الكنى والألقاب الجزء ١

الكنى والألقاب0%

الكنى والألقاب مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 479

الكنى والألقاب

مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف:

الصفحات: 479
المشاهدات: 469383
تحميل: 14140


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 479 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 469383 / تحميل: 14140
الحجم الحجم الحجم
الكنى والألقاب

الكنى والألقاب الجزء 1

مؤلف:
العربية

وروي انه جاء‌ت امرأته إلى ابي عبداللهعليه‌السلام بعد موته قالت انما ابكي انه مات وهو غريب، قال ليس هو بغريب ان ابا عبيدة منا اهل البيت (كش).

روي عن الارقط عن ابي عبداللهعليه‌السلام قال لما دفن ابوعبيدة الحذاء قال انطلق بنا نصلي على ابى عبيدة قال فانطلقنا فلما انتهينا إلى قبره لم يزد على ان دعا له، فقال: اللهم برد على ابي عبيدة، اللهم نور له قبره، اللهم الحقه بنبيه ولم يصل عليه، فقلت هل على الميت صلاة بعد الدفن؟ قال لا انما هو الدعاء له.

وعن العقيقي انه كان حسن المنزلة عند آل محمد عليهم السلام وكان زامل ابا جعفر عليه السلام إلى مكة انتهى.

(أبوالعتاهية)

بالتخفيف ابواسحاق اسماعيل بن القسم بن سويد العيني، كان فريد زمانه ووحيد أوانه في طلاقة الطبع ورشاقة النظم وخصوصا في الزهديات ومذمة الدنيا.

وهو من المتقدمين في طبقة بشار وابى نؤاس وشعره كثير وقد ولد في سنة ١٣٠ (قل) بعين التمر وهي بليدة بالحجاز في قرب المدينة الطيبة وقيل انها من اعمال سقي الفرات قرب الانبار، ونشأ بالكوفة وسكن بغداد، وكان يبيع الجرار، واشتهر بمحبته عتبة جارية المهدي العباسي وله في ذلك حكايات واشعار كثيرة، وكان الشعر عنده سهلا جدا، حتى يحكى انه قال يوما لو شئت ان اجعل كلامي كله شعرا لقلت، وكان نقش خاتمه:

سيكون الذي قضي

غضب العبد او رضي

ومن شعره:

ألا إننا كلنا بائد

واى بني آدم خالد

وبدؤوهم كان من ربهم

وكل إلى ربه عائد

فيا عجبا كيف يعصى الا

له آم كيف يجحده الجاحد

١٢١

وفي كل شئ له آية

تدل على انه واحد

ومن شعره الذي انشده الرضا عليه السلام قوله:

كلنا نأمل مدا في الاجل

والمنايا هن أفات الامل

لا تغرنك اباطيل المنى

والزم القصد ودع عنك العلل

انما الدنيا كظل زائل

حل فيها راكب ثم رحل

وله ايضا:

إذا المرء لم يعتق من المال نفسه

تملكه المال الذي هو مالكه

الا انما مالي الذي انا منفق

وليس لي المال الذي انا تاركه

اذا كنت ذا مال فبادر به الذي

يحق وإلا استهلكته مهالكه

وذكروا له ارجوزة حكمية سماها ذات الامثال في بضعة آلاف بيت منها قوله:

حسبك مما تبتغيه القوت

ما اكثر القوت لمن يموت

الفقر فيما جاوز الكفافا

من اتق الله رجا وخافا

ما انتفع المرء بمثل عقله

وخير ذخر المرء حسن فعله

ان الشباب والفراغ والجدة

مفسدة للمرء اي مفسدة

مفسدة للمرء اي مفسدة

إلا لامر شأنه عجيب

وهي طويلة جدا حكي انه انشد عند الجاحظ هذه الارجوزة حتى اتى على قوله:

يا للشباب المرح التصابى

روائح الجنة في الشباب

قال الجاحظ للمنشد قف ثم قال انظروا إلى قوله: روائح الجنة في الشباب، فان له معنى كمعنى الطرب الذي لا يقدر على معرفته إلا القلوب وتعجز عن ترجمته الالسنة إلا بعد التطويل وادامة التفكير، وخير المعاني ما كان القلب إلى قبوله اسرع من اللسان إلى وصفه حكي انه كان ابوالعتاهية ترك الشعر فامر المهدي بحبسه، فلما حبس دهش فرأى كهلا حسن البزة والوجه ينشد:

١٢٢

تعودت مس الضر حتى الفته

واسلمني حسن العزاء إلى الصبر

وصيرني يأسي من الناس واثقا

بحسن صنيع الله من حيث لا ادري

وكان الرجل صاحب عيسى بن زيد اسمه حاضر فطلبه المهدي وسأله عن عيسى اين هو؟ قال ما ادري، قال لتدلن عليه أو لاضربن عنقك الساعة، قال اصنع ما بدا لك، فوالله ما ادلك على ابن رسول الله والقى الله ورسوله بدمه، فامر بضرب عنقه فقتل، ثم طلب ابا العتاهية، فقال اتقول الشعر او الحقك به؟ قال بل اقول، قال اطلقوه فاطلق.

توفي سنة ٢١١ (يا) ببغداد وقبره على نهر عيسى واوصى ان يكتب على قبره:

إن عيشا يكون آخره المو

ت لعيش معجل التنغيص

(أبوعثمان الحيرى)

سعيد بن اسماعيل النيسابوري العالم العارف كان من مشاهير عرفاء اهل عصره له قصص وحكايات وكلمات توفي سنة ٢٩٨ والحيري نسبة إلى حيرة حارة بنيسابور.

(أبوعثمان المازنى)

انظر المازنى.

