من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين0%

من شواهد المبلغين مؤلف:
الناشر: مَدْين
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 500

من شواهد المبلغين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ أكرم جزيني
الناشر: مَدْين
تصنيف: الصفحات: 500
المشاهدات: 190448
تحميل: 8183

توضيحات:

من شواهد المبلغين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 190448 / تحميل: 8183
الحجم الحجم الحجم
من شواهد المبلغين

من شواهد المبلغين

مؤلف:
الناشر: مَدْين
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(إنارة وإضفاء)

(البُخْل)

قرآن كريم:

* ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) آل عمران / 180.

حديث شريف:

* عن الصادق، عن آبائهعليه‌السلام : ( إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام سمع رجلاً يقول: إنّ الشّحيح أعذر من الظّالم.

فقالعليه‌السلام : كذبت! إنّ الظّالم قد يتوب ويستغفر ويردُّ الظّلامة إلى أهلها، والشّحيح إذا شحَّ منع الزّكاة، والصّدقة، وصلة الرّحم، وقِرى الضّيف، والنّفقة في سبيل الله، وأبواب البرّ، وحرام على الجنَّة أن يدخلها شحيح ). / عن الكافي.

* وعنه، عن آبائهعليه‌السلام أنّه قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : السخيُّ قريب من الله قريب من النّاس، قريب من الجنّة، والبخيل بعيد من الله، بعيد من النّاس، قريب من النّار ). / عن البحار.

* عن عليعليه‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: ( تُكلِّم النّار يوم القيامة ثلاثة: أميراً، وقارئاً، وذا ثروة من المال، فتقول للأمير: يا مَن وهب الله له سلطاناً فلم يعدل! فتَزْدَرِدُه كما يَزْدَرِدُ الطير حبَّ السمسم، وتقول للقارئ: يا مَن تزيّن للنّاس وبارز الله بالمعاصي، فتَزْدَرِدُه، وتقول للغني: يا مَن وهب الله له دنياً كثيرة واسعة فيضاً، وسأله الفقير اليسير قرضاً، فأبى إلاّ بخلاً، فتَزْدَرِدُه ). / المـُستدرك.

٤٠١

شعر:

* (كدودة القزِّ):

يُفني الحريص بجمع المال مُدّته

وللحوادث ما يُبقي وما يدعُ

كدودة القزِّ ما تبنيه يُهلكها

وغيرها بالذي تبنيه ينتفعُ

(العُجب)

قرآن كريم:

*( أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنّ اللّهَ يُضِلّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) فاطر / 8.

حديث شريف:

* قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( بينما موسى جالس، إذ أقبل عليه إبليس وعليه بُرْنس ذو ألوان، فلمـّا دنا منه خلع البُرنس، وقام إلى موسىعليه‌السلام فسلّم عليه، فقال له موسى: مَن أنت؟

فقال: أنا إبليس.

قال: أنت؟! فلا قرَّب الله دارك.

قال: إنّي إنّما جئت لأُسلّم عليك لمكانك من الله.

فقال له موسىعليه‌السلام : فما هذا البرنس؟

قال: به أختطف قلوب بني آدم.

فقال موسىعليه‌السلام : فأخبرني بالذّنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه.

قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه ). / الكافي.

* وعن الإمام الصادقعليه‌السلام : ( والعُجب نبات حبُّها الكُفر، وأرضها النفاق، وماؤها البغي، وأغصانها الجهل، وورقها الضّلالة، وثمرها اللّعنة والخلود في النّار، فمَن اختار العُجب فقد بذر الكفر، وزرع النّفاق، ولا بدّ أن يُثمر ). / عن البحار.

٤٠٢

قصّة:

* (عيسىعليه‌السلام والقصير): عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ( إنّ عيسى بن مريم كان من شرايعه السياحة في البلاد، فخرج في بعض سيحه، ومعه رجل من أصحابه قصير، وكان كثير اللّزوم لعيسىعليه‌السلام إلى البحر قال: بسم الله. بصحّة يقين منه؛ فمشى على ظهر الماء، فقال الرّجل القصير - حين نظر إلى عيسىعليه‌السلام جازه - بسم الله. بصحّة يقين منه؛ فمشى على الماء، ولحِق بعيسىعليه‌السلام ، فدخله العُجب بنفسه، فقال: هذا عيسى روح الله يمشي على الماء، وأنا أمشي على الماء! فما فضله عليّ؟!

قال: فرمس في الماء، فاستغاث بعيسىعليه‌السلام ، فتناوله من الماء فأخرجه، ثمّ قال له: ما قلت يا قصير؟!

قال: قلت: هذا روح الله يمشي على الماء وأنا أمشي؟! فدخلني من ذلك عُجب.

فقال له عيسىعليه‌السلام : لقد وضعت نفسك في غير الموضع الذي وضعك الله، فمقتك الله على ما قلت، فتُبْ إلى الله - عزّ وجلّ - ممّا قلت.

قال - فتاب الرّجل، وعاد إلى مرتبته التي وضعه الله فيها ). / الكافي.

٤٠٣

(الشاهد (89) )

مثل هذا لا يُحاصَر ولا يُقاتَل(1)

 يُحكى أنّ بعض الملوك حاصر ملكاً، وأطال في حصاره، فلمـّا اشتدَّت به المـُحاصرة استدعى وزراءه فقال: ما ترون وقد تأخّرت بنا هذه الحال، هل نُسلِّمه أم نخرج عليه ليلاً ويفعل الله بنا ما يشاء؟

فقال بعض وزرائه: قد بدا لي رأي أرى أنّهم ينصرفون به عنّا من غير قتال.

فقال: ما هو؟

قال: يجمع مولاي ما في خزانته من الذّهب ويُحضره، فلمـّا أحضره استدعى الصوّاغ وأمرهم أن يصوغوه جميعه سهاماً، زِنَة كلّ سهم قدر معلوم. فعُملت على الأمر المذكور، فكتب الوزير على كلّ نصل سطرين، وأمر أن تركَّب السّهام، فلمـّا ركِّبت أمر حاشية الملك بأن يأخذ كلّ واحد سهماً، وأمرهم أن يرموها عن قوس واحد على العسكر المـُحيط بهم، فتلألأ لمعان نصالها حتّى أدهش العيون، فأمر الملك أن تُجمع، فلمـّا جُمعت بين يديه، أمر أن يقرأ ما عليها، فإذا مكتوب:

ومن  جوده يرمي العداة بأسهُم

من الذّهب الإبريز صيغت نصولها

ليُنفقها مجروحها في دوائه

ويشتري  الأكفان منها قتيلها

فلمـّا سمع ذلك أمر بالرّحيل من ساعته، وقال: مثل هذا لا يُحاصَر ولا يُقاتَل.

____________________

(1) عن ثمرات الأوراق.

٤٠٤

(مواضيع الإدراج)

* الجود.

* المـُشاركة في الرأي.

(إنارة وإضفاء)

(الجُود)

حديث شريف:

* عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: ( أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد من اليمن، وفهيم رجل كان أعظمهم كلاماً وأشدّهم استقصاءً في مُحاجَّة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فغضب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى التوى عرق الغضب بين عينيه وتربَّد وجهه وأطرق إلى الأرض، فأتاه جبرئيلعليه‌السلام فقال: ربّك يُقرئك السّلام ويقول: هذا رجل سخيّ يُطعم الطّعام. فسكن عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الغضب، ورفع رأسه وقال: لولا أنّ جبرئيل أخبرني عن الله (عزّ وجلّ) أنّك سخيّ تُطعم الطّعام لشدَّدت بك وجعلتك حديثاً لمـَن خلفك. فقال له الرجل: أوَ إنّ ربّك ليُحبُّ السّخاء؟!

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نعم.

قال: إنّي أشهد ألاَّ اله إلاّ الله، وأنّك رسول الله، والذي بعثك بالحقّ، لا رددتُ عن مالي أحداً ). / الكافي.

شخصيّات:

* (من جود عليعليه‌السلام ) قال محقن بن أبي محقن لمعاوية: جئتك من عند أبخل النّاس ( يعني علياًعليه‌السلام .

٤٠٥

فقال معاوية: ويحك! كيف تقول: إنّه أبخل النّاس، ولو مَلَكَ بيتاً من تِبر وبيتاً من تبن لأنفد تِبره قبل تبنه، وهو الذي كان يكنس بيوت المال ويُصلِّي فيها، وهو الذي قال: ( يا صفراء ويا بيضاء غُرِّي غيري! )، وهو الذي لم يُخلِّف ميراثاً وكانت الدّنيا كلّها بيده إلاّ ما كان من الشّام؟! / سفينة البحار.

* روى جماعة أنّه جاء رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فشكا إليه الجوع، فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أزواجه، فقلنَ: ما عندنا إلاّ الماء، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( مَن لهذا الرجل الليلة؟ ).

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( أنا - يا رسول الله - ). فأتى فاطمةعليها‌السلام وسألها: ( ما عندك يا بنت رسول الله؟ ). فقالت: ( ما عندنا إلاّ قوت الصِّبْيَة، ولكنّا نؤثر ضيفنا به، ).

فقال (عليه السلام ): ( يا بنت محمد، نوِّمي الصِّبْيَة، وأطفئي المصباح ). وجعلا يمضغان بأسلنتهما، فلمـّا فرغا من الأكل أتت فاطمةعليها‌السلام بسراج فوجدت الجفنة مملوَّة من فضل الله، فلمـّا أصبح صلَّى مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمـّا سلّم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من صلاته، نظر إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وبكى بكاءً شديداً، وقال: ( يا أمير المؤمنين، لقد عَجِبَ الرّبُّ من فعلكم البارحة، اقرأ:( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) ). / المـُستدرك.

* (من جود الحسن بن عليعليه‌السلام )، في كتاب كشف الغُمَّة لعلي بن عيسى: إنّ رجلاً جاء إليه - يعني الحسنعليه‌السلام - فسأله حاجة، فقال له: ( يا هذا، حقّ سؤالك يعظم لديَّ، ومعرفتي بما يجب لك يكبر لديَّ، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله عزّ وجلّ قليل، وما في مِلْكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور، ورفعت عنِّي مؤونة الاحتفال والاهتمام بما أتكلَّفه من واجبك فعلت ).

فقال: يا بن رسول الله، أقبل القليل وأشكر العطيّة، وأعذر على المنع.

فدعا الحسنعليه‌السلام بوكيله، وجعل يُحاسبه على نفقاته حتّى استقصاها، قال: ( هات الفاضل من الثلاثمئة ألف درهم ). فأحضر خمسين ألفاً.

قال: ( فما فِعْلُ الخمسمئة دينار؟ ). قال: هي عندي. قال: ( أحضرها ). فأحضرها، فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل، وقال: ( هات مَن يحمل لك )، فأتاه بحمّالين، فدفع الحسنعليه‌السلام رداءه لكَرْي الحمّالين. فقال مواليه: والله، ما بقي عندنا درهم.

فقالعليه‌السلام : ( لكنّي أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم ). / المـُستدرك.

٤٠٦

شعر:

ولهعليه‌السلام :

نحن  أُناس نوالنا خَضِلٌ

يرتع فيه الرَّجال والأمل

تجود قبل السُّؤال أنفسنا

خوفاً على ماء وجْه مَن يسل

لو  علم البحر فضل نائلنا

لغاض من بعد فيضه نائل

* (من جود الحسينعليه‌السلام ): وفد أعرابيّ المدينة، فسأل عن أكرم النّاس بها، فدُلَّ على الحسينعليه‌السلام ، فدخل المسجد فوجده مُصلّياً، فوقف بإزائه وأنشأ:

لم يَخَبْ الآن مَن رجاك ومَن

حرّك من دون بابك الحلقه

أنت جواد وأنت مُعتمد

أبوك قد كان قاتل الفسقه

لولا  الذي كان من أوائلكم

كانت علينا الجحيم مُنطبقه

قال: فسلّم الحسينعليه‌السلام وقال: ( يا قنبر، هل بقي من مال الحجاز شيء؟ ).

قال: نعم، أربعة آلاف دينار.

فقال: ( هاتها، قد جاءها مَن هو أحقّ بها منّا ). ثمّ نزع بُرديه، ولفَّ الدنانير فيها، وأخرج يده من شقِّ الباب؛ حياءً من الأعرابي وأنشأ:

خُذْها  فإنّي إليك مُعتذر

واعلم  بأنّي عليك ذو شفقه

لو كان في سيرنا الغداة عصا

أمست سَمانا عليك مُندفقه

لكنَّ  ريب الزّمان ذو غْيَر

والكفُّ منِّي قليلة النفقة

قال: فأخذها الأعرابي وبكى.

فقالعليه‌السلام له: ( لعلّك استقللت ما أعطيناك؟! ).

قال: لا، ولكن كيف يأكل التّراب جودك؟! / المـُستدرك عن المناقب.

شعر:

ولهعليه‌السلام :

إذا جادت الدّنيا عليك فجُدْ بها

على النّاس طرّاً قبل أن تتفلَّت

فلا الجود يُفنيها إذا هي أقبلت

ولا البُخل يُبقيها إذا ما تولَّت

٤٠٧

(المـُشاركة في الرأي)

قرآن كريم:

*( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ) النمل / 32.

حِكمة:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

- ( أفضل النّاس رأياً مَن لا يستغني عن رأي مُشير ).

- ( تفكَّر قبل أن تعزم، وشاور قبل أن تُقْدِم، وتدَّبر قبل أن تَهجم ). / غرر الحِكم.

شعر:

* (الرأي قبل شجاعة الشُّجعان):

الرأي قبل شجاعة الشُّجعان

هو أولٌ وهي المحلُّ الثاني

فإذا هما اجتمعا لنفس مرَّةً

بلغت من العلياء كلَّ مكان

ولرُبَّما طَعَنَ الفتى أقرانه

بالرأي قبل تطاعن الأقران

لولا العقول لكان أدنى ضيغم

أدنى إلى شرف من الإنسان

استعانة:

قصّة: لأنّك لم تُقصِّر في إنفاق مالك / الشاهد (56).

٤٠٨

(الشاهد (90) )

حَتْفُه تحت لسانه(1)

حُكي أنّ رجلاً كان شاعراً، وكان له عدوٌّ، فبينما هو سائر ذات يوم من الأيّام، وإذا بعدوّه إلى جانبه، فعلم الشّاعر أنّ عدوّه قاتله لا محالة، فقال له: يا هذا، أنا أعلم أنّ المنيّة قد حضرت، ولكن سألتك الله، إذا أنت قتلتني امضِ إلى داري وقف بالباب وقُلْ:( ألا أيُّها البنتان إنَّ أباكما ) . وكانت للشّاعر ابنتان، فلمـّا سمعتا قول الرجل:

ألا أيُّها البنتان إنَّ أباكما ( قالتا )

قتيلٌ خُذا بالثّار ممَّن أتاكما

ثمّ تعلّقتا بالرّجل، وحملتاه إلى الحاكم، ثمّ طلبتا أباهما، فاستقرّه فأقرَّ بقتله، وقُتِل بأبيهما.

(مواضيع الإدراج)

* اللّسان.

(إنارة وإضفاء)

(اللّسان)

حديث شريف:

* قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( سلامة الإنسان في حفظ اللّسان ). / عن البحار.

____________________

(1) كشكول البهائي.

٤٠٩

* وعن زين العابدينعليه‌السلام : ( إنّ لسان ابن آدم يُشرِف كلّ يوم على جوارحه، فيقول: كيف أصبحتم؟

فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: الله الله فينا! ويُناشدونه ويقولون: إنّما نُثاب بك ونُعاقب بك ). / عن البحار.

* وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( يُعذِّب الله اللسان بعذاب لا يُعذِّب به شيئاً من الجوارح، فيقول: ربِّ، عذّبتني بعذاب لم تُعذِّبه شيئاً من الجوارح؟!  

فيُقال له: خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها، فسُفك بها الدّم الحرام، وانتُهِب به المال الحرام، وانتُهك به الفَرْج الحرام ). / عن الكافي.

قصّة:

* (الحجَّلتان تشهدان): قال في حياة الحيوان عند ذكر الحِجَّل: إنّ بعض مُقدَّمي الأكراد حضر على سماط بعض الأُمراء، وكان على السّماط حجَّلتان مشويّتان، فنظر الكرديّ إليهما وضحك، فسأله الأمير عن ذلك.

فقال: قطعت الطّريق في عنفوان شبابي على تاجر، فلمـّا أردت قتله تضرَّع فما أفاد تضرُّعه، فلمـّا رآني أقتله لا محالة، التفت إلى حِجَّلتين كانتا في الجبل فقال: اشهدا عليه أنّه قاتلي.

فلمـّا رأيت هاتين الحِجَّلتين تذكرت حمقه.

فقال الأمير: قد شهدتا، ثمّ أمر بضرب عُنقه. / كشكول البهائي.

حِكمة:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( ما أضمر أحد شيئاً إلاّ ظهر في فلتات لسانه، وصفحات وجهه ). / نهج البلاغة، باب المـُختار.

* قيل: إنّه اجتمع أربعة ملوك فتكلّموا:

فقال ملك الفُرس: ما ندمت على ما لم أقل مرَّة، وندمت على ما قلت مِراراً.

وقال قيصر: أنا على ردِّ ما لم أقل أقدر منِّي على ردِّ ما قلت.

٤١٠

وقال ملك الصّين: ما لم أتكلَّم بكلمة ملكتها، فإذا تكلّمت بها ملكتني.

وقال ملك الهند: العَجب ممّن يتكلّم بكلمة، إن رُفِعت ضرَّت وإن لم تُرفَع لم تنفع. / أخلاق أهل البيت، عن مجاني الأدب.

* ذكر أنّ مولى لقمان الحكيم دعاه فقال: اذبح شاة وائتني بأطيب مِضغتين منها. فأتاه بالقلب واللّسان، ثمّ أمره بذبح شاة فقال له: ائتني بأخبث مِضغتين منها، فأتاه بالقلب واللّسان، فسأله عن ذلك، فقال: إنّهما أطيب شيء إذا طابا، وأخبث شيء إذا خبثا. / قصص الأنبياء.

شعر:

* (احفظ لسانك أيُّها الإنسان):

احفظ لسانك أيُّها الإنسان

لا يلدغنَّك إنّه ثعبان

كمْ في المقابر من قتيلِ لسانه

كانت تهاب لقاءه الشّجعان

* (ليس للقول رجعة):

اخفض الصّوت إن نطقت بليل

والتفت بالنّهار قبل المـَقال

ليس للقول رجعة حين يبدو

بقبيح يكون أو بجمال

* (ورُبَّ قول يسيل منه دم):

لا تُمازحنَّ الرّجال إن مزحوا

لم أرَ قوماً تمازحوا سلموا

فالجرح جرح اللّسان تعلمه

ورُبَّ قول يسيل منه دم

* (الحرب أوَّله كلام):

أرى تحت الرّماد وميض نار

ويوشَك أن يشبُّ لها ضرام

إذا لم يُطفها حُلماء قوم

يكون وقودها جثثٌ وهام

فإنّ النّار من عودين تُذكى

وإنّ الحرب أوّلها كلام

استعانة:

قصّة: يا صاحب زمان جدَّتي / الشاهد (92).

إنارة الشاهد (110) / الغْيبَة وإساءة الظن.

٤١١

(الشاهد (91) )

سيف لعَّاب المنيَّة(1)

في شرح النّهج قال: قيل: إنّه كان لأبي حيّة النمريّ - وكان جباناً - سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق وكان يُسمّيه لعّاب المنيّة، فحكى عنه بعض جيرانه قال: أشرفت عليه ليلة وقد انتضاه، وهو واقفٌ بباب بيت في داره وقد سمع فيه حسَّاً، وهو يقول: أيّها المـُغترّ بنا، والمـُجترِّئ علينا، بِئْسَ - والله - ما اخترت لنفسك، خيرٌ قليل وسيف صقيل، لعّاب المنيّة الذي سمعت به، مشهورةً صولته، لا تخاف نبوته، أخرج بالعفو عنك، لا أدخل بالعقوبة عليك، وإنّي - والله - إن أدع قيساً تملأ الفضاء عليك خيلاً ورجالاً، سبحان الله! ما أكثرها وأطيبها، والله ما أنت ببعيد من تابعها، والرّسوب في تيّار لُجَّتها.

قال: وهبّت ريح ففتحت الباب، فخرج كلب يشتدّ، فلبط بأبي حيّة فأربدّ وشغر برجليه، وتبادرت إليه نساء الحيّ، فقلن: يا أبا حيّة، لتُفرِّج روعتك؛ إنّما هو كلب.

(مواضيع الإدراج)

* الجُبن.

* الافتخار.

____________________

(1) شرح ابن أبي الحديد.

٤١٢

(إنارة وإضفاء)

(الجُبْن)

قرآن كريم:

*( أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) الأحزاب / 19.

حِكمة:

* قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( المرء بأصغريه، بقلبه ولسانه، إن قاتل قاتل بجنان، وإن نطق نطق ببيان ). / غرر الحِكم.

٤١٣

(الشاهد (92) )

يا صاحب زمان جدَّتي(1)

عن بعض المؤمنين الثقات، أنّه سمع أحد الخُطباء الإيرانيين يقول: كنت جالساً في حافلة لأسافر إلى مدينة نائية من مُدن إيران، وذلك في زمن الشّاة، لم يكن على المقعد بجانبي أحد، وكنت أخشى أن يجلس عندي من لا أرغب في جواره، فيُضايقني في هذا الطريق البعيد، فسألت الله تعالى في قلبي: إلهي، إن كان مُقدَّراً أن يجلس عندي أحد، فاجعله إنساناً مُتديّناً طيّباً!

وهكذا جلس المـُسافرون على مقاعدهم، ولم أرَ مَن يشغل المقعد الذي بجانبي، فشكرت الله أنّي وحيد!

ولكنِّي فوجئت في الدقيقة الأخيرة قبل الحركة بشابٍّ مظهره كـ ( الهيبيز )، وبيده حقيبة من صنع بلد أجنبي، وكأنّه من غير ديننا، فتقدَّم حتّى جلس عندي، فقلت في قلبي: يا ربّ، أهكذا تكون إجابة الدّعاء؟!

تحرَّكت السيّارة، ولم يتفوَّه أحد منّا للثاني بكلمة؛ لأنّ الانطباع المأخوذ في أذهان مثل هؤلاء الأشخاص عن المـُعمّمين كان انطباعاً سيّئاً؛ بفعل الدّعايات المـُغرضة ضدّ علماء الدّين؛ لذلك آثرت الصبر والسكوت، وأنا جالس على أعصابي، حتّى حان وقت الصلاة (أول وقت الفضيلة)، وإذ بالشّابِّ وقف يُنادي سائق الباص: قف هنا، لقد حان وقت الصلاة!

فردَّ عليه السائق مُستهزئاً - وهو ينظر إليه من مرآته -: اجلس، أين الصلاة وأين أنت منها؟! وهل يُمكننا الوقوف في هذه الصحراء؟!

قال الشابّ: قلت لك: قف وإلاّ رميت نفسي، وصنعت لك مُشكلة بجنازتي.

____________________

(1) عن كتاب سيماء الصالحين.

٤١٤

ما كنت أستوعب ما أسمع وأرى من هذا الشابِّ، إنّه شيء في غاية العَجب، فأنا كعالم دين أولى بهذا الموقف من هذا الشابِّ (الهيبيز)! وعدم مُبادرتي إلى ذلك كان احترازاً عن الموقف العدائي، الذي يُكنّه البعض لعلماء الدّين؛ لذلك كنت انتظر لأُصلِّي في المطعم الذي تقف عنده الحافلة في الطريق.

وهكذا كنت أنظر إلى صاحبي باستغراب شديد، وقد اضطرَّ السائق إلى أن يقف على الفور؛ لمـّا رأى إصرار الشابّ وتهديده.

فقام الشابّ ونزل من الحافلة، وقمت أنا خلفه ونزلت، فرأيته قد فتح حقيبته وأخرج قنِّينة ماء، فتوضّأ منها، ثمّ عيّن اتِّجاه القبلة بالبوصلة وفرش سجّادته، ووضع عليها تربة الحسينعليه‌السلام الطّاهرة، وأخذ يُصلّي بخشوع، وقدّم لي الماء، فتوضّأت كذلك وصلّيت.

ثمّ صعدنا الحافلة، وسلّمت عليه بحرارة مُعتذراً من البُرودة التي استقبلته بها أولاً، ثمّ سألته: مَن أنت؟

قال: إنّ لي قصّة لا بأس أن تسمعها، فقد كنت لا أعرف الدّين ولا الصلاة، يوم كنت أدرس الطبَّ في فرنسا، وأنا الولد الوحيد لعائلتي، التي دفعت كل ما تملِك لأجل دراستي هذه.

كانت المسافة بين سكني والجامعة التي أدرس فيها مسافة قرية إلى مدينة، وكان الوقت بارداً جِدَّاً عندما ركبت السيّارة التي كنت استقلُّها يومياً إلى المدينة مع ركّاب آخرين، وكنت على موعد مع الامتحان الأخير، الذي تترتّب عليه نتيجة جهودي كلِّها.

فلمـّا وصلنا إلى مُنتصف الطّريق عَطِبَت السيّارة، وكان الذهاب إلى أقرب مُصلّح (ميكانيك) يستغرق من الوقت ما يُفوِّت عليَّ الحضور في الامتحانات النهائية للجامعة، لقد أرسل السائق مَن يأتي بما يُحرِّك سيارته، وأصبحت أنا في تلك الدقائق كالضّائع الحيران، لا أدري أتَّجه يميناً أو يساراً، أم يأتيني من السماء مَن يُنقذني، كنت في تلك الدقائق أتمنَّى لو لم تلدني أُمِّي، إنّها كنت أصعب دقائق تمرُّ عليَّ خلال

٤١٥

حياتي، وكأنّ الدقيقة منها سهم يُرمى نحو آمالي، وكأنّي أُشاهد أشلاء آمالي مُقطّعة أمامي، ولا يُمكنني إنقاذها أبداً.

فكلَّما أنظر إلى ساعتي كانت اللحظات تعتصر قلبي، فكدت أخرّ إلى الأرض، وفجأة تذكّرت أن جَدّتي في إيران، عندما كانت تُصاب بمشكلة أو تسمع بمُصيبة، تقول - بكل أحاسيسها -: ( يا صاحب الزّمان ).

هنا، ومن دون سابق معرفة لي بهذه الكلمة وصاحبها ومعناها الاعتقادي، قلت - بكلّ ما في قلبي وفكري من حبّ وذكريات عائلية -: ( يا صاحب زمان جَدّتي )!

