الكنى والألقاب الجزء ١

الكنى والألقاب0%

الكنى والألقاب مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 479

الكنى والألقاب

مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف:

الصفحات: 479
المشاهدات: 469290
تحميل: 14140


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 479 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 469290 / تحميل: 14140
الحجم الحجم الحجم
الكنى والألقاب

الكنى والألقاب الجزء 1

مؤلف:
العربية

(أبوالقاسم الروحى)

هو الشيخ الاجل الحسين بن روح النوبختي احد النواب الاربعة رضوان الله تعالى عليهم اجمعين، قام مقام ابى جعفر محمد بن عثمان بن سعيد بنص منه.

روى الشيخ: انه لما اشتدت حال ابى جعفر رحمه الله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة فدخلوا عليه فقالوا له إن حدث امر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم هذا ابوالقاسم الحسين بن روح بن ابى بحر النوبختي - القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الامر والوكيل والثقة الامين فارجعوا اليه في اموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك امرت وقد بلغت. وكان رحمه الله من اعقل الناس عند المخالف والموافق ويستعمل التقية وكانت العامة تعظمه، وقد تناظر اثنان فزعم واحد ان ابا بكر افضل الناس بعد رسول الله ثم عمر ثم علي، وقال الآخر بل علي افضل من عمر فدار الكلام بينهما.

فقال ابوالقاسم (رض) الذي اجتمعت عليه الصحابة هو تقديم الصديق ثم بعده الفاروق ثم بعده عثمان ذو النورين ثم علي الوصي واصحاب الحديث على ذلك وهو الصحيح عندنا، فبقي من حضر المجلس متعجبا من هذا القول وكانت العامة الحضور يرفعونه على رؤوسهم وكثر الدعاء له والطعن على من يرميه بالرفض، وبلغ الشيخ ابا القاسم ان بوابا على الباب الاول قد لعن معاوية وشتمه فامر بطرده وصرفه عن خدمته فبقي مدة طويلة يسأل في امره فلا والله ما رده إلى خدمته كل ذلك للتقية.

(اقول) التقية فريضة واجبة علينا في دولة الظالمين، فمن تركها فقد خالف دين الامامية وفارقه.

والروايات في التقية اكثر من ان تذكر.

١٤١

فروي ان التقية ترس المؤمن ولا ايمان لمن لا تقية له وان تسعة اعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له.

وقال الصادق عليه السلام: عليكم يالتقية فانه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه ليكون سجيته مع من يحذره، وعنهعليه‌السلام لو قلت ان تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا والتقية في كل شئ حتى يبلغ الدم فاذا بلغ الدم فلا تقية، وعنهعليه‌السلام قال: كلما تقارب هذا الامر كان اشد للتقية، وقال لنعمان ابن سعيد: من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من العز وان عز المؤمن في حفظ لسانه ومن لم يملك لسانه ندم.

قال الرضاعليه‌السلام : لا دين لمن لا ورع له ولا ايمان لمن لا تقية له ان اكرمكم عند الله اعملكم بالتقية قبل خروج قائمنا فمن تركها قبل خروج قائمنا فليس منا.

توفى الشيخ ابوالقاسم (ره) في شعبان سنة ٣٢٦ (شكو) وقبره ببغداد في سوق العطارين يزار، وتقدم في ابوسهل النوبختي الكلام في نوبخت.

(أبوالقاسم الزعفرانى)

انظر الزعفرانى.

(أبوالقاسم الفندرسكى)

انظر الفندرسكى.

(أبوالقاسم القمى)

ابن المولى محمد حسن الجيلانى المعروف بالميرزا القمي لتوطنه في دارا الايمان قم حرم الائمةعليه‌السلام العالم الكامل الفاضل المحقق المدقق رئيس العلماء الاعلام ومولى فضلاء الاسلام شيخ الفقهاء المتبحرين وملاذ علماء المجتهدين احد اركان الدين والعلماء الربانيين مسهل سبيل التدقيق والتحقيق مبين قوانين الاصول ومناهج الفروع كما هو به حقيق.

١٤٢

يحكى انه رحمه الله كان ورعا جليلا بارعا نبيلا كثير الخشوع غزير الدموع دائم الانين باكى العينين وكان مؤيدا مسددا كيسا في دينه فطنا في امور آخرته شديدا في ذات الله مجانبا لهواه مع ما كان عليه من الرئاسة وخضوع ملك عصره واعوانه له، فما زاده اقبالهم اليه إلا ادبارا، ولا توجههم اليه إلا فرارا، له مصنفات شريفة كالقوانين والغنائم والمناهج ومرشد العوام وجامع الشتات الذي يعبرون عنه بكتاب سؤال وجواب وهو كتاب نفيس يحتاج اليه كل مجتهد وفقيه ومن اراد ان يطلع على فقاهته وكثرة اطلاعه وتأييد الاء له فليرجع اليه، إلى غير ذلك من الرسائل وكان خطه حسنا.

تولد سنة ١١٥١ (غناق) وتوفى سنة ١٢٣١ (غرال) وقبره الشريف في قم مزار مشهور يزوره الناس في كل يوم وينذرون له، وحوله قبور كثيرة من العلماء العظام والافاضل الكرام، وقد تقدم الاشارة اليهم في ابوجرير، يروي عنه السيد المحقق السيد محسن الكاظمي والشيخ الاجل اسد الله التستري صاحب المقابيس المتوفي سنة ١٢٢٠ (غرك) المدفون بالنجف عند والد زوجته كاشف الغطاء والسيد جواد العاملي صاحب كتاب مفتاح الكرامة والكرباسي والسيد عبدالله شبر وغيرهم.

