يكون لها شأن ولن يكون لها قيمة في مضمار التاريخ.
ثمّ تبدأ السورة باستعراض المسيرة الإلهية الكبيرة في التاريخ في مقاطع متعدّدة وبشيء من التفصيل، وما لاقاه أنبياء الله ورسله خلال هذه المسيرة من عناءٍ، وعذابٍ، وجحودٍ، وتكذيبٍ واستهزاء من أقوامهم.
فتذكر السورة معاناة نوح ( عليه السّلام ) في دعوة قومه إلى الله، وتذكّر السورة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ):
بمعاناة هود ( عليه السّلام ) في دعوة ( عاد ).
بمعاناة صالح ( عليه السّلام ) في دعوة ( ثمود ).
بمعاناة إبراهيم ( عليه السّلام ) في دعوة قومه.
ومعاناة لوط ومعاناة شعيب ( عليه السّلام ) في دعوة ( أهل مدين ) إلى الله.
ومعاناة موسى ( عليه السّلام ) في دعوة قومه إلى الله.
وتسترسل الآيات المباركة في شرح هذه المعاناة ورسمها.
ثمّ بعد هذه الجولة في تاريخ الإنسان وحضارته، ومعاناة الأنبياء وعذابهم، وعناد المشركين، ورفضهم وتعنتّهم ولجاجهم، وصبر الأنبياء وجَلَدِهم واستقامتهم، تخاطب السورة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، الذي قد كان يضيق صدره بما يراه من تعنّت قومه وعنادهم، قوله تعالى:(
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
)
.
وتحذر الآية الكريمة المسلمين من أن يمسّهم ضعف في خضم الصراع ومرارته إلى الذين ظلموا، فتقول لهم:
(
وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمْ النّارُ وَمَا لَكُم مِن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمّ لاَ تُنصَرُونَ
)
.
يقول ابن عبّاس: ما نُزِّل على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) آيةٌ كانت أشدّ عليه ولا أشقّ من قوله تعالى:(
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
)
، ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له: