من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين0%

من شواهد المبلغين مؤلف:
الناشر: مَدْين
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 500

من شواهد المبلغين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ أكرم جزيني
الناشر: مَدْين
تصنيف: الصفحات: 500
المشاهدات: 190425
تحميل: 8182

توضيحات:

من شواهد المبلغين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 190425 / تحميل: 8182
الحجم الحجم الحجم
من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين

مؤلف:
الناشر: مَدْين
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال: فأرسلت إليهنّ بطعام كثير، وكسوة ودنانير للجميع، فلمـّا نظروا إلى ذلك قالت الصبيّة للباقيات: والله، ما نأكل حتّى ندعو له فرفعن أيديهنّ وقلن: حشرك الله مع جدّنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وأمّن بعضهنّ، فتلك الدّعوة التي أُجيبت.

(مواضيع الإدراج)

* الرّؤيا.

* حُسن الجوار.

* الإحسان إلى ذُرّيّة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

* عرض الأعمال على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

(إنارة وإضفاء)

(الرّؤيا)

حديث شريف:

* في خبر توحيد المفضّل، قال الصادقعليه‌السلام : ( فِكِّر - يا مفضل - في الأحلام، كيف دبّر - الله تعالى - الأمر فيها فمزج صادقها بكاذبها، فإنّها لو كانت كلّها تصدق لكان النّاس كلّهم أنبياء، ولو كانت كلّها تكذب لم يكن فيها منفعة، بل كانت فضلاً لا معنى له؛ فصارت تصدق أحياناً فينتفع بها النّاس في مصلحة يُهتدى لها أو مضرّة يُتحذَّر منها، وتكذب كثيراً؛ لئلا يعتمد عليها كلّ الاعتماد ). / سفينة البحار.

* وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه كان يقول: ( إنّ رؤيا المؤمن ترفُّ بين السّماء والأرض، على رأس صاحبها، حتّى يُعبِّرها له مثله، فإذا عُبِّرت لزمت الأرض فلا تقصّوا رؤياكم إلاّ على مَن يعقل ). / سفينة البحار عن الكافي

٢٦١

* وقالعليه‌السلام : ( الرّؤيا لا تُقصُّ إلاّ على مؤمن خلا من الحسد والبغي ). / نفس المصدر.

* وعن أبي قتادة قال: كنت أرى الرؤيا فتُمرِّضني، حتّى سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ( الرّؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يُحبّ فلا يُحدِّث به إلاّ مَن يُحبُّ، وإذا رأى ما يكره فلا يحدّث به وليتفل عن يساره، وليتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن شرّ ما رأى؛ فإنّها لن تضرّه ). / سفينة البحار.

* (عمل لرؤية الميِّت في المنام): قال الكفعمي في المصباح والمحدّث الفيض في خلاصة الأذكار: وجدت في بعض كُتب الإماميّة، أنّ مَن أراد أن يرى في منامه أحد الأئمّة أو الأنبياءعليهم‌السلام ، أو والديه، فليقرأ سورة الشمس، والليل، والقدر، وقل يا أيّها الكافرون، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، ثمّ يقرأ سورة الإخلاص مئة مرّة ويُصلِّي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مئة مرّة، ولينم على وضوء وعلى جانبه الأيمن؛ فإنّه يرى في المنام مَن يشاء إن شاء الله، ويتكلّم معه إن شاء الله ما يشاء ). / مفاتيح الجنان / الباقيات الصالحات.

استعانة:

قصّة: المدين الأكبر علي بن أبي طالبعليه‌السلام / الشاهد (12).

قصّة: أبكي لسبي عمّتي زينب / الشاهد (27).

قصّة: ملكنا فكان العفو منّا سجيّة / الشاهد (28).

قصّة: انبشوا هذا القبر وأخرجوا هذا الخبيث / الشاهد (29).

قصّة: كأنّهم قد جنوا ما ليس يُغتفر / الشاهد (47).

قصّة: لأنّك لم تُقصّر في إنفاق مالك / الشاهد (56).

قصّة: صدق الذي سمّاك غادر / الشاهد (65).

قصّة: السيّد هاشم الحطّاب / الشاهد (95).

قصّة: لا صدقة وذو رحم مُحتاج / الشاهد (104).

