الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء

الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء0%

الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 203

الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: مهدي فقيه إيماني
تصنيف: الصفحات: 203
المشاهدات: 149150
تحميل: 6507

توضيحات:

الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 203 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 149150 / تحميل: 6507
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء

الإمام علي (عليه السلام) في آراء الخلفاء

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١٨١

إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال:

بعث إليّ يحيى بن أكثم وإلى عدة من أصحابي، وهو يومئذ قاضي القضاة، فقال: إنّ أمير المؤمنين أمرني أن أُحضر معي غداً - مع الفجر - أربعين رجلاً، كلهم فقيه يفقه ما يقال له ويحسن الجواب، فسمّوا مَن تظنونه يصلح لِما يطلب أمير المؤمنين.فسمّينا له عدة، وذكر هو عدة، حتى تمّ العدد الذي أراد، وكتب تسمية القوم، وأمر بالبكور في السحر، وبعث إلى مَن لم يحضر فأمره بذلك.فغدونا عليه قبل طلوع الفجر، فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالس ينتظرنا، فركب وركبنا معه، حتى صرنا إلى الباب، فإذا بخادم واقف، فلمّا نظر إلينا قال: يا أبا محمد، أمير المؤمنين ينتظرك، فأدخلنا، فأمرنا بالصلاة، فأخذنا فيها، فلم نستتمّها حتى خرج الرسول فقال: ادخلوا، فدخلنا، فإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه، وعليه سواده وطيلسانه والطويلة وعمامته.فوقفنا وسلّمنا، فردّ السلام، وأمرنا بالجلوس.فلمّا استقر بنا المجلس تحدّر عن فراشه، ونزع عمامته وطيلسانه، ووضع قلنسوته، ثمّ أقبل علينا فقال: إنّما فعلت ما رأيتم لتفعلوا مثل ذلك، وأمّا الخُف فمنع من خلعه علة، مَن قد عرفها منكم فقد عرفها، ومَن لم يعرفها فسأعرّفه بها، ومدّ رجله.ثمّ قال انزعوا قلانسكم وخفافكم وطيالسكم.

قال - إسحاق -: فأمسكنا، فقال لنا يحيى: انتهوا إلى ما أمركم به أمير المؤمنين، فتعجبنا فنزعنا أخفافنا

____________________

وإنّنا قد بدأنا في بحث مستقل، في شرح وبيان هذا الخبر المأموني، والاستدراك عليه، وأرجو من العلي القدير أن ينجز لنا مقدمات طبعه؛ وذلك لِما فيه الكثير من الحقائق العلوية، التي دأب بعض المتعصبين والناصبين العداء لأمير المؤمنين عليعليه‌السلام على إخفائها والتعتيم عليها.ومنه التوفيق وعليه التكلان.( المعرّب ).

١٨٢

وطيالسنا وقلانسنا ورجعنا، فلمّا استقر بنا المجلس قال - المأمون -: إنّما بعثت إليكم معشر القوم في المناظرة، فمَن كان به شيء من الأخبثين(١) ، لم ينتفع بنفسه ولم يفقه ما يقول: فمَن أراد منكم الخلاء فهناك، وأشار بيده، فدعونا له.ثمّ ألقى مسألة من الفقه، فقال: يا أبا محمد، قل وليقل القوم من بعدك، فأجابه يحيى، ثمّ الذي يلي يحيى، ثمّ الذي يليه، حتى أجاب آخرنا في العلة وعلة العلة، وهو مطرق لا يتكلم.حتى إذا انقطع الكلام التفت إلى يحيى فقال: يا أبا محمد، أصبت الجواب وتركت الصواب في العلة، ثمّ لم يزل يرد على كل واحد منا مقالته، ويخطّئ بعضنا ويصوّب بعضنا، حتى أتى على آخرنا.ثمّ قال: إنّي لم أبعث فيكم لهذا، ولكنّني أحببت أن أنبئكم، أنّ أمير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه، ودينه الذي يدين الله به.قلنا: فليفعل أمير المؤمنين وفّقه الله.

