الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء

الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء0%

الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 203

الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: مهدي فقيه إيماني
تصنيف: الصفحات: 203
المشاهدات: 149147
تحميل: 6506

توضيحات:

الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 203 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 149147 / تحميل: 6506
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء

الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٥ - ابن قيم الجوزية في الطرق الحكمية: ٣٦.

٦ - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى: ٨٢.

٧ - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة ٣: ١٦٦.

٨ - اللكهنوي في وسيلة النجاة: ١٥٠.

٩ - الأميني في الغدير ٦: ١٢٦ أخرجه عن ابن الجوزي.

٢٤ - قال عمر: لا أبقاني الله بعدك، يا علي.

أخرجه: ١ - الخوارزمي في المناقب: ١٠١ فصل (٧) ح ١٠٤

٢ - الجويني في فرائد السمطين ١: ٣٤٩ ح ٢٧٤.

٣ - المناوي في فيض القدير ٤: ٣٥٧ شرح ح ٥٥٩٤.

٤ - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى: ٨٢.

٥ - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة ٣: ١٦٦.

٦ - الأمر تسري في أرجح المطالب: ١٢٢.

٢٥ - قال عمر: لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو حسن.

أخرجه: البلاذري في أنساب الأشراف ٢: ٨٥٣.

٢٦ - قال عمر: لا أحياني الله لمعضلة لا يكون فيها ابن أبي طالب حياً.

أخرجه: محمد جار الله القرشي في الجامع اللطيف: ٢٣.

٢٧ - قال عمر: لا بقيت في قوم لست فيهم، يا أبا الحسن.

أخرجه: ١ - ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٤٢: ٤٠٧.

١٠١

٢ - الفخر الرازي في التفسير الكبير ٣٢: ١٠ ذيل تفسير سورة التين.

٢٨ - قال عمر: لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن.

أخرجه: ١ - الأميني في الغدير ٣: ٩٨ عن ترجمة علي بن أبي طالبعليه‌السلام : ٧٩.

٢٩ - قال عمر: لا خير في عيش قوم لست فيهم، يا أبا الحسن.

أخرجه: محمد جار الله القرشي في الجامع اللطيف: ٢٣.

٣٠ - قال عمر: لا عشت في قوم لست فيهم، يا أبا الحسن.

أخرجه: ابن عساكر في تاريخ مدينة عشق ٤٢: ٤٠٧.

٣١ - قال عمر: لولا علي لضلّ عمر.

أخرجه: ١ - الباقلاني في التمهيد: ١٩٩.

٢ - الأميني في الغدير ٦: ٣٢٧ عن الباقلاني.

٣٢ - قال عمر: لولا علي لهلك عمر.

أشرنا فيما سبق أنّ الخليفة عمر بن الخطاب ردّد وكرّر قوله: ( لولا علي لهلك عمر ) في الكثير من الأحيان، التي كانت تتعسّر عليه المعضلات، ويلتمس حلّها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

وقلنا أيضاً: إنّنا نحترز عن سرد القضايا والأحاديث؛ تجنّباً عن الإطالة، ورعايةً للإيجاز، نذكر المراجع التي أخرجت تلك الأحاديث، وهي كما يلي: ١ - ابن الجوزي في أخبار الظِّراف: ١٩.

٢ - وأخرجه أيضاً في الأذكياء: ١٨.

١٠٢

٣ - فخر الدين الرازي في الأربعين: ٤٦٦.

٤ - الأمر تسري في أرجح المطالب: ١٢٣.

٥ - القرطبي في الاستيعاب ٣: ١١٠٣ ترجمة الإمام عليعليه‌السلام .

٦ - القسطلاني في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري ١٠: ٩ عن البغوي وأبي داود والنسائي وابن حبان، رواه بدون التصريح.

٧ - ابن حجر في الإصابة ٨: ١٥٧.

٨ - توفيق أبو علم في أهل البيت: ٢٠٧.

٩ - الخادمي في بريقة المحمودية ١: ٢١١.

١٠ - محمد بهجت أفندي في تاريخ آل محمد: ١٢٥.

١١ - ابن قتيبة الدينوري في تأويل مختلف الحديث: ٢٠٢.

١٢ - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: ١٤٧ أخرجه عن أحمد في مسنده، وفضائل الصحابة، ضمن قصتين وقعتا لعمر.

١٣ - العزيزي في حاشية الحفني على شرح الجامع الصغير ٢: ٤٥٩. ١٤

- القرشي في تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب: ٣٢٥.

١٥ - أحمد بن حنبل في مسنده ١: ١٥٤ - ١٥٨، والطبعة الحديثة ١: ٢٤٩ ح ١٣٣٠ و ١٣٦٤ - ١٣٦٦.

١٦ - فخر الدين الرازي في التفسير الكبير ٧: ٤٨٤.

١٧ - النيسابوري في تفسيره ٦: ١٢٠ تفسير سورة الاحقاف آية ١٥.

١٨ - ابن حسنويه الحنفي في در بحر المناقب: ٢٣.

١٩ - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى: ٨٢.

