فلسفة الصلاة

فلسفة الصلاة0%

فلسفة الصلاة مؤلف:
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 257

فلسفة الصلاة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: علي الكوراني
تصنيف: الصفحات: 257
المشاهدات: 61831
تحميل: 8288

توضيحات:

فلسفة الصلاة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 257 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 61831 / تحميل: 8288
الحجم الحجم الحجم
فلسفة الصلاة

فلسفة الصلاة

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أنفسهم عناء التفكير ولا السؤال عن محتوى هذا العمل، وعن ضرورته فتراهم يجنون على صلاتهم بجهلهم.

قال أحد الأصدقاء: رأيت في أحد مشاهد الأئمّة (عليهم السلام) شيخاً طاعناً في السنّ، يؤدّي صلاته يركض بها ركضاً، نقراً كنقر الغراب، حتى إذا طواها جلس مطمئنّاً يتلو وجوه المصلّين والزائرين...! قلت له: أيّها الحاجّ أنت شيخ جليل، وأنا أتوسّم فيك التقى والصلاح، فلماذا تعجّل بصلاتك؟

قال: دعني يا سيدي فقد مللت الصلاة وملّتني... عمري الآن مئة وعشر سنوات، وقد بدأت فيها مذ كنت في الحادية عشرة من عمري، لقد رافقتني مئة سنة، ولم تتركني يوماً واحداً، أفليس من حقّي أن أسأم منها وتسأم منّي...!

من الطبيعي لهذا المصلّي أن يسأم من صلاته؛ لأنّ هذه الفريضة في وعيه عمل شكلي مكرور، لو رافقه إنسان عشر سنوات لسئم منه فكيف بمئة عام...! ولكن هذا المصلّي لو وعى صلاته عملاً تربويّاً متفاعلاً مع حركة أيّامه مؤثّراً فيها ومؤثّرة فيه لرأى صلاته جديدة أبداً، لها في كلّ يوم طعم وعطاء، وفي كلّ أمرٍ صلة وتأثير.

وكثيرون مثل هذا المصلّي أو أقلّ منه سوءاً ممّن يحبّون الصلاة ويؤدّونها، ولكنّهم لا يحاولون وعيها حتى بمجرّد السؤال والتفكير، ويرضون لأنفسهم أن يؤدّوا عملاً وهم لا يعرفون أثره في حياتهم، ولا معنى فقراته وكلماته.

وجهد التوعية في هؤلاء المصلّين أيسر وأسرع إثماراً منه في غيرهم، بل كثيراً ما تستتبع إفاقة أحدهم على صلاته، إفاقته على الإسلام، عقيدة ونظاماً، للحياة.

* * *

ولا يصحّ هنا أن نبخس نوعاً من الناس الفطريّين، الذين تحسبهم يجهلون الصلاة؛ لأنّهم لا يستطيعون تفسيرها لك، ولا التعبير عن ضرورتها، بينا هم من وعاة الصلاة ومؤدّيها حقّاً.

٢٤١

باستطاعتك أن تتحدّث مع نماذج من هؤلاء، لتجد أنّ لديهم الكثير من الأفكار والمشاعر عن الصلاة، سل أحدهم ممن تتوسّم فيه صفاء الفطرة والإيمان خاصّةً إذا كان مسنّاً، عن أهميّة الصلاة، وعن فائدة الصلاة، وعن الفرق بين من يصلّي ومن لا يصلّي، وعن الفرق في حياته هو إن كانت مضت عليه فترة ترك فيها الصلاة... ستجد أنّه يعيش رؤية عميقة للصلاة، تبرزها لك نفسه، ونبراته وإن عجزت عنها كلماته.

لو سمعت أحدهم وهو يقول: (الصلاة... الصلاة... إنّ حياة الإنسان لا تصلح بدون صلاة) ، وتأمّلت في الثقة المطلقة، والتجربة الطويلة، والرؤية الواضحة الحاسمة التي تعبّر عنها لهجته، لأحسست بأنّ الرجل قد أدرك موقع الصلاة من حياة الإنسان.

نعم فكثير من الذين يتمتّعون بصفاء الإيمان وطيبة النفس، يخامرون الصلاة بحسّهم الباطني، ويتفاعلون معها على مرّ الأيّام، فينضج وعيها في عقولهم، ويظهر أثرها في سلوكهم، ونورها على وجوههم، وتفصح عن جوهرها قلوبهم، وإن عجزت ألسنتهم.

عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (تجد الرجل لا يخطئ بلام ولا واو، خطيباً مُصقعاً، ولَقَلبُه أشدّ ظلمة من الليل المظلم، وتجد الرجل لا يستطيع يعبّر عمّا في قلبه بلسانه، وقلبه يَزهر كالمصباح) الكافي ج2 ص422)

٢٤٢

جنَاية الذاتيَّة

حبّ الذّات

(وحبّ الذات هو: الغريزة التي لا نعرف غريزة أعمّ منها وأقدم، فكلّ الغرائز فروع هذه الغريزة وشُعَبها، بما فيها غريزة المعيشة.