ويروي هو عن جماعة من المشايخ اولهم السيد حسين الخونساري احد مشايخ العلامة الطباطبائي، ثانيهم الاستاذ البهبهاني، ثالثهم شيخه واستاذه العالم النحرير المولى محمد باقر الهزار جريبي الغروى احد مشايخ العلامة الطباطبائي الذي قال في حقه تلميذه شيخنا العالم العامل العارف واستاذنا الفاضل الحائز لانواع العلوم والمعارف جامع المعقول والمنقول ومقرر الفروع والاصول جم المناقب والمفاخر محمد الباقر بن محمد الباقر الهزار جريبي، ورابعهم الفقيه النبيه نخبة الفقهاء والمحدثين وزبدة العلماء العاملين ابوصالح الشيخ محمد مهدي بن بهاء الدين محمد الفتونى العاملي النجفي احد مشايخ العلامة الطباطبائى يروي عن شيخه الاعظم ابى الحسن الشريف.

١٤٣

(أبوالقاسم كلانتر الطهرانى)

ابن الحاج محمد علي بن الحاج هادي النوري عالم فاضل محقق مدقق فقيه اصولي صاحب التقريرات في الاصول كان من تلامذة صاحب الضوابط ومن مشاهير تلامذة شيخ الطائفة العلامة الانصاري قدس سره ولد في ٣ ع ٢ سنة ١٢٣٦ وتوفي في ٣ ع ٢ سنة ١٢٩٢ (غرصب) ومن عجيب الاتفاق انه كان مطابقا ليوم ميلاده ودفن في جوار ابى القسم عبدالعظيم الحسنى في صحن حمزة بن موسىعليه‌السلام في مقبرة ابوالفتوح الرازي ورثاء ابنه العالم الاديب الاريب خاتم رقيمة الادب والفضل الحاج ميرزا ابوالفضل صاحب كتاب شفاء الصدور في شرح زيارة عاشور بقصيدة منها قوله:

دع العيش والآمال واطو الامانيا

فما انت طول الدهر والله باقيا

رمى الدهر من سهم النوائب ماجدا

اعز كريما طاهر الاصل زاكيا

وعلامة الدنيا وواحد اهلها

ومن كان عن سرب العلوم محاميا

إلى ان قال:

وقد نلت من عبدالعظيم جواره

جوارا له طول المدى كنت راجيا

وكان الميرزا ابوالفضل المذكور عالما فاضلا فقيها اصوليا متكلما عارفا بالحكمة والرياضي مطلعا على السير والتواريخ اديبا شاعرا حسن المحاضرة ينظم الشعر الجيد، وله ديوان شعر بالعربية ومن شعره في الحجة ابن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليه:

يا رحمة الله الذي

عم الانام تطولا

وابن الذي في فضله

نزل الكتاب مرتلا

لذنا ببيتك طائفين

تخضعا وتذللا

فعسى نفوز برحمة

من ربنا رب العلى

١٤٤

وله ايضا:

مولاي يا باب الحوائج إنني

بك لانذ والى جنابك ارتجي

لا ارتجي احدا سواك لحاجتي

احدا سواك لحاجتي لا ارتجي

توفي في طهران حدود سنة ١٣١٧، ونقل إلى النجف الاشرف فدفن في وادي السلام.

(أبوالقاسم الكوفى)

علي بن احمد صاحب كتاب البدع المحدثة المعروف (بالاستغاثة) وكتاب تثبيت المعجزات في معجزات الانبياء جميعا عليهم السلام الذي قد الف الشيخ حسين ابن عبدالوهاب المعاصر للسيد المرتضى تتميما له المعروف بكتاب (عيون المعجزات) في معجزات فاطمة والائمة الاثنى عشر صلوات الله عليهم اجمعين قال شيخنا في المستدرك قال العلامة في (صه): علي بن احمد الكوفي يكنى ابا القاسم قال الشيخ الطوسي فيه انه كان اماميا مستقيم الطريقة صنف كتبا كثيرة سديدة وصنف كتبا في الغلو والتخليط وله مقالة تنسب اليه قال (جش) انه كان يقول انه من آل ابي طالب وغلا في آخر عمره وفسد مذهبه وصنف كتبا كثيرة اكثرها على الفساد توفي بموضع يقال له كرمي بينه وبين شيراز نيف وعشرون فرسخا في جمادي الاولى سنة ٣٥٢ وهذا الرجل يدعي له الغلاة منزلة عظيمة.

وقال ابن الغضائري علي بن احمد ابوالقاسم الكوفي المدعي العلوية كذاب غال صاحب بدعة ومقالة ورأيت له كتبا كثيرة لا يلتفت اليه.

(واقول) وهذا هو المخمس صاحب البدع المحدثة وادعى انه من بني هارون بن الكاظمعليه‌السلام ومعنى التخميس عند الغلاة ان سلمان الفارسي والمقداد وعمارا وابا ذر وعمرو بن امية الضمري هم الموكلون بمصالح العالم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا انتهى.

١٤٥

(اقول) قال الشريف ابوالحسن علي بن ابي الغنائم محمد بن علي العلوي العمري في المجدي: ادعى ابوالقاسم المخمس صاحب مقالة الغلاة المعروف بعلي بن احمد الكوفي فقال انا علي بن احمد بن موسى ابن احمد بن هارون بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طلب عليهم السلام.

