من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين0%

من شواهد المبلغين مؤلف:
الناشر: مَدْين
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 500

من شواهد المبلغين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ أكرم جزيني
الناشر: مَدْين
تصنيف: الصفحات: 500
المشاهدات: 190482
تحميل: 8184

توضيحات:

من شواهد المبلغين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 190482 / تحميل: 8184
الحجم الحجم الحجم
من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين

مؤلف:
الناشر: مَدْين
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(قرّاء القرآن)

قرآن كريم:

* ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزّمر / 23.

حديث شريف:

* عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ( قرّاء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن، فاتّخذه بضاعة، واستدرّ به الملوك، واستطال به على النّاس، ورجل قرأ القرآن، فحفظ حروفه، وضيّع حدوده، وأقامه إقامة القدح، فلا كثّر الله هؤلاء من حملة القرآن، ورجل قرأ القرآن، فوضع دواء القرآن على داء قلبه، فأسهر به ليله، وأظمأ به نهاره، وقام به في مساجده، وتجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله البلاء، وبأولئك يُديل الله من الأعداء، وبأولئك يُنزل الله الغيث من السماء. فو الله، لهؤلاء في قرّاء القرآن أعَزّ من الكبريت الأحمر ). / الوسائل.

حِكمة:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

- ( ما جالس أحد هذا القرآن إلاّ قام بزيادة أو نقصان، زيادة في هُدى أو نقصان في عمى ).

- ( تعلّموا القرآن؛ فإنّه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره؛ فإنّه شفاء الصدور ).

- ( مَن أنِسَ بتلاوة القرآن لم توحِشه مُفارقة الإخوان ). / غرر الحكم.

٢٢١

طرفة:

* (ثلاثة بثلاثة وإذا زدتنا زدناك) قال معاوية يوماً: أيّها النّاس، إنّ الله حبا قريشاً بثلاث، فقال لنبيّه:( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) الشعراء - 214، ونحن عشيرته الأقربون، وقال تعالى:( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ) الزخرف - 44 ونحن قومه، وقال تعالى:( لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ ) قريش - 1، ونحن قريش.

فأجابه رجل من الأنصار، وقال له: على رسلك يا معاوية، وإنّ الله تعالى قال:( وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ) الأنعام - 66، وأنتم قومه، وهو الحق، وقال تعالى:( وَلَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدّونَ ) الزخرف - 57، وأنتم قومه، وقال تعالى:( وَقَالَ الرّسُولُ يَا رَبّ إِنّ قَوْمِي اتّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) الفرقان - 30، وأنتم قومه، ثلاثة بثلاثة، وإذا زدتنا زدناك. / حجر وطين.

* (الاستطعام بآيات القرآن): قال بعض الأُدباء: كنت بمجلس لبعض أُمراء بغداد، وبين يديه طبق فيه قطع من الحلوى، وإذ دخل عليه مجنون حلو الكلام، فقال: أيُّها الأمير، ما هذا؟

فرمى إليه بواحدة.

فقال:( إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ ) يس - 14.

فشفعها بأُخرى.

فقال:( فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ... ) يس - 14.

فأعطاه ثالثة.

فقال:( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ) البقرة - 260.

فألقى إليه رابعة.

فقال:( وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ ) الكهف - 22.

فدفع إليه خامسة.

فقال:( فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) الأعراف - 54.

فجعلها ستَّاً.

٢٢٢

فقال:( سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا ) الملك - 3.

فصيّرها سبعاً.

فقال:( ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ) الأنعام - 143.

فأمر له بالثامنة.

فقال:( تِسْعَةُ رَهْطٍ ) النمل - 48.

فأتمّ له تسعاً.

فقال:( تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ) البقرة - 196.

فأكملها عشراً.

فقال:( أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ) يوسف - 4.

فزاد على العشر واحدة.

فقال:( إِنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً ) التوبة - 36.

فأكمل له اثني عشر.

فقال:( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ ) الأنفال - 65.

فجعلها عشرين.

فقال:( يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) الأنفال - 65.

فأمر برفع الطبق إليه.