فإنّ حبّ الإنسان لذاته - الذي يعني: حبّ اللذّة والسعادة لنفسه، وبغضه للألم والشقاء لها - هو الذي يدفع الإنسان إلى كسب معيشته، وتوفير حاجيّاته الغذائيّة والماديّة؛ ولذا قد يضع حدّاً لحياته بالانتحار إذا وجد أنّ تحمّل ألم الموت أسهل عليه من تحمّل الآلام التي تزخر بها حياته.

فالواقع الطبيعي الحقيقي إذاً الذي يكمن وراء الحياة الإنسانيّة كلّها، ويوجّهها بأصابعه هو: حبّ الذات، الذي نعبّر عنه بحبّ اللذّة وبغض الألم، ولا يمكن تكليف الإنسان أن يتحمّل - مختاراً - مرارة الألم، دون شيءٍ من اللذّة في سبيل أن يلتذّ الآخرون ويتنعّموا، إلاّ إذا سلبت منه إنسانيّته، وأعطي طبيعة جديدة لا تتعشّق اللذّة، ولا تكره الألم.

(إنّ المقياس الفطري يتطلّب من الإنسان أن يقدّم مصالحه الذاتيّة على مصالح المجتمع، ومقوّمات التماسك فيه، والمقياس الذي ينبغي أن يحكم ويسود هو: المقياس الذي تتعادل في حسابه المصالح كلّها، وتتوازن في مفاهيمه القيم الفردية والاجتماعيّة...

فكيف يتمّ التوفيق بين المقياسين وتوحيد الميزانين؟ لتعود الطبيعة الإنسانيّة في الفرد عاملاً من عوامل الخير والسعادة للمجموع، بعد أن كانت مثار المأساة والنزعة التي تتفنّن في الأنانيّة وأشكالها.

إنّ التوفيق والتوحيد يحصل بعمليّة يضمّها الدين للبشريةّ التائهة، وتتّخذ العمليّة أسلوبين:

٢٤٣

(ويتلخّص أحدهما في: إعطاء التفسير الواقعي لحياة أبديّة، لا لأجل أن يزهّد الإنسان في هذه الحياة ولا لأجل أن يخنع للظلم ويقرّ على غير العدل... بل لأجل ضبط الإنسان بالمقياس الخُلقي الصحيح الذي يمدّه ذلك التفسير.

ويتلخّص الآخر في: التربية الخُلقية التي ينشأ عنها في نفس الإنسان مختلف المشاعر والعواطف، التي تضمّن إجراء المقياس الخُلقي بوحي من الذات.

(فالفهم المعنوي للحياة والإحساس الخُلقي بها، هما الركيزتان اللّتان يقوم على أساسهما المقياس الخُلقي الجديد، الذي يضعه الإسلام للإنسانيّة.

(وكلّ نظام اجتماعي لا ينبثق عن ذلك الفهم والإحساس فهو: إمّا نظام يجري مع الفرد في نزعته الذاتيّة فتتعرّض الحياة الاجتماعيّة لأقسى المضاعفات وأشدّ الأخطار.

وأمّا نظام يحبس في الفرد نزعته ويشلّ فيه طبيعته؛ لوقاية المجتمع ومصالحه، فينشأ الكفاح المرير الدائم بين النظام وتشريعاته، والأفراد ونزعاتهم، بل يتعرّض الوجود الاجتماعي للنظام دائماً للانتكاس على يد منشئيه، ما دام هؤلاء ذوي نزعات فرديّة أيضاً..).

من كتاب (فلسفتنا)

لشهيد الإسلام السيد محمّد باقر، اصدر ص35 - 48

* * *

خطر حبّ الذات على الصّلاة

ومادامت الصلاة واحداً من أعمالنا التي تخضع لمفهومنا عن حبّ الذات، ولمقياسنا الذي ندين به عن النفع والضرر... فإن كان أحدنا يحبّ ذاته بالمفهوم الإسلامي، وبالمقياس الإسلامي للنفع والضرر، فإنّ صلاته ستكون عملاً تربويّاً على هذا المقياس، وكلّما أمعن في حبّ ذاته - بهذا المفهوم - فهو يمعن في التربّي بالصلاة على عمل الخير، والتضحية من أجل الناس.

أمّا إذا كان يحبّ ذاته بمفهوم آخر وبمقياس آخر غير الإسلام، أو كان

٢٤٤

يعيش المفهوم الإسلامي بدرجة ناقصة، فإنّ الأمر لا يقف عند عدم انتفاعه بالصلاة، بل قد يتعّدى إلى الجناية عليها، وذلك بمحاولة إخضاعها لمفهومه وطبعها بذاتيّته، وبالتالي تحويلها من عمل يتربّى فيه على سعة الأُفق، وإفناء الذات الفعليّة إلى عمل يرسّخ الذاتيّة الضيّقة وينمّيها.