فقال: إنّ أمير المؤمنين يدين الله على أنّ علي بن أبي طالب خير خلق الله بعد رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأولى الناس بالخلافة.

قال إسحاق: قلت: يا أمير المؤمنين، إنّ فينا مَن لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين في علي، وقد دعانا أمير المؤمنين للمناظرة.

فقال - المأمون -: يا إسحاق، اختر إن شئت أن أسالك، وإن شئت أن تسأل.

قال إسحاق: فاغتنمتها منه، فقلت: بل أسألك يا أمير المؤمنين.قال: سلْ.

____________________

(١) الأخبثان: البول والغائط.وفي بعض الأصول: ( الخبيثين ).وفي ن: ( الحقنتين ).

١٨٣

قلت: من أين قال أمير المؤمنين إنّ علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله، وأحقهم بالخلافة بعده ؟قال: يا إسحاق، خبّرني عن الناس بِمَ يتفاضلون، حتى يقال فلان أفضل من فلان؟

قلت: بالأعمال الصالحة.

قال: صدقت.قال: فأخبرني عمّن صاحبه على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ إنّ المفضول عمل بعد وفاة رسول الله، بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله، أيلحق به ؟

قال - إسحاق -: فأطرقت.

فقال لي: يا إسحاق، لا تقل نعم، فإنّك إن قلت نعم، أوجدتك في دهرنا هذا، مَن هو أكثر منه جهاداً وحجاً وصياماً وصلاةً وصدقةً.

قلت: أجل يا أمير المؤمنين، لا يلحق المفضول على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الفاضل أبداً.

قال: يا إسحاق، فانظر ما رواه لك أصحابك، ومَن أخذت عنهم دينك، وجعلتهم قدوتك، من فضائل علي بن أبي طالب.فقس عليها ما أتوك به من فضائل أبي بكر، فإن رأيت فضائل أبي بكر تشاكل فضائل علي فقل إنّه أفضل منه، لا والله، ولكن قس إلى فضائله ما روي لك من فضائل أبي بكر وعمر، فإن وجدت لهما من الفضائل ما لعلي وحده فقل إنّهما أفضل منه، لا والله، ولكن قس إلى فضائله فضائل أبي بكر وعمر وعثمان، فإن وجدتها مثل فضائل علي فقل إنّهم أفضل منه، لا والله، ولكن قس إلى فضائله العشرة - الذين شهد لهم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنة) - فإن وجدتها تشاكل فضائله فقل إنّهم أفضل منه.

ثمّ قال: يا إسحاق، أي الأعمال كانت أفضل يوم بعث الله رسوله ؟

١٨٤

قلت: الإخلاص بالشهادة.

قال: أليس السبق إلى الإسلام ؟قلت: نعم.

قال: اقرأ ذلك في كتاب الله تعالى يقول:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (١) إنّما عنى مَن سبق إلى الإسلام، فهل علمت أحداً سبق علياً إلى الإسلام ؟قلت: يا أمير المؤمنين، إنّ علياً أسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم، وأبو بكر أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم.

قال: أخبرني أيّهما أسلم قبل ؟ ثمّ أناظرك من بعده في الحداثة والكمال.

قلت: علي أسلم قبل أبي بكر على هذا الشريطة.

فقال: نعم، فأخبرني عن إسلام علي حين أسلم لا يخلو من، أن يكون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دعاه إلى الإسلام، أو يكون إلهاماً من الله ؟

قال - إسحاق -: فأطرقت.

فقال لي: يا إسحاق، لا تقل إلهاماً فتقدّمه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يعرف الإسلام، حتى أتاه جبريل عن الله تعالى.

قلت: أجل، بل دعاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الإسلام.قال: يا إسحاق، فهل يخلو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين دعاه إلى الإسلام، من أن يكون دعاه بأمر الله، أو تكلّف ذلك من نفسه ؟

قال - إسحاق -: فأطرقت.

فقال: يا إسحاق، لا تنسب رسول الله إلى التكلّف، فإنّ الله يقول:( وَمَا أَنَا

____________________

(١) الواقعة: ١٠.

