من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين0%

من شواهد المبلغين مؤلف:
الناشر: مَدْين
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 500

من شواهد المبلغين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ أكرم جزيني
الناشر: مَدْين
تصنيف: الصفحات: 500
المشاهدات: 190424
تحميل: 8182

توضيحات:

من شواهد المبلغين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 190424 / تحميل: 8182
الحجم الحجم الحجم
من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين

مؤلف:
الناشر: مَدْين
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(الشاهد (41) )

الإمام الجوادعليه‌السلام ويحيى بن أكثم(1)

عن الرّيّان بن شبيب: عندما أراد المأمون الخليفة العباسي أن يُزوّج ابنته أمَّ الفضل من الإمام الجوادعليه‌السلام استنكر العباسيون، ودار بينهم وبين المأمون جدال طويل، وفي نهايته استقرَّ الرأي على أن يمتحنوا الإمامعليه‌السلام ، فوجَّهوا إلى يحيى بن أكثم - وهو يومئذ قاضي الزّمان - كي يسأل الإمامعليه‌السلام مسألة لا يعرف الجواب فيها، ووعدوه بأموال نفيسة على ذلك، فأجابهم يحيى إلى طلبهم، ثمّ عيّنوا موعداً للاجتماع.

ولمـّا كان الموعد، واكتمل النصاب، واستقر المجلس، توجّه يحيى بن أكثم إلى المأمون قائلاً: أتأذن لي - يا أمير المؤمنين - أن أسأل أبا جعفر عن مسألة؟

فقال المأمون: استأذنه في ذلك.

فأقبل عليه يحيى بن أكثم، فقال: أتأذن لي - جُعلت فداك - في مسألة؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام - وهو يومئذ ابن تسع سنين وأشهُر -: ( سلْ إن شئت ).

فقال يحيى: ما تقول - جُعلت فداك - في مُحرِم قتل صيداً؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : ( قتله في حِلٍّ أم حرم؟ عالماً كان المـُحرِم أم جاهلاً؟ قَتَلَه عمداً أم خطأ؟ حُرَّاً كان المـُحرِم أم عبداً؟ صغيراً كان أم كبيراً؟ مُبتدئاً بالقتل أم مُعيداً؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الصيد أم من كباره؟ مُصِرَّاً على ما فعل أم نادماً؟ في الليل كان قتله للصيد أم بالنهار؟ مُحرِماً كان بالعمرة إذ قتله أم بالحج كان مُحرِماً؟ ).

فتحيَّر يحيى بن أكثم، وبان في وجهه العجز والانقطاع، وتلجلج حتّى عرف جماعة أهل المجلس عجزه.

____________________

(1) الاحتجاج باختصار.

١٨١

فقال المأمون: الحمد لله على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي. ثمّ نظر إلى أهل بيته فقال لهم: أعرفتم الآن ما كنتم تُنكرونه؟! ثمّ أقبل إلى أبي جعفرعليه‌السلام فقال له: أتخطب يا أبا جعفر؟

قالعليه‌السلام : ( نعم، يا أمير المؤمنين ).

وتمّت الخطبة ...

فلمـّا تفرّق النّاس وبقي من الخاصة مَن بقي، قال المأمون لأبي جعفرعليه‌السلام : جُعلت فداك، إن رأيت أن تذكر الفقه فيما فصّلته من وجوه قتل المـُحرّم لنعلمه ونستفيده.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : ( نعم، إنّ المـُحرِم إذا قتل صيداً في الحلِّ، وكان الصيد من ذوات الطير، وكان من كبارها فعليه شاة، وإن أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً، وإذا قتل فرخاً في الحِلِّ، فعليه حمل قد فُطِم من اللبن، فإذا قتله في الحرم، فعليه الحمل وقيمة الفرخ، فإذا كان من الوحش وكان حمار وحش فعليه بقرة، وإن كان عامة فعليه بدنة، وإن كان ظبياً فعليه شاة، فإن كان قتل شيئاً من ذلك في الحرم، فعليه الجزاء مُضاعفاً هدياً بالغ الكعبة، وإذا أصاب المـُحرِم ما يجب عليه الهدي فيه وكان إحرامه للحج نَحَرَه بمنى، وإن كان إحرامه بعمرة نَحَرَه بمكّة، وجزاء الصيد على العالم والجاهل سواء، وفي العمد عليه الإثم، وهو موضوع عنه في الخطأ، والكفّارة على الحُرِّ في نفسه، وعلى السيّد في عبده، والصغير لا كفّارة عليه، وهي على الكبير واجبة، والنادم يُسقط ندمه عنه عقاب الآخرة، والمـُصِرُّ يجب عليه العقاب في الآخرة ).