فقال: لو لم تفعل ذلك لقرأت لك:( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) الصّافّات - 147. / كشكول البهائي.

* (ألا هبّي بصحنك): قال الأصمعي: دخلت البادية ومعي كيس فأودعته امرأة منهم، فلمـّا طلبته أنكرته، فقدّمتها إلى شيخ من الأعراب، فأقامت على إنكارها فقال: قد علمت أنّه ليس عليها إلاّ اليمين.

فقلت: كأنّك لم تسمع قوله تعالى:

ولا تقبل لسارقة يمينا    وإن حلفت بربِّ العالمينا

فقال: صدقت.

ثمّ أخذ يتهدّدها فأقرّت وردّت إليّ الكيس، ثمّ التفت إليّ الشيخ، وقال: في أي سورة هذه الآية؟

٢٢٣

فقلت في قوله تعالى:

ألا هبِّي بصحنك فاصبحينا

ولا تُبقي خمور الأندرينا

فقال: سبحان الله! لقد كنت أظن أنّها في( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ) / كشكول البهائي.

* ( قاتلكم الله): أحضر رجل ولده إلى القاضي فقال: يا مولانا القاضي، إنّ ولدي هذا يشرب الخمر ولا يُصلّي.

فأنكر ولده ذلك.

فقال أبوه: يا سيّدي، فصلاة تكون بغير قراءة؟

فقال الولد: إنّي أعرف القرآن وأعرف القراءات.

فقال القاضي: اقرأ حتّى أسمع.

فقال:

عَشِقَ القلب الرّبابا

بعدما شابت وشابا

إنّ دين الله حقّ

لا نرى فيه ارتيابا

فقال أبوه: إنّه لم يتعلّم هذا إلاّ البارحة، سرق مصحف الجيران وحفظ منه هذا.

فقال القاضي: قاتلكم الله، يتعلّم أحدكم القرآن ولا يعمل به. / كشكول البحراني.

استعانة:

إنارة الشاهد (48) / التحريف / رجل مكشوف الرأس في مسجد حمص.

٢٢٤

(الشاهد (50) )

الزنادقة الأربعة(1)

روي عن هشام بن الحكم قال: اجتمع ابن أبي العوجاء، وأبو شاكر الدّيصاني الزنديق، وعبد الملك البصري وابن المقفّع عند بيت الله الحرام، يستهزؤون بالحاجّ ويطعنون بالقرآن.

فقال ابن أبي العوجاء: تعالوا ننقض كلّ واحد منّا ربع القرآن وميعادنا من قابل في هذا الموضع، نجتمع فيه وقد نقضنا القرآن كلّه، فإنّ في نقضه إبطال نبوّة محمد، وفي إبطال نبوّته إبطال الإسلام، وإثبات ما نحن فيه، فاتّفقوا على ذلك وافترقوا، فلمـّا كان من قابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام، فقال ابن أبي العوجاء: أمّا أنا فمُتفكّر منذ افترقنا في هذه الآية:( فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً ) يوسف / 80. فما أقدر أن أضمّ إليها في فصاحتها وجميع معانيها شيئاً، فشغلتني هذه الآية عن التّفكّر فيما سواها.

فقال عبد الملك: وأنا منذ فارقتاكم مُتفكّر في هذه الآية: ( يَا أَيّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنّ الّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمْ الذّبَابُ شَيْئاً لاّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) الحج / 73. ولم أقدر على الإتيان بمثلها.

فقال أبو شاكر: وأنا منذ فارقتكم مُتفكِّر في هذه الآية:( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) الأنبياء / 24. لم أقدر على الإتيان بمثلها.

فقال ابن ابن المقفّع: يا قوم، إنّ هذا القرآن ليس من جنس كلام البشر، وأنا منذ فارقتكم مُتفكّر في هذه الآية:( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ

____________________

(1) الاحتجاج.

٢٢٥

الْمَاءُ وَقُضِي الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلى الْجُودِيّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ ) هود / 44. لم أبلغ غاية المعرفة بها، ولم أقدر على الإتيان بمثلها.

قال هشام بن الحكم: فبينما هم في ذلك، إذ مرّ بهم جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام فقال:( قُل لّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنّ عَلَى‏ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) الإسراء / 88.

