نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)0%

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام) مؤلف:
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 168

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

مؤلف: مزمل حسين الميثمي الغديري
تصنيف:

الصفحات: 168
المشاهدات: 131941
تحميل: 6518

توضيحات:

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 168 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 131941 / تحميل: 6518
الحجم الحجم الحجم
نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام)

مؤلف:
العربية

ثمّ قال:

انظر إلى الآثار، و اعلم أنّها آثار دين الله، وأنّ الشاك فيهم كالشاك في الله، ومَن جحد فيهم كمن جحد الله.

ثمّ قال:

اخفض طرفك يا علي، فرجعت محجوباً كما كنت).

(البحار: ج١١ في النبوّة)

فقد ظهر من هذا الحديث:

أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي كانوا أنبياء، قال الإمام: (مَن كان شاكّاً فيهم كَمَنْ شاكّاً في الله عزّ وجل، ومَن جَحَد فيهم كمَن جحد الله) عزّ وجل.

إظهار الصحابي نبوّة آباء النبي والولي

١ -عن ابن عبّاس - الصحابي - في قوله تعالى: ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ، قال:

من نبي إلى نبي، حتّى أخرجك نبيّاً.

(الشفا / روح البيان)

٢ -أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبو نعيم في الدلائل، عن ابن عبّاس، قال:

ما زال النبي (صلَّى الله عليه وآله) يتقلّب في أصلاب الأنبياء حتّى ولدتْه أُمّه.

(فتح القدير / الدر المنثور)

٣ -عن عطا، عن ابن عبّاس، قال:

أراد( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) : في أصلاب النبيّين، من نبي إلى نبي، ومن نبي إلى نبي حتّى أخرجك نبيّاً في هذه الأُمّة.

(السراج المنير / لباب التنزيل / معالم التنزيل)

٨١

٤ -عن عكرمة، عن ابن عبّاس قوله تعالى: ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ، قال:

من نبي إلى نبي، ومن نبي إلى نبي حتّى أخرجك نبيّاً.

(تذكرة خواص الأمّة / الطبقات الكبرى / الشفا / السيرة الحلبيّة)

٥ - قال بعض المفسّرين، منهم ابن عبّاس وعكرمة:

أراد حين تقوم بالنبوّة ويرى تقلّبك في الساجدين في أصلاب الموحّدين من نبي إلى نبي؛ حتى أخرجك نبيّاً في هذه الأمّة.

(تاريخ الخميس: ج١، ص٥٦)

فقد ظهر من هذا الحديث:

أنّ ابن عبّاس - الصحابي - حبر الأمّة قال: إنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي كانوا أنبياء، نبيّاً بعد نبي، إلى أنْ وُلِدَ نبيّاً، فلم يكن فيهم - بين النبيّين - غير نبي، من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب.

إظهار التابعي نبوّة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي

* أخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده، والبزار، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي، في الدلائل عن مجاهد - التابعي - في قوله تعالى: ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ، قال:

مِن نبي إلى نبي حتّى أخرجك نبيّاً.

(الدرّ المنثور: ج٥، ص٩٥)

فقد ظهر من هذا الحديث:

أنّ مجاهد - التابعي، المفسّر - قال: إنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) كانوا أنبياء نبيّاً بعد نبي حتّى أخرجك نبيّاً، يعني: إلى أنْ وُلد نبيّاً، فلم يكن فيهم - بين النبيّين - غير نبي، من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب.

٨٢

إظهار العلاّمة الآلوسي

نبوّة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي

* قال العلاّمة الآلوسي عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ، قال:

من نبي إلى نبي، حتّى أخرجك نبيّاً، قال: فمعنى في الساجدين: في أصلاب النبيّين والمرسلين، من آدم إلى نوح وإلى إبراهيم وإلى من بعده، إلى أنْ ولدته أمّه.

(تفسير روح البيان: ج٢)

فقد ظهر من هذا البيان:

أنّ العلاّمة الآلوسي مفسّر العامّة قال: إنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي كانوا أنبياء، نبيّاً بعد نبي إلى أنْ وُلِدَ نبيّاً، فلم يكن فيهم - بين النبيّين - غير نبي، من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب.

