القصص التربوية

القصص التربوية9%

القصص التربوية مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 421

القصص التربوية
  • البداية
  • السابق
  • 421 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 352910 / تحميل: 10261
الحجم الحجم الحجم
القصص التربوية

القصص التربوية

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

إنَّ ناساً كهؤلاء لا يُستعان بهم في سبيل الله

كان أبو جعفر (محمد بن القاسم العلوي) مِن أبناء رسول الله، ويصل نسبه مِن جانب أبويه في ثلاثة أظهر إلى الإمام السجاد (عليه السلام).

كان عالماً فقيهاً مؤمناً حُرَّاً شجاعاً، وكان يسكن الكوفة ويواصل نشاطه ضِدَّ حكومة المُعتصم العباسي الظالمة، وعندما عزمت سُلطات الحُكم على القضاء عليه، اضطرَّ إلى ترك الكوفة إلى أرض خراسان الواسعة.

هناك ظلَّ زماناً ينتقل مِن مدينة إلى أُخرى، حتَّى انتهى به الأمر إلى المقام في مدينة (مرو) حيث راح يُحرِّض الناس على حُكم المُعتصم، فتجمَّع حوله الناس المظلومون والمحرومون، وبايعه في فترة قصيرة أربعون ألف شخصٍ.

وفي إحدى الليالي جمع الجُند ليتحدَّث إليهم عن الانتفاضة، وليعدهم لمواجهة جنود المُعتصم، وقبل أنْ يُباشر الكلام ويشرح برنامجه للجند طرق سمعه صوت رجل يبكي، فعجب لذلك وسأل عن الباكي والسبب.

فظهر بعد التحقيق أنَّ أحد الجنود قد انتزع مِن أحدهم بساطه بالقوَّة، فأخذ هذا يبكي بصوت مُرتفع، فاستدعى محمد بن القاسم الجندي، وسأله عمَّا دفعه إلى القيام بذلك الأمر القبيح؟

فقال الجندي: لقد بايعناك لكي نتمكَّن مِن أخذ ما نشاء مِن أموال الناس، وأنْ نفعل ما نُريد!

فأمر محمد بإرجاع البساط إلى صاحبه، وحلَّ الجُند قائلاً: إنَّ ناساً كهؤلاء لا يُمكن أنْ يُستعان بهم في سبيل دين الله (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٨١

صلَّى فأعجبني وصام فرامني

قد يسعى أشخاص خبُثت قلوبهم لنيل السُّمعة الحسنة، مِن أجل الوصول إلى أهدافهم غير المشروعة عن طريق إلقاء شباك الغِشِّ والرياء، ولبس لبوس المُتديِّنين الصادقين، والتظاهر بالتعبُّد الكاذب الخادع؛ ليتمكَّنوا مِن اجتلاب ثقة الناس واطمئنانهم؛ فيكون ذلك وسيلة لهم للاعتداء على أموال الناس وحقوقهم.

يُقال: إنَّ إعرابيَّاً دخل المسجد، فرأى رجلاً يُصلِّي بخشوع وخضوع فأعجبه ذلك فقال له: نِعْمَ ما تُصلِّي!

قال: وأنا صائم، فإنَّ صلاة الصائم بضعف صلاة المُفطر!

فقال له الأعرابي: احفَظ عليَّ ناقتي هذه، فإنَّ لي حاجة حتى أقضيها.

فخرج الأعرابي لحاجته فركب المُصلِّي الناقة وخرج، فلمَّا قضى الأعرابي حاجته رجع فلم يجد الرجل ولا الناقة، وطلبه فلم يقدر عليه فخرج وهو يقول:

صلَّى فأعجبني وصام فرامني * نَحِّ القلوص عن المُصلِّي الصائم (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٨٢

جزاء مَن استودِع ثمَّ جَحد

حُكي أنَّه قَدِم رجل إلى بغداد ومعه عِقد يُساوي ألف دينار فأراد بيعه فلم يتَّفق، فجاء إلى عطَّار موصوف بالخير والديانة فأودع العِقد عنده، وحَجَّ وأتى بهديَّة للعطَّار وسلَّم عليه، فقال العطَّار له: مَن أنت؟ ومَن يعرفك؟

فقال: أنا صاحب العقد!

فلمَّا كلَّمه رفسه وألقاه عن دُكَّانه فاجتمع الناس وقالوا:

ويلك! هذا الرجل صالح، فما وجدت مَن تُكذِّب عليه إلاَّ هذا!

تحيَّر الحاجُّ وتردَّد إليه فما زاده إلاَّ شتماً وضرباً، فقيل له: لو ذهبت إلى عضد الدولة لحصل لك مِن فراسته خير.

فكتب قصَّته وجعلها على قَصبة وعرضها عليه، فقال عضد الدولة له: ما شأنك؟

فقصَّ عليه فقال عضد الدولة: اذهب غداً واجلس في دُكَّان العطَّار ثلاثة أيَّام، حتَّى أمرَّ عليك في اليوم الرابع، فأُسلِّم عليك فلا ترُدَّ عليَّ إلاَّ السلام، فإذا انصرفت أعد عليه ذِكر العِقد، ثمَّ أعلمني بما يقول لك.

ففعل الحاجُّ ذلك، فلمَّا كان في اليوم الرابع جاء عضد الدولة في موكبه العظيم، فلمَّا رأى الحاجُّ وقف وقال: السلام عليكم.

فقال الحاجُّ: وعليكم السلام، ولم يتحرَّك.

فقال: يا أخي، تَقدِم مِن العراق ولا تأتينا ولا تعرض علينا حوائجك؟

فقال له: ما اتَّفق هذا. ولم يزده على ذلك شيئاً.

هذا والعسكر واقف بكماله؛ فانذهل العطَّار وأيقن بالموت، فلمَّا انصرف عضد

٣٨٣

الدولة التفت العطَّار إلى الحاجِّ، وقال له: يا أخي، متى أودعتني هذا العِقد؟ وفي أيِّ شيء هو ملفوف؟ ذكِّرني لعلِّي أتذكَّر؟

فقال: مِن صفته كذا وكذا.

قام العطَّار وفتَّش ثمَّ فتح جُراباً وأخرج منه العِقد وقال:

الله أعلم أنَّني كنت ناسياً، ولو لم تُذكِّرني ما تذكَّرت.

فأخذ الحاجُّ العِقد ومضى إلى عضد الدولة فأعلمه، فعلَّقه في عُنق العطَّار وصلبه على باب دُكَّانه ونودي عليه هذا جزاء مَن استودِع ثمَّ جَحَد.

ثمَّ أخذ الحاجُّ العِقد ومضى إلى بلاده (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٨٤

الله أحقُّ أنْ يُجار عائذه مِن محمَّد

استقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل مِن بني فهد، وهو يضرب عبداً له والعبد يقول: أعوذ بالله فلم يُقلِع الرجل عنه، فلمَّا أبصر العبد برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

قال: أعوذ بمحمد فأقلع عن ضربه.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

(يتعوَّذ بالله فلا تُعيذه! ويتعوَّذ بمحمَّدٍ فتُعيذه! والله أحقُّ أنْ يُجار عائذه مِن محمد).

فقال الرجل: هو حُرٌّ لوجه الله.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (والذي بعثني بالحقِّ نبيَّاً، لو لم تفعل لواقع وجهك حَرُّ النار).

٣٨٥

يُنقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قصَّ على أصحابه الحكاية التالية:

(كان لمسلم صديق غير مسلم يسكن في جواره، وكان المسلم لا يفتأ يُحدِّثه عن دين الإسلام الإلهي، ويُرغِّبه في اعتناق الإسلام حتَّى استجاب جاره له واعتنق الإسلام، فما كان مِن المسلم في اليوم التالي إلاَّ أنْ نهض عند طلوع الفجر إلى المسجد لأداء صلاة الصبح جماعة.

