من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين0%

من شواهد المبلغين مؤلف:
الناشر: مَدْين
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 500

من شواهد المبلغين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ أكرم جزيني
الناشر: مَدْين
تصنيف: الصفحات: 500
المشاهدات: 190419
تحميل: 8182

توضيحات:

من شواهد المبلغين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 190419 / تحميل: 8182
الحجم الحجم الحجم
من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين

مؤلف:
الناشر: مَدْين
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(الشاهد (31) )

دعاء الفرج ونجاة الحسن المـُثنَّى

كتب الوليد بن عبد الملك إلى صالح بن عبد الله المرّي، عامله على المدينة: أبرِز الحسن المثَّنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب - وكان محبوساً في حبسه - واضربه في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمسمئة سوط.

فأخرجه صالح إلى المسجد واجتمع النّاس، وصعد صالح المنبر ليقرأ عليهم الكتاب ثمّ ينزل، فيأمر بضرب الحسن.

وبينما هو يقرأ الكتاب، إذ دخل علي بن الحسينعليه‌السلام ، فأفرج النّاس له حتّى انتهى إلى الحسن بن الحسن، فقال له: ( يا بن عمّ، ادعُ الله بدعاء الكرب يُفرّج عنك ).

فقال: ما هو؟

فقال: ( قل: لا اله إلاّ الله الحليم الكريم، لا اله إلاّ الله العليّ العظيم، سبحان الله ربّ السموات السبع وربِّ الأرضين السبع وما فيهنَّ وما بينهنّ، وربِّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين ).

وانصرف عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، وأقبل الحسن يُكرِّرها.

فلمـّا فرغ صالح من قراءة الكتاب ونزل، قال: أرى سجيّة رجل مظلوم، أخّروا أمره، وأنا راجع إلى أمير المؤمنين فيه.

وكتب صالح إلى الوليد في ذلك.

فكتب إليه (أطلقه).

١٤١

(مواضيع الإدراج)

* قلوب الحُكَّام بيد الله تعالى.

* الفراسة.

* الإمام زين العابدينعليه‌السلام .

* الدعاء.

* حراسة الله.

(إنارة وإضفاء)

(قلوب الحُكَّام بيد الله تعالى)

قصّة:

* ( الصّادقعليه‌السلام وأبو الدوانيق ): أبو العتاب والحسين ابنا بسطام في كتاب طبّ الأئمةعليهم‌السلام ، عن الأشعث بن عبد الله، أنّه قال: حدّثني محمد بن عيسى، عن أبي الحسن الرّضا، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: لمـّا طلب أبو الدوانيق أبا عبد اللهعليه‌السلام ، وهمَّ بقتله، أخذه صاحب المدينة ووجّه به إليه، وكان أبو الدوانيق قد استعجله واستبطأ قدومه؛ حرصاً منه على قتله، فلمـّا مَثُل بين يديه ضَحِك في وجهه، ثمّ رحب به وأجلسه عنده، وقال له: يا بن رسول الله، والله، لقد وجَّهت إليك وأنا عازم على قتلك، ولقد نظرت إليك فألقى الله عليَّ محبَّتك، فو الله، ما أجد أحداً من أهل بيتي أعزّ منك، ولا آثر عندي، ولكن يا أبا عبد الله، ما كان يبلغني عنك تُهيِّجنا فيه، وتذكُرنا فيه بسوء؟

فقال: ( يا أمير المؤمنين، ما ذكرناك بسوء قطّ ). فتبسّم أيضاً وقال: أنت - والله - أصدق عندي من جميع مَن سعى بك إليَّ، هذا مجلسي بين يديك وخاتمي، فانبسط

١٤٢

ولا تحتشمني في جميع أمرك، من جليله وحقيره، وكبيره وصغيره، ولست أردّك عن شيء.

ثمّ أذِن له بالانصراف، وحباه وأعطاه، فلم يقبل شيئاً، وقال: ( يا أمير المؤمنين، إنّا في غناء وكفاية وخير كثير، فإذا هممت ببرِّي فعليك بالمـُتخلِّفين من أهل بيتي، فارفع عنهم القتل ).

