من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين0%

من شواهد المبلغين مؤلف:
الناشر: مَدْين
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 500

من شواهد المبلغين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ أكرم جزيني
الناشر: مَدْين
تصنيف: الصفحات: 500
المشاهدات: 190462
تحميل: 8183

توضيحات:

من شواهد المبلغين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 190462 / تحميل: 8183
الحجم الحجم الحجم
من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين

مؤلف:
الناشر: مَدْين
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(الشاهد (54) )

.. ما شأن العبد بما يُريد وما لا يُريد(1)

يُروى عن أحد العظماء، أنّ سبب يقظته من نوم الغفلة، وسبب سعيه في الحصول على المعرفة والعبوديّة، إنّما كان كلاماً قاله غلام.

فقد رأى في السّوق غلاماً، وأراد شراءه، فتقدّم منه وسأله عن اسمه؟

قال الغلام: سمّني ما شئت.

فسأله: أتودّ أن أشتريك؟

قال: إذا شئت.

فسأله: وماذا تأكل؟

قال: أيّما تُطعمني.

فسأله: وماذا تلبس؟

قال: أيّما تُلبسني وعن مسكنه أجاب: أينما تضعني ...

قال الرجل: وما هذه الأجوبة التي تقول؟!

قال الغلام: سيّدي وما شأن العبد بما يُريد وما لا يُريد؟!

فتنبّه الرجل، وضرب بيده على رأسه وقال: يا ليتني كنت هكذا مع مولاي الحقيقيّ يوماً واحداً.

____________________

(1) القلب السليم.

٢٤١

(مواضيع الإدراج)

* الطاعة

* التسليم

٢٤٢

(الشاهد (55) )

الزواج من عمياء خرساء صمّاء(1)

يُحكى  أنّ والد المقدّس الأردبيلي مرّ ذات يوم ببستان، فأكل منه تفّاحة، ثمّ انتبه إلى عدم حِلِّيّة العمل، فسأل عن صاحب البستان فُدلَّ عليه، فطلب منه المسامحة، فقال: البستان مشترك بيني وبين أخي، وهو في منطقة أُخرى، فأمّا بالنسبة لي فقد سامحتك، وأمّا بالنسبة لأخي فعليك أن تذهب إليه.

فذهب إلى تلك المنطقة والتقى بالرجل، وسأله المسامحة، فقال بشرط.

قال: وما الشرط؟

قال: عندي بنت عمياء خرساء صمّاء تتزّوجها.

فبقي الرجل تلك الليلة مُفكّراً، كيف يستطيع الزّواج من امرأة هذه صفتها؟ وأخيراً فضّل الزواج منها؛ لأنّه أهون من النار.

جاء في الصباح وأخبر الرجل بموافقته على الزّواج، فعقد له عليها، ولمـّا دخل عليها وجدها من أجمل نساء الدّنيا، وتوقّف عن الدّنوّ منها، ورجع إلى أبيها يسأله عن الحال؛ فقد ذكر له عيوباً بينما المرأة التي رآها تكاد تكون من الحور العين.

قال الأب: نعم، هي نفسها التي أخبرتك عنها، وهي عمياء عن النظر إلى المحرّمات، وهي صمّاء عن كلّ ما لا يحلّ، وهي خرساء عن كلّ كلام محرّم، وإنّي ربيّتها تربية خاصّة، وما أطعمتها طيلة حياتها إلاّ حلالاً، وإنّي ابتهلت إلى الله أن يرزقها زوجاً صالحاً، فلم أجد أفضل منك، فبورك لك في زوجتك.

____________________

(1) نجفيّات.

٢٤٣

(مواضيع الإدراج)

* تقديم هوى الله تعالى على هوى النفس.

* اختيار الزّوج.

(إنارة وإضفاء)

(تقديم هوى الله تعالى على هوى النفس)

حديث قدسي:

* عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يقول الله عزّ وجلّ: (وعِزَّتي وجلالي، وعظمتي وكبريائي، ونوري وعلوّي، وارتفاع مكاني، لا يؤثِر عبد هواه على هواي إلاّ شتَّتُّ عليه أمره ولبَّست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم أوتِه منها إلاّ ما قدّرت له.