(أبوعصمة الخراسانى)

انظر الجامع.

(أبوعصيدة)

أبوجعفر احمد بن عبيد بن ناصح النحوي الكوفي الديلمي الاصل من موالي بني هاشم في (ضا).

قال صاحب البغية قال ياقوت: حدث عن الاصمعي والواقدي وعنه القسم الانباري وكان من ائمة العربية وادب، ولد المتوكل المعتز فلما اراد ابوه ان يوليه العهد حطه ابوعصيدة عن مرتبته واخر غداء‌ه قليلا، فلما كان وقت الانصراف قال للخادم احمله فضربه لغير ذنب فكتب بذلك للمتوكل فاحضره فقال لم فعلت هذا بالمعتز؟ فقال بلغني ما عزم عليه امير المؤمنين فحططت منزلته ليعرف هذا المقدار فلا يعجل بزوال نعمة احد، واخرت غداء‌ه ليعرف مقدار الجوع إذا شكي اليه، وضربته بغير ذنب ليعرف مقدار الظلم فلا يعجل على احد فقال احسنت وامر له بعشرة آلاف.

١٢٣

قال ابن عدي: كان ابوعصيدة يحدث بمناكير مع انه من اهل الصدق، وصنف عيون الاخبار والاشعار، المقصور والممدود والمذكر والمؤنث وغير ذلك مات سنة ثمان وقيل ثلاث وسبعين ومأتين انتهى.

وكان هذ الرجل هو المعلم الشيعي الذى اذن لابن المتوكل في قتل ابيه لما سمع منه ان اباه كان يذكر فاطمة الزهراء سلام الله عليها بسوء وسأله ان يأذن له في ذلك فقال له ولا بأس لك بقتله بينك وبين الله بعد ما سمعت منه من سب سيدة النساء إلا انك لا تعيش بعده اكثر من ستة اشهر، لان قتل الاب لا يعيش اكثر من هذا، فقال الولد وانا ارضى بذلك بعد ان لم يكن مثل هذا على وجه الارض، فهجم عليه ليلا مع جماعة من المواطئين معه من الغلمان وقتلوه بأشنع ما يكون انتهى.

(أبوالعلاء المعرى)

انظر المعرى.

(أبوعلى الجبائى)

انظر الجبائى.

(أبوعلى الحائرى)

الرجالي محمد بن اسماعيل بن عبدالجبار عالم فاضل، صاحب كتاب منتهى المقال في الرجال، ينتهي نسبه إلى الشيخ الرئيس ابي علي بن سينا اصله من طبرستان تولد بكربلا المشرفة سنة ١١٥٩ وكان من تلامذة الاستاذ الاكبر المحقق البهبهانى وصاحب الرياض، وادرك صحبة العلامة الطباطبائي بحر العلوم والعلامة الاعرجي السيد محسن الكاظمي، وقد وضع طرز كتابه المذكور باشارة هذا السيد المبرور كما يظهر من مفتتح كتابه المزبور، وله ايضا كتاب نقض نواقض الروافض وهو كتاب نفيس، توفي بكربلا سنة ١٢١٥.

١٢٤

(أبوعلى الدقاق)

انظر الدقاق.

(أبوعلى الرود آبادى)

احمد بن محمد البغدادى تلميذ جنيد، كان من كبار مشايخ الصوفية وصاحب الكلمات الشطحية، اقام بمصر ومات بها سنة ٣٢٢، حكي انه سئل عمن يسمع الملاهي ويقول هي حلال لانى قد وصلت إلى درجة لا يؤثر في اختلاف الاحوال؟ فقال نعم قد وصل ولكن إلى سقر.

(أبوعلى بن سينا)

انظر ابن سينا.

(أبوعلى الفارسى)

انظر الفارسى.

(أبوعلى القالى)

انظر القالى.

(أبوعلى بن همام)

انظر الاسكافى.

(أبوعلى بن الهيثم)

الملقب بطليموس الثاني كان عالما ماهرا في فنون الحكمة والرياضي وتصانيفه اكثر من ان تحصى، وله في الاخلاق رسالة لطيفة لم يسبقه إلى وضعها احد، وصنف ايضا كتابا بين فيه الحيلة في اجراء النيل إلى المزارع ايام نقصانه.

وقد نقل الشيخ شمس الدين الشهرزوري في كتاب تأريخ الحكماء انه قصد قاهرة مصر ونزل بها في خان، فلما القى عصاه قيل له ان صاحب مصر الملقب بالحاكم على الباب يطلبك فخرج اليه ومعه كتابه فلما نظر الحاكم إلى الكتاب قال له اخطأت فان مؤنة هذه الحيلة اكثر من منافع الزرع، ومضى فخاف ابوعلي من نفسه وهرب مستترا إلى الشام واقام بها عند بعض الامراء فادر عليه رزقا كثيرا فقال له ابوعلي يكفيني من ذلك قوت يوم فيوم وجارية وخادم فان ما زاد عليها لو امسكته كنت خازنك ولو انفقته كنت وكيلك ومتى اشتغلت بذين فمن يكفيني امر العلم وقد عرض له حين موته اسهال دموي فكان كلما يعالج ينتج بالعكس إلى ان يأس

١٢٥

من الحياة، فقال آه ضاعت الهندسة وبطلت المعالجة وعلوم الطب ولم يبق إلا تسليم النفس إلى باريها ثم امتد بنفسه إلى القبلة وقال: اليك المرجع والمصير رب عليك توكلت واليك انيب.