فقال: قد فعلت - يا أبا عبد الله - وقد أمرت لهم بمئة ألف درهم تُفرَّق بينهم.

فقال: ( وصلت الرحم - يا أمير المؤمنين - ).

فلمـّا خرج من عنده مشى بين يديه مشايخ قريش وشبّانهم وكل قبيلة، ومعه عين أبي الدوانيق، فقال له: يا بن رسول الله، لقد نظرت نظراً شافياً حين دخلت إلى أمير المؤمنين، فما أنكرت منك شيئاً، غير أنّي نظرت إلى شفتيك وقد حركتهما بشيء، فما كان ذلك؟

قال: ( إنّي لمـّا نظرت إليه قلت: يا مَن لا يُضام ولا يُرام، وبه تواصلت الأرحام، صلِّ على محمد وآله، واكفني شرّه بحولك وقوّتك. والله ما زدت على ما سمعت ).

قال: فرجع العين إلى أبي الدوانيق، فأخبره بقوله. فقال: والله، ما استتمّ ما قال حتّى ذهب عنّي ما كان في صدري من غائلة وشرّ. / مدينة المعاجز.

(الفراسة)

قصّة:

* (في لسانك رسالة): عن رفيد مولى يزيد بن عمرو بن هبيرة، قال: سخط عليَّ ابن هبيرة وحلف ليقتلني، فهربت منه، وعذت بأبي عبد اللهعليه‌السلام فأعلمته خبري، فقال لي: ( انصرف إليه، وأقرئه منّي السلام، وقل له: إنّي قد أجرت عليك مولاك رفيداً، فلا تَهْجه بسوء ).

فقلت له: جُعلت فداك، شاميّ خبيث الرأي.

فقال: ( اذهب إليه كما أقول لك ).

فأقبلت.

١٤٣

فلمـّا كنت في بعض البوادي استقبلني أعرابيّ فقال: أين تذهب؟ إنّي أرى وجهَ مقتول، ثمّ قال لي: أخرِج يدك. ففعلت، فقال: يد مقتول. ثمّ قال لي: أبرز رجلك. فأبرزت رجلي، فقال: رُجْل مقتول. ثمّ قال لي: أبرز جسدك. ففعلت، فقال: جسد مقتول. ثمّ قال لي: أخرج لسانك. ففعلت، فقال لي: امض، فلا بأس عليك؛ فإنّ في لسانك رسالة، لو أتيت بها الجبال الرّواسي لانقادت لك.

قال: فجئت حتّى وقفت على باب ابن هبيرة، فاستأذنت، فلمـّا دخلت عليه قال: أتتك بخائن رجلاه، يا غلام، النّطع والسّيف.

ثمّ أمر بي، فكُتّفت وشُدَّ رأسي وقام عليَّ السيَّاف ليضرب عُنقي، فقلت: أيُّها الأمير، لم تظفر بي عَنوة، وإنّما جئتك من تلقاء نفسي، وهيهنا أمر أذكره لك، ثمّ أنت وشأنك.

فقال: قل.

قلت: أخلني. فأمر مَن حضر، فخرجوا.

فقلت له: جعفر بن محمد يُقرئك السلام، ويقول لك: ( قد أجرت عليك مولاك رفيداً، فلا تَهجه بسوء ).

فقال: بالله، أقال لك جعفر بن محمد هذه المقالة، وأقرأني السلام؟!

فحلفت له، فردّها عليّ ثلاثاً، ثمّ حلّ أكتافي، ثمّ قال: لا يُقنعني منك حتّى تفعل بي ما فعلت بك، قلت: ما تنطلق يديّ بذاك، ولا تطيب به نفسي.

فقال: والله، ما يُقنعني إلاّ ذاك.

ففعلت به كما فعل بي فأطلقته، فناولني خاتمه، وقال: أُموري في يدك، فدبّر فيها ما شئت. / مدينة المعاجز.

١٤٤

(الشاهد (32) )

أنتم ورثة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟(1)

عن أبي بصير قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت له: أنتم ورثة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

فقال: ( نعم ).

قلت: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وارث الأنبياء، عَلِمَ كلّ ما علموا؟

قال لي: ( نعم ).

