نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)0%

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام) مؤلف:
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 168

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

مؤلف: مزمل حسين الميثمي الغديري
تصنيف:

الصفحات: 168
المشاهدات: 131952
تحميل: 6518

توضيحات:

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 168 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 131952 / تحميل: 6518
الحجم الحجم الحجم
نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

مؤلف:
العربية

للشجاعة والعلم والفصاحة).

(الشفاء لابن السبع / روضة الفردوس / معارج العلى / الاكتفاء / بحر الأنساب / الكلمة الطيّبة للإمام الحنفي)

٣ -عن أبي ذر الغفاري قال:

سمعتُ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول: (خُلقتُ أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد، نسبّح الله عزّ وجل عند العرش قبل أنْ يُخلق آدم بألفي عام، فلمّا خَلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه، ولقد سكن في الجنّة ونحن في صلبه، ولقد هَمَّ بالخطيَّة ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه، ولقد قُذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه، فلم يزل ينقلنا الله عزّ وجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة، حتّى انتهى إلى عبد المطّلب، فقسّمنا نصفَين، فجعلني في صلب عبد الله وجعل عليّاً في صلب أبي طالب) - الحديث -.

(البرهان: سورة الشعراء)

٤ -عن جابر الأنصاري قال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (إنّ الله عزّ وجل خلقني وعليّاً من نور واحد قبل أنْ خلق الخلق بخمسمئة ألف عام، فكنّا نسبّح الله ونقدّسه، فلمّا خلق الله آدم قذف بنا في صلبه فاستقررت أنا في جنبه الأيمن وعلي في جنبه الأيسر، ثمّ نُقلنا من صلبه في الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الطيّبة، فلم نزل كذلك حتّى أطلعني الله عزّ وجلّ من ظهر طاهر وهو عبد الله بن عبد المطّلب، فاستودعني خير رحم وهي آمنة بنت وهب، ثمّ أطلع الله عليّاً من ظهر طاهر وهو أبو طالب، واستودعه خير رحم وهي فاطمة بنت أسد) - الحديث -.

(البحار: ج٣٥، ب١)

٥ -عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال:

(إنّ الله عزّ وجل كان إذْ لا كان، فخلق الكان والمكان، وخلق نور الأنوار الذي نُوّرت منه الأنوار،

٦١

وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار، وهو النور الذي خلق منه محمّداً (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وعليّاً (عليه السلام)، فلم يزالا نورَين أوّلين إذْ لا شيء كون قبلهما، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهّرين في الأصلاب الطاهرة حتّى افترقا في أطهر الطاهرين، في عبد الله وأبي طالب).

(الكافي: كتاب التواريخ: ب١، مولد النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم))

فقد ظهر من هذه الأحاديث المتّفق عليها بين الفريقَين:

أنّهم الساجدين النبيّين كانوا طاهرين،فيكون تقرير الآية: الذي يرى أنْ يحفظ تقلّبكما في أصلاب آبائكما الساجدين النبيّين الطاهرين، من أوّل الساجدين النبيّين الطاهرين آدم، إلى آخر الساجدين النبيّين الطاهرين عبد الله وأبي طالب.

فظهر أنّ كلّ ساجد في هذه الآية كان نبيّاً من الله، وكل نبي من الله كان طاهراً عند الله، كما قال الله تعالى في القرآن:( الَّذِي يَرَاكَ.... * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) أي في أصلاب الساجدين.

وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في كلامه: (في أصلاب النبيّين، من نبي إلى نبي، حتّى أخرجه من صلب أبيه).

وقال النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (في أصلاب الرجال الطاهرين، فهم الساجدون النبيّون الطاهرون، كانوا آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب (عليهم السلام)).

فظهر:

أنّ آباء النبي والولي - من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب - كانوا أنبياء الله.

٦٢

إظهار الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) نبوّة آبا ئه

(الإظهار الأوّل)

١ - عن ابن عبّاس في كتب العامّة، وعن حذيفة بن اليمان في كتب الخاصّة، قالا:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (إنّ الله عزّ وجل قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً، فذلك قوله تعالى: أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين).

(الشفا للقاضي / السيرة الحلبية: ج١ / تفسير القمّي / نور الثقلين: ج٥)

فقد ظهر من هذا الحديث المتّفق عليه بين الفريقَين:

- أنّ الله تعالى جعل الناس قسمَين: أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال.

- وأيضاً ظهر أنّ أصحاب اليمين خير من أصحاب الشمال.

- وقال الرسول (صلَّى الله عليه وآله): (فجعلني في خيرهما قسماً)، يعني في أصحاب اليمين.

