اختيار معرفة الرجال

اختيار معرفة الرجال0%

اختيار معرفة الرجال مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 904

اختيار معرفة الرجال

مؤلف: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)
تصنيف:

الصفحات: 904
المشاهدات: 68424
تحميل: 11384


توضيحات:

اختيار معرفة الرجال المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 904 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68424 / تحميل: 11384
الحجم الحجم الحجم
اختيار معرفة الرجال

اختيار معرفة الرجال

مؤلف:
العربية

718 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب، قال حدثني العمركي، قال: حدثني أحمد بن شيبة، عن يحيى بن المثني، عن علي بن الحسن بن رباط، عن حريز، قال: دخلت على أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول فيما بيننا وبينه، فقال لي: هذه الكتب كلها في الطلاق وأنتم! وأقبل يقلب بيده.

قال، قلت: نحن نجمع هذا كله في حرف، قال: وما هو؟ قال قلت: قوله تعالى:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) (1) ، فقال لي: فأنت لا تعلم شيئا الا برواية؟ قلت: أجل.

فقال لي ما تقول في مكاتب كاتب مكاتبته ألف درهم فأدى تسعمائة وتسعة وتسعين درهما، ثم أحدث يعني الزنا، كيف نحده؟ فقلت: عندي بعينها حديث حدثني محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام : أن علياعليه‌السلام كان يضرب بالسوط وبثلثه وبنصفه وببعضه بقدر أدائه، فقال لي: ما لي أسألك عن مسألة لا يكون فيها شي‌ء.

فما تقول في جمل اخرج من البحر؟ فقلت: إن شاء الله فليكن جملا وان شاء فليكن بقرة، ان كانت عليه فلوس أكلناه، والا فلا.

719 - حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس، قال قلت لحريز يوما: يا أبا عبد الله كم يجزيك أن تمسح على شعر رأسك في وضوء الصلاة قال: بقدر ثلاث أصابع، وأومأ بالسبابة والوسطى والثالثة، وزعم حريز أن ذاك برواية، وكان يونس يذكر عنه فقها كثيرا.

حريز بن عبد الله الازدي عربي كوفي، انتقل الى سجستان فقتل بهارحمه‌الله .

__________________

(1) سورة الطلاق: 1‌

٦٨١

في يونس بن يعقوب‌

720 - حدثني حمدويه، ذكره عن بعض أصحابنا، أن يونس بن يعقوب فطحي كوفي، مات بالمدينة وكفنه الرضاعليه‌السلام ، وانما سمي فطحيا لان عبد الله بن جعفر كان أفطح الراس، وقد قيل أنه كان أفطح الرجلين، وقيل انهم نسبوا الى رجل يقال له: عبد الله بن فطيح.

___________________________________________________________

في يونس بن يعقوب‌

صراح كلام أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالى أولا وآخرا سبيله أن كون يونس بن يعقوب فطحيا، انما ذكره حمدويه عن بعض أصحابه وليس بمتحقق الثبوت.

والحق الصريح أن الرجل صحيح الحديث، مستقيم العقيدة، كريم المنزلة كبير الجلالة جدا، على ما قد تضافرت عليه الاخبار الجمة الصبة المتظافرة، ولذلك كان ديدني في مصنفاتي استصحاح حديثه والتعويل على روايته.

وكذلك العلامة في القسم الاول من الخلاصة قال: الحق قبول روايته(1) .

يعنى بذلك عد حديثه صحيحا، فانه المعنى بقبول الرواية في هذا القسم المعمول لذكر المعدلين والممدوحين، أي رواة الصحاح والحسان من الاخبار، على ما أوضحناه في معلقات الخلاصة وأبطلنا مؤاخذات المعترضين على العلامة فليتقن.

قولهرحمه‌الله : ذكره عن بعض أصحابه أن يونس بن يعقوب فطحى‌

من ذكر فطحيته قد اعترف بأنه قد كان قال بعبد الله الافطح، ثم تاب ورجع الى أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، فكان من خواص أصحابه، ثم من خواص أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام .

__________________

(1) الخلاصة: 185‌

٦٨٢

721 - علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب، قال: دخلت على أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال، فقلت له: جعلت فداك ان أباك كان يرق علي ويرحمني، فان رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت قال، فقال لي: يا يونس اني دخلت على أبي وبين يديه حيس أو هريسة، فقال: ادن يا بني فكل من هذا، هذا بعث به إلينا يونس أنه من شيعتنا القدماء، فنحن لك حافظون.

