اختيار معرفة الرجال

اختيار معرفة الرجال0%

اختيار معرفة الرجال مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 904

اختيار معرفة الرجال

مؤلف: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)
تصنيف:

الصفحات: 904
المشاهدات: 68431
تحميل: 11384


توضيحات:

اختيار معرفة الرجال المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 904 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68431 / تحميل: 11384
الحجم الحجم الحجم
اختيار معرفة الرجال

اختيار معرفة الرجال

مؤلف:
العربية

عن داود، عن يوسف، قال، قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أصف لك ديني الذي أدين الله به، فان أكن على حق فثبتني وان أكن على غير الحق فردني الى الحق، قال: هات قال قلت: أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله‌

___________________________________________________________

الظن عندي أن في هذا الاسناد تركا في الطبقة، والصواب عن جعفر بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن داود.

وجعفر بن أحمد هو الذي يعرف بابن التاجر، ويروي عنه محمد بن مسعود العياشي. وأحمد بن الحسن هو أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، يروي عنه أخوه علي بن الحسن بن علي بن فضال وغيره.

وقد ذكر النجاشي أن محمد بن مسعود العياشي هو يروي عن أصحاب علي ابن الحسن بن فضال(1) .

وذكر أن أحمد بن الحسن بن فضال مات سنة ستين ومائتين(2) .

وذكر أيضا أن داود الرقي مات بعد المائتين بقليل بعد وفات الرضاعليه‌السلام (3) . وأنه روى عن أبي الحسن موسى، وأبي الحسن الرضاعليهما‌السلام ، وهو من أصحاب أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام .

وبالجملة الامر لا يكاد يخفى بعد ملاحظة التاريخ وطبقة الاسناد في الرواية والله سبحانه أعلم.

قوله: عن داود عن يوسف‌

قال السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس في اختياره: أني لا أعرف من داود هذا، ثم قال: مع أني لا أعرف أيضا يوسف من هو؟.

__________________

(1) رجال النجاشى: 270‌

(2) رجال النجاشى: 63‌

(3) رجال النجاشى: 119‌

٧٢١

صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأن عليا كان امامي، وأن الحسن كان امامي، وأن الحسين كان امامي، وأن علي بن الحسين كان امامي، وأن محمد بن علي كان امامي، وأنت جعلت فداك على منهاج آبائك، قال، فقال عند ذلك مرارا رحمك الله.

ثم قال: هذا والله دين الله ودين ملائكته وديني ودين آبائي لا يقبل الله غيره.

ما روى في الحسن بن زياد العطار‌

798 - جعفر وفضالة، عن أبان، عن الحسن بن زياد العطار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال، قلت: اني أريد أن أعرض عليك ديني وان كنت في حسباني ممن قد فرغ من هذا، قال: فآته.

___________________________________________________________

قلت: من العجب عدم معرفته بهما، أما يوسف هذا الذي نحن في ترجمته فهو أبو أمية الكوفي يوسف بن ثابت، الثقة الجليل المعروف من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، يروي عنه أبو اسحاق الفقيه ثعلبة بن ميمون وغيره ممن في طبقته، وله كتاب معتمد عليه يرويه ثعلبة.

واذا أطلق في أسانيد الاخبار يوسف عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام فهو منصرف اليه، وهذا الحديث الذي رواه أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالى ليس يطابق حال غيره من اليوسفين.

وأما داود الذي أورده في السند فهو الرقي، كما هو المستبين من الطبقة فليعرف.

ما روى في الحسن بن زياد العطار

قوله: حسبانى‌

بكسر الحاء المهملة وإهمال السين الساكنة قبل الباء الموحدة والنون بعد الالف وهو الظن، واما المصدر بمعنى الحساب فحسبان مضموم الحاء.

والمعنى: وان كنت في ظني ممن قد فرغ عن الحاجة الى العرض عليك‌

٧٢٢

قال، قلت: فاني أشهد أن لا إله الا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأقر بما جاء من عند الله، فقال لي مثل ما قلت، وأن عليا امام فرض الله طاعته، من عرفه كان مؤمنا، ومن جهله كان ضالا ومن رد عليه كان كافرا.

ثم وصفت الائمةعليهم‌السلام حتى انتهيت اليه، فقال: ما الذي تريد؟ أتريد أني أتولاك على هذا، فاني أتولاك على هذا.

في أبى اليسع عيسى بن السرى‌

799 - جعفر بن أحمد، عن صفوان، عن أبي اليسع، قال، قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : حدثني عن دعائم الإسلام التي بني عليها، ولا يسع أحدا من الناس تقصير عن شي‌ء منها، الذي من قصر عن معرفة شي‌ء منها كبت عليه دينه ولم يقبل منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح دينه وقبل منه عمله، ولم يضق به ما فيه بجهل شي‌ء من الامور جهله.

