القصص التربوية

القصص التربوية13%

القصص التربوية مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 421

القصص التربوية
  • البداية
  • السابق
  • 421 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 348095 / تحميل: 10134
الحجم الحجم الحجم
القصص التربوية

القصص التربوية

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

كَذِبَ المُنجِّمون ولو صدقوا

كان أمير المؤمنين عليٌّ (عليه السلام) قد جهَّز جيشاً لمُحاربة الخوارج، وعندما أراد (عليه السلام) الخروج بجيشه جاءه أحد أصحابه، وقال له: يا أمير المؤمنين، أخشى إنْ خرجت في هذه الساعة أنْ لا تبلغ مُرادك وأنْ تٌهزم أمام عدوِّك، وما خشيتي هذه إلاَّ نابعة مِن معرفتي بما سيحصل مِن خلال النجوم.

فقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

(أتَزْعَمُ أنَّكَ تَهْدي إلى السَّاعَةِ التي مَنْ سارَ فيها صُرِفَ عَنْهُ السُّوءُ؟!

وتُخَوِّفُ مِنَ السّاعَةِ التي مَنْ سارَ فيها حاقَ بهِ الضُّرُّ؟!

فَمَنْ صَدَّقَكَ بِهذا فَقَدْ كَذَّبَ القُرْآنَ واسْتَغْنى عَنِ الاسْتِعانَةِ بِاللهِ في نَيْلِ المَحْبُوبِ ودَفْعِ المَكْرُوهِ، ويَنْبَغي في قَوْلِكَ لِلعامِلِ بِأمْرِكَ أنْ يُولِيَكَ الحَمْدَ دُونَ رَبِّهِ؛ لأنَّكَ بِزَعْمِكَ أنْتَ هَدَيْتَهُ إلى السَّاعَةِ التي نالَ فيها النَّفْعَ وأمِنَ الضُّرَّ).

ثُمَّ أقْبَلَ (عليه السلام) على الناس فقال: (سيرُوا على اسْمِ اللهِ).

لقد تصوَّر هذا الرجل أنَّ باستطاعته مِن خلال المُحاسبات النجوميَّة أنْ يَعلم الغيب، وأنْ يُحيط الأشخاص بما سيواجهونه في المُستقبل مِن أحداث؛ ومِن هذا المنطلق جاء ليُعرب لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن خشيته مِن هزيمة تتربَّص بجيشه إنْ خرج في الساعة الفُلانيَّة.

ولو كان أمير المؤمنين (عليه السلام) كغيره مِمَّن يؤمنون بمِثل هذه الخرافات؛ لارتاب عند سماعه هذا الخبر وانصرف عن قراره بخروج الجيش في مِثل تلك الساعة، لكنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) ترعرع في مدرسة الإسلام، ولم يُبالِ بما سمعه، ولم يدع الخوف والقلق يُسيطران عليه، فرفض بقاطعيَّة ما تفوَّه به الرجل، وخرج بجيشه في تلك الساعة مُتوكِّلا على الله، فتغلَّب على عدوِّه وعاد مُنتصراً ظافراً (١).

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٢١

إنْ كان كما يكفيك لا يُغنيك فكلُّ ما فيها لا يُغنيك

عن حمزة بن حمران قال:

شكا رجلٌ إلى أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنَّه يطلب فيُصيب ولا يقنع، وتُنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه، وقال: علِّمني شيئاً أنتفع به.

فقال أبو عبد الله (عليه السلام):

(إنْ كان ما يكفيك يُغنيك فأدنى ما فيها يُغنيك، وإنْ كان ما يكفيك لا يُغنيك فكلُّ ما فيها لا يُغنيك).

ونستشفُّ أنَّ تضادَّ عدد مِن الغرائز والرغبات الطبيعيَّة، هو مِن جُملة العوامل التي تَحدُّ مِن حُرِّيَّة الإنسان، وتمنعه مِن تحقيق بعض أمانيه (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٢٢

لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ

عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) أنَّ سُمرة بن جندب كان له عِذق في حائط لرجل مِن الأنصار، وكان منزل الأنصاري بباب البُستان، فكان يمرُّ إلى نخلته ولا يستأذن، فكلَّمه الأنصاري أنْ يستأذن إذا جاء، فأبى سُمرة، فلمَّا أبى جاء الأنصاري إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فشكا إليه وخبَّره الخبر، فأرسل إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخبَّره بقول الأنصاري وما شكا، وقال:

(إذا أردت الدخول فاستأذن)، فأبى، فلمَّا أبى ساومه حتَّى بلغ مِن الثمن ما شاء الله، فأبى أنْ يبيع، فقال (صلى الله عليه وآله):

(لك بها عِذق مُذلَّل في الجَنَّة)، فأبى أنْ يقبل،

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للأنصاري:

(اذْهَبْ فَاقْلَعْها وارْمِ بِها إلَيْهِ لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ).

يتَّضح لنا مِن خلال تحليل هذه القضيَّة والوقوف عند تفاصيلها، أنَّ القوانين الاجتماعيَّة في الإسلام لا تسمح للفرد بأنْ يتمادى بحُرِّيَّته الفرديَّة إلى ما يُسيء بحُرِّيَّة الآخرين (١).

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٢٣

الإسلام دين الشباب

في السنوات الثلاث الأُولى مِن بعثة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان النبي يدعو الناس سِرَّاً إلى الإسلام؛ وذلك لتجنُّب شَرَّ المُشركين وعَبدة الأصنام، وخلال هذه الفترة آمن بدعوته أربعون رجُلاً وامرأة، مُعظمهم مِن الصغار والمُراهقين والشباب، الذين تراوحت أعمارهم بين العاشرة والخامسة والعشرين عاماً.

وكان أصحاب الضمائر الحَيَّة والفِطرة الطاهرة، أكثر الناس لياقة لقَبول الدين الإسلامي؛ لأنَّ دعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) جاءت مُتطابقة مع طبيعتهم الباحثة عن الحقيقة، والمَحبَّة للخير والفضيلة.

فقد آمن هؤلاء بدعوة النبي، وجذبتهم التعاليم الإسلاميَّة السامية، وترسَّخت الدعوة في أعماقهم حتَّى ارتضوا بالنبيِّ رسولاً وقائداً لهم، فتجمَّعوا حوله ليُشكِّلوا النواة المركزيَّة للإسلام.

ويُمكن القول: إنَّ دعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان لها أثرها البالغ في صفوف الفتيان والشُبَّان، الذين كانون يحومون حوله كالفراشات، ويُنفِّذون تعاليمه بكلِّ حُبٍّ وإخلاص، ومِن هنا جاء تأييد النبي (صلى الله عليه وآله) للشابِّ.

وبعد فترة مِن الدعوة السِّرِّيَّة أمر الله سبحانه وتعالى نبيَّه (صلى الله عليه وآله) بأنْ يَجهر دعوته بين الناس، وينشر تعاليم هذا الدين السماويِّ أمام المَلأ، فكان الشباب أيضاً يُشكِّلون غالبيَّة مَن اعتنقوا الدين الإسلامي وآمنوا بدعوة الرسول (صلى الله عليه وآله).

وقد أثار استقبال الشباب المُتزايد لدعوة الرسول (صلى الله عليه وآله) واعتناقهم

٢٢٤

الدين الإسلامي سَخط وغَضب الشيوخ الطاعنين في السِّن، الذين كانوا يغرقون في شِركهم وضلالهم نتيجة تعصبُّهم ولجاجتهم، حتَّى وصل بهم الأمر إلى اتِّهام المسلمين بالفساد والضلالة، وركَّزوا على هذا الاتِّهام في شكواهم مِن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وأعربوا بكلِّ صراحة عن قلقهم إزاء ما يجري.

قال عتبة - وهو مِن مُشركي مَكَّة - لأسعد بن زرارة: خَرَجَ فينا رَجُلٌ يَدَّعي أنَّهُ رَسُولُ اللهِ، سَفَّهَ أحْلامَنا وسَبَّ آلِهتَنَا، وأفْسَدَ شُبّانَنا وفَرَّقَ جَماعَتَنا.

ولمَّا اجتمع رجال قريش وشيوخ المُشركين في دار الندوة، لوضع مُخطَّط لمواجهة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والوقوف بوجه الانتشار السريع للإسلام، ومُحاربة أتباع الرسول (صلى الله عليه وآله)، توالت الخُطب العنيفة، ومِن جُملتها خُطبة ألقاها أبو جهل ركَّز فيها على عبارة: (أفسد شُبَّاننا) وأعرب عن قلقه العميق إزاء التأثير البالغ، الذي تتركه دعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في نفوس شباب مَكَّة وفتيانها.

لقد بات اعتناق الشباب الدين الإسلامي حديث الساعة، ومَحطَّ اهتمام الناس في صدر الإسلام، فكان الآباء والأُمَّهات وعامَّة كِبار السِّنِّ في مَكَّة، غاضبين جِدَّاً مِن استجابة فتيانهم وشُبَّانهم لدعوة النبي (صلى الله عليه وآله) وتعاونهم معه بكلِّ حُبٍّ وإخلاصٍ. حتَّى إنَّهم لجأوا إلى استخدام شتَّى وسائل التعذيب والضغط بحقِّ أبنائهم لصَدِّهم عن اتِّباع الرسول، وثنيهم عن مسيرتهم وإجبارهم على العودة لعبادة الأصنام آلهة آبائهم وأجدادهم، إلاَّ أنَّ أساليب الضغط والتعذيب، التي استخدمها مُشركو مَكَّة لم يكن لها أدنى تأثير في نفوس الشباب المؤمن، ولم تستطع إرباك إيمانهم وصَدِّهم عن مسيرتهم في اتِّباع الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)؛ لأنَّ ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) هو أقرب إلى عقولهم وفطرتهم، وكان بمثابة الضالَّة التي تبحث عنها ضمائر الشباب الحيَّة والطاهرة، وقد جاء الرسول (صلى الله عليه

٢٢٥

وآله) ليُخاطبهم بلسان القلب للقلب، ويَنفذ بالإسلام إلى أعماقهم، وكيف يستطيع التعذيب والتحقير والإهانة تغيير العقيدة التي ترسَّخت جُذورها في الأعماق، وتجريد النفس الطاهرة مِن فطرتها؟ (١)

____________________

(١) الشاب، ج٢.