١٨٥

مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) (١) .قلت: أجل يا أمير المؤمنين، بل دعاه بأمر الله.

قال: فهل من صفة الجبّار جلّ ذكره أن يكلّف رُسله دعاء مَن لا يجوز عليه حكم ؟

قلت: أعوذ بالله !فقال: أفتراه في قياس قولك - يا إسحاق - إنّ علياً أسلم صبياً لا يجوز عليه الحكم، وقد كلّف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دعاء الصبيان إلى ما لا يطيقونه، فهو يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة، فلا يجب عليهم في ارتدادهم شيء، ولا يجوز عليهم حكم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أترى هذا جائزاً عندك أن تنسبه إلى الله عزّ وجلّ(٢) ؟

قلت: أعوذ بالله.

قال: يا إسحاق، فأراك إنّما قصدت لفضيلة فضّل بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علياً على هذا الخلق، أبانه بها منهم؛ ليُعرف(٣) مكانه وفضله، ولو كان الله تبارك وتعالى أمره بدعاء الصبيان لدعاهم كما دعا علياً ؟قلت: بلى.

قال: فهل بلغك أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا أحداً من الصبيان من أهله وقرابته؛ لئلا تقول إنّ علياً ابن عمه ؟ قلت: لا أعلم، ولا أدري فعل أو لم يفعل.

قال: يا إسحاق، أرأيت ما لم تدرِه ولم تعلمه هل تسأل عنه ؟

____________________

(١) ص: ٨٦.

(٢) والذي في سائر النسخ: ( رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ).

(٣) في بعض النسخ: ( ليعرفوا فضله ).

١٨٦

قلت: لا.

قال: فدع ما قد وضعه الله عنا وعنك.ثمّ قال: أي الأعمال كانت أفضل بعد السبق إلى الإسلام ؟

قلت: الجهاد في سبيل الله.

قال صدقت، فهل تجد لأحد من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما تجد لعلي في الجهاد ؟قلت: في أي وقت ؟قال: في أي الأوقات شئت ؟قلت: بدر.

قال: لا أريد غيرها، فهل تجد لأحد إلاّ دون ما تجد لعلي يوم بدر، أخبرني كم قتلى بدر ؟قلت: نيّف وستون رجلاً من المشركين.

قال: فكم قتل علي وحده ؟قلت: لا أدري.

قال: ثلاثة وعشرين أو اثنين وعشرين، والأربعون لسائر الناس.قلت: يا أمير المؤمنين، كان أبو بكر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في عريشه.

قال: يصنع ماذا ؟

قلت: يدبّر.قال: ويحك ! يدبّر دون رسول الله، أو معه شريكاً، أم افتقاراً من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى رأيه ؟ أي الثلاث أحب إليك ؟قلت: أعوذ بالله أن يدبّر أبو بكر دون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو أن يكون معه شريكاً، أو أن يكون برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله افتقار إلى رأيه.

١٨٧

قال: فما الفضيلة بالعريش إذا كان الأمر كذلك ؟ أليس مَن ضرب بسيفه بين يدي رسول الله أفضل ممّن هو جالس ؟قلت: يا أمير المؤمنين، كل الجيش كان مجاهداً.

قال: صدقت، كلٌّ مجاهد، ولكن الضارب بالسيف المحامي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعن الجالس أفضل من الجالس، أَما قرأت في كتاب الله:( لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) (١) .قلت: وكان أبو بكر وعمر مجاهدينِ.

قال: فهل كان لأبي بكر وعمر فضل على مَن لم يشهد ذلك المشهد ؟قلت: نعم.

قال: فكذلك سبق الباذل نفسه فضل أبي بكر وعمر.قلت: أجل.

قال: يا إسحاق، هل تقرأ القرآن ؟

قلت: نعم.قال: اقرأ عليّ:( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) (٢) .فقرأت منها حتى بلغت:( يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ) إلى قوله:( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) (٣) .قال: على رسلك، فيمَن أُنزلت هذه الآيات ؟

____________________

(١) النساء: ٩٥.

(٢) الإنسان: ١.