انتهت الصلاة وتفرَّق الناس تدريجيَّاً، فاقترح المسلم على صاحبه أنْ يَبقيا في المسجد، يذكران الله حتَّى طلوع الشمس.

وطلعت الشمس فاقترح عليه أنْ ينويا الصوم لذلك اليوم، ويبقيا في المسجد حتَّى الظهر ليُعلِّمه القرآن، وحان الظهر فصلَّيا الظهر، ومِن ثمَّ صلَّيا العصر جماعة.

وإذ همَّ الجار بالخروج مِن المسجد، اقترح عليه صاحبه أنَّ مِن الأفضل له أنْ يبقى في المسجد حتَّى أداء صلاتي المغرب والعشاء، وقام الجار الحديث الإسلام مُتعباً وقد فقد صبره، فيمَّم شطر بيته مع جاره المسلم، وفي فجر اليوم التالي نهض الجار المسلم عازماً تَكرار برنامج اليوم السابق، فجاء يطرق باب جاره ليَصحبه إلى المسجد، فخرج إليه الرجل وقال له:

اتركني وشأني؛ إنَّ دينك هذا صعب لا طاقة لي به) (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٨٦

رحم الله امرءاً عَرف قدره فوقف عنده

بن الهيثم مِن أشهر عُلماء القَرن الرابع الهجري، اختصَّ بالهندسة والرياضيَّات، وكان له إلمام بالعلوم العقليَّة والفلسفيَّة، وقد خلَّف مؤلَّفات ورسائل عديدة. كان يعيش في البصرة، ولكنَّ صدى شُهرته كان قد عمَّ الأرجاء، وكان حديث المحافل العلميَّة في كلِّ مكان.

كان حاكم مصر يومئذ رجلاً مُتعلِّماً ومُحبَّاً للعلوم، وكان يودُّ لو يجتمع بابن الهيثم عن قُرب ليستفيد مِن علمه. ولكنَّه لم يُوفَّق لذلك، وسمع يوماً أنَّ ابن الهيثم قال: لو كنت في مصر لبنيت سدَّاً على النيل لمنع إضراره بالناس عند طُغيانه ونقصانه، ففرح حاكم مصر بذلك وازداد تلهفُّاً لرؤية ابن الهيثم، فأرسل له سِرَّاً مصاريف سفره ورغَّب إليه أنْ يُسافر إلى مصر.

رحل ابن الهيثم مِن البصرة إلى مصر، وعند وصوله استقبله الحاكم خارج المدينة وأنزله بكلِّ احترام في الدار التي خصَّصها لسُكناه، وبعد بِضعة أيَّام مِن الاستراحة مِن وَعْثاء السفر جاء الحاكم لزيارته وذكَّره بوعده ببناء سَدٍّ على نهر النيل، فأعرب ابن الهيثم عن استعداده للوفاء بوعده، فتُقرِّر يوم مُعيَّن للسفر إلى حيث توجَد منطقة شلاَّل مُرتفع تصلح لإقامة السَّدِّ فيه.

وحلَّ اليوم الموعود وتوجَّه ابن الهيثم مع الحاكم، وعدد مِن المعمارين والعمَّال المَهرة، وجعلوا طريقهم على الأهرامات العجيبة والآثار العظيمة، التي شيَّدها المصريُّون القُدامى وفق حسابات هندسيَّة دقيقة، لكي يشهدها ابن الهيثم الذي بُهت لما رآه مِن الأعمال المُدهشة الرائعة، فاستقلَّ علمه وضعف أمله في استطاعته بناء سَدٍّ على النيل؛ إذ لو كان هذا مُمكناً عمليَّاً لما توانى عنه العلماء والمُهندسون المصريُّون في قديم الزمان. وعند وصولهم إلى حيث شلاَّل الماء في النيل راح

٣٨٧

ابن الهيثم يتفقَّد جوانب النيل وسواحله، ثمَّ اعترف بعجزه عن بناء السَّدِّ، واعتذر عن بنائه واعتذر عن الوعد الذي قطعه وعاد مع الآخرين إلى القاهرة.

رأى حاكم مصر أنْ لا يُفلت فرصة وجود هذا العالم الكبير في بلده، فطلب إليه أنْ يبقى في مصر؛ ليعمل عنده في ديوان المكاتيب. ولكنَّ ابن الهيثم - الذي كان قد عرف طراز تفكير حاكم مصر ونفسيَّته - أصابه القلق لهذا الطلب؛ لأنَّه عرف في هذا الحاكم إنساناً حادَّ الطبع، سيِّء الأخلاق، مُتلوِّناً فظَّاً، يحب إراقة الدماء يغضب لأدنى حدث، ويُصدر أمره لأتفه سبب بقتل الناس الأبرياء، فمِن البديهي أنْ تكون الحياة مع مثل هذا الشخص محفوفة بالخطر المُحتَّم، ولكنَّه لخوفه اضطرَّ إلى إجابة الحاكم إلى ما يُريد، فاستوطن مصر وعمل في ديوان مكاتيب الحاكم.

مضت فترة على هذا المنوال، حيث كان ابن الهيثم يحضر في مَقرِّ عمله كلَّ يوم، ولكنْ لم يُفارقه القلق والخوف، ولم يغفل عن التفكير في طريقة ينجو بها بنفسه ويتحرَّر مِن هذا الهمِّ الدائم.

وأخيراً واتته الحيلة فتظاهر بالجنون، وإذ وصل خبر جنونه إلى الحاكم أمر بحَجره في بيته ووضع عليه مَن يُعنى به، وعهد بأمواله وأثاثه إلى مَن يوثَق بهم، وظلَّ ابن الهيثم في التظاهر بالجنون إلى أنْ مات الحاكم، وبعد أيَّام مِن موته استعاد ابن الهيثم عقله، وترك داره واختار سكناً بالقرب مِن الجامع الأزهر، واستعاد أمواله وانصرف مُطمئنَّ البال إلى التأليف والتصنيف، ولمَّا كان ذا خطٍّ جميل فقد انهمك في استنساخ بعض الكُتب العلميَّة يبيعها لإمرار معاشه.

حاكم مصر هذا لم يكن إنساناً مِن عامَّة الناس جاهلاً، بلْ كان مِن أهل العلم والمعرفة، مُؤهَّلاً للرئاسة وإدارة البلاد، ولكنَّه كان يفتقر إلى سلامة التفكير وصلاح الأخلاق، وكان يستعمل سلطته في أُمور غير مشروعة، ولهذا عاش الناس تحت حكمه عُرضة للخطر والإحساس بفُقدان الأمن؛ بحيث إنَّ عالماً مِثل ابن الهيثم اضطرَّ إلى التظاهر بالجنون للمُحافظة على حياته والخلاص مِن شَرِّه (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٨٨

قد أخطأتَ بهذا خمس عشرة خطيئة

صار المأمون إلى دمشق سنة... وكان بشر بن الوليد الكندي قاضي المأمون ببغداد فضرب رجلاً قرف (١) بأنَّه شتم أبا بكر وعمر وأطافه على جَمل.

فلمَّا قَدِم المأمون مِن رحلة الشام، وسمع بما فعل بشر أحضر الفقهاء فقال: إنِّي نظرت في قضيَّتك يا بشر، فوجدتك قد أخطأت بهذا خمس عشرة خطيئة، ثمَّ أقبل على الفقهاء فقال: أفيكم مَن وقف على هذا؟

قالوا: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟

فقال: يا بشر، بم أقمت الحَدَّ على هذا الرجل؟

قال: بشتم أبي بكر وعمر.

قال: حضرك خصومه؟

قال: لا.

قال: فوكَّلوك؟

قال: لا.

قال: فللحاكم أنْ يُقيم حَدَّ القرفة بغير حضور خصم؟

قال: لا.

قال: وكنت تأمن أنْ يهب بعض القوم حصَّته فيبطل الحَدُّ؟

قال: لا.

قال: فأُمُّهما كافرتان أو مُسلمتان؟

قال: بلْ كافرتان.