٢ -عن إبراهيم عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

(إنّ الله تعالى لمّا أراد أنْ يخلق آدم بعث جبرئيل في أوّل ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغتْ قبضتُه من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأخذ من كلّ سماء تربة، وقبض قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى، فأمر الله تعالى كلمته (جبرئيل) فأمسك القبضة الأولى بيمينه والقبضة الأخرى بشماله، ففلق الطين فلقتَين، فذرا من الأرض ذَرْوَاً، ومن السموات ذرواً، فقال الله تعالى للذي بيمينه منك الرسل والأنبياء والأوصياء والصدِّيقون والمؤمنون والسعداء ومَن

٦٣

أُريد كرامته، فوجب لهم ما قال، فهم أصحاب اليمين، وقال للذي بشماله منك الجبّارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومَن أُريد هوانه وشقْوته، فوجب لهم ما قال كما قال، فهم أصحاب الشمال).

(الكافي: كتاب الإيمان والكفر: ب١)

وظهر من هذا الحديث:

- أنّ الله تعالى جعل أصحاب اليمين قسمَين: أنبياء، ومؤمنين فظهر أنّ الأنبياء خير من المؤمنين.

- وقال الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (فجعلني في خيرهما قسماً)، يعني في الأنبياء.

- وظهر أنّ الله تعالى جعل الأنبياء قسمَين: آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي، وغيرهم، وقال الرسول (صلَّى الله عليه وآله): (فجعلني في خيرهما قسماً)، فهم آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي، في أصلاب آبائهما النبيّين الذين جعلهم خيراً من النبيّين الذين لم يجعل نورهما في أصلابهم، وما مِن عامٍّ إلاّ وقد خُصّ، فتدبر.

- فظهر أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي، كانوا أنبياء من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب (عليهم السلام).

(الإظهار الثاني)

٣ - عن ابن عبّاس في كتب العامّة، وعن حذيفة بن اليمان في كتب الخاصّة، قالا:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (إنّ الله عزّ وجل قسّم الخَلْق قسمَين، فجعلني في خيرهما قسماً، فذلك قوله تعالى: أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأنا مِن أصحاب اليمين، وأنا خير من أصحاب اليمين، ثمّ جعل القسمَين أثلاثاً فجعلني في خيرها أثلاثاً، فذلك قوله

٦٤

تعالى: أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، والسابقون السابقون، فأنا من السابقين، وأنا خير السابقين).

(الشفا للقاضي / السيرة الحلبيّة: ج١ / تفسير القمّي / نور الثقلين: ج٥)

فقد ظهر من هذا الحديث المتّفق عليه بين الفريقَين:

- أنّ الله تعالى جعل الناس قسمَين: أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال.

- ثمّ جعل القسمَين أثلاثاً، يعني جعل أصحاب اليمين قسمَين: أصحاب الميمنة والسابقين، وأصحاب الشمال: أصحاب المشأمة، فأصحاب الميمنة خير من أصحاب المشأمة، والسابقون خير من أصحاب الميمنة، فالسابقون خيرها أثلاثاً، وقال الرسول (صلَّى الله عليه وآله): (فجعلني في خيرها أثلاثاً)، أي جعلني في السابقين.

٤ - عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين :

حديث طويل قال فيه: (سمعتُ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول: والدليل عليه كتاب الله، إنّ الله عزّ وجل خلق الناس على ثلاث طبقات، وأنزلهم ثلاث منازل، فذلك قول الله عزّ وجل في الكتاب: أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، والسابقون السابقون، فأمّا ذكر مِن أمر السابقين فإنّهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين).

(نور الثقلين: ج٥، في الواقعة)

فقد ظهر من هذا الحديث:

- أنّ السابقين كانوا أنبياء الله.

- وقال الرسول (صلَّى الله عليه وآله):

(فجعلني في خيرها أثلاثاً)، يعني في النبيّين.

- وظهر أنّ الله تعالى جعل النبيّين قسمّين: آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي، وغيرهم، وقال الرسول (صلَّى الله عليه وآله): (فجعلني في خيرها أثلاثاً)، فهم آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي؛ لأنّ الله تعالى جعل نور النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي في أصلاب آبائهما النبيّين، الذين جعلهم خيراً من النبيّين الذين

٦٥

لم يجعل نورهما في أصلابهم، وإلاّ ما أخرجه الدليل فتفكّر، فظهر أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي كانوا أنبياء من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب.