(٣) الإنسان: ٥ - ٨.

١٨٨

قلت: في علي.

قال: فهل بلغك أنّ علياً حين أطعم المسكين واليتيم والأسير.قال: إنّما نطعمكم لوجه الله ؟

قلت: أجل.

قال: وهل سمعت الله وصف في كتابه أحداً بمثل ما وصف به علياً ؟قلت: لا.

قال: صدقت؛ لأنّ الله جلّ ثناؤه عرف سيرته.يا إسحاق، ألست تشهد أنّ العشرة في الجنة ؟قلت: بلى، يا أمير المؤمنين.

قال: أرأيت لو أنّ رجلاً قال: والله ما أدري هذا الحديث صحيح أم لا، ولا أدري إن كان رسول الله قاله أم لم يقله، أكان عندك كافراً ؟قلت: أعوذ بالله.

قال: أرأيت لو أنّه قال: ما أدري هذه السورة من كتاب الله أم لا، أكان كافراً ؟

قلت: نعم.قال: يا إسحاق، أرى بينهما فرقاً، يا إسحاق، أتروي الحديث ؟قلت: نعم.

قال: فهل تعرف حديث الطير ؟قلت: نعم.

قال: فحدّثني به.

قال - اسحاق -: فحدّثته الحديث.

فقال: يا إسحاق، إنّي كنت أكلمك وأنا أظنك غير معاند للحق، فأمّا الآن فقد

١٨٩

بان لي عنادك، إنّك توافق أنّ هذا الحديث صحيح ؟قلت: نعم، رواه مَن لا يمكنني ردّه.قال: أفرأيت أنّ مَن أيقن أنّ هذا الحديث صحيح، ثمّ زعم أنّ أحداً أفضل من علي، لا يخلو من إحدى ثلاثة:

١ - من أن تكون دعوة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عنده مردودة عليه.

٢ - أو أن يقول: إنّ الله عزّ وجلّ عرف الفاضل من خلقه وكان المفضول أحب إليه.

٣ - أو أن يقال: إنّ الله عزّ وجلّ لم يعرف الفاضل من المفضول.

فأي الثلاثة أحب إليك أن تقول ؟قال - اسحاق -: فأطرقت.

ثمّ قال: يا إسحاق، لا تقل منها شيئاً، فإنّك إن قلت منها شيئاً استتبتك، وإن كان للحديث عندك تأويل غير هذه الثلاثة الأوجه فقله.

قلت: لا أعلم، وإنّ لأبي بكر فضلاً.قال: أجل، لولا أنّ له فضلاً لَما قيل إنّ علياً أفضل منه، فما فضله الذي قصدت إليه الساعة ؟قلت: قول الله عزّ وجلّ:( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) (١) ، فنسبه إلى صحبته.

قال: يا إسحاق، أَما إنّي لا أحملك على الوعر من طريقك، إنّي وجدت الله تعالى نسب إلى صحبة مَن رضيه، ورضي عنه كافراً، وهو قوله:( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي

____________________

(١) التوبة: ٤٠.

١٩٠

وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ) (١) .

قلت: إنّ ذلك صاحب كان كافراً، وأبو بكر مؤمن.

قال: فإذا جاز أن ينسب إلى صحبة مَن رضيه كافراً، جاز أن ينسب إلى صحبة نبيّه مؤمناً، وليس بأفضل المؤمنين ولا الثاني ولا الثالث.قلت: يا أمير المؤمنين، إنّ قدر الآية عظيم، إنّ الله يقول:( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) .

قال: يا إسحاق، تأبى الآن إلاّ أن أخرجك إلى الاستقصاء عليك، أخبرني عن حزن أبي بكر، أكان رضاً أم سخطاً ؟قلت: إنّ أبا بكر إنّما حزن من؛ أجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خوفاً عليه، وغماً أن يصل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شيء من المكروه.

قال: ليس هذا جوابي، إنّما كان جوابي أن تقول: رضا أم سخط ؟قلت: بل رضا لله.قال: فكان الله جلّ ذكره بعث إلينا رسولاً ينهى عن رضا الله عزّ وجلّ وعن طاعته.قلت: أعوذ بالله.