فكتبت من الموصل إلى شيخي ابي عبيد الله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا النسابة المقيم ببغداد أسأله عن اشياء في النسب من جملتها نسب علي بن احمد الكوفي فجاء الجواب بخطه الذي لا شك فيه ان هذا الرجل كاذب مبطل وانه ادعى إلى بيوت عدة لم يثبت له نسب في جميعها وان قبره بالري يزار على غير اصل صحيح انتهى.

(أبوقتادة الانصارى)

اسمه الحرث بن ربعي أو النعمان كان بدريا يعبر عنه بفارس النبي صلى الله عليه وآله روى عنه ابنه عبدالله وابن المسيب، مات بالمدينة سنة ٥٤ وقيل انه مات بالكوفة وصلى عليه امير المؤمنينعليه‌السلام وقصة انكاره على خالد بن الوليد في قتله مالك بن نويرة واعراسه بامرأته في الكتب مسطور.

وقد تقدم الاشارة اليه في ذكر خالد ابن الوليد في ترجمة ابي جهل.

وروي ان النبي صلى الله عليه وآله كان في سفر وكان عند ابي قتادة وضوؤه فتوضأ وفضلت في الميضاة فضلة فلما حمي النهار واشتد العطش بالناس ابتدروا إلى النبي يقولون الماء الماء فسقاهم النبي جميعا بفضل وضوئه الذي كان في الميضاة ثم قال لابي قتادة اشرب فقال لا بل اشرب انت يا رسول الله فقال اشرب فان ساقى القوم آخرهم شربا فشرب ابوقتادة ثم شرب رسول الله صلى الله عليه وآله الشهاب قال صلى الله عليه وآله: ساقى القوم آخرهم شربا، قال شارحه صاحب ضوء الشهاب هذا من مكارم الاخلاق التي لا يزال يأخذها بها اصحابه ويتقدم بها اليهم ويكررها اليهم والادب في ذلك،

١٤٦

ان الساقى للقوم وهم عطاشى مجهودن إذا ابتدأ بنفسه دل على جشعه وقلة مبالاته بأصحابه الذين ائتمن عليهم وجعل ملاك ارواحهم وقوام ابدانهم بيده وامر الماء عندهم شديد إلى ان قال: وفائدة الحديث الحث على الاخذ بالاكرم من الافعال والتباعد عما يجلو الانسان في معرض الانذال ولباس الارذال.

(أبوكريبة الازدى)

كان من اجلاء الشيعة روى (كش) بسنده عن زرارة قال شهد ابوكريبة الازدي ومحمد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة وهو قاض فنظر في وجههما مليا ثم قال: جعفريان فاطميان فبكيا فقال لهما وما يبكيكما؟ قالا له نسبتنا إلى اقوام لا يرضون بأمثالنا ان يكونوا من اخوانهم لما يرون من سخف ورعنا الخ.

(أبوكهمس)

القاسم بن عبيد كان من اصحاب الصادقعليه‌السلام وقد يطلق على الهيثم بن عبيد، وانى احتمل قويا ان ابا كهمس كنية لرجل واحد، فصحف اسمه فصار اثنين فان القاسم والهيثم قريبان من الخط.

(أبولؤلؤة)

فيروز الملقب ببابا شجاع الدين النهاوندي الاصل والمولد المدني اخو ذكوان وهو ابوابى الزناد عبدالله بن ذكوان عالم اهل المدينة الذي تقدم ذكره.

رأيت في بعض الكتب ان ابا لؤلوة كان غلام المغيرة بن شعبة اسمه الفيروز الفارسي اصله من نهاوند فأسرته الروم واسره المسلمون من الروم، ولذلك لما قدم سبى نهاوند إلى المدينة سنة ٢١ (كا) كان ابولؤلؤة لا يلقى منهم صغيرا إلا مسح رأسه وبكي وقال له: (اكل رمع كبدي) وذلك لان الرجل وضع عليه من الخراج كل يوم درهمين فثقل عليه الامر فاتى اليه فقال له الرجل ليس بكثير في حقك فانى سمعت عنك انك لو اردت ان تدبر الرحى بالريح لقدرت على ذلك فقال

١٤٧

له ابولؤلؤة لاديرن لك رحى لا تسكن إلى يوم القيامة فقال ان العبد قد اوعد ولو كنت اقتل احدا بالتهمة لقتلته، وفي خبر آخر قال له ابولؤلؤة لاعملن لك رحى يتحدث بها من بالمشرق والمغرب ثم انه قتله بعد ذلك والتفصيل يطلب من غير هذا الكتاب والله العاصم.

(أبولبابة)

بشير بن عبدالمنذر وقيل رفاعة بن عبدالمنذر كان من الانصار شهد بدرا والعقبة الاخيرة.

وهو الذي جرى منه في بني قريظة ما جرى فندم فربط نفسه بالاسطوانة فلم يزل كذلك حتى نزلت توبته من السماء، وهذه الاسطوانة معروفة في مسجد النبى صلى الله عليه وآله باسطوانة التوبة واسطوانة ابى لبابة ويستحب عندها الصلاة والدعاء والاعتكاف.