قال: فيُقام في الكافرة حَدُّ المسلمة؟

قال: لا.

____________________

(١) قرفه بكذا نسبه إليه وعابه به.

٣٨٩

قال: فهبك فعلت هذا بما يجب لأبي بكر وعمر مِن الحقِّ، أفشهد عندك شاهدا عدلٍ؟

قال: قد زكي أحدهما.

قال: فيقام الحَدُّ بغير شاهدين عدلين؟

قال: لا.

قال: ثمَّ أقمت الحَدَّ في رمضان، فالحدود تُقام في شهر رمضان؟

قال: لا.

قال: ثمَّ جلدته وهو قائم، فالمحدود يُقام؟

قال: لا.

قال: ثمَّ شبحته بين العقابين فالمحدود يُشبح؟

قال: ثمَّ جلدته عُرياناً فالمحدود يُعرى؟

قال: لا.

قال: ثمَّ حملته على جمل فأطفته فالمحدود يُطاف به؟

قال: لا.

قال: ثمَّ حبسته بعد أنْ أقمت عليه الحَدَّ، فالمحدود يُحبس بعد الحَدِّ؟

قال: لا.

قال: لا يراني الله أبوء بإثمك وأُشاركك في جُرمك، خذوا عنه ثيابه وأحضروا المحدود ليأخذ حَقَّه منه.

فقال له مَن حضر مَن الفُقهاء: الحمد لله الذي جعلك عاملاً بحقوقه، عارفاً بأحكامه تقول الحَقَّ وتعمل به، وتأمر بالعدل وتؤدَّب مَن رغب عنه، إنَّ هذا - يا أمير المؤمنين - حاكم اجتهد فأخطأ، فلا تفضح به الحُكَّام وتهتك به القضاء، فأمر به فحُبس في داره حتَّى مات (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٩٠

الدنيا يومان: يومٌ لك ويومٌ عليك

وصل البرامكة على عهد هارون الرشيد إلى أوَجِّ العظمة والسُّلطة، كان جعفر البرمكي رئيس الحكومة، وللبرامكة الآخرين مقامات عالية فيها، وظلُّوا يحكمون البلاد الإسلاميَّة الواسعة سنين طوالاً، كان خلالها جميع أفراد هذه العائلة مِن الرجال والنساء، والشباب والشيوخ، والكبار والصغار مُتنعِّمين بكلِّ النعم ووسائل الراحة والسلطة.

ولكنَّهم في النهاية واجهوا تغيُّراً، فقُتل فريق منهم، وفَقَد الذين بقوا أحياءً كلَّ شيء وزالت دولتهم.

يقول محمد بن عبد الرحمان الهاشمي: زرت أُمِّي في عيد الأضحى، فرأيت امرأة رثَّة الثياب تجلس إليها تُحادثها، فسألتني أُمِّي أتعرف هذه المرأة؟

فقلت: لا.

قالت: هذه عبادة أُمُّ جعفر البرمكي!

اقتربت منها وحادثتها وأنا في عَجب مِن أمرها، وسألتها عمَّا مَرَّ بها مِن عجائب حوادث الزمان، فقالت:

يا ولدي، مَرَّ عليَّ عيد مثل هذا وأربع جوارٍ يخدمنني، وكنت أقول: إنَّ ولدي جعفراً لم يؤدِّ حَقِّي في الجواري اللواتي أوقفهنَّ على خدمتي، واليوم أيضاً يوم عيد يَمرُّ عليَّ، وأنا أتمنَّى جِلدَي شاةٍ أفترش واحداً وأتغطَّى بآخر.

يقول محمد الهاشمي: فدفعت لها خمسمئة درهم، ففرحت فرحاً شديداً كاد أنْ يُهلكها (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٩١

ألا كلُّ شيء ما خلا الله هالك

أرسل مُعاوية عبد الرحمان بن زياد عاملاً له على خراسان، فجمع خلال حُكمه أموالاً طائلة، فقال يوماً لكاتبه: ويلك! لست أدري كيف يغشاني النوم وعندي كلُّ هذه الأموال؟! فسأله الكاتب: كمْ هي؟

فقال: عددت ما عندي فعلمت أنِّي إذا صرفت كلَّ يوم ألف درهم كفاني مِئة سنة، فقال الكاتب: أيُّها الأمير أنام الله عينيك، لا أعجب مِن أنَّك تنام ولك هذه الأموال، بلْ أعجب إذا غمضت عيناك بعد أنْ تذهب منك.

ثمَّ لم يلبث طويلاً حتَّى ذهب كلُّ ذلك المال؛ فقد استدان بعضهم بعضه ولم يُعيدوه، وأنكر بعضٌ آخر أنَّه استأمنهم على البعض الآخر، وسرق خَدَمه وحَشمه ما لم يسرقه الآخرون، حتَّى بلغ به الأمر إلى أنَّه باع ما عنده مِن أدوات فضِّيَّة، وكان يركب حماراً صغيراً فتخطُّ رُجلاه الأرض، رآه يوماً مالك بن دينار وسأله: أين الأموال التي كنت تذكرها كثيراً؟

فأجابه: يا أبا يحيى، كلُّ شيء سوى ذات الله تعالى إلى فناء (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٩٢

لاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ

عندما أُحضر الإمام زين العابدين مع سبابا أهل البيت (عليهم السلام) إلى مجلس يزيد جرى كلام بينه وبين يزيد، كان منه أنَّ يزيد قال:

يا علي بن الحسين: ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ... ) (الشورى: ٣٠).

فقال علي بن الحسين (عليه السلام): كلاَّ! ما هذه فينا نزلت، إنَّما نزلت فينا: ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لكَيلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) (الحديد: ٢٢ - ٢٣) فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا مِن الدنيا ولا نفرح بما أتانا منها.

كان يزيد يُريد أنْ يعزو حادثة كربلاء الدمويَّة، وما أصاب أهل البيت فيها إلى أعمالهم، وأنَّه بريءٌ مِن دمهم بحسب مفهوم الآية التي قرأها، ولكنَّ الإمام ردَّ فِريته ودحضها (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٩٣

أحبُّكما إليَّ أحسنكما خُلقاً

روي أنَّ يحيى بن زكريَّا (عليه السلام) لقي عيسى ابن مريم، فتبسَّم عيسى في وجهه.

فقال يحيى: (ما لي أراك لاهياً كأنَّك آمن؟!).

فقال عيسى: (ما لي أراك عبساً كأنَّك آيس).

فقالا: (لا نبرح حتَّى ينزل علينا وحي!).

فأوحى الله تعالى إليهما: (أحبُّكما إليَّ أحسنكما خُلقاً).

وعن الإمام علي (عليه السلام) قال: (بُشر المؤمن في وجهه وحزنه في قلبه) (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٩٤

الله أكرم مِن أنْ يسلب امرءاً كريمتيه ثمَّ يعذبه

جاء رجل كفيف البصر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

فقال: يا رسول الله، أدعُ الله أنْ يكشف بصري.

قال: (إنْ أحببت أنْ أدعو فعسى أنْ يكشف بصرك، وإنْ شئت تلقاه ولا حساب عليك).

فقال: ألقاه ولا حساب عليَّ.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الله أكرم مِن أنْ يسلب امرءاً كريمتيه ثمَّ يُعذِّبه) (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٩٥

الله يَهب ويأخذ

كانت أُمُّ سليم مِن المؤمنات على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكذلك كان زوجها أبو طلحة مِن المسلمين الصادقين ومِن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، شارك في غزوات بدر وأُحد والخندق وغيرها.

وكان يسكن المدينة أيَّام السِّلم يقضي جانباً مِن وقته في العبادة، وفي تعلُّم المعارف الإسلاميَّة، ويقضي الجانب الآخر لكسب المعاش على قطعة أرض صغيرة.