قلت: فأنتم تقدرون على أن تُحيوا الموتى، وتبرؤا الأكمه والأبرص؟

قال لي: ( نعم، بإذن الله - ثمّ قال لي: - ادْنُ منّي يا أبا محمد ). فدنوت منه، فمسح على وجهي وعلى عيني، فأبصرت الشمس والسماء، والأرض والبيوت، وكلّ شيء في البلد.

ثمّ قال لي: ( أتُحبُّ أن تكون هكذا، ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة؟ أو تعود كما كنت ولك الجنّة خالصة؟ ).

قلت: أعود كما كنت.

فمسح على عيني، فعدت كما كنت.

قال: فحدثّت ابن أبي عمير بهذا، فقال: أشهد أنّ هذا حقّ، كما أنّ النهار حقّ.

(مواضيع الإدراج)

* الإمام محمد الباقرعليه‌السلام .

* علم النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

* علم أهل البيتعليهم‌السلام .

____________________

(1) مدينة المعاجز.

١٤٥

(إنارة وإضفاء)

(الإمام محمدّ الباقرعليه‌السلام )

هويّة:

* الإمام محمد الباقرعليه‌السلام ، هو خامس أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

كُنيته: أبو جعفر.

لقبه: الباقر، الشاكر لله، الهادي، الأمين، الشبيه.

والده: الإمام زين العابدينعليه‌السلام .

والدته: فاطمة بنت الإمام الحسنعليه‌السلام .

تاريخ ولادته: يوم الجمعة، أوّل رجب، سنة سبع وخمسين للهجرة.

مكان ولادته: المدينة المنوّرة.

أشهر زوجاته: فاطمة المكّناة بأُمِّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أمُّ حكيم بنت أسد بن المغيرة الثقفيّة.

أشهر أولاده: الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام ، عبد الله (من أمِّ فروة)، عبيد الله، إبراهيم، أمُّ سلمة، زينب، وهُمْ من أمّهات شتَّى.

عمره عند انتقال الإمامة إليه: تسع وثلاثون سنة.

مدَّة إمامته: ثماني أو تسع عشرة سنة.

ملوك عصره: الوليد بن عبد الملك، سليمان بن عبد الملك، عمر بن عبد العزيز، يزيد بن عبد الملك، هشام بن عبد الملك.

وفاته: في السابع من ذي الحجّة، سنة (114) للهجرة.

سبب وفاته: السمّ، وذلك على يد هشام بن عبد الملك (على الأرجح).

مدفنه: البقيع.

١٤٦

استعانة:

قصّة: ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج / الشاهد (33).

إنارة الشاهد (36) / التّقيَّة.

إنارة الشاهد (40) / الافتخار بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

إنارة الشاهد (48) / شعر الكميت.

١٤٧

(الشاهد (33) )

ما أكثر الضّجيج وأقل الحجيج(1)

عن ابن شهر اشوب أنّه قال: قال أبو بصير للباقرعليه‌السلام : ما أكثر الحجيج وأعظم الضّجيج؟!

قالعليه‌السلام : بل ما أكثر الضّجيج وأقلّ الحجيج، أتُحبُّ أن تعلم صدق ما أقوله وتراه عياناً؟.

فمسح بيده على عينيه، ودعا بدعوات، فعاد بصيراً، فقال: ( انظر - يا أبا بصير - إلى الحجيج ).

قال: فنظرت، فإذا أكثر النّاس قردة وخنازير، والمؤمن بينهم كالكوكب اللاّمع في الظّلماء، فقال أبو بصير: صدقت يا مولاي، ما أقلّ الحجيج وأكثر الضّجيج. ثمّ دعا بدعوات فعاد ضريراً، فقال له أبو بصير: في ذلك.

فقالعليه‌السلام : ( ما بخلنا عليك يا أبا بصير، وإنّ كان الله تعالى ما ظلمك، وإنّما اختار لك وخشينا فتنة النّاس بنا، وأن يجهلوا فضل الله علينا ويجعلونا أرباباً من دون الله، ونحن له عبيد، لا نستكبر عن عبادته، ولا نسأم من طاعته، ونحن له مسلمون ).

(مواضيع الإدراج)

* الحجّ إلى بيت الله الحرام.

* صفات الحاج إلى بيت الله الحرام.

