من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين0%

من شواهد المبلغين مؤلف:
الناشر: مَدْين
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 500

من شواهد المبلغين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ أكرم جزيني
الناشر: مَدْين
تصنيف: الصفحات: 500
المشاهدات: 190503
تحميل: 8185

توضيحات:

من شواهد المبلغين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 190503 / تحميل: 8185
الحجم الحجم الحجم
من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين

مؤلف:
الناشر: مَدْين
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قالت: أعمالك الصالحة التي ضعّفتها، بحيث لم تستطع أن تُساعدك على أعمالك القبيحة.

قلت: ابنتي، ماذا تفعلين في هذا الجبل؟

قالت: نحن أطفال المسلمين الذين جئنا في طفولتنا من الدّنيا إلى هنا، قد أسكننا الله هنا إلى القيامة، ونحن ننتظر آباءنا وأمَّهاتنا ليأتوا إلينا فنشفع لهم.

فاستيقظت مذعوراً، وتركت شرب الخمر وسائر الذّنوب، وتبت إلى الله عزّ وجلّ.

(مواضيع الإدراج)

* العمل.

* شفاعة الأطفال.

* التوبة.

(إنارة وإضفاء)

(العمل)

قرآن كريم:

* ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَا قَدّمَتْ لِغَدٍ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) الحشر / 18.

حديث شريف:

* روى الصّدوق، بإسناده عن قيس بن عاصم، قال: وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فدخلت وعنده الصّلصال بن الدلهمس، فقلت: يا نبي الله، عِظْنا

٣٠١

موعظة؛ فإنّا قوم نعبر (نعمر) في البرّيّة.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( يا قيس، إنّ مع العِزّ ذُلاَّ ً، وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع الدّنيا آخرة، وإنّ لكلّ شيء حسيباً، وعلى كلّ شي رقيباً، وإنّ لكلّ حسنة ثواباً، ولكلّ سيّئة عقاباً، ولكلّ أجل كتاباً، وإنّه لا بدّ لك - يا قيس - من قريب يُدفن معك وهو حيّ، وتدفن معه وأنت ميّت، فإن كان كريماً أكرمك، وإن كان لئيماً أسلمك، ثمّ لا يُحشر إلاّ معك، ولا تُبعث إلاّ معه، ولا تُسأل إلاّ عنه، فلا تجعله إلاّ صالحاً؛ فإنّه إن صلح أنست به، وإن فسد لا تستوحش إلاّ منه، وهو فعلك ).

فقال: يا نبي الله، أُحبُّ أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر، نفخر به على مَن يلينا من العرب، وندّخره.

فأمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَن يأتيه بحسّان، قال: فأقبلت أفكّر فيما أُشبِّه هذه العِظة من الشّعر، فاستتب لي القول قبل مجيء حسّان، فقلت: يا رسول الله، قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما تُريد، فقلت:

تخيَّر  خليطاً من فعالك إنّما

قرينُ الفتى في القبر ما كان يفعل

لا  بدّ بعد الموت من أن تعدَّه

ليوم يُنادى المرء فيه فيُقبِل

وإن  كنت مشغولاً بشيء فلا تكنْ

بغير الذي يرضى به الله تَشغل

فلن يصحب الإنسان من بعد موته

ومن  قبله إلاّ الذي كان يعمل

ألا  إنّما الإنسان ضيف لأهله

يُقيم  قليلاً بينهم ثمّ يرحل

قصّة:

* (عجائب القبور): يَنقل السيّد القاضي سعيد القمّي، عن الشيخ البهائيرحمه‌الله أنّه قال: كان لي أحد الأصدقاء في مقبرة أصفهان، حيث كان مشغولاً بالعبادة بين تلك المقابر، وكان الشيخ يذهب لزيارته بين فترة وأُخرى، وفي أحد الأيّام سأله الشيخ: ماذا رأيت من عجائب هذه القبور؟