(أبوعمر الثقفى)

عيسى بن عمر النحوي، امام في النحو والعربية والقراء‌ة، اخذ عن ابي عمرو بن العلا، وعنه الاصمعي وغيره. وصنف في النحو الاكمال والجامع وفيهما يقول تلميذه الخليل:

بطل النحو جميعا كله

غير ما احدث عيسى بن عمر

ذاك اكمال وهذا جامع

فهما للناس شمس وقمر

وكان يتقعر في كلامه، حكي انه سقط عن حمار فاجتمع عليه الناس فقال: مالي اراكم تكأ كأتم علي كما تتكأ كنون على ذي جنة افر نقعوا عنى وعن بعض المجاميع انه كان به ضيق النفس فادركه يوما وهو في السوق فوقع ودار الناس حوله يقولون مصروع فبين قارئ ومعوذ من الجان فلما افاق من غشيته نظر إلى ازدحامهم فقال هذه المقالة، فقال بعض الحاضرين ان جنيته تتكلم بالهندية، مات سنة ١٤٩ أو ١٥٠.

(أبوعمر الزاهد)

انظر المطرز.

(أبوعمر الدانى)

عثمان بن سعيد الاموي القرطبي الاندلسي المقري، احد الائمة في علم القرآن وله معرفة بالحديث وكان حسن الخط والضبط، وله تصانيف كثيرة. والقراء خاضعون لتصانيفه واثقون بنقله في القراء‌ات والرسم والتجويد والوقف والابتداء وغير ذلك. توفي سنة ٤٤٤ (تمد).

١٢٦

(أبوعمرو بن العلاء)

المازني البصري قيل ان كنيته اسمه وقيل اسمه زبان بن العلاء، احد القراء السبعة، كان اعلم الناس بالقرآن الكريم والعربية والشعر وهو في النحو في الطبقة الرابعة بل الثالثة لان امير المؤمنينعليه‌السلام كان مبتكر النحو وعلمه ابا الاسود الدئلي واخذ من ابى الاسود ولداه عطا وابوالحارث وميمون الاقرن ويحيى بن يعمر، واخذ منهم عبدالله بن اسحاق الحضرمي وعيسى بن عمر الثقفي وابوعمرو ابن العلاء المازنى.

وكان ابوعمرو المذكور من اشراف العرب ووجوهها مدحه الفرزدق وغيره، وكان اعلم الناس بالقراء‌ات والعربية وايام العرب، وكانت دفاتره إلى السقف ثم تنسك فاحرقها، وكان له شغف بالرواية وجمع علوم العرب واشعارهم وعامة اخباره عن اعراب ادركوا الجاهلية، وعنه اخذ ابوزيد الانصاري وابوعبيدة والاصمعي واكثر نحاة ذلك العصر.

وحكي عنه قال قرأت (ومالي لا اعبد الذي فطرنى) فاخترت تحريك الياء ها هنا لان السكون ضرب من الوقف فلو سكنت الياء كنت كالذي ابتدأ، وقال (لا اعبد الذي فطرني) فاخترت تحريك الياء هربا من ضرر الوقف، وهذا من ابي عمرو في غاية الدقة والنظر في المعانى اللطيفة.

وحكي ايضا انه قال طلب الحجاج ابي فهرب ابي منه إلى اليمن وكنت معه فبينا نحن نسير يوما في صحراء اليمن إذ لحق بنا رجل وانشد:

اصبر النفس عند كل مهم

إن في الصبر حيلة المحتال

لا تضيقن بالامور فقد

تكشف غماؤها بغير احتيال

ربما تجزع النفوس من الامر

له فرجة كحل العقال

فسأله ابى ما الخبر؟ قال مات الحجاج، قال ابوعمرو قد كنت اخترت في قوله تعالى( إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً ) فتح الغين وكنت في طلب شاهد ذلك فلما انشد الرجل شعره سمعته يقول: له فرجة بفتح الفاء، فسررت من ذلك ازيد من سروري بموت الحجاج، وينقل من تقواه: انه كان لما يدخل شهر رمضان لا يقرأ شعرأ ولا ينشد بيتا حتى يذهب الشهر.

مات سنة ١٥٤ (قند) ودفن بالكوفة.

١٢٧

(أبوعمرة الفارسى)

اسمه زاذان كان من اصحاب امير المؤمنينعليه‌السلام بل من خواصه وهو الذي تكلم امير المؤمنينعليه‌السلام في اذنه بالاسم الاعظم فحفظ القرآن بعد ان لم يكن يقرأ منه.

روى القطب الراوندي عن سعد الخفاف عن زاذان ابي عمرة قلت له يا زاذان انك لتفرأ القرآن فتحسن قراء‌ته فعلى من قرأت؟ قال فتبسم ثم قال: ان امير المؤمنينعليه‌السلام مر بي وانا انشد الشعر وكان لي حلق حسن فاعجبه صوتى، فقال يا زاذان فهلا بالقرآن قلت يا امير المؤمنين وكيف لي بالقرآن؟ فو الله ما أقرأ منه إلا بقدر مااصلي به، قال فادن مني فدنوت منه فتكلم في اذنى بكلام ما عرفته ولا علمت ما يقول ثم قال افتح فاك فتفل في في فوالله ما زالت قدمي من عنده حتى حفظت القرآن باعرابه وهمزه وما احتجت ان اسأل عن احدا بعد موقفي ذلك، قال سعد فقصصت قصة زاذان على ابي جعفرعليه‌السلام قال صدق زاذان ان امير المؤمنين دعا لزاذان بالاسم الاعظم الذي لا يرد (اقول) نقل الاغا رضا القزويني في ضيافة الاخوان عن القاضي ابى محمد ابن ابي زرعة الفقيه القزويني ان زاذان كان من اصحاب امير المؤمنينعليه‌السلام وقتل تحت رايته ثم انتقل اولاده إلى قزوين.