٢٢٦

الحسَنُ مِنْ كُلِّ أَحَدٍِ حَسَنٌ،

ومِن الموالين أَحْسنُ

كان رجل يُدعى الشقراني يُبرز حُبَّه للإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وكان يَعدُّ نفسه مِن مُحبِّي أهل البيت (عليهم السلام)، وكان الشقراني مُدمناً على الخمرة، فطلب مِن الإمام (عليه السلام) يوماً أنْ يشفع له عند المنصور الدوانيقي، فلبَّى الإمام طلبه، وأراد (عليه السلام) أنْ ينهاه عن الخمرة، فتحدَّث إليه بكلِّ أدبٍ ولينٍ، وبعيداً عن التوبيخ والتقريع وأنظار الناس، فقال (عليه السلام) له: (إنَّ الحَسَنَ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ حَسَنٌ، وإنَّهُ مِنكَ أَحْسنُ لِمَكانِكَ مِنّا، وإنَّ القَبيحَ مِنْ كُلِّ أحدٍ قبيحٌ وإنَّهُ مِنْكَ أَقْبَحُ).

ونُخلص إلى أنَّ أُسلوب التوبيخ والتقريع في المدرسة التربويَّة الإسلاميَّة أُسلوب مذموم ومرفوض، وعلى المسلمين أنْ يتجنَّبوا هذه الطبيعة السيِّئة. أمَّا إذا كان الهدف مِن هذا الأُسلوب صيانة مصلحة الأُمَّة، كتطهيرها مِن شُرور العناصر الضَّالَّة، أو إنقاذها مِن دنس المُعتدِّين الجائرين، فإنَّه يُصبح جائراً شرعاً مَثله مَثل بعض أنواع الكذب والغيبة (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٢٧

ما أخْسَرَ المشَقَّةَ وَراءها العِقابُ!!

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) - وقَدْ لَقِيَهُ عِنْدَ مَسيرِهِ إلى الشّامِ دَهاقينُ الأنْبارِ فَتَرَجَّلُوا لَهُ واشْتَدُّوا بَيْنَ يَدَيْهِ ـ: (ما هذا الَّذي صَنَعْتُمُوهُ؟!).

فَقالوا: خُلْقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِه أمراءَنا.

فَقالَ: (واللهِ، ما يَنْتَفِعُ بِهذا أمَراؤكُمْ، وإنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ عَلى أنْفُسِكُمْ في دُنْياكُمْ وتَشْقَوْنَ بهِ في آخِرَتِكُمْ، وما أخْسَرَ المَشَقَّةَ وَراءها العِقابُ وأرْبَحَ الدِّعَةَ مَعَها الأمانُ مِنَ النّار) (١).

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٢٨

إنَّ الله هُوَ التَّوَّابُ الرحيمُ

حينما أراد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إعداد الجيش لخوض معركة تبوك أعلن النفير العامَّ، وتهيَّأ المسلمون للقتال، فخرجوا في اليوم المُحدَّد مُتوجِّهين نحو جَبهة القتال، إلاَّ أنَّ ثلاثة مِن الأنصار هُم: كعب بن مالك، وهلال بن أُميَّة، وابن ربيع مكثوا في المدينة مُتخلِّفين عن المسلمين وما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) دون مُبرِّر.

ولمَّا عاد الرسول بجيشه إلى المدينة، دخل عليه هؤلاء الثلاثة طالبين منه الصَّفح عَمَّا بدا منهم، إلاَّ أنَّ الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يُحدِّثهم، ودعا المسلمين إلى مُقاطعتهم، حتَّى هجرهم جميع المسلمين بصغارهم وكبارهم حتَّى أُسرهم هجرتهم، وكانت تُقدِّم إليهم الطعام في مواقيته دون أنْ تتحدَّث معهم.

واستمرَّت المُقاطعة حوالي خمسين يوماً حتَّى ضاقت عليهم الأرض، فكانوا يُغادرون المدينة أحياناً لشدَّة ما حَلَّ بهم، ويلتجئون إلى التِّلال والمُرتفعات المُحيطة بالمدينة، فيستغفرون الله تعالى نادمين على فعلتهم طالبين منه العفو والصَّفح بأعيُن دامعة، حتَّى تقبَّل توبتهم وعفا عن خطاياهم.

قال تعالى: ( وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) .

وذات يوم وعقب صلاة الصُّبح أعلن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) عن قَبول الله سبحانه وتعالى توبة هؤلاء الثلاثة، وطلب إنهاء المُقاطعة ليعود هؤلاء إلى حياتهم الاجتماعيَّة، ويستعيدوا عِزَّتهم وكرامتهم، وقد أثار هذا النبأ موجة مِن البَهجة والسرور عمَّت أهالي المدينة.

٢٢٩

إنَّ النبي (صلى الله عليه وآله) لم يُجازِ المُتخلِّفين الثلاثة بالسِّجن والتعذيب أو الإعدام، بلْ استغلَّ مسألة العِزَّة والكرامة الاجتماعيَّة، وعاقبهم بسوء السُّمعة والعار والفضيحة، وكان إعراض الناس عنهم ومُقاطعتهم لهم أصعب بالنسبة لهم مِن السِّجن وأشدَّ ألماً مِن أيِّ عِقاب، وبالرغم مِن أنَّهم كانوا أحراراً غير مُقيَّدين، إلاّ أنَّهم شعروا بأنَّ الأرض قد ضاقت عليهم نتيجة مُقاطعة الناس لهم (١).

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٣٠

فبِما كسبت أيديكم

إنَّ رجلاً مِن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) لسَعَته حَيَّة، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): (أتدري لِما أصابك ما أصابك؟).

قال: لا.

قال: (أما تذكر حيث أقبل قنبر خادمي، وأنت بحضرة فُلان العاتي، فقمت له إجلالاً لإجلالك لي؟

فقال لك: أتقوم لهذا بحضرتي؟!

فقلتَ له: وما بالي لا أقوم! وملائكة الله تضع له أجنحتها في طريقه فعليها يمشي. فلمَّا قلتَ هذا له قام إلى قنبر وضربه وشتمه وآذاه، وتهدَّدني وألزمني الإغضاء على قَذى... فإنْ أردت أنْ يُعافيك الله تعالى مِن هذا فاعقد أنْ لا تفعل بنا ولا بأحدٍ مِن موالينا بحضرة أعدائنا ما يُخاف علينا وعليهم).

فلو كان ذلك الرجل المُخطئ في تصرُّفه فرداً عاقلاً حكيماً، لما قام بذلك العمل ولما أدَّى إلى إهانة قنبر وأذيَّته.

ومِن هنا نقول: إنَّ الصديق الجاهل يؤذي صديقه ويُتعبه، فهو يُحاول أنْ ينفعه فيضرُّه لجهله (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٣١

مُشاورة الرجال مُشاركتهم في عقولهم

كان للمُعتصم العباسي وزير يُسمَّى: الفضل بن مروان، قد فاق أقرانه وأضحى موضع اهتمام الخليفة لكفاءته وجَدارته، وذات يومٍ دعا الوزير الخليفة للنزول عليه ضيفاً؛ مِن أجل أنْ يكشف للعامَّة منزلته عند الخليفة، الذي لبَّى بدوره دعوة وزيره المُقرَّب.

وكان الوزير قد أعدَّ قصره وزيَّنه بأفخم الأشياء، وفرشه بأثمن الفرش، وجَلب أوانٍ مِن الذهب وأُخرى مِن الفِضَّة، وهيَّأ أفخر الطعام ورتَّب مجلساً مِن أبهى ما يكون.

ولمَّا دخل الخليفة المجلس بُهت لكلِّ هذه الثروة وهذا الجلال، وأخذته الغيرة والحَسد مِن وزيره، فجلس للحظات والحَسد يعتصره، ثمَّ قام وخرج مِن المجلس بحُجَّة يُعاني مِن آلامٍ في بطنه. فاستبدَّ بالوزير القَلق مِمَّا حصل، وقاده التفكير إلى أنَّ هذا المجلس المشؤوم لا يُمكن أنْ يرفع منزلته عند الخليفة وقد يُطيح به، فأخذ يُفكِّر بما عليه فعله، إلاّ أنَّ اضطرابه قد شُلَّ مِن قُدرته على التفكير.

عند ذاك قرَّر أنْ يُسر صاحبه إبراهيم الموصلي، الذي كان حاضراً المجلس بحقيقة الأمر ليستنير بعقله، فتقدَّم منه وتحدَّث إليه بما جرى. فكَّر إبراهيم قليلاً ثمَّ قال للوزير: أنْ اذهب مع الخليفة ولا تنفصل عنه، واتبعه إلى البلاط لتوديعه والاطمئنان على حاله، وامكث هناك حتَّى تأتيك رسالتي، فإذا وصلتك فافتحها واقرأها بحضور المُعتصم، وإذا سألك عَمَّا في الرسالة أجبه.

نَفَّذ الوزير أمر صاحبه العاقل، وبلغته الرسالة وكان قد كتب فيها إبراهيم يقول:

٢٣٢

إنَّ أصحاب الفرش والصُّحون الذهبيَّة والفضيَّة، قد جاؤوا يسألون عَمَّا كان مجلس ضيافة الخليفة، قد انتهى لكي يأخذوا حاجياتهم وأموالهم.

وحصل ما توقَّعه إبراهيم، فقد سأل المُعتصم عَمَّا تضمَّنته الرسالة، فقرأ عليه الوزير فحواها، فضحك الخليفة دون إرادة وزالت عُقدته الباطنيَّة، لمَّا عرف أنَّ كلَّ هذه الفخامة والأُبَّهة والثروة ليست مِلك الوزير، بلْ استقرضها مِن أصحابها، ثمَّ شكر الخليفة وزيره على حُسن الضيافة، وقد استطاع الصديق الذكيُّ اللبيب بتدبيره وحكمته إنقاذ صاحبه مِن خَطرٍ حقيقيٍّ.

إنَّ المدرسة التربويَّة الإسلاميَّة، تولي اهتماماً كبيراً لمسألة الصُّحبة، وضرورة أنْ يكون الصديق عاقلاً وحكيماً، بحيث إنَّها تُجيز مُصاحبة الإنسان العاقل والمُفكَّر، حتَّى وإنْ افتقد لبعض مكارم الأخلاق (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٣٣

الكادُّ على عياله كالمُجاهد في سبيل الله

عن أبي عَمْرو الشّيباني قال:

رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) وبيده مسحاة، وعليه إزارٌ غليظ يعمل في حائطٍ له والعَرق يتصابُّ عن ظهره.

فقلت: جُعِلت فِداك! أعطني أكفِك.

فقال لي: (إنِّي أُحبُّ أنْ يتأذَّي الرَّجُل بحَرِّ الشِّمس في طَلب المَعيشة) (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٣٤

العمل باليد عمل النبيِّين والمُرسلين والصالحين

عن علي بن أبي حمزة قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) يعمل في أرضٍ له قد استنقعت قَدماه في العرق.

قلت: جُعِلت فِداك! أين الرِّجال؟

فقال: (يا عليُّ، عَمِلَ باليد مَن هو خيرٌ مِنِّي ومِن أبي في أرضه).

فقلت له: ومَن هو؟

فقال: (رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمير المؤمنين، وآبائي كلُّهم قد عملوا بأيديهم، وهو مِن عمل النَّبيِّين والمُرسلين والصَّالحين).

لقد كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يحترم العامل الكادح، ويُشجِّعه بشتَّى الطُّرق، ويحتقر العاطل عن العمل ويُبدي استياءه منه، وكلُّ ذلك كان بهدف حَثِّ المسلمين على العمل والمُثابرة وتحذيرهم مِن الكَسل والبطالة (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٣٥

يد الكادِّ على عِياله لا تمسُّها النار

أنس بن مالكٍ روى:

أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمَّا أقبل مِن غزوة تبوك، استقبله سعد الأنصاريِّ فصافحه النبي (صلى الله عليه وآله) ثمَّ قال له:

(ما هذا الذي أكنب يديك؟!).

قال: يا رسول الله، أضرب بالمَرِّ والمِسحاة فأُنفقه على عِيالي.

فقبَّل يده رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وقال: (هذه يَدٌ لا تمسُّها النَّار) (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٣٦

احمل على رأسك واستغن عن النَّاس

زرارة عن الإمام الصادق (عليه السلام):

إنَّ رجُلاً أتاه فقال: إنَّني لا أُحسن أنْ أعمل عملاً بيدي ولا أُحسن أنْ أتَّجر وأنا مُحتاجٌ.

فقال (عليه السلام): (اعمل واحمل على رأسك واستغنِ عن النَّاس) (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٣٧

مَن سعى على نفسه أو أبويه أو ذُرِّيَّته فهو في سبيل الله

كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) جالساً مع أصحابه ذات يوم، فنظر إلى شابٍّ ذي جَلدٍ وقوَّة وقد بكَّر يسعى.

فقالوا: ويحَ هذا! لو كان شبابه وجَلده في سبيل الله.

فقال (صلى الله عليه وآله): (لا تقولوا هذا، فإنَّه إنْ كان يسعى على نفسه ليكفَّها عن المسألة ويُغنيها عن النّاس فهو في سبيل الله، وإنْ كان يسعى على أبوين ضعيفين أو ذُرِّيَّةٍ ضعافاً ليُغنيهم ويكفيهم فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى تفاخراً وتكاثُراً فهو في سبيل الشيطان) (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٣٨

ليس هذا طلب الدُّنيا

هذا طلب الآخرة!!

قال رجل لأبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام):

والله، إنّا لنطلب الدُّنيا ونُحبُّ أنْ نؤتاها.

فقال (عليه السلام): (تُحبُّ أنْ تصنع بها ماذا؟).

قال: أعود بها على نفسي وعيالي، وأصل بها، وأتصدَّق بها، وأحِجَّ وأعتمر، فقال (عليه السلام): (ليس هذا طلب الدُّنيا، هذا طلب الآخرة) (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٣٩

مَهلاً يا أُمَّاه فإنَّ مَعي مَن يَحفظني

في قِصَّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) مع مُرضعته حليمة السعديَّة، تقول حليمة لمَّا بلغ محمد (صلى الله عليه وآله) الثالثة مِن عُمره قال لي:

ـ (أُمَّاه، أين يذهب إخوتي نهار كلِّ يوم؟).

ـ يخرجون إلى الصحراء لرَعي الأغنام.

ـ (لماذا لا يَصحبونني معهم؟).

ـ هل ترغب في الذهاب معهم؟

ـ (أجل).

فلمَّا أصبح دهَّنته وكحَّلته وعلَّقت في عُنقه خيطاً فيه جزع يمانيَّة فنزعها، ثمَّ قال لي: (مَهْلاً يا أُمَّاه، فإنَّ معي مَن يَحفظني).

الإيمان بالله هو الذي يجعل الطفل في الثالثة حُرَّاً وقويَّ الإرادة بهذه الصورة (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ الرَّجُلُ مِنْ(١) بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا أَرَادَ الْعِبَادَةَ ، صَمَتَ قَبْلَ ذلِكَ عَشْرَ سِنِينَ ».(٢)

١٨٣٨/ ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ(٣) : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ رَأى مَوْضِعَ كَلَامِهِ(٤) مِنْ عَمَلِهِ(٥) ، قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ(٦) ».(٧)

١٨٣٩/ ٢٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ :

__________________

(١). في حاشية « بر » : « في ».

(٢).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الحلم ، ح ١٨١١ ، مع زيادة في أوّله ؛عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٢٨ ، وفيهما بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٣ ، ح ٢٣٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨٣ ، ح ١٦٠٢٨ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٦ ، ح ٨٢. (٣). في « ج » : « قال ».

(٤). في نهج البلاغة وتحف العقول : « من علم أنّ كلامه » بدل « من رأى موضع كلامه ».

(٥). في الزهد : « عقله ». وفيشرح المازندراني : « وفيه تنبيه على أنّ المتكلّم ينبغي أن يعدّ كلامه من عمله ويتدبّر في صحّته وفساده وضرّه ونفعه ، فإن رآه صحيحاً لايترتّب عليه شي‌ء من المفاسد آجلاً وعاجلاً ، تكلّم به ، وإن رأى خلاف ذلك ، أمسك عنه ».

(٦). في تحف العقول : « فيما ينفعه ». وفيشرح المازندراني : « فيما يعنيه ، أي يهمّه ، أو يقصده ؛ من عنيتُ به ، أي اهتممت واشتغلت به ؛ أو من عنيتُ فلاناً ، أي قصدته ». وراجع أيضاً :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٠٥ ؛المصباح المنير ، ص ٤٣٤.

(٧).الزهد ، ص ٦٤ ، ح ٤ ، عن محمّد بن سنان ، عن جعفر بن إبراهيم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالخصال ، ص ٥٢٥ ، أبواب العشرين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٣٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٥٤٠ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ٢ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .نهج البلاغة ، ص ٥٣٦ ، الحكمة ٣٤٩ ، مع زيادة في أوّله ؛تحف العقول ، ص ٨٩ ، ضمن الحديث الطويل ؛وفيه ، ص ١٠٠ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٩٦ ، ح ١٦٠٧٢ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٦ ، ح ٨٣.

٣٠١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي حِكْمَةِ(١) آلِ دَاوُدَ : عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَارِفاً بِزَمَانِهِ(٢) ، مُقْبِلاً عَلى شَأْنِهِ ، حَافِظاً لِلِسَانِهِ ».(٣)

١٨٤٠/ ٢١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَزَالُ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ(٤) يُكْتَبُ مُحْسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً ، فَإِذَا تَكَلَّمَ كُتِبَ(٥) مُحْسِناً أَوْ مُسِيئاً ».(٦)

٥٧ - بَابُ الْمُدَارَاةِ (٧)

١٨٤١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١). في مرآة العقول والبحار : « حكم ».

(٢). في الوسائل والفقيه : « بأهل زمانه ».

(٣).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ح ٥٩٠٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ؛الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكتمان ، ح ٢٢٧٣ ، بسند آخر عن الرضا ، عن أبي جعفرعليهما‌السلام ، وفيه : « في حكمة آل داود : ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه ، مقبلاً على شأنه ، عارفاً بأهل زمانه » ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيالخصال ، ص ٥٢٥ ، أبواب العشرين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٣٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٥٤٠ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ٢ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حكاية عن صحف إبراهيمعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٩١ ، ح ١٦٠٥٤ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٨٤.

(٤). في الفقيه وثواب الأعمال ، ص ١٧٨ : « الرجل المسلم » بدل « العبد المؤمن ».

(٥). في « ف » : « يكتب ». وفي ثواب الأعمال ، ص ١٧٨ : + « إمّا ».

(٦).ثواب الأعمال ، ص ١٩٦ ، ح ١ ؛وفيه ، ص ١٧٨ ، ح ٣ ؛ والخصال ، ص ١٥ ، باب الواحد ، ح ٥٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين بن رباط ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٦ ، ح ٥٨٤٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٣٢ ، مرسلاً.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٣٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨٤ ، ح ١٦٠٣١ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٨٥.

(٧). فيالوافي : « المداراة - غير مهموزة - : ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمال أذاهم لئلاّ ينفروا عنك. وقد تهمز ».

٣٠٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَتِمَّ(١) لَهُ عَمَلٌ : وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللهِ ، وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ ، وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ(٢) ».(٣)

١٨٤٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ جَعْفَراًعليه‌السلام يَقُولُ : « جَاءَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ : دَارِ خَلْقِي ».(٤)

١٨٤٣/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ - فِيمَا نَاجَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ(٥) عليه‌السلام - : يَا مُوسَى ، اكْتُمْ مَكْتُومَ(٦) سِرِّي فِي سَرِيرَتِكَ ، وَأَظْهِرْ فِي عَلَانِيَتِكَ الْمُدَارَاةَ عَنِّي(٧) لِعَدُوِّي وَعَدُوِّكَ مِنْ خَلْقِي ،..............................................