___________________________________________________________

قال النجاشي رحمه الله تعالى: يونس بن يعقوب بن قيس أبو علي الجلاب البجلي الدهني، أمه منية بنت عمار بن أبي معاوية الدهني أخت معاوية بن عمار، اختص بأبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكان يتوكل لأبي الحسن ومات بالمدينة في أيام الرضاعليه‌السلام فتولى أمره، وكان حظيا عندهم موثقا، وكان قد قال بعبد الله ورجع(1) .

والشيخ لم يذكر ذلك أصلا، بل انما أورده في كتاب الرجال في أصحاب الصادق والكاظم والرضاعليهم‌السلام وقطع بتوثيقه في موضعين.

قال في أصحاب أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام : يونس بن يعقوب البجلي الدهني الكوفي.

وقال في أصحاب أبي الحسن الكاظمعليه‌السلام : يونس بن يعقوب مولى له كتب ثقة.

وقال في أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام : يونس بن يعقوب ثقة، له كتاب من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام (2) .

قولهعليه‌السلام : بين يديه حيس‌

بالياء المثناة من تحت بين الحاء والسين المهملتين تمر يخلط بسمن وأقط ثم يدلك حتى يختلط قاله في المغرب.

__________________

(1) رجال النجاشى: 348‌

(2) رجال الشيخ: 335 و363 و394‌

٦٨٣

قال أبو النضر: سمعت علي بن الحسن، يقول: مات يونس بن يعقوب بالمدينة فبعث اليه أبو الحسن الرضاعليه‌السلام بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج اليه، وأمر مواليه وموالي أبيه وجده أن يحضروا جنازته، وقال لهم: هذا مولى لأبي عبد اللهعليه‌السلام كان يسكن العراق.

وقال لهم: احفروا له في البقيع فان قال لكم أهل المدينة أنه عراقي ولا ندفنه في البقيع: فقولوا لهم هذا مولى لأبي عبد اللهعليه‌السلام وكان يسكن العراق، فان منعتمونا أن ندفنه بالبقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع، ووجه أبو الحسن علي بن موسىعليهما‌السلام الى زميله محمد بن الحباب، وكان رجلا من أهل الكوفة: صل عليه أنت.

___________________________________________________________

وفي النهاية الاثيرية: الحيس الطعام المتخذ من التمر والاقط والسمن وقد يجعل عوض الاقط الدقيق(1) .

والحيس في الاصل بمعنى الخلط ثم جعل اسما.

قوله: الى زميله محمد بن حباب‌

محمد بن حباب باهمال الحاء أو اعجام الخاء وتشديد الموحدة بعدها ثم موحدة أخرى أخيرا بعد الالف.

ذكره الشيخ في كتاب الرجال فقال في أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام : محمد بن الحباب الجلاب كوفي(2) .

وما رواه أبو عمرو الكشي أن أبا الحسن الرضا علي بن موسىعليهما‌السلام وجه الى زميله محمد بن الحباب، فأمره بالصلاة على يونس بن يعقوب يتضمن مدحه والتنويه بجلالته، سواء كان ضمير زميله عائدا الى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، أو الى يونس بن يعقوب، فلا تكن من الغافلين.

__________________

(1) نهاية ابن الاثير: 1 / 467‌

(2) رجال الشيخ: 286‌

٦٨٤

722 - علي بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الوليد، قال: رآني صاحب المقبرة وأنا عند القبر بعد ذلك، فقال لي: من هذا الرجل صاحب القبر؟ فان أبا الحسن علي بن موسىعليهما‌السلام أوصاني به، وأمرني أن أرش قبره أربعين شهرا: أو أربعين يوما في كل يوم، قال أبو الحسن: الشك مني.

قال، وقال لي صاحب المقبرة: أن السرير عندي يعني سرير النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاذا مات رجل من بني هاشم صر السرير، فأقول أيهم مات حتى أعلم بالغداة، فصر السرير في الليلة التي مات فيها هذا الرجل، فقلت: لا أعرف أحدا منهم مريضا فمن الذي مات، فلما كان من الغد جاءوا فأخذوا مني السرير، وقالوا: مولى لأبي عبد اللهعليه‌السلام كان يسكن العراق.

وقال علي بن الحسن: كانت أمه أخت معاوية بن عمار وكانت تدخل على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وامرأته كانت مضرية وكانت تدخل أبي عبد اللهعليه‌السلام .

723 - علي بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الوليد، عن صفوان بن يحيى، قال، قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : جعلت فداك سرني ما فعلت بيونس قال، فقال لي: أليس مما صنع الله ليونس ان نقله من العراق الى جوار نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

724 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، قال، قال لي يونس: ذكر لي أبو عبد اللهعليه‌السلام أو أبو الحسن شيئا استربه، قال، فقال لي: لا والله ما أنت عندنا متهم، انما أنت رجل منا أهل البيت، فجعلك الله مع رسوله وأهل بيته، والله فاعل ذلك إن شاء الله.

___________________________________________________________

قوله: استر به‌

استر به بفتح الهمزة للمتكلم من المضارع واهمال السين وضم الراء المشددة افتعالا من السرور، واستررت به بضم التاء على صيغة المتكلم من الفعل الماضي.

وربما يضبط « استر به » أو « استريته » أي اختاره واخترته من الاستراء بمعنى الاختيار والاصطفاء.

٦٨٥

وذكر أنه قال: انظروا الى ما ختم الله به ليونس قبضه مجاورا لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

725 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب، قال: كتبت الى أبى الحسنعليه‌السلام في شي‌ء كتبت اليه فيه يا سيدي، فقال للرسول: قل له أنك أخي.

726 - علي بن الحسن، عن عباس بن عامر، عن يونس بن يعقوب، قال: كتبت الى أبي عبد اللهعليه‌السلام أسأله أن يدعوا الله لي أن يجعلنى ممن ينتصر به لدينه فلم يجبني، فاغتممت لذلك، قال يونس: فأخبرني بعض أصحابنا، أنه كتب اليه بمثل ما كتبت، فاجابه وكتب في أسفل كتابه: يرحمك الله انما ينتصر الله لدينه بشر خلقه.

727 - وروي عن أبي سعيد الادمي، قال: حدثني محمد بن الوليد، قال: حضرت جنازة معاوية بن عمار ويونس بن يعقوب حاضر، فصلى بأصحابنا وأذن وأقام هذا.

728 - حمدويه، قال: حدثني أيوب، عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، قال، قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا يونس قل لهم يا مؤلفة قد رأيت ما تصنعون اذا سمعتم الاذان أخذتم نعالكم وخرجتم من المسجد.

___________________________________________________________

وفي طائفة من النسخ « اشتريه » أو « اشتريته » باعجام الشين يعني أمرني بأن أشتري شيئا، ثم قال لي هذا القول.

والصحيح هو الاول وما عداه فتصحيف.

قوله: فصلى بأصحابنا وأذن وأقام‌

يعني أنه قدم الصلاة المكتوبة اليومية بوظائفها وسننها على صلاة الجنازة، فصلى بنا المكتوبة وأذن لها وأقام، ثم بعد الفراغ منها صلى صلاة الجنازة، مع أن الجنازة كانت لخاله معاوية بن عمار، لا أنه أذن وأقام لصلاة الجنازة.

٦٨٦

في محمد بن سنان‌

729 - قال حمدويه: كتبت أحاديث محمد بن سنان، عن أيوب بن نوح وقال: لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان.

ما روى في عبد الملك بن عمرو‌

730 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن عبد الملك بن عمرو، قال، قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : اني لأدعو الله لك حتى اسمي دابتك أو قال: أدعو لدابتك.

في عبد الله بن ميمون القداح المكى‌

731 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني أيوب بن نوح، قال حدثنا صفوان بن يحيى، عن أبي خالد صالح القماط، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يا بن ميمون كم انتم بمكة؟ قلت: نحن أربعة، قال: أما أنكم نور في ظلمات الارض.

732 - جبريل بن أحمد، قال: سمعت محمد بن عيسى يقول: كان عبد الله ابن ميمون يقول بالتزيد.

في محمد بن اسحاق صاحب المغازى وغيره‌

733 - محمد بن اسحاق ومحمد بن المكندر، وعمرو بن خالد الواسطي، وعبد الملك بن جريح، والحسين بن علوان، والكلبي، هؤلاء من رجال العامة الا أن لهم ميلا ومحبة شديدة.

وقد قيل: أن الكلبي كان مستورا ولم يكن مخالفا، وقيس بن الربيع بتري كانت له محبة.

فأما مسعدة بن صدقة بتري وعباد بن صهيب عامي، وثابت أبو المقدام بتري‌

٦٨٧

وكثير النواء بتري، وعمرو بن جميع بتري، وحفص بن غياث عامي، وعمرو بن قيس الماصر بترى، ومقاتل بن سليمان البجلي.

وقيل البلخي بتري، وأبو نصر بن يوسف ابن الحارث بتري.

في عبد الرحمن بن سيابة‌

734 - أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن محمد بن زياد، عن علي بن عطية صاحب الطعام، قال: كتب عبد الرحمن بن سيابة الى أبي عبد اللهعليه‌السلام : قد كنت احذرك إسماعيل.