٢٦٢

(حُسن الجوار)

قرآن كريم:

*( وَاعْبُدُوا اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى‏ وَالْيَتَامَى‏ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى‏ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ مِن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ) النساء / 36.

حديث شريف:

* عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقوق الجار: ( إن استغاثك أغثه، وإن استقرضك أقرضه، وإن افتقر عدت إليه، وإن أصابه خير هنّأته، وإن مرض عدته، وإن أصابته مصيبة عزّيته، وإن مات تبعت جنازته، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلاّ بإذنه، وإذا اشتريت فاكهة فأهدها له، وإن لم تفعل فادخلها سِرّاً، ولا يخرج بها ولدك يُغيظ بها ولده، ولا تؤذِه بريح قدرك إلاّ أن تغرف له منها ). / البحار.

* روى الشيخ الصّدوق، عن علي بن يقطين، عن الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام أنّه قال: ( كان في بني إسرائيل رجل مؤمن وكان له جار كافر، فكان يرفق بالمؤمن ويوليه المعروف في الدّنيا، فلمـّا مات الكافر بنى الله له بيتاً في النّار من طين فكان يقيه حرّها، ويأتيه رزقه من غيرها، وقال له: هذا بما كنت تَدخل على جارك فلان بن فلان من الرفق وتوليه من المعروف في الدّنيا ). / البحار.

قصّة:

* عن أبي عواتة قال: سمعت أبا علي يقول: بلغني أنّ بهلولاً أصابه الجوع ثلاثة أيّام، فوسوس إليه الشيطان أنّ في جوارك رجلاً له مال كثير، فتسلّق عليه

٢٦٣

داره، وخُذْ بدرة (أي كيساً من الدراهم)، ثمّ تُبْ إلى الله تعالى، أترى الله لا يغفر لك؟! فقام بهلول فتسلّق داره ودخل بيته وأخذ كيساً وحمله، ثمّ رجع إلى نفسه وأخذ بلحيته ورأسه، وقال: سوءة لك، ثمّ نادى خذوا اللّص يا أهل الدار، فوثب أهل الدار وقالوا: أين اللّص؟

فقال: ها أنا ذا.

فجاؤوا بالسّراج: فإذا بهلول.

فقال: اذهبوا بي إلى السّلطان.

فقال صاحب الدار: معاذ الله، فما الذي حملك على هذا، وألحّ عليه.

فقال: جوع ثلاثة أيّام، ووسوسة الشيطان.

فقال صاحب الدار: يعزُّ عليَّ أن يُصيب مثلك الجوع، وأنت جاري، ثمّ قدّم له ما يأكله وأجرى له جراية. / روضات الجنّات.

استعانة:

قصّة: لأنّك لم تُقصِّر في إنفاق مالك / الشاهد (56).

٢٦٤

(الشاهد (60) )

مَلَك على صورة ابن المـُبارك(1)

في تذكرة الخواصّ: أنبأنا عبد الملك مظفّر بن غالب الحرّي بإسناده، قال: كان عبد الله بن المبارك يحجّ سنة ويغزو سنة، فعل ذلك خمسين سنة، قال: لمـّا كانت السنة التي أحجّ فيها أخذت في كُمّي خمسمئة دينار، وخرجت إلى موقف الجمال بالكوفة؛ لأشتري جملاً، فرأيت امرأة على بعض المزايل تنتف ريش بطّة ميِّتة فتقدّمت إليها وقلت: لم تفعلين هذا؟!

فقال: يا عبد الله، لا تسأل عمّا لا يعنيك.

قال: فوقع في خاطري من كلامها شيء فألححت عليها.

فقالت: يا عبد الله، قد ألجأتني إلى كشف سِرّي إليك، وأنا امرأة علويّة، ولي أربع بنات يتامى، مات أبوهنّ من قريب، وهذا اليوم الرابع ما أكلنا شيئاً، وقد حلّت لنا الميتة، فأخذتُ هذه البطّة أُصْلِحها وأحملها إلى بناتي فنأكلها.