لقد رأيتَ فيما تقدّم من البحوث؛ المعطيات الكبيرة التي تقدّمها الصلاة في خدمة المفهوم الإسلامي، والمقياس الإسلامي لحبّ الذات، وسترى كيف تتبدّل هذه المعطيات إلى معطيات مضادّة بفعل (الذاتيّة) عندما تمتدّ إلى الصلاة.

وتنقسم جناية الذاتيّة على الصلاة إلى أنوع ثلاثة

النوع الأوّل: جناية النفاق والرياء، والمنافق المرائي: شخص يعيش حبّ الذات بالمفهوم المادّي، ولكنّه يُظهر للناس أنّه يعيش المفهوم الإسلامي، ولا فرق في أمره بين أن يؤمن نظريّاً بالمفهوم الإسلامي أو لا يؤمن.

وتتمثّل جنايته على الصلاة في تحويلها من عمل تربوي رفيع، إلى عمل يتمرّس فيه كلّ يوم على النفاق، وخداع النفس، وخداع الناس، وكثيراً ما تبدو للناس سريرته، فيكون مثلاً سيّئاً للمصلّين، وسبباً لدى بعض النفوس للابتعاد عن الصلاة.

والنوع الثاني: جناية التصوّف، ولا أقصد بالتصوّف إتباع الطرق الصوفيّة المعيّنة فقط؛ بل أقصد كلّ فهم معنوي خاطئ للحياة، وكلّ إحساس معنوي خاطئ بها... فقد عرفت أنّ حبّ الذات بالمفهوم الإسلامي يرتكّز على الفهم المعنوي للحياة، والإحساس الخُلقي بها، وهذا الفهم وهذا الإحساس لهما أصولهما، ومقوماتهما، وأحكامهما في الإسلام.

والتصوّف هو: طريقة في فهم الحياة لا تتّفق مع أصول وأحكام الفهم الإسلامي؛ لذلك يعتبر انحرافاً عن الإسلام كالفهم المادّي، وإن كان بحدّ ذاته فهماً معنويّاً، وإحساساً خلقيّاً معيّناً.

وإذا حدث الانحراف عن مفهوم الإسلام للحياة، كان من الطبيعي أن يحدث الانحراف في حبّ الذات في مقياس النفع والضرر.. وأن يمتدّ ذلك إلى الصلاة.

إنّ الفرق الأساسي بين الفهم الإسلامي والفهم الصوفي لحياة الإنسان: أنّ

٢٤٥

حقل تكامل الذات في الفهم الإسلامي هو: الناس، والمعاناة المطلوبة للتكامل هي: المعاناة مع الذات، ومع الناس لتطبيق رسالة الله... بينما يرى الاتجاه الصوفي أنّ حقل التكامل هو: نفس الذات، وأنّ المعاناة المطلوبة للتكامل هي: معاناة الذات مع الله، ولو بعيداً عن الناس.

كما أن إفناء الذات يعني - في المفهوم الإسلامي -: تغليب المكاسب الرساليّة حينما تتعارض مع المكاسب الشخصيّة من أجل مكاسب أكبر في الحياة المقبلة.

بينما يعني - في الاتجاه الصوفي -: تغليب مكاسب الروح على مكاسب الجسد، من أجل مكاسب أكبر... وبتعبير آخر: إنّ حبّ الذات المشروع إسلاميّاً هو: أنّ يحبّ الإنسان مطالب جسده وروحه، إلاّ عندما تتعارض مع مطالب رسالته وأُمّته، وحبّ الذات المشروع صوفيّاً هو: حبّ مطالب الروح المعيّنة المتعارضة أبداً مع مطالب الجسد!

والنتيجة الطبيعية لهذا الفارق: أنّ المسلم المستقيم يمارس الصلاة بقصد التربّي على حبّ الذات بمفهومه، والصوفي يمارسها للتربّي على مفهومه... وهو بذلك يجاهد ويتعسّف لتجريد الصلاة من العلاقة بحركة الحياة، ومن الجهاد بالرسالة الإلهيّة في مجتمع الناس.

إنّك إذا سمعت من صوفي أو قرأت له تفسّر الصلاة فسيأخذك العجب والدهشة، كيف يعتقد هذا الإنسان أنّ هذه الفقرات العربية المبيّنة يمكن أن تحمل هذه المعاني المتكلّفة؟

وكيف يتصوّر أنّ هدف الصلاة الإسلاميّة هو: تعميق الصراع في الوجود الإنساني الموحّد، والدعوة إلى إهمال ما أخرّ الله للإنسان من الرزق، والهروب إلى عوالم روحيّة حالمة...؟

وماذا أكبر جناية على الصلاة من اتّجاه يعمل لتحويلها من واقعها الفعّال في حركة الحياة، الزاخر بطاقة النشاط والاستقامة، إلى رياضة روحيّة! تسرح فيها النفس في عوالم مفترضة، كما يسرح فقراء الهنود في رياضاتهم الروحيّة!

ثمّ لو تأمّلت الذاتيّة التي يربّيها الصوفي بصلاته لوجدتها أقرب إلى الذاتيّة المادّية منها إلى الذاتيّة الإسلاميّة، إنّ الصلاة في مفهوم الصوفي ليست إعداداً

٢٤٦

تربويّاً للعطاء الرسالي في الناس، وإنّما هي: عمل (يَصِلُ) فيه الصوفي إلى الله، ويبلغ به الكمال... ولذلك فهو يحوّلها من معهد تدخل إليه الذاتيّة لكي تتهذّب، إلى معهد تدخل إليه الذاتيّة لكي تطمئنّ بأنّها اكتملت.

وهذه الجناية الصوفيّة على الحياة أكبر من سابقتها... فكم من فرقٍ بين من يفرغ من صلاته وهو يشعر أنّه استوعب درساً وبقي عليه التطبيق، وبين من يفرغ من صلاته وهو يشعر أنّه بلغ الغاية، وعاش الوصل مع الله، والرفرفة في أنواره وجنّاته.

والذي يزيد في ضلال الصوفي وفي جنايته على صلاته، أنّه بفعل الإيحاء الذاتي والتركيز الذهني والنفسي، يجد الأنوار والعوالم التي يفترضها ويعيش فيها فعلاً، وحينما يتمّ له شيء من ذلك، يعتقد جازماً أنّه بلغ درجةً عظيمة، وخاصّة حينما يمنحه شيخ الطريقة أو العارف بالله رتبةً أو لقباً!!

حدثنا ذات مرّة (الأستاذ العارف بالله) عن العوالم النورانية، التي يتجلّى الله فيها لبعض عباده العارفين، في أثناء صلواتهم ومناجاتهم، وحثّنا على الطموح إلى هذه التجلّيات، وأوصى بتفريغ القلب حال الصلاة، أو المناجاة من أيّ شيء إلاّ من (الله)...

وما راعني في يوم لاحق إلاّ أن وجدت نفسي أرتفع من مكاني في مسجد الكوفة، وأرى مشهداً ممتدّاً من الربوات المغمورة بأفق من الأنوار الخاصّة!!

لقد كنت في يقظةٍ تامّة، جالساً أتلو دعاءً من كتاب، وقد أحسست بأنّي خرجت من جسدي، وعبَرت سور المسجد، ورفرفت في الأنوار فوق الربوات، ثمّ عدت رويداً إلى جسدي وهبطت فيه من الأعلى، فإذا الكتاب لا زال بيدي، وتابعت تلاوة الدعاء!!

طبعاً كان ذلك فوزاً عظمياً تقبّلت فيه التهنئة، وأصبحت بسببه من الداخلين في طريق (المكاشفة)، ولم أكتشف إلاّ فيما بعد أن رؤيتي كانت نتيجة الإيحاء الذاتي، والتركيز الشديد على المشهد، الذي شوّقنا إليه الأستاذ، وإنّي عند ما كنت (أناجي الله) كان قلبي فارغاً من كلّ شيءٍ إلاّ من التركيز على ما أُريد من ربوات وأنوار...

وأنّ هذه (المكاشفة) يمكن أن يصل إليها أيّ إنسان، وحتى الهندي المشرك بالله، وبأيّ وسيلة حتى بطريقة (اليوغا) أو بالنفخ بالبوق.

٢٤٧

إنّ قيمة المناجات والصلاة عند الصوفي، إنّما هي بمقدار ما تعطي لذاته من المشاعر، والأجواء التي يركز عليها، أمّا عند المسلم فهي بمقدار ما تهيؤه للعطاء من ذاته في سبيل رسالته وأُمّته.

ولذا تجد الصوفي يهرب من مسؤوليات الحياة إلى أحلام الصلاة، بينما تجد المسلم يفزع إلى الصلاة للاستعانة بشحنتها على مهامّ الحياة، (كان رسول الله إذ أهمّه أمر فزع إلى الصلاة) ... تجد المسلم يتربّى بصلاته لكي يعطي من ذاته لرسالته وأُمّته، وتجد الصوفي يأخذ الصلاة لذاته، ثمّ لا يعطي منها لرسالته وأُمّته شيئاً!

فما فرق هذه الذاتيّة يا ترى عن جوهر الذاتيّة المادّية؟

* * *

والنوع الثالث - من جناية الذاتيّة - نوع يختلف عن جناية المرائين والمتصوّفة؛ لأن أصحابه لا يعيشون حبّ الذات بالمفهوم المادّي، أو الصوفي، أو الإسلامي، ينقسمون إلى قسمين:

*القسم الأوّل : الذين يعيشون حبّ ذواتهم بالمفهوم المادّي، ولكنّهم يتصوّرون أنّ هذا هو المفهوم الإسلامي لحبّ الذات.