(الإظهار الثالث)

٥ - عن ابن عبّاس في كتب العامّة، وعن حذيفة بن اليمان في كتب الخاصّة، قالا:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (إنّ الله عزّ وجل قسّم الخَلْق قسمَين فجعلني في خيرهما قسماً فذلك قوله تعالى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين، ثمّ جعل القسمَين أثلاثاً فجعلني في خيرها أثلاثاً فذلك قوله تعالى: أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، والسابقون السابقون، فأمّا من السابقين وأنا خير السابقين، ثمّ جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، فذلك قوله تعالى:( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) ، فأنا سيّد وُلد آدم، وأنا أبر وُلد آدم وأكرمهم عند الله، ولا فخر).

(الشفا للقاضي / السيرة الحلبيّة: ج ١ / تفسير القمّي / نور الثقلين: ج٥)

فقد ظهر من هذا الحديث المتّفق عليه بين الفريقين:

- أنّ الله تعالى جعل الناس قسمَين: أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، ثمّ جعل القسمَين أثلاثاً: أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، والسابقين السابقين، ثمّ جعل الأثلاث قبائل.

- فظهر أنّ الله تعالى جعل أصحاب الميمنة قبائل، أي قبيلة قبيلة، وأصحاب المشأمة قبائل، أي قبيلة قبيلة، والسابقين قبائل، يعني قبيلة قبيلة، فقبائل أصحاب الميمنة خير من قبائل أصحاب المشأمة، وقبائل

٦٦

السابقين خير من قبائل أصحاب الميمنة.

- وقال الرسول (صلَّى الله عليه وآله): (فجعلني في خيرها قبيلة)، أي في قبائل السابقين.

- وظهر من الحديث السابق (أمر السابقين): أنّ السابقين أنبياء.

- وظهر أنّ الله تعالى جعل قبائل الأنبياء قسمَين: قبيلة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله)، فجعلني في خيرها قبيلة، فهم خير قبيلة آباء النبي والولي؛ لأنّ الله تعالى جعل نور النبي والولي في أصلاب آبائهما النبيّين، الذين جعلهم خير قبيلة من قبائل النبيّين الذين لم يجعل نورهما في أصلابهم، لقد( فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) .

فظهر:

أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي كانوا خير قبيلة من قبائل النبيّين، من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب (عليهم السلام).

(الإظهار الرابع)

٦ -عن ابن عبّاس في كتب العامّة، وعن حذيفة بن اليمان في كتب الخاصّة، قالا:

قال رسول الله(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (إنّ الله عزّ وجل قسّم الخَلْق قسمَين فجعلني في خيرهما قسماً، فذلك قوله تعالى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثمّ جعل القسمَين أثلاثاً فجعلني في خيرها أثلاثا، فذلك قوله تعالى: أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ، فأنا من السابقين وأنا خير السابقين، ثمّ جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، فذلك قوله تعالى:( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) ، فأنا سيّد وُلد آدم، وأنا أبر وُلد آدم ولا فخر، وجعل

٦٧

القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً ولا فخر، فذلك قوله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

(الشفا للقاضي / السيرة الحلبيّة / تفسير القمّي / نور الثقلين: ج٥)

فقد ظهر من هذا الحديث المتّفق عليه بين الفريقَين:

- أنّ الله تعالى جعل الناس قسمَين: أصحاب اليمين وأصحاب الشمال.

- ثمّ جعل القسمَين أثلاثاً: أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، والسابقين السابقين.

- ثمّ جعل الأثلاث قبائل: أصحاب الميمنة يعني قبائل المؤمنين قبيلة قبيلة، وأصاب المشأمة أي قبائل الكافرين قبيلة قبيلة، والسابقين السابقين أي قبائل النبيّين قبيلة قبيلة.

- ثمّ جعل القبائل بيوتاً، يعني جعل بيوت قبائل المؤمنين بيتاً بيتاً وجعل بيوت قبائل الكافرين بيتاً بيتاً، وجعل بيوت قبائل النبيّين بيتاً بيتاً.

- فظهر أنّ بيوت قبائل المؤمنين خير من بيوت قبائل الكافرين، وأنّ بيوت قبائل النبيّين خير من بيوت قبائل المؤمنين.

- وقال الرسول (صلَّى الله عليه وآله): (فجعلني في خيرها بيتاً)، يعني جعلني في بيوت قبائل النبيّين، فظهر أنّ الله تعالى جعل بيوت قبائل النبيّين قسمَين: بيت قبيلة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي، وبيوت قبائل غيرهم.