٢٠ - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة ٣: ١٦١ عن العقيلي وابن السمان.

٢١ - أبو داود في سُننه ٤: ١٣٩ ح ٤٣٩٩ - ٤٤٠٢.

١٠٣

٢٢ - القاضي الفرغاني في شرح تائية ابن فارض نقل عنه إحقاق الحق ٨: ١٨٤.

٢٣ - القوشجي في شرح تجريد الاعتقاد: ٣٧٣.

٢٤ - الحفني في شرح الجامع الصغير المطبوع بهامش السراج المنير ٢: ٤٥٨.

٢٥ - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١: ١٨، و ١٢: ٢٠٥.

٢٦ - العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري ١١: ١٥١.

٢٧ - الغماري في علي بن أبي طالب إمام العارفين: ٧١.

٢٨ - العظيم آبادي في عون المعبود شرح سُنن أبي داود ١٢: ٧٦.

٢٩ - العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري ١٢: ١٠١.

٣٠ - الغماري في فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: ٤٢.

٣١ - الجويني في فرائد السمطين ١: ٣٥١ ح ٢٧٦.

٣٢ - ابن الصبّاغ في الفصول المهمة: ٣٥.

٣٣ - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ٢: ٧٠٧ ح ١٢٠٩.

٣٤ - المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير ٤: ٣٥٧ شرح ح ٥٥٩٤ ( علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ).

٣٥ - ولي الله الدهلوي في قرة العينين في تفضيل الشيخين: ١٨٢.

٣٦ - المالقي في قضاة الأندلس: ٧٣.

٣٧ - الگنجي في كفاية الطالب: ٢٢٧ باب ( ٥٩ ).

٣٨ - الطوسي سراج الشافعي في اللُّمع في التصوّف: ١٨١.

٣٩ - المنذري في مختصر سُنن أبي داود ٦: ٢٣٠ ح ٤٢٣٧.

٤٠ - اللكهنوي في مرآة المؤمنين: ٦٧.

١٠٤

٤١ - الجرداني في مصباح الظلام ٢: ٥٦.

٤٢ - ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: ١٣.

٤٣ - التفتازاني في المطوّل: ١٣٦ مبحث ( لو ).

٤٤ - الجشتي الحنفي الهندي في الملفوظات والأمالي العرفانية، نقل عنه إحقاق الحق ٨: ١٥٨.

٤٥ - الخوارزمي في المناقب: ٨١ فصل (٧) ح ٦٥.

٤٦ - العيني الحنفي في مناقب سيدنا علي: ٤٦.

٤٧ - الأيجي الشيرازي في المواقف ٨: ٣٧٠ مع شرح الجرجاني: مبحث الإمامة.

٤٨ - الزرندي في نظم درر السمطين: ١٢٩ و ١٣٢.

٤٩ - باكثير الحضرمي في وسيلة المال: ١٢٧.

٥٠ - محمد مبين الهندي في وسيلة النجاة: ١٣٩.

٥١ - القندوزي في ينابيع المودة: ٧٠ و ٧٥ و ٤٤٨ عن فصل الخطاب لخواجة بارساي.

٥٢ - الأميني في الغدير ٦: ١٠٢ عن العزيزي والجرداني.

٥٣ - التستري المرعشي في إحقاق الحق ٨: ١٥٨ و ١٨٤ و ١٩٨ و ١٧: ٤٤٤ عن الجشتي الحنفي، والفرغاني، وابن حسنويه، وباكثير الحضرمي.

٣٣ - قال عمر لعليعليه‌السلام : لولاك لافتضحنا.

أخرجه: ١ - البلاذري في فتوح البلدان: ٥٥.

٢ - الزمخشري في ربيع الأبرار ٤: ٢٦.

٣ - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٩: ١٥٨.

١٠٥

٤ - محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢: ٣٣٩.

٥ - المتقي في كنز العمال ١٤: ١٠٠ ح ٣٨٠٥٢ عن أبي بن كتب وص ١٠٨ ح ٣٨٠٨٢.

٦ - الأزرقي في أخبار مكّة ١: ٢٤٥ - ٢٤٧.

٣٤ - قال عمر لرجل: ما أجد لك إلاّ ما قال ابن أبي طالب(١) .

أخرجه: ١ - ابن حزم في المحلّى ٧: ٧٦ - ٧٧.

٢ - القرطبي في الاستيعاب ٣: ١١٠٦ ترجمة الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام رقم ١٨٥٥.

٣ - محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٣: ١٦٢.

٣٥ - قال عمر لعليعليه‌السلام : ما زلت كاشفَ كل كرب، وموضحَ كل حكم.

أخرجه: المتقي الهندي في كنز العمال ٥: ٨٣٤ ح ١٤٥٠٩.

٣٦ - قال عمر: نعوذ بالله من أن أعيش في قوم لست فيهم، يا أبا حسن.

أخرجه: ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٤٢: ٤٠٥.

٣٧ - قال عمر مشيراً إلى عليعليه‌السلام : هذا أعلم بنبينا وبكتاب نبينا.

أخرجه: العاصمي في زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ١: ٣٠٤ ح ٢١٨.

٣٨ - قال عمر: هيهات، هناك شجنة من بني هاشم، وشجنة من الرسول، وأثرة من

____________________

(١) الظاهر أنّ السائل بعد ما عرف جواب الإمام عليعليه‌السلام رجع إلى عمر وقال له: أريد جوابك، فعندئذ قال له عمر: ما أجد لك - جواباً - إلاّ ما قال لك علي بن أبي طالب.( المعرّب ).

١٠٦

علم يؤتى لها، ولا يأتي، في بيته يؤتي الحكم.

أخرجه: المتقي الهندي في كنز العمال ٥: ٨٣٠ ح ١٤٥٠٨ عن علي بن كاتب.

٣٩ - قال عمر: يا أبا الحسن، أنت لكل معضلة وشدة تدعى.

أخرجه: ١ - الثعالبي في قصص الأنبياء: ٢٣٢ في ذيل قوله تعالى:( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ) (١) .

٢ - الفيروز آبادي في فضائل الخمسة ٢١: ٣٢٦.

٣ - الأميني في الغدير ٦: ١٤٨ - ١٥٥.

٤٠ - قال عمر: يا بن أبي طالب، فما زلت كاشف كل شبهة، وموضح كل حكم ( علم ).

أخرجه: المتقي الهندي في كنز العمال ٥: ٨٣٤ ح ١٤٥٠٩.

٣٠ - التصريحات العمرية دالة على أولوية الإمام عليعليه‌السلام للخلافة.

أشرنا في مقدمة الكتاب بأنّنا لو أغمضنا الطرف، عن جميع الأدلة والبراهين القرآنية والحديثية والتاريخية، التي فيها الدلالة التامة على أولوية الإمام عليعليه‌السلام للخلافة، وولاية الأمر بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو أنّنا افترضنا عدم صلاحية تلك الأدلة للاستدلال بها على ذلك، لكانت هذه الاعترافات والتصريحات، ومرويات الخلفاء - سواءً الذين تقدّموا على الإمام عليعليه‌السلام ، أو أولئك الذين حكموا بعد أن استشهد

____________________

(١) الكهف: ١٠.

١٠٧

عليعليه‌السلام - التي رووها بحق عليعليه‌السلام ، وأقرّوا بها، كافيةً في إثبات الخلافة لعليعليه‌السلام دون غيره، وأنّه الخليفة الحق، والجامع لجميع المواصفات الضرورية واللازمة، لخلافة النبي ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ وذلك لأنّ هذه الأخبار، التي تروي لنا اعترافات أبي بكر وعمر وعثمان وتصريحاتهم - سواء كانوا أصحاباً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو خلفاء لأتباعهم - فإنّها حجة قاطعة ودليل قوي وبرهان جلي، يمكن لأي مسلم ومؤمن أن يستدل بها على معرفة الإمام الحق، والخليفة الواقعي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - يعني أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام -.

وأضف على ما مرّ عليك - أيّها الطالب للحق - أنّ هذه التصريحات والاعترافات - التي وردت على لسان عمر بن الخطاب، بما تتناسب وموضوع أفضلية الإمام عليعليه‌السلام ، وأولويته لأمر الخلافة - كاشفة عن نقاط الضعف، والحالة السلبية التي كانت موجودة في سائر أعضاء الشورى العمري.

ونذكر لك - أيّها الخبير - نماذج من ذلك، وندع الحكم والقضاء إليك:روى العلاّمة ابن أبي الحديد: أنّ عمر قال لأصحاب الشورى - الذين عيّنهم هو بنفسه لانتخاب الخليفة من بعده-: روحوا إلي، فلمّا نظر إليهم: قد جاءني كل واحد منهم يهزّ عفريته، يرجو أن يكون الخليفة - ثمّ خاطبهم واحداً واحداً كاشفاً عن سلبياتهم -.

فقال: أمّا أنت - يا طلحة -، أفلست القائل إن قُبض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنكح أزواجه من بعده، فما جعل الله محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله أحق ببنات أعمامنا منا، فأنزل الله تعالى فيك:( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا. ) (١) .

____________________

(١) الأحزاب: ٥٣.

١٠٨

وأمّا أنت - يا زبير - فوالله، ما لانَ قلبك يوماً ولا ليلة، وما زلت جِلفاً جافياً !!.

وأمّا أنت - يا عثمان - فوالله لروثة خير منك(١) !!!.وأمّا أنت - يا عبد الرحمن - فإنّك رجل عاجز تحب قومك جميعاً !!.وأمّا أنت - يا سعد - فصاحب عصبية وفتنة !!.وأمّا أنت - يا علي - فوالله لو وُزن إيمانك بإيمان أهل الأرض لرجحهم !!!.فقام الإمام عليعليه‌السلام مولّياً يخرج - وذلك اعتراضاً واستنكاراً على عمر - لأنّه قُرنعليه‌السلام ، وهو الجامع للإيمان كله، بأناس ليس فيهم من الفضيلة شيء يذكر، ولكن عمر رسم مخطّطاً لاستخلاف مَن هو أخس وأردأ من الروثة رتبةً كما وصفه عمر؛ حتى لا تصل الخلافة إلى صاحبها الأحق بها.فقال عمر: والله، إنّي لأعلم مكان رجل لو وليتموه أمركم، لحملكم على المحجّة البيضاء.