أنجب هذان الزوجان ولداً، ولكنَّه أُصيب وهو صبيٌّ بمرض ألزمه الفراش، وانهمكت الأُمُّ في العناية به وتمريضه. وكان الأب عند عودته مِن العمل يعود ابنه المريض، ثم َّينصرف إلى حجرته لتناول طعامه والإخلاد إلى الراحة.

في عصر يوم مِن الأيَّام توفِّي الفتى أثناء غياب الأبِّ، فغطَّت الأُمُّ المؤمنة جسد ابنها دون أنْ تظهر الجزع عليه؛ ولكيلا تُزعج زوجها عند رجوعه ليلاً قرَّرت أنْ تُخفي عنه خبر موته في تلك الليلة، لذلك فإنَّه عندما دخل الدار وأراد عيادة ابنه حسب مألوفه منعته أُمُّ سليم مِن ذلك، قائلة اتركه نائماً براحة وسكون، وكان في لهجتها ما يشعر بأنَّ المرض قد خفَّ عنه، فاطمأنَّ قلبُه بعض الشيء خاصَّة وأنَّها هي أيضاً كانت هادئة مُطمئنَّة بحيث إنَّهما ناما سويَّة في تلك الليلة.

عند الصباح خاطبت أبا طلحة قائلة:

إذا أعار أحد شيئاً لجاره فاستعمله هذا بعض الوقت، فماذا عساك تقول إذا جاء صاحب الشيء يطلب حاجته فيأخذ المُستعير بالبُكاء والعويل لذهاب الشيء مِن يديه؟

قال أبو طلحة: هذا إنسان به جُنَّة؟

٣٩٦

فقالت أُمُّ سليم: إذنْ، علينا أنْ لا نكون مِمَّن بهم جُنَّة، فقد أخذ الله أمانته وتوفِّي ابننا، فاصبر على المُصيبة وأسلم لقضاء الله وهيَّئ الجنازة للدفن.

فأتى أبو طلحة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره الخبر، فتعجَّب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مِن أمرها ودعا لها، وقال: اللَّهمَّ بارك لهما في ليلتهما.

وحملت أُمُّ سليم مِن ليلتها ووُلِدَ لها ولد أسمته عبد الله، وربَّياه تربية دينيَّة سليمة، فعاش طاهراً ومات طاهراً، وكان عبيد الله بن أبي طلحة مِن أصحاب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٩٧

وكان الإنسان عَجولاً

كان (الحارث بن كلدة) مِن مشاهير الأطبَّاء في القَرن الأوَّل الهجري، وكانت له زوجة تُدعى (فارعة)، دخل فجر أحد الأيَّام عليها غرفتها فوجدها تسوُّك أسنانها، فاشمأزَّت منها نفسه، فطلَّقها هادماً بذلك حياته العائليَّة الحميمة.

وعندما سألته فارعة عن السبب الذي دعاه لتطليقها؟

قال لها: دخلت عليك فجراً فوجدتك تستاكين وكان هذا يعني أنَّك: إمَّا أنْ تكوني قد أكلت شيئاً لتوُّك، وامرأة بهذا النعم لا تليق بي، وإمَّا أنَّك بعد تناول طعامك في الليلة السابقة لم تستاكي فبقي شيء مِن الطعام بين أسنانك فأردت تنظيفها حينذاك، وامرأة على هذا القدر مِن الإهمال للأمور الصحيَّة لا تليق بي أيضاً كزوجة.

فردَّت عليه فارعة بهدوء وبرود قائلة: إنَّ سواكي أسناني فجر ذلك اليوم لم يكن لأيٍّ مِن السببين اللذين ذكرتهما، بلْ كنت أستخرج مِن بين أسناني ذرَّة مِن خيط السواك أحسست بها حينذاك.

لا شكَّ في أنَّ مقالة فارعة قد أخجلت زوجها أشدَّ الخَجل، بعد أنْ أدرك الخطأ الذي ارتكبه، فطلَّقها قبل أنْ يتثبَّت مِن حقيقة الأمر بتسرُّع وعَجلة، حارماً نفسه مِن دِفء الحياة العائليَّة.

وقد ندم على ما فعل، ولكنَّ القضاء كان قد حَلَّ أمام فارعة، فقد تركت زوجها العجول قصير النظر دون أنْ تأسَّف له وتزوَّجت غيره (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٩٨

التدبُّر قبل العمل يؤمنك مِن الندم

انتصر (معن بن زائدة) في الحرب الضروب التي وقعت على حدود مدينة كابل، فغنم الكثير وأسرَ العديد، وعسكر في (رخج) على مشارف كابل، حيث أنزل الجنود الأحمال وأراحوا الجياد مِن سروجها، وفجأة شاهدوا غباراً كثيفاً يرتفع إلى عنان السماء، فظنَّ معن أنَّ جيشاً مِن الأعداء يتقدَّم، فأمر بقتل جميع الأسرى فقتل بهذا الأمر نحو أربعة آلاف أسيراً.

يقول فرج بن زياد: إنَّني وأبي كنَّا مِن بين الأسرى، فأخفاني أبي تحت بعض أحداج الإبل. وقف أمامي قائلاً: إذا قتلت فقد أنجو أنا، ثمَّ لم يمض وقت طويل حتَّى تبيَّن أنَّ الغبار كان بسبب قطيع كبير مِن الحمر الوحشية، وهكذا قُتِل آلاف مِن الناس بسبب قرار مُتسرَّع غير مدروس، فذهب هؤلاء ضحايا العجلة الخرقاء.

قد تؤدِّي العَجلة - أحياناً - إلى إحاطة العقل بظلام كثيف، وتحويل الإنسان إلى كائن أعمى وأصمّ، بحيث لا يعود يُميِّز ما هو خير له مِمَّا هو شَرٌّ له.

عن الإمام علي (عليه السلام) أنَّه قال: (التدبير قبل العمل يؤمنك مِن الندم) (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج٢.

٣٩٩

بشِّر القاتل بالقتل ولو بعد حينٍ

كان (عبد الله الأفطس) مِن أحفاد الإمام السجَّاد (عليه السلام) رجلاً مؤمناً مُجاهداً ثوريَّاً، بذل جهوداً عظيمة لإنقاذ المُجتمع الإسلامي مِن نِير حُكم طُغاة بني العباس، فأمر هارون الرشيد بالقبض عليه وإرساله مخفوراً إلى بغداد، حيث ألقاه في السجن، وإذ طال أمدُ سجنه أخذ يزداد سَخطاً وغضباً، لما لحقه مِن الظلم والجور، فكتب رسالة إلى هارون الرشيد أسمعه فيها صرخات تظلمه في ألفاظ مِن الشتيمة والسُّباب.

فقرأ هارون الرسالة وقال: عبد الله الأفطس قد ضاق ذرعاً بالسجن، وبما يُعاني منه فيه مِن عذاب وتألُّم، فكتب إليَّ هذه الرسالة ليُثير غضبي فآمر بقتله وأُريحه مِن عذاب السجن، ولكنِّي لن أفعل ذلك أبداً، ثمَّ أحضر وزيره جعفراً البرمكي وأمره أنْ يقوم بنفسه بمُراقبة عبد الله وينقله إلى سجن آخر أوسع وأفضل.

صادف اليوم التالي عيد النوروز، وعندما جيء بعبد الله أمام جعفر البرمكي أخذ يُكرِّر ما كان قد كتبه في رسالته، مِن السُّباب والشتائم لهارون الرشيد ولحُكمه وحُكومته الجبَّارة، فغضب جعفر عند سماع تلك الشتائم فأمر فوراً بضرب عُنقه، فاحتزَّ رأسه وغسله ووضعه في طبق وأرسله إلى قصر الخليفة هارون مع سائر الهدايا، التي كان قد أعدَّها لتقديمها إليه بمُناسبة عيد النوروز، وإذ رفع هارون الغِطاء عن الطَّبق أثناء استعراضه الهدايا رأى رأس عبد الله الأفطس، فصرخ طالباً جعفراً البرمكي، وعند حضوره صاح في وجهه غاضباً: ويلك! لماذا قتلت عبد الله؟! كيف ترتكب هذا الخطأ الكبير؟!