وقد تعجب كيف يستطيع إنسان أن يعيش في سلوكه الذاتيّة المادّية المرفوضة إسلاميّاً، وهو يعتقد أنّه يعيش الذاتيّة الإسلاميّة المشروعة...؟

نعم، فلئن كان ذلك غير ممكن في الأعمال الحاسمة - التي تتطلّب الإيثار والتضحية وتقديم المكاسب الإسلاميّة - بسبب أنّ الذاتيّة الإسلاميّة في هذه المواقف تتميّز عن الذاتيّة الشخصيّة... فإنّ الأمر ممكن في كثير من الأعمال الاعتقاديّة، والسلوكيّة، التي قد تلبس فيها الذاتيّة المادّية ثوب الذاتيّة الإسلاميّة.

بِمَ تفسّر هذه الحالة:

شخص عليه ديون مستحقّة، وعنده أسرة واجبة النفقة، ولديه مبلغ من المال، سافر به إلى الحجّ (الواجب أو المستحب)، وأهمل وفاءَ دينه ونفقة عياله!

هذا الإنسان لم يكن من فئة المتصوّفة الذين يطمعون بالوصل مع الله، ولم يكن من فئة المرائين الذين يحجّون لأجل الناس، وإنّما كان يقصد القُربة إلى

٢٤٨

الله بتحصيل بركة الحجّ، وهو يعتقد أنّه يحصل عليها!

وهذه الحالة:

شخص تصفّح كتاباً في الأدعية والمناجاة فأعجبه، وتلهّف في نفسه أن يكون عنده، ويتلو من أدعيته بين يدي الله لكي يستجاب دعاؤه، فسرق الكتاب وأخذ يقرأ من أدعيته ويتهجّد ويبكي!

وهذه الحالة:

أشخاص يتركون الطاعات التي تتّصل بالرسالة والأُمّة، من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، والسعي في خدمة المؤمنين، مع قدرتهم عليها، ويفضلون عليها الإكثار من الصلاة، والأدعية، والحجّ، وزيارة النبي (صلّى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام)، مع علمهم بأنّ عملهم هذا على حساب الطاعات الأُخرى...!

وهذه الحالة:

أشخاص يكثرون من الصلاة جدّاً، ثمّ لا ينعكس أيّ أثرٍ لصلاتهم وتقديمِ مكسبٍ لرسالتهم وأمّتهم على مكاسب الشخصيّة، ولو في موقف واحد...؟!

إنّ هذه الحالات وحالات كثيرة مشابهة لا يمكن تفسيرها إلاّ بأنّ أصحابه لا يحسّون بالمكاسب الذاتيّة الرساليّة، وإنّما يحسّون بالمكاسب الذاتيّة الشخصيّة، فيتّجهون للعيش بالمفهوم المادّي ويحوّلون صلاتهم إلى خدمة هذا المفهوم، معتقدين أنّهم يؤدّونها حقّ أدائها! ولذلك كان الاسم الملائم لهذا النوع: (الذين يعيشون حبّ الذات بالمفهوم المادّي، ويعتقدون أنّه هو المفهوم الإسلامي) .

والقسم الثاني: من هذا النوع، هم الذين يعيشون حبّ ذواتهم بمفهوم مزيج من التصوّف والمادّية والإسلام، ويعتقدون أنّهم يحبّون ذواتهم بالمفهوم الإسلامي...

٢٤٩

ولن أُطيل في استعراض نماذج من هؤلاء - وهم كثرة - لأنّ شخصيّة أحدهم مزيج من الشخصيّات التي تقدّم استعراضها؛ لذلك فإنّ طاعات الواحد منهم بما فيها الصلاة، تخضع لأحكام الأنواع المتقدّمة، بنسبة ما فيها من مادّية وتصوّف وإسلام، كما أنّ جنايته على الصلاة تكون بمقدار ما في صلاته من مادّية وتصوّف.

* * *

إنّ كلّ واحد منّا معرّض لأنّ يغلِّب ذاته الشخصيّة على ذاته الرساليّة، أو يفقد ذاته الرساليّة، ويجني بذلك على صلاته وسلوكه...

ولذلك لا بدّ للمسلم أن يستوثق أوّلاً: من أنّه في خطّه السلوكي العامّ يحبّ ذاته بالمفهوم الإسلامي، وبالمقياس الإسلامي، ويستوثق ثانياً: من استمراريّة هذا الخطّ وانتصاره في حركة حياته.

وطريق الاستيثاق من الخطّ العامّ للسلوك يكون:

أوّلاً: بمعرفة الإنسان لنفسه، إن كان بنى أمره على أن يعيش لذاته ولو على حساب إسلامه، أو يعيش لإسلامه ولو على حساب ذاته.

ثانياً: بملاحظة نفسه في موارد التعارض بين مكاسب الشخصيّة ومكاسبه الرساليّة.

ثالثاً: في افتراض التعارض بين مكاسبه الشخصيّة ومكاسبه الرساليّة.

