من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين0%

من شواهد المبلغين مؤلف:
الناشر: مَدْين
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 500

من شواهد المبلغين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ أكرم جزيني
الناشر: مَدْين
تصنيف: الصفحات: 500
المشاهدات: 201972
تحميل: 9398

توضيحات:

من شواهد المبلغين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 201972 / تحميل: 9398
الحجم الحجم الحجم
من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين

مؤلف:
الناشر: مَدْين
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

استعانة:

قصّة: لا مُبالاة / الشاهد (70).

(التسليم على أهل القبور)

حديث شريف:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( مَن قال حين يدخل المقبرة: بسم الله الرّحمن الرحيم، السلام على أهل لا إله إلاّ الله، من أهل لا إله إلاّ الله، يا أهل لا إله إلاّ الله، بحقّ لا إله إلاّ الله، كيف وجدتم قول: لا إله إلاّ الله، من لا إله إلاّ الله، يا لا إله إلاّ الله، بحقّ لا إله إلاّ الله، اغفر لمـَن قال: لا إله إلاّ الله. واحشرنا في زُمرة مَن قال: لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، عليٌّ وليُّ الله. كتب الله له ثواب عبادة خمسين سنة ومحا عنه وعن أبويه ذنوب خمسين سنة ) / مفتاح الجنّات.

(ما ينفع المرء في قبره)

حديث شريف:

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال: ( إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيّام الدّنيا، وأوّل يوم من أيّام الآخرة، مَثُل له أهله وماله وولْده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله، إنّي كنت عليك لحريصاً شحيحاً فمالي عندك؟

فيقول: خُذْ منِّي كفنك.

ثمّ يلتفت إلى ولْده فيقول: والله، إنّي كنت لكم لمـُحبَّاً، وإنّي كنت عليكم لمـُحامياً، فماذا لي عندكم؟

فيقولون: نُرديك إلى حفرتك ونُواريك فيها.

ثمّ يلتفت إلى عمله فيقول: والله، إنّي كنت فيك لزاهداً، وإنّك كنت عليَّ لثقيلاً، فماذا عندك؟

٣٤١

فيقول: أنا قرينك في قبرك، ويوم حشرك، حتّى أُعرَض أنا وأنت على ربِّك ) / عن الكافي وأمالي المفيد.

* (دونكم صاحبكم): وعن الصادقعليه‌السلام : ( إذا دخل المؤمن في قبره كانت الصّلاة عن يمينه، والزّكاة عن يساره، والبرُّ مُطلّ عليه، ويتنحَّى الصّبر ناحية، فإذا دخل عليه المـَلَكان اللّذان يليان مسألته قال الصّبر للصّلاة والزّكاة والبرّ: دونكم صاحبكم، فإن عجزتم عنه فأنا دونه ). / عن البحار.

* وعنهعليه‌السلام : ( ستّة يلحقن المؤمن بعد وفاته: ولَد يستغفر له، ومِصحف يُخلِّفه، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وقليب يحفره، وسنّة يؤخَذ بها ). / عن الفقيه.

* وعن الإمام الصادقعليه‌السلام : ( مرّ عيسىعليه‌السلام بقبر يُعذّب صاحبه، ثمّ مرّ به من قابل، فإذا هو ليس يُعذّب، فقال: يا ربّ، مررت بهذا القبر عام أوّل وهو يُعذّب، ومررت به العام، فإذا هو ليس يُعذّب؟

فأوحى الله اليه: يا روح الله، إنّه أدرك له ولدٌ، فأصلح طريقاً، وآوى يتيماً، فغفرت له بما عمل ابنه ) / عن الكافي.

استعانة:

قصّة: كذب الزّاعمون أنّ علياً / الشاهد (15).

قصّة: كأنّهم قد جنوا ما ليس يُغتفر / الشاهد (47).

قصّة: توبة مالك بن دينار / الشاهد (66).

طرفة:

* قال السيّد نعمة الله الجزائري: حكى لي رجل من الأتراك، أنّ رجلاً من الأكراد مات، فرآه بعض أصحابه في المنام، فسأله: ما فعل الله بك؟

فقال: إنّ الذي سمعناه من العلماء عن ضغطة القبر وحساب منكر ونكير، وغير ذلك ليس له أصل؛ لأنّ الملائكة أخذوني بعد الموت إلى النّار دفعة واحدة من غير حساب ولا سؤال. / زهر الربيع.

٣٤٢

(الاتّعاظ بحال من مضى)

حِكمة من فم منافق:

* (يتكلّم بكلام الأنبياء ويفتك فتك الجبّارين): خطب الحجّاج يوماً فقال: أيّها النّاس، قد أصبحتم في أجل منقوص، وعمل محفوظ، رُبَّ دائب مُضيّع وساع لغيره، والموت في أعناقكم، والنّار بين أيديكم، والجنّة أمامكم، خذوا من أنفسكم لأنفسكم، ومن  غناكم لفقركم، وممّا في أيديكم لما بين أيديكم، فكأنّ ما قد مضى من الدّنيا لم يكن، وكأنّ الأموات لم يكونوا أحياءً، وكلّ ما ترونه فإنّه ذاهب، هذه شمس عاد وثمود، وقرون بين ذلك كثيرة، هذه الشّمس التي اطّلعت على التبابعة والأكاسرة، وخزائنهم السائرة بين أيديهم، وقصورهم المشيّدة، ثمّ طلعت على قبورهم.

أين الملوك الأوّلون؟! أين الجبابرة المـُتكبِّرون؟! والمـُحاسب هو الله، والصّراط منصوب، وجهنّم تزفر وتتوقّد، وأهل الجنّة يُنعَّمون في روضة يحبرون، جعلنا الله وإيّاكم من الذين إذا ذُكِّروا بآيات ربِّهم لم يخرّوا عليها صمَّاً وعمياناً.

فقال الحسن (البصري): ألا تعجبون من هذا الفاجر؟! يرقى عتبات المنبر فيتكلّم بكلام الأنبياء، وينزل فيفتك فتك الجبّارين، يوافق الله في قوله ويُخالفه في فعله؟! / شرح ابن أبي الحديد.

شعر وحِكمة:

* (كفى حزناً بدفنك): لمـّا مات الإسكندر قال أرسطاطاليس: أيّها الملك، لقد حرّكتنا بسكوتك، وقال بعض الحكماء من أصحابه: لقد كان الملك أمس أنطق منه اليوم، وهو اليوم أوعظ منه أمس، وأخذه أبو العتاهية فقال:

كفى حُزنا بدفنك ثمّ إنّي

نفضت تراب قبرك من يديّا

وكانت في حياتك لي عِظات

وأنت  اليوم أوعظ منك حيّا

٣٤٣

(الشاهد (75) )

أبى الله أن يكون لي سرور دون لقائه(1)

علل الشّرائع وعيون أخبار الرضا: عن الرّضاعليه‌السلام قال: ( إنّ سليمان بن داوودعليه‌السلام قال ذات يوم لأصحابه: إنّ الله تبارك وتعالى قد وهب لي مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعدي، سخّر لي الرّيح والإنس والجنّ، والطّير والوحوش، وعلّمني منطق الطّير، وآتاني من كلّ شيء، ومع جميع ما أوتيت من المـُلك ما تمّ لي سرور يوم إلى اللّيل، وقد أحببت أن أدخُل قصري في غد، فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي، فلا تأذنوا لأحد عليَّ؛ لئلاً يرد عليَّ ما يُنغِّض عليَّ يومي.

قالوا: نعم.

فلمـّا كان من الغد، أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع بما أُعطي، إذ نظر إلى شابّ حسن الوجه واللّباس، قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلمـّا بصر به سليمانعليه‌السلام قال له: مَن أدخلك إلى هذا القصر، وقد أردت أن أخلو فيه اليوم، فبإذن مَن دخلت؟!

فقال الشابّ: أدخلني هذا القصر ربُّه، وبإذنه دخلت.

فقال: ربُّه أحقّ به منّي، فمَن أنت؟

فقال: أنا مَلَك الموت.

قال: وفيما جئت؟

قال: جئت لأقبض روحك.

قال: امض إلى ما أُمرت به، فهذا يوم سروري، وأبى  الله أن يكون لي سرور دون لقائه. فقبض مَلَك الموت روحه وهو مُتّكئ على عصاه ).

____________________

(1) سفينة البحار.

٣٤٤

(مواضيع الإدراج)

* الموت.

* السرور بالموت.

(إنارة وإضفاء)

(الموت)

قرآن كريم:

*( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ) الأنعام / 61.

حديث شريف:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( أُوصيكم - عباد الله - بتقوى الله الذي ألبسكم الرياش، وأسبغ عليكم المعاش، ولو أنَّ أحداً يجد إلى البقاء سلَّماً، أو إلى دفع الموت سبيلاً لكان ذلك سليمان بن داوودعليه‌السلام ، الذي سخّر له مُلك الجن والإنس، مع النبوّة وعظيم الزّلفة، فلمـّا استوفى طُعْمَته، واستكمل مُدّته، رمته قسيُّ الفناء بنبال الموت، وأصبحت الدّيار منه خالية، والمساكن مُعطّلة، وورثها قوم آخرون، وإنّ لكم في القرون السالفة لعِبرة، أين العمالقة وأبناء العمالقة؟! أين الفراعنة وأبناء الفراعنة؟! أين أصحاب الرسّ الذين قتلوا النبيِّين، وأطفؤوا سُنن المـُرسلين، وأحيوا سُنن الجبّارين؟! وأين الذين ساروا بالجيوش، وهزموا الألوف، وعسكروا العساكر ومدّنوا المدائن؟! ) / نهج البلاغة.

٣٤٥

شعر:

* (اذ قيل فارَقَهم وحلَّ به الرِّدى):

بينا الفتى مرح الخُطا فرحاً بما

يسعى له إذ قيل قد مرض الفتى

إذ قيل بات بليلة ما نامها

إذ قيل أصبح مُثقلاً ما يُرتجى

إذ قيل أمسى شاخصاً وموجِّهاً

إذ قيل فارقهم وحلَّ به الرَّدى

* (وعند صفو اللّيالي يحدث الكدر): كان محمد بن عبد الله بن طاهر في قصره ببغداد على دجلة، فإذا هو بحشيش على وجه الماء، في وسطه قصبة على رأسها رقعة، فأمر برفعها، فوجد فيها هذا:

تاه الأُعيرج واستولى به البَطر

فقل له خير ما استعملته الحذر

أحسنت ظنَّك بالأيّام إذ حسنت

ولم تخفْ سوء ما يأتي به القدر

وسالمتك اللّيالي فاغتررت بها

وعند صفو الليالي يحدث الكدر

* (ولدتك أمُّك يا ابن آدم باكياً):

ولدتك أمُّك يا ابن آدم باكياً

والنّاس حولك يضحكون سرورا

فاجهد لنفسك أن تكون إذا بكوا

في يوم موتك ضاحكاً مسرورا

* (خفّف الوطء) لأبي العلاء المعرِّي:

خفِّف الوطء ما أظنُّ أديم أل

أرض إلاّ من هذه الأجساد

ربَّ  لحد قد صار لحداً مراراً

ضاحك مِن تزاحُمِ الأضداد

ودفين  على بقايا دفين

من  عهود الآباء والأجداد

صاح هذي قبورنا تملأ الأر

ض  فأين القبور من عهد عاد

سرْ إن اسطعت في الهواء رويداً

لا اختيالاً على رفات العباد

تعبٌ  كلّها الحياة فما أع

جب  إلاّ مِن راغب في ازدياد

* (وتأخذ الواحد من أمِّه):

يا موت ما أفجاك من نازل

تنزل بالمرء على رغمه

تستلب العذراء من خِدرها

وتأخذ الواحد من أمِّه

٣٤٦

استعانة:

قصّة: أفتأسف على ما أعارك الله / أو ما علمت أنّ الموت سبيل النّاس / الشاهد (76).

(السّرور بالموت)

قرآن كريم:

*( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) الجمعة / 6.

حديث شريف:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبة المـُتّقين: ( فالمـُتّقون فيها هم أهل الفضائل، منطقهم الصّواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع، غضّوا أبصارهم عمّا حرّم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم، نُزِّلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نُزِّلت في الرّخاء، ولولا الأجل الذي كتب الله عليهم لم تستقرَّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقاً إلى الثواب، وخوفاً من العقاب ) / نهج البلاغة.

* وقالعليه‌السلام : ( والله، لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمِّه ). / نهج البلاغة.

شعر:

* (ويُدني من الدار التي هي أشرف):

جزى  الله عنّا الموت خيراً فإنّه

أبرَّ  بنا من كلّ برٍّ وأرأف

يُعجّل تخليص النّفوس من الأذى

ويُدني من الدّار التي هي أشرف

* (لكان سبيله أن يعشق):

مَن كان يرجو أن يعيش فإنّني

أصبحت أرجو أن أموت لأُعتقا

٣٤٧

في الموت ألف فضيلة لو أنّها

عُرِفت لكان سبيله أن يُعشقا

* (لرأوه الرّاحة الكبرى):

إنَّ هذا الموت يكرهه

كلّ مَن يشمي على الغبرا

وبعين العقل لو نظروا

لرأوه الرّاحة الكبرى

* (فهنُّوني أُصيحابي):

إذا أمسى وسادي من تراب

وبتُّ  مُجاور الرّبّ الرّحيم

فهنُّوني  أُصيحابي وقولوا

لك البُشرى قدمتَ على الكريم

٣٤٨

(الشاهد (76) )

أفتأسف على ما أعارك الله ثمّ أخذه منك؟(1)

رُوي أنّه كان في بني إسرائيل رجل فَقِهٌ عالم عابد مجتهد، وكانت له امرأة، وكان بها مُعجباً، فماتت، فوجد عليها وجداً شديداً، حتّى خلا في البيت، وأغلق على نفسه، واحتجب عن النّاس، فلم يكن يدخل عليه أحد.

ثمّ إنّ امرأة من بني إسرائيل سمعت به فجاءته، فقالت: لي إليه حاجة أستفتيه فيها، وليس يُجْزيني إلاّ أن أشافهه بها. فذهب النّاس ولزمت الباب، فأُخبر، فأُذِنَ لها. فقالت: أستفتيك في أمر.

فقال: وما هو؟

قالت: إنِّي استعرت من جارة لي حُليّاً، فكنت ألبسه زماناً. ثمّ إنّهم أرسلوا إليّ فيه، أفأردُّه إليهم؟

قال: نعم.

قالت: والله، إنّه قد مكث عندي زماناً طويلاً.

قال: ذاك أحقّ لردِّك إيَّاه.

فقالت: رحمك الله! أفتأسف على ما أعارك الله عزّ وجلّ، ثمّ أخذه منك، وهو أحقّ به منك؟

فأبصر ما كان فيه ونفعه الله بقولها.

أوَ ما علمت أنّ الموت سبيل النّاس؟

عن أبي الدّرداء قال: كان لسليمان بن داوودعليه‌السلام ابن يُحبُّه حبَّاً شديداً، فمات، فحزن عليه حزناً شديداً، فبعث الله تعالى إليه مَلَكين في هيئة البشر، فقال: ( ما أنتما؟ ).

____________________

(1) مُسكّن الفؤاد.

٣٤٩

قالا: ( خصمان ).

قال: ( اجلسا بمنزلة الخصوم ).

فقال أحدهما: ( إنّي زرعت زرعاً فأتى هذا فأفسده ).

فقال سليمانعليه‌السلام : ( ما يقول هذا؟ ).

قال: ( أصلحك الله، إنّه زرع في الطّريق، وإنّي مررت به فنظرت يميناً وشمالاً فإذا الزرع، فركبت قارعة الطّريق، فكان في ذلك فساد الزرع ).

فقال سليمانعليه‌السلام : ( ما حملك على أن تزرع في الطّريق؟! أما علمت أنّ الطّريق سبيل النّاس ولا بدَّ للنّاس من أن يسلكوا سبيلهم؟! ).

فقال له أحد الملكين: ( أو ما علمت - يا سليمان - أنّ الموت سبيل النّاس، ولا بدّ للنّاس من أن يسلكوا سبيلهم؟! ).

قال: فكأنّما كُشِفَ عن سليمانعليه‌السلام الغطاء، ولم يجزع على ولده بعد ذلك.

(مواضيع الإدراج)

* الأحبّة ودائع وعوار.

* التعزية.

(إنارة وإضفاء)

(الأحبّة ودائع وعوارٍ)

حديث شريف:

* عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: ( قد عجز مَن لم يعدَّ لكلّ بلاء صبراً، ولكلّ نعمة شكراً، ولكلّ عسر يُسراً، اصبر نفسك عند كلّ بليّة ورزيّة، في وَلَد أو في مال، فإنّ الله إنّما يقبض عاريته وهبته، ليبلو شكرك وصبرك ). / المـُستدرك.

٣٥٠

قول:

* حكى الشعبي قال: رأيت رجلاً وقد دُفِنَ ابنه، فلمـّا حثا عليه التّراب وقف على قبره وقال: يا بُني، كنت هبة ماجد، وعطيّة واحد، ووديعة مُقتدر، وعارية مُنتصر، فاسترجعك واهبك، وقبضك مالكك، وأخذك مُعطيك، فأخلفني الله عليك الصبّر، ولا حرمني الله بك الأجر.

ثمّ قال: أنت في حِلّ من قبلي، والله أولى عليك بالتفضُّل منّي. / مُسكّن الفؤاد.

(التعزية)

حديث قدسي:

* عن زيد بن أسلم قال: مات ولد لداوودعليه‌السلام فحزن عليه حزناً كثيراً، فأوحى الله تعالى إليه: ( يا داوود، ما كان يعدل هذا الولد عندك؟! ).

قال: ( كان - يا ربّ - يعدل عندي ملء الأرض ذهباً ).

قال تعالى: ( فلك عندي يوم القيامة ملء الأرض ثواباً ) / المـُستدرك.

حديث شريف:

* روي أنّه توفِّي لمعاذ ولد، فاشتدَّ وجده عليه، فبلغ ذلك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكتب إليه: ( بسم الله الرحمن الرحيم.

من محمد رسول الله إلى معاذ.

سلام عليك، فإنِّي أحمد الله الذي لا إله إلاّ هو.

أمّا بعد: أعظم الله لك الأجر، وألهمك الصّبر، ورزقنا وإيّاك الشّكر، فإنّ أنفسنا وأهلينا وأموالنا وأولادنا من مواهب الله - عزّ وجلّ - الهنيئة، وعواريه المـُستودعة متّعك الله به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كثير، والصّلاة والرّحمة والهدى إن صبرت واحتسبت، فلا تجمعنّ عليك مُصيبتين، فيحبط لك

٣٥١

أجرك، وتندم على ما فاتك، فلو قدمت على ثواب مُصيبتك، وعلمت أنّ المـُصيبة قصرت في جنب الله عن الثّواب، فتنجّز من الله موعوده، وليذهب أسفك على ما هو نازل بك، فكأنّ قد، والسلام ). / مُسكّن الفؤاد.

* وعزَّى أمير المؤمنينعليه‌السلام الأشعث بن قيس في ابن له فقال: ( يا أشعث، إن تحزن على ابنك، فقد استحقّت ذلك منك الرّحم، وإن تصبر ففي الله من كلّ مُصيبة خلف، يا أشعث، إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور، يا أشعث، ابنك سَرَّك وهو بلاء وفتنة، وحَزنك وهو ثواب ورحمة ). / باب المـُختار.

قصّة:

* (الحمد لله الذي سترها ) جاء فقير إلى الإمام الحسنعليه‌السلام يشكو حاله، ولم يكن عندهعليه‌السلام في ذلك اليوم شيء، فعزّ عليه الأمر واستحيى من ردّه، فقالعليه‌السلام له: ( إنّي أُدلّك على شيء يحصل لك منه الخير ).

فقال الفقير: يا بن رسول الله، ما هو؟

قالعليه‌السلام : ( اذهب إلى الخليفة، فإنّ ابنته قد توفّيت وانقطع عليها، وما سمع من أحد تعزية بليغة فعزِّه بهذه الكلمات يحصل لك منه الخير ).

قال: يا بن رسول الله، حَفِّظني إيّاها.

قالعليه‌السلام : ( قل له، الحمد لله الذي سترها بجلوسك على قبرها، ولم يهتكها بجلوسها على قبرك ).

وحفظ الفقير هذه الكلمات، وجاء إلى الخليفة فعزّاه بها، فذهب عنه حزنه وأمر له بجائزة، وقال له: أكلامك هذا؟

قال: لا، وإنّما هو كلام الإمام الحسنعليه‌السلام .

فقال الخليفة: صدقت، فإنّه معدن الكلام الفصيح وأمر له بجائزة أُخرى. / حياة الإمام الحسن بن عليعليه‌السلام عن نور الأبصار.

٣٥٢

* (لقد عزّاني ولدي أحسن العزاء): يُذكَر أنّ الإسكندر قد عهد من بعده إلى وليِّ عهده أن يحمل تابوته إلى والدته، وأوصاه أن يكتب إليها إذا أتاها نعيه أن تتَّخذ وليمة وتُنادي في مملكتها ألاّ يتخلَّف عنها أحد، إلاّ مَن فقد محبوباً أو مات له خليل، ليكون مأتم الإسكندر مُكلَّلا بالسّرور، خلاف مآتم النّاس المكلّلة بالأحزان.

فلمـّا ورد نعي الإسكندر إليها، ووضع التّابوت بين يديها، ونادت في أهل مملكتها على مأدبة أمرها الإسكندر بها، فلم يُجبْ أحد دعوتها، ولا بادر أحد إلى ندائها.

فقالت لحشمها: ما بال النّاس لم يُجيبوا دعوتي، ولا بادروا إلى ندائي؟!

فقالوا لها: أنت أمرت ألاّ يُجيبك إلاّ مَن لم يفقد له محبوب، ولم يُعدم له خليل، وليس فيهم أحدّ إلاّ وقد أصابه بعض ذلك.

فلمـّا سمعت بذلك استيقظت وعلمت ما به سألت، وقالت: لقد عزّاني ولدي أحسن العزاء. / ماذا في التاريخ.

شعر:

* (فأيّ النعمتين أحقّ شُكراً): جاء رجل من موالي أبي عبد اللهعليه‌السلام فنظر إليه، فقال: ( مالي أراك حزيناً؟! ).

فقال: كان لي ابن قرّة عين فمات.

فتمثّلعليه‌السلام :

عطيَّته إذا أعطى سرور

وإن أخذ الذي أعطى أثابا

فأيُّ النعمتين أحقّ شُكراً

وأحمد عند مُنقلب إيابا

وقالعليه‌السلام : ( إذا أصابك من هذا شيء فأفض من دموعك؛ فإنّها تُسكِّن ).

٣٥٣

استعانة:

إنارة الشاهد (66) / شفاعة الأطفال.

٣٥٤

(الشاهد (77) )

وبشّر الصّابرين الّذيّن إذا أصابتهم مصيبة(1)

عن بعضهم قال: خرجت أنا وصديق لي إلى البادية، فضللنا الطّريق، فإذا نحن بخيمة عن يمين الطّريق، فقصدنا نحوها فسلّمنا، فإذا بامرأة تردّ علينا السّلام، وقالت: ما أنتم؟

قلنا: ضالّون، فأتيناكم فاستأنسنا بكم.

فقالت: يا هؤلاء، ولّوا وجوهكم عنّي؛ حتّى أقضي من حقّكم ما أنتم له أهل. ففعلنا، فألقت لنا مسحاً، وقالت: اجلسوا عليه إلى أن يأتي ابني.

ثمّ جعلت ترفع طرف الخيمة وتردَّها، إلى أن رفعته مرّة فقالت: أسأل الله بركة المـُقبل، أمّا البعير فبعير ابني، وأمّا الرّاكب فليس هو به.

قال: فوقف الراكب عليها وقال: يا أمَّ عقيل، عظّم الله أجرك في عقيل ولَدك.

فقالت: ويحك! مات؟!

قال: نعم.

قالت: وما سبب موته؟!

قال: ازدحمت عليه الإبل فرمته في البئر.

فقالت: انزل واقض ذمام القوم. ودفعت إليه كبشاً، فذبحه وأصلحه، وقرّب إلينا الطّعام، فجعلنا نأكل ونتعجّب من صبرها.

فلمـّا فرغنا خرجت إلينا، وقالت: مَن فيكم مَن يُحسن من كتاب الله شيئاً؟

فقلت: نعم.

فقالت: اقرأ عليّ آيات أتعزّى بها عن ولَدي.

____________________

(1) مسكّن الفؤاد.

٣٥٥

فقلت: يقول الله عزّ وجلّ:( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة / 156 - 157.

قالت: بالله، إنّها في كتاب الله هكذا؟!

قلت: والله، إنّها لفي كتاب الله هكذا.

فقالت: السلام عليكم. ثمّ صفّت قدميها وصلّت ركعات. ثمّ قالت: اللهمّ، إنّي قد فعلت ما أمرتني به، فأنجز لي ما وعدتني به، ولو بقي أحد الأحد - قال: فقلت في نفسي تقول: لبقي ابني لحاجتي إليه، فقالت - لبقي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأمَّته.

فخرجت وأنا أقول: ما رأيت أكمل منها ولا أجزل! ذكرت ربّها بأكمل خصاله! وأجمل خلاله! ثمّ إنّها لمـّا علمت أنّ الموت لا مدفع له، ولا محيص عنه، وأنّ الجزع لا يُجدي نفعاً، والبكاء لا يردّ هالكاً، رجعت إلى الصّبر الجميل، واحتسبت ابنها عند الله تعالى ذخيرة نافعة ليوم الفقر والفاقة.

(مواضيع الإدراج)

* الصبّر.

* أجر الصّابر.

* أقسام الصّبر.

(إنارة وإضفاء)

(الصبّر)

حديث شريف:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( الصّبر في الأمور بمنزلة الرّأس من الجسد، فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد، وإذا فارق الصّبر الأمور فسدت الأمور ). / عن البحار.

٣٥٦

حِكمة:

* (أخلاط بزرجمهر): في بعض التّواريخ: سخط كسرى على بزرجمهر فحبسه في بيت مُظلِم، وأمر أن يُصفّد بالحديد، فبقي أيّاماً على تلك الحال، فأرسل إليه مَن يسأله عن حاله، فإذا هو مُنشرح الصّدر مُطمئنّ النّفس.

فقالوا له: أنت في هذه الحال من الضّيق، ونراك ناعم البال؟!

فقال: اصطنعت ستّة أخلاط، وعجنتها واستعملتها، فهي التي أبقتني على ما ترون.

قالوا: صِفْ لنا هذه الأخلاط؛ لعلّنا ننتفع بها عند البلوى.

فقال: نعم، أمّا الخلط الأول: فالثّقة بالله عزّ وجلّ.

وأمّا الثّاني: فكلّ مُقدَّر كائن.

وأمّا الثالث: فالصبّر خير ما استعمله المـُمتحَن.

وأمّا الرابع: فإذا لم أصبر فماذا أفعل؟! ولا أعين على نفسي بالجزع.

وأمّا الخامس: فقد يكون أشدّ ممّا أنا فيه.

وأمّا السادس: فمن ساعة إلى ساعة فرج.

فبلغ ما قاله كسرى، فأطلقه وأعزّه. / كشكول البهائي.

* (لو تولّيت المصباح لانطفأ): إذا صُبّ في القنديل زيت، ثمّ صُبّ عليه الماء، صعد الزّيت فوق الماء، فيقول الماء: أنا ربّيت شجرتك، فأين الأدب؟ لِمَ ترتفع عليَّ؟!

فيقول الزّيت: كنت تجري في الأنهار على طريق السّلامة، وأنا صبرت على العصر وطحن الرحى، وبالصّبر يُرفَع القدر.

فيقول الماء: إلاّ أنّي أنا الأصل.

فيقول الزّيت: استرْ عيبك؛ فإنّك لو تولّيت المصباح لانطفأ. / زهر الربيع.

شعر:

* (والصّبر ربّاني):

٣٥٧

الدّهر أدَّبني والصّبر ربَّاني

والفوت أقنعني واليأس أغنائي

وحنَّكتني من الأيّام تجربة

حتّى نهيت الذي قد كان ينهاني

* (فآل به الصّبر الجميل إلى المـُلك): لرجل كان في السّجن:

وما هذه الأيّام إلاّ منازل

فمن منزل رَحِب إلى منزل ضَنك

وقد دهمتك الحادثات وإنّما

صفا  الذّهب الإبريز قبلك بالسبك

أما في نبي الله يوسف أسوة

لمثلك محبوساً عن الظُلم والإفك

أقام جميل الصبر في السّجن بُرهة

فآل به الصّبر الجميل إلى المـُلك

* (تشكو الرحيم إلى الذي لا يَرْحم): للإمام زين العابدينعليه‌السلام :

وإذا بُليت بعسرة فاصبر لها

صبر الكريم فإنّ ذلك أحزم

ولا تشكونّ إلى الخلائق إنّما

تشكو الرّحيم إلى الذي لا يَرْحم

استعانة:

قصّة: خلاَّدة بنت أوس / الشاهد (78).

إنارة الشاهد (74) / ما ينفع المرء في قبره / دونكم صاحبكم.

(أجر الصّابر)

قرآن و حديث:

* الصّابر حبيب الله؛ قال تعالى:( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) آل عمران/146.  

* الصّابر يوفَّى أجره بغير حساب: عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ( إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من النّاس، فيأتون باب الجنّة فيضربونه، فيقال لهم: مَن أنتم؟

فيقولون: نحن أهل الصبر.

فيقال لهم: علامَ صبرتم؟

فيقولون: كنّا نصبر على طاعة الله، ونصبر عن معاصي الله.

٣٥٨

فيقول الله تعالى: ( صدقوا؛ أدخلوهم الجنّة )، وهو قوله تعالى:( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر / 10.

* الصّابر يُعطى ثلاث خصال: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله عزّ وجلّ: إني جعلت الدّنيا بين عبادي قرضاً، فمَن أقرضني منها قرضاً بكلّ واحدة عشراً إلى سبعمئة ضعف وما شئت من ذلك، ومَن لم يُقرضني، منها قرضاً فأخذت منه شيئاً قسراً، أعطيته ثلاث خصال، لو أعطيت واحدة منهنّ ملائكتي لرضوا بها منّي.

ثمّ تلا أبو عبد اللهعليه‌السلام قول الله عزّ وجلّ:( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) ، فهذه واحدة من ثلاث خصال ( ورحمةً) اثنان( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) ثلاث ).

ثمّ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ( هذا لمـَن أُخذ منه شيئاً قسراً ). / الكافي.

* ( الصّابر قرين الأنبياء في الجنّة ).

استعانة:

قصّة: خلاَّدة بنت أوس / الشاهد (78).

(أقسام الصّبر)

حديث شريف:

* (الصبر ثلاثة): عن عليعليه‌السلام أنّه قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصّبر ثلاثة، صبر عند المـُصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، فمَن صبر على المـُصيبة حتّى يردّها بحُسن عزائها، كتب الله له ثلاثمئة درجة، ما بين الدّرجة إلى الدّرجة، كما بين السّماء إلى الأرض، ومَن صبر على الطاعة كتب الله له ستّمئة درجة، ما بين الدّرجة إلى الدّرجة، كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومَن صبر عن المعصية كتب

٣٥٩

الله له تسعمئة درجة، ما بين الدّرجة إلى الدّرجة، كما بين تخوم الأرض إلى مُنتهى العرش ). / الكافي.

٣٦٠