- وقال الرسول (صلَّى الله عليه وآله): (فجعلني في خيرها بيتاً)، فهي بيت قبيلة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي؛ لأنّ الله تعالى جعل نور النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي في أصلاب آبائهما النبيّين، الذين جعلهم خير بيت من بيوت قبائل النبيّين الذين لم يجعل نورهما في أصلابهم،( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) .

فظهر:

أن آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي كانوا خير بيت من بيوت النبيّين، من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب (عليهم السلام).

٦٨

إظهار الأمير (عليه السلام) نبوّة آبائه

(الإظهار الأوّل)

* روى العلاّمة المسعودي:

خطب أمير المؤمنين خطبة في انتقال سيّدنا محمّد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) من لدن آدم إلى أنْ يولد، قال بعد الحمد لله:

(اللّهم، فَمَن جهل فضل محمّد صلَّى الله عليه وآله فإنّي مُقِرٌّ بأنّك ما سطحتَ أرضاً ولا برأْتَ خَلْقَاً حتّى أحْكَمْتَ خَلْقه، وأتقنتَ من نور سبقت به السلالة، وأنشأتَ آدم له جرماً، فأودعتَه منه قراراً مكيناً ومستودعاً مأموناً، فنقلتَه من بينهما - أي من بين آدم وحوّاء - إلى شيث اختياراً له بعلمك، فأيّ بشر كان اختصاصه برسالتك - يعني كان شيث رسولاً - ثمّ نقلته إلى أَنُوش، فكان خلف أبيه في قبول كرامتك واحتمال رسالتك - أي كان أَنُوش رسولاً - ثمّ قدرت نقل النور إلى قينان، وألحقتَه في الخطوة بالسابقين وفي المنحة بالباقين - يعني جعل الله تعالى قينان كآدم وشيث وأَنُوش رسولاً - ثمّ جعلت مهلائيل رابع اجرامه قدرة تودعها من خلقك مَن تضرب لهم سهم النبوّة وشرف الأبوّة، حتّى تناهى تدبيرك إلى أخنوخ، فكان أوّل مَن جعلتَ من الأجرام ناقلاً للرسالة وحاملاً لأعباء النبوّة - يعني كانوا من مهلائيل إلى أخنوخ رسلاً - وسبحانك ما أبين اصطفائك لإدريس على سائر خلقك من العالمين، وأنعمت عليه نعمة حرَّمتها على خلقك إلاّ مَن

٦٩

نقلت إليه نور الهاشميّين - يعني إلاّ مَن نقلت إليه نور النبي (صلَّى الله عليه وآله) جعلته رسولاً مصطفى - وجعلتَه - أي إدريس - أوّل منذر من أنبيائك، ثمّ أذنت في انتقال نور محمّد (صلَّى الله عليه وآله) من القابلين له مَتوشَلَخِ ولَمَك المفضين به إلى نوح، فأي آلائك يا ربّ لم تُوْلِهِ، وأي خواص كرامتك لم تعطه، ثمّ أذنتَ في إيداعه ساماً دون حام ويافث، ثمّ تتابع عليه القابلون من حامل إلى حامل ومودع إلى مستودع من عترته في فترات الدهور، حتّى قبله تارَخ، أظهر الأجسام وأشرف الأجرام، ونقلته إلى إبراهيم، ثمّ خصصتَ به إسماعيل دون وُلد إبراهيم، فلم تزل تنقله من أب إلى أب حتّى قبله كنانة عن مدركة، فأخذت له مجامع الكرامة، ومواطن السلامة وأحللتَ له البلد الذي قضيت فيه مخرجه، فسبحانك لا إله إلاّ أنت، أيّ صلب أسكنته فيه ولم ترفع ذكره، وأي نبي بشّر به فلم يتقدّم في الأسماء اسمه، ثمّ أذنتَ للنضر في قبوله وإيداعه مالكاً، ثمّ من بعد مالك فهراً، ثمّ خصصت من وُلد فهر غالباً، وجعلتَ كلّ مَن تنقله إليه لحرمك حتّى قبله لؤي بن غالب أنّ له حركة تقديسه، فلم تودعه مِن بعده صلباً إلاّ حللته نوراً تأنس به الأبصار وتطمئنّ إليه القلوب، ولم تزل الآباء تحمله والأصلاب تنقله، كلّما أنزلته ساحة صلب جعلتَ له فيها صنعاً يحثّ العقول على طاعته ويدعوها، حتّى نقلتَه إلى هاشم خير آبائه بعد إسماعيل، فأي أب وجد ووالد أسرة ومجتمع عترة ومخرج طُهْر ومرجع فَخْر جعلتَ يا رب هاشماً، لقد أقمتَه لدن بيتك وجعلتَ له المشاعر والمتاجر، ثمّ نقلتَه من هاشم إلى عبد المطّلب، فأنْهجتَه سبيل إبراهيم، وألْهمتَه رشداً للتأويل وتفصيل الحق، ووهبتَ له عبد الله وأبا طالب وحمزة، وفديت في

٧٠

القربان بعبد الله كسِمَتِكَ في إبراهيم بإسماعيل، ووسمْتَ بأبي طالب في وُلده كسِمَكِتَك في إسحاق كتقديمك عليهم وصفوة لهم).