وعزّتي وجلالي، وعظمتي ونوري، وعلوّي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلاّ استحفظته ملائكتي وكفّلت السماوات والأرضين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر وأتته الدّنيا وهي راغمة ) / الكافي.  

* قال الإمام الباقرعليه‌السلام : ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله تعالى: ( إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدّنيا والآخرة، جعلت له قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً، وزوّجته مؤمنة تسرُّه إذا نظر إليها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله ). / كلمة الله، عن الكافي.

* ( وصية الله تعالى لنبيّه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ):

في البحار، عن إرشاد الديلمي، قال الله تعالى: ( يا أحمد، هل تدري أيُّ عيش أهنأ؟ وأيُّ حياة أبقى؟ )

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( اللهمّ لا ).

٢٤٤

قال تعالى: ( أمّا العيش الهنيء فهو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري، ولا ينسى نعمتي، ولا يجهل حقّي، يطلب رضائي في ليله ونهاره.

أمّا الحياة الباقية، فهي التي يعمل فيها لنفسه، حتّى تهون عليه الدّنيا، وتصغر في عينه، وتعظم الآخرة عنده، ويؤثر هواي على هواه، ويبتغي مرضاتي، ويعظّم حقّ نعمتي، ويذكر عملي به، ويُراقبني بالليل والنّهار. عند كلّ سيّئة أو معصية، ويُنقِّي قلبه عن كلّ ما أكره، ويُبغض الشيطان ووساوسه، ولا يجعل لإبليس على قلبه سلطاناً وسبيلاً.

فإذا فعل ذلك؛ أسكنت قلبه حبّاً، حتّى أجعل قلبه لي، وفراغه واشتغاله وهمّه وحديثه من النّعمة التي أنعمت بها على أهل محبّتي من خلقي، وأفتح عين قلبه وسمعه حتّى يسمع بقلبه، وينظر إلى جلالي وعظمتي، وأُضيّق عليه الدّنيا، وأُبغِّض إليه ما فيها من اللّذات، وأُحذّره من الدّنيا وما فيها، كما يحذر الراعي على غنمه مراتع الهلكة.

فإذا كان يفرّ من النّاس فراراً، وينقل من دار الفناء إلى دار البقاء، ومن دار الشّيطان إلى دار الرحمان.

يا أحمد، ولأُزيّننّه بالهيبة والعظمة، فهذا هو العيش الهنيء، والحياة الباقية، وهذا مقام الراضين.

فمَن عمل برضائي ألزمه ثلاث خصال: أُعرِّفه شكراً لا يُخالطه الجهل، وذكراً لا يُخالطه النسيان، ومحبّة لا يؤثِر على محبّتي محبّة المخلوقين، فإذا أحبّني أحببته، وأفتح عين قلبه إلى جلالي، ولا أُخفي عليه خاصّة خلقي، وأُناجيه في ظُلُم الليل ونور النّهار، حتّى ينقطع حديثه مع المخلوقين، ومُجالسته معهم، وأُسمِعه كلامي وكلام ملائكتي، وأُعرِّفه السرّ الذي سترته عن خلقي، وأُلبسه الحياء، حتّى يستحيي منه الخلق كلّهم، ويمشي على الأرض مغفوراً له، وأجعل قلبه واعياً بصيراً، ولا أُخفي عليه شيئاً من جنّة ولا نارٍ، وأُعرّفه ما يمرُّ على النّاس في القيامة، من الهول والشّدّة، وما أُحاسب به الأغنياء والفقراء، والجُهّال والعلماء، وأُنوّمه في

٢٤٥

قبره، وأُنزل عليه منكراً ونكيراً حتّى يسألاه، ولا يرى غمّ الموت وظُلمة القبر واللّحد وهو المـُطّلع.

ثمّ أنصب له ميزانه، وأنشر له ديوانه، ثمّ أضع كتابه في يمينه، فيقرأه منشوراً، ثمّ لا أجعل بيني وبينه تُرجماناً، فهذه صفات المـُحبّين.