قال: فقال شهادة الا إله الا الله والايمان برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والاقرار بما جاء به من عند الله، ثم قال الزكاة والولاية شي‌ء دون شي‌ء، فضل يعرف لمن أخذ به،

___________________________________________________________

فان من الثابت المعلوم المتيقن عندي أن ذلك المعروض هو الدين الحق الذي ما بعده الا الضلال.

في أبى اليسع عيسى بن السرى‌

أبو اليسع عيسى بن السري ثقة لا مطعن فيه، وقد وثقه النجاشي(1) وغيره وهو من أجلاء أصحاب الصادقعليه‌السلام .

قوله (ع) شي‌ء دون شي‌ء‌

شي‌ء بالرفع على الخبرية: اما متعلق بالولاية على ما هو الاعذب الاظهر، أو بكل من المذكورات، أو بالمجموع بما هو المجموع.

__________________

(1) رجال النجاشى: 227‌

٧٢٣

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية. وقال الله عز وجل( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (1) وكان عليعليه‌السلام وقال الآخرون: لا بل معاوية.

وكان حسن ثم كان حسين، وقال الآخرون هو يزيد بن معاوية لا سواء، ثم قال أزيدك؟ قال بعض القوم: زده جعلت فداك.

قال: ثم كان علي بن الحسين، ثم كان أبو جعفر، وكانت الشيعة قبله لا يعرفون ما يحتاجون اليه من حلال ولا حرام الا ما تعلموا من الناس.

حتى كان أبو جعفرعليه‌السلام ففتح لهم وبين لهم وعلمهم، فصاروا يعلمون الناس بعد ما كانوا يتعلمون منهم، والامر هكذا يكون، والارض لا تصلح الا بامام، ومن مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما تكون الى هذا اذا بلغت نفسك هذا المكان، وأشار بيده الى حلقه، وانقطعت من الدنيا تقول: لقد كنت على رأي حسن.

قال أبو اليسع عيسى بن السري: وكان أبو حمزة وكان حاضر المجلس أنه قال: لك فما تقول كان أبو جعفر اماما حق الامام.

في المغيرة بن توبة المخزومى‌

800 - جعفر بن أحمد، قال: حدثني محمد بن أبي عمير عن حماد بن‌

___________________________________________________________

و « دون » المضاف الى شي‌ء بمعنى غير و« فضل » اما مجرور على الصفة للمضاف اليه، أو مرفوع على الخبر لضمير محذوف منفصل مرفوع على الابتداء والتقدير هو فضل.

والمعنى: أن الولاية أو جميع ما ذكر شي‌ء غير شي‌ء يكون من الفضائل والمزايا المعروفة لمن أخذ بها وواظب عليها من المسلمين، فان ما ذكر هي الدعائم المبني عليها أصل بناء الإسلام بخلاف غيرها من المكملات والمتممات والزوائد والمحسنات فليفقه.

__________________

(1) سورة النساء: 59‌

٧٢٤

عثمان، عن المغيرة بن توبة المخزومي قال، قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : قد حملت هذا الذي في أمورك، فقال: اني حملته ما حملنيه أبيعليه‌السلام .

في الحسين بن عمر‌

801 - جعفر بن أحمد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسين بن عمر قال، قلت له: ان أبي أخبرني أنه دخل على أبيك، فقال له: اني أحتج عليك عند الجبار أنك أمرتني بترك عبد الله، وأنك قلت أنا امام فقال: نعم فما كان من أثم ففي عنقي.

___________________________________________________________

الحسين بن عمر‌

وهو الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام وهو ثقة وثّقه الشيخ وغيره، لم يكن يعتريه الوقف ولا فيه غميزة أصلا، ويدل على ذلك ما رواه الكشي رحمه الله تعالى.

وما في حواشي الخلاصة لبعض شهداء المتأخرين فيه ما يفهم منه خلاف التوثيق من باب سوء الفهم لمدلول هذه الرواية لا غير.

قوله: قال قلت له ان أبى‌

ضمير له أولا لأبي الحسن الثانيعليه‌السلام ، وثانيا لأبي الحسن الاولعليه‌السلام .

يعني قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : أن أبي عمر بن يزيد أخبرني أنه دخل على أبيك أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: اني احتج عليك عند الله الجبار بأنك أمرتني أن أترك عبد الله الافطح وأتمسك بك، وقلت: أنا الامام بعد أبي جعفر بن محمدعليهما‌السلام .

فقالعليه‌السلام : نعم قد كان ذلك فما كان فيه من اثم ففي عنقي، واني أيضا أحتج عليك بمثل ما احتج أبي علي أبيك، فانك أخبرتني ان أباك موسىعليه‌السلام قد مات وأنك صاحب هذا الامر من بعده.

٧٢٥

فقال: واني أحتج عليك بمثل حجة أبي على أبيك فانك أخبرتني بأن أباك قد مضى. وأنك صاحب هذا الامر من بعده فقال: نعم.

___________________________________________________________

فقالعليه‌السلام : نعم كذلك هو، فقلت له: تمسكت بك وما خرجت من مكة حتى كاد الامر من الوضوح يتبين لي ويظهر غاية التبين والظهور.

وذلك أن فلانا من أصحابك أقرأني كتابك تذكر أنت فيه - على صيغة الخطاب أو يذكر هو عنك على صيغة الغيبة - أن تركة صاحبنا أبي الحسن موسىعليه‌السلام من العلم والدين والهدى والرشاد وما يتعلق بوصاية رسول الله وامامة الخلق عندك.

فقالعليه‌السلام : صدقت أنت وصدق فلان، فالكتاب كتابي، والقول قولي، أما أني والله ما فعلت في ذلك ولا أظهرت الامر حتى رأيت أني لست أجد في الدين من ذلك بدا.

ولقد قلت ما قلت، وأظهرت ما أظهرت، كما يقال على جدع أنفي، كناية عن أشد السوء ومثلا يضرب لأقصى الضرر، وذلك من جهة المخافة من نصوص الخلافة كهارون والمأمون.

ولكني خفت انتشار الضلال في هذة الامة واستحواذ الفرقة عن دين الله، فتحملت ذلك وفعلت ما فعلت.

فهذا شرح متن هذه الرواية على صراح معناها، وهو صريح في جلالة الحسين ابن عمر، وقوة ايمانه وتمسكه بأبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وشدة اختصاصه بهعليه‌السلام وعدم قوله بالوقف أصلا.

ومحشي الخلاصة اذ لم يستطع الى نيل مغزاه سبيلا، فحيث قال العلامة: الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ثقة(1) .

توهم أنه مستدرك عليه فقال في الحاشية: ذكره الشيخ ووثقه، ولكن في كتاب‌

__________________

(1) الخلاصة: 49‌

٧٢٦

فقلت له: اني لم أخرج من مكة حتى كاد يتبين لي الامر، وذلك أن فلانا أقرأني كتابك يذكر أن تركة صاحبنا عندك فقال: صدقت وصدق، أما والله ما فعلت ذلك حتى لم أجد بدا، ولقد قلته على مثل جدع أنفي، ولكني خفت الضلال والفرقة.

في سعيد الاعرج‌

802 - جعفر، عن فضالة بن أيوب وغير واحد، عن معاوية بن عمار، عن سعيد الاعرج، قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فاستاذن له رجلان، فأذن لهما، فقال أحدهما: أفيكم امام مفترض الطاعة؟ قال: ما أعرف ذلك فينا، قال بالكوفة قوم يزعمون أن فيكم اماما مفترض الطاعة، وهم لا يكذبون أصحاب ورع واجتهاد وتسمير، فهم عبد الله بن أبي يعفور وفلان وفلان.

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما أمرتهم بذلك ولا قلت لهم أن يقولوه، قال: فما ذنبي واحمر وجهه وغضب غضبا شديدا، قال: فلما رأيا الغضب في وجهه قاما فخرجا.

قال: أتعرفون الرجلين؟ قلنا: نعم هما رجلان من الزيدية، وهما يزعمان أن سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند عبد الله بن الحسين.

فقال: كذبوا عليهم لعنة الله ثلاث مرات، لا والله ما رآه عبد الله ولا أبوه الذي ولده بواحدة من عينيه قط، ثم قال: اللهم الا أن يكون رآه على علي بن الحسين وهو متقلده، فان كانوا صادقين فاسألوهم ما علامته؟ فان في ميمنته علامة وفي ميسرته علامة.

وقال: والله ان عندي لسيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولامته: والله أن عندي لراية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والله أن عندي لألواح موسىعليه‌السلام وعصاه، والله أن عندي لخاتم‌

___________________________________________________________

الكشي رواية عن الحسين بن عمر تدل على خلاف التوثيق(1) .

__________________

(1) الحاشية على الخلاصة للخلاصة للشهيد الثانى غير مطبوع‌

٧٢٧

سليمان بن داود، والله أن عندى الطست التي كان موسى يقرب فيها القربان، والله أن عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة تحمله والله أن عندي للشي‌ء الذي كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يضعه بين المسلمين والمشركين فلا يصل الى المسلمين نشابة.

ثم قال: ان الله عز وجل أوحى الى طالوت أنه لن يقتل جالوت الا من لبس درعك ملاها. فدعى طالوت جنده رجلا رجلا فألبسهم الدرع فلم يملأها أحد منهم الا داود فقال: يا داود أنك أنت تقتل جالوت فأبرز اليه فبرز اليه فقتله.

فان قائمنا إن شاء الله من اذا لبس درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يملأها، وقد لبسها أبو جعفر فخطت عليه، ولبستها أنا فكانت وكانت.