(كتاب إثبات الوصيّة للمسعودي)

فقد ظهر من إظهار أمير المؤمنين على ولي الله نبوّةَ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) محمّد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بين يدي الله عزّ وجل:

- أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي من لدن آدم صفي الله.

- إلى عبد المطّلب مثيل إبراهيم خليل الله.

- وعبد الله مثيل إسماعيل ذبيح الله.

- وأبي طالب مثيل إسحاق نبي الله. كانوا كلّهم أنبياء الله عليهم رحمة الله.

(الإظهار الثاني)

* عن أمير المؤمنين قال في خطبته التي قال في حال آبائه الأنبياء الكرام - منها -:

فاستودعهم في أفضل مستودع، وأقرّهم خير مستقر - تناسختهم كرائم الأصلاب إلى مطهّرات الأرحام، كلّما مضى منهم سلف قام منهم بدين الله عزّ وجل خلف، حتّى أفضتْ كرامة الله عزّ وجل إلى محمّد (صلَّى الله عليه وآله) فأخرجه، من أفضل المعادن منبتاً وأعز الأرومات مغرساً، من الشجرة التي صدع منها أنبياءه، وانتخب منها أمناءه، وعترته خير العتر، وأُسرته خير الأُسر) - الخ -.

(نهج البلاغة: الخطبة: ٩٣)

قال السيّد الرضي جامع خطبات الأمير: (منها)، أي من فصول تلك الخطبة في حال الأنبياء، وقال العلاّمة ابن أبي الحديد في شرحه (منها) أي في وصف الأنبياء - يعني هذه الخطبة في حال الأنبياء.

٧١

فاستودعهم في أفضل مستودع

وأقرّهم خير مستقر

إنّ الله استودعهم أي محمّداً وآل محمّد في صلب آدم، وهو أفضل مستودع، وأقرّهم أي محمّداً وآل محمّد في رحم حوّاء وهي خير مستقر.

(تناسختْهم كرائم الأصلاب إلى مطهّرات الأرحام):

قال العلاّمة ابن أبي الحديد: تناسختهم أي تناقلتْهم، والتناسخ في الميراث أنّ يموت ورثة بعد ورثة، وأصل الميراث قائم لم يقسّم، كأنّ ذلك تناقل من واحد إلى آخر - الخ -.

(شرح نهج البلاغة)

فيكون معنى (تناسختْهم كرائم الأصلاب):

نقلت أصلاب الطاهرين محمّداً وآل محمّد إلى أرحام المطهّرات، وراثة بعد وراثة، نقلاً بعد نقل.

* عن إبراهيم الوصالي، مرفوعاً عن علي بن أبي طالب، قال رسول الله:

(خُلقتُ أنا وعلي من نور واحد، نسبح الله عزّ وجلّ على متن العرش من قبل أنْ يُخلق أبونا آدم بألفي عام، فلمّا خُلق آدم صرنا في صلبه، ثمّ نقلنا من كرام الأصلاب إلى مطهّرات الأرحام، حتّى صرنا في صلب عبد المطّلب)، كما مر الحديث (كلّما مضى منهم سلف قام بدين الله تعالى منهم خلف)، أي كلّما مات من الطاهرين نبي قام بدين الله تعالى

٧٢

منهم خلف، أي كلّما مات من الطاهرين نبي، قام بدين الله تعالى نبي ابنه.

(حتّى أفضتْ كرامة الله تعالى إلى محمّد صلَّى الله عليه وآله):

* قال صاحب المنهاج ره:

وانتهتْ نبوّة الله تعالى إلى محمّد (صلَّى الله عليه وآله)، وبلغتْ بوجوده الشريف سلسلة النبوّة والرسالة الغاية، وأشرقتْ وجه الأرض بنور جماله، وأضاءت الدنيا بأشعّة كماله، وقد كان في عالم المعنى الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة قشوراً لذلك اللب، وأحاطتْ به إحاطة الأشعّة بالسراج، فهو مفارق لتلك المحال الشريفة في التقدير، وإنْ كان مقارناً لها في التدبير؛ ولأجل هذا كان كلّ مَن انتقل ذلك النور إليه أشرقت وجهه حتّى يُعرف بذلك النور، إلى أنْ تضع الجنين فيخرج مشرقاً بما فيه فيسلب الله تعالى ذلك النور.