فقال المأمون: أحسنت يا أبا جعفر، أحسن الله إليك، فإن رأيت أن تسأل يحيى عن مسألة كما سألك؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام ليحيى: ( أسألك؟ ).

فقال: ذلك إليك - جُعلت فداك - فإن عرفت جواب ما تسألني عنه، وإلاّ استفدته منك.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : ( أخبرني عن رجل نظر إلى امرأة في أول النهار، فكان نظره إليها حراماً عليه، فلمـّا ارتفع النهار حلّت له، فلمـّا زالت الشمس حرمت عليه،

١٨٢

فلمـّا كان وقت العصر حلّت له، فلمـّا غابت الشمس حرُمت عليه، فلمـّا دخل وقت العشاء الآخرة حلّت له، فلمـّا كان وقت انتصاف الليل حرُمت عليه، فلمـّا طلع الفجر حلّت له، ما حال هذه المرأة؟! وبما حلّت له وحرُمت عليه؟! ).

فقال له يحيى بن أكثم: لا والله، لا أهتدي إلى جواب هذا السؤال، ولا أعرف الوجه فيه، فإن رأيت أن تُفيدنا؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : ( هذه أَمَة لرجل من النّاس، نظر إليها أجنبيّ في أول النهار، فكان نظره إليها حراماً عليه، فلمـّا ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلّت له، فلمـّا كان عند الظّهر أعتقها فحرُمت عليه، فلمـّا كان وقت العصر تزوّجها فحلّت له، فلمـّا كان وقت المغرب ظاهر منها(1) فحرُمت عليه، فلمـّا كان وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظهار فحلّت له، فلمـّا كان نصف الليل طلّقها تطليقة واحدة فحرُمت عليه، فلمـّا كان عند الفجر راجعها فحلّت له ).

قال: فأقبل المأمون على مَن حضر من أهل بيته وقال لهم: هل فيكم مَن يُجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب؟! أو يعرف القول فيما تقدّم من السؤال؟!

قالوا: لا والله، إنّ أمير المؤمنين أعلم بما رأى.

فقال: ويحَكم! إنّ أهل هذا البيت خُصّوا من الخَلق بما ترون من الفضل، وإنّ صغر السنِّ لا يمنعهم من الكمال، أما علمتم أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام وهو ابن عشر سنين، وقَبِل منه الإسلام وحكم له به، ولم يدعُ أحداً في سنه غيره، وبايع الحسن والحسينعليه‌السلام وهما دون الستِّ سنين، ولم يُبايع صبيّاً غيرهما؟ أولا تعلمون الآن ما اختصّ الله به هؤلاء القوم، وأنّهم ذُرِّية بعضها من بعض، يجري لآخرهم ما يجري لأوّلهم؟

قالوا: صدقت يا أمير المؤمنين.

____________________

(1) الظهار، هو أن يقول الرجل لزوجته: ( أنت عليّ كظهر أمِّي ). فإذا قال لها ذلك حرُمت عليه ولا يرجع بها أبداً إلاّ بعد أداء الكفّارة.

١٨٣

(مواضيع الإدراج)

* الإمام محمد الجودعليه‌السلام .

* علم أهل البيتعليهم‌السلام .

* الحج.

(إنارة وإضفاء)

(الإمام محمد الجوادعليه‌السلام )

هويَّة:

* الإمام محمد الجوادعليه‌السلام ، هو تاسع أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

من ألقابه: الجواد، القانع، التقي، المرتضى، المـُختار، المـُتوكِّل، المـُنتجب.