في على بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب

عليهم السلام

803 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا الحسين بن موسى الخشاب، عن علي بن أسباط وغيره، عن علي بن جعفر بن محمد، قال، قال لي رجل أحسبه من الواقفة: ما فعل أخوك أبو الحسن؟ قلت: قد مات، قال: وما يدريك بذاك؟ قلت: اقتسمت أمواله وأنكحت نساؤه ونطق الناطق من بعده.

قال: ومن الناطق من بعده؟ قلت: ابنه علي، قال: فما فعل؟ قلت له: مات، قال: وما يدريك أنه مات؟ قلت: قسمت أمواله ونكحت نسائه ونطق الناطق من بعده. قال: ومن الناطق من بعده؟ قلت: أبو جعفر ابنه، قال، فقال له: أنت في سنك وقدرك وابن جعفر بن محمد تقول هذا القول في هذا الغلام.

قال، قلت: ما أراك الا شيطانا، قال: ثم أخذ بلحيته فرفعها الى السماء ثم قال: فما حيلتي ان كان الله رآه أهلا لهذا ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلا.

804 - حدثني نصر بن الصباح البلخي، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري أبو يعقوب، قال: حدثني أبو عبد الله الحسن بن موسى بن جعفر، قال: كنت‌

٧٢٨

عند أبي جعفرعليه‌السلام بالمدينة وعنده علي بن جعفر وأعرابي من أهل المدينة جالس، فقال لي الاعرابي: من هذا الفتى؟ وأشار بيده الى أبي جعفرعليه‌السلام .

قلت: هذا وصي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا سبحان الله رسول الله قد مات منذ مائتي سنة وكذا وكذا سنه، وهذا حدث كيف يكون هذا.

قلت: هذا وصي علي بن موسى، وعلي وصي موسى بن جعفر، وموسى وصي جعفر بن محمد، وجعفر وصي محمد بن علي، ومحمد وصي علي بن الحسين، وعلي وصي الحسين، والحسين وصي الحسن، والحسن وصي علي بن أبي طالب، وعلي وصي رسول الله ( صلوات الله عليهم أجمعين ).

قال: ودنى الطبيب ليقطع له العرق، فقام علي بن جعفر، فقال: يا سيدي يبدأني ليكون حدة الحديد بي قبلك، قال، قلت: يهنئك، هذا عم أبيه، قال، فقطع له العرق، ثم أراد أبو جعفرعليه‌السلام النهوض فقام علي بن جعفرعليهما‌السلام فسوى له نعليه حتى لبسهما.

في على بن يقطين واخوته‌

805 - قال أبو عمرو: علي بن يقطين مولى بني أسد، وكان قبل يبيع الابزار وهي التوابل، ومات في زمن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وأبو الحسن محبوس سنة ثمانين ومائة، وبقي أبو الحسنعليه‌السلام في الحبس أربع سنين، وكان حبسه هارون.

806 - حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن زياد القندي، عن علي بن يقطين، أن أبا الحسنعليه‌السلام قد ضمن له الجنة.

807 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : ان علي بن يقطين أرسلني إليك برسالة أسألك الدعاء له فقال: في أمر الآخرة، قلت: نعم، قال: فوضع يده على صدره، ثم قال: ضمنت‌

٧٢٩

لعلي بن يقطين ألا تمسه النار أبدا.

808 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال خرجت عاما من الاعوام ومعي مال كثير لأبي ابراهيمعليه‌السلام ، وأودعني علي بن يقطين رسالة سأله الدعاء، فلما فرغت من حوائجي وأوصلت المال اليه، قلت: جعلت فداك سألني علي بن يقطين أن تدعو الله له، فقال: للآخرة؟ قلت: نعم، قال: فوضع يده على صدره ثم قال: ضمنت لعلي بن يقطين ألا تمسه النار.

809 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، وجبريل بن أحمد قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني يعقوب بن يقطين، قال سمعت أبا الحسن الخراسانيعليه‌السلام يقول: أما أن علي بن يقطين مضى وصاحبه عنه راض، يعني أبا الحسنعليه‌السلام .

810 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير.

وحدثني حمدويه وابراهيم، قالوا: حدثنا محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن درست، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال كنت عند أبي ابراهيمعليه‌السلام اذا أقبل علي بن يقطين، فالتفت أبو الحسنعليه‌السلام الى أصحابه، فقال: من سره أن يرى رجلا من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلينظر الى هذا المقبل فقال له رجل من القوم: هو اذن من أهل الجنة؟ فقال أبو الحسنعليه‌السلام : أما أنا فأشهد أنه من أهل الجنة.

811 - حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى.

ومحمد بن مسعود، عن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله ابن عبد الله، عن درست، عن الكاهلي، قال كنت عند أبي ابراهيمعليه‌السلام اذ أقبل علي ابن يقطين، وذكر مثله سواء.