فأجابه: لأنَّه شتم أمير المؤمنين.

فقال هارون: إنَّ قتل عبد الله مِن دون إذني أقبح بكثير مِن شتائم عبد الله!

٤٠٠

ثمَّ أمر بتغسيل جُثَّة عبد الله وتكفينه ودفنه، وظلَّت هذه الحادثة تُراود خاطر هارون طول حياته.

ولم يمضِ وقت طويل حتَّى أخذ الشكُّ يُراود الخليفة نحو جعفر، وقرَّر أنْ يأمر جلاَّده مسرور السياف بقتله، وفي الليلة التي قرَّر أنْ يقتله فيها استدعى مسروراً، وأمره أنْ ينطلق فيقتل جعفراً بعد أنْ يُخبره بأنَّه يقتله بسبب قتله عبد الله الأفطس ابن عَمِّ الخليفة مِن دون إذنه (1).

____________________

(1) الأخلاق، ج2.

٤٠١

الغاية لا تُبرِّر الوسيلة

في أيَّام المُعتصم كان هناك كاتب عاطل يبحث عن عمل، فكتب حاله بحروف كبيرة على ورقة بهذا المضمون: أنا كاتب وأرجو مِن الخليفة أنْ يستخدمني في عمل أخدم به خزينة الدولة وأنال به لقمة العيش، وأخذ يتردَّد كلَّ يوم على قصر المُعتصم، حتَّى إذا رأى الخليفة يُريد الركوب كان يفتح الورقة ويرفعها بين يديه ليراها الخليفة، حتَّى ضاق الخليفة ذرعاً بإلحاحه بأمر بتشغيله في عمل لا ينال منه شيئاً.

فقالوا: إنَّ المسجد الجامع في البصرة يحتاج إلى تبليط أرضه بالطابوق، لمنع تكوُّن الطين في الأيَّام الماطرة بسبب الأتربة، فإذا شاء الخليفة أنْ يكتب له أمراً ليقوم بتنفيذ تلك المُهمَّة، فوافق الخليفة على ذلك، فكُتِب الأمر ووقَّعه الخليفة، فأخذ الكاتب الأمر وسافر إلى البصرة.

في الطريق وقع بصره على صخرة ملوَّنة جميلة، فأخذها معه وعند وصوله إلى أبواب البصرة أرسل خادمه ليُخبر الناس بقدوم مأمور الخليفة ليستقبلوه، فحضر الناس وهُمْ يظنُّون أنَّ أمراً مُهمَّاً قد حصل ليُرسل الخليفة مأموراً يحمل أمراً منه.

راح الكاتب يعرض أمر الخليفة على الناس قائلاً: إنَّ أرض المسجد الجامع يجب أنْ تُبلَّط بالحَجر، فأبدى الناس طاعتهم لأمر الخليفة، وقالوا: إنَّ ذلك لم يكن يقتضي أمراً مِن الخليفة.

فأخرج الصخرة الملَّونة مِن جيبه وقال: إنَّ أمر الخليفة يوجب تبليط أرض المسجد بصخور مِن هذا النوع، فبُهت الناس، مِن أين يأتون بمِثل ذلك الحَجر؟! والكاتب يُصِرُّ على ذلك.

أخيراً وعلى أثر التماس الناس وإصرارهم وافق الكاتب على تقبُّل مبلغ مِن

٤٠٢

المال يجمعه الناس فيما بينهم؛ لكي يصرف النظر عن إصراره على أنْ يكون تبليط المسجد مِن تلك الصخرة ويرضى بتبليطه بالطابوق العادي.

جمع الناس المال وأعطوه لمأمور الخليفة، وبدأوا بتبليط أرض المسجد الجامع وحمل الكاتب الأموال التي جمعها على عدد مِن الإبل واتَّجه إلى بغداد.

في موعد عبور الخليفة أوقف الجمال في طريقه ووقف على رأسها. وعند وصول الخليفة نادى: يا خليفة المسلمين، لمَن أُسلِّم هذه الأموال؟

فسأل المُعتصم: أيُّ أموال؟

فقال: هذا حاصل الوظيفة التي عهدت بها إليَّ، وهو يبلغ بضعة آلاف درهم فأمر بتسلمها.

سأل الخليفة بعض الحاشية عن الوظيفة التي يتحدَّث عنها الرجل؟

فقالوا: تبليط أرض المسجد الجامع في البصرة.

فقال المُعتصم: إنَّ مَن يستخرج هذا المبلغ مِن المال مِن مثل هذا العمل لجدير بأعمال كبيرة! فعيَّنه بمنصب كاتب في الديوان.

على الرغم مِن أنَّ هذا الرجل قد احتال لخُطَّته بذكاء وبتدبَّر النتائج والنظر إلى المُستقبل، فأثبت جدارته للعمل في حُكم المُعتصم فحَظي بمنصب كاتب في ديوان الخلافة، فإنَّ الأخلاق الإسلاميَّة ترى في هذا اللون مِن التدبير وتدبُّر العواقب المبنيِّ على الغِشِّ والخيانة عملاً غير مشروع وغير عقلاني؛ لأنَّ العقل هو حُجَّة الله تعالى؛ ولذلك فإنَّه لا يُمكن أنْ يقود الإنسان إلى طريق الإثم والفساد (1).

____________________

(1) الأخلاق، ج2.

٤٠٣

وحملها الإنسان إنَّه كان ظَلوماً جَهولاً

استدعى عبد الملك بن مروان يوماً ابن عيينة وقال له:

أُريد أنْ أولِّيك مصر وأعهد إليك بإدارة أُمورها.

وكان ابن عينية عارفاً بما يَحفُّ بهذه التولية مِن أخطار، ويُدرك أنَّ قَبولها مِن دون أنْ يتعرَّض لخطر التلوُّث بظلم أو جور غير مُمكن.

فقال لعبد الملك: يا أمير المؤمنين، إنَّني قد اعتزلت ولا قدرة لي على القيام بما تعهده إليَّ.

فغضب عبد الملك وقال مُحتدَّاً: إنَّها ولاية يبذل الآخرون الأرواح في طلبها، ويتسبَّبون لها الأسباب، فأعرضها عليك مِن دون طلب منك فترفضها!

فقال لعبد الملك: يا أمير المؤمنين، أتأذن لي بكلمة؟

فقال: قُلْ.

قال: جاء في القرآن الكريم: ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) (الأحزاب:)، فالله تعالى لم يغضب عندما أبين أنْ يحملنها، ولكنَّك غضبت إذ امتنعتُ عن قبول ولاية مصر؟

فزال غضب عبد الملك وأكرمه.

إنَّ العقل النَّيِّر والضمير اليقظ وكرامة النفس والوجدان الواعي، كلَّها توجِب على الإنسان أنْ يتدبَّر أعماله، وأنْ لا يحيد عن طرق الحَقِّ والفضيلة، وأنْ لا يقرب الأعمال غير الإنسانيَّة التي يأباها الضمير، وأن لا يلوِّث نفسه بالفساد والخبث، وأنْ لا يدوس على الكرامة الإنسانيَّة في سبيل الوصول إلى الدنيا عن طريق غير مشروع (1) .

____________________

(1) الأخلاق، ج2.

٤٠٤

ما أرضاني عنك إنْ أصلحت أمرك

كان الإمام (عليه السلام) أيَّام خلافته يطرق الأسواق يستطلع أمرها، ويوصي أصحابها، فمَرَّ يوماً في سوق التمَّارين، وإذا بصبيَّة تبكي فوقف وسألها عمَّا بها.

فقالت: أعطاني سيِّدي درهماً أشتري به تمراً، فاشتريته مِن هذا البقَّال وذهبت به إلى الدار فلم يُعجبهم، فجئت أردَّه عليه فأبى رَدَّه.