كُنيته: أبو جعفر (الثاني).

والده: الإمام علي الرضاعليه‌السلام .

والدته: (سبيكة) وقد تقدّم ذكرها في هويّة الإمام الرّضاعليه‌السلام .

تاريخ ولادته: ليلة الجمعة في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، وقيل: في العاشر من شهر رجب، سنة (195) للهجرة.

مكان ولادته: المدينة المنوّرة.

أشهَر زوجاته: غزال المغربيّة، وأمُّ الفضل بنت المأمون.

أولاده: الإمام علي الهاديعليه‌السلام ، موسى، فاطمة، أمامة.

عمره عند انتقال الإمامة إليه: سبع سنين وثلاثة أشهُر، أو تسع سنين وثلاثة أشهُر.

مدّة إمامته: ستَّ عشرة سنة أو ثماني عشرة.

١٨٤

نقش خاتمه: (نِعْمَ القادرُ الله).

ملوك عصره: المأمون، المـُعتصم.

وفاته: يوم السبت، آخر ذي الحجّة، سنة (220) للهجرة.

سبب وفاته: السمّ، وذلك على يد المعتصم العباسي، بواسطة زوجته أمِّ الفضل.

مدفنه: الكرخ (الكاظمية).

١٨٥

(الشاهد (42) )

 ... فيُمكنك أن تجعله اثنين؟(1)

عن كافور الخادم، قال: كان يونس النقّاش يَغشى سيّدنا الإمام الهاديعليه‌السلام ويخدمه، فجاء يوماً يرعد، فقال: يا سيّدي أُوصيك بأهلي خيراً. فقالعليه‌السلام : ( وما الخبر؟ ).

قال: عزمت على الرحيل.

قالعليه‌السلام - وهو يبتسّم -: ( ولِمَ يا يونس؟ ).

قال: وجّه إليّ ابن بغيٍ بفصٍّ ليس له قيمة فأقبلت أنقشه، فكسرته باثنين، وموعده غد، وهو ابن بغي، إمّا ألف سوط أو القتل.

قالعليه‌السلام : ( امض إلى منزلك إلى غد فرحاً، فما يكون إلاّ خير ). فلمـّا كان من الغد وافاه بكرة يرعد، فقال: قد جاء الرسول يلتمس الفصَّ.

قالعليه‌السلام : ( امض إليه، فلن ترى إلاّ خيراً ).

قال: وما أقول له - يا سيّدي -؟

قال: فتبسّم، وقالعليه‌السلام : ( امضِ إليه واسمع ما يُخبرك به، فلا يكون إلاّ خير ).

قال: فمضى وعاد وقال: قال لي يا سيّدي: الجواري اختصمن، فيُمكنك أن تجعله اثنين حتّى نُغنيك؟

فقال الإمامعليه‌السلام : ( اللهمّ، لك الحمد؛ إذ جعلتنا ممَّن يحمدك حقَّاً، فأيُّ شيء قلت له؟ ).

قال: قلت له: أمهلني حتّى أتأمّل أمره؟

فقالعليه‌السلام : ( أصبت ).

١٨٦

(مواضيع الإدراج)

* الإمام علي الهاديعليه‌السلام .

* علم أهل البيتعليهم‌السلام .

* الالتجاء إلى أهل البيتعليهم‌السلام .

(إنارة وإضفاء)

(الإمام علي الهاديعليه‌السلام )

هويّة:

* الإمام علي الهاديعليه‌السلام ، هو عاشر أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

كُنيته: أبو الحسن.

من ألقابه: النقي، الهادي، النجيب، المرتضى، العالم، التقي، الفقيه، الأمين، المؤتمن، الطيِّب، المتوكّل، العسكري، الناصح.

والده: الإمام محمد الجوادعليه‌السلام .

والدته: (سَمانة المغربية)، وهي من القانتات الصالحات، وكان الإمام الهاديعليه‌السلام يقول: ( أمِّي عارفة بحقّي، وهي من أهل الجنّة، ما يقربها شيطان مريد، ولا ينالها كيد جبّار عنيد، وهي مكلوءة بعين الله التي لا تنام ).