812 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن‌

٧٣٠

عيسى، قال سمعت مشايخ أهل بيتي يحكون أن عليا وعبيدا ابني يقطين أدخلا على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال: قربوا مني صاحب الذؤابتين، وكان عليا، فقرب منه، فضمه اليه ودعا له بخير.

813 - قال محمد بن قولويه: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا محمد بن اسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن داود الرقي قال: دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام يوم النحر، فقال مبتدئا: ما عرض في قلبي أحد وأنا على الموقف الا علي بن يقطين، فانه ما زال معي وما فارقني حتى أفضت.

814 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني حفص أبو محمد مؤذن علي بن يقطين، عن علي بن يقطين، قال: رأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام في الروضة وعليه جبة خز سفرجلية.

815 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال، قال العبيدي قال يونس: انهم أحصوا لعلي بن يقطين سنة في الموقف مائة وخمسين ملبيا.

816 - حدثني حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، قال، قال أبو الحسنعليه‌السلام : من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف.

817 - محمد بن اسماعيل، عن اسماعيل بن مرار، عن بعض أصحابنا، أنه لما قدم أبو ابراهيم موسى بن جعفرعليهما‌السلام العراق، قال علي بن يقطين: أما ترى حالي وما أنا فيه، فقال. يا علي ان الله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا علي.

818 - محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد عن السندي بن الربيع، عن الحسين بن عبد الرحيم، قال، قال أبو الحسنعليه‌السلام لعلي بن يقطين: اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا فقال علي: جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك؟ وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي.

٧٣١

قال، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : الثلاث اللواتي أضمنهن لك: أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، ولا فاقة، ولا سجن حبس، قال، فقال علي: وما الخصلة التي أضمنها لك؟ قال، فقال: تضمن أن لا يأتيك ولي أبدا الا أكرمته، قال فضمن علي الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث.

819 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: روى بكر بن محمد الاشعري، ان أبا الحسن الاولعليه‌السلام قال: اني استوهبت علي بن يقطين من ربي عز وجل البارحة، فوهبه لي، ان علي ابن يقطين بذل ماله ومودته، فكان لذلك منا مستوجبا.

ويقال: ان علي بن يقطين ربما حمل مائة ألف إلي ثلاثمائة ألف درهم، وأن أبا الحسنعليه‌السلام زوج ثلاثة بنين أو أربعة، منهم أبو الحسن الثاني، فكتب الى علي ابن يقطين: اني قد صيرت مهورهن إليك.

قال محمد بن عيسى: فحدثني الحسن بن علي أن أباه علي بن يقطينرحمه‌الله وجه الى جواريه حتى حمل حباءهن ممن باعه، فوجه اليه بما فرض عليه من مهورهن وزاد ثلاثة آلاف دينار للوليمة، فبلغ ذلك ثلاثة عشر ألف دينار في دفعة واحدة.

حدثني حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر، عن الحسن بن علي وذكر مثله.

___________________________________________________________

على بن يقطين واخوته

قوله، جواريه حتى حمل‌

الضمير في جواريه وباعه لعلي بن يقطين، وحمل على صيغة المجهول، وحباء ككتاب بكسر الحاء المهملة قبل الباء الموحدة العطاء وهو اسم لا مصدر قاله القاموس(1) .

__________________

(1) القاموس: 4 / 315‌

٧٣٢

820 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثنا محمد ابن عيسى، قال: زعم الحسين بن علي أنه أحصى لعلي بن يقطين بعض السنين ثلاث مائة ملب، أو مأتين وخمسين ملبيا، وان لم يكن يفوته من يحج عنه.

___________________________________________________________

وفي نسخة « حبايتهن » والحباية والحباوة أيضا بالكسر العطاء والعطية قاله الفائق والاساس وكذلك الحبوة مثلثة والحبية بالكسر اسم من الاحتباء.

والمعنى: وجه أي أرسل علي بن يقطين الى جواريه، فحمل اليه كل ما عليهن ولهن من الزينة والمال حتى حباهن وحبايتهن، أي عطيتهن ممن كان باع علي بن يقطين اياهن واشتراهن هو منه.

فوجه علي بن يقطين الى أبي الحسن موسىعليه‌السلام بما فرض عليه وصير اليه من مهور أزواج بنيه، وزاد على ذلك ثلاثة آلاف دينار للوليمة، فبلغ المجموع ثلاثة عشر الف دينار.

وكان ذلك المبلغ - وهو في عصرنا هذا ألفا تومان تقريبا - أحد ما قد أرسله اليهعليه‌السلام في دفعة واحدة، حفه الله تعالى بفضله وخصه برحمته.

قوله: وان لم يكن يفوته من يحج عنه‌

يعني: كان يستنيب من يحج عنه مندوبا في كل سنة: ولا يفوته ذلك أصلا، ومع ذلك كان يستنيب كل سنة لمجرد التلبية عنه، وقد أحصي له بعض السنين ثلاثمائة ملبي عنه، أو مائتان وخمسون ملبيا عنه، وكان يعطي الكاهلي وعبد الرحمن ابن الحجاج وغيرهما من أمثالهما من الدراهم للحج عنه كل سنة عشرة آلاف، ويعطي الملبي عنه عشرين الفا.