فالتفت الإمام إلى البقَّال وقال له: (هذه الصبيَّة خادمة وليس الأمر باختيارها، فخُذْ التمر ورُدَّ إليها نقودها).

فنهض البقَّال ووضع يده في صدر الإمام يدفعه عن محلِّه، أمام أنظار المارَّة وأصحاب السوق، فنهره بعضهم قائلاً: ويلك! ماذا تفعل؟! هذا أمير المؤمنين.

فخاف الرجل واصفرَّ لونه، وأسرع يأخذ التمر مِن الصبيَّة ويرُدُّ إليها درهمها، ثمَّ قال: يا أمير المؤمنين ارضَ عنِّي، فقال: (ما أرضاني عنك إنْ أصلحت أمرك) (1) .

____________________

(1) الأخلاق، ج2.

٤٠٥

اجعل قوتَ عيالي نِصفاً شعيراً ونِصفاً حُنطة

عن معتب - الذي كان قائماً على إدارة شؤون منزل الإمام الصادق - قال: شحَّت المواد الغذائيَّة في السوق، فارتفعت الأسعار كثيراً، فقال لي الإمام (عليه السلام): (يا معتب، كَمْ لدينا مِن الطعام في الدار؟).

فقلت: ما يكفي لبضعة أشهر.

فقال: (بِعْه في السوق).

فعَجبت مِن قوله وقلت: ما هذا الذي تقوله يا سيديِّ؟!

فكرَّر أمره مؤكِّداً عليَّ أنْ أبيع كلَّ ما كان عندنا مِن الطعام.

فلمَّا بعته قال: (اشتر مع الناس يوماً بيومٍ).

وقال: (يا معتب، اجعل قوتَ عيالي نِصفاً شعيراً ونِصفاً حُنطة) (1) .

____________________

(1) الأخلاق، ج2.

٤٠٦

سيأتي مِن هنا رجل مِن أهل الجَنَّة

يقول أنس كنت يوماً في حضرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأشار إلى جِهة وقال: (سيأتي مِن هنا رجل مِن أهل الجَنَّة).

وما لبثنا حتَّى جاء رجل عجوز، وهو يُجفِّف ماء وضوئه بيده اليُمنى فيما علَّق نعلاه في إصبع مِن يده اليُسرى، تقدَّم وسلَّم.

بعد ذلك كرَّر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تلك العبارة عن الرجل في اليومين التاليين قبل وصوله بلحظات.

وكان (عبد الله بن عمرو بن العاص) حاضر المجلس في الأيَّام الثلاثة، وسمع مقالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فعزم على مُصاحبة الرجل؛ ليتعرَّف على عباداته وأعماله الصالحة، وليعلم ما الذي جعله مِن أهل الجَنَّة، ورفع مكانته إلى هذه المنزلة، فنهض وأدركه عند مُغادرته المجلس، وقال له: إنَّه قد خاصم أباه، وأقسم على أنْ لا يراه ثلاثة أيَّام بلياليها، وطلب أنْ يؤويه تلك المُدَّة عنده، فوافق الرجل وبقي عبد الله عند الرجل ثلاثة أيَّام.

يقول عبد الله: خلال تلك الليالي لم أرَ الرجل ينهض للعبادة أو للقيام بعبادة خاصَّة، سِوى أنَّه كان كلمَّا تقلَّب في فراشه ذكر الله، ثمَّ ينام حتَّى الفجر فينهض لصلاة الصبح، ولكنَّه خلال تلك المُدَّة كلِّها لم يذكر أحداً إلاَّ بالثناء عليه وذكر مَحاسنه.

ـ انقضت الأيَّام الثلاثة، وبدت أعمال الرجل في نظري تافهة، حتَّى كدت أنْ أحتقره ولكنِّي ملكت نفسي، وعند توديعه قلت له:

لم يكن قد حصل بيني وبين أبي أيُّ خِصامٍ، ولكنِّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول عنك كذا وكذا ثلاثة أيَّام؛ فأردت أنْ أعرفك وأعرف ما تقوم به مِن عبادات

٤٠٧

وأعمال صالحات غير، أنِّي لم أرَ منك عبادة كثيرة، فلا أعلم ما الذي أوجب رفع منزلتك ليقول عنك النبي ما قال!

قال الشيخ: لا أقوم بغير ما رأيت مِن الأعمال.

تركه عبد الله وانصرف إلاَّ أن الشيخ ناداه وقال له:

أعمالي الظاهرة هي تلك التي رأيتها، ولكنِّي في دخيلتي لا أحمل لأحد حِقداً ولا سوءاً، ولا أحسد أحداً على ما أنعم الله عليه.

فقال عبد الله: إنَّها نيَّتك الحسنة وحُبَّ الخير للآخرين ما شملك برحمة الله وألطافه، وإنَّه ليصعب علينا نحن أنْ نكون على هذه الطهارة وهذا القدر مِن حُبِّ الآخرين (1) .

____________________

(1) الأخلاق، ج2.