فقال: بالأمس جاؤوا بجنازة إلى هذه المقبرة، ودفنوها في هذه الزاوية، وغادروا المقبرة، بعد ذلك وعندما حلّ المغرب هبّت رائحة كريهة جدّاً وأزعجتني كثيراً، بحيث لم أشمّ مثل تلك الرائحة طيلة حياتي، وفجأة رأيت هيكلاً مُخيفاً يُشبه

٣٠٢

الكلب، وقد كانت الرائحة الكريهة تنبعث منه، فأخذ يقترب حتّى وصل إلى القبر واختفى عنده، ومرَّت دقائق حتّى هبّت رائحة عطرة لم أشمَّ مثلها طيلة حياتي، ثمّ ظهرت صورة جميلة جدّاً، وجاءت حتّى اختفت عند ذلك القبر، ومضت فترة من الزمان، فرأيت تلك الصورة الجميلة قد خرجت من القبر، وهي مُصابة بالجروح وملوّثة بالدّماء، فقلت: إلهي، فقِّهني في الأمور التي شاهدتها. فأعْلَمَني بأنّ هذه الصورة الجميلة هي أعماله الحسنة، وأمّا ذلك الهيكل المـُخيف فهو أعماله القبيحة، وبما أنّ أفعاله السيّئة كانت أكثر من الحسنة، فسوف تكون هي القرين له في قبره، حتّى يطهر من الذّنوب وتصل النوبة إلى الصورة الجميلة. / كتاب المعاد.

شعر:

* إنّ السفينة لا تجري على اليُبْس

واعلم بأنّ سهام الموت قاصدة

لكل  مُدرَّع منا ومُترَّس

ما بال دينك ترضى أن تُدنِّسه

وثوب  لبسك مغسول من الدَّنَس

ترجو  النّجاة ولم تسلك مسالكها

إنّ السّفينة لا تجري على اليُبَس

حكمة:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( ألا فاعملوا والألسن مُطلقة، والأبدان صحيحة، والأعضاء لدنة، والمـُنقلب فسيح، والمجال عريض، قبل إزهاق الفوت، وحلول الموت، فحقِّقوا عليكم حلوله، ولا تنتظروا قدومه ). / غرر الحِكم.

* (دخول الحمّام مجّاناً): حُكي أنّ إبراهيم بن أدهم قصد يوماً أن يدخل حمّاماً، وكان عليه ثياب رثّة، فمنعه صاحب الحمّام؛ لرثاثة الحال وخلوّ يده من المال.

فقال: واعجباً! لمـَن مُنِع أن يدخل بيتاً بُني بالطين والحجارة بلا مال، كيف يطمع أن يدخل الجنّة بلا طاعة وأعمال؟! / روضات الجنّات.

٣٠٣

استعانة:

إنارة الشاهد (70) / الاستعداد ليوم الدين.

إنارة الشاهد (79) / البناء للآخرة.

(شفاعة الأطفال)

حديث شريف:

* عن سهل بن حُنيفرضي‌الله‌عنه أنّه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( تزوّجوا؛ فإنّي مُكاثر بكم الأُمم يوم القيامة، حتّى إنّ السّقط ليظلّ مُحبنطئاً(1) على باب الجنّة، فيُقال له: ادخل، فيقول: حتّى يدخل أبواي ). / مُسكِّن الفؤاد.

* روي عن الحسن البصري أنّه قال: بِئْسَ الشيء الولد! إن عاش كدَّني، وإن مات هدَّني.

فبلغ ذلك زين العابدينعليه‌السلام فقال: ( كَذَبَ! والله، نِعْمَ الشيء الولد! إن عاش فدعاء حاضر، وإن مات فشفيع حاضر ). / المـُستدرك.

* عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إذا كان يوم القيامة، نودي في أطفال المؤمنين: أن اخرجوا من قبوركم. فيخرجون من قبورهم، ثمّ يُنادى فيهم: أن امضوا إلى الجنّة زُمراً. فيقولون: ربَّنا، ووالدينا معنا؟ ثمّ يُنادى فيهم ثانية: أن امضوا إلى الجنّة زُمراً. فيقولون: ربّنا، ووالدينا؟ ثمّ يُنادى فيهم ثالثة: أن امضوا إلى الجنّة زُمراً. فيقولون: ربّنا، ووالدينا؟ فيقول عَزّ وجلّ في الرابعة: ووالديكم معكم. فيثب كلّ طفل إلى أبويه، فيأخذون بأيديهم، فيدخلون بهم الجنّة، فهم أعرف بآبائهم وأمَّهاتهم يومئذ من أولادكم الذين في بيوتكم ). / المـُستدرك.

قصّة:

* (ما لكَ فينا ولد): روى الغزالي في الإحياء: إنّ بعض الصالحين كان يُعرَض عليه التزويج بُرهة من دهره فيأبى، قال: فانتبه من نومه ذات يوم، وقال:

____________________

(1) المـُحبنطئ هو المـُتغضِّب المـُستبطئ للشيء.

٣٠٤

زوّجوني. فزوَّجوه، فسُئل عن ذلك، فقال: لعلّ الله أن يرزقني ولداً ويقبضه؛ فيكون لي مُقدِّمة في الآخرة.

ثمّ قال: رأيت في المنام، كأنّ القيامة قد قامت، وكأنّي من جملة الخلائق في الموقف، وبي من العطش ما كاد أن يقطع قلبي، وكذا الخلائق من شدّة العطش والكرب، فبينما نحن كذلك، وإذا وِلْدان يتخلَّلون الجمع، عليهم قناديل من نور، وبأيديهم أباريق من فضّة، وأكواب من ذهب، يسقون الواحد بعد الواحد، يتخلَّلون الجمع ويتجاوزون أكثر النّاس، فمددت يدي إلى أحدهم، فقلت: اسقْني، فقد أجهدني العطش.

فقال: ما لك فينا ولَد، وإنّما نسقي آباءنا.

فقلت: ومَن أنتم؟

قالوا: نحن مَن مات من أطفال المسلمين. / مُسكِّن الفؤاد.

استعانة:

قصَّة: براءة من النّار / الشاهد (38) وإنارته.

٣٠٥

(الشاهد (67) )

يا موسى إنّ الذي منعتكم من أجله

روي أنّه قحط بنو إسرائيل على عهد موسىعليه‌السلام ، فخرجوا للاستسقاء مرّات عدّة، فلم يستجب لهم، فرقى موسىعليه‌السلام الطور ليلة وبكى، وقال: اللهمّ، إن كان خَلِقَ - أي بَلِيَ - جاهي عندك، فإنّي أسألك بجاه النبيّ الأُمّيّ الذي وعدت أن تبعثه آخر الزّمان أن تسقينا.

فأوحى الله إليه: أن يا موسى، جاهك عندي لم يخَلِق، وإنّك عندي لوجيه، ولكن بين أظهركم عبداً قد بارزني بالمعاصي أربعين سنة، فإن أخرجتموه من أظهركم سقيتكم.

فجعل موسى يتخلّل الصّفوف ويُنادي: أيّها العبد العاصي ربّه أربعين سنة، اخرُج عنّا؛ فإنّ الله بك منعنا.

ثمّ إنّ العاصي سمعه، فعرف أنّه المعنيَّ بذلك، فقال في نفسه: ما أصنع؟ إن مكثت بينهم منعهم الله لأجلي، وإن خرجت عنهم عرفوني وافتضحت في بني إسرائيل، ثمّ إنّه أدخل رأسه في قميصه، فقال: إلهي، عصيتك بجهدي، وتجرّأت عليك بجهلي، وقد أتيتك تائباً نادماً فاقبلني، ولا تمنعهم من أجلي، فما استتمّ كلامه حتّى جاءت غَمامة بيضاء، فطبقت الآفاق وتفتّقت بغزير الماء.

فقال موسىعليه‌السلام : إلهي، إنّك سقيتنا ولم يخرج من بيننا أحد؟!

فقال: يا موسى، إنّ الذي منعتكم من أجله سقيتكم به.

فقال: إلهي، فدُلّني عليه.

فقال: يا موسى، إنّي سترت عليه في حال المعصية، فكيف أفضحه في حال التوبة؟!!

____________________

(1) المواعظ العددية.

٣٠٦

(مواضيع الإدراج)

* التوبة.

* ستر الله تعالى على التائب.

* الاعتراف بالذنب لله تعالى.

(إنارة وإضفاء)

(التوبة)

قرآن كريم:

* التائب حبيب الله؛ قال تعالى: ( إِنّ اللّهَ يُحِبّ التّوّابِينَ وَيُحِبّ الْمُتَطَهّرِينَ ) البقرة / 222.

* التائب تدعو له الملائكة؛ قال تعالى:( الّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوا رَبّنَا وَسِعْتَ كُلّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلّذِينَ تَابُوا وَاتّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنّاتِ عَدْنٍ الّتِي وَعَدتّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرّيّاتِهِمْ إِنّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السّيّئَاتِ وَمَن تَقِ السّيّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) غافر / 7 - 9.

* التائب تُبدّل سيئاته حسنات؛ قال تعالى:( إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الفرقان / 68.

٣٠٧

حديث شريف:

* عن الإمام الباقرعليه‌السلام : ( إنّ الله تعالى أشدّ فرحاً بتوبة عبده من رجل أضلَّ راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها، فالله أشدّ فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته ). / الكافي.

* وعن الإمام الصادقعليه‌السلام : ( أوحى الله عزّ وجلّ إلى داوود النبي: يا داوود، إنّ عبدي المؤمن إذا أذنب ثمّ رجع وتاب من ذلك الذّنب، واستحيى منّي عند ذكره غفرت له، وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة، ولا أُبالي، وأنا أرحم الراحمين ). / البحار.

قصّة:

* (بِشْر الحافي): في (منهاج الكرامة) لإمامنا العلاّمة - أعلى الله مقامه - في الحديث عن توبة بِشْر الحافي أن توبته كانت على يد الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام ؛ حيث إنّه اجتاز مرّة على داره ببغداد، فسمع الملاهي وأصوات الغناء والقصب تخرج من تلك الدار، فخرجت جارية وبيدها قُمامة النَّفل، فرمت بها في الدّرب، فقالعليه‌السلام لها: ( يا جارية، صاحب هذا الدار حُرّ أم عبدّ؟! ).

فقالت: بل حُرّ.

فقالعليه‌السلام : ( صدقت! لو كان عبداً خاف من مولاه! ).

فلمـّا دخلت قال مولاها - وهو على مائدة السكر -: ما أبطأك؟!

فقالت: حدّثني رجل بكذا وكذا.

فخرج حافياً، حتّى لقي مولانا الكاظمعليه‌السلام فتاب على يده، واعتذر، وبكى لديه استحياءً من عمله.

وفي رواية أنّه لم يزل حافياً حتّى مات، فلُقِّب بالحافي. / روضات الجنّات.

* (فإن رجعت قبلناك): ورد في الإسرائيليات: أنّ شابّاً عَبَدَ الله عشرين سنة، ثمّ عصاه عشرين سنة، ثمّ نظر في المرآة، الشّيب في لحيته، فساءه ذلك، فقال: إلهي، أطعتك عشرين سنة، ثمّ عصيتك عشرين سنة، فإن رجعت إليك أتقبلني؟

٣٠٨

فسمع قائلاً يقول: أجبتنا فأجبناك، تركتنا فتركناك، وعصيتنا فأمهلناك، فإن رجعت إلينا قبلناك. / جامع السعادات.

استعانة:

قصّة: يا بُني دينك خير دين / الشاهد (52) وإنارته.

قصّة: توبة مالك بن دينار / الشاهد (66).

حِكمة:

* (اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة): قيل لعمر بن عبد العزيز، ما كان بدء توبتك؟

فقال: أردت ضرب غلام لي، فقال لي: يا عمر، اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة. / كشكول البهائي.

(سِتْرُ الله على التائب)

حديث شريف:

* عن معاوية بن وهب أنّه قال: قال الإمام الصادقعليه‌السلام : ( إذا تاب العبد توبة نصوحاً؛ أحبّه الله، فستر عليه في الدّنيا والآخرة ).

فقلت: وكيف يستر عليه؟

قال: ( يُنسي ملكيه ما كتبا عليه من الذّنوب، ويوحي الله إلى جوارحه: اكتُمي عليه ذنوبه. ويوحي إلى بقاع الأرض: اكتُمي عليه ما كان يعمل عليك من الذّنوب. فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه لشيء من الذّنوب ). / عن الكافي.

٣٠٩

(الاعتراف بالذّنب لله تعالى)

حديث شريف:

* عن الإمام الباقرعليه‌السلام قال: ( لا والله، ما أراد الله من النّاس إلاّ خصلتين: أن يُقرّوا له بالنّعم فيزيدهم، وبالذّنوب فيغفرها لهم ). / الوسائل.

* وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( حسن الاعتراف يهدم الاقتراف ). / البحار.

* عن معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ( إنّما هي المِدحة، ثمّ الإقرار بالذّنب، ثمّ المسألة، والله، ما خرج عبد من ذنب إلاّ بالإقرار ). / المـُستدرك.

٣١٠

(الشاهد (68) )

دعاء برخ (1)

روي أنّ بني إسرائيل كانوا قد قحطوا سبع سنين، فخرج موسىعليه‌السلام يستسقي لهم في سبعين ألفاً، فأوحى الله تعالى إليه: ( كيف أستجيب لهم وقد أظلّت عليهم ذنوبهم، وسرائرهم خبيثة؟! يدعونني على غير شيء، ويأمنون مكري! ارجع إلى عبد من عبادي يُقال له: (برخ). يخرج حتّى أستجيب له! ).

فسأل عنه موسىعليه‌السلام فلم يعرفه، وبينما موسى يمشي في طريق، إذ بعبد أسود بين عينيه تراب من أثر السّجود في شَملة قد عقدها على عنقه، فعرفه موسىعليه‌السلام بنور الله تعالى، فسلّم عليه، فقال: ( ما اسمك؟ ).

قال: برخ.

قالعليه‌السلام : ( أنت طَلِبَتُنا منذ حين، اخرُج واستسق لنا ).

فخرج وقال مُخاطباً ربّه: ما هذا من فعالك! وما هذا من حلمك! وما الذي بدا لك؟! أنَقَضت عليك عيونك؟! أم عاندت الرّياح عن طاعتك؟! أم نفد ما عندك؟! أم اشتدّ غضبك على المذنبين؟! ألست كنت غفّاراً قبل خلقك الخاطئين؟! خلقت الرّحمة وأمرت بالعطف، أفتكون لما أمرت من المـُخالفين؟! أم تُرينا أنّك مُمتنع؟! أم تخشى الفوت، وتُعجِّل بالعقوبة؟!

فما برح برخ حتّى خاضت بنو إسرائيل بالمطر، فلمـّا رجع برخ استقبل موسىعليه‌السلام فقال: أرأيت حين خاصمت ربّي كيف أنصفني.

____________________

(1) المواعظ العددية.

٣١١

(مواضيع الإدراج)

* آثار الذّنوب.

* العباد المـُقرّبون.

* آداب الدّعاء.

(إنارة وإضفاء)

(آثار الذّنوب)

قرآن كريم:

*( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّن ذُكّرَ بِآيَاتِ رَبّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدّمَتْ يَدَاهُ إِنّا جَعَلْنَا عَلَى‏ قُلُوبِهِمْ أَكِنّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى‏ فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ) الكهف / 57.

*( إِنّ الّذِينَ كَذّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ حَتّى‏ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمّ الْخِيَاطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ) الأعراف / 40.