أشهر زوجاته: (سليل)، وهي امرأة جليلة الشأن، وكانت المفزع للشيعة في نقل الأحكام أيّام الشدّة، وكان الهاديعليه‌السلام يقول بحقّها:( إنّها مسلولة من الآفات والعاهات، والأرجاس والأنجاس ) .

أولاده: الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام ، والسيّد محمد (صاحب الكرامات) والحسين، وجعفر، وعالية.

١٨٧

مكان ولادته: المدينة المنوّرة.

تاريخ ولادته: منتصف ذي الحجّة، سنة (212) للهجرة.

عمره عند انتقال الإمامة إليه: ستّ سنوات وخمسة أشهر، وقيل: سبع سنوات.

نقش خاتمه: (الله ربِّي وهو عصمتي من خلقه).

مدَّة إمامته: أربع وثلاثون سنة.

ملوك عصره: المـُعتصم، الواثق، المتوكِّل، المـُنتصر، المـُستعين، المـُعتزُّ.

وفاته: يوم الإثنين، الثالث من رجب، سنة 254 للهجرة.

سبب وفاته: السم، وذلك على يد المعتز العباسي.

مدفنه: سامراء.

استعانة :

قصّة: استجاب الله دعوتك / الشاهد (43).

قصّة: باتوا على قُلل الأجبال / الشاهد (44).

إنارة الشاهد (81) / طلب الدّنيا وطلب الآخرة / تل المخالي.

(علم أهل البيتعليهم‌السلام )

حديث شريف:

* عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( إنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فُضِّلت به النبيُّون إلى محمد خاتم النبيِّين في عترة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ). / عن البحار.

* وعن الإمام الرضاعليه‌السلام : ( إنّ العبد إذا اختاره الله عزّ وجلّ لأمور عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاماً، فلم يعي بعده بجواب، ولا يَحير فيه عن الصواب ). / الكافي.

١٨٨

قصّة:

* (ما لك ولخالدة؟): عن إبراهيم بن مهزم قال: خرجت من عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ليلة مُمسياً، فأتيت منزلي في المدينة، وكانت أمِّي معي، فوقع بيني وبينها كلام، فأغلظت لها، فلمـّا كان من الغد صلّيت الغداة وأتيت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فلمـّا دخلت عليه قال لي مبتدئاَ: ( يا أبا مهزم، مالك ولخالدة، أغلظت في كلامها البارحة؟! أما علمت أنّ بطنها منزل سكنته، وأنّ حِجرها مهد غمزته، وثديها وعاء قد شربته؟! ).

قال: قلت: بلى.

قال: ( فلا تُغلِظ لها ). / عن البحار.

* (كنت واقفيّاً): قال عبد الله بن المغيرة: كنت واقفياً - أي على مذهب الواقفية - فتعلَّقت بالملتزم وقلت: اللهمّ، أرشدني إلى خير الأديان. فوقع في نفسي أن آتي الرضاعليه‌السلام ، فأتيت المدينة فوقفت ببابه، وقلت للغلام: قل لمولاك: رجل من أهل العراق بالباب. فسمعت نداءً: (ادخل، يا عبد الله بن المغيرة). فدخلت، فلمـّا نظر إليّ قال: (قد استجاب الله دعوتك، وهداك إلى دينك).

فقلت: أشهد أنّك حجّة الله. / مناقب آل أبي طالب.

استعانة:

قصّة: إنّ لله عزّ وجلّ لوحاً محفوظاً / الشاهد (2).

قصّة: الإمام الحسن وأسئلة ابن الأصفر / الشاهد (23).

قصّة: فاردُد طعامنا فإنّه لا يأكله غيرنا / الشاهد (29).

قصّة: أنتم ورثة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ / الشاهد (32).

قصّة: ما أكثر الضّجيج وأقلّ الحجيج / الشاهد (33).

قصّة: درّاعة الخزّ السوداء / الشاهد (35).

قصّة: كذّاب مَن زعم أنّك من الرافضة / الشاهد (36).