قال الرافعي زاذانية قبيلة في قزوين فيهم أئمة كبار من المتقدمين والمتأخرين انتهى.

(أبوعوانة)

بالفتح يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم بن زيد النيسابوري الاسفراينى الحافظ صاحب المسند الصحيح المخرج على كتاب مسلم بن الحجاج، كان من علماء الحديث ومن الرحالة في اقطار الارض لطلب الحديث، توفي سنة ٣١٦ (شيو) وقبره باسفراين قريب من قبر الاستاذ ابي اسحاق الاسفرايني الذي يأتى ذكره في الاسفرايني.

١٢٨

(أبوالعيناء)

أبوعبدالله محمد بن القسم بن خلاد الاهوازي البصري من تلامذة ابي عبيدة والاصمعي وابي زيد الانصاري، كان من اوحد عصره في الشعر والفنون الادبية، وكان من عداد الظرفاء والاذكياء، وكان حاضرا الجواب يجيب اكثر المطالب بالقرآن المجيد ويستشهد به كثيرا. نقل ابن خلكان كثيرا من اجوبته ونوادره.

حكي انه عمي في حدود الاربعين من عمره، فسئل يوما ما ضرك العمى؟ فقال شيئان: احدهما انه فات مني السبق بالسلام، والثاني انه ربما ناظرت الرجل فهو يكفهر وجهه ويعبس ويظهر الكراهية وانا لا اراه حتى اقطع الكلام.

توفي بالبصرة سنة ٢٨٣ قال المسعودي في مروج الذهب في سنة ٢٨٤، انحدر أبوالعيناء من مدينة السلام إلى البصرة في زورق فيه ثمانون نفسا فغرق الزورق ولم يخلص ممن كان فيه إلا أبوالعيناء وكان ضريرا يتعلق بطلال الزورق فاخرج حيا وتلف كل من كان فيه فبعد ان سلم ودخل البصرة مات انتهى.

وفي بعض كتب الرجال محمد بن القسم أبوالعيناء الهاشمي مولى عبدالصمد ابن علي عتاقة(١) روى الكليني في باب مولد ابي محمدعليه‌السلام من الكافي عن اسحاق ابن محمد النخعي عنه قال: كنت ادخل على ابي محمدعليه‌السلام فاعطش وانا عنده فاجله ان ادعو بالماء فقال (فيقول خ ل) يا غلام اسقه وربما حدثت نفسي بالنهوض فافكر في ذلك فيقول يا غلام دابته وفيه دلالة على كونه اماميا حسن الاعتقاد.

(أبوغالب الزرارى)

احمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين الشيبانى، كان من افاضل الثقات والمحدثين وشيخ علماء عصره واستاذهم وبقية آل

____________________

(١) اي انه مولى عتاقة لعبد الصمد لا مولى حلف، منه.

١٢٩

اعين وآل اعين اكبر بيت في الكوفة من شيعة اهل البيت واعظمهم شأنا واكثرهم رجالا واعيانا واطولهم مدة وزمانا ادرك اولهم السجاد والباقرين عليهم السلام وبقي آخرهم إلى اوائل الغيبة الكبرى وكان فيهم العلماء والفقهاء والقراء والادباء ورواة الحديث، ومن مشاهيرهم حمران وزراة و عبدالملك وبكير بنو اعين وحمزة بن حمران وعبيد بن زرارة وضريس بن عبدالملك وعبدالله بن بكير ومحمد بن عبدالله ابن زرارة والحسن بن الجهم بن بكير وابنه سليمان بن الحسن وابوطاهر محمد بن سليمان وابوغالب احمد بن محمد بن محمد بن سليمان، ولابى غالب في بيان احوالهم ورجالهم رسالة عهد فيها إلى ابن ابنه محمد بن عبدالله بن احمد وهو آخر من عرف من هذا البيت.

قال ابوغالب في محكي الرسالة المذكورة إنا اهل بيت اكرمنا الله عزوجل بمنه علينا بدينه واختصنا بصحبة اوليائه وحججه على خلقه من اول ما نشأنا إلى وقت الغيبة التي امتحنت بها الشيعة فلقي عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين علي بن الحسينعليه‌السلام ولقي حمران وجدنا زرارة وبكير ابا جعفر محمد بن علي وابا عبدالله جعفر بن محمدعليه‌السلام ولقي بعض اخوتهم وجماعة من اولادهم مثل حمزة بن حمران وعبيد بن زرارة ومحمد بن حمران وغيرهم ابا عبدالله جعفر بن محمدعليه‌السلام ورووا عنه وآل اعين اكثر اهل بيت في الشيعة واكثرهم حديثا وفقها وذلك موجود في كتب الحديث ومعروف عند رواته، ولقي عبيد بن زرارة وغيره من بني اعين ابا الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام وكان جدنا الادنى الحسن بن الجهم من خواص سيدنا ابي الحسن الرضاعليه‌السلام وله كتاب معروف وكان للحسن بن الجهم جدنا سليمان ومحمد والحسين ولم يبق لمحمد والحسين ولد وكانت ام الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة ونحن من ولد بكير وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم، واول من نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان نسبه اليه سيدنا ابوالحسن علي بن محمدعليه‌السلام صاحب العسكر وكان إذا ذكره في توقيعاته

١٣٠

إلى غيره قال الزراري تورية عنه وسترا له ثم اتسع ذلك وسميناه به وكانعليه‌السلام يكاتبه في امور له بالكوفة وبغداد، إلى ان قال ولما مات سليمان كانت الكتب ترد على جدي محمد بن سليمان إلى ان مات، وكاتب الصاحبعليه‌السلام جدي محمد بن سليمان بعد موت ابيه إلى ان وقعت الغيبة وقل منا رجل إلا وقد روى الحديث.