قال: أَوَ ليس قد زعمت أنّ حزن أبي بكررضي‌الله‌عنه رضا الله ؟قلت: بلى.

قال: أَوَ لم تجد أنّ القرآن يشهد أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال له:( لا تَحْزَنْ ) نهياً له عن الحزن.

قلت: أعوذ بالله.

____________________

(١) الكهف: ٣٧ - ٣٨.

١٩١

قال: يا إسحاق، إنّ مذهبي الرفق بك، لعلّ الله يردك إلى الحق، ويعدل بك عن الباطل لكثرة ما تستعيذ به.

وحدثني عن قول الله:( فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) مَن عنى بذلك رسول الله أم أبا بكر ؟

قلت: بل رسول الله.قال: صدقت.

قال: فحدثني عن قول الله عزّ وجلّ:( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ) إلى قوله:( ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) أتعلم من المؤمنون الذين أراد الله في هذا الموضع ؟قلت: لا أدري، يا أمير المؤمنين.

قال: الناس جميعاً انهزموا يوم حنين، فلم يبقَ مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ سبعة نفر من بني هاشم: علي يضرب بسيفه بين يدي رسول الله، والعباس آخذ بلجام بغلة رسول الله، والخمسة محدِقون به خوفاً من أن يناله من جراح القوم شيء، حتى أعطى الله لرسوله الظفر، فالمؤمنون في هذا الموضع علي خاصة، ثمّ مَن حضره من بني هاشم.قال: فمَن أفضل: مَن كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك الوقت، أم مَن انهزم عنه ولم يرَه الله موضعاً لينزلها عليه ؟قلت: بل مَن أُنزلت عليه السكينة ؟قال: يا إسحاق، مَن أفضل: مَن كان معه في الغار أم مَن نام على فراشه ووقاه بنفسه، حتى تمّ لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما أراد من الهجرة ؟ إنّ الله تبارك وتعالى أمر رسوله أن يأمر علياً بالنوم على فراشه، وأن يقي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بنفسه، فأمره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك، فبكى عليرضي‌الله‌عنه ، فقال له رسول الله: ( ما يبكيك يا علي أَجزعاً من الموت ؟ )

١٩٢

قال - عليعليه‌السلام -: لا والذي بعثك بالحق يا رسول الله، ولكن خوفاً عليك، أَفتسلم يا رسول الله ؟ قال: نعم.قال: سمعاً وطاعةً وطيبة نفسي بالفداء لك يا رسول الله، ثمّ أتى مضجعه واضطجع، وتسجّى بثوبه.وجاء المشركون من قريش فحفّوا به، لا يشكون أنّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد أجمعوا أن يضربه من كل بطن من بطون قريش رجل ضربةً بالسيف؛ لئلا يطلب الهاشميون من البطون بطناً بدمه، وعلي يسمع ما القوم فيه من تلف نفسه، ولم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع صاحبه في الغار، ولم يزل علي صابراً محتسباً.فبعث الله ملائكته فمنعته من مشركي قريش حتى أصبح، فلمّا أصبح قام، فنظر القوم إليه فقالوا: أين محمد ؟ قال: وما علمي بمحمد أين هو ؟ قالوا: فلا نراك إلاّ كنت مغرّراً بنفسك منذ ليلتنا، فلم يزل علي أفضل ما بدأ به يزيد ولا ينقص حتى قبضه الله إليه.يا إسحاق: هل تروي حديث الولاية ؟قلت: نعم، يا أمير المؤمنين.قال: أروِه.قال - إسحاق -: ففعلت.قال: يا إسحاق، أرأيت هذا الحديث، هل أوجب على أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه ؟قلت: إنّ الناس ذكروا، أنّ الحديث إنّما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه وبين علي، وأنكر ولاء علي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه ).

١٩٣

قال: وفي أي موضع قال هذا ؟ أليس بعد منصرفه من حجة الوداع ؟

قلت: أجل.