جانيك من يجني عليك وقد

يعدي الصحاح مبارك الجرب

___________________________________________________________

في عبد الرحمن بن سيابة

قوله: قد كنت أحذرك اسماعيل‌

كتب ذلك ابن سيابة الى أبي عبد اللهعليه‌السلام حيث تجنى اسماعيل في أمر معلى ابن خنيس، على من هو بري‌ء من ذلك وتعرض له وتحرش به.

قوله: جانيك من يجنى عليك‌

وقد يقال: جنى عليه يجنى من باب ضرب أي ارتكب الجناية فيه، أو فيمن هو من أهله، فهو عليه جان، وتجنى عليه من باب التفعل اذا أسند اليه جناية لم يجنها وكان بريئا منها، والجناية ما تجنيه من شر أي تحدثه تسمية بالمصدر من جنى عليه شرا.

أو هو عام الا أنه خص بما يحرم من الفعل وأصله من جنى الثمر وهو أخذه من الشجر، قاله المغرب والاساس وغيرهما(1) .

قوله: يعدى الصحاح مبارك الجرب‌

يعدي أول ثاني مصراعي البيت من الشعر، وهو بضم ياء المضارعة واسكان‌

__________________

(1) أساس البلاغة: 103‌

٦٨٨

فكتب اليه أبو عبد اللهعليه‌السلام قول الله أصدق: ولا تزر وازرة وزر أخرى، والله ما علمت ولا أمرت ولا رضيت.

في سفيان بن عيينة‌

735 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد ابن الوليد، قال: حدثنا العباس بن هلال، قال، ذكر أبو الحسن الرضاعليه‌السلام : أن سفيان بن عيينة لقي أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فقال له: يا أبا عبد الله الى متى هذه التقية وقد بلغت هذه السن؟ فقال: والذي بعث محمدا بالحق لو أن رجلا صلى ما بين الركن والمقام عمره، ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت للقي الله بميتة جاهلية.

في عباد بن صهيب‌

736 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن ابن سنان، قال، سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: بينا أنا في الطواف اذا رجل يجذب ثوبي، فالتفت فاذا عباد البصري، قال، يا جعفر بن محمد تلبس مثل هذا الثوب وانت في الموضع الذي أنت فيه من علي - صلوات الله عليه -.

قال، قلت: ويلك هذا ثوب قوهي اشتريته بدينار وكسر، وكان عليعليه‌السلام

___________________________________________________________

العين المهملة وكسر الدال من الاعداء.

و « الصحاح » بكسر الصاد جمع صحيح، وأما الذي بمعنى الطريق وبمعنى الارض الصلبة الشديدة فبالفتح، ونصبه على المفعولية، أو على نزع الخافض.

و « مبارك الجرب » بالرفع على الفاعلية، والجرب بضمتين جمع الاجرب أي الذي به الجرب.

في عباد بن صهيب

قولهعليه‌السلام : ثوب قوهى‌

في أساس البلاغة: ثوب قوهي منسوب الى قوهستان كورة من كور فارس،

٦٨٩

في زمان يستقيم له ما لبس فيه، ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس هذا مراء مثل عباد.

قال نصر: عباد بتري.

737 - محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن اشكيب، قال: أخبرنا الحسن بن الحسين، عن يونس، عن حسين بن المختار، قال، دخل عباد بن كثير البصري على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وعليه ثياب شهرة غلاظ، فقال: يا عباد ما هذه الثياب فقال: يا أبا عبد الله تعيب هذا علي، قال: نعم، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة قال عباد: من حدثك بهذا، قال: يا عباد تتهمني حدثني آبائيعليهم‌السلام عن رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

في عمرو بن أبى المقدام‌

738 - حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثني محمد بن الحسين، عن أحمد ابن الحسن الميثمي، عن أبي العرندس الكندي، عن رجل من قريش قال، كنا بفناء الكعبة وأبو عبد اللهعليه‌السلام قاعد، فقيل له: ما اكثر الحاج! فقالعليه‌السلام : ما أقل الحاج! فمر عمرو بن أبى المقدام، فقال: هذا من الحاج.

في سفيان الثورى‌

739 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن أسباط قال، قال سفيان بن عيينة لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انه يروي أن علي بن ابن أبي طالبعليه‌السلام كان يلبس الخشن من الثياب، وانت تلبس القوهي المروى، قال: ويحك أن‌

___________________________________________________________

وكل ثوب أشبهه وان لم يكن منها يقال له: قوهي(1) .