إظهار لَمَك - النبي - نبوّة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي

* قال المسعودي: روى الخاصّة والعامّة (هذا الحديث):

(لمّا خَلق الله عزّ وجل آدم سمع من تخطيط أسارير جبهته نشيشاً كنشيش الذر، فقال: سبحانك ربّي ما هذا؟

قال الله عزّ وجل: هذا تسبيح محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) خاتم النبيّين وسيّد المرسلين مِن وُلدك، ولولاه لَمَا خلقتُك، ولا خلقتُ سماءً ولا أرضاً، ولا جنّة ولا ناراً، فخذْه بعهدي وميثاقي على أنْ لا تُودعه إلاّ في الأصلاب الطاهرة.

قال آدم: نعم يا إلهي وسيّدي، قد أخذتُه بعهدك وميثاقك على

٨٣

أنْ لا أودعه إلاّ في المطهّرين من الرجال والمحصنات من النساء.

قال آدم: يا حوّاء تطهّري، فلعلّ الله عزّ وجل يستودع هذا النور المستودع ظهري عن قليل طهارة بطنك.

قال: فلم تزل حوّاء كذلك حتّى بشّرها الله تعالى بشيث أبي الأنبياء ورأس المرسلين، لم يزل ذلك النور ممدوداً حتّى أدرك شيث، فلمّا أيقن آدم بالموت أخذ بيد شيث، وقال: يا بني، إنّ الله تعالى أمرني أنْ آخذ عليك العهد والميثاق من أجل هذا النور المستودع في وجهك وظهرك أنْ لا تضعه إلاّ في أطهر نساء العالمين، واعْلَمْ إنّ ربّي أخذ على فيه قبلك عهداً غليظاً.

إلى أنْ قال:

وزوّجه الله عزّ وجل قبل أنْ تزول الملائكة بحوراء اهْبِطتْ له من الجنّة تُسمّى نزلة، فحملت بأَنُوش، فلمّا حملتْ به سمعت الأصوات من كلّ مكان: هنيئاً لك البشرى فقد أودعك الله عزّ وجل نور محمّد المصطفى.

فلم يزل كذلك حتّى وضعتْ أَنُوش، فلمّا وضعتْ نظرتْ الحوراء نزلة إلى نور رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بين عينيه، فلمّا ترعرع دعاه أبوه شيث، فقال له: يا بُني أمرني ربّي أنْ اتخذ عليك العهد والميثاق: أنْ لا تتزوّج إلاّ بأطهر نساء العالمين، وقَبِلَ وصيّته.

وأوصى أَنُوش إلى ابنه قينان بمثل ذلك من وصيّة آبائه، وأوصى قينان إلى ابنه مهلائيل، وأوصى مهلائيل إلى ابنه بردا فتزوّج بردا امرأةً يُقال لها برة، فحملتْ بأخنوخ وهو إدريس، فلمّا وُلِدَ إدريس نظر أبوه إلى النور يلوح بين عينيه فقال: يا بني أوصيك بهذا النور كلّ الوصاية، قَبِلَ وصيّته وتزوّج امرأة يُقال لها بزرعا، فولدتْ له مَتوشَلَخِ، وولد له لَمَك، وكان لَمَك رجلاً أشقر قد أُعطي قوّة وبطشاً، فتزوّج امرأة يُقال لها قينوس بنت تركاش، فولدت له نوحاً، وتحوّل

٨٤

إليه نور رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، فلمّا نظر لَمَك إلى النور في وجهه قال: يا بني، إنّ هذا النّور هو الذي تتوارثه الأنبياء، وهو نور محمّد المصطفى، ينتقل بالعهود والمواثيق إلى يوم خروجه) - الحديث -.

(إثبات الوصيّة: ص٤٥)

فقد ظهر من إخباره بالغيب (يا بني، إنّ هذا النور هو الذي تتوارثه الأنبياء وهو نور محمّد المصطفى ينتقل بالعهود والمواثيق إلى يوم خروجه):

أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي - من لدن آدم إلى نوح، ومن لدن نوح إلى يوم خروجه، يعنى يوم خروج النور من عبد الله وأبي طالب - كانوا كلّهم أنبياء الله (عليه السلام).

إظهار المطّلب نبوّة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي

* روى الشيخ أبو الحسن البكري أستاذ الشهيد الثاني، بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، حديث طويل قال فيه:

فقال المطّلب لسلمى عند ذلك أي عند تزويج هاشم: (اعلمي، إنّ أخي قد تطاولتْ إليه الملوك في خطبته، ورغبوا في تزويجه بناتهم، فإلى حتّى أتاه آتٍ في منامه فأخبره بخبرك فرغب فيك، وأراد أنْ يستودعك هذا النور الذي استودعه الله عزّ وجل إيّاه بعد الأنبياء (عليهم السلام).