يا أحمد، اجعل همّك همّاً واحداً، واجعل لسانك لساناً واحداً، واجعل بدنك لا يغفل أبداً، فمَن يغفل عنّي لا أُبالي في أيّ وادٍ هلك ).

استعانة:

تعلّمت منك ثمان مسائل / الشاهد (108).

إنارة الشاهد (68) / العباد المـُقرّبون.

إنارة الشاهد (69) / إطاعة الله لمـَن أطاعه.

إنارة الشاهد (86) / اتّباع الهوى، ومُخالفة الهوى.

(اختيار الزوج)

حديث شريف:

* جاء رجلٍ إلى الإمام الحسنعليه‌السلام يستشيره في تزويج ابنته؟

فقالعليه‌السلام : ( زوّجها من رجل تقي؛ فإنّه إن أحبّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها ). / مكارم الأخلاق.

قصّة:

* (ما أنا وزوجة النّاس؟): يُنقل عن بعض الصالحين حين أراد أن يُطلِّق زوجته أنّه سُئل: أيُّ عيب رأيت منها تُريد طلاقها من أجله؟

فقال: إنّ العاقل - في أيّ وقت - لا يهتك زوجته.

٢٤٦

ولما طلّقها، وانتهت عدّتها، وتزوّجت آخر سُئل: الآن وهي ليست زوجتك، أيّ عيب كان فيها حتّى طلّقتها؟

فقال: ما أنا وزوجة النّاس؟ / الذنوب الكبيرة.

* (زوج مشؤوم): يُروى أنّ هند بنت النّعمان كانت من أحسن أهل زمانها، فتزوّجها الحجّاج وشرط لها بعد الصّداق مئتي ألف درهم، فأقامت عنده ما شاء الله، ثمّ دخل عليها في بعض الأيام، وكانت تنظر في المرآة وتقول شعراً:

وما هند إلاّ مُهرةً عربيةً

سليلة أفراس تحلَّلها بغل

فإن  ولدت فحلاً فلله درُّها

وإن ولدت بغلاً فجاء به الفحل

فانصرف الحجّاج ولم تكن علمت به، فأرسل إليها عبد الله بن طاهر مع مئتي ألف درهم، وقال: طلِّقها بكلمتين. فدخل عليها، فقال لها: كنت فبنت، وهذه المئتا ألف درهم باقي صداقك.

فقالت: كنّا فما حمدنا وبنَّا فما ندمنا، وهذه المئتا ألف درهم بشارة لك بخلاصي من كلب ثقيف.

ثمّ بعد ذلك بلغ خبرها عبد الملك بن مروان فأرسل يخطبها، فأرسلت إليه كتاباً تقول فيه: بعد التحيّة، إنّ الإناء ولغّ فيه الكلب.

فلمـّا قرأ الكتاب ضحك من قولها، وكتب إليها يقول: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبعاً إحداهنّ بالتراب، فاغسلي الإناء يحلّ الاستعمال.

فكتبت إليه: أتزوّجك بشرط، وهو أن يحمل الحجّاج محملي من المعرّة بلدي إلى بلدك التي أنت فيها، ويكون ماشياً حافياً بحُليِّه التي كان عليها أولاً. فلمـّا قرأ عبد الملك الكتاب ضحك، وأرسل إلى الحجّاج يأمره بذلك، فامتثل الأمر، فركبت في محملها وركب حولها جواريها، وأخذ الحجّاج بزمام البعير يقوده، فجعلت هند تضحك عليه مع الهيفاء دايتها، فلمـّا قربت من عبد الملك رمت بدينار على الأرض، ونادت يا حمّال: إنّه سقط منّا درهم فادفعه إلينا. فنظر الحجّاج إلى الأرض، فلم يجد إلاّ ديناراً، فناولها إيّاه.

٢٤٧

فقالت: الحمد لله، سقط منّا درهم عوضنا الله ديناراً - وكانت ترمي بذلك إلى أنّ الله أبدلها الحجّاج بعبد الملك -. فخجل الحجّاج وسكت. / كشكول البحراني.

