١- مقدّمة التحقيق:
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على محمّدٍ وآله الطاهرين.
اليوم عصر الوَسْوَسةِ والتشكيك في كلِّ شيءٍ حتّى في المقدّسات والعقيدة، بحُججٍ واهيةٍ ضعيفة، يُشوّشُوا بها على العوام وأصحاب النفوس الركيكة؛ ليُزَلزلوا الناسَ عن الحقّ والحقيقية، ولكنْ هيهات هيهات أنْ تُغطّى الشمسَ بغربال، بل تبزغُ كلَّ يومٍ على الأجيال.
رغم أنّ المشكّكين حاولوا أنْ يُزوّقوا ويُدلّسوا تشكيكاتهم ووَسَاوِسهم بحِيَلٍ شتّى، وذرائعَ مختلفة، ولكنّهم عَجَزوا كلَّ العجز وانقلبَ السحرُ على الساحر.
النَّواصِبُ
والمُبغضون يحاولونَ في كلِّ وقت أنْ يَزرعوا شبهةً، ويَغرسوا وَسوسَةً كي يحصدوا نَصباً وبُغضاً، وعِداءً لآلِ الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم
مُنذ القرونالأُولى وحتّى يومنا هذا، ولكنّ الله تعالى تكفّل بردّهم وردْعهم وقهرهم، وقَوقَعتِهم في جُحورهم.
وفي نفس الوقت تصدّى علماؤنا الأبرارـ الذين ساروا على نهج الأئمّة الأطهارـ لردِّ كلِّ شبهةٍ ووَسوَسَةٍ أثارها الشياطينُ من الإنس، ومن بين هؤلاء العلماء العاملين الذين نذروا أنفسهم لخدمة المذهب الحقّ ( الشيخ الجليل والعلامّة النبيل عبد الله المامقاني المتوفّى ١٣٥١هـ ).
حيثُ هذّبَ يَراعه الشريف ونَصرَ الدوحة الطاهرة كعادته، فردَّ شبهةً سيّالة في كلِّ عصرٍ ومِصر بشكل مُقتضبٍ وشافي استخدمَ النقل والعقل دليلاً فأصبحت رسالةً قيّمةً اسماها: (إزاحة الوَسْوَسَة عن تقبيل الأعتاب المقدّسة
).
الرسالة وعَمَلنا
عثرنا على الرسالة الشريفة ضِمن مجموعة رسائل في مركز إحياء التراث الإسلامي بإشراف ( السيّد أحمد الحُسيني الأشكوري ) دام ظلّه.
حيثُ تتألّف الرسالة من ١١ صفحة من القطع ( الرحلي ) بخطٍ جميل ومَقروء.
ذكرها الشيخ ( أغا بزرگ الطهراني ) في الذريعة: ج١, ص٥٢٨, برقم ٢٥٧٥, وقال: قد طُبعتْ في المطبعة المرتضويّة على الحَجَر مع كتاب ( مخزن اللآلئ ). وأيضاً نفس المؤلّفرحمهالله
ذكر هذا في مخزن المعاني: ص١٨٦.
فقمنا بتحقيق الرسالة حسب المراحل المعروفة في علم التحقيق من تحقيق المتن وتقطيعه، وتخريج المصادر وتطبيقها مع مصادر الأم، وإكمال الأدلّة التي ذكرها