من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين0%

من شواهد المبلغين مؤلف:
الناشر: مَدْين
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 500

من شواهد المبلغين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ أكرم جزيني
الناشر: مَدْين
تصنيف: الصفحات: 500
المشاهدات: 190438
تحميل: 8183

توضيحات:

من شواهد المبلغين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 190438 / تحميل: 8183
الحجم الحجم الحجم
من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين

مؤلف:
الناشر: مَدْين
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فلم أرَ مثل ذاك اليوم يوماً

ولم أرَ مثله حقّاً أُضيعا

شعر:

* (هيهات عثرة لا تُقال):

حملوها يوم السّقيفة أوزا

راً تخفُّ الجبال وهي ثقال

ثمّ جاؤوا من بعدها يستقيلو

ن فهيهات عثرةً لا تُقال

* (فغيرك أولى بالنبي): قال عليّعليه‌السلام : ( واعجباه!! أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة؟! ).

وقال الرضيرحمه‌الله : وروي لهعليه‌السلام في هذا المعنى شعر، هو:

فإن كنت بالشورى ملكت أُمورهم

فكيف بهذا والمـُشيرون غيب

وإن كنت بالقُربى حججت خصيمهم

فغيرك أولى بالنبي وأقرب

قصّة:

* (الطائر الموكّل بهما): عن ابن شهر أشوب أنّه قال: حدَّث أبو عبد الله محمد بن أحمد الديلمي البصري، عن محمد بن أبي كثير الكوفي، قال: كنت لا أختم الصّلاة ولا أستفتحها إلاَّ بلعنهما، فرأيت في منامي طائراً معه نور من جوهر، فيه شيء أحمر شبه الخلوق - العطر - فنزل إلى البيت المـُحيط برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ أخرج شخصين من الضّريح فأخلقهما بذلك الخلوق في عوارضهما، ثمّ ردّهما إلى الضّريح وعاد مرتفعاً، فسألت مَن حولي: ما هذا الطائر، وما هذا الخلوق؟

فقال: هذا ملك يجيء في كلّ جمعة فيُخلقهما.

فأزعجني ما رأيت، فأصبحت لا تطيب نفسي بلعنهما، فدخلت على الصادقعليه‌السلام ، فلمـّا رآني ضحك وقال: ( رأيت الطائر؟! ).

فقلت: نعم يا سيّدي.

فقال: ( اقرأ:( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ) ، المـُجادلة /10، فإذا رأيت شيئاً تكره فاقرأها. والله، ما هو مَلك

١٠١

مُوكَّل بهما لإكرامهما، بل هو ملك مُوكّل بمشارق الأرض ومغاربها، إذا قَتَل قتيلاً ظالمٌ أخذ من دمه فطوَّقهما به في رقابهما؛ لأنّهما سبب كلّ ظلم مُذْ كانا ). / كشكول البحراني.

١٠٢

(الشاهد (23) )

الإمام الحسنعليه‌السلام وأسئلة ابن الأصفر(1)

عن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه قال: ( بينا أمير المؤمنينعليه‌السلام في الرّحبة والنّاس عليه مُتراكمون، بين مُستفتٍ ومُستعدٍ، إذ قام إليه رجل فقال: السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، مَن أنت؟

قال: أنا رجل من رعيّتك وأهل بلادك.

فقال له: ما أنت برعيّتي وأهل بلادي، ولو سلّمت عليّ يوماً واحداً ما خفيت عليّ.

فقال: الأمان! يا أمير المؤمنين.

فقال: هل أحدثت منذ دخلت مصري هذا؟ قال: لا.

قال: فلعلّك من رجال الحرب؟ قال: نعم.

قال: إذا وضعت الحرب أوزارها فلا بأس.

قال: أنا رجل بعثني إليك معاوية مُتغفِّلاً لك، وأسألك عن شيء بعث به ابن الأصفر إليه، وقال: إن كنت أحقّ بهذا الأمر والخليفة بعد محمد فأجبني عمّا أسألك، فإنّك إن فعلت ذلك اتّبعتك، وبعثت إليك بالجائزة، فلم يكن عنده جواب، وقد أقلقه، فبعثني إليك لأسألك عنها.

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : قاتل الله ابن آكلة الأكباد! ما أضلّه وأعماه ومَن معه! حكم الله بيني وبين هذه الأمّة، قطعوا رحمي، وأضاعوا أيّامي، ودفعوا حقّي، وصغّروا عظيم منزلتي، وأجمعونا على مُنازعتي، يا قنبر، عليَّ بالحسن والحسين ومحمد. فأُحضروا.