__________________

(١). في المحاسن والخصال ، ص ١٢٤ : « لم يقم ».

(٢). في « ب » : « الجهل » بدل « جهل الجاهل ».

(٣).المحاسن ، ص ٦ ، كتاب القرائن ، ح ١٣ ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الخصال ، ص ١٢٤ ، باب الثلاثة ، ح ١٢١ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره. وورد مع اختلاف في هذه المصادر :الخصال ، ص ١٤٥ ، باب الثلاثة ، ح ١٧٢ ؛التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٤٥ ، ح ١٥٤٩ ، وفيهما بسند آخر ؛الكافي ، كتاب الحجّ ، باب الوصيّة ، ح ٦٩٩٦ ؛الخصال ، ص ١٤٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٨٠ ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة من دون الإسناد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٤ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٧ ، ح ١٠٤.

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤١ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٣ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢١٣ ، ح ٤٢ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٣٨ ، ح ١٠٥. (٥). في«ص ، ف ، بف» والوافي : - « بن عمران ».

(٦). فيالأمالي للصدوق والمفيد : « مكنون ».

(٧). فيالوافي : « لـمّا كان أصل الدرء الدفع وهو مأخوذ في المداراة عُدّيت بعن ».

٣٠٣

وَلَا تَسْتَسِبَّ(١) لِي عِنْدَهُمْ بِإِظْهَارِ مَكْتُومِ(٢) سِرِّي : فَتَشْرَكَ(٣) عَدُوَّكَ وَعَدُوِّي(٤) فِي سَبِّي(٥) ».(٦)

١٨٤٤/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ(٧) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ(٨) الْفَرَائِضِ ».(٩)

١٨٤٥/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ(١٠) مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١١) ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِيمَانِ ،

__________________

(١). فيالأمالي للصدوق : « ولا تستبّ » ، وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « ولا تسبب ». ولا تستسبّ له ، أي لا تُعرِّضْه للسَّبّ وتجرُّه إليه. والمراد : لاتطلب سبّي ، فإنّ من لم يفهم السرّ يسبّ من تكلّم به. فتشرك ، أي تكون شريكاً له ؛ لأنّك أنت الباعث له عليه. راجع :الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٠ ( سبب ).

(٢). فيالأمالي للصدوق والمفيد : « بإظهارك مكنون ».

(٣). يجوز في الكلمة هيئة الإفعال على بُعدٍ.

(٤). في « بر ، بف » : « عدوّي وعدوّك ».

(٥). في « ص » : « سرّي ».

(٦).الأمالي للصدوق ، ص ٢٥٤ ، المجلس ٤٤ ، ح ٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ؛الأمالي للمفيد ، ص ٢١٠ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤٦ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، وفيهما مع زيادة.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٨ ، ح ١٠٦.

(٧). في « بر » والوسائل : - « عن حمزة بن بزيع ». ولعلّه ناشٍ من جواز النظر من « بزيع » الأوّل إلى « بزيع » الثاني المستتبع للسقط. (٨). في الأمالي : « بإقامة ».

(٩).معاني الأخبار ، ص ٣٨٥ ، ضمن الحديث الطويل ٢٠ ، بسند آخر.الأمالي للطوسي ، ص ٤٨١ ، المجلس ١٧ ، ذيل ح ١٩ ؛وفيه ، ص ٥٢١ ، المجلس ١٨ ، ح ٥٧ ، وتمام الرواية فيه : « إنّا اُمرنا معاشر الأنبياء بمداراة الناس كما اُمرنا بإقامة الفرائض » ، وفيهما بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٨ ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٨ ، وفيهما مع اختلاف.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٣ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨١ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢١٣ ، ح ٤٣ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٤٠ ، ح ١٠٧.

(١٠). في « ز » : « بن ». وهو سهو ؛ فقد روى هارون بن مسلم كتب مسعدة بن صدقة وروايته عنه في الأسناد كثيرة جدّاً. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤١٥ ، الرقم ١١٠٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٤٠٥ - ٤٠٧.

(١١). من قوله : « قال رسول الله » في الحديث السابق إلى هنا لم يرد في « ب ». ولعلّه سقط من الناسخ.

٣٠٤

وَالرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعَيْشِ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « خَالِطُوا الْأَبْرَارَ سِرّاً ، وَخَالِطُوا الْفُجَّارَ جِهَاراً(١) ، وَلَا تَمِيلُوا عَلَيْهِمْ(٢) فَيَظْلِمُوكُمْ ؛ فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَايَنْجُو فِيهِ(٣) مِنْ ذَوِي الدِّينِ إِلَّا مَنْ ظَنُّوا أَنَّهُ أَبْلَهُ(٤) ، وَصَبَّرَ(٥) نَفْسَهُ عَلى أَنْ يُقَالَ(٦) : إِنَّهُ أَبْلَهُ لَاعَقْلَ لَهُ ».(٧)

١٨٤٦/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٨) ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ قَوْماً مِنَ النَّاسِ(٩) قَلَّتْ مُدَارَاتُهُمْ لِلنَّاسِ ، فَأُنِفُوا(١٠)

__________________

(١). في « ز ، ص ، ف » والوافي : « جهراً ».

(٢). قال فيمرآة العقول : « لا تميلوا عليهم ، على بناء المجرّد ، والتعدية بعلى للضرر ، أي لاتعارضوهم إرادةللغلبة وقيل : هو على بناء الإفعال والتفعيل ، أي لا تعارضوهم لتميلوهم من مذهب إلى مذهب آخر ، وهو تكلّف وإن كان أنسب بما بعده ». (٣). في شرح المازندراني : - « فيه ».

(٤). بَلِهَ بَلَهاً : ضَعُف عقله فهو أبله.المصباح المنير ، ص ٦١ ( بله ).

(٥). يجوز في « صبر » التجريد والتثقيل ؛ فإنّ المجرّد منه يستعمل لازماً ومتعدّياً. يقال : صَبَرْتُ ، أي حبستُ النفس عن الجزع ، وصَبَرْتُ زيداً وصبّرته ، أي حملته على الصبر بوعد الأجر ، أو قلت له : اصبر. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٢٣مرآة العقول ، ج ؛ ٨ ، ص ٢٣٠.

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : + « [ له ] ».

(٧).تحف العقول ، ص ٤٢ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « الرفق بهم نصف العيش ». وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرفق ، ح ١٨٥٧ ، ومصادره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠١ ، ح ١٦٠٨٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٤٠ ، ح ١٠٨. (٨). في الوسائل : « أصحابنا ».

(٩). في الوسائل : - « من الناس ». وفي الخصال : « قريش ».

(١٠). في « ب ، ج ، د ، ز ، ض » وشرح المازندراني والوسائل : « فاُلِقوا ». وفي الخصال : « فنفوا ». وقال فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : فأنفوا من قريش ، كذا في أكثر النسخ ، وكأنّه على بناء الإفعال مشتقّاً من النفي بمعنى الانتفاء ؛ فإنّ النفي يكون لازماً ومتعدّياً ، لكن هذا البناء لم يأت في اللغة. أو هو على بناء المفعول من أنف ، من قولهم : أَنَفَهُ يَأْنِفُهُ ويَأْنُفُهُ : ضرب أنفه ، فيدلّ على النفي مع مبالغة فيه ، وهو أظهر وأبلغ. وقيل : كأنّه صيغة مجهول من الأنفة بمعنى الاستنكاف ؛ إذ لم يأت الإنفاء بمعنى النفي ؛ انتهى. وأقول : هذا أيضاً لا يستقيم ؛ لأنّ الفساد مشترك ؛ إذ لم يأت أنف بهذا المعنى على بناء المجهول فإنّه يقال : أنف منه كفرح أنفاً وأنفةً : استنكف. وفي كثير من النسخ : فألقوا ، أي أخرجوا وأطرحوا منهم. وفيالخصال : فنفوا. وهو أظهر ».

٣٠٥

مِنْ قُرَيْشٍ ، وَايْمُ اللهِ مَا كَانَ بِأَحْسَابِهِمْ بَأْسٌ ، وَإِنَّ قَوْماً مِنْ غَيْرِ(١) قُرَيْشٍ(٢) حَسُنَتْ مُدَارَاتُهُمْ ، فَأُلْحِقُوا بِالْبَيْتِ الرَّفِيعِ ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « مَنْ كَفَّ يَدَهُ عَنِ النَّاسِ ، فَإِنَّمَا يَكُفُّ عَنْهُمْ يَداً وَاحِدَةً ، وَيَكُفُّونَ عَنْهُ أَيْدِيَ(٣) كَثِيرَةً ».(٤)

٥٨ - بَابُ الرِّفْقِ‌

١٨٤٧/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ قُفْلاً ، وَقُفْلُ الْإِيمَانِ الرِّفْقُ(٥) ».(٦)

١٨٤٨/ ٢. وَبِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « مَنْ قُسِمَ لَهُ الرِّفْقُ ، قُسِمَ لَهُ الْإِيمَانُ ».(٧)

__________________

(١). في « ف » وشرح المازندراني والوافي : - « غير ».

(٢). في الخصال : « غيرهم » بدل « غير قريش ».

(٣). كذا في النسخ والمطبوع. وفي الكافي ، ح ٣٦٣٠ : « أيدياً » وهو الصحيح. وفي الخصال : « أيادي ».

(٤).الكافي ، كتاب العشرة ، باب التحبّب إلى الناس والتودّد إليهم ، ح ٣٦٣٠ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « من كفّ يده عن الناس » ؛الخصال ، ص ١٧ ، باب الواحد ، ح ٦٠ ، بسنده عن محمّد بن سنان. وفيالزهد ، ص ١٠٣ ، ضمن ح ١٠١ ؛ والكافي ، كتاب الايمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ضمن ح ١٩٩٢ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٣٤٧ ، المجلس ١٢ ، ضمن ح ٥٧ ، بسند آخر عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، من قوله : « من كفّ يده عن الناس » ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠١ ، ح ١٦٠٨٦ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٤١ ، ح ١٠٩.