فقلت في نفسي: ويحكَ - يا ابن المبارك - أين أنت عن هذه؟ فقلت: افتحي حِجرك. ففتحته فصببت الدّنانير في طرف إزارها، وهي مُطرقة لا تلتفت إليّ، قال ومضيت إلى المنزل، ونزع الله من قلبي شهوة الحجّ في ذلك العام، ثمّ توجّهت إلى بلادي، وأقمت حتّى حجّ النّاس وعادوا، فخرجت أتلقّى جيراني وأصحابي، فجعل كلُّ مَن أقول له: قبل الله حجّك، وشكر سعيك. يقول: وأنت كذلك، أما قد اجتمعنا بك في مكان كذا وكذا، وأكثَرَ النّاسُ عليَّ في القول، فبتُّ مُتفكِّراً في ذلك، فرأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام وهو يقول لي:( يا عبد الله، لا تَعجب؛ فإنّك أغثت ملهوفة من ولدي، فسألت الله أن يخلق مَلَكاً على صورتك يحجّ عنك كلّ عام إلى يوم القيامة، فإن شئت أن تحجّ وان شئت لم تحجّ ) .

____________________

(1) تذكرة الخواصّ.

٢٦٥

(مواضيع الإدراج)

* الإنفاق في سبيل الله.

* إغاثة الملهوف.

* الإحسان إلى ذرّيّة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

* الحجّ إلى بيت الله الحرام.

(إنارة وإضفاء)

(الإنفاق في سبيل الله)

قرآن كريم:

*( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة / 261.

*( إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) الحديد / 18.

حِكمة:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

- ( من يُعط باليد القصيرة يُعط باليد الطويلة ).

- ( ليس لأحد من دنياه إلاّ ما أنفقه على أُخراه ).

- ( إنّكم إلى إنفاق ما اكتسبتم أحوج منكم إلى اكتساب ما تجمعون ).

- ( درهم ينفع خير من دينار يصرع ). / غرر الحِكم.

٢٦٦

استعانة:

قصّة: لأنّك لم تُقصّر في إنفاق مالك / الشاهد (56).

قصّة: ألا موت يُباع فأشتريه / الشاهد (72).

قصّة: إبراهيم بن أدهم وشقيق البلخي / الشاهد (82).

قصّة: أنا والله ذلك السائل / الشاهد (98).

قصّة: لا صدقة وذو رحم مُحتاج / الشاهد (104).

(إغاثة الملهوف)

حديث قدسي:

* قال الله جلّ شأنه لموسىعليه‌السلام : ( هل عملت لي عملاً خالصاً؟! ).

قال: ( نعم، صلّيت لك، وصمت لك، وسبّحت وهلّلت لك ).

قال تعالى: ( الصلاة لك جواز على الصّراط، والصّوم جُنّة لك من النّار، والتسبيح والتهليل لك درجات في الجنّة ).

فبكى وقال: ( يا ربّ، دُلَّني على عمل خالص لك ).

قال تعالى: ( هل نصرت مظلوماً؟! هل كسوت عرياناً؟! هل سقيت عطشاناً؟! هل أكرمت عالماً؟! هذا لي عمل خالص ). / المواعظ العددية.

قصّة:

* في كتاب روضات الجنّات، عن بعض فقهاء النجف الأشرف، أنّه وجد في بعض إجازات السيّد نعمة الله الحسيني الموسوي الجزائري، أنّه اتّفق مع العلاّمة المجلسي صاحب بحار الأنوار، وعاهدا الله تعالى على أنّ مَن يموت قبل الآخر يأتي إلى الآخر في منامه؛ ليُخبره - بعد أن يؤذَن له في الكلام - عن حقيقة ما انكشف له في تلك النشأة الناظرة أوضاعها إلى البواطن من الأمور.

٢٦٧

ثمّ إنّ العلاّمة المجلسي ( رحمه الله ) توفِّي أوّلاً، فرآه السيّد الجزائري في نومه، وسأله عمّا جرى له فأخبره بكلّ ما جرى له، من النزع والتسليم، ومراقبة الرّوح للجسد أثناء التغسيل والتشييع والدفن، إلى أن دخل القبر، وإذا بمنادٍ يُنادي:يا عبدي، يا محمد باقر، ماذا أعددت للقاء مثل هذا اليوم؟