وحدثني أبوعبدالله بن الحجاج وكان من رواة الحديث انه قد جمع من روى الحديث من آل اعين فكانوا ستين رجلا وحدثني ابوجعفر احمد بن محمد بن لاحق الشيبانى عن مشايخه ان بني اعين بقوا اربعين سنة اربعين رجلا لا يموت منهم رجل إلا ولد فيهم غلام وهم مع ذلك يستولون على دور بنى شيبان في خطة بني اسعد ابن همام ولهم مسجد الخطة يصلون فيه وقد دخله سيدنا أبوعبدالله جعفر بن محمدعليه‌السلام وصلى فيه وفي هذه المحلة دور بنى اعين متقاربة قال ابوغالب وكان اعين غلاما روميا اشتراه رجل من بني شيبان من حلب فرباه وتبناه واحسن تأديبه فحفظ القرآن وعرف الادب وخرج بارعا اديبا فقال له مولاه استلحقك فقال لا ولانى منك احب الي من ذلك فلما كبر قدم عليه ابوه من بلاد الروم وكان راهبا اسمه سنسن وذكر انه من غسان ممن دخل بلد الروم في اول الاسلام وقيل انه كان يدخل بلاد الاسلام بأمان فيزور ابنه اعين ثم يعود إلى بلاده، فولد اعين عبدالملك وحمران وزرارة وبكير، او عبدالرحمن بني اعين هؤلاء كبراؤهم معروفون، وقعنب ومالك ومليك من بني اعين غير معروفين فذلك ثمانية انفس ولهم اخت يقال لها ام الاسود ويقال انها اول من عرف هذا الامر منهم من جهة ابي خالد الكابلي.

وروي ان اول من عرف هذا الامر عبدالملك عرفه من صالح بن ميثم ثم عرفه حمران من ابى خالد الكابي وكان بكير يكنى ابا جهم وحمران ابا حمزة وزرارة ابا علي ولآل اعين من الفضائل وما روي فيهم اكثر من ان اكتبه لك وهو موجود في كتب الحديث وكان مليك وقعنب ابنا اعين يذهبان مذهب العامة مخالفين لاخوتهم

١٣١

وحلف اعين حمران وزرارة وبكيرا وعبدالملك وعبدالرحمن ومالكا وموسى وضريسا ومليكا وكذا قعنب وذلك عشرة انفس وروى لي ابن المغيرة عن ابي محمد الحسن بن حمزة العلوي عن ابى العباس احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي المشهور بكثرة الحديث انهم سبعة عشر رجلا إلا انه لم يذكر اسماء‌هم وما يتهم في معرفته ولا شك في علمه انتهى ما نقلناه من رسالة ابي غالب. ولتلميذه الشيخ ابي عبدالله حسين بن عبيد الله الغضائري تتمة لهذه الرسالة وذكر فيها كما في (ضا) ان وفاة ابي غالب كانت في ج ١ سنة ٣٦٨ (شسح) قال: وتوليت جهازه وحمله إلى مقابر قريش ثم إلى الكوفة وقبره بالغري انتهي.

وقال (جش) وكان ابوغالب شيخ العصابة في زمنه ووجههم له كتب منها: كتاب التأريخ ولم يتمه، كتاب آداب السفر، كتاب الافضال، كتاب مناسك الحج كبير، كتاب مناسك الحج صغير، كتاب الرسالة إلى ابن ابنه ابي طاهر في ذكر آل اعين حدثنا شيخنا ابوعبدالله عنه بكتبه ومات ابوغالب رحمه الله سنة ١٣٦٨ انتهى.

وكانت ولادته سنة ٢٨٥ وذكره الشيخ الطوسي وقال: وهم البكيريون وبذلك كان يعرف إلى ان خرج توقيع من ابى محمدعليه‌السلام فيه ذكر ابى طاهر الزراري فاما الزراري رعاه الله تعالى فذكروا انفسهم بذلك وكان شيخ اصحابنا في عصره واستاذهم وبقيتهم وصنف كتبا منها كتاب التأريخ ولم يتمه وقد خرج منه نحو الف ورقة انتهى.

(قلت) وجده محمد بن سليمان ابوطاهر الزراري ثقة عين، له إلى مولانا ابي محمدعليه‌السلام مسائل والجوابات ولد سنة ٢٣٧ (لرز) وتوفى سنة ٣٠٠ وقيل ٣٠١، وعن ارشاد المفيد وروي عن ابى سورة احد مشايخ الزيدية انه كان بالحائر عشية عرفة ثم خرج إلى الكوفة فرافقه رجل وسأل عن حاله فاعلمه انه في ضيق ولا شئ معه وفي يديه فقال له إذا دخلت الكوفة فات ابا طاهر الزراري فاقرع عليه بابه فانه سيخرج اليك وفي يده دم الاضحية فقل له يقال لك اعط هذا الرجل الصرة الدنانير

١٣٢

التي عند رجل السرير ثم فارقه ومضى لوجهه، فدخل ابوسورة الكوفة فقصد ابا طاهر الزراري فخرج اليه وفي يده دم الاضحية فبلغه ما قيل له فقال سمعا وطاعة ودخل فاخرج اليه الصرة فسلمها اليه فاخذها وانصرف.

(أبوغبشان)

بالفتح ويضم خزاعي كان يلي سدانة الكعبة قبل قريش فاجتمع مع قصي بن كلاب في شرب بالطائف فاسكره قصي ثم اشترى المفاتيح منه بزق خمر واشهد عليه ودفعها لابنه عبد الدار وطير به إلى مكة فافاق ابوغبشان اندم من الكسعي، فضربت به المثل في الحمق والندم وخسارة الصفقة.

