لقد امتدّتْ يد الإثم مرةً أخرى إلى العالم المناضل السيّد جمال الدين الأفغانيّ، فحاولتْ أنْ تنسب إلى اسمه وأصله ومكان ولادته تشويهاتٍ، ما أنزل الله بها من سلطان إلى درجةِ إصدار كتابٍ عَنْه تحت عنوان (إيرانيٌّ غامضٌ في مصر)!!.
ونحن في هذه المقدِّمة لا يهمّنا على الإطلاق أنْ يكون الأفغاني من مواليد إيران أو أفغانستان، لأنّ الحكم على الرجل يأتي منْ خلال جهاده الطويل وفكره السليم، ودعوته المستمرّة؛ لتحقيق وحدة المسلمين.
ولكن يهمّنا أنْ نعلنَ وبصراحةٍ إسلاميّةٍ، بأنّ هذه الأقلام المحسوبة على الإسلام والمُمْعِنَة في نبش تأريخ أعلام الثورة الإسلاميّة - وخاصةً جمال الدين - لا تريد إلاّ ضربَ الصحوة الإسلاميّة قبل تبديلها بالثورة الإسلاميّة، وفي كل مكانٍ، ولكنْ كيف وبأيِّ وسيلةٍ؟
فالهجوم على شخصيّة السيّد جمال الدين الحسيني وجهاده، تحت سِتَار (الدراسة الأكاديميّة)! ثم تعريب ونشر أكاذيب الكاتبتين: الأميركية (نيكي كدى)، والإيرانية (هما ناطق) لا يأتي إلاّ لأجل تشويه سمعة السيّد، بين الشباب الثوريِّ المسلم، فهم لا يبغون إلاّ أَنْ يقولوا لشباب مصر، جيلِ الشهيد سيّد قطب وخالد الإسلامبولي، بأنّ خطّ الجهاد - الاستشهادي - الذي تسيرون عليه ضدّ نظام الحكم، ليس بأصيل، بل إنّه يمتدّ إلى جذور (ماسونيّة)!!
وَلِيَقُوْلُوا للمسلمين في الباكستان والهند وإفريقيا الشماليّة، بأنّ أطروحة السيّد، في الكفاح ضدّ المستعمِر، لا تمثِّل طموحاتكم في تحقيق العدالة الاجتماعيّة.
وَلِيَقُوْلُوا للمسلمين العرب والأفغان بأنّ السيّد كان شيعيّاً إيرانيّاً غامِضاً! وعلى مَنْ يريد انتهاج درب جمال الدين أنْ يفهم، أنّه يرتبط بحركةٍ إسلاميّةٍ غير سُنِّيَّةٍ!
ويقولوا للإيرانيين، بأنّ السيّد كان أفغانيّاً سُنيّاً! فما بالكم بالاهتمام به وبأفكاره؟... ولكنّ الأسئلة المتتالية، قد تبقى في ذهن الشباب، وفي كلّ مكانٍ: إذا كان السيّد ماسونيِّاً فلماذا كانتْ تطرُدُهُ الطواغيتُ ومِنْ كلّ بلدٍ؟ وإذا كان طائفيّاً فكيف كان مع الشيعة في إيران والعراق، ومع السنّة في أفغانستان والهند ومصر و..؟ وإذا كان إيرانيِّاً طائفيِّاً! غامِضاً، فلماذا كان يفكّرُ في وحدة المسلمين، وإذا كان أفغانيّاً