قالوا: مَن هو ؟ قال: هذا المولّي من بينكم.

قالوا: فما يمنعك من ذلك ؟.قال: ليس إلى ذلك من سبيل.وفي خبر ثانٍ رواه البلاذري في تاريخه: أنّ عمر لمّا خرج أهل الشورى من عنده.قال: إن ولّوها الأجلح سلك بهم الطريق.قال عبد الله بن عمر: فما يمنعك منه، يا أمير المؤمنين ؟

____________________

(١) الروثة واحدة الروث، وهو سرجين الفرس.

١٠٩

قال: أكره أن أتحمّلها حياً وميتاً(١) .

وروى هذا الخبر أيضاً ابن حجر عن البخاري(٢) .

وفي خبر آخر رواه ابن أبي الحديد وقع حوار بين ابن عباس وبين عمر بن الخطاب: فوصف عمر علياًعليه‌السلام بأنّ فيه دعابة، ووصف طلحة بالتكبّر والتفاخر، وعبد الرحمن بأنّه ضعيف، لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته، والزبير بأنّه شَكِس لَقِس - أي سيّئ الخلق - وسعداً بأنّه صاحب سلاح ومِقنَب.

وعندما سأل ابن عباس عمراً عن عثمان أوّه عمر - ثلاثاً - ثمّ قال: والله لئن وليها ليحملنّ بني أبي معيط على رقاب الناس، ثمّ لتنهض العرب إليه، ثمّ بعد أن سكت هنيئة قال: أجرؤهم والله إن وليها، أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيهم لصاحبك - يعني عليعليه‌السلام - أَما إن ولي أمرهم حملهم على المحجّة البيضاء والصراط المستقيم(٣) .

٣١ - عمر يعترف: عليعليه‌السلام يهدي إلى الكتاب والسنة.

روى ابن أبي الحديد عن العلاّمة أبي العباس أحمد بن يحيى الثعلب في أماليه، حوار عمر بن الخطاب وابن عباس فقال: وبعد أن ذكر عمر، المثالب والمطاعن، والسلبيات الخُلقية، والاجتماعية والقيادية، لكل واحد من أعضاء الشورى، الذي رتّبه هو بنفسه، ولمّا وصل عمر إلى ذكر عليعليه‌السلام قال: إنّ أحراهم أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيهم لصاحبك - يعني علي بن أبي طالبعليه‌السلام - والله لئن وليها

____________________

(١) شرح نهج البلاغة ١٢: ٢٥٩ - ٢٦٠، الفتح المبين ٢: ١٨٠، الاستيعاب ٣: ١١٥٤ ترجمة عمر بن الخطاب، الطبقات الكبرى ٣: ٣٤٢ ترجمة عمر بن الخطاب.

(٢) المطالب العالية ٤: ٤٦.

(٣) شرح نهج البلاغة ١٢: ٥١ - ٥٢.

١١٠

ليحملنهم على المحجّة البيضاء والصراط المستقيم(١) .

وحقيق بنا في هذا المقام أن نتساءل: ما هو السبب الباعث إلى أن يشكّل الخليفة عمر بن الخطاب تلك الشورى السداسية، بينما هو بنفسه يسطّر مثالب وسلبيات كل واحد منهم، عدا عليعليه‌السلام ، فإنّه قد أطراه وذكره مادحاً إيّاه بالخير والهداية ؟ ومن ثمَّ ما هو الدافع الذي دفع عمر إلى رسم ذلك المخطّط، حتى يؤول أمر الخلافة بعده إلى عثمان، وقد وصفه بتلك الأوصاف التي قرأتها ؟

قال عبد الله: ولمّا طعن قال عمر لأهل الشورى: لله دَرّهم، إنّ ولّوها الأصيلع !! كيف يحملهم على الحق ولو كان السيف على عنقه.فقلت: أتعلم ذلك منه ولا تولّيه ؟ قال: إن لم أستخلف فأتركهم، فقد تركهم مَن هو خير مني(٢) .

وهكذا روى ابن عبد البر عن ابن عباس قال: بينا أنا أمشي مع عمر يوماً، إذ تنفّس نفساً، فظننت أنّه قد قُضبت أضلاعه - تقطّعت - فقلت: سبحان الله ! والله ما أخرج منك هذا إلا أمر عظيم.

فقال: ويحك - يا بن عباس - ما أدري ما أصنع بأمّة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قلت: ولِمَ وأنت بحمد الله قادر على أن تصنع ذلك مكان الثقة ؟

قال: إنّي أراك تقول: إنّ صاحبك أولى الناس بها - يعني علياًعليه‌السلام -.

قلت: أجل، والله إنّي لأقول ذلك في سابقته وعلمه وقرابته وصهره.

قال: إنّه كما ذكرت، ولكنّه كثير الدعابة(٣) .

____________________

(١) شرح نهج البلاغة ٦: ٣٢٦ - ٣٢٧.

