٣

12 - حسين بن محمّد الديار بكري (ت: 966 هـ):

قال عنه خير الدين الزركلي: ( حسين بن محمّد بن الحسن الديار بكري: مؤرّخ، نسبته إلى ديار بكر. وَلِيَ قضاء مكّة وتُوفِّي فيها. له ( تاريخ الخميس - ط ) مجلّدان، أجمل به السيرة النبويّة وتاريخ الخلفاء والملوك... ) (1) .

13 - أحمد بن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ):

قال عنه خير الدين الزركلي: (... أحمد بن محمّد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري، شهاب الدين شيخ الإسلام، أبو العبّاس: فقيه باحث مصري، مولده في محلّة أبي الهيتم ( من إقليم الغربيّة بمصر ) وإليها نسبته...تلقّى العلم في الأزهر، ومات بمكّة. له تصانيف كثيرة، منها: ( مبلغ الأرب في فضائل العرب - ط ) و ( الجوهر المنظم - ط ) رحلة إلى المدينة، و ( الصواعق المحرقة على أهل البدع والضلال والزندقة - ط ) و ( تحفة المحتاج لشرح المنهاج - ط ) في فقه الشافعيّة... ) (2) .

14 - محمّد بن الحسين السَّمرقندي المدني (ت: 996 هـ):

قال عنه خير الدين الزركلي: (... محمّد بن حسين بن عبد الله السّمرقندي: كاتب من آل الحسيني، من أهل المدينة المنوّرة، ووفاته بها. كان يَعرف كثيراً من اللغات، مثل: العربيّة والفارسيّة والروميّة والهنديّة والحبشيّة. وله علم بالأنساب. صنّف ( تحفة الطالب - خ ) في نسب بعض الطالبيّين 77 ورقة في مكتبة الحسيني بتريم ) (3) .

____________________

(1) الأعلام:2/256، دار العلم للملايين.

(2) المصدر نفسه: 1/234.

(3) المصدر نفسه: 6/102.

٤٣٤

15 - الشيخ الملاّ علي القاري (ت: 1014 هـ):

قال عنه خير الدين الزركلي في ( الأعلام ): (... علي بن ( سلطان ) محمّد، نور الدين الملاّ الهروي القاري: فقيه حنفي، من صدور العلم في عصره. وُلِدَ في هراة، وسكن مكّة وتُوفِّي بها... وصنّف كتباً كثيرة، منها: ( تفسير القرآن - خ ) ثلاثة مجلّدات، و ( الأثمار الجنيّة في أسماء الحنفيّة ) و ( الفصول المهمّة - خ ) فقه، و ( بداية السالك - خ ) مناسك، و ( شرح مشكاة المصابيح - ط ) و ( شرح مشكلات الموطأ - خ )... ) (1) .

16 - أحمد بن يوسف القرماني (ت: 1019 هـ):

قال عنه خير الدين الزركلي: ( أحمد بن يوسف بن أحمد بن سنان القرماني الدمشقي: مؤرّخ منشئ، حسن المحاضرة، رقيق المعاشرة. وُلِدَ ونشأ في دمشق وتولّى فيها النظر في وقف الحَرَمَين. له التاريخ المعروف بتاريخ القرماني واسمه ( أخبار الدول وآثار الأول - ط ) و ( الروض النسيم في مناقب السلطان إبراهيم - خ )، ومات في دمشق ) (2) .

17 - عبد الحقّ الدهلوي (ت: 1052هـ):

قال عنه الزركلي: ( عبد الحقّ بن سيف الدين الدهلوي: فقيه حنفي، من أهل دهلي ( بالهند ) كان محدّث الهند في عصره... قيل: بلغت مصنّفاته مئة مجلّد، بالعربيّة والفارسيّة... ) (3) .

____________________

(1) المصدر نفسه: 5/12.

(2) المصدر نفسه: 1/275.

(3) المصدر نفسه: 3 /280.

٤٣٥

18 - ابن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):

قال عنه الزركلي: ( عبد الحي بن أحمد بن محمّد ابن العماد العكري الحنبلي، أبو الفلاح: مؤرّخ، فقيه، عالم بالأدب. وُلِدَ في صالحيّة دمشق، وأقام في القاهرة مدّة طويلة، ومات بمكّة حاجّاً. له ( شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب - ط ) ثمانية أجزاء، و ( شرح متن المنتهى ) في فقه الحنابلة... ) (1) .