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٣٣ : « الرفق ، وهو لين الجانب والرأفة وترك العنف والغلظة في الأفعال والأقوال على الخلق في جميع الأحوال ، سواء صدر عنهم بالنسبة إليه خلاف الآداب أو لم يصدر. ففيه تشبيه الإيمان بالجوهر النفيس الذي يعتنى بحفظه ، والقلب بخزانته ، والرفق بالقفل ؛ لأنّه يحفظه عن خروجه وطريان المفاسد عليه ، فإنّ الشيطان سارق الإيمان ، ومع فتح القفل وترك الرفق يبعث الإنسان على اُمور من الخشونة والفحش والقهر والضرب ، وأنواع الفساد وغيرها من الاُمور التي توجب نقص الإيمان أو زواله ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٥ ، ح ٢٠.

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٨٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٦ ، ح ٢١.

٣٠٦

١٨٤٩/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ يَحْيَى(١) الْأَزْرَقِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، فَمِنْ رِفْقِهِ بِعِبَادِهِ تَسْلِيلُهُ(٢) أَضْغَانَهُمْ وَمُضَادَّتَهُمْ(٣) لِهَوَاهُمْ(٤) وَقُلُوبِهِمْ(٥) ، وَمِنْ رِفْقِهِ بِهِمْ أَنَّهُ يَدَعُهُمْ عَلَى الْأَمْرِ يُرِيدُ إِزَالَتَهُمْ عَنْهُ رِفْقاً بِهِمْ لِكَيْلَا يُلْقِيَ(٦) عَلَيْهِمْ عُرَى الْإِيمَانِ(٧) وَمُثَاقَلَتَهُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ، فَيَضْعُفُوا ، فَإِذَا أَرَادَ ذلِكَ(٨) ، نَسَخَ الْأَمْرَ بِالْآخَرِ(٩) ، فَصَارَ مَنْسُوخاً ».(١٠)

١٨٥٠/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « ب » : - « عن يحيى » ، ووجه سقوطه ظاهر بعد ما أشرنا إليه غير مرّة من جواز النظر من لفظ إلى لفظ مشابه آخر.

(٢). « السَّلّ » : انتزاعك الشي‌ء وإخراجه بالرفق.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٨٦٨ ( سلل ).

(٣). في « ض ، بف » : « ومضادّاتهم ». وفي « بر » : « ومضادّاته ». وفي حاشية « ز » والوافي : « ومضادّته ».

(٤). في « ب » : « أهواءهم ».

(٥). ذكر فيمرآة العقول في قولهعليه‌السلام : « ومضادّتهم لهواهم وقلوبهم » وجوهاً : منها : كونه عطفاً على « تسليله ». والمعنى : من لطفه بعباده المؤمنين أن جعل أهوية المخالفين والكافرين متضادّة مختلفة ، فلو كانوا مجتمعين متّفقين في الأهواء لأفنوا المؤمنين واستأصلوهم. أو المعنى : أنّه من لطفه جعل المضادّة بين هوى كلّ امرء وقلبه ، أي روحه وعقله ، فلو لم يكن القلب معارضاً للهوى لم يختر أحد الآخرة على الدنيا. ومنها : أن يكون المعنى : من رفقه أنّه أوجب عليهم التكاليف المضادّة لهواهم وقلوبهم ، لكن برفق ولين بحيث لم يشقّ عليهم ، بل إنّما كلّف عباده بالأوامر والنواهي متدرّجاً كيلا ينفروا ، كما أنّهم لمـّا كانوا اعتادوا بشرب الخمر نزلت أوّلاً آية تدلّ على مفاسدها ، ثمّ نهوا عن شربها قريباً من وقت الصلاة ، ثمّ عمّم وشدّد. وفي لفظ « المضادّة » إيماء إلى ذلك.

(٦). في « ب » : « تلقى ».

(٧). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « عرى الإسلام ».

(٨). في « ب ، د ، بف » وحاشية « ج ، ض » والوافي : + « الأمر ».

(٩). في « ب ، بف » وحاشية « ج » : « الآخر ». وفي الوافي : « نسخ الآخر ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « فإذا أراد ذلك الأمر نسخ بالآخر ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٦ ، ح ٢٢.

٣٠٧

مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ مُعَاذِ(١) بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الرِّفْقُ يُمْنٌ(٢) ، وَالْخُرْقُ(٣) شُؤْمٌ ».(٤)

١٨٥١/ ٥. عَنْهُ(٥) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(٦) : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَ(٧) يُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَايُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ».(٨)

١٨٥٢/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي‌عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلى شَيْ‌ءٍ(٩) إِلَّا‌

__________________

(١). في « ص » : « معاوية » ، وقد تقدّمت فيالكافي ، ح ١٨٠٨ رواية معاوية بن وهب عن مُعاذ بن مسلم. ولانعرف راوياً بعنوان معاوية بن مسلم مذكوراً في مصادرنا.

(٢). « اليُمن » : البَرَكة ، وضدّه الشُّؤم.النهاية ، ج ٥ ، ص ٣٠٢ ( يمن ).

(٣). « الخَرَق » بالتحريك : ضدّ الرفق ، وأن لايحسن الرجل العمل والتصرّف في الاُمور ، والاسم : الخرق ، بضمّ الخاء وسكون الراء. وقال ابن الأثير : « الخُرق - بالضمّ - : الجهل والحُمق ».النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦ ؛المصباح المنير ، ص ١٦٧ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٦٨ ( خرق ).

(٤).الزهد ، ص ٩٢ ، ح ٧٢ ، بسنده عن معاذ بن مسلم.الغارات ، ص ١٢١ ، عن سهل بن سعد ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفيه : « وارفق بالخاصّة والعامّة ، فإنّ الرفق يمن » ، مع زيادة في أوّله وآخره.تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٥٠ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٩٨ ، ح ٢٧٤٢ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٩ ، ح ٢٣.

(٥). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد عيسى المذكور في السند السابق.

(٦). في « ص » : + « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٧). في « ف » : - « و ».

(٨).الزهد ، ص ٩١ ، ح ٦٩ ، عن عليّ بن النعمان ، عن عَمروِ بن شَمِر ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « إنّ الله رفيق يعطي الثواب ويحبّ كلّ رفيق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٥١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٤.

(٩). في الكافي ، ح ٣٦٥٨ : + « قطّ ».

٣٠٨

زَانَهُ(١) ، وَلَا نُزِعَ(٢) مِنْ شَيْ‌ءٍ(٣) إِلَّا شَانَهُ(٤) ».(٥)

١٨٥٣/ ٧. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :

رَفَعَهُ إِلَى(٦) النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : « إِنَّ فِي(٧) الرِّفْقِ الزِّيَادَةَ وَالْبَرَكَةَ ، وَمَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ».(٨)

١٨٥٤/ ٨. عَنْهُ(٩) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١٠) ، قَالَ : « مَا زُوِيَ الرِّفْقُ عَنْ أَهْلِ بَيْتٍ إِلَّا زُوِيَ عَنْهُمُ الْخَيْرُ ».(١١)

١٨٥٥/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَلّى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَرْقَمَ الْكُوفِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ(١٢) أُعْطُوا حَظَّهُمْ مِنَ الرِّفْقِ ، فَقَدْ وَسَّعَ‌

__________________

(١). زان الشي‌ء صاحبَه زَيناً ، وأزانه إزانةً. والاسم : الزينة. المصباح المنير ، ص ٢٦١ ( زين ).

(٢). في « د » : « ولا ينزع ».

(٣). في الكافي ، ح ٣٦٥٨ : « ولم يرتع عنه قطّ » بدل « ولا نزع من شي‌ء ».

(٤). « الشَّينُ » : العيب ، وقد شانه يشينه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ( شين ).

(٥).الكافي ، كتاب العشرة ، باب التسليم على أهل الملل ، ح ٣٦٥٨ ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيالجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره.تحف العقول ، ص ٤٧ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٢ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٩٨ ، ح ٢٧٤١ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٥.

(٦). في الوسائل : « عن ».

(٧). في « ز » : - « في ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٦ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٦.

(٩). الظاهر البدوي من السند رجوع الضمير إلى إبراهيم بن هاشم ، والد عليّ المذكور في السند السابق ، لكنّه يأتي فيالكافي ، ح ٣٥٣٠ ، عدم ثبوت هذه الظاهرة في أسنادالكافي . فلا يبعد سقوط « عن أبيه » من سندنا هذا.

(١٠). في الوافي : « عنه ، عن عمرو بن أبي المقدام رفعه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله » بدل « عنه - إلى - أبي عبداللهعليه‌السلام ».

(١١).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٧.

(١٢). في « ص » : « البيت ».

٣٠٩

اللهُ عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ ، وَالرِّفْقُ فِي تَقْدِيرِ الْمَعِيشَةِ خَيْرٌ مِنَ السَّعَةِ فِي الْمَالِ ، وَالرِّفْقُ لَا يَعْجِزُ عَنْهُ شَيْ‌ءٌ ، وَالتَّبْذِيرُ لَايَبْقى مَعَهُ شَيْ‌ءٌ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ(١) ».(٢)

١٨٥٦/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي - وَجَرى بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ كَلَامٌ فَقَالَ لِيَ - : « ارْفُقْ بِهِمْ ؛ فَإِنَّ(٣) كُفْرَ أَحَدِهِمْ(٤) فِي غَضَبِهِ ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ كُفْرُهُ فِي غَضَبِهِ ».(٥)

١٨٥٧/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى(٦) عليه‌السلام ، قَالَ : « الرِّفْقُ نِصْفُ الْعَيْشِ ».(٧)

١٨٥٨/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعِينُ عَلَيْهِ ،

__________________

(١). فيالوافي : « لعلّ المراد بهذه الأخبار أنّ الرفق يصير سبباً للتوسّع في الرزق والزيادة فيه ، وفي الرفق الخير والبركة ، وأنّ الرفق مع التقدير في المعيشة خيرٌ من الخرق في سعة من المال ، والرفيق يقدر على كلّ ما يريد ، بخلاف الأخرق. والسرّ فيه أنّ الناس إذا رأوا من أحد الرفق أحبّوه وأعانوه ، وألقى الله له في قلوبهم العطف والودّ ، فلم يدعوه يتعب أو يتعسّر عليه أمره ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨١ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٨.