فنظر القوم بعضهم إلى بعض وقالوا: لئن كان للإسلام حقيقة لما انتهى أمر الوصيّة إلاّ إلى جعفر بن محمد، والله، ما رأيناه قطّ إلاّ هِبْناه واقشعرّت جلودنا لهيبته، ثمّ تفرّقوا مُقرِّين بالعجز.

(مواضيع الإدراج)

* بلاغة القرآن الكريم وإعجازه.

* الإمام الصادقعليه‌السلام .

(إنارة وإضفاء)

(بلاغة القرآن الكريم وإعجازه)

قرآن كريم:

*( قُل لّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنّ عَلَى‏ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) الإسراء / 88.

قصَّة:

قال الأصعمي: كنت أقرأ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ - والله غفور رحيم -) ، وبجنبي أعرابيّ، فقال: كلام مَن هذا؟

٢٢٦

فقلت: كلام الله.

قال: أعدْ، فأعدت.

فقال: ليس هذا الكلام الله.

فانتبهت وقرأت:( وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .

فقال: أصبت، هذا كلام الله.

فقلت: أتقرأ القرآن؟

قال: لا.

فقلت: فمن أين علمت؟

فقال: يا هذا، عَزّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحِم لما قطع. / روضات الجنّات.

استعانة:

قصّة: إنّما يخشى الله من عباده العلماء / الشاهد (1).

٢٢٧

(الشاهد (51) )

أنت ومالك لأبيك(1)

جاء في بعض الروايات: أنّ رجلاً شكا أباه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال له: إنّه أخذ مالي. فاستدعاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإذا هو شيخ يتوكَّأ على عصاه، وكان الرجل قد آلمته شكوى ابنه، فأسرّ في نفسه كلاماً، فنزل جبرئيلعليه‌السلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأمره أن يسأل الرجل عمّا حدَّث به نفسه قبل أن ينظر في شكوى ابنه، فلمـّا سأله قال الرجل: والله، لا يزيدنا الله بك إلاّ إيماناً وتصديقاً، لقد قلت مناجياً ابني:

غذوتك مولوداً وقيتك يافعاً

تُعلُّ  بما أُحني عليك وتَنهل

إذا  ليلةً خافتك السّقم لم أبِتْ

لسقمك  إلاّ شاكياً أتململ

كأنّي أنا المطروق دونك بالّذي

طُرقت  به دوني فعيناي تهمل

فلمـّا بلغت السنّ والغاية التي

إليها مدى ما كنت فيك أؤمل

جعلت  جزائي غلظة وفظاظة

كأنّك أنت المـُنعم المـُتفضِّل

فليتك  إذ لم ترعَ حق أبوَّتي

فعلت كما الجار المجاور يفعل

فلمـّا سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك اغرورقت عيناه بالدموع، ثم قال الرجل: إنّ ابني كان ضعيفاً وأنا قويّ، وفقيراً وأنا غنيّ، فكنت لا أمنع شيئاً من مالي، واليوم أصبحت ضعيفاً وهو قويّ، وفقيراً وهو غني، ويبخل عليّ بماله.

فبكى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال: ( ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلاّ بكى ). والتفت إلى الولد وقال: ( قم، أنت ومالك لأبيك ).

____________________

(1) عن أحكام القرآن لابن عربي الأندلسي.

٢٢٨

(مواضيع الإدراج)

* برّ الوالدين (الأب).

* إعانة الولد على البرّ.

(إنارة وإضفاء)

(برّ الأب)

قرآن كريم:

* ( وَقَضَى‏ رَبّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمّا يَبْلُغَنّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذّلّ مِنَ الرّحْمَةِ وَقُل رّبّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبّيَانِي صَغِيراً ) الإسراء / 23 - 24.

حديث شريف:

* قال الإمام زين العابدينعليه‌السلام : ( وأمّا حقّ أبيك، فتعلم أنّه أصلك وأنّك فرعه، وأنّك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ممّا يُعجبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه، واحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوّة إلاّ بالله ). / تحف العقول - رسالة الحقوق.

* روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام :( أنّه لمـّا ورد يعقوب إلى مصر ودخل على يوسف، لم ينزل يوسف عن عرشه احتراماً لأبيه، فهبط جبرئيل وقال ليوسف: افتح يدك. فلمـّا فتحها خرج من يده نور وصعد إلى السّماء، فسأله يوسف: ما هذا النّور الذي خرج من يدي؟

فقال جبرئيل: نُزِعت النبوّة من عقبك؛ لمـّا لم تنزل إلى الشيخ يعقوب، فلا يكون في عقبك نبي ) / عن الكافي.

٢٢٩

قصّة:

* (انظر إلى البرّ ما بلغ بأهله): في المعاني وتفسير العيّاشي عن البزنطي قال: سمعت الرّضاعليه‌السلام يقول: ( إنّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابة له، ثمّ أخذه وطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل، ثمّ جاء يطلب بدمه، فقالوا لموسىعليه‌السلام : إنّ سبط آل فلان قتلوا فلاناً. فأُخبر من قتله، قال: إيتوني ببقرة. قالوا: أتتَّخذنا هزواً؟! قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. ولو أنّهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم، قالوا: ادعُ لنا ربّك يُبيّن لنا ما هي؟ قال: إنّه يقول: إنّها بقرة لا فارض ولا بكر. يعني لا صغيرة ولا كبيرة عوان بين ذلك. ولو أنّهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم قالوا: ادعُ لنا ربّك يُبيّن لنا ما لونها؟ قال: إنّه يقول: إنّها بقرة صفراء فاقع لونها تُسرّ الناظرين. ولو أنّهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم، قالوا: ادعُ لنا ربّك يُبيِّن لنا ما هي؛ إنّ البقر تشابه علينا، وإنّا إن شاء الله لمهتدون. قال: إنّه يقول: إنّها بقرة لا ذلول تُثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلّمة لا شيّة فيها. قالوا: الآن جئت بالحقّ. فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل، فقال: لا أبيعها إلاّ بملء مسك(1) ذهباً، فجاؤوا إلى موسىعليه‌السلام وقالوا له ذلك، قال: اشتروها. فاشتروها وجاؤوا بها، فأمر بذبحها، ثمّ أمر أن يضربوا الميِّت بذنبها، فلمـّا فعلوا ذلك حيي المقتول، وقال: يا رسول الله، إنّ ابن عمّي قتلني، دون مَن ادّعى عليه قتلي. فعلموا بذلك قاتله، فقال لرسول الله موسىعليه‌السلام بعض أصحابه: إنّ هذه البقرة لها نبأ! فقال: وما هو؟! قال: إنّ فتى من بني إسرائيل كان بارّاً بأبيه، وإنّه اشترى بيعاً فجاء إلى أبيه، والأقاليد (أي المفاتيح) تحت رأسه، فكره أن يوقظه فترك ذلك البيع، فاسيتقظ أبوه فأخبره، فقال: أحسنت، وهذه البقرة هي عوض عمّا فاتك. فقال له رسول الله موسىعليه‌السلام : انظر إلى البرّ ما بلغ بأهله ). / تفسير الميزان.

____________________

(1) المِسك: يعني الجلد، ومسك البقرة يعني جلدها.

٢٣٠

(إعانة الولَد على البرّ)

حديث شريف:

* عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رحم الله والدين أعانا ولدَهما على برِّهما ). وعنهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً: ( رحم الله مَن أعان ولَدَه على برّه ). / الوسائل.

قصّة:

* (أنت أحقّ بهذه الدنانير): حكى الوزير عون الدّين بن هبيرة، قال: كان بيني وبين شيخ ظاهر الصّلاح في بغداد صداقة، فلمـّا حضرته الوفاة دفع إليّ ثلاثمئة دينار، وقال: جهِّزني بها وادفنِّي بمقبرة معروف، وتصدّق بما يبقى على مَن تعرف أنّه مستحقٌّ.

