القصص التربوية

القصص التربوية13%

القصص التربوية مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 421

القصص التربوية
  • البداية
  • السابق
  • 421 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 347598 / تحميل: 10125
الحجم الحجم الحجم
القصص التربوية

القصص التربوية

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

لن يُغلَبَ حِزبٌ فيه رسول الله

روي أنَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) مَرَّ بقومٍ مِن الأنصار يترامون، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

(أنا مع الحِزب الَّذي فيه ابن الأردع).

فأمسك الحِزب الآخر وقالوا:

لنْ يُغلَب حِزبٌ فيه رسول الله.

فقال: (ارموا، فإنِّي أرمي معكما)، فرمى مع كلِّ واحدٍ منهم رَشقاً (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٤١

تسود قريش ما دام مِثلُك فيها

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (دخلنا (مع أبي { عليه السلام }) على هشام في الشام، وإذا قد قعد على سرير الملك، وجنده وخاصَّته وقوف على أرجُلهم سِماطين مُتسلِّحين وأشياخ قومه يرمون، فلمَّا دخلنا: أبي أمامي وأنا خلفه، نادى أبي وقال: يا محمد، ارِم مع أشياخ قومك الغرض.

فقال له: إنِّي قد كَبرت عن الرَّمي، فهل رأيت أنْ تعفيني؟

فقال: وحَقِّ مَن أعزَّنا بدينه ونبيِّه محمد (صلى الله عليه وآله) لا أعفيك، ثمَّ أومأ إلى شيخٍ مِن بَني أُميَّة أنْ أعطِه قوسك، فتناول أبي عند ذلك القوس مِن الشيخ، ثمَّ تناول منه سَهماً فوضعه في كَبد القوس، ثمَّ انتزع ورمى وسط الغرض، فنصب فيه ثمَّ رمى فيه الثانية فشقَّ فَواق سَهمه إلى نصله، ثمَّ تابع الرمي فشقَّ تسعة أسهُم بعضاً في جوف بعضٍ وهشام يضطرب في مجلسه، فلم يتمالك إلى أنْ قال: أجدت يا أبا جعفر، وأنت أرمى العرب والعَجم، هلا زعمت أنَّك كَبرت عن الرَّمي؟

ثمَّ أدركته النَّدامة على ما قال... ثمَّ أقبل على أبي بوجهه فقال له:

يا محمد، لا يزال العرب والعَجم يسودها قريش ما دام مِثلك فيهم، لله دُرُّك، مَن علَّمك هذا الرمي وفي كَمْ تعلَّمته؟!

فقال: قد علمت أنَّ أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيَّام حَداثتي، ثمَّ تركته) (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٤٢

.. إلاَّ أنْ أُقيم حَقَّاً أو أدفع باطلاً

عبد الله بن عبّاسٍ قال:

دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) بذي قارٍ وهو يخصِف نعله.

فقال لي: (ما قيمة هذا النَّعل؟).

فقلت: لا قيمة لها.

فقال (عليه السلام): (والله، لهي أحبُّ إليَّ مِن إمرتكم، إلاّ أنْ أُقيم حَقَّاً أو أدفع باطلاً).

إنَّ الرئاسة والحكومة ما هي إلاَّ وسيلة لإشباع غريزة حُبِّ السلطة والتفوُّق، وواحدة مِن اللَّذات المادِّيَّة. أمَّا إقامة العدل وإزهاق الباطل فهُما دليلان على الإنسانيَّة، يُحقِّقان للإنسان لذَّة روحيَّة ومعنويَّة. فالذي لا يهدف إلاَّ إلى بلوغ لذَّة مادِّيَّة، فإنَّه يَسرُّ ويتلذَّذ بمُجرَّد وصوله إلى كُرسيِّ الرئاسة والسُّلطة. أمَّا ذاك الإنسان الواقعي فإنَّ لذَّته مِن الحُكم والسُّلطة هي في إقامة العدل، وإنْ لم يتمكَّن مِن ذلك فإنَّه لا يَجد أيَّ قيمة للسُّلطة، وإشباع غريزة حُبِّ السُّلطة (١) .

____________________

(١) الشابُّ، ج٢.