وفي القاموس: القوهي ثياب بيض وقوهستان كورة بين نيسابور وهراة، وقصبتها قاين وطبس، وموضع، وبلد بكرمان(2) .

__________________

(1) أساس البلاغة: 529‌

(2) القاموس: 4 / 291‌

٦٩٠

علياعليه‌السلام كان في زمان ضيق، فاذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى به.

740 - محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن اشكيب، قال: حدثني الحسن بن الحسين المروزي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أحمد بن عمر، قال، سمعت بعض أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام يحدث: أن سفيان الثوري دخل على أبي عبد اللهعليه‌السلام وعليه ثياب جياد، فقال: يا أبا عبد الله ان آبائك لم يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب! فقال له ان آبائيعليهم‌السلام كانوا في زمان مقفر مقتر، وهذا‌

___________________________________________________________

في سفيان الثورى

قولهعليه‌السلام : في زمان ضيق‌

اضافة الزمان الى ضيق بفتح الضاد المعجمة أو كسرها تلبسية.

قولهعليه‌السلام : في زمان مقفر مقتر‌

« مقفر » بالقاف الساكنة قبل الفاء المكسورة، و« مقتر » بالتاء المثناة من فوق المكسورة بعد القاف الساكنة.

في أساس البلاغة: أقفرت الارض اذا خلت من النبات والماء، وأرض مقفرة وقفر وقفرة، وأرضون وبلاد قفر وقفار، وبتنا بقفرة، وأقفر فلان من أهله اذا تفرد عنهم وبقي وحده.

وأقفر جسده من اللحم ورأسه من الشعر، وانه لقفر الجسد والرأس، وأقفر الرجل اذا أكل خبزا قفارا بلا ادام، ومنه ما أقفر بيت فيه خل(1) .

وفي الصحاح والنهاية الاثيرية: أقتر الرجل أقتر وضاقت عليه المعيشة، واقتر الله عليه رزقه واقتر هو على عياله اقتارا، أي ضيق وقلل، وكذلك قتر عليه تقتيرا وقتر قترا وقتورا ثلاث لغات(2) .

__________________

(1) أساس البلاغة: 517‌

(2) الصحاح: 2 / 786‌

٦٩١

زمان قد أرخت الدنيا عزاليها، فأحق أهلها بها أبرارهم.

741 - وجدت في كتاب أبي محمد جبريل بن أحمد الفاريابي بخطه، حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل الكوفي، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن الهيثم بن واقد، عن ميمون بن عبد الله، قال، أتى قوم أبا عبد اللهعليه‌السلام يسألونه الحديث من الامصار، وأنا عنده، فقال لي: أتعرف أحدا من القوم؟ قلت: لا، فقال: فكيف دخلوا علي؟ قلت: هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه لا يبالون ممن أخذوا الحديث.

___________________________________________________________

وقال العزيزي في غريب القران: مقتر أي مقل فقير.

قوله (ع): قد أرخت الدنيا عزاليها‌

بالزاى المعجمة والعين المهملة المفتوحة واللام بعد الالف ثم الياء المثناة من تحت، وهي جمع العزلاء، اما مفتوحة اللام على هيئة التثنية، كما حواليها وحوالينا وحواليكم.

واما مكسورتها على هيئة صيغة الجمع، كالعوالي في جمع العالية، واللآلي في جمع اللؤلؤة.

قال في مجمل اللغة: عزلاء القربة مستخرج مائها.

وفي المغرب: العزلاء فم المزادة الاسفل، والجمع عزالي وعزالي والسحابة أرخت عزاليها اذا أرسلت دفعها، مجاز والدفعة بالضم المطرة الشديدة الصب.

وقال ابن الاثير في النهاية: في حديث الاستسقاء: دفاق العزائل يحم حم البعاق، العزائل أصله العزالي مثل الشبائك والشباكي، والعزالي جمع العزلاء، وهو فم المزادة الاسفل، فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة.

ومنه الحديث: أرسلت السماء عزاليها، وقال: الدفاق المطر الواسع الكثير والعزائل مقلوب العزالي، وهي مخارج الماء من المزادة(1) .

__________________

(1) نهاية ابن الاثير: 3 / 231.

٦٩٢

فقال لرجل منهم: هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال: نعم، قال: فحدثني ببعض ما سمعت؟ قال انما جئت لا سمع منك لم أجي‌ء أحدثك، وقال للاخر ذاك ما يمنعه ان يحدثني ما سمعت، قال: وتتفضل أن تحدثني بما سمعت، اجعل الذي حدثك حديثه أمانة لا تحدث به أحدا؟ قال: لا، قال فاسمعنا بعض‌

___________________________________________________________

قوله: ذاك ما يمنعه أن يحدثنى ما سمعت‌

« ما » للموصول وفي محل الرفع بالابتداء، والخبر ما سمعت.