وأمّا طريق الاستيثاق من انتصار هذا الخطّ في حركة سلوكنا فهو: الملاحظة المستمرّة، والدراسة لنقاط الضعف والأخطاء التي نرتكبها، واستمرار التركيز والضراعة إلى الله عزّ وجلّ، ليمدّنا بالعون على تقديم مكاسبنا الكليّة المقدّسة، على مكاسبنا الشخصيّة المحرّمة أو المرجوحة.

٢٥٠

جناية الحُكّام

قد تقول: وهل للحكّام والمستعمرين جناية خاصّة على الصلاة؟ أم أنّك تريد هذا العنوان مفتاحاً للحديث عن جنايتهم على الإسلام والمسلمين ككل...؟

كأنّك تريد أن تقول أنّ المستعمرين الأوربيين، ومن بعدهم المستعمرين الأمريكان والروس، قد غزوا أرضنا، وحطّموا كياننا وفرّقونا ومزّقونا، وأخذوا ينهبون ثرواتنا، ويعملون على تشويه رسالتنا، وفصلنا عن جذورنا الحضاريّة وطبعنا بمفاهيمهم وحضارتهم وشخصيتهم؛ قصداً للإمعان في احتلالنا وإذلالنا... وأنّهم بذلك جنوا علينا كأُمّة، وجنوا على ديننا كرسالة إلهيّه، وعلى صلاتنا كنهج تربوي في هذه الرسالة...؟

أو تقول أنّ حكّامنا قد فرضوا علينا من قِبَلهم، ولم يحكمونا بتكليفنا واختيارنا، وأنّهم يتواطؤون مع المستعمرين بشكلٍ وآخر في جنايتهم على الأُمّة ورسالتها وصلاتها...

ثمّ إنّهم بحكم تربيتهم وعدم أصالتها، قد أبعدوا الإسلام عن حياة الأُمّة، واستبدلوه بنُظمٍ قوانين وضعها المستعمرون، أو المثقّفون بثقافة الاستعمار... فهم بذلك جناة على الأُمّة وإسلامها، وهم بذلك جناة على الصلاة؛ لأنّهم لم يتربّوا فيها على عيش الرسالة الإلهيّة، ولم يربّوا بها الأُمّة على رسالتها...؟

قد تقول: مثل هذا الحديث موضوع مستقلّ عن جناية المستعمرين والحكّام على الإسلام، وليس على خصوص الصلاة... غير إنّي هنا، أريد الحديث عن خصوص جناية المستعمرين والحكّام على الصلاة، وليس عن جنايتهم عليها كجزء من جنايتهم الكبرى على الإسلام وأُمّته، وهذه الجناية مؤلّفة من ثلاثة أنواع:

النوع الأوّل: تحريفهم لمفهوم الصلاة، فقد أجمع المستعمرون ومن والاهم

٢٥١

من الحكّام، على تحميل صلاتنا الإسلاميّة مفهومهم الغربي عن الصلاة... والصلاة بالمفهوم الغربي: طقوس، أو نوع من التطوّع يقوم به الإنسان تجاه ربّه، دون أن يكون ضرورة لحياته، أو يكون له تأثير في تسييرها، وحتى عندما يقول أصحاب هذا المفهوم: إنّ الصلاة صلة بين الإنسان وربّه، فهم يقصدون بالصلة التطوّع أو التفضّل من العبد في إقامة علاقة مع ربّّه، أو يقصدون هذه الهواية والمذاق المعيّن لدى بعض الناس، في أن تكون لهم علاقة بما وراء الطبيعة!

من أين جاءَنا هذا الفهم للصلاة؟

إنّ شريعة الإسلام لا تعرف الطقوس، ولا تعرف الثانويّات التي لا ترتبط بحركة الحياة، أو تمسّ صميم قضيّة الإنسان في هذه الأرض...

إنّ أحداً من المسلمين في صدر الإسلام لم يكن يعرف هذا المفهوم عن الصلاة، وإنّما تسرّب إلينا في الوثنيّات، ثمّ ورد إلينا سيلاً من المستعمرين، حتى صار سائداً في الذهنيّات المشبّعة بالمفاهيم الاستعماريّة.

هم، كابدوا الجمود، والكبت، والظلم، والطبقيّة، والإتاوات، من سدنة دينهم وكنائسهم وصلواتهم... حتى حطّموا هذه الأساطير وتحرّروا من دينهم وصلاته، فمهما وصفوا صلاتهم فهم في حلّ...

ونحن ما عرفنا النور، ولا شممنا العزّة، ولا أقمنا لنا كياناً عالميّاً، إلاّ بإسلامنا وصلاتنا، وها نحن تركنا إسلامنا وصلاتنا، فلم تزدد إلاّ ضعفاً وتمزّقاً ومذلّة...