* الإمام محمد الباقرعليه‌السلام .

١٤٨

* علم أهل البيتعليهم‌السلام .

* استجابة دعاء أهل البيتعليهم‌السلام .

(إنارة وإضفاء)

(الحجّ إلى بيت الله الحرام)

قرآن الكريم:

*( وَللّهِ‏ِ عَلَى النّاسِ حِجّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنّ اللّهَ غَنِيّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) آل عمران / 97.

حديث شريف:

* قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( للحاجّ والمعتمر إحدى ثلاث خصال: إمّا يُقال له: قد غفر لك ما مضى وما بقي. وإمّا يُقال له: غفر لك ما مضى فاستأنف العمل. وإمّا يُقال له: قد حُفظت في أهلك وولْدك، وهي أخسَّهنّ ). / الوسائل.

* عن عمر بن يزيد أنّه قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ( الحاج إذا دخل مكّة وكَّل الله به مَلكين يحفظان عليه طوافه وصلاته وسعيه، فإذا وقف بعرفة، ضربا على منكبه الأيمن، ثمّ قالا: أمّا ما مضى فقد كُفيته، فانظر كيف تكون فيّما تستقبل ). / الوسائل.

استعانة:

قصّة: الناقة أمانة عند الله / الشاهد (5).

قصّة: إنّه وديعة لأولاد الحسينعليه‌السلام / الشاهد (61).

قصّة: السيّد هاشم الحطّاب / الشاهد (95).

قصّة: الإمام الجوادعليه‌السلام ويحيى بن أكثم / الشاهد (41).

١٤٩

إنارة الشاهد (3) / رحمة الله تعالى / حديث وقصّة.

إنارة الشاهد (27) / زيارة الإمام الحسينعليه‌السلام كم حججت؟

(صفات الحاجّ إلى بيت الله الحرام)

حديث شريف:

* قال العالم الجليل الأوَّاه، سبط المحدّث الجزائري في شرح النُّخبة: وجدت في عدّة مواضع أوثِّقها - بخطّ بعض المشايخ الذين عاصرناهم - مرسلاً أنّه لمـّا رجع مولانا زين العابدينعليه‌السلام من الحجّ استقبله الشبلي، فقالعليه‌السلام له: ( حججت يا شبلي؟ ).

قال: نعم، يا بن رسول الله، فقالعليه‌السلام : ( أنزلت الميقات وتجرّدت عن مخيط الثياب واغتسلت؟ ).

قال: نعم، قالعليه‌السلام : ( فحين الميقات نويت أنّك خلعت ثوب المعصية، ولبست ثوب الطاعة؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فحين تجرّدت عن مخيط ثيابك، نويت أنّك تجرّدت من الرّياء والنّفاق والدخول في الشبهات؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فحين اغتسلت، نويت أنّك اغتسلت من الخطايا والذّنوب؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فما نزلت الميقات، ولا تجرّدت عن المخيط ولا اغتسلت ).

ثمّ قالعليه‌السلام : ( تنظَّفت، وأحرمت، وعقدت بالحجّ؟ ).

قال: نعم، قالعليه‌السلام : ( فحين تنظَّفت وأحرمت وعقدت الحجّ، نويت أنّك تنظَّفت بنورة التوبة الخالصة لله تعالى؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فحين أحرمت، نويت أنّك حرَّمت على نفسك كلّ مُحرّم حرّمه الله عزّ وجلّ؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فحين عقدت الحجّ، نويت أنّك قد حللت كلّ عقد لغير الله؟ ).

قال: لا، قال لهعليه‌السلام : ( ما تنظّفت، ولا أحرمت، ولا عقدت الحجّ ).

١٥٠

قالعليه‌السلام له: ( أدخلت الميقات وصلّيت رَكعتي الإحرام ولبّيت؟ ).

قال: نعم، قالعليه‌السلام : ( فحين دخلت الميقات، نويت أنّك بنيّة الزيّارة؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فحين صلّيت الركعتين، نويت أنّك تقرّبت إلى الله بخير الأعمال من الصلاة، وأكبر حسنات العباد؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فحين لبّيت، نويت أنّك نطقت لله سبحانه بكلّ طاعة، وصمتّ عن كلّ معصية؟ ).