قول:

* وحُكي أنّه لمـّا أراد نوح بن مريم قاضي مروان، أن يُزوّج ابنته استشار جاراً له مجوسياً.

فقال: سبحان الله! النّاس يستفتونك، وأنت تستفتيني؟!

قال: لا بدّ أن تُشير عليّ.

قال: إنّ رئيس الفرس كسرى كان يختار المال، ورئيس الروم قيصر كان يختار الجمال، ورئيس العرب كان يختار الحسب، ورئيسكم محمد كان يختار الدّين، فانظر لنفسك بمَن تقتدي. / المـُستطرف.

حديث شريف:

* (الزواج المبارك): عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( لمـّا أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يتزوّج خديجة بنت خويلدرضي‌الله‌عنه أقبل أبو طالبعليه‌السلام في أهل بيته، ومعه نفر من قريش، حتّى دخل على ورقة بن نوفل عمِّ خديجة، فابتدأ أبو طالب بالكلام، فقال: الحمد لربّ هذا البيت، الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذُرّية إسماعيل، وأنزلنا حرماً آمناً، وجعلنا الحُكّام على النّاس , وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه. ثمّ إنّ ابن أخي هذا - يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - ممّن لا يوزَن برجل من قريش إلاّ رجح به ولا يُقاس به رجل إلاّ عظم عنه، ولا عِدْل له في الخلق، وإن كان مُقلاّ ًفي المال، فإنّ المال رفد جارٍ، وظلّ زائل، وله في خديجة رغبة ولقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها، والمهر منّي في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله، وله - وربّ هذا البيت - حظّ عظيم ودين شايع ورأي كامل. ثمّ سكت أبو طالب، فتكلّم عمّها وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب، وأدركه القطع والبهر، وكان رجلاً من القسّيسين، فقالت خديجة مبتدأة: يا عمّاه، إنّك وإن كنت أولى لي بنفسي منِّي في الشهود، فلست أولى بي من نفسي، قد

٢٤٨

زوّجتك يا محمد نفسي، والمهر عليّ في مالي، فمرْ عمّك فلينحر ناقة فليولم بها، وادخل على أهلك، فقال أبو طالب: اشهدوا عليها بقبولها محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وضمانها المهر في مالها. فقال بعض قريش: يا عجباه! المهر على النساء للرجال؟! فغضب أبو طالب غضباً شديداً وقام على قدميه، وكان ممّن يهابه الرجال ويكره غضبه، فقال: إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طُلِبت الرجال بأغلى الأثمان، وأعظم المهر، وإذا كانوا أمثالكم لم يُزوّجوا إلاّ بالمهر الغالي. ونحر أبو طالب ناقة، ودخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأهله ). / عن الكافي.

٢٤٩

(الشاهد (56) )

لأنّك لم تُقصِّر في إنفاق مالك(1)

روي عن الإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام : ( أنّه كان في بني إسرائيل رجل صالح، وكانت له زوجة صالحة، فرأى في المنام رجلاً قال له: لقد قُدّر عمرك كذا مقداراً، وقُدّر أن يكون نصف عمرك في سعة، ونصف عمرك في ضيق، فأيُّهما تختار أولاً؟

فقال الرجل: إنّ زوجتي الصالحة هي شريكتي في حياتي، ويُلزمني مشاورتها. فلمـّا أصبح الصبّاح واستشار زوجته قالت له: اجعل النصف الأوّل في يُسر وعجّل لك في العافية، لعلّ الله يرحمنا ويُتمَّ نعمته علينا.

وفي الليلة التالية أتاه في المنام فسأله: ماذا اخترت؟

فأجاب: جعلت النصف الأوّل من عمري في يُسر.

فقال له: ليكن لك ذلك.

فأقبلت عليه الدّنيا من كلّ جانب، ولمـّا كثرت عليه النّعمة قالت له زوجته: صِلْ رحمك، وأحسِن لجارك، واجعل لأخيك سهماً من مالك. فقَبِل الرجل ولم يُقصّر في بذل المال حتّى انتهى النصف الأوّل من عمره، فرأى في المنام ذلك الشخص، الذي رآه قبلاً يقول له: لأنّك لم تُقصّر في إنفاق مالك في سبيل الله، فقد شكر الله سعيك، وجعل النصف الثاني من عمرك مثل النصف الأوّل في يُسر وسعة ).