(منهاج البراعة: ج٨، ص١٠١)

فيظهر من بيانه (ره): أنّ الأصلاب الشامخة كانوا آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي.

(فأخرجه من أفضل المعادن منبتاً، وأعز الأرومات مغرساً):

* قال صاحب المنهاج (ره):

والأظهر أنْ يُراد به إمّا إبراهيم خليل الله، أو إسماعيل ذبيح الله، فإنّ كلاًّ منهما لمّا كان محلاًّ بجوهر الرسالة، وأصلاً لشجرة النبوّة، صار حقيقاً بأنْ يكون(إبراهيم وإسماعيل) أفضل المعادن وأعز الأرومات وأعز الأصول.

(منهاج البراعة: ج٨، ص١٠٥)

* أقول:

إنْ كان المراد من أفضل المعادن وأعز الأرومات عبد المطّلب لكان أحسن وأنسب؛ لأنّه يدل عليه قوله: فأخرجه، أي أخرج الله تعالى محمّداً وعليّاً من أفضل المعادن وأعز الأرومات - لوحدة نورهما -؛ لأنّ الله تعالى استودع نور النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي في معادن وأرومات، أي في أصلاب النبيّين، من لدن آدم إلى عبد المطّلب، فهم

٧٣

النبيّيون كانوا كالمعادن والأرومات يعني كالأصول لنورهما، فكان أفضل المعادن وأعز الأرومات عبد المطّلب؛ لأنّ الله تعالى أخرج نور نبيّه محمّد (صلَّى الله عليه وآله) منه إلى صلب عبد الله، وأخرج نور وليّه علي منه إلى صلب أبي طالب، فهذا أحسن وأنسب.

من الشجرة التي صدع منها أنبياؤه

وانتخب منها أُمناؤه

* قال صاحب المنهاج (ره):

فإنّ الأظهر أنّ المراد بها - أي بالشجرة - أحدهما، أي إبراهيم أو إسماعيل؛ لكون الأنبياء من فروع تلك الشجرة المباركة، وانتهاء سلسلة النبوّة الخاصّة لمحمّد (صلَّى الله عليه وآله) إليهما.

(منهاج البراعة: ج٧، ص١٠٦)

فقد ظهر من قوله(ه): (فالأظهر أنّ المراد بها - أي بالشجرة - أحدهما، أي إبراهيم أو إسماعيل؛ لكون الأنبياء من فروع تلك الشجرة المباركة):

- أنّ ابتداء سلسلة النبيّين من إسحاق بن إبراهيم كانوا أنبياء من بني إسرائيل.

- وأنّ ابتداء سلسلة النبيّين من إسماعيل بن إبراهيم كانوا آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي.

- وانتهاء تلك السلسلة إلى نبيّنا محمّد (صلَّى الله عليه وآله) خاصّة، كما قال الأمير: (من الشجرة التي صدع منها أنبياءه وانتخب منها أمناءه).

فقد ظهر:

أنّهم الأنبياء كانوا آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي أمناء نورهما، من لدن آدم إلى إبراهيم، ومِن لدن إسماعيل إلى عبد الله وأبي طالب.

٧٤

(الإظهار الثالث)

* قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته:

(الحمد الله الذي هدانا من الضلالة وبصّرنا من العمى، ومنّ علينا بالإسلام وجعل فينا النبوّة، وجعلنا النجباء وجعل إفراطنا إفراط الأنبياء).

(الخطبة في الكافي)

قال العلاّمة المجلسي (ره) في شرحه:

فقوله: (وجل إفراطنا إفراط الأنبياء)، أي جعل أولادنا أولاد الأنبياء، أي نحن وأولادنا من سلالة النبيّين (يعني من أولاد النبيّين عليهم السلام).

(البحار: ج٢، كتاب العلم، ص٣١)

فظهر أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أظهر نبوّة آبائه وآباء النبي (صلَّى الله عليه وآله)، مِن آدم إلى عبد الله وأبي طالب(عليهم السلام).