وقال: فلمّا تأهّب هاشم للقاء القوم فتزيّنوا بزينتهم، وإذا أهل سلمى قد قدموا فقام مَن كان في الخيمة إجلالاً لهم وجلس هاشم وأخوه وبنو عمّه في صدر الخيمة، فتطاولتْ القوم إلى هاشم فابتدأهم المطّلب بالكلام وقال: يا أهل الشرف والإكرام والفضل والإنعام، نحن وفد

٨٥

بيت الله الحرام والمشاعر العظام، وإلينا سعتْ الأقدام وأنتم تعلمون شرفنا وسؤددنا، وما قد خصصنا الله عزّ وجل به من النور الساطع والضياء اللامع، ونحن بنو لؤي بن غالب وقد انتقل هذا النور إلى عبد مناف، ثمّ إلى أخينا هاشم، معنا من آدم إلى أنْ صار إلى هاشم) - الحديث -.

فقد ظهر من كلامه هذا النور الذي استودعه الله عزّ وجلّ إيّاه بعد الأنبياء: أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) كانوا أنبياء.

وظهر من كلامه: (قد انتقل هذا النور إلى عبد مناف ثمّ إلى أخينا هاشم، ومعنا من آدم إلى أنْ صار إلى هاشم (عليه السلام)): أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي كانوا أنبياء، من لدن آدم إلى هاشم.

إظهار هاشم نبوّة آبائه

* وقال أمير المؤمنين (عليه السلام):

(ثمّ أقام هاشم في المدينة أياماً حتّى اشتهر حمل سلمى، فقال هاشم: يا سلمى، إنّي أودعتُكِ الوديعة التي أودعها الله عزّ وجل آدم، وأودعها آدمُ وَلَدَه شيثاً، ولم يزالوا يتوارثونها من واحد إلى أنْ وصلتْ إلينا، وشرّفنا الله عزّ وجلّ بهذا النور وقد أودعتُه إياكِ) - الحديث -.

(البحار: ج١٥، ص٦١)

فقد ظهر من كلامه هذا:

أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي كانوا أنبياء من لدن آدم إلى هاشم (عليهم السلام).

٨٦

إظهار عبد المطّلب نبوّة آبائه

* روى العلاّمة اليعقوبي بإسناده... وقال عبد المطّلب، لمّا كان من أصحاب الفيل ما كان:

إنّ للبيتِ لربّاً صانعاً * مَن يَرِدْه بآثامٍ يصطلم

وكذا الأمر بِمَنْ كاده بحر * ب فأمْر الله بالأمر اللَمَم

نعرف اللهَ وفينا سُنَّةٌ * صلةُ الرحمِ وإيفاءُ الذِمَم

لم يزلِ اللهُ فينا حجّةً * يدفع اللهُ بها عنَّا النِقَم

نحن أهل الله في بَلْدَتِهِ * لَمْ يَزَل ذلك على عَهْدِ إبرهم

(تاريخ اليعقوبي: ٧٢)

فقد ظهر من كلامه (لم يزل الله فينا حجّة) إلى (لم يزل ذلك على عهد إبرهم):

أنّ آباء النبي والولي كانوا حجج الله من لدن إبراهيم إلى عبد المطّلب.

* وقال شيخنا الصدوق (ره):

فالنبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) حجّة، والوصي حجّة.

(إكمال الدين: ب١، ص٢٧)

فظهر:

- أنّ الله تعالى لم يجعل حجّة إلاّ الأنبياء والأوصياء.

- وظهر أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي (عليه السلام) كانوا أنبياء وأوصياء من لدن إبراهيم إلى عبد المطّلب.

٨٧

إظهار أبي طالب نبوّة آبا ئه

(الإظهار الأوّل)

* قال العلاّمة ابن شهرآشوب، والعلاّمة المجلسي والطبسي:

خطب أبو طالب في نكاح فاطمة بنت أسد فقال:(الحمد لله ربّ العالمين، ربّ العرش العظيم والمقام الكريم والمشعر والحطيم، الذي اصطفانا أعلاماً وسدنة وعرفاء وخلصاء وحججه، بهاليل وأطهاراً من الخنى، والريب والأذى والعيب، وأقام لنا المشاعر وفضّلنا على العشائر، نخب آل إبراهيم وصفوته، وزرع إسماعيل) - إلخ -.