أي ذاك الذي أبى ان يحدثني انما الذي يمنعه أن يحدثني ما سمعت من قوله. جئت لا سمع منك لم أجي أحدثك.

قولهعليه‌السلام : وتتفضل‌

من التفضل بمعنى التوشح بالثوب، تفعلا من الفضل بضمتين وهو الثوب، وربما يقال: لا يقال فضل - بضمتين - الا لثوب واحد، وقد جعل ذلك كناية عن الاستنكاف من التحديث.

قال في المغرب: ثوب فضل وامرأة فضل أي على ثوب واحد ملحفة، أو نحوها تتوشح به.

وقال في مجمل اللغة: المتفضل المتوشح بثوبه.

وفي أساس البلاغة: وتفضل الرجل أو المرأة اذا توشح بثوب واحد مخالف بين طرفيه على عاتقه(1) .

أي وأنت أيضا تتوشح بثوبك، كراهة أن تحدثني بما سمعت من الحديث.

قولهعليه‌السلام : اجعل الذى حدثك‌

« اجعل » بهمزة الاستفهام، و« حديثه » منصوب على أنه أول مفعوليه، و« أمانة » المفعول الثاني.

__________________

(1) أساس البلاغة: 476‌

٦٩٣

ما اقتبست من العلم حتى نفيد بك إن شاء الله.

قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد قال: النبيذ كله حلال الا الخمر، ثم سكت.

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : زدنا، قال: حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي أنه قال: من لا يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة وذبائحهم فهو ضال، أما النبيذ: فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح على الخفين: فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبائح: فقد اكلها عليعليه‌السلام فقال كلوها فان الله تعالى يقول( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ) (1) ثم سكت.

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : زدنا، فقال: قد حدثتك بما سمعت، قال: اكل الذي سمعت هذا؟ قال: لا، قال: زدنا، قال: حدثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن قال: أشياء صدق الناس بها وأخذوا بما ليس في الكتاب لها أصل، منها عذاب القبر، ومنها الميزان، ومنها الحوض ومنها الشفاعة، ومنها النية ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه، ولا يثاب الرجل الا بما عمل ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا.

قال: فضحكت من حديثه، فغمزني أبو عبد اللهعليه‌السلام أن كف حتى نسمع قال فرفع رأسه إلي فقال: ما يضحكك من الحق أو من الباطل؟ قلت له: أصلحك الله وأبكى وانما يضحكنى منك تعجبا كيف حفظت هذه الأحاديث فسكت.

___________________________________________________________

قولهعليه‌السلام : حتى نفيد بك‌

في طائفة من النسخ « حتى نفيدك » من الافادة بمعنى الاعطاء والانالة، وفي أكثرها « نفيد بك » أي من جهتك وبسببك من الافادة بمعنى الاعتناء والاخذ والاستفادة.

__________________

(1) سورة المائدة: 5‌

٦٩٤

فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، أنه رأى علياعليه‌السلام على منبر الكوفة وهو يقول: لئن اتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لأجلدنه حد المفتري.

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : زدنا فقال: حدثني سفيان، عن جعفر، أنه قال حب أبي بكر وعمر ايمان وبغضهما كفر.

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام زدنا فقال: حدثني يونس بن عبيد، عن الحسن، أن علياعليه‌السلام أبطأ عن بيعة أبي بكر، فقال له عتيق: ما خلفك يا علي عن البيعة، والله لقد هممت أن أضرب عنقك فقال له عليعليه‌السلام : يا خليفة رسول الله لا تثريب، قال: لا تثريب.

قال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن الحسن، ان أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق عليعليه‌السلام اذا سلم من صلاة الصبح، وأن أبا بكر سلم بينه وبين نفسه، ثم قال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك.

قال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : زدنا قال: حدثني نعيم بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، أنه قال ود علي بن أبي طالب أنه بنخيلات تينع يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان، وحدثني به سفيان.

___________________________________________________________

قوله: بنخيلات تينع‌

بنخيلات بضم النون وفتح الخاء المعجمة على تصغير النخلة.

و « تينع » بفتح التاء المضارعة واسكان الياء بعدها نون مفتوحة.

في صحاح الجوهري: ينع الثمر أي نضج، والينيع واليانع مثل النضيج والناضج، وجمع اليانع ينع(1) .