قال علي بن ابراهيم القمي في تفسير قوله تعالى:( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ) الاية: نزلت في ابى لبابة بن عبدالمنذر. وكان رسول الله لما حاصر بنى قريظة قالوا له ابعث الينا ابا لبابة نستشيره في امرنا، فقال رسول الله يا ابا لبابة ائت حلفاء‌ك ومواليك فاتاهم فقالوا له: يا ابا لبابة ما ترى اننزل على حكم رسول الله؟ فقال انزلوا واعلموا ان حكمه فيكم هو الذبح واشار إلى حلقه ثم ندم على ذلك فقال خنت الله رسوله، ونزل من حصنهم ولم يرجع إلى رسول الله، ومر إلى المسجد وشد في عنقه حبلا تم شده إلى الاسطوانة التي كانت تسمى اسطوانة التوبة فقال لا احله حتى اموت أو يتوب الله علي فبلغ رسول الله فقال اما لو اتانا لاستغفرنا الله له، فاما اذا قصد إلى ربه فالله اولى به.

وكان ابولبابة يصوم النهار ويأكل بالليل ما يمسك به نفسه (رمقه خ ل) وكانت بنته تأتيه بعشائه وتحله عند قضاء الحاجة فلما كان بعد ذلك ورسول الله في بيت ام سلمة نزلت توبته فقال يا ام سلمة قد تاب الله على ابي لبابة فقالت يا رسول الله أفأوذنه بذلك؟ فقال فافعلي فاخرجت رأسها من الحجرة فقالت يا ابا

١٤٨

لبابة ابشر فقد تاب الله عليك فقال الحمد لله فوثب المسلمون يحلونه فقال لا والله حتى يحلني رسول الله بيده، فجاء رسول الله فقال يا ابا لبابة قد تاب الله عليك توبة لو ولدت من امك يومك هذا لكفاك فقال يا رسول الله فاتصدق بمالي كله قال لا قال فبثلثيه قال لا، قال فبنصفه قال لا، قال فبثلثه قال نعم، فانزل الله عزوجل: وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا، إلى هو التواب الرحيم.

(اقول): وهو ايضا احد الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك فنزلت توبتهم.

(أبولهب)

هو ابوعتبة الذي نزل فيه قوله تعالى:( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) وعداوته للنبي صلى الله عليه وآله وما جرى منه عليه من الاذى اشهر من ان يذكر قال امير المؤمنين عليه السلام مشيرا اليه:

ابا لهب تبت يداك ابا لهب

وصخرة بنت الحرب حمالة الحطب

خذلت نبي الله قاطع رحمه

فكنت كمن باع السلامة بالعطب

لخوف ابي جهل فاصبحت تابعا

له وكذلك الرأس يتبعه الذنب

روي عن ابي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله قال كنت غلاما للعباس بن عبدالمطلب وكان الاسلام قد دخلنا اهل البيت واسلمت ام الفضل واسلمت وكان العباس يهاب قومه ويكره ان يخالفهم وكان يكتم اسلامه وكان ذا مال كثير متفرق في قومه، وكان ابولهب عدو الله قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة، وكذلك صنعوا لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما جاء الخبر عن مصاب اصحاب بدر من قريش كبته الله واخزاه ووجدنا انفسنا قوة وعزا، قال وكنت رجلا ضعيفا وكنت اعمل القداح انحتها في حجرة زمزم فو الله اني لجالس فيها انحت القداح وعندى ام الفضل جالسة وقد سرنا ما جاء‌نا من الخبر إذ اقبل الفاسق ابولهب يجر رجليه حتى جلس على طنب الحجرة وكان ظهره إلى ظهري فبينا هو

١٤٩

جالس إذ قال الناس هذا ابوسفيان بن الحرث بن عبدالمطلب وقد قدم فقال ابولهب هلم الي يا ابن اخي فعندك الخبر فجلس اليه والناس قيام عليه فقال يا بن اخي اخبرنى كيف كان امرالناس؟ قال لا شئ والله إن كان إلا ان لقيناهم فمنحناهم اكتافنا يقتلوننا ويأسروننا كيف شاؤوا وايم الله مع ذلك ما لمت الناس، لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والارض ما تليق شيئا ولا يقوم لها شئ، قال ابورافع فرفعت طرف الحجرة بيدي ثم قلت تلك الملائكة قال فرفع ابولهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة فثاورته فاحتملني وضرب بي الارض ثم برك علي يضربنى وكنت رجلا ضعيفا فقامت ام الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فاخذته فضربته ضربة فلقت رأسه شجة منكرة وقالت تستضعفه ان غاب عنه سيده فقام موليا ذليلا فو الله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتله، ولقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثة ما يدفنانه حتى انتن في بيته، وكانت قريش تتقي العدسة كما يتقي الناس الطاعون حتى قال لهما رجل من قريش ألا تستحيان ان اباكما قد انتن في بيته لا تغيبانه؟ فقالا إنا نخشى هذه القرحة قال فانطلقا فانا معكما، فما غسلوه إلا قذفا بالماء عليه من بعيد ما يسمونه ثم احتملوه فدفنوه بأعلى مكة إلى جدار وقذفوا عليه الحجارة حتى واروه.

ولعل في تعيير امير المؤمنينعليه‌السلام ابا لهب بهذا البيت بعد الابيات السابقة:

فاصبح ذاك الامر عارا يهيله

عليك حجيج البيت في موسم العرب

اشارة إلى رمي الحاج اليه بالاحجار عند مرورهم عليه.