٤٠٨

الفهرس

مُقدِّمة 5

لا إفراط ولا تفريط .7

الخال أحد الضجيعين .9

كلُّ إنسان بينه وبين آدم صِلة 10

صِفات الابن مِن الأب أو الأُمِّ 11

الاستعمال يكون بعد التجربة 12

الجُملة العصبيَّة هي الأساس .13

الفَرق بين قضاء الله وقَدَره 14

بأبي وأُمِّي مَن لم ينخل له طعام 15

عن مِثل هذا الرجُل أخبرتك ..16

الذاكرة الخارقة 18

واعمراه لولا عليٌّ لهَلك عمر 19

اتَّق الله الذي خلقك ثمَّ يُميتك ..22

تفسير حُلْم .23

الحُلْم وكشف الحقائق .24

وإذا بُشِّر أحدهم بالأُنثى ظَلَّ وجهه مُسودَّاً 25

هارون الرشيد يَحنِث بأيمانه 26

مَعدِن العلم .28

الظُلم مِن كوامن النفوس: 29

القوَّة تُبديه والضُعف يُخفيه 29

بَشِّر الصابرين .31

فبما رَحمةٍ مِن الله لِنتَ لهم .33

سوء الخُلق يُسبِّب ضغطة القَبر .34

يزيد يرتكب الجرائم الواحدة تِلو الأُخرى .35

٤٠٩

ذِمَّة المسلم واحدة حُرَّاً كان أم عبداً 36

حِفظ الوديعة أيَّاً كانت ..37

المؤمن إذا وعد وفى .38

التوبة مِن الكذب أوَّلاً .40

الصدق مَنجاة 41

احِفظ الله يَحفظك ..42

المَنطق السليم .43

النبي أولى بالمسلمين مِن أنفسهم .45

الكريم يَسأل عن الكريم .47

مَن كانت أفعاله كريمة اتَّبعه الناس .48

انزل عن مِنبر أبي! 50

يَفرُّ مَن أخطأ! 51

رِفقاً بالحسين! 52

كرهت أنْ أُعجِّله! 53

تكريم الطفل .54

هلاَّ ساويتَ بينهما؟! 55

التصابي مع الصبي .56

أو ما ترضى أنْ تحمل بدناً حمله الرسول؟! 57

وا حيائي مِنك يا أمير المؤمنين! 58

أين الدُّرُّ والذهب مِن سورة الفاتحة؟ 60

مَن كان مع الله فليس في غُربة! 61

كهذا... 62

... لَتركت القاضي يأكلك! 63

سَعد وحِلم .64

مُعاوية اسم للأُثنى مِن الكِلاب ..65

أُميَّة تصغير أمَة 66

٤١٠

مُقوُّم الناقة 67

قيمة كلِّ امرئ ما يُحسنه 69

أهل الكَرَم والجُود 71

إمَّا المَنُّ وإمَّا القتل .72

بَلاغة صَبيٍّ .73

تضرُّع الأعرابي .74

عقل العباس وزينب ..75

عِزُّ الإسلام 76

أستحيي أنْ تَغلب مسألته جودي .77

قيمة مُعاوية عند علقمة بن وائل .78

الفَرق بين المجنون والمُبتلى .79

الذُّباب يذلُّ الجَبابرة 80

الإنسان أوَّله نُطفة وآخره جِيفة 81

يجمع كلَّ الناس خير الآباء آدم وأفضل الأديان الإسلام 82

الرَّبُّ واحد والجزاء بالأعمال .83

قولوا السَّداد مِن القول ولا تغلوا 84

أخاف أنْ يَدخلني ما دخلك ..85

الطِّيرَة ليست بحَقٍّ .86

يا رَبِّ أنت حولي ومِنك قوَّتي .87

لقِّنوا موتاكم شهادة أنْ لا إله إلاَّ الله والولاية 91

مَن يتَّقِ الله يجعل له مَخرجاً 92

إنْ كان كما نقول نجونا ونجوتَ ..94

لو عاينتم ما قد عاين مَن مات منكم .95

لجزعتم ووهلتم وسمعتم وأطعتم .95

إنَّ الله يُحبُّ عبداً إذا عمل عملاً أتقنه 98

قول الله أصدق مِن قولك ..101

٤١١

كرامة عبد المُطَّلب جَدُّ النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) 103