وقال شيخنا الشهيد في الدروس: تجوز الاستنابة في الحج ندبا للحي، وفيه فضل كثير، فقد أحصى في عام واحد خمسمائة وخمسون رجلا يحجون عن علي ابن يقطين صاحب الكاظمعليه‌السلام أقلهم بتسعمائة دينار وأكثرهم عشرة آلاف(1) .

كأنه يعني عشرة آلاف درهم.

__________________

(1) الدروس: 87‌

٧٣٣

وكان يعطي بعضهم عشرة آلاف في كل سنة للحج، مثل الكاهلي، وعبد الرحمن بن الحجاج وغيرهما، ويعطي أدناهم ألف درهم، وسمعت من يحكى في أدناهم خمسمائة درهم، وكان أمره بالدخول في أعمالهم.

فقال: ان كنت لا بد فاعلا فانظر كيف يكون لأصحابك فزعم أمية كاتبه وغيره أنه كان يأمر بحبايتهم في العلانية، ويرد عليهم في السر، وزعمت رحيمة أنها قالت لأبي الحسن الثانيعليه‌السلام : ادع لعلي بن يقطين، فقال: قد كفي علي بن يقطين.

وقال أبو الحسنعليه‌السلام : من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف.

وزعم ابن أخي الكاهلى أن أبا الحسنعليه‌السلام قال لعلي بن يقطين اضمن لي الكاهلي وعياله وأضمن لك الجنة.

فزعم ابن اخيه أن عليا لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب النفقات، مسبغين في ذلك، حتى مات أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه.

وقال أبو الحسنعليه‌السلام ان لله مع كل طاغية وزيرا من أوليائه يدفع به عنهم‌

___________________________________________________________

قوله: مسبغين‌

بالباء الموحدة بين السين المهملة والغين المعجمة على صيغة الفاعل من الاسباغ بمعني الاكمال والتوفير.

وفي بعض النسخ: بالتاء المثناة من فوق مكان الباء الموحدة والنون بعد الغين من الاستغناء و« حتى » اما انها بمدخولها الى جيرانه متعلقة بقوله « لم يزل يجري عليهم » واما ان حتى مات اي الكاهلي او علي بن يقطين متعلقة بذلك.

ثم أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه بيان للمسبغين أو المستغنين في ذلك المجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب النفقات فليعلم.

٧٣٤

دعوة أبي عبد اللهعليه‌السلام علي بن يقطين وما ولد، قال، فقال: ليس حيث يذهب أما علمت أن المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة تكون في الليلة، يصيبها المطر فيغسلها ولا يضر الحصاة شيئا.

821 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن إشكيب، قال أخبرنا بكر بن صالح الرازى، عن اسماعيل بن عباد القصري قصر ابن هبيرة، عن اسماعيل بن سلام، وفلان بن حميد، قالا، بعث إلينا علي بن يقطين، فقال: اشتريا راحلتين وتجنبا الطريق، ودفع إلينا مالا وكتبا حتى توصلا ما معكما من المال والكتب الى أبي الحسن موسىعليه‌السلام ولا يعلم بكما أحد.

قالا: فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين وتزودنا زادا وخرجنا نتجنب الطريق حتى اذا صرنا ببطن الرمة شددنا راحلتنا ووضعنا لهما العلف وقعدنا نأكل، فبينا نحن‌

___________________________________________________________

قولهرحمه‌الله : دعوة أبى عبد الله (ع) على بن يقطين وما ولد‌

يعني: كان أبو عبد الله قد جرى على لسانه في دعوته علي بن يقطين وما ولد أي من ولده، فقال للراوي: انه ليس الامر حيث تذهب بوهمك، اني قد قصدته بالدعوة، بل انما ذلك من حيث كان في صلبه علي بن يقطين، وليس يستضر المؤمن من حيث كينونته في صلب الكافر.

هذا من طريق أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالى في عامة النسخ.

ومن طريق أبي جعفر الكليني رضوان الله تعالى عليه في الكافي عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: قلت له: اني قد أشفقت من دعوة أبي عبد اللهعليه‌السلام على يقطين وما ولد.

فقال يا أبا أحمد [ أبا الحسن ] ليس حيث تذهب انما المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجي‌ء المطر فيغسل اللبنة ولا يضر الحصاة شيئا(1) .

__________________

(1) أصول الكافى: 2 / 11‌

٧٣٥

كذلك اذا راكب قد أقبل ومعه شاكري.

فلما قرب منا فاذا هو أبو الحسن موسىعليه‌السلام فقمنا اليه وسلمنا عليه ودفعنا اليه الكتب وما كان معنا فأخرج من كمه كتبا فناولنا اياها، فقال: هذه جوابات كتبكم.