(أبوالليث السمرقندى)

نصر بن محمد بن ابراهيم الفقيه صاحب بستان العارفين مختصر مفيد على مائة وخمسين بابا في الاحاديث والاثار الواردة في الآداب الشرعية والخصال والاخلاق وبعض الاحكام الشرعية، وله تنبيه الغافلين جمع فيه اشياء من المواعظ والحكم.

١٥٠

عن الذهبي انه قال فيه موضوعات كثيرة توفي في حدود سنة ٣٧٥ وقل غير ذلك.

(أبوالمؤيد الجزرى)

محمد بن محمد البجلي الصائغ، كان طبيبا معروفا وعالما مشهورا، حسن المعالجة جيد التدبير والتقرير والتحقيق، وافر الفضل فيلسوفا متميزا في علم الادب له كلمات حكمية واشعار كثيرة منها القصيدة الميمية في حفظ الصحة:

احفظ بني وصيتي واعمل بها

فالطب مجموع بنص كلامي

قدم على طب المريض عناية

في حفظ قوته مع الايام

القصيدة، ويأتي في ابن سيناء ما يتعلق بذلك، وله ايضا:

عدل مزاجك ما استطعت ولا تكن

كستوقة ادى بها التخليط

واحفظ عليك حرارة برطوبة

يبقى فتركك حفظها تفريط

واعلم بأنك كالسراج بقاؤه

ما دام في طرف الذبال سليط

له كتب منها: قرابادين الكبير، كان من اطباء القرن الخامس معاصرا للقادر والقائم بأمر الله العباسيين.

(أبومؤيد الخوارزمى)

انظر أخطب خوارزم.

(أبوالمتوج)

مقلد بن نصر بن منقذ والد ابي الحسن علي صاحب قلعة شيزر، توفي سنة ٤٣٥ ورثاه القاضي ابويعلى حمزة بن عبدالرزاق بن ابى حصين بهذه القصيدة:

ألا كل حي مقصدات(١) مقاتله

وآجل ما يخشى من الدهر عاجله

مضى قيصر لم تغن عنه قصوره

وجدل كسرى ما حمته مجادله

كأن ابن نصر سائرا في سريره

حياء من الوسمي اقشع هاطله

____________________

(١) اقصده السهم: أصابة فقتله.

١٥١

لقد دفن الاقوام اروع لم تكن

بمدفونة طول الزمان فضائله

يمر على الوادي فتثنى رماله

عليه وبالنادي فتبكي ارامله

سرى نعشه فوق الرقاب وطالما

سرى جوده فوق الركاب ونائله

بفيك الثرى لم تدر من حل بالثرى

جهلت وقد يستصغر المرء جاهله

هو السيد المهتز للتم بدره

وللجود عطفاه وللطعن عامله

فما مات حتى نال اقصى مراده

كما يستسر المرء تمت منازله

فتى طالما يعتاده الجيش عاميا

فينزله او عاديا فينازله

صفوح عن الجاني وصفحة سيفه

إذا هي لم تقلته فالصفح قاتله

(أبوالمحاسن الرويانى)

فخر الاسلام عبدالواحد بن اسماعيل بن احمد الطبري احد ائمة العلم والفقه والحديث من اصحابنا وكان يتقي فظن انه من الشافعية وهو احد مشايخ السيد ضياء الدين فضل الله الراوندي طاب ثراه.

قال السمعانى في وصفه على ما حكي عنه انه كان من رؤوس الائمة والافاضل لسانا وبيانا، له الجاه العريض والقبول التام في ديار طبرستان وحميد المساعي والآثار، والتصلب في المذهب، والصيت المشهور في البلاد، والافضال على المنتابين والقاصدين اليه انتهى.

وكان الوزير نظام الملك كثير التعظيم له لكمال فضله، سافر إلى بخارا وغزنه ونيسابور ولقي الفضلاء، وبنى بآمل طبرستان مدرسة ثم انتقل إلى الري ودرس بها وقدم اصفهان واملي بحامعها وصنف الكتب المفيدة منها: كتاب حلية المؤمن يحكى عنه انه قال: لو احترقت كتب الشافعي لامليتها من خاطري.

قتل بآمل ١١ محرم سنة ٥٠٢ (بث) قتله الملاحدة الباطنية، لانه افتى بالحادهم والرويانى بضم الراء وسكون الواو نسبة إلى رويان مدينة بنواحي طبرستان.

١٥٢

(أبوالمحاسن الشواء)

شهاب الدين بن يوسف بن اسماعيل بن علي بن احمد الامامي الكوفي الاصل الحلبي المولد والمنشأ والوفاة كان اديبا فاضلا شاعرا، له ديوان شعر كبير يدخل في اربع مجلدات، وكان كثير الملازمة لحلقة الشيخ تاج الدين ابى القسم احمد بن هبة الله بن سعد بن سعيد بن المقلد المعروف بابن الجيراني الحلبي النحوي اللغوي الفاضل المتضلع في علم الادب، المتوفى بحلب سنة ٦٢٨ والمدفون في سفح جبل جوشن، واكثر من اخذ الادب منه وبصحبته انتفع.

قال ابن خلكان ذلك وقال كان بيني وبين الشهاب الشواء مودة اكيدة وموانسة كثيرة ولنا اجتماعات في مجالس نتذاكر فيها الادب وانشدني كثيرا من شعره وما زال صاحبي منذ سنة ٦٣٣ إلى حين وفاته وقبل ذلك كنت أراه قاعدا عند ابى الجيرانى في موضع تصدره في جامع حلب، قال وكان من المغالين في التشيع توفي ١٩ محرم بحلب سنة ٦٣٥ (خله).