(مواضيع الإدراج)

* دوام النّعم وزوالها

*المشورة.

____________________

(1) الذنوب الكبيرة، عن كتاب الكلمة الطيّبة.

٢٥٠

* صِلة الرّحم.

* الزوجة الصالحة.

* الإنفاق في سبيل الله.

* حُسن الجوار.

* الرؤيا.

(إنارة وإضفاء)

(دوام النّعم وزوالها)

حديث شريف:

* عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إنّ لله عباداً اختصّهم بالنّعم، يُقرّها فيهم ما بذلوها للناس، فإذا منعوها حوّلها منهم إلى غيرهم ). / البحار.

* عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( مَن كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج النّاس إليه، فمَن قام لله فيها بما يجب عرَّضها للدّوام والبقاء، ومَن لم يُقِم فيها بما يجب عرَّضها للزّوال والفناء ). / نهج البلاغة.

* وعنهعليه‌السلام : ( مَن بسط يده بالإنعام، حَصَّن نعمته من الانصرام ). / غرر الحِكم.

استعانة:

قصّة: المدين الأكبر عليّ بن أبي طالب / الشاهد (12).

قصّة: أنا والله ذلك السّائل / الشاهد (98) وإنارته.

قصّة: كنّا في عوارٍ ارتجعها الدّهر منّا / الشاهد (100).

قصّة: مَلَك على صورة ابن المـُبارك / الشاهد (60) وإنارته.

٢٥١

(الشاهد (57) )

إنّ الله تعالى قد غفر لك ولأبيك(1)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: ( إنّ رجلاً من الأنصار على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج في بعض حوائجه، فعهد إلى امرأته ألاّ تخرج من بيتها حتّى يَقْدِم.

قال: وإنّ أباها مرض، فبعثت المرأة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالت: إنّ زوجي خرج وعهِد إليَّ ألاّ أخرج من بيتي حتّى يَقْدِم، وإنّ أبي قد مرض، فتأمرني أن أعوده؟

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا، اجلِسي في بيتك وأطيعي زوجك.

قال: فثقل، فأرسلت إليه ثانياً بذلك، فقالت: فتأمرني أن أعوده؟

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اجلِسي في بيتك وأطيعي زوجك.

قال: فمات أبوها، فبعثت إليه: إنّ أبي قد مات، فتأمرني أن أُصلّي عليه؟

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا، اجلِسي في بيتك وأطيعي زوجك.

قال: فدُفِن الرجل، فبعث إليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله تعالى قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك ).

(مواضيع الإدراج)

* طاعة المرأة لزوجها.

* تصرُّفات الزوجة مع زوجها.

* الزوجة الصالحة.

____________________

(1) أخلاق أهل البيت، عن الكافي.

٢٥٢

(إنارة وإضفاء)

(طاعة المرأة لزوجها)

حديث شريف:

* عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال: ( جاءت امرأة إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالت: يا رسول الله، ما حقّ الزوج على المرأة؟

فقال لها: أن تُطيعه ولا تعصيه، ولا تَصَّدَّق من بيته إلاّ بإذنه، ولا تصوم تطوّعاً إلاّ بإذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب، ولا تخرج من بيتها إلاّ بإذنه، وإن خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة السّماء وملائكة الأرض، وملائكة الغضب وملائكة الرّحمة حتّى ترجع إلى بيتها.

فقالت: يا رسول الله، مَن أعظم النّاس حقّاً على الرجل؟ قال: والده. قالت: فمَن أعظم النّاس حقّاً على المرأة؟ قال: زوجها ) / الكافي والفقيه.