قال: لا، قال لهعليه‌السلام : ( ما دخلت الميقات، ولا صلّيت، ولا لبّيت ).

ثمّ قالعليه‌السلام له: ( أدخلت الحرم، ورأيت الكعبة وصلّيت؟ ).

قال: نعم، قالعليه‌السلام : ( فحين دخلت الحرم، نويت أنّك حرّمت على نفسك كلّ غيبة تستغيبها المسلمين من أهل ملّة الإسلام؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فحين وصلت مكّة، نويت بقلبك أنّك قصدت الله؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فما دخلت الحرم، ولا رأيت الكعبة، ولا صلّيت ).

ثمّ قالعليه‌السلام : ( طفت بالبيت، ومسست الأركان، وسعيت؟ ).

قال: نعم، قالعليه‌السلام : ( فحين سعيت، نويت أنّك هربت إلى الله، وعرف منك ذلك علاَّم الغيوب؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فما طفت بالبيت، ولا مسست الأركان، ولا سعيت ).

ثمّ قالعليه‌السلام له: ( صافحت الحجر، ووقفت بمقام إبراهيمعليه‌السلام ، وصلّيت به ركعتين؟ ).

قال: نعم، فصاحعليه‌السلام صيحة كاد يُفارق الدّنيا، ثمّ قال: ( آهٍ! آهٍ! ).

ثمّ قال: ( مَن صافح الحجر الأسود فقد صافح الله تعالى، فانظر - يا مسكين - لا تُضيّع أجر ما عظَّم حرمته، وتنقض المـُصافحة بالمـُخالفة، وقبض الحرام نظير أهل الآثام ).

ثمّ قالعليه‌السلام : ( نويت حين وقفت عند مقام إبراهيمعليه‌السلام أنّك وقفت على كلّ طاعة، وتخلّفت عن كلّ معصية؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فحين صلّيت فيه ركعتين، نويت أنّك صلّيت بصلاة إبراهيمعليه‌السلام ، وأرغمت بصلاتك الشيطان؟ ).

١٥١

قال: لا، قالعليه‌السلام له: ( فما صافحت الحجر الأسود، ولا وقفت عند المقام، ولا صلّيت فيه ركعتين ).

ثمّ قالعليه‌السلام له: ( أشرفت على بئر زمزم، وشربت من مائها؟ ).

قال: نعم، قالعليه‌السلام : ( نويت أنّك أشرفت على الطاعة، وغضضت طرفكم عن المعصية؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فما أشرفت عليها، ولا شربت من مائها ).

ثمّ قال لهعليه‌السلام : ( أسعيت بين الصّفا والمروة، ومشيت وتردّدت بينهما؟ ).

قال: نعم، قالعليه‌السلام : ( نويت أنّك بين الرّجاء والخوف؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فما سعيت، ولا مشيت، ولا تردّدت بين الصّفا والمروة ).

ثمّ قالعليه‌السلام : ( أخرجت إلى منى؟ ).

قال: نعم، قالعليه‌السلام : ( نويت أنّك آمنت النّاس من لسانك، وقلبك ويدك؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فما خرجت إلى منى ).

ثمّ قالعليه‌السلام له: ( أوقفت الوقفة بعرفة، وطلعت جبل الرحمة، وعرفت وادي نمرة، ودعوت الله سبحانه عند الميل والجمرات؟ ).

قال: نعم، قالعليه‌السلام : ( هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة الله سبحانه أمر المعارف والعلوم، وعرفت قبض الله على صحيفتك واطّلاعه على سريرتك وقلبك؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( نويت بطلوعك جبل الرّحمة، أنّ الله يرحم كلّ مؤمن ومؤمنة، ويتولّى كلّ مسلم ومسلمة؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فنويت عند نمرة أنّك لا تأمر حتّى تأتمر، ولا تزجر حتّى تنزجر؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فعندما وقفت عند العلم والنمرات، نويت أنّها شاهدة لك على الطاعات، حافظة لك مع الحفظة بأمر ربّ السموات؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فما وقفت بعرفة، ولا طلعت جبل الرّحمة، ولا عرفت نمرة، ولا دعوت، ولا وقفت عند النمرات ).