فقال: يا شامي، هذان ابنا رسول الله، وهذا ابني، فاسأل أيَّهم أحببت.

____________________

(1) الاحتجاج.

١٠٣

فقال: أسأل ذا الوفرة، يعني الحسنعليه‌السلام .

فقال له الحسنعليه‌السلام : سلني عمّا بدا لك!

فقال الشامي: كم بين الحقّ والباطل؟ وكم بين السماء والأرض؟ وكم بين المشرق والمغرب؟ وما عشرة أشياء بعضها أشدُّ من بعض؟

فقال الحسنعليه‌السلام : بين الحقّ والباطل أربعة أصابع، فما رأيته بعينك فهو الحقّ، وقد تسمع بأذنك باطلاً كثيراً، فقال الشامي: صدقت.

قال: وبين السماء والأرض دعوة المظلوم، ومدُّ البصر، فمَن قال لك غير هذا فكذِّبه. قال: صدقت، يا بن رسول الله.

قال: وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس، تنظر إليها حين تطلع من مشرقها، وتنظر إليها حين تغيب في مغربها. قال: صدقت

وأمّا عشرة أشياء بعضها أشدُّ من بعض: فأشدُّ شيء خلقه الله الحجر، وأشدّ من الحجر الحديد، يُقطع به الحجر، وأشدّ من الحديد النّار تُذيب الحديد، وأشدّ من النّار الماء يُطفئ النّار، وأشدّ من الماء السحاب يحمل الماء، وأشدّ من السحاب الريح تحمل السحاب، وأشدّ من الريح المـَلَك الذي يُرسلها، وأشدّ من المـَلك مَلك الموت الذي يُميت المـَلك، وأشدّ من مَلك الموت الموت الذي يُميت مَلك الموت، وأشدّ من الموت أمر الله الذي يُميت الموت.

فقال الشامي: أشهد أنّك ابن رسول الله حقّاً، وأنّ عليّاً أولى بالأمر من معاوية، ثمّ كتب هذه الجوابات وذهب بها إلى معاوية، فبعثها إلى ابن الأصفر.

فكتب إليه ابن الأصفر: يا معاوية، تُكلِّمني بغير كلامك؟! وتُجيبني بغير جوابك؟! أُقسم بالمسيح، ما هذا جوابك! وما هو إلاّ من معدن النبوّة، وموضع الرسالة، وأمّا أنت فلو سألتني درهماً ما أعطيتك ).

١٠٤

(مواضيع الادراج)

* الإمام الحسنعليه‌السلام .

* معاوية وأصحابه.

* خذلان الأُمّة لعليّ والحسنعليه‌السلام .

* ولاية أمر الأُمّة.

(إنارة وإضفاء)

(الإمام الحسنعليه‌السلام )

هويَّة:

* الإمام الحسنعليه‌السلام هو ثاني أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

كُنيته: أبو محمّد.

من ألقابه: التَّقيّ، السبط، الزكيّ، سيّد شباب أهل الجنّة.

والده: الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام أمير المؤمنين.

والدته: الصديقة الطّاهرة فاطمة الزّهراء سيّدة نساء العالمينعليه‌السلام .

جدُّه لأُمِّه: سيّد الأنبياء والرُّسل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

جدّته لأمِّه: أمّ المؤمنين خديجة الكبرىعليها‌السلام .

جدّه لأبيه: أبو طالب، عبد مناف بن عبد المطّلب، كافل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

جدّته لأبيه: فاطمة بينت أسد بن هاشم (رضي الله عنها).

أخوه لأبويه: الإمام الحسين سيّد الشهداءعليه‌السلام .

أخواته لأبويه: السيّدة زينب الكبرى، والسيّدة أمُّ كلثومعليهما‌السلام .

مكان ولادته: المدينة المنوّرة.

١٠٥

تاريخ ولادته: ليلة النصف من شهر رمضان، سنة ثلاث من الهجرة.

أشهَر زوجاته: خولة بنت منظور الفزاريّة، أمُّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التّيميّ، أمّ بشير بنت أبي مسعود الأنصاري، جَعدة بنت الأشعث.

أشهر أولاده: الحسن المعروف بالحسن المثّنى، زيد، القاسم، الحسين، عبد الله، عبد الرحمان، عبيد الله، إسماعيل، عمر، حمزة، محمد، وقد استُشهد منهم مع عمّهم الحسينعليه‌السلام كلّ من القاسم، عمر، عبد الله، وقد جُرح معه أيضاً الحسن المثّنى، ثُمّ أُسر في جملة الأسرى من أتباع الحسينعليه‌السلام .