(أبومحذورة)

سليمان بن سمرة، قال ابن قتيبة وكان سمرة هذا مؤذن النبي صلى الله عليه وآله وهو الذي قال له عمر حين اذن: أما خشيت ان ينشق مريطاؤك.

وكان له اخ يقال له انيس ابن معير قتل يوم بدر كامرا.

والمريطاء اسفل البطن ما بين السرة إلى العانة.

واسلم ابومحذورة بعد حين وامره النبي بالاذان بمكة، فالاذان في ولده إلى اليوم في المسجد الحرام، وتوفي سنة ٥٩ (نط) انتهى.

(أبومحفوظ معروف الكرخى)

انظر الكرخى.

(أبومحلم اللغوى)

محمد بن هشام بن عوف التميمي الشيباني اللغوي احد بنى هشام النحاة المشهورين كان اماما في اللغة والعربية وعلم الشعر وايام الناس واصله من الاهواز

١٥٣

رحل في طلب الحديث مرارا وسمع من سفيان بن عيينة وجماعة وقصد البادية لطلب العربية واقام بها مدة.

روى عنه الزبير بن بكار وثعلب والمبرد.

يحكى ان الواثق رأى في منامه كأن قائلا له: لا يهلك على الله إلا من قلبه مرت فاصبح فسأل جلساء‌ه عن ذلك فلم يعرفوا حقيقته فوجه إلى ابى محلم فاحضره وسأله عنه فقال: المرت من الارض القفر الذي لا نبت فيه فالمعنى على هذا لا يهلك على الله إلا من قلبه خال عن الايمان خلو المرت من النبات ثم انشد للعرب مائة بيت معروف لشاعر معروف في كل منها ذكر المرت فامر له الواثق بألف دينار واراده لمجالسته فابى، ولد سنة حج المنصور ومات سنة ٢٤٥ (رمه).

(أبومحمد النوبختى)

الحسن بن موسى بن اخت ابي سهيل بن نوبخت، متكلم فيلسوف من اعاظم متكلمي الامامية وكان يجتمع اليه جماعة من نقلة كتب الفلسفة مثل ابي عثمان الدمشقي واسحاق وثابت وغيرهم، وكان جماعة للكتب، قال الشيخ: وكان اماميا حسن الاعتقاد نسخ بخطه شيئا كثيرا وله مصنفات كثيرة في الكلام والفلسفة وغيرهما ثم عد بعض كتبه (جش) الحسن بن موسى ابومحمد النوبختي شيخنا المتكلم المبرز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمائة وبعدها له على الاوائل كتب كثيرة منها كتاب الآراء والديانات كتاب كبير حسن يحتوي على علوم كثيرة قرأت هذا الكتاب على شيخنا ابي عبدالله رحمه الله وله كتاب فرق الشيعة(١) .

(اقول): وكتاب الفرق موجود عندنا.

ويذكر ابوالفرج ابن الجوزي كثيرا في تلبيس ابليس عن كتاب الآراء والديانات في مذاهب السوفسطائية والدهرية والطبيعيين والثنوية والفلاسفة.

وقال ابن الجوزي وكان النوبختي هذا من متكلمي الشيعة الامامية انتهى.

____________________

(١) المطبوع في المطبعة الحيدرية في النجف.

١٥٤

وله ايضا كتاب الرد على المنجمين وحجج طبيعية مستخرجة من كتاب ارسطاطاليس في الرد على من يزعم ان الفلك حي ناطق.

(أبومخنف)

لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الازدي شيخ اصحاب الاخبار بالكوفة ووجههم كما عن (جش) وتوفي سنة ١٥٧، يروي عن الصادقعليه‌السلام ، ويروي عنه هشام الكلبي.

وجده مخنف بن سليم صحابى شهد الجمل في اصحاب عليعليه‌السلام حاملا راية الازد فاستشهد في تلك الوقعة سنة ٣٦، وكان ابومخنف من اعاظم مؤرخي الشيعة، ومع اشتهار تشيعه اعتمد عليه علماء السنة في النفل عنه كالطبري وابن الاثير وغيرهما، وليعلم ان لابي مخنف كتبا كثيرة في التأريخ والسير منها كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام الذي نقل منه اعاظم العلماء المتقدمين واعتمدوا عليه، ولكن الاسف انه فقد ولا يوجد منه نسخة، وما المقتل الذي بأيدينا وينسب اليه فليس له بل ولا لاحد من المؤرخين المعتمدين، ومن اراد تصديق ذلك فليقابل ما في هذا المقتل وما نقله الطبري وغيره عنه حتى يعلم ذلك، وقد بينت ذلك في نفس المهموم في طرماح بن عدي والله العالم.

(أبومرثد الغنوى)

كناذ (كشداد) بن خصين من غنى وكان تربا لحمزة بن عبدالمطلب قال ابن قتيبة: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بينه وبين عبادة بن الصامت وآخى بين ابنه مرثد وبين ابن الصامت اخي عبادة، وكان ابومرثد طويلا كثير شعر الرأس، ومات في خلافة ابى بكر سنة ١٢ وقتل ابنه مرثد في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الرجيع شهيدا وكان امير السرية.