١٥٢

ثمّ قالعليه‌السلام : ( مررت بين العلمين، وصلّيت قبل مرورك ركعتين، ومشيت بمُزدلفة، ولقطت فيها الحصى، ومررت بالمشعر الحرام؟ ).

قال: نعم، قالعليه‌السلام : ( فحين صلّيت ركعتين، نويت أنّها صلاة شكر في ليلة عشر، تنفي كل عُسر، وتُيسِّر كلّ يُسر؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فعندما مشيت بين العلمين، ولم تعدل عنهما يميناً وشمالاً، نويت ألاّ تعدل عن دين الحقّ يميناً وشمالاً، لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فعندما مشيت بمُزدلفة ولقطت منها الحصى، نويت أنّك رفعت عنك كلّ معصية وجهل، وثبَّتَّ كل علم وعمل؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فعندما مررت بالمشعر الحرام، نويت أنّك أشعرت قلبك إشعار أهل التقوى والخوف لله عزّ وجلّ؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فما مررت بالعلمين، ولا صلّيت ركعتين، ولا مشيت بالمـُزدلفة، ولا رفعت منها الحصى، ولا مررت بالمشعر الحرام ).

ثمّ قالعليه‌السلام له: ( وصلت منى ورميت الجمرة، وحلقت رأسك، وذبحت هديك، وصلّيت في مسجد الخِيف، ورجعت إلى مكّة، وطفت طواف الإفاضة؟ ).

قال: نعم، قالعليه‌السلام : ( فنويت عندما وصلت منى، ورميت الجمار، أنّك بلغت إلى مطلبك، وقد قضى ربّك كلّ حاجتك؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فعندما رميت الجمار، نويت أنّك رميت عدوّك إبليس وأغضبته بتمام حجّك النفيس؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فعندما حلقت رأسك، نويت أنّك تطهّرت من الأدناس، ومن تبعة بني آدم، وخرجت من الذّنوب كما ولدتك أمُّك؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فعندما صلّيت في مسجد الخِيف، نويت أنّك لا تخاف إلاّ الله عزّ وجلّ وذنبك، ولا ترجو إلاّ رحمة الله تعالى؟ ).

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فعندما ذبحت هديك، نويت أنّك ذبحت حنجرة الطّمع بما تمسَّكت به من حقيقة الورع، وأنّك اتّبعت سنّة إبراهيمعليه‌السلام بذبح ولده وثمرة فؤاده وريحان قلبه، ( وأحييت ) سنّته لمـَن بعده، وقُربه إلى الله تعالى لمـَن خلفه؟ ).

١٥٣

قال: لا، قالعليه‌السلام : ( فعندما رجعت إلى مكّة وطفت طواف الإفاضة، نويت أنّك أفضت من رحمة الله تعالى، ورجعت إلى طاعته، وتمسّكت بودِّه، وأدّيت فرائضه، وتقرّبت إلى الله تعالى؟ ).

قال: لا، قال له زين العابدينعليه‌السلام : ( فما وصلت منى، ولا رميت الجمار، ولا حلقت رأسك، ولا أدّيت نُسكك، ولا صلّيت في مسجد الخِيف، ولا طفت طواف الإفاضة، ولا تقرّبت، ارجع؛ فإنّك لم تحجّ ).

فطفق الشّبلي يبكي على ما فرّطه في حجِّه، وما زال يتعلّم حتّى حجّ من قابل بمعرفة ويقين. انتهى. / مُستدرك الوسائل.

* (لا لبّيك ولا سعديك): عن مالك بن أنس قال: حججت مع الصادقعليه‌السلام سنة، فلمـّا استوت به راحلته عند الإحرام، كان كلّما همّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، وكاد أن يخرَّ من راحلته، فقلت: قل - يا بن رسول الله! - ولا بدّ لك من أن تقول.

فقالعليه‌السلام : ( يا بن أبي عامر! كيف أجسر أن أقول: لبّيك، وأخشى أن يقول الله عزّ وجلّ: لا لبّيك ولا سعديك ). / عن البحار.

* عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( مَن حجّ بمال حرام فقال: لبّيك اللهمّ لبّيك. قال الله له: لا لبّيك ولا سعديك، حجّك مردود عليك! ). / ميزان الحكمة، عن الدّر المنثور.