أشهر بناته: أمُّ الحسن، أمُّ الحسين، فاطمة، أمّ عبد الله، رقيّة.

عمره عند انتقال الإمامة إليه: سبع وثلاثون سنة.

مُدّة إمامته: عشر سنوات.

استشهاده: في السابع من شهر صفر، سنة خمسين للهجرة.

سبب استشهاده: السمّ؛ وذلك على يد زوجته جَعدة بنت الأشعث، التي أغراها معاوية بوعود إن هي قتلت الحسنعليه‌السلام .

مدفنه: البقيع.

استعانة:

قصّة: لا وحق المـُنتجَب بالوصيّة / الشاهد (14).

إنارة الشاهد (76) / قصّة: الحمد لله الذي سترها.

إنارة الشاهد (89) / جود الإمام الحسنعليه‌السلام .

إنارة الشاهد (97) / العفو والحِلم / يوازن حِلمه الجبال.

(معاوية وأصحابه)

حديث شريف:

* جواب من عليّعليه‌السلام إلى معاوية: ( أمّا بعد، فقد أتتني منك موعظة موصّلة، ورسالة مُحبّرة، نمقتها بضلالك، وأمضيتها بسوء رأيك، وكتاب امرئ ليس له بصر

١٠٦

يَهديه، ولا قائد يُرشده، قد دعاه الهوى فأجابه، وقاده الضّلال فاتّبعه، فهجر لاغطاً(1) وضلّ خابطاً ). / نهج البلاغة.

* ومن كتاب لهعليه‌السلام إليه أيضاً: ( أمّا بعد، يا بن الصخر يا بن اللّعين، تزن الجبال فيما زعمت حِلمك، ويفصل بين أهل الجهل علمك، وأنت الجاهل القليل الفقه، المـُتفاوت العقل، الشارد عن الدّين؟! ). / سفينة البحار.

قصّة:

* (النّاقة والجمل): ذكر المؤرّخون، أنّ رجلاً من أهل الكوفة قدم على بعير له إلى دمشق حال مُنصرفهم من صفّين، فتعلّق به رجل من أهل دمشق قائلاً له: هذه ناقتي أُخذت منِّي بصفّين.

وحدث بينهما نزاع حادٌّ، فرفعا أمرها إلى  معاوية، وأقام الدمشقي على دعواه بيّنه تتألَّف من خمسين رجلاً يشهدون أنّها ناقته، فقضى معاوية على الكوفي، وأمره بتسليم البعير فوراً، فالتفت إليه العراقي متعجِّباً من هذا الحكم قائلاً: أصلحك الله!! إنّه جمل وليس بناقة!

فقال معاوية: حكمٌ قد مضى.

ولمـّا انفضّ الجمع، أمر معاوية بإحضار الكوفي، فلمـّا مَثُل عنده سأله عن ثمن البعير فأخبره به، فدفع إليه ضعفيه، وبرَّ به وأحسن عليه، ثمّ قال له: أبلغ عليّاً، أنّي أُقابله بمائة ألف، ما فيهم مَن يُفرِّق بين الناقة والجمل!! / حياة الإمام الحسن عن مروج الذهب.

(خذلان الأمّة لعليّ والحسنعليه‌السلام )

مواقف:

* قال الإمام عليّعليه‌السلام ذامَّاً المـُتخاذلين: ( أيُّ دار بعد داركم تُمنعون؟! ومع أيّ إمام بعدي تُقاتلون؟! المغرور - والله - مَن غررتموه، ومَن فاز بكم فقد فاز - والله -

____________________

(1) هجر: هذى في كلامه ولغا. واللغط: الجلبة بلا معنى.

١٠٧

بالسّهم الأخيب، ومَن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل(1) ، أصبحت - والله - لا أُصدّق قولكم، ولا أطمع في نصركم، ولا أوعد العدوّ بكم، وما بالكم! ما دواؤكم، ما طبّكم ) / نهج البلاغة.

* وقالعليه‌السلام : ( ودعوتهم سِرّاً وجَهراً، وعوداً وبدءاً، فمنهم الآتي كارهاً، ومنهم المـُعتلُّ كاذباً، ومنهم القاعد خاذلاً، أسأل الله أن يجعل لي منهم فرجاً عاجلاً. فوالله، لولا طمعي عند لقاء عدوّي في الشهادة، وتوطيني نفسي على المنيّة، لأحببت أن لا أبقى مع هؤلاء يوماً واحداً، ولا ألتقي بهم أبداً ). / نهج البلاغة.