(٢) الاستيعاب ٣: ١١٣٠ ترجمة الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام رقم ١٨٥٥.

(٣) الاستيعاب ٣: ١١١٩ ترجمة الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام رقم ١٨٥٥.

١١١

لاحظ - أيّها الخبير - إنّ قول عمر: إنّه كما ذكرت، يعني أنّ علياً حائز على جميع المواصفات التي تُقدّمه على الآخرين، وتبيّن أولويته عليهم في مسالة الخلافة، وعمر بقوله هذا يعترف ويقر لعليعليه‌السلام بذلك.وأمّا قوله: ( كثير الدعابة ) هذه فرية ألصقها عمر بعليعليه‌السلام ، ولا أصل لها ولا أساس، وهي في الوقت نفسه لم تكن مانعةً للخلافة، فترى أنّ عمر بفريته هذه ينوّه عن الصدّ عن استخلاف الإمام عليعليه‌السلام ، ولو سلّمنا بأنّهعليه‌السلام كثير الدعابة، فهل هذه الصفة - فرضاً - تكون سبباً لصدّه عن الخلافة ؟(١) ، هذا سؤال بحاجة إلى جواب من عمر وأتباعه.

____________________

(١) أقول: فرية عمر واتّهامه الإمام عليعليه‌السلام ، بأنّه كان كثير الدعابة صارت ذريعةً في أيدي أتباعه الطلقاء وأبنائهم، أولئك الذين لعنوا على لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أمثال عمر وبن العاص.

وقد ردّ عليه الإمام في خطبة بليغة، ذكر فيها أنّ هذه الصفة وغيرها تنطبق على ابن النابغة وغيره - ممّن يتهمون الإمام عليعليه‌السلام - أكثر من انطباقها على عليعليه‌السلام .ومَن راجع التاريخ الصحيح، الذي لم تُمد إليه الأيدي الغاشمة، والبواعث السياسية والاعتقادية، ويراجع أيضاً فتوة الإمام علي، شجاعته، زهده، ورعه، علمه، حكمته، وسائر أوصافه النبيلة، عرف أنّ تلك الفرية هي من مصاديق المَثَل السائر ( كل يرى الناس بعين طبعه )، و ( رمتني بدائها وانسلت ).

وإليك النص العلوي في ردّ زعم المفترين عليه بكثرة الدعابة:

( عَجَباً لابْنِ النَّابِغَةِ، يَزْعُمُ لأَهْلِ الشَّامِ - والمسلمين - أَنَّ فِيَّ دُعَابَةً، وَأَنِّي امْرُؤٌ تِلْعَابَةٌ أُعَافِسُ وَأُمَارِسُ - والله - لَقَدْ قَالَ بَاطِلاً، وَنَطَقَ آثِماً، أَمَا وَ شَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ، إِنَّهُ لَيَقُولُ فَيَكْذِبُ، وَيَعِدُ فَيُخْلِفُ، وَيُسْأَلُ فَيَبْخَلُ، وَيَسْأَلُ فَيُلْحِفُ، وَيَخُونُ الْعَهْدَ، وَيَقْطَعُ الإِلَّ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِرٍ وَآمِرٍ هُوَ، مَا لَمْ تَأْخُذِ السُّيُوفُ مَآخِذَهَا، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ أَكْبَرُ مَكِيدَتِهِ أَنْ يَمْنَحَ الْقَرْمَ سَبَّتَهُ، أَمَا وَاللَّهِ، إِنِّي لَيَمْنَعُنِي مِنَ اللَّعِبِ ذِكْرُ الْمَوْتِ، وَإِنَّهُ لَيَمْنَعُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ نِسْيَانُ الآخِرَةِ، إِنَّهُ لَمْ يُبَايِعْ مُعَاوِيَةَ - وغيره غيره - حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَهُ أَتِيَّةً - واحلب حلبك -، وَيَرْضَخَ لَهُ عَلَى تَرْكِ الدِّينِ رَضِيخَةً )، فتأمل يا خبير.( المعرّب ).

١١٢

٣٢ - عمر يعترف: عليعليه‌السلام أَولى مني ومن أبي بكر.

روى العلاّمة الراغب الأصفهاني عن ابن عباس قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة، وعمر على بغلة وأنا على فرس، فقرأ آيةً فيها ذكر علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

فقال: أَما والله يا بني عبد المطلب، لقد كان علي فيكم أَولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر !!

فقلت في نفسي: لا أقالني الله إن أقلته.

فقلت: أنت تقول ذلك، وأنت وصاحبك وثبتما وانتزعتما الأمر منا دون الناس ؟

فقال: إليكم يا بني عبد المطلب - أي هوّن عليك - أَما إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب ؟ فتأخّرت وتقدّم هنيهة.

فقال: سر لا سرت !

وقال: أعد عليّ كلامك.

فقلت: إنّما ذكرت شيئاً فرددت عليك جوابه، ولو سكت - أنت يا عمر - سكتنا.

فقال: إنّا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة !! ولكن استصغرناه !! وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لمّا قد وترها(١) .

قال ابن عباس: فأردت أن أقول: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره، أفتستصغره أنت وصاحبك(٢) ؟!.