(المناقب: ج١، ص١٧١ / البحار: ج٣٥، ب٣، ص٩٨ / منية الراغب: ص٧٦)

فقد ظهر من كلامه: (الذي اصطفانا):

- أنّ الله عزّ وجل اصطفى من آل إبراهيم إسماعيل ومن ذرِّيَّته الطاهرين، إلى عبد الله وأبي طالب (عليهم السلام).

- وأنّ الله عزّ وجل لم يصطفِ إلاّ الذين جعلهم أنبياء، والمرسلين مصطفين كما قال:( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاَ وَمِنَ النَّاسِ ) .

(سورة الحج: آية: ٧٥)

فظهر:

أنّ الله عزّ وجلّ جعل آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي أنبياء ومرسلين، من لدن إسماعيل إلى عبد الله وأبي طالب (عليهم السلام).

٨٨

(الإظهار الثاني)

١ -قال العلاّمة النسوي في تاريخه، والحرفوشي في شرف المصطفى (صلى الله عليه وآله)، والزمخشري في ربيع الأبرار وفي تفسيره الكشّاف، وابن بطّة في الإنابة، والجويني في السِيَر، والواقدي، وأبو صالح، والعتبي، بأنّه قال عند تزويج النبي (صلَّى الله عليه وآله) بخديجة:

(الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم الخليل، وذرِّيَّة المصطفى إسماعيل وضئضئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه، وجعل مسكننا بيتاً محجوجاً وحَرَمَاً آمنا، وجعلنا الحكّام على الناس) - إلخ -.

(منية الراغب: ص٥٧)

٢ -قال العلاّمة اليعقوبي:

ثمّ جاء رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في نفر من أعمامه، تقدّمهم أبو طالب عند نكاح الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بخديجة، فخطب أبو طالب قال:

(الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرِّيَّة إسماعيل، وجعل لنا بيتاً محجوجاً، وحَرَمَاً آمناً وجعلنا الحكّام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه) - إلخ -.

(تاريخ اليعقوبي: ج٢)

٣ -عن عبد الرحمان بن كثير، عن الصادق قال:

(لمّا أراد رسول

٨٩

الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أنْ يتزوّج بخديجة بنت خويلد، أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش، حتّى دخل على ورقة بن نوفل عم خديجة، فابتدأ أبو طالب بالكلام، فقال:

الحمد لله ربّ هذا البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرِّيَّة إسماعيل، وأنزلنا حَرَمَاً آمناً، وجعل لنا بيتاً محجوجاً، وجعلنا الحكّام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه) - إلخ -.

(من فروع الكافي، منية الراغب: ص٥٦)

أظهر أبو طالب نبوّة آبائه بين يدي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في وجوه الناس: إنّ الله جعلنا الحكّام على الناس من لدن إبراهيم إمام الناس. وما جعل الله الحكّام على الناس إلاّ الأنبياء والرسل من الناس.

فقد ظهر أنّ الله جعل آباء النبي والولي أنبياء ومرسلين في الناس، لِمَا تنكرون نبوّة الذين جعلهم الله الحكّام على الناس من الناس؟!

لِمَا تنكرون نبوّة الذين باركهم الله في هذا البلد ولم يبارك غيرهم فيه من الناس؟!

لِمَا تنكرون نبوّة الذين جعل الله الحرم آمناً خاصّاً لهم وعامّاً للناس؟!

فتوجد نبوّتهم في الكتاب والسنّة، وفي كتب العامّة والخاصّة من الناس، وكانت تجرى نبوّتهم على السنّة الأنبياء منهم والأوصياء أئمّة الناس، وما قولنا فيهم بالحقّ بين الناس وما قولكم فيهم إلاّ الباطل بين الناس، فما عندنا فيهم فهو خير للناس، وما عندكم فيهم فهو شرّ للناس، فلم نكُ من المبتدعين الطغاة فيجب ردّ مقالنا على رعاة الناس، ولم نكُ من المنحرفين عن الهداة فلنْ يلتفت إلى مقالنا حفّاظ الناس.