19 - عبد الملك العصامي (ت: 1111 هـ):

قال عنه الزركلي: ( عبد الملك بن حسين بن عبد الملك المكّي العصامي، مؤرّخ، من أهل مكّة مولده ووفاته فيها. له كتب، منها: ( قيد الأوابد من الفوائد والعوائد - خ ) بخطّه، و ( سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي - ط ) في 4 مجلّدات، و( الغرر البهيّة - خ ) و ( شرح الخزرجيّة في العروض - خ ) في دار الكتب. وهو حفيد الملاّ عصام، عبد الملك بن جمال الدين... ) (2) .

20 - عبد الله الشَّبْراوي (ت: 1171 هـ):

قال عن الزركلي: ( عبد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي: فقيه مصري، له نظم. تولّى مشيخة الأزهر. من كتبه ( شرح الصدر في غزوة بدر - ط )، وديوان شعر سمّاه ( منائح الألطاف في مدائح الأشراف - ط )، و ( عنوان البيان - ط ) نصائح وحكم، و ( الإتحاف بحبّ الأشراف - ط )... ) (3) .

21 - أبو النجاح المنيني (ت: 1172 ه‍ـ):

____________________

(1) المصدر نفسه: 3 /290.

(2) المصدر نفسه: 4/157.

(3) المصدر نفسه: 4/130.

٤٣٦

قال عنه الزركلي: ( أحمد بن علي بن عمر بن صالح، شهاب الدين، أبو النجاح المنيني: أديب من علماء دمشق، مولده في منين ( من قُرَاهَا ) ومنشأه ووفاته في دمشق، وأصله من إحدى قرى طرابلس. له ( الفتح الوهبي - ط ) في شرح تاريخ العتبي، مجلّدان، و ( الإعلام بفضائل الشام - ط )، و ( فتح القريب - خ ) شرح منظومة في الخصائص النبويّة، و ( الفرائد السنّية في الفوائد النحويّة - خ ) وله شعر فيه جودة ) (1) .

22 - عبّاس المكّي (ت: 1180 هـ):

قال عنه الزركلي: ( عبّاس بن علي بن نور الدين بن أبي الحسن المكّي الحسينيّ الموسويّ: أديب رَحّالة، غزير العلم بالأخبار واللطائف. وُلِدَ وعاش بمكّة، وعُرضت له أمور آذاه فيها أقاربه وأصحابه، فرحل سائحاً في العراق والهند واليمن من سنة: 1131 إلى 1142 هـ، وكان يعود فيحجّ في أكثر السنين. وانتهى مطافه بالتردّد بين بندر المخا ومكّة. ثم استقرّ في المخا سنة: 1145 هـ ورتّب له والِيْها الفقيه أحمد بن يحيى الخزندار... ما يعيش به، فانصرف إلى جمع ما تفرّق من أوراقه، فألّف منها كتابه ( نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس - ط ) في مجلّدين، انتهى منه في 4 شوال 1148 وجعله هديّته إلى الوالي الخزندار ) (2) .

23 - محمّد أمين السُّوَيْدي (ت: 1246 هـ):

قال عنه الزركلي: (... محمّد أمين بن علي بن محمّد سعيد السويدي

____________________

(1) المصدر نفسه: 1/181.

(2) المصدر نفسه: 3/263.

٤٣٧

العبّاسي البغدادي، أبو الفوز: باحث، من علماء العراق، وُلِدَ ببغداد، وتُوفِّي في بريدة ( بنجد ) عائداً من الحجّ، من كتبه ( سبائك الذهب في معرفة أنساب العرب - ط )، و ( قلائد الدرر في شرح رسالة ابن حجر - خ ) في فقه الشافعيّة، و ( الجواهر واليواقيت في معرفة القبلة والمواقيت - خ ) اثنا عشر فصلاً، و ( قلائد الفرائد - خ ) في شرح المقاصد للنووي، فقه، و ( الصارم الحديد - خ ) مجلّدان، في الردّ على كتاب ( سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد ) ليوسف بن أحمد البحراني، انتصر السويدي فيه لابن أبي الحديد ) (1) .

24 - مؤمن الشبلنجي (ت: بعد 1308 هـ):

قال عنه الزركلي: (... مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي: فاضل، من أهل شبلنجة ( من قرى مصر، قرب بنها العسل ) تعلّم في الأزهر وأقام في جواره. وكان يميل إلى العزلة. من كتبه ( نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار - ط )، و ( فتح المنّان ) في تفسير غريب القرآن، و ( مختصر الجبرتي ) في جزأين صغيرين ) (2) .