وفي غريب القرآن للعزيزي: في قوله سبحانه « ينعه » أي مدركه، واحده يانع مثل تاجر وتجر، يقال: ينعت الثمرة والفاكهة وأينعت اذا أدركت.

__________________

(1) الصحاح: 3 / 1310‌

٦٩٥

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام زدنا، قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد، أنه قال: لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت، قال له الحسن يا أبه أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال عليعليه‌السلام : يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ.

قال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، أن علياعليه‌السلام لما قتل أهل صفين، بكى عليهم ثم قال: جمع الله بيني وبينهم في الجنّة.

قال، فضاق بي البيت وعرقت وكدت أن أخرج من مسكي، فاردت أن أقوم اليه وأتوطأه، ثم ذكرت غمزة أبي عبد اللهعليه‌السلام فكففت.

فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : من أي البلاد أنت؟ قال: من أهل البصرة، قال فهذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد، تعرفه؟ قال. لا، قال فهل سمعت منه شيا قط؟ قال: لا، قال: فهذه الأحاديث عندك حق؟ قال نعم، قال: فمتى سمعتها؟ قال: لا أحفظ، قال: الا أنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها.

قال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه، فقال لك هذه التي ترويها عني كذب لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه؟ قال: لا، قال: لم، قال: لأنه شهد على قوله رجال ولو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله.

___________________________________________________________

قوله: من مسكى‌

المسك بفتح الميم واسكان السين المهملة الجلد، أي من جلدي وجسدي.

وفي نسخة « من مسكتي » بضم الميم وفتح الكاف وهي الحلم والعقل.

قال في المغرب: المسكة التماسك، ومنه قولهم: زوال مسكة اليقظة.

أي من عقلي الذي به يتماسك به الانسان نفسه ويتمالك أمره ويضبط جوارحه وأعضائه.

٦٩٦

قال: اكتب - بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي، قال: ما اسمك؟ قال: ما تسأل عن اسمي؟ ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفي عام،

___________________________________________________________

قوله (ص): خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفى عام‌

أي مقام واعتبار وحيثية ومرتبة، كما في قوله عز وعلا( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللهِ ) (1) أي بوقائعه وبدائعه ومراتب أفاعيله وصنائعه.

فالمعنى بالارواح عالم الامر. وبألفي عام مجموع مراتب ضربيه اللذين هما عالما العقل والنفس، وهما المرتبتان الاولتان من المراتب الخمس في طول سلسلة البدو.

وذكر عدد الالف في كل منهما بحسب المراتب العرضية المختلفة بالحقيقة النوعية وبالكمالية والنقصية في التجرد والنورية، اما على الحقيقة أو على الكناية، عن تكثير الانواع وسعة عرض المراتب.

( وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ ) (2) والاجساد جملة عوالم الخلق بمراتبها الطولية والعرضية والقبلية أي القبلية الذاتية في المرتبة العقلية.

وحيث أن النفوس الناطقة الانسانية بحسب جوهر الذات وسنخ الحقيقة، من صقع عالم الامر ومن جنبة اقليم القدس، واختلافها بالكمال والنقص ظل اشتباك الجهات والحيثيات وتشابكها وتلامع الأنوار والاضواء وتعاكسها في ذلك العالم، فلا محاله ايتلافها واختلافها هاهنا أي في عالم الحس من تلقاء تعارفها وتناكر ثم أي في عالم العقل.

وأيضا ربما يكون الاختلاف في عالم الاجساد من تلقاء العلة من غير مدخلية للمادة واستعدادها في ذلك، كما اختلاف جرم المتمم والتدوير في الثخن، اذ ليس ذلك في الفلكيات من جهة استعداد المادة، وربما يكون الاختلاف من جهة المبادي‌

__________________

(1) سورة ابراهيم: 5‌

(2) المدثر: 31‌

٦٩٧

___________________________________________________________

والعلل بحسب اختلاف استعدادات المادة، وبذلك يستتب اختلاف مراتب النفوس في التعارف والتناكر بحسب اختلاف المناسبة بالكمال والنقص.

ومن سبيل آخر: انما عالم الامر من العقول والنفوس ألواح مراتب القضاء والقدر، على ما قد فصلناه في كتاب القبسات، وما في الوجود هاهنا بحسب ما في العلم هناك.

فاذن النفوس الانسانية انما تعارفها وتناكرها ثم ملاك ايتلافها واختلافها هاهنا.