قصّة: الإمام الجوادعليه‌السلام ويحيى بن أكثم الشاهد (41).

قصّة: استحباب الله دعوتك / الشاهد (43).

١٨٩

قصّة: الحقْ أمّة جدِّك فقد هلكت / الشاهد (45).

(الالتجاء إلى أهل البيتعليهم‌السلام )

دعاء:

* عن الإمام زين العابدينعليه‌السلام : ( اللهم، إنّك أيّدت دينك في كلّ أوان بإمام، جعلته علماً لعبادك، ومناراً في بلادك، بعد أن وصلت حبله بحبلك، وجعلته الذريعة إلى رضوانك، وافترضت طاعته، وحذّرت من معصيته، وأمرت بامتثال عصمة اللائذين، وكهف المؤمنين، وعروة المتمسِّكين، وبهاء العاملين ) / الصحيفة السجّادية.

استعانة:

قصّة: الحقْ أمّة جدِّك / الشاهد (45).

١٩٠

(الشاهد (43) )

استجاب الله دعوتك(1)

في الخرايج: حدّث جماعة من أهل أصفهان - منهم أبو العباس أحمد بن النضر وأبو جعفر محمد بن علوية - قالوا: كان بأصفهان رجل يقال له: عبد الرحمان. وكان شيعيّاً، قيل له: ما الذي أوجب عليك القول بإمامة علي النقي دون غيره من أهل الزمان؟

قال: شاهدت ما أوجب عليّ؛ وذلك أنّي كنت رجلاً فقيراً، وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل أصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكّل متظلِّمين، فكنّا بباب المتوكّل يوماً إذا أخرج الأمر بإحضار علي بن محمد النقيعليه‌السلام ، فقلت لبعض مَن حضر: مَن هذا الرجل الذي قد أُمِرَ بإحضاره؟

فقيل: هذا رجل علوي، تقول الرافضة بإمامته. ثمّ قال: ويقدّر أنّ المتوكّل يُحضره للقتل.

فقلت: لا أبرح من هاهنا حتّى أنظر إلى هذا الرجل أيُّ رجل هو.

قال: فأقبل راكباً على فرس، وقد قام النّاس يمنة الطريق ويسرتها صَفّين ينظرون إليه، فلمـّا رأيته وقع حبُّه في قلبي، فجعلت أدعو بنفسي بأن يدفع الله عنه شرَّ المتوكّل، فأقبل يسير بين النّاس، وهو ينظر إلى عرف دابته لا ينظر يمنة ولا يسرة، وأنا دائم الدعاء، فلمـّا صار إليَّ أقبل بوجهه إليّ وقال: ( استجاب الله دعاءك وطوَّل عمرك، وكثّر مالك وولْدك ).

قال: فارتعدت ووقعتُ بين أصحابي، فسألوني وهم يقولون: ما شأنك؟

فقلت: خير. ولم أُخبِر بذلك، فانصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان، ففتح الله عليَّ وجوهاً من المال، حتّى إنّي اليوم أُغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم، سوى ما لي خارج داري، ورُزقت عشرة من الأولاد، وقد بلغت الآن من عمري نيِّفاً وسبعين سنة، وأنا أقول بإمامة الرجل عليّ، الذي علم ما في قلبي، واستجاب الله دعاءه فيَّ ولي.

____________________

(1) سفينة البحار.

١٩١

(مواضيع الإدراج)

* الأئمّة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اثنا عشر.

* مَن مات ولم يعرف إمام زمانه.

* الإمام الهاديعليه‌السلام .

* علم أهل البيتعليهم‌السلام .

* مظلوميّة أهل البيتعليهم‌السلام .

* استجابة دعاء أهل البيتعليهم‌السلام .

(إنارة وإضفاء)

(الأئمّة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اثنا عشر)

حديث شريف:

* (هذا والله دين الله): عن الشيخ الصدوق وغيره، بالإسناد المتَّصل عن عبد العظيم الحسني أنّه قال: دخلت على سيّدي علي بن محمد النقي الهاديعليه‌السلام ، فلمـّا بصر بي قال: ( مرحباً بك يا أبا القاسم، أنت وليُّنا حقّاً ).