٢٤٣

ملعونٌ مَن جلس على مائدةٍ

يُشرَب عليها الخَمر

أقام أحد قادة جيش المنصور الدوانيقي مجلس ضيافة في الحِيرة بمُناسبة خِتان ولده، ودعا إليه جمعاً مِن الرجال بينهم الإمام الصادق (عليه السلام).

ولمَّا امتدَّ السِّماط وانهمك الجميع في تناول الطعام، طلب أحد المدعوِّين ماءً، فجيء إليه بكأس مِن الشراب، فما كان مِن الإمام الصادق (عليه السلام) إلاّ أنْ نهض وغادر المجلس، ولمَّا سأله صاحب الدعوة عن السبب، قال (عليه السلام):

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ملعونٌ مَن جلس على مائدةٍ يُشرَب عليها الخمر) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٤٤

ما أحببتَ أنْ يأتيه الناس إليك فأته إليهم

جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ (صلى الله عليه وآله) فقال:

يا رسول الله، علِّمني عملاً أدخل به الجَنَّة، فقال:

(ما أحببتَ أنْ يأتيه الناس إليك فأته إليهم، وما كرهت أنْ يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٤٥

احترام الأبّ

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

(نظر أبي إلى رجل ومعه ابنه يمشي، والابن مُتَّكئ على ذِراع الأبِّ (قال:) فما كلَّمه أبي مَقتاً له حتَّى فارق الدنيا) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٤٦

المشي مع الراكب

مَفسدة للراكب ومَذلَّةً للماشي

ركب الإمام عليٌّ (عليه السلام) يوماً، فمشى معه قوم فقال (عليه السلام):

(أما علمتم أنَّ مشي الماشي مع الراكب مَفسدة للراكب ومذلَّةٌ للماشي، انصرفوا) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٤٧

الفَرَج بعد الشِّدَّة

خرج الإمام الصادق (عليه السلام) مع رفيقين له أحدهما (مرازم) والآخر (مصادف) وينقل محمد بن مرازم عن أبيه حادثاً وقع أثناء خروجهم، فيقول: خرجنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) حيث خرج مِن عند أبي جعفر المنصور مِن الحِيرة، فخرج ساعة أذِنَ له وانتهى إلى السالحين (قرية تبعُد أربعة فراسخ عن بغداد) في أوَّل الليل، فعرض له عاشر مِن قبل الدولة، كان يستحصل رسوم الدخول في السالحين فقال له: لا أدعك تجوز فألحَّ عليه وطلب إليه، فأبي إباءً وأنا ومصادف معه، فقال له مصادف:

جُعِلت فِداك! إنَّما هذا كلب قد آذاك وأخاف أنْ يَرُدَّك، وما أدري ما يكون مِن أمر أبي جعفر وأنا ومرازم، أتأذن لنا أنْ نضرب عُنقه، ثمَّ نطرحه في النهر؟

فقال: (كُفَّ يا مصادف)، فلم يَزل يطلب إليه حتَّى ذهب مِن الليل أكثره فأذِنَ له فمضى.

فقال: (يا مزمار، هذا خيرُ أمْ الذي قلتماه؟).

فقال: هذا، جُعِلت فِداك.

فقال: (إنَّ الرجل يخرج مِن الذُّلِّ الصغير فيُدخِله ذلك في الذُّلِّ الكبير) (١).

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٤٨

عُقدة الحَقارة

كان شعس بن قيس مِن كُفَّار المدينة، وهو بالإضافة إلى ضعفه وعجز الشيخوخة كان يَشعر بالذِّلَّة والحَقارة مِن عِدَّة نواحٍ، فقد كان يرى المسلمين وقوَّتهم تزداد يوماً بعد يوم، والكُفَّار يتَّضعون ويتَّضعون، وكان يرى المسلمين وهم ينظرون إلى الكُفَّار بعين الاحتقار في كلِّ مكان، وأنَّ عليهم أنْ يستسلموا للحُكومة الإسلاميَّة وهُمْ صاغرون.