قال: فبدأت أُعدّد له ما كان قد صدر منِّي من الأعمال الحسنة والباقيات الصالحات، وهو لا يقبل منّي ويُعيد عليَّ هذا النّداء، وأنا مُضطرب مدهوش، لا أجد مفرّاً ممّا كان منّي، ولا مفزعاً أتوجّه إليه في أمري، فبينا أنا في هذه الدّهشة العُظمى، إذ تذكّرت أنّي كنت يوماً راكباً إلى بعض المواضع، مارّاً من السّوق الكبير بأصبهان، فرأيت النّاس قد اجتمعوا حول رجل من المؤمنين، كان مُتّهماً عند أهل البلد بفساد المذهب، مع أنّي كنت أعلم بصلاحه وسداده ولا أُفشيه عند أحد اتقاءً من موضع الرّيبة، فلمـّا رأيت النّاس يضربونه ويُطالبون بحقوقهم، وهو لا يقدر على إعطائهم شيئاً ويستمهلهم، وهم لا يُمهلونه ويقعون في عرضه وبدنه، وواحد منهم يدقُّ على رأس ذلك المؤمن بباطن نعله ويقول: أدري أنّك عاجز عن قضاء ديونك، ولكن أدقّ على رأسك حتّى أُطفئ نائرة قلبي منك. فلم أصبر عن ذلك وقلت: إلى متى أتّقي من هذا الخلق المنكوس، ولا أتّقي الخالق الجليل في إعانة أضعف عبيده الملهوف؟! فوقفت عند رأسه، وصحت في وجوه المـُتعرّضين له وقلت لهم: ويَحْكَم! هلمـّوا معي حتّى أقضي ما كان لكم عليه من الدَّين، وحملته معي إلى المنزل، وأخذت في إعزازه وإكرامه وتدارك ما فات منه، وقضيت ديونه وكفيت شؤونه، وحقّقت له الرّجاء بما لا مزيد عليه.

ثمّ إنّي عرضت تفصيل ذلك على ربّي، فتقبّله منِّي وغفر لي، وسكن النّداء وأمر لي بفتح باب من الرحمة تلقاء وجهي إلى جنّات الخلود، يجيئني منه الرّوح والرّيحان، وطريف هواء الجنان في كلّ حين، ووسّع لي في مضجعي الذي تراه إلى حيث شاء الله، وأنا مُتنعّم منذ ذلك الوقت بأنواع النّعم، مُتمتّع من عند إلهي الأرحم الأجل الأكرم، وأستأنس بمَن يجيء إلى زيارتي من المؤمنين، وأنتفع بدعوات الصالحين وقراءات المـُتّقين، وأراهم من حيث لا يرونني، وأنا في هذا المقام الأمين. / روضات الجنّات.

٢٦٨

استعانة:

قصّة: قد أُجيبت الدّعوة / الشاهد (59).

٢٦٩

(الشاهد (61) )

الدرهمان الحلال(1)

في الحديث: أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام دخل المسجد يوماً وقال لرجل: ( أمسك عليَّ بغلتي ). فأخذ الرجل لجامها ومضى، وترك البغلة.

فخرج عليعليه‌السلام وفي يده درهمان ليُكافئ الرجل على إمساك دابّته، فوجد البغلة واقفة بغير لجام، فركبها ومضى ودفع لغلامه الدرهمين، يشتري بهما لجاماً.

فوجد الغلام اللّجام في السّوق، قد باعه السارق بدرهمين.

فقال عليعليه‌السلام : ( إنّ العبد ليَحرُم نفسه الرّزق الحلال بترك الصّبر، ولا يزداد على ما قُدّر له ).

إنّه وديعة لأولاد الحسينعليه‌السلام (2)

في كتاب تذكرة الخواصّ، قال: حدّثني أبو محمد عبد الوهّاب المـَقري، قال: حدّثني جار لي، قال: كان لي صاحب من أولاد الحسينعليه‌السلام وكان رقيق الحال، فكنت أبرّه. قال: فحجّ في بعض السنين وعاد وقد حسنت حاله، فسألته عن ذلك.

فقال: حججت في هذه السنة وأنا فقير أمشي. قال: فبقيت ثلاثة أيّام لم أجد طعاماً، فبينما أنا أمشي، وإذ قد علق في قدمي شيء، وإذا هميان - أي حزام توضع فيه النقود - فأخذته وفتحته، وإذا فيه ألف دينار، فقالت نفسي: تصرّف فيه واشتري طعاماً وأكْثِرْ.