____________________

(١) في هذه العبارة حقيقة لابدّ من كشفها وهي: أنّ الإمام عليعليه‌السلام هو الذي أخضع جبابرة العرب وشيوخ قريش للتسليم، وأنّ سيفه كان أسن السيوف وأَحدها وأقواها على الكفّار والضالين.فكيف يُسمّى غيره بسيف الله، أو يروون حديثاً مختلقاً ويقولون: أعز الله الدين بإسلام فلان وفلان ؟ فتدبّر.( المعرّب ).

(٢) أقول: كما وقع ذلك في كثير من مواقف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث نرى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بعثه ونصّبه أميراً ولم يستصغره قط، بل إنّه استصغر غير علي فلم يبعثه، وإذا بعثه عزله، أو إذا بعثه لم يكن في بعثهصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاهم خيراً وفتحاً للدين، كما وقع في واقعة خيبر، وقراءة براءة على أهل مكّة، ولم يأمر عليه شاباً كأسامة قط، فهل ترى - يا طالب الحق - في هذه الأمور تصغيراً

١١٣

فقال: لا جرم، فكيف ترى والله ما نقطع أمراً دونه ولا نعمل شيئاً حتى نستأذنه ؟(١) .

٣٣ - عمر يعترف: عليعليه‌السلام أقضى الناس.

علي أقضانا، أو: أقضانا علي، وغيرها من الكلمات، التي كان عمر بن الخطاب يصرّح بها دائماً بشأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وخاصةً عندما كانت المعضلات والمسائل تخيّم على عمر، ولم يدرِ حلّها وكشفها، فكان يلوذ في ذلك بعلي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فيكشف عنه ما تعسّر عليه بأسلوب دقيق ومثير للإعجاب والحيرة.وهذه الكلمات ومثيلاتها تكرّرت على لسان عمر، ولمّا كان نقل هذه الاعترافات العمرية بأعلمية الإمام عليعليه‌السلام ، يخرجنا عن الإيجاز والاختصار اكتفينا بذكر مصادرها، فليراجعها القارئ في مظانّها:

١ - صحيح البخاري ٦: ٢٣ كتاب التفسير في تفسير( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) (٢) ، بلفظ: أقضانا علي.

٢ - مسند أحمد بن حنبل ٥: ١١٣، وفي الطبعة الحديثة ٦: ١٣١ ح ٢٠٥٨٢ - ٢٠٥٨٣، بلفظ: علي أقضانا.

٣ - الطبقات الكبرى لابن سعد ٢: ٣٣٩ - ٣٤٠، بلفظي: علي أقضانا، وأقضانا علي.

٤ - الاستيعاب ٣: ١١٠٢ ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام رقم ١٨٥٥.

____________________

لعليعليه‌السلام أم لغيره ؟ فلو راجعت التاريخ الصحيح والسليم من الدس والأهواء لازددت إيماناً ويقيناً.( المعرّب )

(١) محاضرات الأدباء ٢: ٤٧٨.

(٢) البقرة: ١٠.

١١٤

٥ - أنساب الأشراف ٢: ٨٥٢، بلفظ: علي أقضانا.

٦ - أخبار القضاة ١: ٨٨. ٧ - حلية الأولياء ١: ٦٥.

٨ - الفتوحات الإسلامية ٢: ٤٥٤.

٩ - المستدرك على الصحيحين ٣: ٣٠٥.

١٠ - المناقب للخوارزمي: ٩٢فصل (٧) ح ٨٦.

١١ - تاريخ مدينة دمشق ٤٢: ٤٠٢.

١٢ - تلخيص المستدرك ٣: ٣٠٥.

١٣ - شرح نهج البلاغة ١٢: ٨٢، بلفظ: أقضى الأمّة.

١٤ - ذخائر العقبى: ٨٣.

١٥ - الرياض النضرة ٣: ١٦٧، بلفظ: أقضانا علي بن أبي طالب.

١٦ - كفاية الطالب: ٢٥٩، فيه: أخذت ذلك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلا أتركه أبداً.

١٧ - تاريخ الإسلام، عهد الخلفاء الراشدين ٣: ٦٣٨.

١٨ - فتح الباري شرح صحيح البخاري ٧: ٦٠.

١٩ - البداية والنهاية ٧: ٣٥٩.

٢٠ - أسنى المطالب: ٨ ح ٢٧.

٢١ - تاريخ الخلفاء: ١٧٠ و ٢٣٣، بلفظي: علي أقضانا، وأقضانا عليعليه‌السلام .

٢٢ - مطالب السؤول: ٨٥.

٢٣ - الدر المنثور ١: ١٠٤ ذيل( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) رواه عن البخاري والنسائي، وابن الأنباري والحاكم والبيهقي، بلفظ: أقضانا علي.

٢٤ - الصواعق المحرقة: ١٢٧، بلفظ: علي أقضانا، وأفرض أهل المدينة وأقضاها علي.

٢٥ - ينابيع المودة: ٢٨٦ باب ( ٥٩ ).

١١٥

٣٤ - عمر يعترف: عيادة أهل البيتعليهم‌السلام فريضة.