(٣). في « ج » : « إنّ ».

(٤). في « ب » وحاشية « بف » والوافي : « أحدكم ». وفي « ج » : « أحد ».

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦١ ، ح ٢٩.

(٦). في « ب ، ج ، ز ، ص ، ف ، بف ، جر » : - « موسى ».

(٧).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل القصد ، ح ٦٢١٩ ، مع زيادة في آخره.وفيه ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المداراة ، ضمن ح ١٨٤٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيتحف العقول ، ص ٤٢ ؛ وص ٥٦ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٣ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٢ ، ح ٣٠.

٣١٠

فَإِذَا رَكِبْتُمُ الدَّوَابَّ(١) الْعُجْفَ(٢) فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا ، فَإِنْ(٣) كَانَتِ الْأَرْضُ مُجْدِبَةً(٤) فَانْجُوا(٥) عَنْهَا(٦) ، وَإِنْ كَانَتْ مُخْصِبَةً(٧) فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا ».(٨)

١٨٥٩/ ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَوْ كَانَ الرِّفْقُ خَلْقاً يُرى ، مَا كَانَ مِمَّا(٩) خَلَقَ اللهُ شَيْ‌ءٌ أَحْسَنَ مِنْهُ ».(١٠)

١٨٦٠/ ١٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ‌

__________________

(١). في البحار : « الدابّة ». والتفريع بقوله : فإذا ركبتم ، للتنبيه على أنّ الرفق مطلوب حتّى مع الحيوانات.

(٢). في الفقيه : « العجاف ». و « العَجَف » : الهزال. والأعجف : المهزول ، وقد عَجِفَ. والاُنثى : عجفاء. والجمع : عجاف ، على غير قياس ، وعُجْف.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٩٩ ؛المعجم الوسيط ، ج ٢ ، ص ٥٨٥ ( عجف ).

(٣). في « ض » : « وإن ».

(٤). « الأرض الـمُجْدِبة » : هي التي تمسك الماء فلا تشربه سريعاً. وقيل : هي الأرض التي ليس بها قليل ولا كثير ولامرتع ولا كلأ ، وقيل : هي الأرض التي لا نبات بها ، مأخوذ من الجَدْب ، وهو القحط. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٥٧ ( جدب ).

(٥). النَّجاءُ : السرعة في السير ، والخلاص عن الشي‌ء ، يقال : نجا ينجو نَجاءً ، إذا أسرع ، ونجا من الأمر ، إذا خلص ، وأنجاه غيره. والمعنى : أسرعوا في السير ؛ لتخلصوا منها. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٠٦ ( نجا ) ؛شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٢٩.

(٦). في المحاسن : « فألحوا عليها » بدل « فانجوا عنها ». وفي البحار والفقيه : « عليها » بدل « عنها ».

(٧). « المخصبة » : نقيض المجدبة ، وقد مضى معناها ، من الخِصْب ، وهو نقيض الجَدْب ، وهوكثرة العُشْب ورفاغة العيش. وللمزيد راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٦ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ( خصب ).

(٨).المحاسن ، ص ٣٦١ ، كتاب السفر ، ح ٨٧ ، عن النوفلي.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٨٩ ، ح ٢٤٨٠ ، بسنده عن السكوني.الجعفريّات ، ص ١٥٩ ، مع زيادة في آخره ؛وفيه ، ص ١٥٠ ، وتمام الرواية فيه : « إنّ الله يحبّ الرفق ويعين عليه ، وذكر الحديث بطوله » ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٨ ؛الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٥١ ، ذيل ح ١٥٢٣٤ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٢ ، ح ٣١.

(٩). في الوافي : « من - خ ل » بدل « ممّا ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٣ ، ح ٣٢.

٣١١

بْنِ مَيْمُونٍ(١) ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَمِنْ رِفْقِهِ بِكُمْ تَسْلِيلُهُ(٢) أَضْغَانَكُمْ ، وَمُضَادَّةَ(٣) قُلُوبِكُمْ ، وَإِنَّهُ(٤) لَيُرِيدُ تَحْوِيلَ الْعَبْدِ عَنِ الْأَمْرِ ، فَيَتْرُكُهُ عَلَيْهِ حَتّى يُحَوِّلَهُ بِالنَّاسِخِ كَرَاهِيَةَ(٥) تَثَاقُلِ الْحَقِّ عَلَيْهِ ».(٦)

١٨٦١/ ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا اصْطَحَبَ اثْنَانِ إِلَّا كَانَ أَعْظَمُهُمَا أَجْراً وَأَحَبُّهُمَا إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَرْفَقَهُمَا بِصَاحِبِهِ(٧) ».(٨)

١٨٦٢/ ١٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٩) بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ كَانَ رَفِيقاً فِي أَمْرِهِ ، نَالَ مَا يُرِيدُ مِنَ النَّاسِ ».(١٠)

__________________

(١). في « ج ، ز ، ص ، ف ، بس » : - « بن ميمون ».

(٢). هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف ». وفي « ب » والمطبوع : « تسليل ». ولم يُر مجي‌ء التفعيل من‌السلّ.

(٣). في « ب ، ض » والوافي : « مضادّته ». وفيمرآة العقول : « كأنّ الأنسب هنا عطف مضادّة على أضغانكم ويحتمل أيضاً العطف على التسليل بالإضافة إلى المفعول ».

(٤). في « ج » : « فإنّه ». وفي « ص » : « فإنّه ليس ».

(٥). في « بر » : « كراهة ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٤٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٣ ، ح ٣٣.

(٧). في الفقيه : « لصاحبه ».

(٨).الكافي ، كتاب العشرة ، باب حسن الصحابة وحقّ الصاحب في السفر ، ح ٣٧٧٦. وفيالمحاسن ، ص ٣٥٧ ، كتاب السفر ، ح ٦٨ ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ، ح ٢٤٣٧ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٣٣ ، ح ١٥٨٦٠ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٩٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٤ ، ح ٣٤.

(٩). هكذا في النسخ والطبعة الحجريّة من الكتاب. وفي المطبوع : « فضيل ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٦١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٤ ، ح ٣٥.

٣١٢

٥٩ - بَابُ التَّوَاضُعِ‌

١٨٦٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(١) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ إِلى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابِهِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ لَهُ ، جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ ، وَعَلَيْهِ خُلْقَانُ الثِّيَابِ(٢) ». قَالَ : « فَقَالَ جَعْفَرٌ(٣) : فَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِينَ رَأَيْنَاهُ عَلى(٤) تِلْكَ الْحَالِ ، فَلَمَّا(٥) رَأى مَا بِنَا وَتَغَيُّرَ وُجُوهِنَا ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي نَصَرَ مُحَمَّداً وَأَقَرَّ عَيْنَهُ(٦) ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ؟ فَقُلْتُ : بَلى أَيُّهَا الْمَلِكُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ جَاءَنِي(٧) السَّاعَةَ مِنْ نَحْوِ(٨) أَرْضِكُمْ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِي(٩) هُنَاكَ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَدْ(١٠) نَصَرَ نَبِيَّهُ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَهْلَكَ عَدُوَّهُ ، وَأُسِرَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ(١١) ، الْتَقَوْا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ : بَدْرٌ ، كَثِيرِ الْأَرَاكِ(١٢) ، لَكَأَنِّي(١٣) أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَيْثُ كُنْتُ أَرْعى لِسَيِّدِي‌

__________________

(١). الظاهر زيادة « عن أبيه » في السند ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٨.

(٢). فيشرح المازندراني : « الخلقان الثوب ». و « الخُلْقان » : جمع الخَلَق ، وهو البالي.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٧٢ ( خلق ).

(٣). في « ز » : « أبو جعفر ». وفي « ف » : + « بن محمّد ».

(٤). في « ج » وحاشية « ض ، ف ، بر » : « في ».

(٥). فيالأمالي للمفيد : + « أن ».

(٦). في « ص ، ف » : « عينيه ». وفيالأمالي للمفيد والطوسي : « عينيّ به ».

(٧). فيالأمالي للمفيد والطوسي : « جاء في » بدل « جاءني ».

(٨). في « ف » : « من » بدل « الساعة من نحو ».

(٩). في « ز » : « عيون ». والعين : الجاسوس والديدبان. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٧٠ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣١ ( عين ). (١٠). في « ز ، ص ، ف » : - « قد ».

(١١). في « ز ، ف » : - « فلان ». وفي حاشية « د » : + « وفلان ». وفيالأمالي للمفيد والطوسي : + « وقتل فلان وفلان وفلان ».

(١٢). « الأراك » : شجر من الحَمْض يستاك بقُضبانه. والواحدة : أراكة ، له حَمل كعناقيد العنب ، واسمه : الكَباث ، وإذانضج يُسمن الـمَرْد.المصباح المنير ، ص ١٢ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٤٠ ( أرك ).

(١٣) في « ب ، ف » : « فكأنّي ». وفيالوافي : « وقوله : لكأنّي أنظر إليه ، إمّا من كلام النجاشي ، أو حكاية كلام العين ».

٣١٣

هُنَاكَ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي(١) ضَمْرَةَ.

فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : أَيُّهَا الْمَلِكُ(٢) ، فَمَا لِي أَرَاكَ جَالِساً عَلَى التُّرَابِ ، وَعَلَيْكَ هذِهِ الْخُلْقَانُ؟ فَقَالَ لَهُ(٣) : يَا جَعْفَرُ ، إِنَّا نَجِدُ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلى عِيسىعليه‌السلام أَنَّ مِنْ حَقِّ اللهِ عَلى عِبَادِهِ أَنْ يُحْدِثُوا لَهُ(٤) تَوَاضُعاً(٥) عِنْدَ مَا يُحْدِثُ لَهُمْ مِنْ(٦) نِعْمَةٍ(٧) ، فَلَمَّا أَحْدَثَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِي نِعْمَةً بِمُحَمَّدٍ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أَحْدَثْتُ لِلّهِ هذَا التَّوَاضُعَ(٩)

فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ : إِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ صَاحِبَهَا كَثْرَةً ، فَتَصَدَّقُوا ؛ يَرْحَمْكُمُ اللهُ ، وَإِنَّ التَّوَاضُعَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفْعَةً ، فَتَوَاضَعُوا ؛ يَرْفَعْكُمُ اللهُ(١٠) ، وَإِنَّ الْعَفْوَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ عِزّاً ، فَاعْفُوا ؛ يُعِزَّكُمُ اللهُ ».(١١)

١٨٦٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكَيْنِ مُوَكَّلَيْنِ بِالْعِبَادِ ، فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَاهُ ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَاهُ ».(١٢)

__________________

(١). في « ز » : - « بني ».