* وقالعليه‌السلام : ( أُفٍّ لكم! لقد سئمت عتابكم! أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً؟! وبالذّلّ من العِزِّ خَلفاً؟! إذا دعوتكم إلى جهد عدوّكم دارت أعينكم، كأنّكم من الموت في غُمرة، ومن الذّهول في سكرة ) / نهج البلاغة.

* وقال الإمام الحسنعليه‌السلام : ( والله، ما سَلَّمت الأمر إليه ( أي إلى معاوية بالصّلح ) إلاّ أنّي لم أجد أنصاراً، ولو وجدت أنصاراً لقاتلته ليلي ونهاري، حتّى يحكم الله بيني وبينه، ولكنّي عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم مَن كان فاسداً، إنّهم لا وفاء لهم ولا ذمّة في قول ولا فعل، إنّهم لمـُختلفون، ويقولون لنا: إنّ قلوبهم معنا، وإنّ سيوفهم لمشهورة علينا ) / الاحتجاج.

(ولاية أمر الأمَّة)

حديث شريف:

* قال الإمام الحسنعليه‌السلام : ( أنا أولى الناس بالناس، في كتاب الله، وعلى لسان نبيِّ الله، فأُقسم بالله، لو أنّ الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني، لأعطتهم السماء

____________________

(1) الأفوق من السهام: مكسور الفوق، والفوق موضع الموتر من السهم، والناصل، العاري عن النصل، أي: من رمى بهم، فكأنّما رمى بسهم لا يثبت في الوتر، وإن رمى به لم يُصب مقتلاً؛ إذ لا نصلَ له.

١٠٨

قطرها والأرض بركتها، ولمـّا طمعتم فيها - يا معاوية - ولقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما ولّت أمّة أمرها رجلاً قطُّ وفيهم مَن هو أعلم منه، إلاَّ لم يزل أمرهم يذهب سفالاً، حتى يرجعوا إلى ملّة عَبَدة العجل ). / الاحتجاج.

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( وقد علمتم أنَّه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج، والدماء، والمغانم، والأحكام، وإمامة المسلمين، البخيل، فتكون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل فيُضلّهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول، فيتَّخذ قوماً دون قوم، ولا المـُرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، ويقف بها دون المقاطع، ولا المـُعطّل للسنّة فيُهلك الأمَّة ). / نهج البلاغة.

قصَّة:

* (كما تكونوا يُوَلَّ عليكم): جاء الشعبي يوماً إلى الحجّاج ليمنعه من الظلم والتعدِّي، فطلب الحجّاج ديناراً ولاحظ وزنه ومعياره، وقال للشعبي: خُذه معك إلى السوق واسأل الصيارفة عنه، فذهب الشعبي إلى الصيارفة فقال بعضهم: إنّه خفيف الوزن. وقال آخرون: إنّه ناقص العيار. وقال ثالث: إنّه مغشوش. وكان كلام كل واحد منهم يُخالف الآخر، فعاد الشعبي بالدينار وحدّث الحجّاج بما قاله الصيارفة، فقال الحجّاج: اذهب به إلى الصرّاف الفلاني وأرِه إيّاه، فذهب الشعبي إليه وأراه الدينار، فقال الصرّاف: هذا الدينار كامل الوزن والعيار، وهو صحيح، وإذا رغبت أعوِّضك به دراهم من فضّة. فتعجّب الشعبي من ذلك، وشرح القضيّة للحجّاج، فقال الحجّاج: أردت أن تعرف أنّ أهل هذا الزمان يظلم أحدهم حقّ الآخر؛ فسلّط الله عليهم مَن يظلمهم ولا يَرحمهم. / مُمارسة التغيير.

١٠٩

(الشاهد (24) )

ما رأيت أصحاباً أبرّ وأوفى من أصحابي(1)

هذه الكلمة قالها الإمام الحسينعليه‌السلام في حق أصحابه. ثمّ إنّ أحد كبار علماء الشيعة كان يُشكِّك في نسبة هذا القول إلى الإمام الحسينعليه‌السلام ، وكان يستدلُّ على عدم تصديقه ذلك النص بقوله: ( إنّي كلّما فكّرت مع نفسي توصّلت إلى أنّ أصحاب الحسينعليه‌السلام لم يقوموا بعمل جليل، بل إنّ عدوّهم هو الذي أظهر خسّةً وضعةً إلى أقصى حدٍّ، فالإمام الحسينعليه‌السلام هو سبط النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وريحانته، وهو ابن عليّعليه‌السلام والزهراءعليها‌السلام ، وهو إمام عصره، وهو وهو ...؛ ولذا فمن الطبيعي - إذاً - أن ينصر الحسينعليه‌السلام أيّ مسلم يراه في ذلك الوضع، أولئك الذين نصروه لم يُظهروا شجاعة فائقة، وخارقة للعادة، بل إنّ الذين حاربوه هم الذين كانوا سيِّئين جدّاً.