حديث شريف:

* قال الإمام الصادقعليه‌السلام : ( الذّنوب التي تُغيِّر النّعم البغي، والذّنوب التي تورِث الندم القتل، والتي تُنزل النّقم الظلم، والتي تهتك السّتر شرب الخمر، والتي تحبس الرزق الزّنى، والتي تُعجّل الفَناء قطيعة الرّحم، والتي تَردُّ الدّعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين ). / البحار.

٣١٢

(العباد المقرّبون)

حديث قدسي:

* أوحى الله تعالى إلى بعض الصدّيقين: ( إنّ لي عباداً من عبادي يُحبّونني وأُحبّهم، ويشتاقون إليَّ وأشتاق إليهم، ويذكرونني وأذكرهم، فإن أخذت طريقتهم أحببتك، وإن عدلت عنهم مقتُّك ).

فقال: يا ربّ، وما علامتهم؟

قال: ( يُراعون الظِّلال بالنّهار كما يُراعي الراعي الشفيق غنمه، ويحنُّون إلى غروب الشمس، كما تحنُّ الطير إلى أوكارها عند الغروب، فإذا جَنَّهم الليل، واختلط الظلام، وفُرشت الفرش، ونُصبت الأَسرَّة، وخلا كلّ حبيب بحبيبه، نصبوا إليَّ أقدامهم، وافترشوا لي وجوههم، وناجوني بكلامي، وتملَّقوني بإنعامي، ما بين صارخ وباكٍ، وما بين متأوِّه وشاكٍ، وبين قائم وقاعد، وبين راكع وساجد، بعيني ما يتحمّلون من أجلي، وبسمعي ما يشكون من حُبّي، أقلّ ما أُعطيهم ثلاثاً:

الأوّل: أقذف من نوري في قلوبهم، فيُخبرون عنّي كما أُخبر عنهم.

والثّاني: لو كانت السموات والأرضون وما فيهما في موازينهم لاستقللتها لهم.

والثالث: أقْبِل بوجهي عليهم، أفترى مَن أقبلت بوجهي عليه، يعلم ما أُريد أن أُعطيه؟! ) / مسكّن الفؤاد.

استعانة:

إنارة الشاهد (25) / حُبّ الله تعالى.

إنارة الشاهد (63) / التسديد الإلهي.

إنارة الشاهد (69) / إطاعة الله لمـَن أطاعه.

٣١٣

(آداب الدّعاء)

مُتفرّقات:

- اختيار الأوقات الشّريفة، كيوم عرفة من السنّة، وشهر رمضان من الشّهور، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السّحر من ساعات الليل، قال تعالى:( وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الذاريات / 18.

- اختيار الأحوال الشّريفة، فقد روي:أنّ أبواب السّماء تُفتح عند زحف الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة المكتوبة، وبين الأذان والإقامة، وحال الصيام، وحال السّجود.

روى ابن عباس عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( نُهيت أن أقرأ راكعاً أو ساجداً، فأمّا الركوع فعظِّموا فيه الرّبّ، وأمّا السّجود فاجتهدوا فيه بالدّعاء؛ فإنّه ضَمِنَ أن يُستجاب لكم ).

- استقبال القبلة، ورفع اليدين بالدّعاء حتّى يُرى بياض الأبطين.

روى سلمانرضي‌الله‌عنه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إنّ ربّكم حييّ كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردّهما صفراً ).

- خَفْض الصّوت إلى ما بين المخافتة والجهر، قال تعالى:( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ) الأعراف / 55.

- عدم تكلُّف السجع في الدّعاء، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إيّاكم والسجع في الدّعاء ). وقال بعضهم: ادع بلسان الذلّة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق.

- التضرّع والخشوع والرّهبة والرغبة، قال تعالى: ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) الأنبياء / 90.