فقلت له: يا بن رسول الله، إنّي أُريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيّاً أثبتُ عليه حتّى ألقى الله عزّ وجلّ.

فقال: ( هات يا أبا القاسم ).

فقلت: إنّي أقول: إنّ الله تبارك وتعالى واحد، ليس كمثله شيء، خارج عن الحدّين، حدّ الإبطال وحدّ التشبيه، وإنّه ليس بجسم ولا صورة، ولا عرض ولا جوهر، بل مُجسِّم الأجسام، ومُصوِّر الصور، وخالق الأعراض والجواهر، وربّ

١٩٢

كلّ شيء، ومالكه وجاعله ومُحدثه، وأنّ محمداً عبده ورسوله خاتم النبيِّين، فلا نبي بعده إلى يوم القيامة، وأنّ شريعته خاتمة الشرائع؛ فلا شريعة بعده إلى يوم القيامة، وأقول: إنّ الإمام والخليفة وولّي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمد بن علي، ثمّ جعفر بن محمد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمد بن علي، ثمّ أنت يا مولاي.

فقالعليه‌السلام : ( ومن بعدُ الحسن ابني، فكيف للناس بالخلف من بعده؟! ).

قال: فقلت: وكيف ذلك يا مولاي؟

قال: ( لأنّه لا يُرى شخصه، ولا يُحلّ ذكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت ظلماً وجَوراً ).

قال: فقلت: أقررت. وأقول: إنّ وليّهم وليّ الله وعدوَّهم عدوُّ الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله. وأقول: إنّ المعراج حقٌّ، والمسألة في القبر حقٌّ، وأنّ الجنّة حقّ، وأنّ النّار حقّ، والصراط حقّ، والميزان حقّ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث مَن في القبور. وأقول: إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة، والزكاة، والصوم، والحجّ، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن النكر.

فقال علي بن محمدعليه‌السلام : ( يا أبا القاسم، هذا - والله - دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبتْ عليه، ثبَّتك الله بالقول الثابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة ). / روضات الجنّات.

(مَن مات وهو لا يعرف إمام زمانه)

حديث شريف:

* قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( مَن مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة ). / عن البحار.

استعانة:

قصّة: أمَّن هو قانت آناء الليل / الشاهد (18).

١٩٣

(الشاهد (44) )

باتوا على قُلل الأجبال(1)

قال المسعودي في مروج الذّهب: سُعي إلى المتوكّل بعلي بن محمد الجوادعليه‌السلام ، أنّ في منزله كُتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قمْ، وأنّه عازم على الوثوب بالدولة، فبعث إليه جماعة من الأتراك، فهاجموا داره ليلاً، فلم يجدوا فيها شيئاً، ووجدوه في بيت مُغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل والحصا، وهو متوجِّه إلى الله تعالى، يتلو آيات من القرآن، فحُمل على حالته تلك إلى المتوكّل، وقالوا له: لم نجد في بيته شيئاً، ووجدناه يقرأ القرآن مُستقبل القبلة. وكان المتوكّل في مجلس الشّرب، فدخل عليه والكاس في يد المتوكّل، فلمـّا رآه هابه وعظّمه وأجلسه إلى جانبه، وناوله الكاس التي كانت في يده.

فقال: ( والله، ما يُخامر لحمي ودمي قطُّ، فأعفني ).

فأعفاه، وقال: أنشدني شعراً.

فقالعليه‌السلام : ( إنّي قليل الرواية للشعر ).

فقال: لا بدّ.