قال: فقلت: لا والله، حتّى يظهر أمره. فإذا بمنادٍ يُنادي عليه.

____________________

(1) كشكول البهائي.

(2) تذكرة الخواصّ.

٢٧٠

فقلت لصاحبه: ما تُعطي مَن لقيه؟

قال: ما أُعطيه شيئاً!

قلت: مئة دينار؟

قال: لا.

قلت: فديناراً؟

قال: لا.

فرميته إليه، فنظر إليّ وقال: من أين أنت؟

قلت: من بغداد.

قال: وما تصنع؟

قلت: لا شيء، وأنا رجل شريف وما لي حرفة.

فقال: من أولاد مَن أنت؟

قلت: من أولاد الحسينعليه‌السلام .

قال: ومَن يعرفك؟

قلت: الحاجّ.

فجاء جماعة فعرِّفوني، فرمى إليّ الهميان، وقال: خُذْه.

فقلت له: أنت ما هان عليك أن تُعطيني منه ديناراً، أفتُعطيني الجميع؟!

فقال: اعلم، أنّه عندي وديعة جاءت معي من خراسان، وأوصاني صاحبه أن لا أُعطيه إلاّ لشريف مُستحقٍّ من أولاد الحسينعليه‌السلام وأنت ذاك.

فأخذته وحسنت حالي.

(مواضيع الإدراج)

* قسمة الأرزاق حلالاً.

* الرزق مضمون.

* إتيان الرزق بغير حسبان.

* الرزق للعاقل والأحمق.

* من دواعي الرزق وزيادته.

٢٧١

(إنارة وإضفاء)

(قسمة الأرزاق حلالاً)

حديث شريف:

* عن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه قال: ( قال رسول الله في حجّة الوداع: ألا إنّ الروح الأمين نفث في روعي أنّه لا تموت نفس حتّى تستكمل رزقها. فاتّقوا الله وأجملوا بالطلب، ولا يحملّنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله، فإنّ الله تعالى قسَّم الأرزاق بين خلقه حلالاً، ولم يُقسِّمها حراماً، فمَن اتّقى الله وصبر؛ آتاه رزقه من حِلِّه، ومَن هتك حجاب ستر الله عزّ وجلّ، وأخذه من غير حِلِّه؛ قُصَّ به من رزقه الحلال، وحوسب عليه يوم القيامة ). / أربعين الشيخ البهائي.

قصّة:

* (النفقة التي أوصلتك): قال السريّ السقطي: خرجت من الرّملة إلى بيت المـَقْدِس، فمررت بأرض مُعشبة وفيها غدير ماء، فجلست آكل من العشب، واشرب من الماء، وقلت في نفسي: إن كنت أكلت أو شربت في الدّنيا حلالاً فهو هذا.

فسمعت هاتفاً يقول: يا سريّ، فالنفقة التي أوصلتك إلى ها هنا من أين هي؟! / كشكول البهائي.

استعانة:

قصّة: فاردُد طعامنا فإنّه لا يأكله غيرنا / الشاهد (29).

قصّة: الشاة هدية للشيخ / الشاهد (63).

٢٧٢

(الرزق مضمون)

قرآن كريم:

*( وَمَا مِن دَابّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا ) هود / 6.

حديث قدسي:

* (وعزّتي وجلالي ...): عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : ( إنّ الله تبارك وتعالى يقول: وعزتّي وجلالي، ومجدي وارتفاعي على عرشي، لأقطعنَّ أمل كل مؤمَّل غيري باليأس، ولأكسونّه ثوب المـَذلّة عند النّاس، ولأُنحينَّه من قُربي، ولأبعدنّه من وصلي، أيؤمَّل غيري في الشدائد، والشدائد بيدي؟! ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري، وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مُغلّقة، وبابي مفتوح لمـَن دعاني، فمَن الذي أمّلني لنوائبه فقطعته دونها، ومَن الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه منّي؟! جعلت آمال عبادي عندي محفوظة، فلم يرضوا بحفظي، وملأت سمواتي ممّن لا يملّ بتسبيحي، وأمرتهم ألاّ يُغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي، ألم يعلم مَن طرقته نائبة من نوائبي أنّه لا يملك كشفها أحد غيري إلاّ من بعد إذني؟! فمالي أراه لاهياً عنّي؟! أعطيته بجودي ما لم يسألني، ثمّ انتزعته عنه فلم يسألني ردّه وسأل غيري، أفتراني أبدأ بالعطيّة قبل المسألة ثمّ أُسأل فلا أُجيب سائلي؟! أبخيل أنا فيُبخِّلني عبدي؟! أو ليس الجود والكرم لي؟! أو ليس العفو والرحمة بيدي؟! أو ليس الدّنيا والآخرة بيدي؟! أو ليس أنا محلّ الآمال فمَن يقطعها دوني؟! أفلا يخشى المؤمّلون أن يؤمّلوا غيري؟! فلو أنّ أهل سماواتي وأهل أرضي أُملِّوا جميعاً ثمّ أعطيت كلّ واحد منهم مثل ما أُمِّل الجميع ما انتقص من مُلكي مثل عضو ذرّة، وكيف ينقص مُلك أنا قيّمه؟! فيا بؤساه للقانطين من رحمتي! ويا بؤساه لمـَن عصاني ولم يُراقبني! ). / منية المـُريد.

٢٧٣

حِكمة:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

- ( تنزل من الله المعونة على قدر المؤونة ).

- ( لا يملك إمساك الأرزاق وإدرارها إلاّ الرّزّاق ).

- ( كلُّكم عيال الله، والله سبحانه كافل عياله ). / غرر الحِكم.

حديث وقصّة:

* قال الإمام الصادقعليه‌السلام : ( مَن اهتمّ لرزقه كُتب عليه خطيئة، إنّ دانيالعليه‌السلام كان في زمن ملك جبّار عاتٍ، أخذه فطرحه في جُبّ، وطرح مع السباع فلم تدنُ منه ولم تجرحه، فأوحى الله تعالى إلى نبيّ من أنبيائه أن ائت دانيال بطعام، قال: يا ربّ، وأين دانيال؟ قال: تخرج من القرية، فيستقبلك ضبع فاتّبعه، فإنّه يُدلّك إليه، فأتى به الضيع ذلك الجُبّ، فإذا فيه دانيال، فأدلى إليه الطعام فقال دانيال: الحمد لله الذي لا ينسى مَن ذكره، والحمد لله الذي لا يُخيِّب مَن دعاه، الحمد لله الذي مَن توكّل عليه كفاه، الحمد لله الذي مَن وثق به لم يكله إلى غيره، الحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحساناً وبالصّبر نجاة ).

ثمّ قال الصادقعليه‌السلام : ( إنّ الله تعالى أبى إلاّ أن يجعل أرزاق المتّقين من حيث لا يحتسبون، وأن لا يقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين ). / سفينة البحار.

قصّة:

* (النملة والضفدع والدودة العمياء): عن دعوات الراوندي، قال: ذكروا أنّ سليمانعليه‌السلام كان جالساً على شاطئ بحر، فبصر بنملة تحمل حبّة قمح تذهب بها نحو البحر، فجعل سليمانعليه‌السلام ينظر إليها، حتّى بلغت الماء، فإذا بضفدع قد أخرجت رأسها من الماء، ففتحت فاها، فدخلت النملة وغاصت الضفدع في البحر ساعة، وسليمانعليه‌السلام يتفكّر، في ذلك مُتعجّباً.

ثمّ إنّها خرجت من الماء وفتحت فاها، فخرجت النملة ولم يكن معها الحبّة.

٢٧٤

فدعاها سليمانعليه‌السلام وسألها عن شأنها وأين كانت؟

فقالت: يا نبي الله، إنّ في قعر البحر الذي تراه صخرة مُجوَّفة، وفي جوفها دودة عمياء، وقد خلقها الله تعالى هنالك، فلا تقدر أن تخرج منها لطلب معاشها، وقد وكلني الله برزقها، فأنا أحمل رزقها، وقد سخّر الله تعالى هذه الضفدع لتحملني فلا يضرُّني الماء في فيها، وتضع فاها على ثقب الصخرة فأدخلها، ثمّ إذا أوصلت رزقها إليها وخرجت من ثقب الصخرة إلى فيها أخرجتني من البحر.