(٢). فيالأمالي للمفيد والطوسي : + « الصالح ».

(٣). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بف » والوافي : - « له ».

(٤). في البحار والأمالي للمفيد والطوسي : - « له ».

(٥). في « ز » : « به تواضعاً له » بدل « له تواضعاً ».

(٦). في « ز ، ف » : - « من ».

(٧). فيالأمالي للمفيد : « النعمة ».

(٨). في « ز ، بر » والوافي : « محمّد ».

(٩). في « ض » : + « قال ».

(١٠). في البحار : « يرحمكم الله ».

(١١).الأمالي للمفيد ، ص ٢٣٨ ، المجلس ٢٨ ، ح ٢ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٤ ، المجلس ١ ، ح ١٨ ، بسند آخر عن هارون بن مسلم بن سعدان ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام .الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب العفو ، ح ١٧٩٢ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : « وإنّ العفو يزيد صاحبه عزّاً » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٧ ، ح ٢٣٦٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٤ ، ح ٢٣.

(١٢).الزهد ، ص ١٣٠ ، ح ١٦٦ ، عن ابن أبي عمير.المحاسن ، ص ١٢٣ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٣٧ ، مرسلاً عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧٢ ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٣ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٦ ، ح ٢٤.

٣١٤

١٨٦٥/ ٣. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(١) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَشِيَّةَ خَمِيسٍ فِي مَسْجِدِ قُبَا ، فَقَالَ : هَلْ مِنْ شَرَابٍ؟ فَأَتَاهُ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ(٢) الْأَنْصَارِيُّ بِعُسِّ(٣) مَخِيضٍ(٤) بِعَسَلٍ ، فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلى فِيهِ نَحَّاهُ ، ثُمَّ(٥) قَالَ : شَرَابَانِ يُكْتَفى بِأَحَدِهِمَا مِنْ صَاحِبِهِ ، لَا أَشْرَبُهُ ، وَلَا أُحَرِّمُهُ ، وَلكِنْ أَتَوَاضَعُ لِلّهِ ؛ فَإِنَّ(٦) مَنْ تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَهُ اللهُ(٧) ، وَمَنْ تَكَبَّرَ خَفَضَهُ اللهُ ، وَمَنِ اقْتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ(٨) رَزَقَهُ اللهُ ، وَمَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللهُ ، وَمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ(٩) أَحَبَّهُ اللهُ ».(١٠)

١٨٦٦/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ دَاوُدَ الْحَمَّارِ(١١) :

__________________

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

(٢). في الزهد : « خولة ».

(٣). « العُسّ » : القدح الكبير. والجمع : عِساس ، وربّما قيل : أعساس.المصباح المنير ، ص ٤٠٩ ( عسس ).

(٤). في الزهد : « بعُسّ من لبن مخيض ». وخاض الشراب : خَلَطَه.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٦٩ ( خاض ).

(٥). في « ص » : - « ثمّ ».

(٦). في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، بر » والزهد : « فإنّه ». وفي « ج » : « إنّه ».

(٧). في « ف » : - « الله ».

(٨). في « ج ، ز » : « معيشة ».

(٩). في الزهد : « ذكر الله ».

(١٠).الزهد ، ص ١٢٤ ، ح ١٥١ ، عن محمّد بن أبي عمير.الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل القصد ، ح ٦٢١٨ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « من اقتصد في معيشته رزقه الله ، ومن بذّر حرمه الله » ؛المحاسن ، ص ٤٠٩ ، كتاب المآكل ، ح ١٣٣ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « ولكن أتواضع لله » ، مع اختلاف ؛كامل الزيارات ، ص ٢٧٠ ، الباب ٨٨ ، ذيل الحديث الطويل ١٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « من تواضع لله‌رفعه الله ، ومن تكبّر وضعه الله » ؛الأمالي للطوسي ، ص ٥٦ ، المجلس ٢ ، ح ٤٩ ، وتمام الرواية فيه : « ما تواضع أحد إلّارفعه الله » ؛وفيه ، ص ١٨٢ ، المجلس ٧ ، ضمن الحديث الطويل ٨ ، وتمامه فيه : « ومن تواضع لله‌رفعه الله » ، وفيهما بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٦ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ج ٢٣٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٧ ، ح ٢٠٥٠٥ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ٦٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٢٦ ، ح ٢٥.

(١١). في « بر » : « الحمّاز ». وفي حاشية « ج ، بف » : « الجمّاز ». وداود هذا ، هو داود بن سليمان الحَمّار. راجع : =

٣١٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، مِثْلَهُ(١) وَقَالَ : « مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللهِ ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي جَنَّتِهِ(٢) ».(٣)

١٨٦٧/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَذْكُرُ أَنَّهُ : « أَتى رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَلَكٌ(٤) ، فَقَالَ : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يُخَيِّرُكَ أَنْ تَكُونَ(٥) عَبْداً رَسُولاً مُتَوَاضِعاً(٦) ، أَوْ مَلِكاً رَسُولاً ».

قَالَ(٧) : « فَنَظَرَ إِلى جَبْرَئِيلَ(٨) ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ : أَنْ تَوَاضَعْ ، فَقَالَ : عَبْداً مُتَوَاضِعاً رَسُولاً(٩) ، فَقَالَ الرَّسُولُ(١٠) : مَعَ أَنَّهُ لَايَنْقُصُكَ مِمَّا عِنْدَ رَبِّكَ شَيْئاً » قَالَ(١١) : « وَمَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ(١٢) ».(١٣)

__________________

=رجال النجاشى ، ص ١٦٠ ، الرقم ٤٢٣ ؛رجال الطوسي ، ص ٢٠٢ ، الرقم ٢٥٧٣.

(١). في « ج ، بر » : + « قال ». وفي « بس » : - « مثله ». وفي الوسائل والكافي ، ح ٣٢٠٢ : - « مثله و ».

(٢). فيمرآة العقول : « أي آواه تحت قصورها وأشجارها ، أو وقع عليه ظلّ رحمته ، أو أدخله في كنفه وحمايته ، كما يقال : فلان في ظلّ فلان ».

(٣).الكافي ، كتاب الدعاء ، باب ذكر الله عزّ وجلّ كثيراً ، ح ٣٢٠٢.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٥ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٥٦ ، ح ٨٩٩٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٧ ، ح ٢٦.

(٤). في « ص » : - « ملك ». وفي حاشية « ز » : « جبرئيلعليه‌السلام ».

(٥). في « ز » : - « أن تكون ». (٦).في«ص»:«يخيّرك عبداًرسولاً»بدل«فقال:إنّ الله-إلى-متواضعاً».

(٧). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٤٨ : « أي قال أبو جعفرعليه‌السلام : فنظر الرسول إلى جبرئيل ويحتمل أن يكون‌المستتر في « قال » راجعاً إلى الرسول ، و « إليّ » بالتشديد. وكأنّ الأوّل أظهر ».

(٨). فيالوافي : « فنظر إلى جبرئيل كأنّه يستشيره. وهذه الجملة وما بعدها معترضة ».

(٩). في « ص » والوافي : - « متواضعاً ». وفي « ف » : « عبداً رسولاً متواضعاً ».

(١٠). فيالوافي : « فقال الرسول ، يعني الملك ».

(١١). في « ب » : « وقال ».

(١٢). فيالمرآة : « قال ومعه ، أي قال أبوجعفرعليه‌السلام وكان مع الملك عند تبليغ هذه الرسالة المفاتيح أتى بها ليعطيه إيّاها إن اختار الملك. ويحتمل أن يكون ضمير « قال » راجعاً إلى الملك ، ومفعول القول محذوفاً ، والواو في قوله : « ومعه » للحال ، أي قال ذلك ومعه المفاتيح. وقيل : ضمير « قال » راجع إلى الرسول ، أي قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أقبل وإن كان معه المفاتيح. ولا يخفى ما فيه ».

(١٣)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٧ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، =

٣١٦

١٨٦٨/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ تَرْضى بِالْمَجْلِسِ دُونَ الْمَجْلِسِ(١) ، وَأَنْ تُسَلِّمَ عَلى مَنْ تَلْقى ، وَأَنْ تَتْرُكَ الْمِرَاءَ(٢) وَإِنْ كُنْتَ مُحِقّاً ، وَ(٣) لَاتُحِبَّ أَنْ تُحْمَدَ عَلَى التَّقْوى».(٤)

١٨٦٩/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى مُوسىعليه‌السلام : أَنْ يَا مُوسى ، أَتَدْرِي لِمَ(٥) اصْطَفَيْتُكَ بِكَلَامِي(٦) دُونَ خَلْقِي؟ قَالَ(٧) : يَا رَبِّ ، وَلِمَ ذَاكَ؟ » قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِلَيْهِ : يَا مُوسى(٨) ، إِنِّي قَلَّبْتُ عِبَادِي ظَهْراً لِبَطْنٍ ، فَلَمْ أَجِدْ فِيهِمْ أَحَداً أَذَلَّ لِي نَفْساً(٩) مِنْكَ ؛ يَا مُوسى ، إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ وَضَعْتَ خَدَّكَ(١٠) عَلَى التُّرَابِ - أَوْ‌

__________________

= ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٣ ، ح ٢٠٤٩٦ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ٦٥ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٢٨ ، ح ٢٧.

(١). في المعاني : « المجالس ».

(٢). ماريتُه اماريه مماراة ومِراءً : جادَلتُه.المصباح المنير ، ص ٥٧٠ ( مرى ).