فلمـّا مات دفنته ورجعت، فلمـّا صرت في أثناء الجسر صدمني فرس، فسقط المنديل من يدي في دجلة وفيه الدنانير، فضربت يدي بالأُخرى، وصحت: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله. فقال لي رجل: ما قصّتك؟

فشرحت له حالي، فألقى ثيابه ورمى نفسه حيث وقع المنديل، فغاص وما خرج إلاّ والمنديل في فمه، وسلّمه أليَّ، فدفعت إليه خمسة دنانير، فكاد يطير فرحاً، وجعل يحلف أنّه أصبح ما يملك قوتاً، وأخذ يشكو أباه ويلعنه. فأنكرت ذلك عليه، ونهيته عن لعن والده، فقال: قد منعني عن ماله مع علمه بفقري، وهجرني إلى أن مات في يومه هذا، ولم يُعلمني بمرضه، وكان له مال صالح.

فقلت له: ومَن أبوك؟

فقال: هو فلان بن فلان. وسمّى الشيخ الذي رجعت من دفنه، فتعجَّبت من أمره، وطلبت منه الشهود على ذلك، فشهد جماعة كثيرة بأنّه ولده، فدفعت إليه الدنانير وقلت: هي لك. / كشكول البهائي.

٢٣١

(برّوا آبائكم يبرُّكم أبناؤكم)

(قصّتان شاهدهما الشيخ عبد الزّهراء الكعبي):

القصّة الأُولى: قال الكعبيّرحمه‌الله : سمعت ضوضاءً عند دارنا، فخرجت وإذا ولد ووالد والنّاس حولهما ينظرون إلى ما يتهاتران، فتقدم الولد وصفع والده.

قال: لمـّا رأيت ذلك هجمت على الولد أُريد تأديبه فهرب، فجئت إلى الوالد أُسلِّيه بأنّه شابٌّ مغرور، وأنّ هذه عادات الشباب المغرورين.

قال الشيخ: فلمـّا انصرف النّاس أخذ الوالد يبكي، فقلت له: مِمَّ بكاؤك؟

قال: لا أبكي من صفع ولدي لي، وإنّما بكائي؛ لأنّ هذا جزائي الذي تلقّيته، ولا أعلم أنّ الله غفر لي أم لا؟

قلت: كيف؟

قال: إنّي صفعت أبي في هذا المكان نفسه قبل أربعين سنة، وهذا الصفع من ولدي جزاء ذلك الصفع.

القصّة الثانية: قال الكعبيرحمه‌الله : مررت في طريقي ببستان، فرأيت النّاعور - الذي يُربَط بحمار أو بغل أو فرس - مربوطاً برجُل مُسنٍّ يدور حتّى يمنح الماء إلى الساقية، فتأثّرت لهذا المنظر تأثّراً بالغاً، وأخذت أصيح: مَن في البستان. وإذا شابٌّ جاء وقال: ما تُريد؟

قلت: مَن هذا؟ ومَن تكون له؟

قال: إنّي ابن هذا الرجل.

قال: فتقدّمت من الولد أُريد تأديبه، لكنّ الولد هرب، وفككت رباط الوالد عن النّاعور، وجلست معه أُسلِّيه، وأخذت أُهاجم الولد.

فقال الوالد: يا شيخ عبد الزّهراء - وكان يعرفني -، إنّ هذا جزائي العادل؛ فإنّي رطبت والدي بهذا النّاعور نفسه عندما كنت شابّاً وكان والدي مُسنّاً، وقد توفِّي والديرحمه‌الله منذ مدّة فورثت البستان وكبر هذا الولد، وأخذ يفعل بي الفعلة التي كنت أفعلها مع والدي. / مُمارسة التغيير.

٢٣٢

(الشاهد (52) )

يا بني! دينك خير دين(1)

عن زكريّا بن إبراهيم قال: كنت نصرانيّاً فأسلمت وحججت، فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت: إنّي كنت على النصرانية، وإنّي أسلمت.

فقالعليه‌السلام : ( وأيُّ شيء رأيت في الإسلام؟ ).

قلت: قول الله عزّ وجلّ:( مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَن نّشَاءُ ) الشورى - 52.