25 - خير الدين الزركلي (ت: 1396 هـ):

قال عنه محمّد خير رمضان يوسف في ( تكملة معجم المؤلّفين ): ( مؤرّخ، دبلوماسي، شاعر، ترجم لنفسه في آخر جزء من الأعلام ) إلى أنْ قال: ( وكان قد أهدى مكتبته القيّمة إلى جامعة الرياض، فخصّصت له قسماً مستقلاًّ وأصدرتْ فهرساً لها بعنوان: فهرس مكتبة خير الدين الزركلي - الرياض ـ

____________________

(1) المصدر نفسه: 6/ 42.

(2) المصدر نفسه: 7/ 334.

٤٣٨

عمادة شؤون المكتبات... وأمّا مؤلّفاته فهي ( الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز )... ( الأعلام )... ( ما رأيت وما سمعت ) (1) ، وغيرها، وواضح من ترجمته لنفسه في الأعلام، أنّه كان ممّن ترعاه الحكومة السعوديّة، كما أنّه قد شغل مناصب سياسيّة ودبلوماسيّة لتلك الحكومة (2) .

26 - علاء الدين السماني:

ذكره الديار بكري في تاريخ الخميس ولم نعثر على ترجمته، لكن يظهر من كلماته التي نقلها عنه الديار بكري أنّه كان من علماء الصوفيّة.

27 - عارف أحمد عبد الغني:

مؤلِّف ومحقّق معاصر له مجموعة من الكتب منها ( تاريخ أمراء المدينة ) و ( تاريخ أمراء مكّة المكرّمة ) و ( تاريخ الحيرة في الجاهليّة والإسلام ) و ( الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف )، وله تحقيق على كتاب ( سلوك المالك في تدبير الممالك ).

28 - الشريف أنس الكتبي:

مؤلّف ومحقّق معاصر، وصفه عارف أحمد عبد الغني بأنّه ( عالم الأنساب في المدينة المنوّرة ) (3) . له تحقيق على كتاب ( تحفة الطالب ) للعلاّمة السمرقندي المتوفّى (966هـ) وغيره.

____________________

(1) تكملة معجم المؤلّفين:177-178،دار ابن حزم.

(2) انظر: ( الأعلام ):8/267-269، دار العلم للملايين.

(3) انظر: ( تاريخ أمراء المدينة ) لعارف عبد الغني: 9، دار الإقليم.

٤٣٩

القسم الثاني

القائلون بمهدويّة الإمام محمّد بن الحسن العسكري

عليهما السلام

1 - البلاذري الطوسي (ت: 339 هـ):

قال عنه السمعاني: ( والمشهور بهذا الانتساب أبو محمّد أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن هاشم المذكر الطوسي البلاذري الحافظ الواعظ من أهل طوس، كان حافظاً فاضلاً فهماً عارفاً بالحديث، سمع بطوس إبراهيم بن إسماعيل العنبري وتميم بن محمّد الطوسي، وبنيسابور عبد الله بن شيرويه وجعفر بن أحمد الحافظ، وبالري محمّد بن أيّوب والحسن بن أحمد بن الليث، وببغداد يوسف بن يعقوب القاضي، وبالكوفة محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال الحافظ أبو عبد الله: أبو محمّد البلاذري الواعظ الطوسي، كان واحد عصره في الحفظ والوعظ ومن أحسن الناس عشرة وأكثرهم فائدة، وكان يكثر المقام بنيسابور، ويكون له في كلّ أسبوع مجلسان عند شيخي البلد أبي الحسن المحمي وأبي نصر العبدوي، وكان أبو علي الحافظ ومشايخنا يحضرون مجالسه ويفرحون بما يذكره على رؤوس الملأ من الأسانيد، ولم أرهم - قط - غمزوه في إسناد أو اسم أو حديث، وكتب بمكّة عن إمام أهل البيت أبي محمّد الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا، وذكر أبو الوليد الفقيه قال: كان أبو محمّد البلاذري يسمع كتاب الجهاد من محمّد بن إسحاق وأمّه عليلة بطوس، وكان المجلس غداة الخميس، وكان أبو محمّد يخرج من الطبران غداة الأربعاء فيحضر غداة الخميس المجلس، ثمّ ينصرف

٤٤٠