ولا ريب في متقدّمينا أنّهم جاهدوا في إسلامهم جهاداً بين الناس، ولكنّ المعاندين لم يقبلوا منهم بل جحدوهم عناداً بين الناس، سنلقى عليكم فيهم قولاً

٩٠

ثقيلاً بين الناس، ولم يلقَ مثله قول من الناس.

وما توفيقي إلاّ بالله العظيم ربّ الناس، وصلّى الله على محمّد وآله هداة الناس.

إظهار العلماء الأعلام نبوّة

آباء النبي والولي

* قال العلاّمة المجلسي (ره):

اتفقتْ الإماميّة - رضوان الله عليهم - على أنّ والد الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وكلّ أجداده كانوا مسلمين، بل كانوا من الصدّيقين، إمّا أنبياء مرسلين وإمّا أوصياء معصومين، لعلّ بعضهم لم يُظهِر الإسلام لتقيّةٍ أو لمصلحة دينيّة.

(البحار: ج١٥، ص٤١)

فكما كان موسى في دار فرعون متّقياً لم يُظهر الإسلام، وكما كان في دار شعيب لم يُظهر النبوّة؛ لمصلحة دينيّة.

فقد ظهر من اتّفاق العلماء الإماميّة أنّ آباء النبي والولي كانوا أنبياء مرسلين، وأوصياء معصومين، من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب.

إظهار العلاّمة المجلسي (ره) نبوّة

آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي

* قال:

بل يظهر من الأحاديث المتواترة أنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وأجداده كانوا كلّهم أنبياء وأوصياء وحَمَلَةَ دين الله، وهم بنو إسماعيل وأوصياء إبراهيم، ولم يزالوا رؤساء مكّة ويتعلّق بهم تعمير الكعبة وحجابته، ولم تنسخ فيهم شريعة إبراهيم بشريعة موسى ولا بشريعة عيسى،

٩١

وأنّهم كانوا كلّهم حَفَظَة شريعة إبراهيم ويُوصي بها بعضهم بعضاً، ويستودع بعضهم بعضاً كتب الأنبياء وودائعهم وأماناتهم من لدن إسماعيل إلى عبد المطّلب، حتّى استودع أبو طالب كتب الأنبياء وآثارهم وودائعهم وأماناتهم النبيَّ (صلَّى الله عليه وآله) بعد مبعثه.

(حيات القلوب: ج٢، فصل: ٣)

فقد ظهر من تحقيق العلاّمة المجلسي:

أنّ آباء النبي والولي كانوا أنبياء وأوصياء، من لدن إسماعيل إلى عبد الله وأبي طالب.

إظهار العلاّمة الإمامي (م ُ دّ ظِل ّ ُه)

نبوّة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي

* قال العلاّمة الشيخ محمّد الإمامي دام ظلّه:

اعتقاد الفرقة الناجية أنّ آباء النبي والولي إلى آدم كانوا كلّهم أنبياء وأوصياء، وأنّ والد إبراهيم كان تارَخ، وآزر كان عمّه.

إلى أنْ قال:

وأنّ عبد المطّلب وآبائه من لدن إسماعيل كانوا كلّهم أوصياء إبراهيم، وأنّ أبا طالب كان بعد عبد المطّلب وصيّاً، وكانت عنده كتب إبراهيم وإسماعيل وسائر الأنبياء والأوصياء وودائعهم، فدفعها كلّها إلى النبي (صلَّى الله عليه وآله).

(شرح دعاء الصباح: ص٢٤٠)

٩٢

إظهار المؤرّخ الخراساني

نبوّة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي

* فائدة:

قيل: إنّ آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطّلب كانوا واحداً وخمسين أباً، مع عدد ركعات الصلاة اليوميّة من الفرائض والنوافل، فـ:

- سبعة عشر أباً منهم كانوا أنبياء على عدد فرائض الصلاة اليوميّة.

- وسبعة عشر أباً منهم كانوا أوصياء أنبياء.

- وسبعة عشر أباً منهم كانوا ملوكاً وسلاطين.

وإنّهم كانوا على المذهب الحق، وموحّدين وساجدين لله تعالى، بدليل قوله تعالى:( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) .

(منتخب التواريخ: ص٢)

إظهار محشِّي شرح الباب الحادي عشر

نبوّة آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي

* فائدة:

قيل: آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) من آدم إلى عبد الله كانوا واحداً وخمسين أباً، مع عدد ركعات الصلاة اليوميّة:

- سبعة عشر منهم كانوا أنبياء.