إظهار الإمام الحسن المجتبى

نبوّة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي

* عن الإمام جعفر بن محمّد (عليه السلام) عن أبيه عن جدّه علي بن الحسين قال:

(قال الحسن بن علي في مجلس معاوية وقت الصلح بينهما: أقول يا معشر الخلائق فاسمعوا ولكم أفئدة وأسماع فَعُوْا، إنّا أهل بيت أكرمنا الله عزّ وجل بالإسلام، واختارنا واصطفانا واجتبانا، فأذهب عنّا

٧٥

الرجس وطهّرنا تطهيراً، والرجس هو الشك، فلا نشك في الله الحق ودينه أبداً، وطهّرنا من كلّ افن وغية، مخلصين إلى آدم نعمة منه، لم يفترق الناس فرقتين إلاّ جعلنا الله عزّ وجل في خيرهما فادت الأمور وأفضتْ الدهور إلى أنْ يبعث الله عزّ وجل محمّداً (صلَّى الله عليه وآله) للنبوّة واختاره للرسالة، وأنزل عليه كتابه) - الحديث -.

(البرهان: ج٣)

-فقد ظهر أنّ كلامه هذا: (إنّا أهل بيت أكرمنا الله تعالى بالإسلام - إلى - مخلصين إلى آدم - وإلى أنْ قال - إلاّ جعلنا الله تعالى في خيرهما):

أنّه يجمع الخمسة النجباء وآبائهم من أبي طالب وعبد الله، إلى أنْ ينتهي إلى آدم؛ لأنّ الضمائر(إنّا، ونا) في كلامه كلّه تجمع الخمسة النجباء وآبائهم، من أبي طالب وعبد الله عليهما السلام إلى آدم.

-قوله (عليه السلام) (إنّا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام)، فتقريره:

إنّا نحن الخمسة النجباء وآباؤنا من أبي طالب وعبد الله إلى آدم أهل البيت جعلنا الله تعالى كلّنا مسلمين.

-قوله: (واختارنا واصطفانا واجتبانا)فتقريره:

إنّا نحن الخمسة النجباء وآباؤنا من أبي طالب وعبد الله إلى آدم أهل بيت جعلنا الله تعالى مختارين ومصطفين ومجتبين، فقد ظهر من كلامه أنّ الله تعالى اصطفى آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي واختارهم واجتباهم، وأنّ الله تعالى لم يصطفِ من الناس إلاّ الذين جعلهم أنبياء ومرسلين، كما قال:( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ) ، فثبّت أنّ الله تعالى اصطفى واختار واجتبى، أي جعل آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب مصطفين مختارين مجتبين أنبياء مرسلين (عليهم السلام)، ومن المعلوم أنّ النبوّة لا يصلها أحد بعد نبيّنا (صلَّى الله عليه وآله) من الملائكة والناس

٧٦

إلى يوم القيامة، ولكنّ الله تعالى يجعل مَن يختار ويصطفي ويجتبي بعده (صلَّى الله عليه وآله) إماماً أو وليّاً من أوليائه، صلوات الله عليهم أجمعين.

إظهار الإمام محمّد الباقر

نبوّة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي

١ - روى شيخنا الصدوق (ره) بإسناده مرفوعاً عن أبي حمزة الثمالي، قال:

قال الإمام محمّد الباقر في حديث طويل: (فكان بين آدم ونوح عشرة آباء كلّهم أنبياء الله)، يعني:

١ - آدم، ٢ - شيث، ٣ - أَنُوش، ٤ - قَيْنَان، ٥ - مَهْلاَئِيل، ٦ - يارد، ٧ - إدريس، ٨ - مَتوشَلَخِ، ٩ - لَمَك، ١٠ - نوح.

٢ - وقال الإمام محمّد الباقر في حديث طويل:

(وليس بعد سام إلاّ هود، وكان بين هود وإبراهيم من الأنبياء عشرة آباء):

١ - سام، ٢ - أَرفَخْشِد، ٣ - هود، ٤ - فالَغ، ٥ - شالغ، ٦ - أَرْغُو، ٧ - سروع، ٨ - نَاحُور، ٩ - تارَخ، ١٠ - إبراهيم.

الإظهار الثاني:

٣ - قال الإمام محمّد الباقر في حديث طويل:

(فجرى بين كلّ نبي ونبي - أي بين نبيَّين - عشرة آباء و - بين نبيَّين - تسعة آباء و - بين نبيّين - ثمانية آباء، كلّهم أنبياء الله).

(إكمال الدين: ب٢٢، ص٢١٠)

* وهذا تفصيله:

إسماعيل نبي اللّه

١ - قيدار، ٢ - حمل، ٣ - نبت، ٤ - سلامان، ٥ - الهميسع

٧٧

٦ - أَلَّيْسَع، ٧ - أَدّ، ٨ - أدد، ٩ - عدنان، ١٠ - معد.

نزار نبي اللّه

١ - مضر، ٢ - إلياس، ٣ - مدركة، ٤ - خزيمة، ٥ - كنانة، ٦ - نضر، ٧ - مالك، ٨ - فهر، ٩ - غالب.