(أبوغسان)

مالك بن اسماعيل بن زياد بن درهم الكوفي النهدي شيخ البخاري في صحيحه فعن ابن سعد انه ذكره في الجزء السادس من طبقاته قال: كان ابوغسان ثقة صدوقا متشيعا شديد التشيع.

وذكره الذهبي وقال كما عن ميزانه: انه اخذ مذهب التشيع عن شيخه الحسن بن صالح.

وان ابن معين قال: ليس بالكوفة اتقن منه لا ابونعيم ولا غيره له فضل وعبادة كنت اذا نظرت اليه رأيته أنه خرج من قبر كانت عليه سجادتان انتهى.

ومات سنة ٢١٩ (ريط).

(أبوالغوث)

اسلم بن مهوز المنبجي شاعر يمدح آل محمدعليه‌السلام وكان البحتري يمدح الملوك فقال ابوالغوث في مدح ائمة سامراءعليه‌السلام في قصيدته الدالية.

إذا ما بلغت الصادقين بني الرضا

فحسبك من هاد يشير إلى هاد

مقاويل إن قالوا بها ليل إن دعوا

وفاة بميعاد كفاة بمرتاد

اذا وعدوا اعوف وان وعدوا وفوا

فهم اهل فضل عند وعد وايعاد

١٣٣

كرام إذا ما انفقوا المال انفدوا

وليس لعلم انفقوه من انفاد

ينابيع علم الله اطواد دينه

فهل من نفاد إن علمت لاطواد

نجوم متى نجم خبا مثله بدا

فصلى على الخابي المهيمن والبادي

عباد لمولاهم موالي عبادة

شهود عليهم يوم حشر واشهاد

هم حجج الله اثنتي عشرة متى

عددت فثاني عشرهم خلف الهادى

بميلاده الانباء جاء‌ت شهيرة

فاعظم بمولود واكرم بميلاد

(أبوالفتح)

ابن العميد ذو الكفايتين علي بن محمد بن الحسين بن العميد القمي، كان وزير ركن الدولة الديلمي بعد ابيه ابي الفضل بن العميد الذي يضرب به المثل في البلاغة ويأتى ذكره وكان ابوالفتح يقال له ذو الكفايتين لجمعه تدبير السيف والقلم وكفى في حقه انه ثمرة تلك الشجرة وشبل ذاك القسورة (وحق على ابن الصقر أن يشبه الصقرا).

حكي ان الصاحب بن عباد مع جلالة قدره وعظم شأنه إذا مدحه يقوم بحضرته وينشد عليه وبقي في الوزارة بعد ركن الدولة في خدمة ابنه مؤيد الدولة إلى ان تغير عليه مؤيد الدولة وغضب عليه واخذه وعذبه إلى ان اهلكه في سنة ٣٦٦ (شوس) فانقرضت دولتهم كالبرامكة قال الشاعر في ذلك:

آل العميد وآل برمك مالكم

قل المعين لكم وزال الناصر

كان الزمان يحبكم فبدا له

إن الزمان هو الخؤون الغادر

وكان ابوالفتح المذكور قبل ان يقتل بمدة قد لهج بانشاء هذين البيتين:

سكن الدنيا اناس قبلنا

رحلوا عنها وخلوها لنا

ونزلناها كما قد نزلوا

ونخليها لقوم بعدنا

قال ابن خلكان، في احوال ابن العميد وابنه: ورأيت في بعض المجاميع ان

١٣٤

الصاحب بن عباد عبر على باب داره بعد وفاته فلم ير هناك احدا بعد ان كان الدهليز يغص من زحام الناس فانشد:

ايها الربع لم علاك اكتئاب

اين ذاك الحجاب والحجاب

اين من كان يفزع الدهر منه

فهو اليوم في التراب تراب

قل بلا رهبة وغير احتشام

مات مولاي فاعتراني اكتئاب

وكان صهره على ابنته السيد ابوجعفر بن ابى الحسن موسى بن ابي عبدالله احمد النقيب بقم ابن محمد الاعرج بن احمد بن موسى المبرقع بن الامام محمد الجواد عليه السلام، وكان السيد ابوجعفر من اجلاء السادة الرضوية بقم.

(أبوالفتوح الرازى)

جمال الدين حسين بن علي بن محمد بن احمد الخزاعي الشيخ الامام السعيد قدوة المفسرين ترجمان كلام الله المجيد صاحب روض الجنان في تفسير القرآن الذي هو حاو لكل ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين ينتفع منه الفقيه والمفسر والمؤرخ والواعظ وغيرهم، وكان رحمه الله من اجل بيوتات العلم وينتهي بنسبه الشريف إلى نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي كما صرح بذلك في تفسيره.

وجده محمد بن احمد وجد جده احمد وعم والده عبدالرحمن المشهور بالمفيد الثانى وابنه محمد بن الحسين وابن اخته احمد بن محمد كلهم علماء فضلاء وهو رحمه الله معدن العلم ومحتده:

شرف تتابع كابر عن كابر

كالرمح انبوبا على انبوب

ولا اعلم تأريخ وفاته إلا انه من مشايخ ابن شهر اشوب المتوفي سنه ٥٨٨ (ثفح) وقبره رحمه الله بالرى في صحن حمزة بن موسىعليه‌السلام في جوار عبدالعظيم الحسني رحمه الله يروي عن الشيخ ابي علي الطوسي والشيخ ابي الوفاء عبدالجبار الرازي عن الشيخ الطوسي وعن والده عن ابيه عن الشيخ والسيدين رضوان الله عليهم اجمعين إلى غير ذلك من مشايخه.