أخرج محب الدين الطبري، بإسناده عن عمر بن الخطاب أنّه قال للزبير بن العوام: هل لك في أن نعود الحسن بن عليعليه‌السلام ، فإنّه مريض ؟ فكان الزبير تلكّأ عليه - أي توقف وتبطّأ - فقال له عمر: أَما علمت أنّ عيادة بني هاشم فريضة، وزيارتهم نافلة ؟ وفى رواية: أنّ عيادة بني هاشم سُنة، وزيارتهم نافلة ؟ أخرجه ابن السمان في الموافقة(١) .

لا يخفى أنّ كلام عمر هذا سواء كان قد أخذه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو قاله على قناعة واعتقاد، فإنّ المصداق البارز لبني هاشم بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، هو مَن يكون كنفس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يعني - الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام - ولهذه المصداقية ذكرنا هذا الحديث هنا، وإن لم يصرّح فيه اسم عليعليه‌السلام .

٣٥ - عمر يعترف: عليعليه‌السلام خير الناس فتوىً.

روى المؤرّخ الشهير العلاّمة ابن سعد، بإسناده عن سعيد بن المسيب قال: خرج عمر بن الخطاب على أصحابه يوماً

فقال: أفتوني في شيء صنعته اليوم ؟

فقالوا: ما هو، يا أمير المؤمنين ؟

قال: مرّت بي جارية لي فأعجبتني فوقعت عليها وأنا صائم !!

فعظّم عليه القوم، وعليعليه‌السلام ساكتفقال: ما تقول، يا بن أبي طالب ؟

فقالعليه‌السلام : ( جئت حلالاً ويوماً مكان يوم ) ( بناءً على كون الصوم غير واجب ).

____________________

(١) ذخائر العقبى: ١٤ أخرجه عن ابن السمان في الموافقة، علل الحديث للرازي ٢: ٣٦٨ ح ٣٦١٨، غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ ٢: ٩٥، ملحقات إحقاق الحق ١٧: ٤٧٤ أخرجه عن الإشراف على فضل الأشراف.

١١٦

فقال عمر: أنت خيرهم فتوىً(١) .

٣٦ - عمر يعترف: عليعليه‌السلام مولاي.

أخرج العلاّمة الخوارزمي وغيره من أعلام الحديث، عن الحافظ الدار قطني أنّه قيل لعمر بن الخطاب: إنّك تصنعه بعلي شيئاً لا تصنع مع أحد من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: إنّه مولاي(٢) .ولا يخفى أنّنا لو تمعّنا في قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) عرفنا أنّه لم يكن لكلمة المولى معنى ومفهوم، سوى صاحب الخيار والأَولى بالتصرّف.

٣٧ - عمر يعترف: القول ما قال عليعليه‌السلام .

أخرج ابن حزم الأندلسي وغيره، بإسنادهم عن ابن أذينة العبدي قال: أتيت عمر بن الخطاب بمكة فقلت له: إنّي ركبت الإبل والخيل حتى أتيتك فمن أين أعتمر ؟ قال: ائتِ علي بن أبي طالب فسله، فأتيت فسألته فقال لي عليعليه‌السلام : ( من حيث أبدأت ) - يعني من ميقات أرضك -.قال: فأتيت عمر فذكرت له ذلك.

____________________

(١) الطبقات الكبرى ٢: ٣٣٩، أنساب الأشراف ١: ١٦٧، سُنن الدار قطني ٢: ١٨١ كتاب الصيام باب القبلة للصائم ح ٤.

(٢) المناقب للخوارزمي: ١٦٠ باب ( ١٤ ) ح ١٩٠، الرياض النضرة ٣: ١٢٨، الصواعق المحرقة: ٤٤، شرح المواهب اللدنية: ١٣، الروض الأزهر: ٣٦٦، فتح المبين هامش السيرة النبوية لزيني دحلان ١: ١٧١ - ١٧٨ و ٢: ١٦٢.

١١٧

فقال لي: ما أجد لك - قولاً - إلاّ ما قال ابن أبي طالب(١) .

٣٨ - عمر يعترف: بفضل عليعليه‌السلام أخرجنا الله من الظلمات.

أخرج العلاّمة الزمخشري وآخرون من حفّاظ أهل السنة ومحدثيهم، بإسنادهم عن ابن عباس قال: استعدى رجل عمر على عليعليه‌السلام ، وعلي جالس فالتفت عمر إليه فقال: يا أبا الحسن، قم فاجلس مع خصمك، فقام فجلس مع خصمه فتناظرا، وانصرف الرجل فرجع عليعليه‌السلام إلى مجلسه، فتبيّن عمر التغيّر في وجهه، فقال: يا أبا الحسن، مالي أراك متغيراً ؟

قالعليه‌السلام : ( كنّيتني بحضرة خصمي فأَلا قلت: يا علي، قم فاجلس مع خصمك ؟ )، فأخذ عمر برأس عليعليه‌السلام فقبّل بين عينيه، ثمّ قال: بأبي أنتم وأمّي، بكم هدانا الله، وبكم أخرجنا الله من الظلمات إلى النور(٢) .