وبالجملة النفوس المجردة الانسانية بمراتبها العقلية في سلسلة العود هي في ازاء العقول والنفوس المفارقة النورية في سلسلة البدو، فهي منخرطة في سلك عالم الامر وصائرة الى طوار اقليم القدس ومندرجة بذلك الاعتبار في عالم الارواح، التي فطرها البارئ الفاطر الحق قبل عوالم الاجساد بألفي عام على وجه لا يصادم القوانين العقلية والبراهين اليقينية.

فسبيل الاعوام في مثل هذا الحديث سبيل الايام في مثل قول عز من قائل( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ) (1) .

قال المفسر النيسابوري في تفسيره: نقول: يمكن أن تحمل الايام الستة على الاطوار الستة التي للأجسام الهيولي، والصورة والجسم البسيط ثم المركب المعدني والنباتي والحيواني، والله تعالى أعلم بمراده.

وقال بعض المفسرين: في ستة أيام أي في ست جهات، فالمراد بالايام في هذا الموضع الجهات.

وقال بعض آخر منهم: أي في المرتبة التامة من كمال النظام وغاية الاحكام، فان الستة عدد تام هو أول الاعداد التامة.

__________________

(1) سورة يونس: 3‌

٦٩٨

ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ائتلف هاهنا، وما تناكر منها ثم اختلف هاهنا، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا، وان ادرك الدجال آمن به وان لم يدركه آمن به في قبره.

يا غلام ضع لي ماء، وغمزني فقال: لا تبرح، وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذى سمعوا منه.

ثم انه خرج ووجهه منقبض، قال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء؟ قلت: أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم؟ قال: عجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد، وقولهم لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ولا أملى لهم.

___________________________________________________________

وامامهم العلامة الرازي قال في التفسير الكبير: قال بعضهم: لعدد السبعة شرف عظيم وهو العدد الكامل، فالايام الستة في تخليق نظام العالم واليوم السابع في حصول كمال الملك والملكوت، وبهذا الطريق حصل الكمال في الايام السبعة(1) .

قوله (ص): ثم أسكنها الهواء‌

الضمير للأرواح المجردة العاقلة الانسانية على ضرب من الاستخدام، أي ثم جعل منزل تدبيرها وتعلقها ومحل تصرفها وسلطانها ومسكن عنايتها وعلاقتها عالم الروح البخاري، المتولد في القلب من لطيف بخار صفو الاخلاط اللطيفة، وغذاؤه الهواء المستنشق وملاكه الحار الغريزي، وهو جوهر لطيف سماوي حامله الرطوبة الغريزية.

فهذا الجوهر الجسماني اللطيف السماوي شبكة اقتناص انصراف النفس العاقلة الناطقة الملكوتية عن عالمها القدسي النوري الالهي، وانجذابها الى دار غربتها الظلمانية الداثرة الجسدانية، وانما عالمه واقليمه عنصر الهواء الذي طباع جوهر مبدء الحرارة والرطوبة واللطافة، فليتعرف.

__________________

(1) التفسير الكبير: 14 / 100‌

٦٩٩

ثم قال لنا: ان علياعليه‌السلام لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها، ثم قال: لعنك الله يا أنتن الارض ترابا وأسرعها خرابا وأشهدها عذابا فيك الداء الدوي قيل: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: كلام القدر الذي فيه الفرية على الله، وبغضنا أهل البيت، وفيه سخط الله نبيهعليه‌السلام ، وكذبهم علينا أهل البيت واستحلالهم الكذب علينا.

في جويرية بن أسماء‌

742 - محمد بن مسعود، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني علي بن داود الحديد، عن حريز بن عبد الله، قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فدخل عليه حمران بن أعين وجويرية بن أسماء، قال، فتكلم أبو عبد اللهعليه‌السلام بكلام فوقع عند جويرية أنه لحن، قال فقال له: أنت سيد بني هاشم والمؤمل للأمور الجسام تلحن في كلامك.

قال، فقال: دعنا من تيهك هذا، فلما خرجا، قال: أما حمران فمؤمن لا يرجع أبدا، وأما جويرية فزنديق لا يفلح أبدا، فقتله هارون بعد ذلك.

___________________________________________________________

في جويرية بن أسماء

قوله: دعنا من تيهك‌

في أكثر النسخ « من تيهك » بالتاء المثناة من فوق قبل الياء المثناة من تحت ثم الهاء، بمعنى الصلف والتصلف والكبر والتكبر من العلم أو المال، قاله في القاموس وغيره(1) .

وفي نسخة « تنهيك » على التفعل من النهية والنهى بضمهما بمعنى العقل والمعرفة.

وفي نسخة أخرى عندي عتيقة على الهامش « تهتك » تفعلا من الهتكة، ولست أستصوبها.

__________________

(1) القاموس: 4 / 282‌

٧٠٠