فقالعليه‌السلام : ( لقد هداك الله ). ثمّ قال: ( اللهمّ، اهدِه - ثلاثاً -، سَلْ عمّأ شئت يا بُني ).

فقلت: إنّ أبي وأمِّي على النصرانية وأهل بيتي، وأمِّي مكفوفة البصر، فأكون معهم، وآكل في آنيتهم؟

فقالعليه‌السلام : ( يأكلون لحم الخنزير؟ ).

فقلت: لا، ولا يمسُّونه.

فقالعليه‌السلام : ( لا بأس، فانظر أمَّك فبرّها، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك، كنْ أنت الذي تقوم بشأنها (بتجهيزها) ولا تخبرَنَّ أحداً أنّك أتيتني، حتّى بمنى إن شاء الله ).

قال: فأتيته بمنى والنّاس حوله، كأنّه مُعلِّم صبيان، هذا يسأله وهذا يسأله.

فلمـّا قدمت الكوفة ألطفت لأمّي وكنت أُطعمها وأفلّي ثوبها ورأسها وأخدمها.

فقالت لي: يا بنيّ، ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني، فما الذي أرى منك، منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية؟!

فقلت: رجل من ولد نبيِّنا أمرني بهذا.

فقالت: هذا الرجل هو نبيّ؟

____________________

(1) الكافي.

٢٣٣

فقلت: لا، ولكنّه ابن نبي.

فقالت: يا بنيّ، إنّ هذا نبي، إنّ هذه وصايا الأنبياء.

فقلت: يا أمّاه، إنّه ليس يكون بعد نبينا نبيّ، ولكنّه ابنه.

فقالت: يا بنيّ، دينك خير دين، اعرضه عليّ.

فعرضته عليها، فدخلت في الإسلام وعلّمتها، فصلّت الظهر والعصر، والمغرب، والعشاء الآخرة، ثمّ عرض لها عارض في الليل، فقالت: يا بنيّ، أعد عليّ ما علّمتني. فأعدته عليها، فأقرّت به وماتت، فلمـّا أصبحت كان المسلمون الذين غسّلوها وكنت أنا الذي صلّيت عليها ونزلت في قبرها.

(مواضيع الإدراج)

* برّ الوالدين (الأمّ).

* التوبة قبل الموت.

* الدين الإسلامي.

(إنارة وإضفاء)

(برّ الأُمّ)

قرآن كريم:

*( وَوَصّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمّهُ وَهْناً عَلَى‏ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى‏ أَن تُشـْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيّ ثُمّ إِلَيّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان / 14 - 15

٢٣٤

حديث شريف:

* (فحقُّ أمّك): عن الإمام زين العابدينعليه‌السلام : ( فحقّ أمّك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها، ما لم يُطعم أحدٌ أحداً، وأنّها وقتك بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها، وشعرها وبشرها، وجميع جوارحها، مُستبشرة بذلك، فرحة موبلة، محتملة لما فيه مكروهها، وألمها وثقلها وغمّها، حتّى دفعتها عنك يد القدرة، وأخرجتك إلى الأرض، فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتسوك وتعرى، وتُرويك وتظمأ، وتُظلّك وتُضحِّي، وتُنّعمك ببؤسها، وتُلذِّذك بالنوم بأرقها، وكان بطنها لك وعاءً، وحجرها لك حواءً، وثديها لك سقاءً، ونفسها لك وقاءً، تُباشر حرَّ الدّنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلاّ بعون الله وتوفيقه ). / تحف العقول - رسالة الحقوق.

* (حقّ الأمّ لا يُدرَك): في الحديث الشريف، قيل: يا رسول الله، ما حقّ الوالد؟ قال: ( أن تُطيعه ما عاش ).

فقيل: وما حقّ الوالدة؟

فقال: ( هيهات، هيهات! لو أنّه عدد رمل عالج، وقطر المطر أيّام الدّنيا قام بين يديها، ما عدل ذلك يوماً حملته في بطنها ). / مستدرك الوسائل.

قصّة:

* جرى بين أبي الأسود الدؤلي وامرأته كلام في ابن لها منه، وأراد أخذه منها، فصارا إلى زياد والي البصرة.