٣٩ - عمر يعترف: لا يتم الشرف إلاّ بولاية عليعليه‌السلام .

أخرج العلاّمة المحدّث ابن حجر الهيثمي عن الدار قطني بسنده عن ابن المسيب قال: قال عمررضي‌الله‌عنه : تحبّبوا إلى الأشراف وتودّدوا، واتقوا على أعراضكم من السَفلة، واعلموا أنّه لا يتم شرف إلاّ بولاية عليعليه‌السلام (٣) .

٤٠ - عمر يعترف: مات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو راضٍ عن عليعليه‌السلام .

أخرج شيخ أهل السُنة البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب قال: توفي

____________________

(١) المحلّى ٧: ٧٥، الاستيعاب ٣: ١١٠٣ و ١١٠٦ ترجمة الإمام علي بن أبي طالب رقم ١٨٥٥، الرياض النضرة ٣: ١٦٢ خرّجه ناقصاً ومبتوراً، ذخائر العقبى: ٧٩، تاج العروس ٧: ١٢٥ مادة خَرِك كعلم، أرجح المطالب: ١٢١.

(٢) ربيع الأبرار ٣: ٥٩٥، المناقب للخوارزمي: ٩٧ فصل (٧) ح ٩٩، شرح نهج البلاغة ١٧: ٦٥، فرائد السمطين ١: ٣٤٩ ح ٢٧٣، المستطرف ١: ٩٧.

(٣) الصواعق المحرقة: ١٧٨.

١١٨

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو عنه - أي عن عليعليه‌السلام - راضٍ(١) .

٤١ - عمر يعترف: عليعليه‌السلام أعلم بالواقع.

روى العلاّمة الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد السلامي البغدادي، بسنده عن رفاعة بن رافع قال: جلس إلى عمر، علي والزبير وسعد، ونفر من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتذاكروا العزل فقالوا: لا بأس به.فقال رجل: إنّهم يزعمون أنّها الموعودة الصغرى، فقال عليعليه‌السلام : ( لا تكون موعودةً حتى تمر على النارات السبع، تكون سلالة من طين، ثمّ تكون نطفةً، ثمّ تكون علقةً، ثمّ تكون مضغةً، ثمّ تكون عظاماً، ثمّ تكون لحماً، ثمّ تكون خَلقاً آخر ).

فقال عمر: صدقت أطال الله بقاءك(٢) .

أقول: جواب الإمام عليعليه‌السلام حول المراحل السبعة في خلق الإنسان، مستلهَم من القرآن الكريم في قوله تعالى:( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) (٣) تشير الآية إلى تطور الإنسان، وتكامله في رحم الأمّ حتى الولادة.

____________________

(١) صحيح البخاري ٥: ٢٢ كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فتح الباري شرح صحيح البخاري ٧: ٥٧.

(٢) إحقاق الحق وملحقاته ١٧: ٤٣٤ رواه عن جامع العلوم والحكم ١: ٤٦ ح ٤، مشكل الآثار ٢: ٣٧٣، وفيه: أنّ اليهود تزعم أنّها الموءودة الصغرى - بدلاً عن الموعودة الصغرى - وبعد جواب الإمام علي تعجب عمر من قوله: وقال: جزاك الله خيراً.وجاء في محاضرات الأدباء ١: ٩٦: أَوّل مَن خاطب ب-‍ ( أطال الله بقاءك ) عمر بن الخطاب، قاله لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام .

(٣) المؤمنون: ١١ - ١٤.

١١٩

٤٢ - عمر يعترف: علي أعلم الناس بالقرآن.

أخرج العلاّمة الحافظ الحسكاني، بسنده عن عمر بن الخطاب قال: عليعليه‌السلام أعلم الناس بما أنزل الله على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

٤٣ - عمر يعترف: علي مولى مَن كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مولاه.

روى العلاّمة الحافظ المحب الطبري، بسنده عن عمر بن الخطاب قال: عليعليه‌السلام مولى مَن كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مولاه(٢) .

٤٤ - عمر يعترف: لولا علي لهلك عمر.

أخرج العلاّمة الحافظ الگنجي الشافعي، بسنده عن حذيفة بن اليمان، أنّه لقى عمر بن الخطاب.

فقال له عمر: كيف أصبحت يا بن اليمان ؟فقال: كيف تريدني أصبح ؟ أصبحت والله أكره الحق، وأحب الفتنة، وأشهد بما لم أرَه، وأحفظ غير المخلوق، وأصلّي على غير وضوء، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء.فغضب عمر لقوله وانصرف من فوره، وقد أعجله أمر وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك، فبينا هو في الطريق إذ مرّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام فرأى الغضب في وجهه.

فقال: ( ما أغضبك يا عمر ؟فقال: لقيت حذيفة بن اليمان فسألته، كيف أصبحت ؟ فقال: أصحبت أكره الحق.

____________________

(١) شواهد التنزيل ١: ٣٩ ح ٢٩، وفي نسخة أخرى عن ابن عمر.

(٢) الرياض النضرة ٣: ١٢٨ و ٢٣٣.

١٢٠