هذه وعوامل أُخرى أوجدت لدى شعس بن قيس عُقدة الحَقارة؛ ولذا كان يُريد أنْ يُبيِّن في فُرصة مُناسبة ردود فعلٍ مُؤثِّرة ليعوِّض عن حَقارته الباطنيَّة. وبما أنَّه كان شيخاً كبيراً في السِّنِّ وعنده تجارب، فقد استغلَّ اجتماع الأوس والخَزرج، واستطاع أنْ يُنفِّذ خُطَّة الاختلاف على أساس العصبيَّة القبليَّة بيد شابٍّ يهوديٍّ. وبلغت الخُطَّة مِن الخطورة أنْ أوشكت معها الدماء أنْ تُراق، لولا تدخُّل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) مُباشرة واتَّخاذه إجراءات مُباشرة لإخماد الفتنة (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٤٩

ليس مِنَّا

مَن لم يرحم صغيرنا ولم يوقِّر كبيرنا

جاء شيخ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأبطأوا عن الشيخ أنْ يوسِّعوا له، فقال (صلى الله عليه وآله):

(ليس مِنَّا مَن لم يرحم صغيرنا، ولم يوقِّر كبيرنا) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٥٠

هَلاَّ ساويت بينهما؟!

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): أنَّه نظر إلى رجلٍ له ابنان، فقبَّل أحدَهما وترك الآخر، فقال النبي (صلى الله عليه وآله):

(فَهَلاّ ساويت بينهما) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٥١

القَناعة كنز لا يَفنى

عن حمزة بن حمران قال:

شكا رجل إلى أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنَّه يطلب فيُصيب ولا يقنع، وتُنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه، وقال: علِّمني شيئاً أنتفع به.

فقال أبو عبد الله (عليه السلام):

(إنْ كان ما يكفيك يُغنيك فأدنى ما فيها يُغنيك، وإنْ كان ما يكفيك لا يُغنيك فكلُّ ما فيها لا يُغنيك) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٥٢

ويحَ مَن لم يتزوَّج وهو يَقدر

عن عكاف بن وداعة الهلالي قال:

أتيت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لي: (يا عكاف، ألك زوجة؟).

قلت: لا.

قال: (وأنت صحيح موسِر؟).

قلت: نعم، والحمد لله.

فقال: (ويحَك - يا عكاف - تزوَّج فإنَّك مِن الخاطئين، تزوَّج فإنَّك مِن الخاطئين، تزوَّج وإلاَّ فأنت مِن المُذنبين، تزوَّج وإلاّ فأنت مِن رُهبان النصارى، تزوَّج وإلاَّ فأنت مِن إخوان الشياطين) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٥٣

ليس أحدٌ يسبق فاطمة

بنت محمد إلى الفضل

عن الرضا (عليه السلام):

(إنَّ امرأةً سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) فقالت: أصلحك الله، إني مُتبتلِّةٌ.

فقال لها: وما التبُّتل عندك؟

قالت: لا أُريد التزويج أبداً.

قال: ولِمَ؟

قالت: التمس في ذلك الفضل.

فقال: انصرفي، فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة (عليها السلام) أحقَّ به منك، إنَّه ليس أحدٌ يسبقها إلى الفضل) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٥٤

مَن رَغب عن سُنَّتي فليس مِنِّي

حرَّم بعض صحابة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) مُقاربة النساء، وإفطار النهار، ونوم الليل؛ طلباً لتزكية النفس والسُّمو بالروح، وكسب رضوان الله تبارك وتعالى،

فعلمت أُمُّ سلمة (رضوان الله عليه) فأخبرت الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بذلك، فخرج إلى أصحابه فقال:

(أترغبون عن النساء؟ إنَّي آتي النساء، وآكل بالنهار، وأنام بالليل. فمَن رَغب عن سُنَّتي فليس منِّي) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٥٥

المجنون مَن أبلى شبابه في غير طاعة الله

مَرَّ برسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلٌ وهو في أصحابه، فقال بعض القوم: مجنون. فقال (صلى الله عليه وآله):

(بلْ هذا رجل مُصابٌ، إنَّما المجنون عبدٌ أو أَمَةٌ أبليا شبابهما في غير طاعة الله) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٥٦

الذليل مَن ظَلَم

قال رجل لجعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): إنَّه وقع بيني وبين قوم مُنازعة في أمر، وإنِّي أُريد أنْ أتركه، فيقال لي: إنَّ تركك له ذِلٌّ. فقال جعفر بن محمد (عليه السلام): (إنَّ الذليل هو الظالم) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٥٧

قيمة السُّلطة بإقامة الحَقِّ ودفع الباطل

كان عليٌّ (عليه السلام) في ذروة سُلطته وقوَّتِهِ عندما ذهب مع جيشه لحرب البصرة، يقول ابن عباس: كنَّا في ذي قار عندما مَثلت بين يدي أمير المؤمنين، وكان يَخصف نعله فقال لي: (ما قيمة هذا النعل؟).