(٣). هكذا في جميع النسخ والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار والمعاني. وفي المطبوع : + « أن ».

(٤).معاني الأخبار ، ص ٣٨١ ، ح ٩ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام . وفيالكافي ، كتاب العشرة ، باب التسليم ، ح ٣٦٤٥ ؛ والخصال ، ص ١١ ، باب الواحد ، ح ٣٩ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيهما : « من التواضع أن تسلّم على من لقيت ».الجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٤٨٧ ، عن العسكريعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « من التواضع السلام على كلّ من تمرّ به ، والجلوس دون شرف المجلس ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧١ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٥٧٧٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٩ ، ح ٢٨.

(٥). في البحار والعلل : « لما ».

(٦). في العلل : « لكلامي ».

(٧). في « ض » : + « موسى ».

(٨). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « أن يا موسى ». وفي الوسائل والعلل : - « يا موسى ».

(٩). في « ب ، ج د ، ض » والوافي : « أذلّ نفساً لي ». وفي « ز » : « أذلّ نفساً » بدون « لي ». وفي « ف » : « أذلّ بي نفساً ».

(١٠). في الوسائل والعلل : « خدّيك ».

٣١٧

قَالَ : عَلَى الْأَرْضِ - ».(١)

١٨٧٠/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَرَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - عَلَى الْمُجَذَّمِينَ(٢) وَهُوَ رَاكِبٌ(٣) حِمَارَهُ وَهُمْ يَتَغَدَّوْنَ(٤) ، فَدَعَوْهُ إِلَى الْغَدَاءِ(٥) ، فَقَالَ : أَمَا إِنِّي(٦) لَوْ لَا أَنِّي(٧) صَائِمٌ لَفَعَلْتُ ، فَلَمَّا صَارَ إِلى مَنْزِلِهِ أَمَرَ بِطَعَامٍ ، فَصُنِعَ(٨) ، وَأَمَرَ أَنْ يَتَنَوَّقُوا(٩) فِيهِ ، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَتَغَدَّوْا(١٠) عِنْدَهُ ، وَتَغَدّى(١١) مَعَهُمْ ».(١٢)

١٨٧١/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ :

__________________

(١).علل الشرائع ، ص ٥٦ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ بن يقطين ، عن رجل ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩٧٥ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧١ ، مع اختلاف وزيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٩ ، ح ٢٣٦٧ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٠ ، ح ٨٥٧٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٩ ، ح ٢٩.

(٢). في « ب » وحاشية « ف » : « مجذّمين ». وفي حاشية « ج ، د ، ف ، ض ، بس » والبحار : « المجذومين ». والمجذَم‌والمجذوم : المبتلى بالجذام ، وهو داء يحدث من غلبة السوداء فيفسد مزاج الأعضاء. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٣٣ ( جذم ). (٣). يجوز فيه الإضافة كما في « ص ».

(٤). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « يتغذّون » بالذال المعجمة ، وكذا بعده.

(٥). في « ب » : « الغذاء » بالمعجمتين.

(٦). في الوسائل : - « إنّي ».

(٧). في « ب » : - « أنّي ».

(٨). في « ض » : + « له ».

(٩). في « ض » : « أن يتفوّقوا ». وفيمرآة العقول : « يتألّقوا ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : «يتأنّفوا». وتنوّق فلان في مطعمه ومَلبسه واموره : إذا تجوّد وبالغ.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٨٥٤ ( نوق ).

(١٠). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « فتغذّوا » بالمعجمتين.

(١١). في « ب » : « تغذّى » بالمعجمتين. وفيالمرآة : « هذا ليس بصريح في الأكل معهم في إناء واحد ، فلا ينافي الأمر بالفرار من المجذوم ؛ مع أنّه يمكن أن يكونوا مستثنين من هذا الحكم لقوّة توكّلهم وعدم تأثّر نفوسهم بأمثال ذلك ، أو لعلمهم بأنّ الله لايبتليهم بأمثال البلايا التي توجب نفرة الخلق ».

(١٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٩ ، ح ٢٣٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٧ ، ح ٢٠٥٠٧ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٥٥ ، ح ٢ ؛ وص ٩٤ ، ذيل ح ٨٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٣٠ ، ح ٣٠.

٣١٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ يَجْلِسَ الرَّجُلُ دُونَ شَرَفِهِ ».(١)

١٨٧٢/ ١٠. عَنْهُ(٢) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَمُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :

نَظَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدِ اشْتَرى لِعِيَالِهِ شَيْئاً وَهُوَ يَحْمِلُهُ ، فَلَمَّا رَآهُ(٣) الرَّجُلُ اسْتَحْيَا(٤) مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ(٥) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « اشْتَرَيْتَهُ لِعِيَالِكَ ، وَحَمَلْتَهُ إِلَيْهِمْ ؛ أَمَا وَاللهِ ، لَوْ لَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ لِعِيَالِيَ الشَّيْ‌ءَ ، ثُمَّ أَحْمِلَهُ إِلَيْهِمْ ».(٦)

١٨٧٣/ ١١. عَنْهُ(٧) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِيمَا أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى دَاوُدَعليه‌السلام : يَا دَاوُدُ ، كَمَا أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ(٨) اللهِ الْمُتَوَاضِعُونَ ، كَذلِكَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ اللهِ الْمُتَكَبِّرُونَ ».(٩)

١٨٧٤/ ١٢. عَنْهُ(١٠) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ رَفَعَهُ‌..............................

__________________

(١).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٥٧٧٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣١ ، ح ٣١.

(٢). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو كتاب محسِّن بن أحمد القَيسي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٢٣ ، الرقم ١١٣٣ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٧١ ، الرقم ٧٥٤.

(٣). في « ز » : « رأى ».

(٤). في حاشية « د » : « استحى ».

(٥). هكذا في « ب ، ص ض ، ف ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « له ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢ ، ح ٥٧٥٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٢.

(٧). في « ف » : « وعنه ». والضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله.

(٨). في « ب » وحاشية « ص ، ف ، بف » : « إلى ».

(٩).الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٥ ، المجلس ٥٠ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧١ ، ح ٢٣٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٤ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٣٩ ، ح ٢١ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٤.

(١٠). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله ؛ فقد روى هو كتاب عليّ بن الحكم ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٢٧٤ ، الرقم ٧١٨ ، وأكثر من الرواية عنه مباشرة في كتابه المحاسن ، فالظاهر أنّ ما ورد في « ب ، ف ، بر » والمطبوع من زيادة « عن أبيه » سهو لا يعتمد عليه.=

٣١٩

إِلى(١) أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا لَكَ ذَبَحْتَ كَبْشاً ، وَنَحَرَ فُلَانٌ بَدَنَةً(٢) ؟

فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ نُوحاًعليه‌السلام كَانَ فِي السَّفِينَةِ ، وَكَانَ فِيهَا مَا شَاءَ اللهُ ، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ مَأْمُورَةً ، فَطَافَتْ بِالْبَيْتِ وَهُوَ طَوَافُ النِّسَاءِ ، وَخَلّى سَبِيلَهَا نُوحٌعليه‌السلام ، فَأَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَى الْجِبَالِ : أَنِّي وَاضِعٌ سَفِينَةَ نُوحٍ عَبْدِي عَلى جَبَلٍ مِنْكُنَّ ، فَتَطَاوَلَتْ ، وَشَمَخَتْ(٣) ، وَتَوَاضَعَ الْجُودِيُّ(٤) - وَهُوَ جَبَلٌ عِنْدَكُمْ - فَضَرَبَتِ السَّفِينَةُ بِجُؤْجُؤِهَا(٥) الْجَبَلَ ». قَالَ : « فَقَالَ نُوحٌعليه‌السلام عِنْدَ ذلِكَ : يَا مَارِي ، أَتْقِنْ ، وَهُوَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ : يَا(٦) رَبِّ ، أَصْلِحْ ».

قَالَ : فَظَنَنْتُ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَرَّضَ بِنَفْسِهِ(٧) (٨)

__________________

= يؤيّد ذلك خلوّ « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، بس ، بف ، جر » والطبعة الحجريّة من هذه الزيادة.

ثمّ إنّ ما ورد في بعض الأسناد القليلة من توسّط والد أحمد بن أبي عبد الله بينه وبين عليّ بن الحكم كما فيالمحاسن ، ص ٣٠٠ ، ح ٥ ؛ وص ٣١٦ ، ح ٣٤ و ٣٦ ؛ وص ٣١٧ ، ح ٣٩ ؛ وص ٤٢٩ ، ح ٢٤٧ ، لا يأمن من وقوع الخلل.

(١). في « ب ، د ، ز ، ف ، بس ، بف ، جر » وحاشية « ض » والوافي : « عن ».

(٢). قال الجوهري : « البدنة : ناقة أو بقرة تنحر بمكّة ؛ سمّيت بذلك لأنّهم كانوا يسمّنونها ». وقال ابن الأثير : « البدنة تقع على الجمل والناقة والبقر ، وهي بالإبل أشبه ، وسمّيت بدنة لعظمها وسمنها ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧٧ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٠٨ ( بدن ).

(٣). « شمخت » أي ترفّعت وعلت. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٠٠ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٠ ( شمخ ).

(٤). « الجوديّ » : جبل بأرض الجزيرة ما بين دجلة والفرات ، استوت عليه سفينة نوحعليه‌السلام .الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٦١ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٩ ( جود ).

(٥). « الجُؤجُؤ » : صدر السفينة. والجمع : الجآجئ.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٥٥ ( جأجأ ).

(٦). في « ب ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « يا ».

(٧). في البحار ، ج ١١ : - « قال : فظننت - إلى - بنفسه ». وفيالوافي : « عرّض بنفسه ، يعني أراد بهذه الحكاية أن يتبيّن أنّه إنّما تواضع بذبح الشاة دون أن ينحر البدنة ليجبر الله تواضعه ذاك بالرفعة في قدره في الدنيا والآخرة».

(٨).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٥٠ ، ح ٣٨ ، عن أبي بصير ، من قوله : « إنّ نوحاً كان في السفينة » ، مع اختلاف =

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421