١٣٥

(أبوالفتوح العجلى)

منتخب الدين اسعد بن ابى الفضائل محمود بن خلف العجلي الاصبهاني الفقيه الشافعي الواعظ الزاهد القانع، قيل انه كان لا يأكل إلا من كسب يده وكان يورق ويبيع ما يتقوت به، له شرح مشكلات الوجيز والوسيط للغزالي وله ايضا تتمة كتاب الابانة للفورانى الفقيه وغير ذلك، وكان الاعتماد في الفتوى باصبهان عليه، توفي بها سنة ٦٠٠ (خ).

والعجلي بكسر العين المهملة وسكون الجيم نسبة إلى عجل ابن لجيم مصغرا وهي قبيلة كبيرة مشهورة من بني ربيعة بن الفرس.

قال ابوعبيدة كان عجل بن لجيم يعد في الحمقى بين العرب، وكان له فرس جواد فقيل له ان لكل فرس جواد اسما فما اسم فرسك؟ فقال لم اسمه بعد فقيل له فسمه ففقأ احدى عينيه فقال قد سميته الاعور، وفيه قال بعض شعراء العرب:

رمتني بنو عجل بداء ابيهم

وهل احد في الناس احمق من عجل

أليس ابوهم عار عين جواده

فسارت به الامثال في الناس بالجهل

 (أبوالفداء الحموى)

هو السلطان الملك المؤيد صاحب حماة اسماعيل بن علي بن محمود الشافعي كان اميرا على دمشق وحماه يفعل فيهما ما يشاء، وقد تمكن من الفقه والطب والهيئة، وكان يقرب اهل العلم ويرتب لهم الجوائز والارزاق والف تقويم البلدان والتأريخ المشهور الذي له منزلة رفيعة عند علماء اوربا وهو من اقدم كتب التأريخ الاسلامي التي اهتموا بنشرها وترجمتها، توفي سنة ٧٣٢ (ذلب).

(أبوفراس)

انظر الفرزدق.

(أبوفراس الحمدانى)

الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون فارس ميدان العقل والفراسة والشجاعة والرياسة كان ابن عم السلطان ناصر الدولة وسيف الدولة ابنى عبدالله بن حمدان، وقلادة وشاح محامد آل حمدان وكان فرد دهره وشمس عصره ادبا وفضلا وكرما ونبلا ومجدا وبلاغة وبراعة وفروسية وشجاعة، وشعره مشهور.

١٣٦

قال الصاحب بن عباد: بدئ الشعر بملك وختم بملك يعنى امرء القيس وابى فراس.

وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز ويتحامى جانبه فلا ينبري لمباراته ولا يتجرى على مجاراته.

له القصيدة الميمية في مظلومية اهل البيت الاطهار وظلم بنى العباس المعروفة بالشافية، وقد شرحها بعض الفضلاء من اهل الحائر شرحا جيدا: يحكى انه دخل بغداد وامر ان يشهر خمسمائة سيف خلفه وقيل اكثر ووقف في المعسكر وانشد القصيدة وخرج من باب آخر اولها:

الحق مهتضم والدين مخترم

وفئ آل رسول الله مقتسم

ومنها قوله:

يا للرجال أما لله منتصر

من الطفاة وما للدين منتقم

بنو علي رعايا في ديارهم

والامر يملكه النسوان والخدم

محلئون فاصفى شربهم وشل(١)

عند الورود واوفى وردهم لمم

فالارض إلا على ملاكها سعة

والمال إلا على اربابه ديم

ومنها:

قام النبي لها يوم الغدير لهم

والله يشهد والاملاك والامم

وهي قصيدة بليغة جليلة.

قتل سنة ٣٥٧ (شنز).

حكي انه مضت عليه تارات من الاسر والتخلص وانه اسره الروم في بعض الوقائع واقام بالاسر اربع سنين، وله في الاسر اشعار كثيرة، وفي قتله اختلاف، فمما قيل فيه انه كان مقيما بحمص، وجرت حرب بينه وبين ابى المعالي بن سيف الدولة وكان ابوفراس خاله واستظهر على ابوالمعالي وقتله في الحرب واخذ رأسه وبقيت جثته مطروحة في التربة إلى ان

____________________

(١) الوشل: محركة، الماء القليل يتحلب من جبل أو صخرة.

١٣٧

جاء بعض الاعراب فكفنه ودفنه، قال ابن خلكان: وقلعت امه سخينة عينها لما بلغها وفاته، وقيل انها لطمت وجهها فقلعت عينها.

(أبوالفرج الاصبهانى)

علي بن الحسين بن محمد المرواني الاموي الزيدي صاحب كتاب الاغاني، اورده شيخنا الحر العاملي قدس سره في امل الآمل وقال: هو اصبهانى الاصل بغدادي المنشأ من اعيان الادباء وكان عالما روى عن كثير من العلماء وكان شيعيا خبيرا بالاغانى والآثار والاحاديث المشهورة والمغازي وعلم الجوارح والبيطرة والطب والنجوم والاشربة وغير ذلك، له تصانيف مليحة منها الاغانى وحمله إلى سيف الدولة فاعطاه الف دينار واعتذر، وكان الصاحب بن عباد يستصحب في سفره ثلاثين حمل كتب للمطالعة فلما وجد كتاب الاغانى لم يستصحب سواء وكان منقطعا إلى الوزير المهلبي وله فيه مدائح انتهى.