فقلت: لا قيمة له.

فقال (عليه السلام): (والله، لهي أحبُّ إليَّ مِن إمرتكم، إلاّ أنْ أُقيم حَقَّاً أو أدفع باطلاً) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٥٨

إذا كنت أشرب مِن دماء الناس

فكيف لا أشرب الخمر

كان الزُّهري مِن الشخصيَّات المعروفة في زمن عبد الملك، جاء يوماً وقال لعبد الملك: سمعت أنَّك تَشرب الخمر! فقال عبد الملك: أجلْ، إذا كنت أشرب مِن دماء الناس فكيف لا أشرب الخمر؟! (١)

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٥٩

لا والله أو يؤخَذ للمظلوم حَقَّه

رجع عليٌّ (عليه السلام) إلى داره في وقت القيظ، فإذا امرأة قائمة تقول: إنَّ زوجي ظلمني وأخافني، وتعدَّى عليَّ، وحلف ليضربني. فقال: (يا أَمَة الله، اصبري حتَّى يبرد النهار ثمَّ أذهب معك إنْ شاء الله).

فقالت: سيشتدُّ غضبه عليَّ.

فطأطأ رأسه بُرهة ثمَّ رفعه وهو يقول: (لا والله، أو يؤخَذ للمظلوم حَقَّه غير مُتعتع؟! أين منزلكِ؟).

فمضى إلى بابه فوقف فقال: السَّلام عليكم، فخرج شابٌّ، فقال عليٌّ (عليه السلام): (يا عبد الله، اتَّقِ الله؛ فإنَّك قد أخفتها وأخرجتها!).

فقال الفتى: وما أنت وذاك؟! والله لأحرقَّنها لكلامك، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (آمرك بالمعروف وأنهاك عن المُنكر، تستقبلني بالمُنكر وتُنكر المعروف؟!).

فأقبل الناس مِن الطُّرق يقولون: السلام عليكم يا أمير المؤمنين، فسقط الرجل في يديه فقال: يا أمير المؤمنين، أقلني مِن عَثرتي؛ فو الله لأكونَنَّ لها أرضاً تطؤني، فأغمد عليٌّ سيفه فقال: (يا أمَة الله، ادخُلي منزلك ولا تُلجئي زوجك إلى هذا وشبهه) (١) .

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج١.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

قال المصنّف ـ طاب ثراه ـ(١) :

الثالث : لو كان الحسن والقبح شرعيّين لما حكم بهما من ينكر الشرائع ، والتالي باطل ؛ فإنّ البراهمة(٢) بأسرهم ينكرون الشرائع والأديان كلّها ، ويحكمون بالحسن والقبح ، مستندين إلى ضرورة العقل في ذلك(٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٨٣.

(٢) البراهمة أو البرهمانية : نسبة إلى برهمان أو برهام ، وهو اسم مؤسّس هذه الطريقة ، وقيل : هم قبيلة بالهند فيهم أشراف أهل الهند ، ويقولون : إنّهم من ولد برهمي ملك من ملوكهم ؛ ولهم علامة ينفردون بها ، وهي خيوط ملوّنة بحمرة وصفرة يتقلّدونها تقلّد السيوف ، وقيل : إنّهم قائلون بالتوحيد! ومن أصول هذه الطائفة ـ كذلك ـ نفي النبوّات أصلا وقرّروا استحالتها في العقول ، وقد تفرّقوا أصنافا ، فمنهم : أصحاب البددة ، وهم البوذيّون ؛ وأصحاب الفكر والوهم ، وهم العلماء منهم بالفلك والنجوم وأحكامها المنسوبة إليهم ؛ وأصحاب التناسخ.

انظر : الفصل في الملل والأهواء والنحل ١ / ٨٦ ، الملل والنحل ٣ / ٧٠٦ ـ ٧١٦.

(٣) الإرشاد ـ للجويني ـ : ٢٣٠ ـ ٢٣١ ، نهاية الإقدام في علم الكلام : ٣٧١ ، شرح المواقف ٨ / ١٩٢.

٤٢١