فقالت المرأة: أصلح الله الأمير، هذا ابني كان بطني وعاءه، وحجري فناءه، وثديي سقاءه، أكلؤه إذا نام، وأحفظه إذا قام، فلم أزل كذلك سبعة أعوام، فحين أمّلت نفعه، ورجوت دفعه أراد أخذه منّي قهراً.

فقال أبو الأسود: أصلحك الله، أنا حملته قبل أن تحمله، ووضعته قبل أن تضعه.

٢٣٥

فقالت المرأة: صدق أيّها الأمير، ولكنّه حمله خفّاً، وحملته ثقلاً، ووضعه شهوة، ووضعته كرهاً.

فقال زياد: ارُدد على المرأة ولدها، فهي أحقّ به منك، ودعني من سجعك. / أسرار البلاغة.

* (رضى الأمّ وحسن الخاتمة): عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ( إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حضر شابّاً عند وفاته، فقال له: قل لا اله إلاّ الله. فاعتقل لسانه مراراً.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لامرأة عند رأسه: هل لهذا أمّ؟

قالت: نعم، أنا أمّه.

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أفساخطة أنت عليه؟

قالت: نعم، ما كلّمته منذ ستّ حجج!

قال لها: ارضي عنه.

قالت: رضي الله عنه - يا رسول الله - برضاك عنه.

فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قل لا اله إلاّ الله؛ فقالها.

فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما ترى؟

فقال: أرى رجلاً أسود الوجه، قبيح المنظر، وسخ الثياب، مُنتن الريح، قد وليني الساعة، وأخذ بكظمي.

فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قل يا مَن يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل منِّي اليسير واعفُ عنِّي الكثير، إنّك أنت الغفور الرحيم.

فقالها الشاب، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انظر ما ترى؟

قال: أرى رجلاً أبيض اللون، حسن الوجه، طيّب الريح، حسن الثياب، قد وليني، وأرى الأسود قد تولّى عنّي.

فقال له: أعد. فأعاد.

فقال له: ما ترى؟

قال: لست أرى الأسود، وأرى الأبيض قد وليني، ثمّ طفا على تلك الحال ). / المـُستدرك.

(التوبة من الكفر أو الذنب قبل الموت)

حديث شريف:

* عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن تاب قبل موته بسنة قَبِلَ الله توبته. ثمّ قال: إنّ السنة لكثير، مَن تاب قبل موته بشهر قَبِلَ الله توبته. ثمّ قال: إنّ

٢٣٦

الشهر لكثير، مَن تاب قبل موته بجمعة قَبِل الله توبته. ثمّ قال: إنّ الجمعة لكثير، مَن تاب قبل موته بيوم قَبِل الله توبته. ثمّ قال: إنّ اليوم لكثير، مَن تاب قبل أن يُعاين قَبِل الله توبته ). / الوافي.

قصّة:

* (الحمد لله الذي أنجى بي نسمة من النّار): عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ( كان غلام من اليهود يأتي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كثيراً حتّى استخفّه، وربّما أرسله في حاجة، وربّما كتب له الكتاب إلى قوم، فافتقده أيّاماً، فسأل عنه، فقال له قائل: تركته في آخر يوم من أيّام الدّنيا. فأتاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أُناس من أصحابه، وكان بركة لا يكاد يُكلِّم أحداً إلاّ أجابه، فقال: يا فلان. ففتح عينيه، وقال: لبّيك يا أبا القاسم. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اشهد أن لا اله إلاّ الله وأنّي رسول الله. فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل لا شيئاً، ثمّ ناداه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثانية، وقال له مثل قوله الأول، فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئاً، ثمّ ناداه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الثالثة، فالتفت الغلام إلى أبيه، فقال أبوه: إن شئت فقل وإن شئت فلا. فقال الغلام: أشهد أن لا اله إلاّ الله وأنّك محمد رسول الله. ومات مكانه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أُخرُج عنّا. ثمّ قال لأصحابه: غسّلوه وكفّنوه وآتوني به أُصلِّي عليه. ثمّ خرج وهو يقول: الحمد لله الذي أنجى بي نسمة من النّار ). / المـُستدرك.

