(
إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُم مَا يَشَاءُ
)
، [ الأنعام: ١٣٣ ].
(
وَيَسْتَخْلِفُ رَبّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرّونَهُ شَيْئاً
)
، [ هود: ٥٧ ].
(
وَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
)
، [ النور: ٥٥ ].
(
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ أَنّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصّالِحُونَ
)
، [ الأنبياء: ١٠٥ ].
(
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لّمْ تَطَؤُوها
)
، [ الأحزاب: ٢٧ ].
(
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الّتِي بَارَكْنَا فِيهَ
)
، [ الأعراف: ١٣٧ ].
(
وَقَالُوا الْحَمْدُ للّهِِ الّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ
)
، [ الزمر: ٧٤ ].
(
كَذلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
)
، [ الشعراء: ٥٩ ].
(
كَذلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ
)
، [ الدخان: ٢٨ ].
وهذا هو الميراث الذي ذكرناه في هذا العنوان، ميراث المؤمنين من الطاغين والمستكبرين، وهو المال، والقوّة، والسلطان، والأرض.
والله تعالى يختار - بعد هلاك الظالمين - أُمّة من بين سائر الأمم؛ ليحمّلها مسؤولية النهوض برسالة التوحيد وتبنّيها واحتضانها وحملها إلى سائر الأمم، ويورثها ما خلّفه الظالمون والمستكبرون من بعدهم من مال وسلطان وأرض.
أمّا لماذا يختار الله تعالى لرسالته أمّة دون أخرى من سائر الأمم؟ وتتحمَّل هذه الأمة دون سائر الأمم مسؤولية النهوض واحتضان الرسالة، وتبنيها والدفاع عنها وحملها إلى سائر الأمم، فهو شأن من شأن الله عزّ وجلّ، وبالتأكيد له سبب وحكمة. نسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا له، ولعلّنا نجد في هذه الآية المباركة مفتاحاً لفهم هذه الحقيقة.
(
هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
)
، [ الجمعة: ٢ ].