ويستطرد هذا العالم الكبير قائلاً:

ويبدو أنّ الله سبحانه وتعالى أراد أن يُنقذني من هذه الغفلة والجهالة والضلالة، فرأيت في عالم الرؤيا، وكأنّي حاضر في وقعة الطفِّ، فأعلمت الإمام الحسينعليه‌السلام باستعدادي لنُصرته؛ إذ ذهبت إليه وسلّمت وقلت: يا بن رسول الله، أتيت مُلبِّياً لندائك؛ لأكون من أنصارك.

فقالعليه‌السلام : إذاً، فانتظر أمرنا ثمّ حلّ وقت الصلاة.

فقالعليه‌السلام : نحن نُريد إقامة الصلاة، فقف أنت هنا؛ كي تحول دون وصول سهام العدوّ إلينا، حتى نُتمَّ الصلاة.

فقلت: أفعل يا بن رسول الله.

فشرععليه‌السلام بالصلاة، ووقفت بحيث أحجبه عن أعدائه، وبعد هُنيهة رأيت سهماً ينطلق بسرعة نحوي، فلمـّا اقترب طأطأت رأسي دون إرادتي، فإذا بالسهم يُصيب الإمامعليه‌السلام ، فقلت: - والحديث لا زال في عالم

____________________

(1) الهجرة والجهاد (كُتيِّب للشهيد مطهَّري).

١١٠

الرؤيا - أستغفر الله وأتوب إليه، ما أقبح ما فعلت، ولن أسمح بعد هذا لتَكرار مثله - أي ترك السهم يُصيب الإمامعليه‌السلام - وبعد هُنيهة أُخرى أتى سهم ثانٍ، فحدث منِّي ما حدث في المرّة الأُولى، وأُصيب الإمام ثانية بسهم آخر، وتكرّر الحال ثالثة ورابعة، والسهام تُصيب أبا عبد اللهعليه‌السلام ، وأنا لا أمنعها من الوصول إليه، فحانت منّي التفاتة، فرأيت الإمامعليه‌السلام ينظر إلي مُبتسماً، ثمّ قال: ( ما رأيت أصحاباً أبرّ وأوفى من أصحابي ).

( مواضيع الإدراج )

* الإمام الحسينعليه‌السلام .

* أصحاب الإمام الحسينعليه‌السلام .

* الإيثار بالنفس.

(إنارة وإضفاء)

(الإمام الحسينعليه‌السلام )

هويَّة:

* الإمام الحسينعليه‌السلام هو ثالث أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

كُنيته: أبو عبد الله.

من ألقابه: السبط، الرشيد، الطيِّب، الوفي، الزكي، المـُبارك، التابع لمرضاة الله، سيّد شباب أهل الجنّة، سيّد الشهداء.

والده: الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام أمير المؤمنين.

والدته: الصديقة الطاهرة، فاطمة الزّهراء سيّدة نساء العالمينعليها‌السلام .

جدّه لأمِّه: سيّد الأنبياء والرُّسل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١١١

جدّته لأمِّه: أمُّ المؤمنين خديجة الكبرىعليها‌السلام .

جدّه لأبيه: أبو طالب، عبد مناف بن عبد المطّلب، كافل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

جدّته لأبيه: فاطمة بنت أسد بن هاشمرضي‌الله‌عنه .

أخوه لأبويه: الإمام الحسنعليه‌السلام .

أخواته لأبويه: السيّدة زينب الكبرى، والسيدة أمُّ كلثومعليها‌السلام .

مكان ولادته: المدينة المنوّرة.

تاريخ ولادته: عشيّة الخميس، الثالث من شعبان، السنة الرابعة للهجرة.

أشهَر زوجاته: شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى ملك الفرس، ليلى بنت أبي مرّة الثقفية، الرباب بنت امرئ القيس بن عدي.

أشهَر أولاده: الإمام زين العابدينعليه‌السلام ، علي الأكبر، علي الأصغر، عبد الله (الرضيع)، سكينة، فاطمة، زينب، رُقيّة.