عبد المُطَّلب وحُلْم الشجرة التي تنبت في ظهره 105

إيَّاكم وتعلُّم النجوم إلاَّ ما يُهتدى به في بَرٍّ أو بحر 107

ما مؤمن يموت.. 108

إلاَّ قيل لروحه: الحَقْي بوادي السلام 108

سلمان وتكليم المَيِّت له 109

صَفاء الروح وقوَّة الحُلْم .111

توقَّع الموت صباحاً ومساءً 114

ليس هناك ليلٌ وإنَّما هو ضوء ونور 115

امرأة تدخل النار في هِرَّة حبستها 116

وأُخرى تدخل الجَنَّة في كلب سقته 116

البئر صدقة 117

غفر لك بالخوف فانظر كيف تكون فيما تستقبل .118

المرء مع مَن أحبَّ ..120

إنَّما تُقبل شهادة أنْ لا إله إلاَّ الله مِن هذا ومِن شيعته 121

مَن أحبَّ بقاء الظَّلمة فهو مِنهم وورد النار 122

شيعتنا يُطهَّرون مِن ذنوبهم بالبلايا والرزايا 123

لم يَنهَ عن تعذيب الديك فساخت به الأرض ..124

مَن كان هواه معنا فقد شَهِدنا 125

الطريق إلى جميع الكمالات الاستعانة بالحَقِّ على النفس ..127

انظر لنفسك.. ولا يُلهينَّك الأمل .128

ليس لأحدٍ فضلٌٌ على أحدٍ إلاَّ بالتقوى .129

لا تغضب ..130

كثرة الأكل تُعجِب الشيطان .131

أين شُكره على ما أنعم؟ 132

٤١٢

مَن أحياها فكأنَّما أحيا الناس جميعاً 134

المال يَفنى والبدن يَبلى والعمل يبقى .135

ربَّما سمعت مِن يَشتم عليٍّ... 136

فأمرُّ به فأُسلِّم عليه وأُصافحه 136

مروءة أهل بيت النبوَّة 137

الصبر على سوء خُلق الجار يورِث الفَرَج .138

الحرب خديعة 139

ولا تَهِنوا في ابتغاء القوم 140

لقد مُلئ قلبي منه رُعباً 141

إنِّي أكره لكم أنْ تكونوا سبَّابين .142

سُبْحان الله! تقذف أُمَّه؟! 143

الله يُحبُّ المُحسنين .144

إصلاح ذات بَيْنِ المُوالين لأبي عبد الله .145

اتَّبع النبي لأفعاله الكريمة 146

صَدَّقَتني إذ كذَّبتم وآمنت بي إذ كفرتم .147

حاجة المؤمن رحمة مِن الله لمَن طُلِبت منه 149

خُذْها فإنِّي إليك مُعتذِر 150

إيَّاكم والمُحقَّرات مِن الذنوب ..151

أنفقوا عليه مِن بيت المال .152

مَن زار أخاً في الله مُحبَّاً له فقد زار الله ووجبت له الجَنَّة 153

اتَّبع عليَّاً وحزبه فإنَّه مع الحَقِّ والحَقُّ معه 154

لاستجابة الدعاء لا بُدَّ مِن الطريق الذي أمر الله به 155

لا ترفع حاجتك إلاَّ إلى أحد ثلاثة.. 156

إذا وجَدْنا بذلنا وإذا فقدنا شكرنا 157

لا تدعُ سِوى الله .158

.. وعِزَّتي وجَلالي لأقطعنَّ أمل كلِّ مؤمَّلٍ غيري .159

٤١٣

.. اللَّهمَّ لا تكلني إلى نفسي طَرفة عين أبد.. 160

إيَّاك أنْ تكون فحَّاشاً أو صخَّاباً أو لعَّاناً 161

حَقُّ شكر الله أنْ تقول: الحمد لله .163

قضاء حاجة المؤمن كعبادة الله تسعة آلاف سنة.. 165

ادفعوا حُجَّة الله بقضاء حوائج إخوانكم .166

إنْ كان أعتقني لله فليدَعْني لله.. 167

إنَّ لله يوماً يخسر فيه المُبطلون .168

كتمان أمري أحبُّ إليَّ .169

ألا قلتَ: ربنا آتنا في الدنيا حسنة..؟! 170

البِرِّ ما اطمأنَّ به الصدر والإثم ما تردَّد فيه.. 171

إنَّما نجزع قبل المُصيبة 172

فإذا وقع أمر الله رضينا وسلَّمنا 172

واهاً لمَن يُذلُّ المؤمنين! 173

يُقدَّر الرزق بالحلال فيُطلب بالحرام 174

أحاديث أهل مصرنا مُنذ دهرنا..!! 175

فعلت هذا اقتداءً بجَدِّي .177

أبو الحسن وقضيَّة لم يَرد مثلها 178

ما قلَّ وكفى خيرٌ مِمَّا كثُر وألهى .180

ألَمْ يأنِ للَّذين آمنوا 181

أنْ تخشع قلوبهم لذِكر الله؟! 181

مَن أراد أن يُظلِّه الله مِن فَوح جَهنَّم.. 182

فليُنظِر مُعسِراً 182

لا تفعل يا عُثمان! 183

لا تَكمُل الكمالات إلاَّ بالإسلام 184

أوّلُ مَنْ جَمَعَ الجُمعَةَ بِالمَدِينَةِ 186

الكفاءة لا السِّن هي المقياس .189

٤١٤

إنَّ الله يُحِبُّ إذا خَرَجَ عَبْدُهُ المؤمِنُ إلى أخيهِ 191

أنْ يَتَهيّأَ لَهُ وأنْ يَتَجَمَلَّ .191

أستحيي مِن رَّبَّي أَنْ أتفضَّلَ عَلَيكَ ..192

الأحْداث أَسْرَعُ إلى كُلِّ خَيْرٍ .193

إذ هممت بأمر فتدبَّر عاقبتهُ 194

لم يكن لي جريمة فأخشاها 195

أداء الأمانة زيادة في الرزق .196

تجربة الحدَّاد وفتح عمَّوريَّة 198

إنَّما اللَّوْمُ لَوْمُ الجاهليَّةِ 201

العَدل أساس المُلك ..202

الأحداث أسرع إلى الخير .206

الحِلم سيِّد الأخلاق .207

في حلالها حساب وفي حرامها عِقاب ..208

جزاء مَن يتعدَّ حُرمات الله .212

المؤمن مُبتلى .213

لسانك حصانك إنْ صِنته صانك ..214

لا طاعة لمَخلوق .216

حتَّى لو كان أُمَّاً في مَعصية الخالق .216

مَن يَتَّقِ الله يجعل له مَخرجاً 218

قوَّة الإيمان أقوى مِن قوَّة الجَسد .220

كَذِبَ المُنجِّمون ولو صدقوا 221

إنْ كان كما يكفيك لا يُغنيك فكلُّ ما فيها لا يُغنيك ..222

لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ 223

الإسلام دين الشباب ..224

الحسَنُ مِنْ كُلِّ أَحَدٍِ حَسَنٌ، 227

ومِن الموالين أَحْسنُ .227

٤١٥

ما أخْسَرَ المشَقَّةَ وَراءها العِقابُ!! 228

إنَّ الله هُوَ التَّوَّابُ الرحيمُ .229

فبِما كسبت أيديكم .231

مُشاورة الرجال مُشاركتهم في عقولهم .232

الكادُّ على عياله كالمُجاهد في سبيل الله .234

العمل باليد عمل النبيِّين والمُرسلين والصالحين .235

يد الكادِّ على عِياله لا تمسُّها النار 236

احمل على رأسك واستغن عن النَّاس .237

مَن سعى على نفسه أو أبويه أو ذُرِّيَّته فهو في سبيل الله .238

ليس هذا طلب الدُّنيا 239

هذا طلب الآخرة!! 239

مَهلاً يا أُمَّاه فإنَّ مَعي مَن يَحفظني .240

لن يُغلَبَ حِزبٌ فيه رسول الله .241

تسود قريش ما دام مِثلُك فيها 242

.. إلاَّ أنْ أُقيم حَقَّاً أو أدفع باطلاً .243

ملعونٌ مَن جلس على مائدةٍ 244

يُشرَب عليها الخَمر 244

ما أحببتَ أنْ يأتيه الناس إليك فأته إليهم .245

احترام الأبّ ..246

المشي مع الراكب ..247

مَفسدة للراكب ومَذلَّةً للماشي .247

الفَرَج بعد الشِّدَّة 248

عُقدة الحَقارة 249

ليس مِنَّا 250

مَن لم يرحم صغيرنا ولم يوقِّر كبيرنا 250

هَلاَّ ساويت بينهما؟! 251

٤١٦

القَناعة كنز لا يَفنى .252

ويحَ مَن لم يتزوَّج وهو يَقدر 253

ليس أحدٌ يسبق فاطمة 254

بنت محمد إلى الفضل .254

مَن رَغب عن سُنَّتي فليس مِنِّي .255

المجنون مَن أبلى شبابه في غير طاعة الله .256

الذليل مَن ظَلَم .257

قيمة السُّلطة بإقامة الحَقِّ ودفع الباطل .258

إذا كنت أشرب مِن دماء الناس .259

فكيف لا أشرب الخمر 259

لا والله أو يؤخَذ للمظلوم حَقَّه 260

مَن سعى تفاخراً وتكاثُراً فهو في سبيل الشيطان .262

تارك الطلب لا يُستجاب له دعوات ..263

أنا أصبِر عن اللَّحم .264

اعمل واحمل على رأسك ..265

واستغنِ عن الناس .265

أحسن الناس مَعاشاً 266

أسوأ حالٍ أنْ يُرى المعروف مُنكراً والمُنكر معروفاً 267

لا حاجة للعِباد بالمُحرَّم مِن الأشياء 268

الحلال والحرام لمَصلحة العباد 269

ترحيب المسلمين بتحريم الخَمر 270

هدانا الله بأحمدَ المهديِّ النبيِّ .271

ما رأيت مُعلِّماً أرفق مِن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 273

ليس لابنِ البيضاء على ابنِ السوداء فَضلٌ .274

مشورةٌ في وقتها 275

٤١٧

مَن يبخل بفضله يُستغَن عنه ويُذمَّ 277

التحرُّز عن الزَّلل والخطأ أمام الأعداء 279

كفرتْ بأنعُم الله فأذاقها لِبَاس الجُوع والخَوف ..280

طلب العلم مِن المَهد إلى اللَّحد .283

ما الموت إلاَّ قَنطرةً 284

السرور بلقاء الله .285

لا يجتمع الشَّراب مع العقل .286

لا إله إلاَّ الله حِصني .287

لا نسجد إلا لله عَزَّ وجَلَّ .288

لا أفعل هذا أبداً ولا أسجد لغير الله .290

لو كان عبداً لأطاع مولاه 291

أين مُكوكبها؟ 292

أبو ذر يعيش وحيداً ويموت وحيداً 293

عمَّار تقتله الفئة الباغية 294

تأويل خُطبة الإمام عليٍّ (عليه السلام) المعروفة بالزوراء 295

لم يُقدَّم إلا بما عُهِد إليه فيه 297

مِثالان لخُلق الإنسان الكريم .298

اُلامُ على السخاء وإنَّ هذا لأسخى مِنِّي! 299

أعتق مِن العبيد .300

بقدر ما قتلت مِن بناتك ..300

الأدب خير مِن الذهب ..301

.. والعافين عن الناس .303

والله يُحبُّ المُحسنين .303

ما دخلت المسجد إلاَّ لأستغفرنَّ لك ..304

مَن أنصف مِن نفسه لم يزده الله إلاَّ عِزَّاً 305

الإيمان عمل كلُّه والقول بعضه 307

٤١٨

مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العُليا فهو في سبيل الله .309

الأمر إلى الله يضعه حيثُ يَشاء 310

الماء لا يُمنَع عن أحد .312

هي حُرَّة لِمَمْشاك .316

الآن يدخل كلامي في أُذنك ..318

لم يُعطَ أحدٌ شيئاً أضرَّ له في آخرته 319

مِن طلاقة لسانه 319

المجالس بالأمانة 320

الابتعاد عن إيذاء المؤمنين .321

اتَّق الله ولا تَعجل .322

الإسراف مذموم 323

الشيطان لن ينصح مُسلماً 324

لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ .325

اللَّهمَّ إنِّي أمسيت عنه راضياً فارضَ عنه 327

التضرُّع إلى الله وأسباب الانتصار 330

يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ .332

لا يَخرج الرجل عن مَسقط رأسه بالدَّين .333

أذلُّ الناس مَن أهان الناس .334

البادئ أظلم .335

لعنة الله على الظالمين .336

ما كان أحسن ترتيبه لنفسه ولصاحبه 338

لا تذيعَنَّ شيئاً على أخيك تَهدم به مروَّته 339

مُروءة قائدٍ .340

أردت أنْ أعظك فوعظتني .342

خير لباس في كلِّ زمان لباس أهله 343

الإسراف مذموم مِن أيٍّ كان .344

٤١٩

التعليم الذكي .346

تحتقر الكلام وتستصغره؟! 347

مُعاوية يأمر بسبِّ عليٍّ (عليه السلام) على المَنابر 348

أيُّهما أفضل عليٌّ أم مُعاوية؟! 351

التغاضي عن سفاسف الأُمور 352

مُديرٌ حكيم .353

إذا أكرمت اللئيم تمرَّد 355

فِطنة أديب ..357

تغافل في مَحلِّه 358

إنَّما الطاعة في المعروف ولا طاعة في معصية 359

لا يستهوينَّكم الشيطان لعنه الله .360

لا تَعمى الأبصار ولكنْ تَعمى القلوب ..361

باع آخرته بدنيا غيره 363

اشترى مرضاة المخلوق بسخط الخالق .364

ثِقْ بحُسن صِنع الله مِن حيث لا تدري .365

المُسلم لا يمكر بالمُسلم .367

مَن حَفر حُفرة لغيره وقع فيها 368

عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان .370

الرياء مُفسد للعمل .374

أنا عبد لله أوَّلاً .375

وضع جرَّة ماءٍ مسكورة وبرقع .376

الرياء هو الشِّرك كلُّه 378

النفاق أشدُّ مِن الكُفر 379

إنَّ ناساً كهؤلاء لا يُستعان بهم في سبيل الله .381

صلَّى فأعجبني وصام فرامني .382

جزاء مَن استودِع ثمَّ جَحد .383

٤٢٠

421