لؤي نبي اللّه

١ - كعب، ٢ - مرّة، ٣ - كلاب، ٤ - قصي، ٥ - عبد مناف، ٦ - هاشم، ٧ - عبد المطّلب، ٨ - عبد الله.

أبو طالب نبي اللّه

فقد ظهر من الحديث: أنّ هؤلاء المذكورين أحد وخمسون أباً كانوا آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي أنبياء الله (عليهم السلام).

١ - عن أبي جعفر في قوله تعالى: ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ، قال:

(في أصلاب النبيّين).

(الصافي / البرهان / نور الثقلين)

٢ -عن أبي الجاروردي قال:

سألتُ أبا جعفر عن قول الله عزّ وجل:( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ، قال:

(يرى تقلّبه في أصلاب النبيّين من نبي إلى نبي، حتّى أخرجه من صلب أبيه، من نكاح غير سفاح، من

٧٨

لدن آدم).

(الصافي / البرهان / نور الثقلين / الميزان)

فقد ظهر من هذه الأحاديث أنّ هؤلاء النبيين كانوا كلهم آباء النبي(صلَّى الله عليه وآله) والولي من لدن ادم إلى عبد الله (عليه السلام).

إظهار الإمام محمّد الباقر وجعفر الصادق (عليه السلام)

نبوّة آباء النبي والولي

* عن أبي جعفر وأبي عبد الله، قالا في ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) :

(في أصلاب النبيّين، نبي بعد نبي، حتّى أخرجه من صلب أبيه، من نكاح غير سفاح، من لدن آدم).

(مجمع البيان / الميزان)

فقد ظهر من حديثهما:

- أنّ هؤلاء النبيّين كانوا كلّهم آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي، كانوا كلّهم أنبياء.

- وقولهما: (نبي بعد نبي، حتّى أخرجه من صلب أبيه): يدلّ على أنّهم الأنبياء نبي بعد نبي، يعنى انتهتْ سلسلة النبيّين آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله)، من لدن آدم إلى أبيه عبد الله، ولم يدخل فيهم غير نبي قط.

- وقولهما: (من نكاح): يدلّ على أنّهم ينكحون أزواجهم بأمر الله تعالى.

- وقولهما: (من لدن آدم): يدلّ على أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي كانوا أنبياء من لدن آدم إلى أبيه عبد الله، ولم يكن فيهم غير نبي.

٧٩

إظهار الإمام الحسن العسكري

نبوّة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي

* روى العلاّمة البرسي (ره) في مشارق الأنوار، بإسناده مرفوعاً عن علي بن عاصم الكوفي، قال:

دخلت على أبي محمّد الحسن العسكري فقال لي: (يا علي، انظر إلى ما تحت قدميك، فإنّك على بساط قد جلس عليه كثير من النبيّين والمرسلين والأئمّة الراشدين.

ثمّ قال: ادنُ منّى، فدنوت منه، فمسح يده على وجهي فصرتُ بصيراً - فرأيتُ في البساط أقداما وصوراً.

فقال: هذا أثر قدم آدم عليه السلام وموضع جلوسه، وهذا أثر هابيل، وهذا أثر شيث، وهذا أثر نوح، وهذا أثر قيدار، وهذا أثر مهلائيل، وهذا أثر يارة، وهذا أثر اخنوح، وهذا أثر إدريس، وهذا أثر متوشلخ، وهذا أثر سام، وهذا أثر أَرَفَخْشِد، وهذا أثر هود، وهذا أثر صالح، وهذا أثر لقمان، وهذا أثر إبراهيم، وهذا أثر لوط، وهذا أثر إسماعيل، وهذا أثر إلياس، وهذا أثر إسحاق، وهذا أثر يعقوب، وهذا أثر يوسف، وهذا أثر شعيب، وهذا أثر موسى، وهذا أثر يوشع بن نون، وهذا أثر طالوت، وهذا أثر داود، وهذا أثر سليمان، وهذا أثر الخضر، وهذا أثر دانيال، وهذا أثر اليسع، وهذا أثر ذي القرنين الإسكندر، وهذا أثر شابور بن أردشير، وهذا أثر لؤي، وهذا أثر كلاب، وهذا أثر قصي، وهذا أثر عدنان، وهذا أثر عبد مناف، وهذا أثر عبد المطّلب، وهذا أثر عبد الله، وهذا أثر سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهذا أثر أمير المؤمنين عليه السلام، وهذا أثر الأوصياء من بعده إلى المهدي عليهم السلام؛ لأنّه قد وطأ وجلس عليه.

٨٠