وصلاتنا، هذا التربّي الواعي المنفتح، هذا الأُفق الكوني الشامل، هذا الاستمداد الفعّال في حياة الفرد والأُمّة... هل يصحّ أن نعطيها مفهوم صلاة الكنيسة، المحصورة بين التمثال والمذبح، والكاهن والرطانة العبريّة...؟

لا زال المستعمرون ومن والاهم من الحكّام يصرّون - بما يملكون من حول - على تركيز هذا المفهوم عن الصلاة، يريدون حصرها في المساجد، وقفلها في التراتيل المبهمة، ولا يريدون أن تكون تربّياً على منهج الإسلام، أن تمتدّ إلى حركة الحياة فتمدّها بالجدّ والاستقامة... إنّهم يخافون أن تنفتح الأُمّة على

٢٥٢

صلاتها، يخافون أن نرفع رؤوسنا الصلاة لربّنا فنرفضهم سادةً وأرباباً.

والنوع الثاني: - من جنايتهم على الصلاة - عدم أخذها بعين الاعتبار في حياة الدولة، لا في الدوام الرسمي، ولا في وسائل الإعلام، ولا في مناهج التعليم، ولا في الحفلات الرسميّة.

نعم ، ليس من الطبيعي أن نطلب من المستعمر أن يصلّي، أو نطالب الحاكم الذي تنصّبه الدول الاستعماريّة أن يكون مصلّياً، ولكن أليس من الطبيعي للدولة - أيّ دولة - حينما تضع القوانين لحياة شعب من الشعوب، أن تأخذ في اعتبارها واقع هذا الشعب والتزاماته القائمة، حتى لو كانت مجرّد عادات...؟

وهل يخفى على واضعي القوانين سواء القوانين التشريعيّة، أو اللوائح التنظيمية للوزارات والمؤسسات، أنّهم يضعونها لأُناسٍ مسلمين، يلتزم قسم منهم على الأقلّ بأداء الصلاة اليوميّة...

تراهم في تنظيم الدوام الرسمي يأخذون بعين الاعتبار الحر والبرد والسفر والحضر والصحة والمرض والنوم واليقظة.. ويأخذون بعين الاعتبار احتياج الموظّفين إلى المرطبات والشاي والقهوة، ولا بدّ أنّهم يأخذون بعين الاعتبار مضغ اللبُان، ومضغ القات، وسواك الأسنان في البلاد التي توجد فيها هذه العادات اليوميّة...

تراهم يأخذون بعين الاعتبار العديد من الأمور الضروريّة والثانويّة والتافهة والضارّة... أمّا أوقات الصلاة، وأمّا أمكنة الصلاة فلا تؤخذ بعين الاعتبار!

لماذا هذا التجاهل؟ أهو أمرٌ عفوي أم أنّه قصد أراد به المستعمرون عدم الاعتراف بصلاتنا؟

يقولون: كيف يمكن أن نلغي عمل ساعة أو ساعتين بعد أذان الظهر؟

ونقول: لماذا لا نربح عمل ساعة أو ساعتين في نشاط الصباح، لماذا لا يبدأ الدوام مبكراً مع طلوع الشمس؟

٢٥٣

ووسائل الإعلام ، كيف نطالبها بالتوعية على الصلاة وهي في أكثر بلادنا وسائل تجهيل بالإسلام، وتمييع للشخصيّة وإشاعة للفساد والبطالة... كيف نطالب مسؤول التلفزيون أن يقطع مسلسلةً غربيّة، أو رقصة شرقيّة، أو تمجيداً بنظام حكم، لكي يدعو الأُمّة إلى صلاتها...؟

والقائمون على التربية وواضعوا مناهجها، كيف نطلب منهم أن يضعوا خطّة للتوعية على الصلاة والتربية عليها، وأن يخصّصوا أمكنةً لأدائها وأكثرهم فاقدون لما نريد منهم، وفاقد الشيء من أين يعطيه...؟

والحفلات الرسميّة ، حفلات الكبار، والوزراء، والسفراء، تريد أيضاً إخضاعها لمواقيت الصلاة...؟ وهل هذا إلاّ كفرٌ بالرواسب الاستعماريّة؟

إنّ تجاهل الدولة للصلاة كفريضة من فرائض الإسلام، وتجاهلها للمصلّين كواقع قائم في حياة موظّفيها وشعبها، ما هو إلاّ جناية على الصلاة، يقصد منها المستعمِر أن يلغي هذه الفريضة من حياتنا...

والنوع الثالث: عدم أداء الحكّام صلاتهم مع الناس، فقد جعل الإسلام من واجبات الحاكم أن يؤدّي صلاته بين الناس إماماً، أو مأموماً، وعلى الأخصّ في يوم الجمعة.

وقد تقدّم في بحث (التجمّع للصلاة)، كيف يفرض التشريع الإسلامي على الحاكم أن يساوي نفسه بفقراء شعبه، وكيف يأبى للحاكم أن يكون (محجباً)، وأن يحيط نفسه بعناصر الإيهام، كما يفعل الأكاسرة والقياصرة والغربيون... وتشريع الصلاة ما هو إلاّ مادّة تطبيقية لمفهوم الإسلام عن الحكم والحاكم.

