والمنعقدة عندهم في منازلهم - هي ما نسميها اليوم: (المآتم) و(مجالس العزاء).
لا شكَّ أنَّه لا غرض للأئمَّة عليهم السلام - وهم حُكماء الأُمَّة - مِن الأمر بذلك الاجتماع المحزن، وتذكُّر تلك المصيبة المقرحة، في أحوال مخصوصة كثيرة، وزيارته التي لم يَكفهم الترغيب إليها والمبالغة في ثوابها، حتَّى حذَّروا مِن تركها.
وبعبارة جامعة: ليس أمرهم بتلك الروابط الحسينيَّة إلا حفظ المذهب عن الاندراس، وهو الغاية التي قُتِل لها الحسين عليه السلام، وهذه الحِكَم - مع أنَّها وجدانيَّة - قد ألمعوا إليها بعبارات مُختلفة، وضوحاً وخَفاءً، وأمروا بها صريحاً، فيما تضمَّن الحثُّ على إحياء أمرهم.
نحو قول الصادق عليه السلام للفضيل بن يسار:
(تجلسون وتتحدَّثون
؟
قال: نعم، جعلت فداك، قال:
إنَّ تلك المجالس أُحبُّها، فأحيوا أمرنا. يا فضيل، فرحم الله مَن أحيى أمرنا)
.
وقوله (عليه السلام):
(مَن جلس مجلساً يُحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)
.
____________________