عمره عند انتقال الإمامة إليه: ستٌّ أو سبع وأربعون سنة.

مدّة إمامته: عشر سنوات وأشهر.

استشهاده: في العاشر من المحرّم، سنة إحدى وستِّين للهجرة، واستشهاده أقرح.

الجفون، وأدمى القلوب، وزرع في الحلوق الشجى أبداً..

مدفنه: كربلاء.

هذا، وقد نقل الشيخ البهائي في كشكوله عن والده ( رحمهما الله )، أنّه وجد درّ مكتوب عليه:

أنا دُرٌّ من السما نثروني

يوم تزويج والد السبطين

كنت أصفى من اللُّجين بياضاً

صبغتني دماء نحر الحسين

وقد خمّسه بعضهم فقال:

أيُّها السائل المـُسائل دوني

كلُّ ذي جوهر عزيز ثمين

ما أنا ذا من الثرى أخرجوني

أنا درٌّ من السما نثروني

١١٢

يوم تزويج والد السبطين

كنت  من جوهرٍ ولا أعراضا

موضعي في السما وليس انخفاضا

إنّما حُمرتي أتتني اعتراضا

كنت أصفى من اللُّجين بياضا

صبغتني دماء نحر الحسين

وقد شاء الله تعالى أن يكون استشهاده إحياءً للدين إلى يوم الدّين، وقد حُكي عن إمام الأزهر، الشيخ محمد عبده قوله:(الإسلام محمديّ الوجود حسينيّ البقاء، ولو لا الحسين لما بقي من الإسلام أثر) .

وقد قالعليه‌السلام :

سبقت العالمين إلى المعالي

بحُسن  خليقة وعلو همَّة

ولاح بحِكمتي نور الهُدى في

ليالٍ في الضلالة مُدلهمَّة

يُريد  الجاحدون ليُطفئوه

ويأبى  الله إلاّ أن يتمّه

استعانة:

قصّة: يا ربِّ يا ربِّ أنت مولاه / الشاهد (25).

قصّة: قطعة من تراب الجنّة / الشاهد (26).

قصّة: أبكي لسبي عمَّتي زينب / الشاهد (27).

قصّة: ملكنا فكان العفو منّا سجيّة / الشاهد (28).

إنارة الشاهد (89) / جود الإمام الحسينعليه‌السلام .

(أصحاب الحسينعليه‌السلام والإيثار بالنفس)

حديث شريف:

* قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهم، عند إخباره باستشهاد الحسينعليه‌السلام : ( وهو يومئذ في عُصبة كأنّهم نجوم السماء يتهادون القتل، وكأنّي أنظر إلى معسكرهم، والى موضع رحالهم وتُربتهم ). / نفس المهموم.

١١٣

قول:

* قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: قيل لرجل شهد يوم الطفِّ مع عمر بن سعد: ويحك! أقتلتم ذرِّية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

فقال: عَضضت بالجندل (الصخر العظيم)، إنّك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلناه، ثارت علينا عصابة أيديها في مقابض سيوفها، كالأُسود الضارية، تُحطِّم الفرسان يميناً وشمالاً، وتُلقي نفسها على الموت، لا تقبل الأمان، ولا ترغب في المال، ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنيّة، أو الاستيلاء على الملك، فلو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها، فما كنّا فاعلين لا أمّ لك؟!. / المجالس الحسينيّة.

شخصيّات:

* روي أنّ سعيد بن عبد الله الحنفي تقدّم أمام الحسينعليه‌السلام فاستُهدف لهم يرمونه بالنبل، كلّما أخذ الحسينعليه‌السلام يميناً وشمالاً قام بين يديه، فما زال يُرمى حتى سقط إلى الأرض، وهو يقول: اللهمّ، العنهم لعن عاد وثمود. اللهمّ، أبلغ نبيّك عنّي السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح؛ فإنّي أردت ثوابك في نصرة ذُرِّية نبيّك، ثمّ قضى نحبه رضوان الله عليه، فوجِد به ثلاثة عشر سهما، سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح. / نفس المهموم.

* قال الإمام زين العابدينعليه‌السلام - عندما جمع الحسينعليه‌السلام أصحابه قرب السماء -: ( فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم - وأنا إذ ذاك مريض - فسمعت أبي يقول لأصحابه: أُثني على الله أحسن الثناء، وأحمده على السرَّاء والضرّاء. اللهمّ، إنِّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة، وعلّمتنا القرآن وفقّهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدةً، فاجعلنا من الشاكرين.