ذلك؛ لأنّني لم أعرف مَن هو صاحب الزّمان، فنسبته إلى جدّتي على البساطة، وقلت: فإن أدركتني أعدك أن أُصلِّي دائماً وفي أول الوقت.

وبينما أنا كذلك، وإذ برجل حضر هناك فقال للسائق بلغة فرنسية: شغّل السيارة!

فاشتغلت من المـُحاولة الأُولى، ثمّ قال للسائق: أسرِع بهؤلاء إلى وظائفهم ولا تتأخّر. وحين نزوله التفت إليّ وخاطبني بالفارسية: لقد وفينا بوعدنا، يبقى أن تفي أنت بوعدك أيضاً.

فاقشعرّ جلدي، وبينما لم أستوعب الذي حصل، ذهب الرجل فلم أرَ له أثراً.

من هناك قرّرت أن أُصلِّي وفاء بالوعد، بل وأُصلِّي في أول الوقت.

(مواضيع الإدراج)

* المـُحافظة على الصلاة.

* المـُحافظة على أوقات الصلاة.

* ترك الصلاة أو التهاون بها.

* لقاء الإمامعليه‌السلام .

* اختباء المرء تحت لسانه.

٤١٦

(إنارة وإضفاء)

(المـُحافظة على الصلاة)

قرآن كريم:

*( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) المؤمنون / 1 - 2.

حديث شريف:

* من كلام لأمير المؤمنينعليه‌السلام يوصي به أصحابه: ( تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها، واستكثروا منها، وتقرّبوا بها؛ فإنّها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً، ألا تسمعون إلى جواب أهل النّار حين سُئلوا: ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) ؟! ) / نهج البلاغة.

* عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: ( صلّ صلاة مُودِّع، فإذا دخلت في الصلاة فقل هذا آخر صلاتي من الدّنيا، وكان كأنّ الجنّة بين يديك، والنار تحتك، ومَلَك الموت وراءك، والأنبياء عن يمينك، والملائكة عن يسارك، والربّ مُطَّلع عليك من موقفك، فانظر بين يدي مَن تقف، ومَن تُناجي ومَن ينظر إليك ). / سفينة البحار.

* وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( تكتب الصلاة على أربعة أسهُم: سهم منها إسباغ الوضوء، وسهم منها الرّكوع , سهم منها السّجود، وسهم منها الخشوع ).

فقيل: يا رسول الله، وما الخشوع؟

فقال: ( التّواضع في الصلاة، وأن يُقبل العبد بكلّه على ربّه، فإذا هو أتمّ ركوعها وسجودها وأتمّ سهامها، صعدت إلى السّماء لها نور يتلألأ، وفُتحت أبواب السّماء لها، وتقول: حافظت عليَّ حفظك الله، فتقول الملائكة: صلَّى الله على صاحب هذه الصلاة ). / المـُستدرك.

* عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( الصلاة وكِّل بها مَلك ليس له عمل غيرها، فإذا فرغ منها قبضها ثمّ صعد بها، فإن كانت ممّا تُقبل قُبلت، وإن كانت ممّا لا تُقبل قيل

٤١٧

له: ردّها على عبدي، فينزل بها حتّى يُضرب بها وجهه، ثمّ يقول: أفٍّ لك. لا يزال لك عمل يعنيني ). / الوسائل.

* عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لكلّ شيء وجه، ووجه دينكم الصّلاة، فلا يشيننَّ أحدكم وجه دينكم ). / الوسائل.

قصّة:

* عن محمد بن علي بن شهر آشوب في المناقب: من كتاب الأنوار، في سياق أحوال السجّادعليه‌السلام ، أنّه كان قائماً يُصلِّي حتّى وقف ابنه محمدعليه‌السلام وهو طفل، إلى بئر في داره بالمدينة، بعيدة القعر فسقط فيها، فنظرت إليه أمّه فصرخت، وأقبلت نحو البئر، تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث، وتقول: يا بن رسول الله، غرق ولدك محمد. وهو لا ينثني عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر، فلمـّا طال عليها ذلك قالت - حزناً على ولدها -: ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله!! فأقبل على صلاته، ولم يخرج عنها إلاّ عن كمالها وتمامها، ثمّ أقبل عليها، وجلس على أرجاء البئر، ومدّ يده إلى قعرها، وكانت لا تُنال إلاّ برِشاء طويل، فأخرج ابنه محمداً على يديه يُناغي ويضحك، لم بيتلّ له ثوب، ولا جسد بالماء، فقال: ( هاكِ، يا ضيعفة اليقين بالله ). فضحكت لسلامة ولدها، وبكت لقوله: يا ضعيفة اليقين بالله. فقال: ( لا تثريب عليك اليوم، لو علمت أنّي كنت بين يدي جبار، لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عنِّي، أفمَن يرى راحم بعده ). / المـُستدرك.