لقد كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو رئيس دولة متوثبة لافتتاح العالم، يطبّق هذا التشريع، ويؤمّ الناس، ويجلس مع فقرائهم قبل أغنيائهم، ويستمع إلى صغارهم وكبارهم ويتقبّل منهم.

ثمّ كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وهم يرأسون أكبر دولة ٍفي العالم يؤمّون المسلمين في الصلاة، ويستمعون إلى الناس، وكذلك كان الأمر في حكّام الولايات والمحافظات والنواحي.

٢٥٤

ولما صار ملك الإسلام إلى الأمويّين، لم يستطيعوا التخلّص كليّاً من واجبات الحاكم الإسلامي، فاتّخذوا مقصورات في المساجد يصلّي فيها الخليفة وحاشيته، ثمّ من ورائهم في سعةِ المسجد يقف المسلمون، ثمّ أخذ الأُمويّون يتباطؤون عن الصلاة، ويستخلفون عليها أخاً، أو أباً، أو وزيراً.

ثمّ ملك العباسيّون فمشوا على سنّة الأمويّين، ثمّ تباطؤوا عن الصلاة مع الناس، وأخذوا يعيّنون أئمّة لمساجد العاصمة والولايات، وربّما خرج الخليفة أو حاكم الولاية إلى صلاة جمعة، أو عيد فأحيط بالحرس والمراسيم، حتى لا يصل إليه أحد.

ثمّ ملك المماليك والعثمانيون، واكتفوا بأن تُقرأ لهم في المساجد سلسلة الألقاب والمدائح والدعوات، وهم معزولون عن الناس في قصورهم.

ثمّ آل الملك إلى حكّامنا... فلم يتغيّر في الأمر شيء!

إنّ الوراثة لا تقللّ من أمر هذه الجناية، وما على الحاكم المسلم إلاّ أن يستجيب إلى نداء الصلاة، فيخرج من حجابه ويؤدّي صلاته مع شعبه، ويحتكّ بهم، ويستمع إليهم، ويفهم منهم، وحكّام المحافظات والنواحي عليهم أيضاً ما على الحاكم في العاصمة...

فما من شيءٍ يكسر من كبرياء الذات الأعمى، ويمزّق عن البصيرة غشاوة الرؤية للشخصيّة مثل العيش مع عامّة الناس، وأداء الصلاة معهم.

والحمد لله ربّ العالمين

٢٥٥

الفهرس

الفصل الأوّل: أضواءٌ على الصّلاة 5

معنى العبادة 7

معنى كلمة الصّلاة 12

استعمالات كلمة الصّلاة في الإسلام 14

الصّلاة في الشرائع الإلهيّة 16

لماذا الصّلاة؟ 19

الصّلاة والإنسان والنسيان .23

الصّلاة والإنسان والغيب ..35

الفصل الثاني: الصّلاة في القرآن الكريم .42

تقسيم النصوص القرآنية في الصّلاة 43

فرض الصّلاة ووجوبها 44

توقيت الصّلاة وتعدّدها 51

دلالة التعدّد 51

قامة الصّلاة 69

التَوجُّه شَطر المسجد الحرام 72

قَرْن الصّلاة بالإيمان والزكاة 78

الاصْطبار والمحافظة على الصّلاة 81

الإعداد للصّلاة بالتطهّر 86

نَهي الصَّلاة عن الفحشاء والمنكر 89

معالجة الصّلاة للهَلَع في الشخصيّة 97

صلاة الكُسالى وتضييع الصّلاة 103

الفصل الثالث: الصّلاة في السُنّة 111

تِلاواتُ الصَّلاة 145

التكبير .146

سورة الفاتحة 149

٢٥٦

تلاوة الركوع والسجود 154

تلاوة التشهّد .159

التسبيحات الأربع .163

تلاوة التسليم .166

الجهر والاخفات ..173

قبول الصلاة 178

العمل الصالح .178

النوافل .188

الإكثار من الصلاة 189

من نصوص النوافل .195

الفصل الرابع: المُعطيات العامّة مِن الصّلاة 198

المُعطى العقلي .200

اليقين العقلي ودور الصلاة فيه 201

العقلانية في الشخصيّة ودور الصّلاة فيها 208

المُعطى النفسي .212

المُعطى الاجتماعي .220

المُعطى الصحّي .228

الرياضة التلقائيّة 230

العلاقة بين النفس والصحّة الجسديّة 234

الفصل الخامس: الجنايات على الصلاة 238

جناية الجهل .239

ممّن لا يصلّون .239

مِنْ مصلّين .240

جنَاية الذاتيَّة 243

حبّ الذّات ..243

خطر حبّ الذات على الصّلاة 244

جناية الحُكّام 251

٢٥٧