أمّا بعد، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل ولا أفضل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنِّي خيراً، ألا وإنّي قد أذنت

١١٤

لكم، فانطلقوا جميعاً في حِلٍّ، ليس عليكم منِّي ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً، ثمّ ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، ثمّ تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يُفرِّج الله، فإنّ القوم يطلبوني ولو قد أصابوني للهوا عن طلب غيري.

فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: ولِمَ نفعل ذلك؟! لبنقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبداً. بدأهم بهذا القول العباس بن عليعليهما‌السلام وتابعته الجماعة عليه فتكلَّموا بمثله ونحوه.

فقال الحسينعليه‌السلام : يا بني عقيل، حسبكم من القتل بمسلم، فاذهبوا أنتم، فقد أذِنتَ لكم.

قالوا: سبحان الله! فما يقول الناس لنا؟! يقولون: تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام! ولم نرمِ معهم بسهم! ولم نطعن معهم برمح! ولم نضرب معهم بسيف! ولا ندري ما صنعوا! لا والله، لا نفعل ذلك، ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا، ونُقاتل معك حتى نرد موردك، فقبَّح الله العيش بعدك.

وقام إليه مسلم بن عوسجةرضي‌الله‌عنه فقال: أنحن نخلّي عنك، ولمـَّا نعذر إلى الله في أداء حقِّك؟! أما والله، حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي، ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة. والله، لا نُخليك حتى يعلم الله أنَّا قد حفظنا غيبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيك. والله، لو علمت أنِّي أُقتل، ثمَّ أُحيى، ثمَّ أُقتل، ثمّ أُحرق، ثمّ أذرّى، يُفعل ذلك بي سبعين مرَّة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة، ثمَّ هي الكرامة العُظمى التي لا انقضاء لها أبداً؟!

وقام زهير بن القينرحمهما‌الله فقال: والله، لوددت أنّني قُتلت، ثمَّ نُشرت، ثمّ قُتلت حتى أُقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله جلّ وعزَّ يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.

١١٥

وتكلّم جماعة أصحابه بكلام يُشبه بعضه بعضاً في وجه واحد، فقالوا: والله، لا نُفارقك، ولكنَّ أنفسنا لك الفداء، نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا، فإذا نحن قُتلنا كنّا وفَّينا وقضينا ما علينا ). / نفس المهموم.

شعر:

* قال الشاعر، واصفاً أصحاب الحسينعليه‌السلام :

قوم إذا نودوا لدفع مُلمـَّة

والخيل  بين مُدعّس ومُكردِس

لبسوا القلوب على الدروع كأنَّهم

يتهافتون على ذهاب الأنفس

* وقال آخر:

ذوو المروءة والوفا أنصاره

لهم على الجيش اللّهام زئير

طهُرت نفوسهم بطيب أصولها

فعناصر  طابت لهم وحجور

عشقوا العنا للدفع لا عشقوا العنا

للنفع  لكن أُمضي المقدور

فتمثَّلت لهم القصور وما بهم

لو لا تمثّلت القصور قصور

ما  شاقهم للموت إلاّ وعدة الـ

رحمان لا ولدانها والحور

* وقال آخر في الحسين وأهل بيتهعليهم‌السلام :

قوم إذا اقتحموا العجاج رأيتهم

شمساً وخِلتَ وجوههم أقمارا

لا يعدلون برفدهم عن سائل

عدل الزمان عليهم أو جارا

وإذا الصريخ دعاهم لمـُلمـِّة

بذلوا النفوس وفارقوا الأعمارا

حِكمة:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

- الإيثار شيمة الأبرار.

- عند الإيثار على النفس تتبيَّن جواهر الكرماء. / غرر الحِكم.

استعانة:

قصّة: مَن مثلك يا بن أبي طالب / الشاهد (14).

١١٦

(الشاهد (25) )

يا ربِّ يا ربِّ أنت مولاه

في كتاب المناقب، عن عيون المجالس، أنّ الإمام الحسينعليه‌السلام ساير أنس بن مالك يوماً، فأتى قبر خديجة فبكى، ثمّ قالعليه‌السلام : اذهب عنّي.