قال سليمانعليه‌السلام : ( وهل سمعت لها تسبيحة؟ ).

قالت: نعم، تقول: يا مَن لا ينساني في جوف هذه اللُّجَّة برزقه، لا تنسَ عبادك المؤمنين برحمتك. / قصص الأنبياء.

شعر:

* (إن هي أتته وإلاّ سوف يأتيها):

لو كان في صخرة في الأرض راسبة

صمّاء  ملمومة ملسا نواحيها

رزقٌ  لنفس براها الله لانفلقت

عنه  فأدّت إليه كلّ ما فيها

أو كان بين طباق السّبع مطلبها

لسهّل الله في المرقى مراقيها

حتّى  يُلاقي الذي في اللّوح خُطَّ له

إن هي أتته وإلاّ سوف يأتيها

* (وإن ولّيت عنه تبعك):

إنّما  الرّزق الذي تطلبه

يُشبه الظّلّ الذي يمشي معك

أنت لا تُدركه مُتَّبعاً

وهو  إن ولّيت عنه تبعك

استعانة:

قصّة: الله يُتاجر لك في عرض البحر وتعترضين / الشاهد (8).

قصّة: إبراهيم بن أدهم وشقيق البلخي / الشاهد (82) وإنارته.

تعلّمت منك ثمان مسائل / الشاهد (108).

إنارة الشاهد (1) / التفكُّر في خلق الله تعالى / وصف النملة.

٢٧٥

إنارة الشاهد (87) / التكبُّر / يا هارون.

إنارة الشاهد (70) / الاستعداد ليوم الدِّين / عبدي ما أنصفتني.

إنارة الشاهد (108) / اختزال الشرائع / اثنتا عشرة آية من التوراة.

(إتيان الرزق بغير حُسبان)

حديث شريف:

* قال عليّعليه‌السلام : ( مَن أتاه الله برزق لم يَخطُ له برجله، ولم يمدَّ إليه يده، ولم يتكلّم فيه بلسانه، ولم يشدّ إليه ثيابه، ولم يتعرّض له، كان ممّن ذكره الله عزّ وجلّ في كتابه:( وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ) / عن نوادر الراوندي.

شعر:

* (.. رزقي سوف يأتيني):

لقد علمت وما الإسراف من خلقي

أنّ  الذي هو رزقي سوف يأتيني

أسعى إليه فيعييني تطلُّبه

ولو  قعدت أتاني ليس يُعييني

(الرّزق للأحمق والعاقل)

حديث قدسي:

* أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه: ( أتدري لم رزقت الأحمق؟! ).

قال: ( لا ).

قال تعالى: ( ليعلم العاقل أنّ طلب الرّزق ليس بالاحتيال ). / عن شرح النهج.

٢٧٦

شعر

* (كأنّه من خليج البحر يغترف):

كم من قويٍّ قويٌّ في تقلُّبه

مهذَّب الرأي عنه الرّزق مُنحرف

وكم ضعيف ضعيف في تقلُّبه

كأنّه من خليج البحر يغترف

هذا دليلً على أنّ الإله له

في الخلق سِرٌّ خفيّ ليس ينكشف

استعانة:

قصّة: أبو عبد الرحمان الرحيم / الشاهد (107).

(من دواعي الرزق وزيادته)

حديث شريف:

* عن أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين:

- ( استعمال الأمانة يزيد في الرزق ( أي التصرُّف بأمانة ).

- ( في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق ).

- ( الرزق أسرع إلى مَن يُطعم الطّعام من السّكّين في السّنام ).

- ( استنزلوا الرزق بالصدقة ).

- ( أدم الطهارة يَدُمْ عليك الرزق ).

- ( لا تتركوا ركعتين بعد عشاء الآخرة؛ فإنّها مُجلبة للرزق ).

- ( التعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في الرزق ).

- ( لَذِكرُ الله بعد طلوع الفجر أبلغ في طلب الرزق، من الضرب في الأرض ).

- ( المكث بعد صلاة الفجر حتّى تطلع الشمس، أنجح في طلب الرزق من الضرب في الأرض شهراً ).