(أبومروان)

عمرو بن عبيد البصري كان من اصحاب ابى الحسن البصري وتلاميذه

١٥٥

القائل بأن مرتكب الكبيرة منافق، وواصل بن عطا اظهر المنزلة بين المنزلتين، قيل ان اباه كان شرطيا وكان عمرو متزهدا فكانا اذا اجتازا معا على الناس قالوا: هذا شر الناس ابوخير الناس.

مات عمرو في سنة ١٤٤ (قمد) وهو ابن اربع وستين سنة.

واحتجاج هشام بن الحكم عليه في مسجد البصرة في سؤاله: ألك عين؟ الخ مشهور اوردته في السفينة.

(أبوالمستهل)

الكميت بن زيد الاسدي الكوفي الشاعر الامامي المعروف مادح اهل بيت النبي صلى الله عليه وآله كان عالما بلغات العرب خبيرا بأيامها، كان مشهورا بالتشيع لبني هاشم وقصائده فيهم تسمى الحاشميات وهي من جيد شعره ومختاره، وكانت اول منظوماته، يقال: ما جمع احد من علماء العرب ومناقبها ومعرفة انسابها ما جمع الكميت. وكان في ايام بني امية، له قصص وحكايات.

ولد سنة ٦٠ وتوفي سنة ١٢٦ (قكو).

روى العلامة المجلسي عن كفاية الاثر عن الورد بن الكميت عن ابيه الكميت قال: دخلت على سيدي ابي جعفر محمد بن علي الباقرعليه‌السلام فقلت يا ابن رسول الله اني قد قلت فيكم ابياتا أفتاذن لي في انشادها فقال ايام البيض قلت فهو فيكم خاصة قال: هات فانشأت اقول:

أضحكني الدهر وابكانى

والدهر ذو صرف وألوان

لتسعة بالطف قد غودروا

صاروا جميعا رهن اكفانى

فبكىعليه‌السلام وبكى ابوعبداللهعليه‌السلام وسمعت جارية تبكي من وراء الخباء فلما بلغت إلى قولي:

وستة لا يتجازى(١) بهم

بنو عقيل خير فرسان

____________________

(١) أي سبقوا فلم يقدر احد ان يجري معهم في المكرمة.

١٥٦

ثم علي الخير مولاهم

ذكرهم هيج احزانى

فبكى ثم قال، ما من رجل ذكرنا او ذكرنا عنده يخرج من عينيه ماء ولو مثل جناح البعوضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة وجعل ذلك الدمع حجابا بينه وبين النار فلما بلغت إلى قولي:

من كان مسرورا بما مسكم

أو شامتا يوما من الآن

فقد ذللتم بعد عز فما

ادفع ضيما حين يغشاني

اخذ بيدي، ثم قال: اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

فلما بلغت إلى قولي:

متى يقوم الحق فيكم متى

يقوم مهديكم الثانى

قال سريعا ان شاء الله سريعا.

(أبومسلم الخراسانى)

عبدالرحمن بن مسلم القائم بالدعوة العباسية، قيل كان قصيرا اسمر حلوا احور العين خافض الصوت فصيحا حلو المنطق عالما بالامور، لم ير ضاحكا ولا مازحا إلا في وقت تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه اثر السرور وتنزل به الحوادث الفادحة فلا يرى مكتئبا وإذا غضب لم يستفزه الغضب، ولا يأتي امرأته في السنة إلا مرة واحدة، ويقول الجماع جنون ويكفي الانسان ان يجن في السنة مرة، وكان من اشد الناس غيرة لا يدخل قصره غيره، قيل لما زفت اليه امرأته امر بالبرذون الذي ركبته فذبح واحرق سرجه لئلا يركبه ذكر بعدها، قتل في دولته ستمائة الف صبرا.

قتله المنصور في شعبان سنة ١٣٧ (قلز) برومية المدائن بالقرب من الانبار.

ونقل عن ربيع الابرار للزمخشري قال: كان ابومسلم يقول بعرفات: اللهم اني تائب اليك مما لا اظنك تغفر لي، فقيل له أفيعظم على الله تعالى

١٥٧

غفران، فقال: انى نسجت ثوب ظلم ما دامت الدولة لبني العباس فكم من صارخة تلعننى عند تفاقم الظلم ! فكيف يغفر لمن هذا الخلق خصماؤه؟ انتهى.

قال ابن قتيبة في المعارف: ابومسلم صاحب الدعوة ذكروا ان مولده سنة مائة، واختلفوا في نسبه اختلافا كثيرا فقال بعضهم هو من اصبهان وقال بعضهم من خراسان وقيل من العرب، وادعى هو انه من سليط بن علي بن عبدالله ابن عباس ونسبه ابودلامة إلى الاكراد فقال:

ابا مجرم ما غير الله نعمة

على عبده حتى يغيره العبد

أفي دولة المهدي حاولت غدره

ألا ان اهل الغدر آباؤك الكرد

ابا مجرم خوفتني القتل فانتحى

عليك بما خوفتني الاسد الورد

وكان منشأه عند ادريس بن عيسى جد ابي دلف النازل في حد اصبهان، وقتله ابوجعفر برومية المدائن سنة ١٣٧ (قلز) انتهى.

قال ابن النديم: ومن الاعتقادات التي حدثت بخراسان بعد الاسلام المسلمية اصحاب ابى مسلم يعتقدون امامته ويقولون انه حي يرزق.

