أنظر إلى القائم ( عليه السّلام ) وقد أسند ظهره إلى الحَجَر، ثمّ ينشد الله حَقه، ثمّ يقول:
أيّها الناس من يحاجّني في الله فأنا أولى بالله.
أيّها الناس من يحاجّني في آدم فأنا أولى بآدم.
أيّها الناس من يحاجّني في نوح فأنا أولى بنوح.
أيّها الناس من يحاجّني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم.
أيّها الناس من يحاجّني في موسى فأنا أولى بموسى.
أيّها الناس من يحاجّني في عيسى فأنا أولى بعيسى.
أيّها الناس من يحاجّني في محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فأنا أولى بمحمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ).
أيّها الناس من يحاجّني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله ).
وروى حريز عن أبي عبد الله ( عليه السّلام ) قال:( لن تذهب الدنيا حتى يخرج رجل منّا أهل البيت يحكم بحكم داود وآل داود، لا يسأل الناس بينة ).
ومن قراءة هذه النصوص وأمثالها، نلمس بصورة دقيقةٍ العلاقة الوثيقة التي تربط الدولة والحضارة التي يقيمها المهدي من آل محمّد ( عليه السّلام ) بالأصول والقيم والمعارف والحكم التي جاء بها الأنبياء ( عليهم السّلام ) من قبل.
وبذلك يكون الإمام المهدي ( عجّل الله فرجه ) بقيّة حجج الله وخليفة أنبياء الله. يقول أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) كما ورد في نهج البلاغة في الإمام المهدي ( عليه السّلام ):
( قد لبس للحكمة جنّتها وأخذها بجميع أدبها، من الإقبال عليها، والمعرفة بها، والتفرغ لها... وضرب بعسيب ذنبه وألصق الأرض بِجرانه، بقية من بقايا حجّته، خليفة من خلائف أنبيائه ).
فالإمام - إذن - بقيّة من بقايا حجج الله وخليفة أنبيائه، ودولته التي يقيمها هي ميراث أنبياء الله.
____________________