قال، قلنا: ان زادنا قد فنى، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتزودنا زادا؟ فقال: هاتا ما معكما من الزاد فأخرجنا الزاد اليه فقلبه بيده، فقال: هذا يبلغكما الى الكوفة، وأما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد رأيتماه، اني صليت معهم الفجر وأنا أريد أن أصلي معهم الظهر، انصرفا في حفظ الله.

822 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يحيى بن محمد، عن سيبويه الرازي، عن بكر بن صالح، بأسناده مثله.

علي وخزيمة ويعقوب وعبيد بنو يقطين كلهم من أصحاب أبي الحسنعليه‌السلام .

823 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن القاسم بن حمزة ابن موسى العلوي، قال: سمعت اسماعيل بن موسى عمي، قال، رأيت العبد الصالحعليه‌السلام على الصفا، يقول: الهى في أعلى عليين اغفر لعلي بن يقطين.

___________________________________________________________

قوله: ومعه شاكرى‌

الشاكري الركابي والشاطر والاجير والمستخدم، أو الناقة السمينة الممتلى صرعها من اللبن، وكل دابة سمينة فهي شاكري.

قوله (ع): فقد رأيتماه‌

يعنيعليه‌السلام : انكما حيث رأيتماني فكأنما قد رأيتما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، انصرفا في حفظ الله لا يشعرن بكما أحد من المخالفين، واني قد صليت معهما الفجر وأنا أريد أن أصلي معهما الظهر، كيلا يطلع أحد منهم على ذلك.

٧٣٦

824 - جعفر بن معروف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن سليمان بن الحسين كاتب علي بن يقطين، قال: أحصيت لعلي بن يقطين من وافى عنه في عام واحد مائة وخمسين رجلا، أقل من أعطاه منهم سبعمائة درهم، وأكثر من أعطاه عشرة آلاف درهم.

في موسى بن بكر الواسطى‌

825 - جعفر بن أحمد، عن خلف بن حماد، عن موسى بن بكر الواسطي، قال سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول: قال أبيعليه‌السلام : سعد امرئ لم يمت حتى يرى منه خلفا تقربه عينه، وقد أراني الله عز وجل من ابني هذا خلفا، وأشار بيده الى العبد الصالحعليه‌السلام ، ما تقربه عيني.

826 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن سنان، عن موسى بن بكر الواسطي، قال: أرسل إلي أبو الحسنعليه‌السلام فأتيته، فقال لي: مالي أراك مصفرا؟ وقال لي: آمرك بأكل اللحم قال فقلت: ما أكلت غيره منذ أمرتني.

فقال: كيف تأكله؟ قلت، طبيخا، قال: كله كبابا، فأكلت، فأرسل إلي بعد جمعة فاذا الدم قد عاد في وجهي فقال لي: نعم.

ثم قال لي: يخف عليك أن نبعثك في بعض حوائجنا؟ فقلت: أنا عبدك فمرني بم شئت فوجهني في بعض حوائجه الى الشام.

في هند بن الحجاج‌

827 - أبو الحسن محمد بن بحر بن أحمد الفارسي، قال:

___________________________________________________________

في هند بن الحجاج

قوله: أبو الحسن محمد بن بحر‌

أبو الحسن مكبرا، وفي بعض النسخ « أبو الحسين » بالتصغير، فأبو الحسن‌

٧٣٧

حدثني أبو القاسم الحليسي، قال: حدثنا عيسى بن هواذ، عن الحسن بن ظريف بن ناصح، فقال: قد جئتك بحديث من يأتيك حدثني فلان ونسى الحليسي اسمه عن‌

___________________________________________________________

هو محمد بن بحر ويقال: محمد بن يحيي الفارسي، طاف الدنيا، وروى عن خلق وجمع كثير من الاخبار.

ذكره الشيخ في باب لم من كتاب الرجال(1) .

وأبو الحسين هو محمد بن بحر ويقال: محمد بن يحيى الشيباني الرهني، بالراء والنون من حاشيتي الهاء، والرهن بالضم قرية بكرمان قاله في القاموس(2) .

وهو أهل سجستان سكن نرماشير من أرض كرمان ولذلك قيل له: الفارسي وكان من المتكلمين وكان فقيها عالما بالاخبار، له نحو من خمسمائة مصنف الا أنه ربما يتهم بالغلو ويرمى بالتفويض.

أورده الشيخ في كتاب الرجال في باب لم(3) ، ولقد ذكرنا حاله فيما قد مضى وحققنا القول فيه.

قوله: أبو القاسم الحليسى‌

الحليسي بالضم على هيئة التصغير اما باعجام الخاء نسبة الى التابعي المحدث.

قال في القاموس: عباس بن خليس كزبير محدث تابعي(4) .

أو باهمال الحاء نسبة الى بني الحليس.