- افتتاح الدّعاء بذكر الله تعالى، والبدء بالصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والختم بها؛ فإنّ الله يقبل الصلاتين، وهو أكرم من أن يدع ما بينهما، وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: ( إذا سألتم الله حاجة فابدؤوا بالصلاة عليَّ؛ فإنّ الله أكرم من أن يُسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويدع الأُخرى ).

٣١٤

- إزالة موانع الاستجابة، من المعاصي والمظالم ...

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( لا تستبطئ إجابة دعائك وقد سددت طريقه بالذّنوب ).

وقال الصادقعليه‌السلام : ( جاء رجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: إنِّي دعوت الله فلم أرَ الإجابة؟!

فقالعليه‌السلام : لقد وصفت الله بغير صفاته، وإنّ الدّعاء أربع خصال: إخلاص السّريرة، وإحضار النيّة، ومعرفة الوسيلة، والإنصاف في المسألة، فهل دعوت وأنت عارف بهذه الأربع؟!

قال: لا.

قالعليه‌السلام فاعرفهنّ ).

- الجزم بالدّعاء وتيقّن الإجابة، قالعليه‌السلام : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله عزّ وجلّ لا يستجيب دعاءً من قلب غافل ). / مُلخَّص عن كتاب المواعظ العددية.

قصّة:

* (أظننت أنّه يخفى عليَّ صوتٌ من صوت؟! ): عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ( إنّ داوودعليه‌السلام لمـّا وقف بعرفات نظر إلى النّاس وكثرتهم، فصعد الجبل، وأقبل يدعو، فلمـّا قضى نُسكه أتاه جبرائيلعليه‌السلام فقال له:

يا داوود، يقول لك ربُّك: ( لِمَ صعدت الجبل، ظننت أنّه يخفى عليَّ صوتٌ من صوت؟!

ثمّ مضى به إلى (جدّة) فرسب به في قعر البحر فإذا صخرة فلقها، فإذا فيها دودة، فقال له: يا داوود، يقول لك ربُّك: أنا أسمع صوت هذه الدّودة، في بطن الصخرة، في قعر هذا البحر، فظننت أنّه يخفى عليَّ صوتٌ من صوت؟! ) / كلمة الله، عن الكافي.

حِكمة:

* (ما لنا ندعو فلا نُجاب؟! ): قال في الكشّاف: إنّه قيل لإبراهيم بن أدهم: ما لنا ندعو فلا نُجاب؟! فقال: لأنّه دعاكم فلم تُجيبوه، ثمّ قرأ:( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ ) يونس / 25( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) الشورى / 26. كشكول الحائري.

٣١٥

شعر:

* (يا خالق الخلق):

يا خالق الخلق يا ربَّ العباد ومَن

قد قال في مُحكم التنزيل ادعوني

إنّي دعوتك مُضطرّاً فخُذْ بيدي

يا جاعل الأمر بين الكاف والنّون

نجَّيت أيّوب من بلواه حين دعا

بصبر أيوب يا ذا الّلطف نجِّيني

أطلق سراحي وامنُن بالخلاص كما

نجَّيت من ظلمات البحر ذا النون

استعانة:

قصّة: يا ربّ يا ربّ مَن أنت مولاه / الشاهد (25).

قصّة: دعاء الفرج ونجاة الحسن المـُثنّى / الشاهد (31).

قصّة: استجاب الله دعوتك / الشاهد (43).

قصّة: قد أُجيبت الدعوة / الشاهد (59).

٣١٦

(الشاهد (69) )

نِعْمَ الزاهدون والعابدون(1)

قال عطاء السلمي: مُنعنا الغيث؛ فخرجنا نستسقي، فإذا نحن بسعدون المجنون في المقابر، فنظر إليّ فقال: يا عطا، هذا يوم النشور أو بُعثِر مَن في القبور؟!

فقلت: لا، ولكنّا مُنعنا الغيث؛ فخرجنا نستسقي.

فقال: يا عطا، بقلوب أرضيّة أم بقلوب سماويّة؟!

فقلت: بل بقلوب سماويّة.