قال: فإنّ قتل زيد بن حارثة قبل الغدير(١) ، كيف رضيت لنفسك بهذا ؟ أخبرني لو رأيت ابناً لك قد أتت عليه خمس عشرة سنة يقول: مولاي مولى ابن عمي أيّها الناس، فاعلموا ذلك.أكنت منكراً عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون ؟

فقلت: اللهم نعم.قال: يا إسحاق، أفتنزّه ابنك عمّا لا تنزّه عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ويحكم !- يا إسحاق -: لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم، إنّ الله جلّ ذكره قال في كتابه:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (٢) ، ولم يصلّوا لهم ولا صاموا، ولا زعموا أنّهم أرباب، ولكن أمروهم فأطاعوا أمرهم.

يا إسحاق، أتروي حديث: ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ؟قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قد سمعته وسمعت مَن صحّحه وجحده.قال: فمَن أوثق عندك: مَن سمعت منه فصحّحه، أو مَن جحده ؟قلت: مَن صحّحه.

قال: فهل يمكن أن يكون الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله مزح بهذا القول ؟قلت: أعوذ بالله.قال: فقال قولاً لا معنى له، فلا يوقف عليه ؟قلت: أعوذ بالله.

____________________

(١) يريد: غدير خم، وهو بين مكة والمدينة، وبينه وبين الجُحفة ميلان، وكانت في السنة العاشرة من الهجرة، وكان مقتل زيد بن حارثة في غزوة مؤتة في السنة السابعة من الهجرة.

(٢) التوبة: ٣١.

١٩٤

قال: أَفلا تعلم أنّ هارون كان أخا موسى لأبيه وأمّه ؟قلت: بلى.

قال: فعليّ أخو رسول الله لأبيه وأمّه ؟

قلت: لا.

قال: أَوَ ليس هارون كان نبياً وعلي غير نبي ؟قلت: بلى.

قال: فهذان الحالان معدومان في علي، وقد كانا في هارون.يا إسحاق، فما معنى قوله: ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ؟قلت له: إنّما أراد أن يطيّب بذلك نفس علي لمّا قال المنافقون إنّه خلّفه استثقالاً له.

قال: فأراد أن يطيّب نفسه بقول لا معنى له ؟قال إسحاق: فأطرقت.

قال: يا إسحاق، له معنى في كتاب الله بيّن.

قلت: وما هو يا أمير المؤمنين ؟

قال: قوله عزّ وجلّ حكايةً عن موسى إنّه قال لأخيه هارون:( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) (١) .

قلت: يا أمير المؤمنين، إنّ موسىعليه‌السلام خلّف هارونعليه‌السلام في قومه وهو حي، ومضى إلى ربّه، وإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خلّف علياً كذلك حين خرج إلى غزاته.قال: كلا ليس كما قلت.أخبرني عن موسى حين خلّف هارونعليه‌السلام ، هل

____________________

(١) الأعراف: ١٤٢.

١٩٥

كان معه حين ذهب إلى ربّه أحد من أصحابه أو أحد من بني إسرائيل ؟قلت: لا.

قال: أَوَ ليس استخلفه على جماعتهم ؟قلت: نعم.

قال: فأخبرني عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين خرج إلى غزاته، هل خلّف إلاّ الضعفاء والنساء، والصبيان ؟ فأنّى يكون مثل ذلك ؟ وله عندي تأويل آخر من كتاب الله، يدل على استخلافه إيّاه لا يقدر أحد أن يحتج فيه، ولا أعلم أحداً احتج به، وأرجو أن يكون توفيقاً من الله.قلت: وما هو يا أمير المؤمنين ؟

قال: قوله عزّ وجلّ حين حكى عن موسىعليه‌السلام قوله:( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا ) (١) : فأنت مني يا علي بمنزلة هارون من موسى، وزيري من أهلي، وأخي أشد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبح الله كثيراً، ونذكره كثيراً، فهل يقدر أحد أن يدخل في هذا شيئاً غير هذا ؟ ولم يكن ليبطل قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأن يكون لا معنى له.

قال - إسحاق -: فطال المجلس وارتفع النهار.