(المـُحافظة على أوقات الصلاة)

قرآن كريم:

*( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ) المؤمنون / 9 - 10.

٤١٨

حديث شريف:

* عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( ما من عبد اهتمَّ بمواقيت الصلاة ومواضع الشمس، إلاّ ضمنت له الرّوح عند الموت وانقطاع الهموم والأحزان، والنجاة من النّار ). / سفينة البحار.

* سأل معاوية بن وهب أبا عبد اللهعليه‌السلام : عن أفضل ما يتقرَّب به العباد إلى ربِّهم. فقال: ( ما أعلم شيئاً بعد المعرفة من هذه الصلاة، ألا ترى أنّ العبد الصالح عيسى ابن مريمعليه‌السلام قال:( وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ ) ، وسُئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن أفضل الأعمال قال: الصلاة لأوّل وقتها ). / سفينة البحار.

* كان علي بن أبي طالبعليه‌السلام إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل، ويتلوّن، فيُقال له: ما لك يا أمير المؤمنين؟! فيقول: ( جاء وقت أمانة الله التي عرضها على السماوات والأرض، فأبينَ أن يحملنها وأشفقنَ منها، وحملها الإنسان، فلا أدري أُحسن أداء ما حُمِّلت أم لا؟ ) / مُستدرك الوسائل.

* عن أبي جعفرعليه‌السلام : قال: ( أوّل ما يُحاسب به العبد الصلاة، فإن قُبِلت قُبِل ما سواها، إنّ الصلاة إذا ارتفعت في وقتها رجعت إلى صاحبها وهي بيضاء مُشرقة تقول: حفظتني حفظك الله! وإذا ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها، رجعت إلى صاحبها وهي سوداء مُظلمة تقول: ضيّعتني ضيّعك الله ). / سفينة البحار.

* وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس لوقتهنّ، فإذا ضيعهنّ تجرّأ عليه فأدخله في العظائم ). / الوسائل.

قصّة:

* (إنّما نُقاتهلم على الصّلاة): كان عليعليه‌السلام يوماً في حرب صفِّين مُشتغلاً بالحرب والقتال، وهو مع ذلك بين الصَّفَّين يُراقب الشمس، فقال له ابن عبّاس: يا أمير المؤمنين، ما هذا الفعل؟!

فقالعليه‌السلام : ( أنظر إلى الزّوال حتّى نُصلّي ).

فقال له ابن عباس: وهل هذا وقت صلاة؟! إنّ عندنا لشُغلاً بالقتال عن الصلاة.

٤١٩

فقالعليه‌السلام : ( وعلامَ نُقاتلهم؟! إنّما نُقاتلهم على الصلاة ).

قال: ولم يترك صلاة اللّيل قطُّ حتّى ليلة الهرير. / سفينة البحار.

استعانة:

قصّة: ما رأيت أصحاباً أبرّ وأوفى من أصحابي / الشاهد (24).

(التهاون بالصلاة)

قرآن كريم:

*( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) الماعون / 4 - 5.

حديث شريف:

* عن السيّدة الزهراءعليها‌السلام أنّها سألت أباهاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: ( يا أبتاه، ما لمـَن تهاون بصلاته من الرجال والنساء؟ ).

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( يا فاطمة، مَن تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة، ستٍّ منها في دار الدّنيا، وثلاث عند موته، وثلاث في قبره، وثلاث في القيامة إذا خرج من قبره.

فأمّا اللواتي تُصيبه في دار الدّنيا:

فالأُولى: يرفع الله البركة من عمره، ويرفع الله البركة من رزقه، ويمحو الله عزّ وجلّ سيماء الصالحين من وجهه، وكلّ عمل يعمله لا يؤجَر عليه، ولا يرفع دعاؤه إلى السّماء، والسادسة ليس له حظّ في دعاء الصالحين.

وأمّا اللواتي تُصيبه عند موته:

فأُولاهن: أنّه يموت ذليلاً.

والثانية: يموت جائعاً.

والثالثة: يموت عطشاناً، فلو سُقي من أنهار الدّنيا لم يروَ عطشه.

وأمّا اللواتي تُصيبه في قبره:

فأُولاهن: يوكِّل الله به مَلكاً يُزعجه في قبره.

والثانية: يُضيّق عليه قبره.

والثالثة: تكون الظلمة في قبره.

٤٢٠