- ( ترك الزنى وكنس الفِناء وغسل الإناء مُجلبة للغناء ).

- ( دعاء الرجل لأخيه بظهر الغَيب يدرُّ الرزق ويدفع المكروه ).

٢٧٧

- ( صلة الرّحم تُزكِّي الأعمال، وتُنمِّي الأموال، وتُيسِّر الحساب، وتدفع البلوى، وتزيد في العمر ).

- ( مَن حسنت نيّته زاد الله في رزقه ).

- ( حُسن الجوار يزيد في الرزق ).

- ( تقليم الأظفار يوم الخميس يُدرُّ الرزق دَرّاً ).

- ( الاستغفار يزيد في الرزق ).

- ( مَن سبَّح الله كلّ يوم ثلاثين مرة دفع الله عنه سبعين نوعاً من البلاء، أيسرها الفقر ).

استعانة:

قصّة: لأنّك لم تُقصّر في إنفاق مالك / الشاهد (56).

٢٧٨

(الشاهد (62) )

هذا رجل لم تأخذه في الله لومة لائم(1)

يُروى أنّ الحجّاج كان يوماً في مكّة المكرّمة يطوف حول الكعبة، فرأى رجلاً يمنيّاً يطوف، وكان أخوه محمد بن يوسف والياً على اليمن، فأراد الحجّاج أن يتعرّف على حال أخيه، هل هي مرضيّة عند أهل اليمن أم غير مرضيّة؟ فسأل الرجل اليَمنيّ، فقال له: يا يَمنيّ، كيف خلّفت محمد بن يوسف؟

فقال اليمني: خلّفته عظيماً سميناً!

فقال الحجّاج: لست عن ذلك أسألك، ولكن أسألك عن عدله في رعيتّه.

فقال اليمني: خلّفته ظلوماً غشوماً.

فقال الحجّاج: وكيف لا تشكوه إلى مَن هو فوقه؟

فقال اليَمنيّ: ذاك - والله - شرٌّ منه.

فقال له الحجّاج: أتعرفني؟!

فقال الرجل: نعم أعرفك، أنت الحجّاج بن يوسف الثقفي.

فقال الحجّاج: أتعرف مكانه منّي؟!

قال: نعم، إنّه أخوك.

فقال الحجّاج: أفلم يمنعك ذلك أن قلت ما قلت؟!

فقال الرجل: أترى مكان الله تعالى  أهون عندي من مكانك؟!

ثمّ إنّ الحجّاج عدل عن كلامه، وجعل يسأله عن القبائل العربية، فقال للرجل: أيُّ العرب خيرٌ؟

فقال الرجل: بنو هاشم خير العرب وخيرتهم.

فقال الحجّاج: ولِمَ؟!

____________________

(1) المجالس المرضيّة.

٢٧٩

فقال اليَمنيّ: لأنّ محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منهم.

فقال الحجّاج: وأيُّهم شرٌّ؟

فقال اليَمنيّ: شرّ العرب هم ثقيف.

فقال الحجّاج: ولِمَ؟!

فقال اليمني: لأنّ الحجّاج منهم.

فدعا له بعشرة آلاف فأعطاه، ثمّ قال لمـَن حوله: هذا رجل لم تأخذه في الله لومة لائم.

(مواضيع الإدراج)

* كلمة حقّ في وجه سلطان جائر.

(إنارة وإضفاء)

(كلمة حقّ في وجه سلطان جائر)

قصّة:

* (الغلام العقيلي والحجّاج): يُروى أنّ الحجّاج كان قد بُني له قصر في أواسط العراق لم يُبنَ له مثيل، وفرشه بأحسن فرش، وزيّنه بأحسن زينة، واتّخذ له مجلساً مُشرفاً على مَن يدخل من باب القصر، فبينما هو ذات يوم في قصره، ومعه الحجّاب؛ إذ دخل عليه غلام شاحب اللّون رثّ الثياب، قد دخل القصر غير مُعتنٍ به ولا بقصره، ولا بفراشه، وإذا به قد داس على البساط والحرير وغيره من الفرش الثمينة، داس عليها بنعله فلمـّا نظر إليه الحجّاج صلح به: ويلك! اخلع نعليك.

٢٨٠