- وسبعة عشر كانوا أوصياء.

- وسبعة عشر كانوا ملوكاً.

والظاهر أنّ هؤلاء لم يكونوا أهل الفترة كما ذكره البعض، بل كانوا على المذهب الحق، موحّدين عاملين بشريعة الحقّ، ويؤيّد هذا ما رواه أبو جعفر محمّد بن بابويه عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في حقّ عبد المطّلب - (شرح الطريحي).

(شرح الباب الحادي عشر: ص٤٣)

٩٣

آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي كانوا حُكّام الناس

* قال الله تعالى:

( إنّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحاً وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .

(سورة آل عمران: آية: ٣٣ - ٣٤)

فقد ظهر من هذه الآية:

أنّ الله عزّ وجل جعل آدم أوّلاً مصطفى، ثمّ جعل نوحاً ثانياً مصطفى، ثمّ جعل آل إبراهيم ثالثاً مصطفين، ثمّ جعل آل عمران رابعاً مصطفين.

تفسير الآية عن علمائنا المتقدّم ين

* قال الشيخ الصدوق رحمه الله:

قال علماء الإماميّة رضوان الله عليهم: إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً - الخ - إنّ الله جنّس الناس في هذا الكتاب جنسَين: فاصطفى جنساً منهم وهم الأنبياء والرسل والخلفاء، وجنساً منهم أُمِرُوا باتّباعهم.

(إكمال الدين: ب١، ص٦٣)

فظهر من هذا التفسير:

* أنّ الله عزّ وجل بيّن في القرآن طبقتَين من الناس:

-فأمّا الطبقة العليا فهم: الحكّام، أنبياء كانوا، أم مرسلين، أَمْ كانوا أوصياء، أمْ كانوا خلفاء معصومين.

-وأمّا الطبقة السفلى فهم: المحكومون، مؤمنين كانوا أمْ كافرين.

* وأنّ الحكّام طبقتان:

-فأمّا الأوّليّون فهم: محمّد وآل محمّد (عليهم السلام).

- وأمّا

٩٤

الثانويّون فهم: الأنبياء والمرسلون.

* وأنّ المحكومين طبقتان:

-فأمّا الأوّليّون فهم: المؤمنين.

-وأمّا الثانويّون فهم: الكافرون.

الحكّام والمحكومون

١ - عن محمّد بن سنان قال:

كنتُ عند أبي جعفر الثاني، فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: (يا محمّد، إنّ الله لم يزل منفرداً بوحدانيّته، ثمّ خلق محمّداً وعليّاً وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثمّ خلق جميع الأشياء فأشهدهم خَلْقَهَا، وأجرى طاعتهم عليها، وفوّض أمورها إليهم) - الحديث -.

(لوامع التنزيل ببني إسرائيل / الكافي: كتاب التواريخ، باب مولد النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) / الصافي: ج١)

٢ -عن المفضّل بن عمر قال:

قال أبو عبد الله: (إنّ الله عزّ وجل خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عالم، فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمّد وعلي والحسن والحسين والأئمّة من وُلد الحسين، فعرضها على السموات والأرض والجبال فغشيها نورهم، فقال للسموات والأرض والجبال: هؤلاء أحبّائي وأوليائي، وحُجَجِي على خلقي، وأئمّة بريّتي، ما خلقتُ خلْقاً هو أحبّ إليّ منهم، ولِمَنْ تولاّهم خلقتُ جنّتي، ولِمَنْ خالفهم وعاداهم خلقتُ ناري) - الحديث -.

(الأنوار النعمانيّة: باب نور علي)

٣ -عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله، في قوله تعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ... ) قال:

(أخذ الله تعالى من ظهر آدم ذرِّيَّته إلى يوم القيامة، وهم

٩٥

كالذرّ، فعرّفهم نفسَه، ولولا ذلك لم يعرف أحدٌ ربّه، وقال: ألستُ بربّكم؟ قالوا: بلى. وأنّ محمّداً رسول الله وأنّ عليّاً أمير المؤمنين).