فأنشدهعليه‌السلام وهو جالس عنده:

باتوا  على قُلل الأجبال تحرسهم

غُلب الرجال فلم تنفعهم القُلل

واستُنزلوا بعد عِزٍّ عن معالقهم

وأُسكنوا حفراً يا بئسَ ما نزلوا

ناداهم صارخ من بعد ما دُفنوا

أين  الأساور والتيجان والحِلل

أين الوجوه التي كانت مُنعَّمة

من دونها تُضرَب الأستار والكِلل

فأفصح  القبر عنهم حين ساءلهم

تلك  الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا

فأصبحوا بعد ذاك الأكل قد أُكِلوا

١٩٤

وطالما عمَّروا دوراً لتُسكِنَهم

ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا

قال: فبكى المتوكّل حتّى بلّت لحيته دموعه، وبكى الحاضرون، ودفع إلى عليعليه‌السلام أربعة آلاف دينار، ثمّ ردّه إلى منزله مُكرّماً.

وقال الكراجكي (قدس سرّه) في الكنز، فضرب المتوكّل بالكاس الأرض، وتنغّص عيشه في ذلك اليوم.

(مواضيع الإدراج)

* الإمام علي الهاديعليه‌السلام .

* ذكر الموت.

* الاغترار بالدّنيا وزينتها.

١٩٥

(الشاهد (45) )

الحق أمّة جدِّك فقد هلكت(1)

ثاقب المناقب والراوندي قالا: روي عن علي بن الحسين بن سابور، قال: قحط النّاس بسرِّ مَن رأى في زمن الحسن الأخير - العسكري -عليه‌السلام فأمر الخليفة الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيّام متوالية إلى المـُصلّى يستسقون ويدعون فما سُقوا، فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء، ومعه النصارى والرّهبان، وكان فيهم راهب، فلمـّا مَدَّ يده هطلت المساء بالمطر، وخرج في اليوم الثاني فهطلت السماء بالمطر، فشكّ أكثر النّاس وتعجّبوا وصَبُوا إلى (دين) النصرانية، فأنفذ الخليفة إلى الحسنعليه‌السلام - وكان محبوساً فاستخرجه من حبسه - وقال: الحقْ أمّة جدِّك، فقد هلكت.

فقال له: ( إنّي خارج في الغد، ومُزيل الشّكّ إن شاء الله )، فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرّهبان، وخرج الحسنعليه‌السلام في نفر من أصحابه، فلمـّا بصر بالراهب، - وقد مدّ يده - أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين إصبعيه، ففعل وأخذ من بين سبّابته والوسطى عظماً أسود، فأخذه الحسنعليه‌السلام بيده ثمّ قال له: ( استسق الآن ). فاستسقى، وكانت السماء غائمة، فتقشّعت وطلعت الشمس بيضاء، فقال الخليفة: ما هذا العَظْم، يا أبا محمد؟!

قالعليه‌السلام : ( هذا رجل مرَّ بقبر نبيٍّ من أنبياء الله، فوقع في يده هذا العَظم، وما كُشِفَ عن عظم نبيٍّ إلاّ هطلت السماء بالمطر ).

____________________

(1) مدينة المعاجز.

١٩٦

(مواضيع الإدراج)

* الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام .

* الإسلام وأظهريّته على سائل الأديان.

* علم أهل البيتعليهم‌السلام .

* الالتجاء إلى أهل البيتعليهم‌السلام .

(إنارة وإضفاء)

(الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام )

هويّة:

* الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام ،هو الإمام الحادي عشر من أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

كُنيته: أبو محمد.

من ألقابه: الزكي، الهادي، العسكري، التقي، الخالص، السراج، الصامت، الرفيق، المرضي، السخي، المـُستودَع.

والده: الإمام علي الهاديعليه‌السلام .

والدته: (سليل)، ويقال لها أيضاً: سوسن، وريحانة، وغزال المغربيّة. وقد تقدّم ذكرها في هوية الإمام الهاديعليه‌السلام .

زوجته: نرجس أو ملكية بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وأمُّها من ولْد الحواريين، تنتسب إلى شمعون وصيّ المسيحعليه‌السلام .

ولْده: الإمام المهدي المـُنتظَر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).

مكان ولادته: المدينة المنوّرة.

١٩٧

تاريخ ولادته: الثامن من ربيع الثاني سنة (232) للهجرة.

عمره عند انتقال الإمامة إليه: ثلاث وعشرون سنة وأشهُر.

نقش خاتمه: (سبحان مَن له مقاليد السموات والأرض).