فقال يحيى بن أكثم القاضي: يا أمير المؤمنين، قد أوضحت الحق لمَن أراد الله به بالخير، وأثبتَ ما لا يقدر أحد أن يدفعه.

قال إسحاق: فأقبل علينا وقال: ما تقولون ؟

فقلنا: كلنا نقول أمير المؤمنين أعزّه الله.

____________________

(١) طه: ٢٩ - ٣٥.

١٩٦

فقال: والله لولا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( اقبلوا القول من الناس ) ما كنت لأقبل منكم القول.اللهم، قد نصحت لهم القول، اللهم، إنّي قد أخرجت الأمر من عنقي، اللهم، إنّي أدينك بالتقرّب إليك بحب علي وولايته(١) .

وأخيراً، نود أن نشير في خاتمة الكتاب، إلى أنّ هناك العديد من المرويات والاعترافات الصريحة المنقولة، عن لسان الخلفاء بحق أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولكنّا - نظراً لضيق الوقت وخوفاً من الإطالة - اكتفينا بالمهم منها، وما غايتنا إلاّ إتمام الحجة والبرهان( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) (٢) .

والحمد لله رب العالمين.

____________________

(١) العقد الفريد ٥: ٩٢ - ١٠١، عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق ٢: ١٨٥ - ٢٠٠ باختلاف يسير.

(٢) الأنعام: ١٤٩.

١٩٧

الفهرس

المقدمة ٨

الإمام علي عليه‌السلام في رأي الخليفة أبي بكر٣٢

١ - أبو بكر يعترف: أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عزله، ونصّب علياً عليه‌السلام ٣٣

٢ - أبو بكر يعترف: بقصة الغدير ومولوية علي عليه‌السلام ، لمَن كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مولاه ٣٤

٣ - أبو بكر يقول: ملائكة خُلقوا من نور وجه علي عليه‌السلام ٣٨

٤ - أبو بكر يعترف: النخلة تشهد لعلي عليه‌السلام بالوصية ٣٩

٥ - أبو بكر يعترف: علي عليه‌السلام خير مَن طلعت عليه الشمس وغربت ٣٩

٦ - أبو بكر يعترف: علي عليه‌السلام من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كالنبي من الله عزّ وجلّ ٣٩

٧ - أبو بكر يعترف: جواز العبور على الصراط بيد علي عليه‌السلام ٤٠

٨ - أبو بكر يعترف: النظر إلى وجه علي عليه‌السلام عبادة ٤٢

٩ - أبو بكر يعترف: عدل علي عليه‌السلام مساوٍ لعدل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ٤٣

سواسية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي في العدل ٤٣

١٠ - أبو بكر يعترف: علي عليه‌السلام أسبق الناس بيعةً للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ٤٤

١١ - أبو بكر يعترف: حرب علي وسلمه، هو حرب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلمه ٤٦

١٢ - أبو بكر يأمر بمداراة أهل البيت عليهم‌السلام ٤٧

١٣ - أبو بكر يستقيل الناس، ويعترف بأولوية علي عليه‌السلام بالخلافة ٤٧

١٤ - أبو بكر يعترف: جواز عبور الصراط بيد علي عليه‌السلام ٤٩

١٥ - أبو بكر يعترف: علي شبيه آدم ونوح وإبراهيم عليهم‌السلام ٤٩

١٦ - أبو بكر وعمر يعترفان: علي أمير المؤمنين ٤٩

١٧ - أبو بكر يعترف: المنبر حق علي عليه‌السلام ٥٠

١٨ - أبو بكر يعترف: علي عليه‌السلام عترة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ٥٠

١٩٨

١٩ - أبو بكر يعترف: علي أقرب الناس لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ٥٢

٢٠ - أبو بكر يعترف: علي عليه‌السلام كالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الرتبة ٥٢

٢١ - أبو بكر يعترف: إنّه عاجز عن وصف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ٥٣