(تصرّفات الزوجة مع زوجها)

قصّة:

* (وصيّة أمّ لابنتها): لمـّا خطب عمرو بن حجر الكنديّ إلى عوف بن محلم الشيباني ابنته أمَّ إياس، وأجابه إلى ذلك، أقبلت عليها أمُّها ليلة دخوله بها توصيها، فكان ممّا أوصتها به أن قالت: أيْ بُنيّة، إنّك مفارقة بيتك الذي منه خرجت، وعيشك الذي منه درجت إلى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمَة ليكون لك عبداً واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخراً:

٢٥٣

فأمّا الأُولى والثانية: فالرضا بالقناعة وحُسن السمع له والطاعة.

وأمّا الثانية والرابعة: فالتفقّد لمواقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشمّ أنفه منك إلاّ أطيب الرّيح.

وأمّا الخامسة والسادسة: فالتفقّد لوقت طعامه ومنامه، فإنّ شدّة الجوع مُلهبة، وتنغيص النّوم مُغضبة.

وأمّا السابعة والثامنة: فالإحراز لماله، والإرعاء على حشمه وعياله.

وأمّا التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمراً ولا تُفشي له سرّاً، فإن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سرّه لم تأمني غدره.

وإيّاك الفرح بين يديه إذا كان مُغتمّاً، والكآبة لديه إذا كان فرحاً.

فقبلت وصيّة أمِّها، فأنجبت وولدت له الحرث بن عمرو جدَّ امرئ القيس الملك الشاعر. / المـُستطرف.

* (بنو غنّام الإخوة الثلاثة): في قصص الأنبياء، عن الثمالي، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال: ( كان في بني إسرائيل رجل عاقل كثير المال، وكان له ابن يُشبهه في الشمايل من زوجة عفيفة، وكان له ابنان من زوجة غير عفيفة، فلمـّا حضرته الوفاة قال لهم:

هذا مالي لواحد منكم.

فلمـّا توفِّي قال الكبير: أنا ذلك الواحد، وقال الأوسط أنا ذلك، وقال الأصغر أنا ذلك، فاختصموا إلى قاضيهم، قال: ليس عندي في أمركم شيء، انطلقوا إلى بني غنّام الأخوة الثلاثة.

فانتهوا إلى واحد منهم، فرأوه شيخاً كبيراً، فقال لهم: ادخلوا على أخي فلان؛ فهو أكبر منيّ فاسألوه. فدخلوا عليه فخرج شيخ كهل، فقال: سلوا أخي الأكبر منّي. فدخلوا على الثالث، فإذا هو في المنظر أصغر، فسألوه أوّلاً عن حالهم، ثمّ مُبيِّناً لهم.

فقال: أمّا أخي الذي رأيتموه أوّلاً فهو الأصغر، وله امرأة سوء، وقد صبر عليها مخافة أن يُبتلى ببلاء لا صبر له عليه فهرَّمته.

٢٥٤

وأمّا أخي الثاني، فإنّ عنده زوجة تسوؤه وتُسرُّه، فهو مُتماسك الشّباب، وأمّا أنا فزوجتي تُسرُّني ولا تسوؤني، ولم يلزمني منها مكروه قطّ منذ صحبتني، فشبابي معها مُتماسك، وأمّا حديثكم الذي هو حديث أبيك فانطلقوا أوّلاً وبعثروا قبره واستخرجوا عظامه وأحرقوها، ثمّ عودوا لأقضي بينكم.

فانصرفوا فأخذ الصبيّ سيف أبيه وأخذ الأخوان المعاول، فلمـّا همّا بذلك قال لهم الأصغر: لا تُبعثروا قبر أبي، وأنا أدَعُ لكم حصّتي، فانصرفوا إلى القاضي، فقال: يُقنعكما هذا، ائتوني بالمال، فقال للأصغر: خُذْ المال، فلو كانا ابنيه لدخلهما من الرّقة ما دخلك ). / سفينة البحار.

(الزّوجة الصالحة)

حديث شريف:

* عن ورّام بن أبي فارس في كتابه أنّه قال: قالعليه‌السلام : ( الامرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح، وأيُّما امرأة خدمت زوجها سبعة أيّام أغلق الله عنها سبعة أبواب النّار، وفتح لها ثمانية أبواب الجنّة، تدخل من أيِّها شاءت ). / الوسائل.