في القاموس: الحليس كزبير الحمصي وابن زيد الصيفي صحابيان، وابن علقمة سيد الاحابيش، وابن يزيد من كنانة، والحليسية ماء لبني الحليس(5) .

__________________

(1) رجال الشيخ: 495‌

(2) القاموس: 4 / 230‌

(3) رجال الشيخ: 510‌

(4) القاموس: 2 / 211‌

(5) القاموس: 2 / 207، والى هنا تم ما في نسخة « ن ».

٧٣٨

بشار مولى السندي بن شاهك، قال: كنت من أشد الناس بغضا لآل أبي طالب، فدعاني السندي بن شاهك يوما، فقال لي: يا بشار اني أريد أن ائتمنك على ما ائتمنني عليه هارون، قلت: اذن لا أبقى فيه غاية.

قال: هذا موسى بن جعفرعليه‌السلام قد دفعه إلي. وقد وكلتك بحفظه، فجعله في دار جوف دور حرمه ووكلني عليه، وكنت أقفل عليه عدة أقفال، فاذا مضيت في حاجة وكلت امرأتي بالباب فلا تفارقه حتى أرجع، قال بشار: فحول الله ما كان في قلبي من البغض حبا.

قال: فدعانيعليه‌السلام يوما فقال لي: يا بشار امض الى سجن المقنطرة فادع لي هند بن الحجاج، وقل له أبو الحسن يأمرك بالمصير اليه، فانه سينتهرك ويصيح عليك. فاذا فعل ذلك: فقل أنا قد قلت لك وأبلغت رسالته فان شئت فافعل وان شئت فلا تفعل، واتركه وانصرف.

قال ففعلت ما أمرني وأقفلت الابواب كما كنت أفعل، وأقعدت امرأتي على الباب وقلت لها: لا تبرحي حتى آتيك، وقصدت الى سجن المقنطرة فدخلت على هند بن الحجاج، فقلت له أبو الحسن يأمرك بالمصير اليه، قال: فصاح علي وانتهرني، فقلت له: أنا قد أبلغتك وقلت لك فان شئت فافعل وان شئت فلا تفعل.

وانصرفت وتركته، وجئت الى أبي الحسنعليه‌السلام فوجدت امرأتي قاعدة على الباب والابواب مقفلة، فلم أزل أفتح واحدا واحدا منها، حتى انتهيت اليه فوجدته وأعلمته الخبر، قال: نعم قد جاءني، وانصرفت فخرجت الى امرأتي، فقلت لها جاء أحد بعدي فدخل هذا الباب؟ فقالت: لا والله ما فارقت الباب ولا فتحت الاقفال حتى جئت.

قال: ورواني علي بن محمد بن الحسن الانباري أخو صندل، قال: بلغني من جهة أخرى أنه لما صار اليه هند بن الحجاج، قال له العبد الصالحعليه‌السلام عند انصرافه: ان شئت رجعت الى موضعك ولك الجنة، وان شئت انصرفت الى منزلك، فقال: أرجع‌

٧٣٩

الى موضعي الى السجن «رحمه‌الله ».

قال: وحدثني علي بن محمد بن صالح الصيمري، ان هند بن الحجاجرضي‌الله‌عنه كان من أهل الصيمرة، وأن قصره لبين، قال أبو عمرو: هذا الخبر من جهة أبي الحسن محمد بن بحر بن أحمد الفارسي يقول: حدثني أبو القاسم الحليسي.

في صفوان بن مهران الجمال‌

828 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن اسماعيل الرازي، قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثني صفوان بن مهران الجمال، قال: دخلت على أبي الحسن الاولعليه‌السلام فقال لي: يا صفوان كل شي‌ء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا قلت: جعلت فداك أي شي‌ء؟ قال: اكراؤك جمالك من هذا الرجل يعني هارون، قلت: والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا لصيد ولا للهو ولكني أكريه لهذا الطريق يعني طريق مكة، ولا أتولاه بنفسي ولكن أنصب غلماني.

فقال لي: يا صفوان أيقع كراؤك عليهم؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: فقال لي: أتحب بقائهم حتى يخرج كراؤك؟ قلت: نعم، قال: فمن أحب بقائهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النار.

قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك الى هارون، فدعاني فقال لي: يا صفوان بلغني أنك بعت جمالك؟ قلت: نعم، فقال: لم؟ قلت: أنا شيخ كبير وأن الغلمان لا يفون بالاعمال.

فقال: هيهات ايهات أني لا علم من أشار عليك بهذا موسى بن جعفر، قلت: مالي ولموسى بن جعفر، فقال: دع هذا عنك فو الله لو لا حسن صحبتك لقتلتك.

في أبى على عبد الرحمن بن حجاج‌

829 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن الحسين، عن عثمان بن عدس، عن حسين بن ناجية، قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام وذكر عبد الرحمن بن‌

٧٤٠