(البرهان: ج٢ / سورة الأعراف: الآية: ١٧٢)

٤ -عن حمران، عن أبي جعفر:

(....إلى أنْ قال: ثمّ أخذ الميثاق على النبيّين فقال: ألستُ بربّكم وأنّ هذا محمّداً رسولي، وأنّ هذا عليّاً أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى. فثبتت لهم النبوّة، وأخذ الميثاق على أولي العزم من الرسل، أنّني ربّكم ومحمّد رسولي، وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده وُلاة أمري وخُزّان علمي وأنّ المهدي أنتصر به لديني وأُطهّر به أرضي وأُظهر به دولتي وانتقم به من أعدائي، وأُعْبَد به طوعاً وكرماً، قالوا: أقررنا يا ربّ وشهرنا ولم يجحد آدم ولم يقر - فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يكن لآدم عزم على الإقرار به، وهو قوله تعالى:( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال: إنّما هو فترك، يعني معنى نسي ترك، كما قال:( نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ ) .

(البرهان: ج٢، وج٣)

٥ - عن سنان بن طريف عن أبي عبد الله، يقول:

(إنّا أوّل أهل بيتٍ نوّه الله بأسمائنا، أنّه لمّا خلق السموات والأرض أمر منادياً فنادى:

أشهد أنْ لا اله ألاّ الله، ثلاثاً.

أشهد أنّ محمّداً رسولُ الله، ثلاثاً.

أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً، ثلاثاً).

(الكافي: كتاب التواريخ، باب مولى النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)

فقد ظهر من هذه الأحاديث الخمسة أنّ الله عزّ وجل جعل:

٩٦

-الحكّام الأوّليِّين: محمّداً وآل محمّد (صلَّى الله عليه وآله).

-وجعل الحكّام الثانويّين: نبيّين ومرسلين أولي العزم.

-وجعل المحكومين الأوّليّين: مؤمنين.

-والمحكومين الثانويّين: كافرين.

قال صاحب الصافي:

آل إبراهيم: إسماعيل وإسحاق وأولادهما.

(تفسير الصافي: ج١)

فظهر أن مراده (ره):

أنّ المصطفين من آل إبراهيم: إسماعيل وبنوه وإسحاق وبنوه.

فيكون تقرير الآية:

- أنّ الله اصطفى آدم أي جعله نبيّاً حاكماً.

- واصطفى نوحاً أي جعله نبيّاً حاكماً.

- واصطفى من آل إبراهيم إسماعيلَ وبَنِيْه أي جعلهم أنبياء حكّاماً.

- وإسحاق وبَنِيْه أي جعلهم أنبياء حكّاماً؛ لأنّ إسماعيل وبَنِيْه كانوا بمكّة، وإسحاق وبَنِيْه كانوا في الشام.

- واصطفى آل عمران: موسى بن عمران، أم عيسى بن مريم بنت عمران، عند جمهور المفسّرين عامّة وخاصّة، أي جعل موسى نبيّاً حاكماً، أم جعل عيسى نبيّاً حاكماً.

ادّعاء الرسول (صلَّى الله عليه وآله) اصطفاء آبائه

* عن واثلة بن الاسقع قال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (إنّ الله اصطفى من وُلد آدم إبراهيم واتّخذه خليلاً، واصطفى مِن وُلد إبراهيم

٩٧

إسماعيلَ، ثمّ اصطفى مِن وُلد إسماعيل نزاراً، ثمّ اصطفى مِن وُلد نزار مضراً، ثمّ اصطفى مِن مضر كنانة، ثمّ اصطفى مِن كنانة قريشاً(نضراً) ، ثمّ اصطفى مِن قريش(مِن نضر) بني هاشم(هاشماً) ، ثمّ اصطفى مِن بني هاشم عبد المطّلب، ثمّ اصطفاني مِن بني عبد المطّلب).

(صحيح المسلم / والترمذي / وأبو حاتم / وأبو القاسم السهمي / وذخائر العقبى)

فقد ظهر من ادعاء الرسول (صلَّى الله عليه وآله) أنّ الله اصطفى من آل إبراهيم: إسماعيلَ أي جعله نبيّاً حاكماً، واصطفى من وُلد إسماعيل آباء النبي والولي، من لدن نزار إلى عبد المطّلب، أي جعلهم أنبياء حكّاماً.

ادّعاء أبي طالب حكومة آبائه

* قال النسوي في تاريخه، والحرفوشي في شرف المصطفى، والزمخشري في ربيع الأبرار والكشّاف، وابن بطّة في الإنابة، والجويني في السِيَر، والواقدي، وأبو صالح، والعتبي، واليعقوبي في تاريخه، وغيرهم، بأنّه قال:

(الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم الخليل، وذرِّيَّة المصطفى إسماعيل وضئضئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه، وجعل مسكننا بيتاً محجوجاً وحَرَمَاً آمنا، وجعلنا الحكّام على الناس) - الخ -.