استعانة:

قصّة: يا موسى إنّ الذي منعتكم من أجله سقيتكم به / الشاهد (67) وإنارته.

٢٣٧

(الشاهد (53) )

أثمن من الجوهر(1)

ويُنقل أنّ أرباب السّلطة وشوا عند الملك ضدّ (أياز)، الذي كان عبداً وصار مُستشاراً للملك، وكلّما حاول الملك إقناعهم بإخلاصه وواقعيّته، وإطاعته وفهمه لم يقبلوا منه، قال الملك: سوف أُجرّب ذلك أمامكم حتّى تعرفوا أنّكم على خطأ. وفي يوم من الأيّام أعطى الملك جوهرة كبيرة تُساوي مئات الألوف إلى أحد وزرائه، وأعطاه حديدة وقال له: اكسر هذا الجوهر. قال الوزير: أيّها الملك، إنّه لا يليق كسر هذا الجوهر؛ لأنّه يساوي مئات الألوف، وإذا كسرته انخفضت قيمته، ولعلّه لا يُساوي بعد ذلك إلاّ مئة أو نحوها. فأعطاه الملك إلى وزير ثانٍ وثالث ورابع وخامس وهكذا، وكلّهم أبوا عن كسره، وكان أياز من جُملة مَن كان جالساً، فقال الملك لأياز: اكسر هذا الجوهر. فوضع أياز الجوهر على الأرض، وهوى عليه بالعمود الحديدي فكسره، فاعترض عليه كلّ الوزراء: لماذا كسرت هذا الشيء، وأوصلت قيمته من مئات الألوف إلى المئات أو أقلّ؟!

فأجابهم أياز: إنّ كلام الملك أهمّ من هذا الجوهر، فهل أترك كلام الملك لهذا الجوهر؟!

وهنا توجّه الملك إلى وزرائه وقال لهم: أعرفتم لماذا أستشيره؟! إنّه يُقدّر كلامي ومواقفي وأفكاري، بينما أنتم تذهبون إلى ما تصبون إليه، بدون مراعاة لكلامي.

٢٣٨

(مواضيع الإدراج)

* الطاعة.

(إنارة وإضفاء)

(الطاعة)

قرآن كريم:

*( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) النساء / 59.

حديث شريف:

* من وصيّة الإمام الحسنعليه‌السلام لسفيان الثوري: ( يا سفيان، مَن أراد عزّاً بلا عشيرة، وغنى بلا مال، وهيبة بلا سلطان، فلينتقل من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعته ). / روضات الجنّات.

حِكمة:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

- ( أطِعْ مَن فوقك، يُطعك مَن دونك، وأصلح سريرتك يُصلح الله علانيتك ).

- ( مَن أطاع الله سبحانه لم يضرّه مَن أسخط من النّاس ).

- ( راكب الطاعة مَقيله الجنّة ). / غرر الحِكم.

قول:

* قال أرسطو للإسكندر وهو صبي: إذا ولّيت الملك فأين تضعني؟

فقال: حيث تضعك طاعتك. / كشكول البهائي.

٢٣٩

شعر:

* (أجعلها في صلاح وطاعة):

إذا كنت أعلم علماً يقيناً

بأنّ جميع حياتي كساعه

فلِمَ لا أكون ضنيناً بها

وأجعلها في صلاح وطاعه

استعانة:

قصّة: وما شأن العبد بما يُريد وما لا يُريد؟ / الشاهد (54).

قصّة: إنّ الله قد غفر لك ولأبيك / الشاهد (57).

إنارة الشاهد (25) / حبّ الله تعالى.

إنارة الشاهد (55) / تقديم هوى الله / وصيّة الله لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

إنارة الشاهد (66) / العمل / دخول الحمّام مجّاناً.

إنارة الشاهد (77) / الصبر / أجر الصابر، وأقسام الصبر.

إنارة الشاهد (68) / العباد المـُقرّبون.

إنارة الشاهد (69) / إطاعة الله لمـَن أطاعه.

إنارة الشاهد (108) / اثنتا عشرة آية من التوراة.

٢٤٠