فقال: هيهات! يا عطا، قل للمـُتبهرجين لا يتبهرجوا؛ فإنّ الناقد بصير. ثمّ رمق السّماء بطرفه، وقال: إلهي وسيّدي، لا تُهلك بلادك بذنوب عبادك، ولكن بالمكنون من أسمائك وما وارت الحُجب من آلائك، إلاّ ما سقيتنا ماءً غدقاً، تُحيي به العباد وتروي به البلاد، يا مَن هو على كلّ شيء قدير.

قال عطا: فما استتمّ كلامه، حتّى أرعدت السماء وأبرقت، وجاءت بماء كأفواه القرب، فولّى وهو يقول:

نِعْمَ الزّاهدون والعابدونا

إذ لمولاهم أجاعوا البطونا

أسهروا الأعيُن العليلة فيه

فانقضى ليلهم وهم ساهرونا

شغلتهم عبادة الله حتّى

قيل في النّاس إنّ فيهم جنونا

 (مواضيع الإدراج)

* ذكر الموت

* إطاعة الله لمـَن أطاعه

____________________

(1) المواعظ العددية.

٣١٧

(إنارة وإضفاء)

(ذكر الموت)

قرآن كريم:

*( وَاتّقُوْا يَوْمَاً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمّ تُوَفّى‏ كُلّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) البقرة / 281.  

حديث شريف:

* قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( أفضل الزّهد في الدّنيا ذكر الموت، وأفضل العبادة ذكر الموت، وأفضل التفكُّر ذكر الموت، فمَن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنّة ). / البحار.

استعانة:

قصّة: باتوا على قُلل الجبال / الشاهد (44).

(إطاعة الله لمـَن أطاعه)

حديث قدسي:

* (حبيب مَن أحبّني): أوحى الله تعالى إلى داوودعليه‌السلام : ( يا داوود، أبلغ أهل أرضي أنّي حبيب مَن أحبّني، وجليس مَن جالسني، ومؤنس لمـَن أنس بذكري، وصاحب لمـَن صاحبني، ومُختار لمـَن اختارني، ومطيع لمـَن أطاعني.

ما أحبّني أحد أعلم ذلك يقيناً من قلبه إلاّ قبلته لنفسي، وأحببته حبّاً لا يتقدّمه أحد من خلقي.

٣١٨

مَن طلبني بالحقّ وجدني، ومَن طلب غيري لم يجدني، فارفضوا - يا أهل الأرض - ما أنتم عليه من غرورها، وهلمـُّوا إلى كرامتي ومصاحبتي، ومُجالستي ومؤانستي، وأنسوا بي أؤانسكم، وأُسارع إلى محبّتكم ) / مُسكّن الفؤاد.

استعانة:

إنارة الشاهد (25) / حُبّ الله تعالى.

إنارة الشاهد (63) / التسديد الإلهي / مَن أطاعني أطعته.

٣١٩

(الشاهد (70) )

لا مُبالاة(1)

عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال: رأيت بهلولاً في بعض المقابر قد دلَّى رجله في قبر وهو يلعب بالتّراب، فقلت له: ما تصنع ههنا؟

قال: أُجالس قوماً لا يؤذونني، وإن غبت عنهم لا يغتابونني.

قال: فقلت: قد غلت الأسعار، فهل تدعو الله فيكشف عن النّاس.

فقال: والله، ما أُبالي، ولو حبَّة بدينار، إنّ الله أخذ علينا أن نعبده كما أمرنا، وعليه أن يرزقنا كما وعدنا، ثمّ صفّق بيديه، وأنشأ يقول:

يا مَن تمتَّع بالدّنيا وزينتها

ولا تنام عن اللّذات عيناه

شغلت نفسك فيما لست تُدركه

تقول لله ماذا حين تلقاه

(مواضيع الإدراج)

* الاستعداد ليوم الدّين.

* مُجالسة أهل القبور.

* الرضى والتسليم.

* الدّنيا وزينتها.

____________________

(1) عقلاء المجانين.

٣٢٠