مدّة إمامته: خمس سنين وأشهُر.

ملوك عصره: المـُعتزّ، المـُهتدي، المـُعتمد.

وفاته: يوم الجمعة الثامن من ربيع الأول، سنة (260) للهجرة.

سبب وفاته: السمّ، وذلك على يد المعتمد العبّاسي.

مدفنه: سامرّاء.

(الإسلام وأظهريّته على سائل الأديان)

قرآن كريم:

*( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) التوبة / 33.

*( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران / 85.

حديث شريف:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( إنّ هذا الإسلام دين الله الذي اصطفاه لنفسه، واصطنعه على أعيُنه، أصفاه خيرة خلقه، وأقام دعائمه على محبَّته، أذلّ الأديان بعِزَّته، ووضع المِلل برفعه، وأهان أعداءه بكرامته، وخذل محادّيه بنصره، وهدم أركان الضلالة بركنه ). / نهج البلاغة.

* وقال الإمام الصادقعليه‌السلام : ( مَن دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه، ومَن دخل بالكتاب والسنَّة زالت الجبال قبل أن يزول ). / البحار.

١٩٨

استعانة:

قصّة: إنّما يخشى الله من عباده العلماء / الشاهد (1).

قصّة: يا بُني دينك خير دين / الشاهد (52).

قصّة: قطعة من تُراب الجنّة / الشاهد (26).

قصّة: قد أُجيبت الدعوة / الشاهد (59).

إنارة الشاهد (42) / علم أهل البيت / كنت واقفيّاً.

إنارة الشاهد (43) / الأئمّة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم / هذا والله دين الله.

١٩٩

(الشاهد (46) )

سِرُّ الرُّمّانة ولقاء الإمامعليه‌السلام (1)

عن المجلسي في البحار، عن بعض الثقات قال: لمـّا كانت البحرين تحت ولاية الإفرنج، جعلوا واليها رجلاً من المسلمين؛ ليكون أدعى إلى تعميرها، وأصلح بحال أهلها، وكان هذا الوالي من النواصب، وله وزير أشدُّ نصباً منه، يُظهر العداوة لأهل البحرين لحبِّهم لأهل البيتعليهم‌السلام ، ويحتال في إهلاكهم والإضرار بهم بكل حيلة.

فلمـّا كان في بعض الأيّام، دخل الوزير على الوالي وبيده رمانة فأعطاها للوالي، فإذا مكتوب عليها (لا اله إلاّ الله محمد رسول الله، أبو بكر، عمر، عثمان، علي، خُلفاء رسول الله). فتأمّل الوالي فرأى الكتابة من أصل الرمانة، بحيث لا يحتمل عنده أن يكون من صناعة بشر، فتعجّب من ذلك وقال للوزير: هذه آية بيِّنة وحجّة قويّة على إبطال مذهب الرافضة، فما رأيك في أهل البحرين؟

فقال له: أصلحك الله، هؤلاء جماعة مُتعصبِّون، يُنكرون البراهين، وينبغي لك أن تُحضرهم وتُريهم هذه الرمّانة، فإن قبلوا ورجعوا إلى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل بذلك، وإن أبوا إلاّ المقام على ضلالتهم فخيّرهم بين ثلاث: إمّا أن يؤدُّوا الجزية وهم صاغرون، أو يأتوا بجواب هذه الآية البيّنة التي لا محيص عنها، أو تُقتل رجالهم وتُسبى نساؤهم وأولادهم، وتؤخذ بالغنيمة أموالهم.

فاستحسن الوالي رأيه، وأرسل إلى العلماء والأفاضل الأخيار، والنجباء والسادة الأبرار من أهل البحرين، وأحضرهم وأراهم الرمّانة، وأخبرهم بما رأى فيهم إن لم يأتوا بجواب شافٍ من  القتل والأسر وأخذ الأموال، أو أخذ الجزية على وجه الصغار كالكفّار، فتحيّروا في أمرها، ولم يقدروا على الجواب، وتغيّرت وجوههم وارتعدت فرائصهم.

____________________

(1) البحار.

٢٠٠