(أبومسلم الخولانى)

عبدالله بن ثوب أو اهبان بن الصيفي احد الزهاد الثمانية كان للعامة فيه اعتقاد عظيم يقولون انه سيد التابعين اسلم في حياة النبى صلى الله عليه وآله ولما تنبأ الاسود العنسي باليمن بعث اليه، فلما جاء‌ه قال اتشهد انى رسول الله؟ قال ما اسمع قال اتشهد ان محمدا رسول الله؟ قال نعم فردد عليه ذلك فامر بنار عظيمة فاحميت ثم القي فيها ابومسلم فلم تضره، فاتى ابومسلم المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وآله فاناخ راحلته بباب المسجد وقام يصلي إلى سارية وبصر به عمر بن الخطاب فقام اليه وقال: ممن الرجل؟ قال من اهل اليمن قال ما فعل الذي احرقه الكذاب بالنار؟ قال ذلك عبدالله بن ثوب، قال انشدك بالله انت هو؟ قال اللهم نعم، فاعتنقه عمر وبكى، ثم اجلسه بينه وبين ابي بكر وقال الحمد لله الذي لم يمتنى حتى أراني رجلا من امة محمد فعل به كما فعل بابراهيم الخليلعليه‌السلام .

١٥٨

توفي سنة ٦٢ (سب) ودفن في داريا قرية كبيرة بدمشق بها قبر ابي سليمان الدارانى، هذا ما روي عن العامة في حقه، واما هو عندنا فمطعون، وكان من اعوان معاوية، سئ الرأي في عليعليه‌السلام .

روي عن الفضل بن شاذان انه قال عند ذكره للزهاد الثمانية: واما ابومسلم فانه كان فاجرا مرائيا وكان صاحب معاوية، وهو الذي كان يحث الناس على قتال عليعليه‌السلام فقال لعلي ادفع الينا المهاجرين والانصار حتى نقتلهم بعثمان فابى عليه السلام ذلك، فقال ابومسلم الآن طاب الضراب. انما كان وضع فخا ومصيدة.

والخولانى بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو هذه نسبة إلى خولان بن عمرو، وهي قبيلة كبيرة نزلت بالشام.

وينسب اليها ايضا ابوعبدالرحمن طاوس بن كيسان الخولاني الهمداني اليمانى، احد الاعلام التابعين الذي يأتي ذكره في الطاوسي.

(أبوالمعالى الاصبهانى)

ابن العالم الربانى المولى الاجل الحاج محمد ابراهبم الكرباسي عالم فاضل متبحر دقيق فكور، كثير التتبع، حسن التحرير، كثير التصنيف، كثير الاحتياط، شديد الورع، كامل النفس، منقطع إلى العلم والعمل، له مصنفات في الفقه والاصول والرجال، ورسالة في اصوات النساء، ورسالة في حكم التداوي بالمسكر، ورسالة في زيارة عاشوراء، وله شرح الخطبة الشقشقية وغير ذلك من الرسائل الكثيرة.

توفي في (كز) صفر سنة ١٣١٥ (غشيه) وقبره باصبهان في تخته فولاذ مزار مشهور.

(أبوالمعالى الجوينى)

انظر امام الحرمين.

(أبومعشر المنجم)

جعفر بن محمد بن عمر البلخي، صاحب التصانيف، قيل لا زالت مصنفاته مخطوطة في خزائن اوروبا منها: كتاب المدخل الكبير في الزيج وعلم النجوم.

١٥٩

حكي انه كان منجما للموفق بالله، وظهر منه احكام غريبة لكثرة تسلطه في علم النجوم.

وله اصابات عجيبة منها: ما حكي عنه في قصة رجل اخفى نفس عن بعض الملوك واخذ طستا من الدم وجعل فيه هاونا من الذهب وجلس عليه فاخبر ابومعشر عن ذلك والقصة مشهورة.

قال ابن النديم: انه كان اولا من اصحاب الحديث وكان يضاعن الكندي ويغرى به العامة ويشنع عليه بعلوم الفلاسفة فدس عليه الكندي من حسن له النضر في علوم الحساب والهندسة فدخل في ذلك فلم يكمل له، فعدل إلى علم احكام النجوم وانقطع شره عن الكندى ويقال انه تعلم النجوم بعد سبع واربعين سنة من عمره وكان فاضلا، حسن الاصابة، وضربه المستعين اسواطا لما اصاب في شئ خبره بكونه قبل وقته فكان يقول اصبت فعوقبت.

وتوفي وقد جاوز المائة بواسط لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة ٢٧٢ (رعب) انتهى والكندي هو ابويوسف يعقوب بن اسحاق، فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها ويسمى فيلسوف العرب، وله كتب في علوم مختلفة ذكر ابن النديم جميع ما صنفه في الفهرست، وله رسالة ترجمها بابطال دعوى المدعين صنعة الذهب والفضة من غير معادنها وذكر فيها خدع اهل الصناعة، وقد نقض على هذه الرسالة ابوبكر محمد بن زكريا الرازي صاحب كتاب المنصوري في صناعة الطب.

قال المسعودي: وأرى القول ان ما ذكره الكندي فاسد وان ذلك قد يتأتى فعله انتهى.

توفي سنة ٢٤٦ (روم) البلخي بفتح الموحدة وسكون اللام نسبة إلى بلخ مدينة عظيمة من بلاد خراسان فتحها الاحنف بن قيس المشهور بالحلم.

(أبوالمفضل الشيبانى)

محمد بن عبدالله بن محمد بن عبيد الله بن البهلول بن المطلب ينتهي نسبه إلى

١٦٠