شعر:

* (ولكن فوقه في جهنّم):

يحجّون بالمال الذي يجمعونه

حراماً إلى البيت العتيق المـُحرّم

ويزعم كلٌّ منهم أنَّ وزره

يُحطُّ ولكن فوقه في جهنم

* (ولكن حجّت العير):

إذا حججت بمال أصله دنس

فما حججت ولكن حجّت العِير

ما يقبل الله إلاّ كل طيّبة

ما كلّ مَن حجّ بيت الله مبرور

١٥٤

استعانة:

قصّة: سبحان الله! بادية بيداء وصبيٌّ يمشي؟ / الشاهد (30).

قصّة: مَلَك على صورة ابن المبارك / الشاهد (60).

قصّة: السفر إلى الحجّ في السّابع من ذي الحجّة / الشاهد (101).

إنارة الشاهد (87) / التكبُّر / يا هارون.

١٥٥

(الشاهد (34) )

هذا الذي أمر ملك الموت بتركي(1)

عن جابر بن يزيد قال: كنت مع أبي عبد اللهعليه‌السلام جالساً، إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان، فقال له: جُعلت فداك، إنّي قدمت أنا وأمِّي قاضييَن لحقّك، وإنّ أمّي ماتت دونك.

قالعليه‌السلام : ( اذهب فأتِ بأُمِّك ).

قال جابر: فما رأيت أشدّ تسليماً منه، ما ردّ على أبي عبد اللهعليه‌السلام حتّى مضى فجاء بأمِّه، فلمـّا رأت أبا عبد اللهعليه‌السلام قالت: هذا الذي أمر مَلك الموت بتركي، ثمّ قالت: يا سيّدي، أوصني.

قال: ( عليك بالبرّ للمؤمنين؛ فإنّ الإنسان يكون عمره ثلاثين سنة فيكون بارّاً، فيجعله ثلاثة وستّين سنة، وإنّ الإنسان يكون عمره ثلاثة وستّين سنة، فيكون غير بارٍّ، فيبتر الله عمره فيجعلها ثلاثين ).

(مواضيع الإدراج)

* الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام .

* علم أهل البيتعليهم‌السلام .

* التسليم لأهل البيتعليهم‌السلام .

* برّ الوالدين.

____________________

(1) مدينة المعاجز.

١٥٦

(إنارة وإضفاء)

(الإمام جعفر الصّادقعليه‌السلام )

هويّة:

* الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام ، هو سادس أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

كُناه: أبو عبد الله، أبو إسماعيل، أبو موسى.

ألقابه: الصادق، الفاضل، الطاهر، القائم، الصابر، الكافل، المـُنجي.

والده: الإمام محمد الباقرعليه‌السلام .

والدته: فاطمة (أمُّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر).

تاريخ ولادته: السابع عشر من ربيع الأول، سنة ثلاث وثمانين للهجرة.

مكان ولادته: المدينة المنوّرة.

أشهر زوجاته: حميدة بنت صاعد المغربي، فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسينعليه‌السلام .

أبناؤه: الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام ، إسماعيل، عبد الله، إسحاق، محمد الديباج، العباس، علي.

بناته: فاطمة، أسماء، فاطمة الصغرى، أمُّ فروة.

عمره عند انتقال الإمامة إليه: واحد وثلاثون سنة.

مُدَّة إمامته: أربع وثلاثون سنة.

نقش خاتمه: (ما شاء الله، لا قوّة إلاّ بالله، أستغفر الله).

ملوك عصره: من الأُمويِّين: هشام بن عبد الملك، يزيد بن عبد الملك (المـُلقَّب بالناقص)، إبراهيم بن الوليد، (مروان بن محمد الملقّب بالحمار). ومن العبّاسيّين: السفّاح، والمنصور.

وفاته: في الخامس والعشرين من شهر شوّال سنة (148) للهجرة.

١٥٧

سبب وفاته: السّمّ، وذلك على يد المنصور العبّاسي بواسطة عامله على المدينة (محمد بن سليمان).

مدفنه: البقيع.