ومن كتبه: كتب مقاتل الطالبيين، وقال صاحب الروضات: انى تصفحت كتاب اغانيه المذكور اجلالا فلم أر فيه إلا هزلا أو ضلالا او بقصص اصحاب الملاهي اشتغالا وعن علوم اهل بيت الرسالة اعتزالا وهو فيما ينيف على ثمانين الف بيت تقريبا، إلى ان قال: وتوفي سنة ست وخمسين وثلاثمائة قال كثير من الناس انه مات في هذه السنة عالمان: ابوعلي القالي وصاحب الاغانى، وثلاثة ملوك معز الدولة وكافور وسيف الدولة، وسمع ابوالفرج من جماعة لا يحصون وروى عنه الدار قطنى وغيره انتهى.

وفي فهرست ابن النديم: انه توفي سنة نيف وستين وثلاثمائة وقال انه من ولد هشام بن عبدالملك انتهى.

والاصبهاني نسبة إلى اصبهان بكسر الهمزة وفتحها وسكون الصاد وفتح الموحدة، ويقال اصفهان بالفاء ايضا مدينة عظيمة من اشهر بلاد الجبل طيبة التربة

١٣٨

صحيحة الهواء زاكية الثمار لاسيما تفاحها فقد ورد ان التفاح الاصفهاني من فاكهة الجنة في الدنيا وانما قيل لها اصبهان لانها تسمى بالعجمية سباهان، وسباه العسكر وهان الجمع، وكانت جموع عساكر الاكاسرة يجتمع إذا وقعت لهم واقعة في هذا الموضع مثل عسكر فارس وكرمان والاهواز وغيرها فعرب فقل اصبهان، وبناها الاسكندر ذو القرنين كذا عن السمعانى وقد اطال الكلام صاحب (ضا) في اول كتابه في وصف اصبهان وسبب تسميتها باصبهان ووصف جي وإن سلمان رضي الله تعالى عنه كان منها، وذكر خصائص اصبهان ويعض الجوامع الواقعة بها والباغات الاربع والمنارتين الواقعتين على طرفي طاق بنى، على مرقد بعض اهل العرفان سميتا بمنار جنبان وهما من العجائب الواقعة إلى هذا الزمان.

(اقول) انى قد سافرت إلى اصبهان وشاهدت كثيرا مما ذكر وكنت كثير الاشتياق إلى زيارة المقابر الواقعة (بتخته فولاد) وهي جبانة معروفة والعلماء المدفونون بها كثير بحيث قد كتب واحد منهم كتابا في اساميهم ولعلي اذكر كثيرا منهم في هذا الكتاب في محله.

قال الحموي في المعجم بعد ذكر ذم كثير لاصبهان قالوا ومن كيموس هوائها وخاصيتها انها تبخل فلا ترى بها كريما.

وحكي عن الصاحب ابى القسم بن عباد انه كان اذا اراد الدخول إلى اصبهان قال من له حاجة فليسألنيها قبل دخولي إلى اصبهان فاننى إذا دخلتها وجدت بها في نفسي شحا لا اجده في غيرها انتهى.

(قلت) يصدق ذلك الخبر الوارد عن امير المؤمنينعليه‌السلام إن اهل اصبهان لا يكون فيهم خمس خصال: السخاوة والشجاعة والامانة والغيرة وحبنا اهل البيت لكن لا يخفى عليك انه كما قال العلامة المجلسي (ره) كان اهل اصبهان في ذلك الزمان إلى اول استيلاء الصفوية من اشد النواصب ثم صاروا من اشهد الناس حبا لهم واوعاهم لعلمهم واشدهم انتظارا لفرجهم، وببركة ذلك تبدلت الخصال الاربع ايضا فيهم انتهى.

ويأتى في الطبراني ما يتعلق بذلك.

١٣٩

(أبوالفرج الببغاء) انظر الببغاء.

(أبوالفرج بن الجوزى) انظر ابن الجوزى.

(أبوالفرج القزوينى الكاتب)

الشيخ الاقدم محمد بن ابي عمران موسى من علماء الامامية ثقة صحيح الرواية صاحب كتاب الموجز والمختصر من الفاظ سيد البشر رآه (جش) ولم يسمع منه.

(أبوالفرج الملطى) انظر ابى العبرى.

(أبوالفرج النهروانى) انظر النهروانى.

(أبوالفضل البراوستانى) انظر البراوستانى.

(أبوالفضل الصابونى) انظر الصابونى.

(أبوالفضل الطهرانى) انظر ابوالقاسم كلامتر.

(أبوالفوارس) انظر ابن الصيفى.

(أبوالقاسم)

ابن حسين بن جعفر بن حسين الموسوي الخونساري الاصبهاني جد صاحب الروضات السيد محمد باقر بن زين العابدين بن السيد ابى القاسم المذكور كان في درجة عالية من الزهد والعلم والفضل والتقوى ولشدة احتياطه كان يحترز مدة حياته عن الامامة والرئآسة والقضاء والفتوى، ويقوم بحوائج اهل البلوى، ويحصل الشفاء بدعائه وعوذه واحرازه، قرأ على والده وعلى كثير من فضلاء اصبهان وغيرها، ويروي اجازة عن والده وعن بحر العلوم والسيد علي صاحب الرياض وغيرهم.

له تعليقات على كثير من كتب الفقه والحديث.

ولد سنة ١١٦٣ وتوفي سنة ١٢٤٠.

(أبوالقاسم)

ابن الحسين الرضوي القمي اللاهوري، كان عالما جليلا مفسرا متبحرا، له عدة مصنفات منها: كتاب برهان شق القمر ورد النير الاكبر كتبه للنواب ناصر علي خان سة ١٢٩٦ ومنها لوامع التنزيل في التفسير فارسي كبير إلى غير ذلك.

١٤٠