(منية الراغب: ص٥٧، الطبعة الأولى)

* عن عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد الله الصادق قال:

(لمّا أراد رسول الله أنْ يتزوّج بخديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش، حتّى دخل على ورقة بن نوفل عمّ خديجة فابتدأ أبو طالب بالكلام، قال:

٩٨

الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرِّيَّة إسماعيل، وأنزلنا حَرَمَاً آمناً، وجعلنا الحكّام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه) - الخ -.

(عن فروع الكافي، منية الراغب: ص٥٦)

فقد ظهر من ادعاء أبي طالب بدلالة ضمير المتكلم مع الغير:

- أنّ الله عزّ وجل جعل آباء النبي والولي من لدن إبراهيم إلى أبي طالب حكّاماً على الناس.

- وأنّ الله لم يجعل حكّاماً على الناس إلاّ محمّداً وآل محمّد، والنبيين والمرسلين (عليهم السلام).

- فظهر أنّ الله تعالى جعل آباء النبي والولي - من لدن إبراهيم إلى أبي طالب - أنبياء حكّاماً على الناس.

تفسير الآية عن علمائنا المتأخ ّ رين

* قال شيخنا الطبرسي:

( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ) : اختار واجتبى.

( آَدَمَ وَنُوحًا ) : لنبوّته، يعنى: إنّ الله جعل آدم ونوحاً نبيّين.

( وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) : بأنْ جعل الأنبياء منهم.

إلى أنْ قال:

ويجب أنْ يكون الذين اصطفاهم الله مطهّرين معصومين منزّهين عن القبائح؛ لأنّ الله تعالى لا يختار ولا يصطفى إلاّ مَن كان كذلك، ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة، فعلى هذا يختص الاصطفاء بمَن كان من آل إبراهيم وآل عمران، سواء كان نبيّاً أو إماماً.

(مجمع البيان: ج١، ص٤٣٣)

فيظهر من تفسير الآية هذه:

أنّ الله مَن اصطفاه، فكان قبل

٩٩

اصطفائه تعالى طاهراً مطهّراً معصوماً منزّهاً عن القبائح.

فيكون تقرير الآية:

( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ ) ؛ لأنّ آدم كان قبل اصطفائه طاهراً مطهّراً معصوماً منزّهاً عن القبائح، ثمّ اصطفاه الله أي جعله نبيّاً حجّة.

( وَنُوحاً ) : أي: إنّ الله اصطفى نوحاً؛ لأنّ نوحاً كان قبل اصطفائه طاهراً مطهّراً معصوماً منزّهاً عن القبائح، ثمّ اصطفاه الله أي جعله نبيّاً حجّة.

( وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ ) : أي إنّ الله اصطفى آل إبراهيم، كانوا قبل اصطفائهم طاهرين مطهّرين معصومين منزّهين عن القبائح، ثمّ اصطفاهم الله أي جعلهم أنبياء حججاً.

فظهر من هذه الآية:

( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) : أنّ سائر آل إبراهيم لم يكونوا مصطفين؛ لأنّ الله اصطفى من آل إبراهيم مَن كان قبل اصطفائه طاهراً مطهّراً معصوماً منزّهاً عن القبائح، أي إنّ الله جعله نبيّاً حجّة.

فظهر أنّ الله جعل بعض آل إبراهيم: إسماعيلَ وبعضَ بَنِيْه، وإسحاقَ وبعضَ بَنِيْه أنبياءً حججاً، الذين كانوا قبل اصطفائهم طاهرين طيّبين.

* قال صاحب الميزان مدّ ظلّه:

فأمّا آل إبراهيم فظاهر لفظه أنّهم الطيّبون من ذرِّيَّته كـ: إسحاق، وإسرائيل، والأنبياء مِن بني إسرائيل، وإسماعيل، والطاهرون من ذرِّيَته، وسيّدهم محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، والملحقون بهم في مقامات الولاية (يعني الأئمّة المعصومين).

(تفسير الميزان: ج٣، ص١٧٨)

فيظهر من هذا التفسير:

- أنّ الله اصطفى من آل إبراهيم: إسحاقَ،

١٠٠