قال أنس: فاستخفيت عنه، فلمـّا طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلاً:

يا ربِّ يا ربِّ أنت مولاه

ارحم عُبيداً إليك ملجاه

يا ذا المعالي عليك معتمدي

طوبى لمـَن كنت أنت مولاه

طوبى لمـَن كان خائفاً وجلا

يشكو إلى ذي الجلال بلواه

وما  به عِلَّة ولا سقم

أكثرَ  من حُبِّه لمولاه

إذا اشتكى بثّه وغصَّته

أجابه  الله ثمّ لبّاه

فنودي:

لبَّيك  لبَّيك أنت في كنفي

وكلّ  ما قلت قد علمناه

صوتك تشتاقه ملائكتي

فحسبك الصوت قد سمعناه

دعاك عندي يجول في حُجب

فحسبُك  الستر قد سفرناه

لو  هبَّت الريح في جوانبه

خَرَّ  صريعاً لما تغشَّاه

سلني  بلا رُعب ولا رهبة

ولا  حسباً فإنِّي أنا الله

(مواضيع الإدراج)

* حبُّ الله تعالى.

* الإمام الحسينعليه‌السلام .

١١٧

(إنارة وإضفاء)

(حبّ الله تعالى)

حديث قُدسي:

* (كذب مَن ادّعى محبَّتي): أوحى الله تعالى إلى داوودعليه‌السلام : ( يا داوود، كذب مَن ادَّعى محبَّتي، وإذا جنَّه الليل نام عنِّي، أليس كل مُحبٍّ يُحبُّ الخلوة بحبيبه؟! ).

ولعبد الله بن المبارك:

إذا ما الليل أظلم كابدوه

فيُسفر عنهم وهمُ ركوع

أطار الخوف نومهم فقاموا

وأهل الأمن في الدّنيا هجوع

* وفي (ربيع الأبرار)، أنّ إبليس قال: إلهي، إنّ عبادك يُحبُّونك ويعصونك، ويُبغضونني ويُطيعونني.

فأتاه الجواب: ( إنّي عفوت عنهم ما أطاعوك بما أبغضوك، وقبلت منهم إيمانهم وإن لم يُطيعوني بما أحبُّوني ). / كشكول البهائي.

شعر:

* (تعصي الإله وأنت تُظهر حُبَّه) : للإمام الباقرعليه‌السلام :

تعصي الإله وأنت تُظهر حبَّه

هذا لعمرُك في الفعال بديع

لو كان حبُّك صادقاً لأطعته

إنَّ المـُحبَّ لمـَن أحبَّ مُطيع

استعانة:

إنارة الشاهد (55) / تقديم هوى الله / وصيَّة الله لنبيِّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

إنارة الشاهد (63) / التسديد الإلهي.

إنارة الشاهد (68) / العباد المـُقرّبون.

١١٨

إنارة الشاهد (69) / إطاعة الله لمـَن أطاعه.

إنارة الشاهد (108) / اثنتا عشرة آية من التوراة.

١١٩

(الشاهد (26) )

قطعة من تراب الجنَّة(1)

يُنقل في كتاب قصص العلماء، أنّ ملك الإفرنج أرسل شخصاً إلى السلطان عباس الصفوي، وكتب له: قل لعلماء مذهبك أن يُناظروا هذا الشخص، فإن أجابوه دخلت دين الإسلام، وإن أجابهم لزمك أن تكون نصرانيّاً، وكان ذلك الشخص يُخبر بما تُخفيه اليد؛ وذلك من خلال ما لديه من الرياضات الباطلة؛ ومن قدرات على مُخالفة النفس وضبطها.

فجمع السلطان سائر العلماء، وكان من بينهم المرحوم العلاّمة الشيخ محسن الفيض، فقال لذلك الرجل الإفرنجي: ألم يجد سلطانك عالماً حتى يُرسل مثلك من العوامِّ لمناظرة العلماء؟!

فقال الرجل الإفرنجي: إنّك لا تخرج من عهدتي، خُذ بيدك شيئاً حتى أنبّئك به.

فأخذ المرحوم الفيض سبحة من تربة سيد الشهداءعليه‌السلام وأخفاها في يده.

تفكَّر الإفرنجي طويلاً، وبقي ساكتاً.

فقال الفيض: لماذا بقيت عاجزاً؟!

فقال الإفرنجي: لست عاجزاً، ولكن أرى حسب أصولنا أنّ في يدك قطعة من تراب الجنّة، وإنِّي مُتحيِّر أين كانت هذه القطعة، وكيف وصلت إلى يدك؟!

فقال الفيض: صحيح ما قلت هي تربة قبر الحسينعليه‌السلام سبط نبي الإسلام، وقد ظهر بإقرارك أنّ الحسينعليه‌السلام هو إمام المسلمين، فيلزمك أن تُسلِم.

فأنصف ذلك الإفرنجي وأسلم.

____________________

(1) الذنوب الكبيرة.

١٢٠