٢٢ - أبو بكر يستشير علياً عليه‌السلام ويمنعه من الجهاد ٥٥

٢٣ - أبو بكر يرجع إلى علي عليه‌السلام في حلّ مسائل اليهودي ٥٥

٢٤ - أبو بكر يرجع إلى علي عليه‌السلام في القضاء ٥٧

٢٥ - أبو بكر يستشير علياً في غزو الروم ٥٨

الإمام علي عليه‌السلام في رأي الخليفة عمر بن الخطاب ٥٩

١ - عمر يعترف: علي هو الولي وأخو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ٦٠

٢ - عمر يعترف: خلق الله ملائكةً من نور وجه علي عليه‌السلام ٦١

٣ - عمر يعترف: علي أخو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ٦٢

٤ - عمر يعترف: علي وآله في ظل العرش الإلهي ٦٢

٥ - عمر يعترف: لعلي خصال انفرد بها ٦٢

٦ - عمر يعترف بحديث المنزلة ٦٤

٧ - عمر يؤذي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي عليه‌السلام ٦٤

٨ - عمر يعترف: حب علي عليه‌السلام براءة من النار ٦٥

٩ - عمر يعترف: كلّ الأنساب مقطوعة في القيامة إلاّ نسب علي عليه‌السلام ٦٥

١٠ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام قاتل مرحب وفاتح خيبر ٦٦

١١ - عمر يعترف: لو أحب الناس علياً عليه‌السلام لَما خلق الله النار ٦٧

١٢ - عمر يعترف: إيمان علي عليه‌السلام أرجح من السماوات والأرض ٦٧

١٣ - عمر يعترف: فضائل علي عليه‌السلام لا تعد ٦٩

١٤ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام صاحب الفضائل الهادية ٦٩

١٥ - عمر يعترف: ثمرة حب علي عليه‌السلام الجنة ٧٠

١٦ - عمر يعترف: مَن مات وهو يبغض علياً مات يهودياً ٧٠

١٧ - عمر يعترف بحديث الغدير ٧١

١٩٩

١٨ - عمر يعترف: لا يحلّ عقد ولاية علي إلاّ منافق ٧٢

تهنئة أبي بكر وعمر لعلي عليه‌السلام ٧٣

لفتة نظر:٨٠

١٩ - عمر يعترف: تزويج علي بفاطمة عليها‌السلام كان أمراً إلهياً ٨٢

٢٠ - عمر يعترف: النظر إلى وجه علي عليه‌السلام عبادة ٨٢

٢١ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام سيف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على الكفار ٨٢

٢٢ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام هو وصي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ٨٣

٢٣ - عمر يعترف: الخلافة والوصية كانت لعلي عليه‌السلام ٨٤

٢٤ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام أوّل مَن آمن ٨٤

٢٥ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام كالكعبة يُزار ولا يزور ٨٦

٢٦ - عمر يعترف: علي خاتم الأولياء ٨٦

٢٧ - عمر يعترف: النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي عليه‌السلام يداً بيد يدخلان الجنة ٨٧

اعترافات عمر العلمية وغير العلمية، بشأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ٨٨

٢٨ - عمر يعترف: النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نصّ بالخلافة لعلي عليه‌السلام ٨٩

٢٩ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام حلاّل المشكلات والمعضلات ٩١

٣٠ - التصريحات العمرية دالة على أولوية الإمام علي عليه‌السلام للخلافة ١٠٧

٣١ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام يهدي إلى الكتاب والسنة ١١٠

٣٢ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام أَولى مني ومن أبي بكر ١١٣

٣٣ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام أقضى الناس ١١٤

٣٤ - عمر يعترف: عيادة أهل البيت عليهم‌السلام فريضة ١١٦

٣٥ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام خير الناس فتوىً ١١٦

٣٦ - عمر يعترف: علي عليه‌السلام مولاي ١١٧

٣٧ - عمر يعترف: القول ما قال علي عليه‌السلام ١١٧

٣٨ - عمر يعترف: بفضل علي عليه‌السلام أخرجنا الله من الظلمات ١١٨

٣٩ - عمر يعترف: لا يتم الشرف إلاّ بولاية علي عليه‌السلام ١١٨

٤٠ - عمر يعترف: مات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو راضٍ عن علي عليه‌السلام ١١٨

٢٠٠