استعانة:

قصَّة: الزنادقة الأربعة / الشاهد (50).

تعلّمت منك ثماني مسائل / الشاهد (108).

إنارة الشاهد (22) / النصّ الغدير واغتصاب الخلافة / الطائر الموكَّل بهما.

إنارة الشاهد (31) / قلوب الحُكّام بيد الله / الصادقعليه‌السلام وأبو الدوانيق.

إنارة الشاهد (33) / صفات الحاجّ / لا لبَّيك ولا سعديك.

إنارة الشاهد (37) / الشهود على الأعمال / لقد عُرِضت عليَّ أعمالك.

إنارة الشاهد (42) / علم أهل البيتعليهم‌السلام / مالك ولخالدة؟

١٥٨

(الشاهد (35) )

درَّاعة الخزّ السوداء(1)

عن ابن سنان أنّه قال: حمل الرشيد في بعض الأيام إلى عليّ بن يقطين ثياباً أكرمه بها، وفيها درّاعة خزّ سوداء، من لباس الملوك مُثقلة بالذهب، فأنفذ ابن يقطين بها إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام مع مال كثير، فلمـّا وصل إلى أبي الحسن (الكاظمعليه‌السلام ) قَبِلَ المال وردّ الدرّاعة، وكتب إليه: ( احتفظ بها ولا تُخرجها من يدك، فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه ). فلمـّا كان بعد أيّام تغيّر علي بن يقطين على غلام له فصرفه عن خدمته، فسعى الغلام به إلى الرشيد، فقال: إنّه يقول بإمامة موسى بن جعفرعليه‌السلام ، ويحمل إليه خمس ماله في كلّ سنة، وقد حمل إليه الدرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين. فغضب الرشيد غضباً شديداً، وقال: إن كان الأمر على ما تقول أزهقت نفسه. فأنفذ بإحضار ابن يقطين، وقال: عليّ بالدرّاعة التي كسوتك الساعة. فأنفذ خادماً وقال: آتيني بالسّفط - أي صندوق الطيب - الفلاني. فلمـّا جاء به وضعه بين يدي الرشيد، وفتحه فنظر إلى الدرّاعة بحالها مطويّة مدفونة في الطّيب، فسكن الرشيد من غضبه، وقال: انصرف راشداً؛ فلن أُصدِّق بعدها ساعياً. وأمر أن يُتبع بجائزة سَنيّة، وتقدَّم بضرب الساعي حتّى مات منه.

(مواضيع الإدراج)

* الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام .

* السّعاية.

* الخُمس.

____________________

(1) مناقب آل أبي طالب - والدرَّاعة: ضرب من الثياب، وقيل: جبَّة مشقوقة المقدم.

١٥٩

* علم أهل البيتعليهم‌السلام .

(إنارة وإضفاء)

(الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام )

هويَّة:

* الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام ، هو سابع أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

كُناه: أبو الحسن، أبو إبراهيم، أبو علي، أبو إسماعيل.

من ألقابه: الكاظم، العبد الصالح، النفس الزكية، زين المجتهدين، باب الحوائج، الوفي، الصابر الأمين، السيّد، الزّاهر.

والده: الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام .

والدته: حميدة بنت صاعد المغربي.

وقد كان الإمام الصادقعليه‌السلام يقول في حقِّها: ( إنّ حميدة مُصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب، وإنّها حميدة في الدّنيا ومحمودة في الآخرة ).

تاريخ ولادته: السابع من شهر صفر سنة (128) للهجرة.

مكان ولادته: الأبواء (بين مكّة والمدينة).

أشهر زوجاته: تَكْتُم أو الطاهرة، المـُكنّاة (أمّ البنين).

أشهر أولاده: الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، وقد ولد للإمامعليه‌السلام أولاد كثر والمشهور أنّهم كانوا سبعة وثلاثين ولداً.

عمره عند انتقال الإمامة إليه: عشرون سنة.

مدّة إمامته: خمس وثلاثون سنة.

نقش خاتمه: (المـُلك لله وحده).

ملوك عصره: المنصور، المهدي، الهادي، الرّشيد.

وفاته: يوم الجمعة في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة (183) للهجرة.

١٦٠