* عن عليعليه‌السلام : ( الزوجة الصالحة أحد الكسبين ). / غرر الحِكم.

استعانة:

قصّة: لأنّك لم تُقصّر في إنفاق مالك / الشاهد (56).

٢٥٥

(الشاهد (58) )

إبرة الأمِّ الحامل(1)

ذكروا أنّ صبيّاً للشريف الرضيّ كان يتتبّع الساقي الذي يحمل الماء إلى منزله، فيأتي من خلفه ويغرز إبرة في سقائه؛ فيتسبّب في سيلان الماء منه على السلَّم وأرض القاعة وانزلاق أقدام المـَشاة، فإذا رأى ذلك الشريف قال للساقي: ويحكَ هلاَّ استبدلت بسقائك هذا المخرّق سقاءً جديداً، ونحن نُعطيك ثمنه؟

فقال: يا مولاي، إنّه جديد، ولكنّ صبيّاً لكم إذا دخلت عليكم يتبعني ويغرز إبرة فيه هنا وهناك.

فذهب الشريف الرضيّ لأمِّ الصبيّ وقال: هل أصبت طعاماً حراماً لمـّا كنتِ حاملاً به؟

فتفكّرت ثمّ قالت: نعم، طلبنا رمّاناً من البستانيّ فلان لنشتريه منه، فاستنزفنا ماءه بغرز الإبر فيه، ثمّ أعدناه على صاحبه بأنّه غير جيّد.

قال: وأين الإبرة التي استنزفت بها ماء الرمّان؟

فبحثت عنها، وإذا هي الإبرة التي كان ابنها يُخرِّق السِّقاء بها.

فدفع الشريف الثمن للبستانيّ؛ فارتدع الصبيّ عن ذلك.

(مواضيع الإدراج)

* تأثير الغذاء على الجنين والرّضيع.

* تأثير أخلاق الأمّ على الولد.

* التربية الصالحة.

____________________

(1) النمارق الفاخرة.

٢٥٦

(إنارة وإضفاء)

(تأثير الغذاء على الجنين والرَّضيع)

حديث شريف:

* قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( ما من امرأة حاملة أكلت البطّيخ إلاّ كان مولودها حسن الوجه والخُلق ). / عن طبّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

* وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: ( كلوا السفرجل، وتهادوه بينكم؛ فإنّه يجلو البصر ويُثبت المودّة في القلب، وأطعموه حبالاكم؛ فإنّه يُحسِّن أولادكم ). / مُستدرك الوسائل.

* وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً: ( أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التّمر، فإنّ ولدها يكون حليماً نقيّاً ). / مُستدرك الوسائل.

* وعن الصادقعليه‌السلام : ( عليك بالهندباء؛ فإنّه يزيد في الماء، ويُحسّن الولد، وهو حارٌّ يزيد في الوِلْد الذّكور ). مُستدرك الوسائل.

* وعن الإمام الرّضاعليه‌السلام : ( أطعموا حبالاكم اللُّبان؛ فإن يكن في بطنها غلام خرج ذكيّ القلب عالماً شجاعاً، وإن يكن جارية حَسُن خُلقها وخِلقتها، وعظمت عجيزتها، وحظيت عند زوجها ). / مكارم الأخلاق.

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( انظروا مَن يُرضِع أولادكم؛ فإنّ الولد يشبّ عليه ). / الوسائل.

* وقال أبو جعفرعليه‌السلام : ( استرضع لولدك بلبن الحِسان، وإيّاك والقباح؛ فإنّ اللّبن قد يُعدي ). / الوسائل.

* وعن الرضاعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام أنّه قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تستعرضوا الحمقاء ولا العمشاء؛ فإنّ اللّبن يُعدي ). / الوسائل.

٢٥٧

(تأثير أخلاق الأمّ على الولد)

شخصيّات:

* (أبو الفضل العبّاسعليه‌السلام : في الفجائع عن عمدة الطالب: إنّ السبب في زواج أمير المؤمنينعليه‌السلام بأمّ البنين الكلابيّة، هو أنّه قال مَرَّة لأخيه عقيل بن أبي طالب: ( انظر إلى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوَّجها؛ فتلد لي غلاماً شجاعاً - وزاد بعضهم - يكون ناصراً لابني الحسين يوم كربلاء ).

فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الوحيديّة الكلابيّة؟! فليس في العرب أشجع ولا أفرس من آبائها. / المنابع النوراء.

وفيها قال الشاعر:

يا بنت مَن سادوا صناديد العرب

وأمَّ مَن حازوا مقاليد الحَسب

أمَّ البنين طابت الأبناء

منك كما قد طابت الآباء

أمّ الأسود من بني عمرو العُلا

أمَّ الحُماة والكماة النُبلا

* (محمد بن أبي بكر): في رجال الكشّي: إنّ محمد بن أبي بكر بايع علياًعليه‌السلام على البراءة من أبيه، وأنّ الصادقعليه‌السلام ذكره فقال: ( رحمه الله وصلّى عليه ).

وقال: ( كانت النجابة من قِبَل أمّه أسماء بنت عميس (رحمة الله عليها) لا من قِبَل أبيه ).

وقال ابن أبي الحديد: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول محمد ابني من صُلب أبي بكر.

ونقل بعض الأفاضل، أنّه أنشد أباه عندما لاحاه عن ولاء أمير المؤمنينعليه‌السلام هذه الأبيات:

يا أبانا قد وجدنا ما صلح

خاب  مَن أنت أبوه وافتضح

إنّما أنقذني منك الذي

أنقذ  الدُّرَّ من الماء الملح

يا  بني الزّهراء أنتم عدَّتي

وبكم في الحشر ميزاني رجح

وإذا صحّ ولائي فيكم

لا  أُبالي أيّ كلب قد نبح

٢٥٨

شعر

* (بنات حوّاء أعشاب وأزهار):

بنات  حوّاء أعشاب وأزهار

استلهم  العقل وانظر كيف تختار

ولا  يغرَّنّك الوجه الجميل فكم

في الزّهر سم وكم في العشب مِعطار

استعانة:

قصّة: أبالشهد المزعفر يا بن هند / الشاهد (16).

قصّة: أدركك عرق من أمّك / الشاهد (19).

٢٥٩

(الشاهد (59) )

قد أُجيبت الدّعوة(1)

نُقل أنّ رجلاً رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامه، وهو يقول: امض إلى فلان المجوسي وقل له: قد أجيبت الدّعوة. فامتنع الرجل من تبليغ الرّسالة؛ لئلا يظنّ المجوسي أنّه يتعرّض له، وكان الرجل في دنيا واسعة، فرأى الرجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثانياً وثالثاً فأصبح فأتى المجوسي، وقال له في خلوة من النّاس: أنا رسول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليك، وهو يقول لك:قد أُجيبت الدّعوة.

فقال له: أتعرفني؟

قال: نعم.

قال: فإنّي أُنكر دين الإسلام ونبوّة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقال: أنا أعرف هذا، وهو الذي أرسلني إليك مرّة ومرّة ومرّة.

فقال: أنا أشهد ألاّ إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ودعا أهله وأصحابه، فقال لهم: كنت على ضلال وقد رجعت إلى الحقّ، فأسلموا، فمَن أسلم فما في يده فهو له، ومَن أبى فلينزع عن ما لي عنده، فأسلم القوم وأهله، وكانت له ابنة مزوَّجة من ابنه - لأنّ المجوس يُجيزون ذلك - ففرّق بينهما، ثمّ قال لي: أتدري ما الدّعوة؟

فقلت: لا والله، وإنّي أُريد أن أسألك الساعة.

فقال: لمـّا زوّجت ابنتي صنعت طعاماً ودعوت النّاس فأجابوا، وكان إلى جانبنا قوم أشراف فقراء لا مال لهم، فأمرت غلماني أن يبسطوا لي حصيراً في وسط الدار، فسمعت صبيّة لهم تقول لأمّها: يا أمّاه، لقد آذانا هذا المجوسي برائحة طعامه.

____________________

(1) المواعظ العدديّة.

٢٦٠