الكنى والألقاب الجزء ١

الكنى والألقاب0%

الكنى والألقاب مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 479

الكنى والألقاب

مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف:

الصفحات: 479
المشاهدات: 469369
تحميل: 14140


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 479 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 469369 / تحميل: 14140
الحجم الحجم الحجم
الكنى والألقاب

الكنى والألقاب الجزء 1

مؤلف:
العربية

وهى الدنيا إذا ما اقبلت

صيرت معروفها منكرها

إنما الدنيا كخلل زائل

نحمد الله الذي قدرها

ولما جعل في التنور قال له خادمه: يا سيدي قد صرت إلى ما صرت اليه وليس لك حامد انتهى، وقال ابن الاثير في الكامل فلما مات حضره ابناء سليمان وعبيد الله وكانا محبوسين وطرح على الباب في قميصه الذي حبس فيه فقال: الحمد لله الذي اراح من هذا الفاسق وغسلاه على الباب ودفناه فقيل ان الكلاب نبشته واكلت لحمه.

(وقد يطلق ابن الزيات) على شمس الدين ابي عبدالله محمد بن ناصر الدين محمد بن عبدالله الانصاري، صاحب الكواكب السيارة في ترتيب الزيارة في الفرافتين الكبرى والصغرى توفي سنة ٨١٤.

(ابن زياد)

هو عبيد الله بن مرجانة(١) الزانية التي اشار اليها امير المؤمنينعليه‌السلام بقوله لميثم التمار: ليأخذنك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيد الله بن زياد.

وابوه زياد يقال له زياد بن امة وتارة زياد بن سمية ومرة زياد بن ابيه ولما استلحقه معاوية يقال له زياد بن ابى سفيان، وكان يقال له ابوالمغيرة وكان مع امير المؤمنين في مشاهده ومع الحسن بن عليعليه‌السلام إلى زمان صلحه مع معاوية ثم لحق معاوية، قال ابن ابي الحديد: روى ابوجعفر محمد بن حبيب قال كان عليعليه‌السلام قد ولى زيادا قطعة من اعمال فارس واصطنعه لنفسه فلما قتل عليعليه‌السلام بقي زياد في عمله وخاف معاوية جانبه واشفق من ممالاته الحسنعليه‌السلام فكتب اليه كتابا يهدده ويوعده ويدعوه إلى بيعته فاجابه زياد بكتاب اغلظ منه فشاور معاوية في ذلك المغيرة بن شعبة فاشار عليه

____________________

(١) اشار السراقة الباهلي بقوله:

لعن الله حيث حل زيادا

وابنه والعجوز ذات البعول

٣٠١

بأن يكتب اليه كتابا يستعطفه فيه ويذهب المغيرة بالكتاب اليه فلما اتاه ارضاه، واخذ منه كتابا يظهر فيه الطاعة بشروط فاعطاه معاوية جميع ما سأله، وكتب اليه بخط يده ماوثق به فدخل اليه الشام وقربه وادناه واقره على ولايته ثم استعمله على العراق.

وقال المدائني: لما اراد معاوية استلحاق زياد وقد قدم عليه الشام جمع الناس وصعد المنبر واصعد زيادا معه على مرقاة تحته وحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس اني عرفت شبهنا اهل البيت في زياد، فمن كان عنده شهادة فليقم بها فقام الناس فشهدوا انه من ابى سفيان وانهم سمعوه اقر به قبل موته، فقام ابومريم السلولي وكان خمارا في الجاهلية فقال اشهد يا امير المؤمنين ابن ابا سفيان قدم علينا بالطائف فاتانى فاشتريت له لحما وخمرا وطعاما فلما اكل قال يا ابا مريم اصب لي بغيا فخرجت فاتيت سمية فقلت لها ان ابا سفيان من قد عرفت شرفه وجوده وقد امرنى ان اصيب له بغيا فهل لك؟ فقالت نعم يحئ الآن عبيد بغنمه وكان راعيا فاذا تعشى ووضع رأسه اتيت فرجعت إلى ابى سفيان فاعلمته فلم يلبث ان جاء‌ت تجر ذيلها فدخلت معه، فلم تزل عنده حتى اصبحت فقلت له لما انصرفت كيف رأيت صاحبتك؟ فقال خير صاحبة لولا ذفر في ابطيها فقال زياد من فوق المنبر: يا ابا مريم لا تشتم امهات الرجال فتشتم امك. فلما انقضى كلام معاوية ومناشدته قام زياد فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس ان معاوية والشهود قد قالوا ما سمعتم ولست ادري حق هذا من باطله وهو والشهود اعلم بما قالوا وانما عبيد أب مبرور وآل مشكور ثم نزل انتهى.

ولما استلحقه معاوية كان يقال له زياد بن ابى سفيان.

فحكي عن الجاحظ انه قال: ان زيادا مر وهو والي البصرة بأبي العريان العدوي وكان شيخا مكفوفا ذا لسن وعارضة شديدة فقال ابوالعريان ما هذه الجلبة؟ قالوا زياد بن ابى سفيان فقال ما ترك ابوسفيان إلا فلانا وفلانا من اين جاء زياد؟ فبلغ ذلك زياد فارسل اليه مائتي دينار فقال له الرسول ابن عمك زياد الامير ارسل اليك هذه، قال وصلته

٣٠٢

رحم اي والله ابن عمي حقا ثم مر به زياد من الغد في موكبه، فسلم عليه فبكى ابوالعريان فقيل له ما يبكيك؟ قال عرفت صوت ابي سفيان في صوت زياد فبلغ ذلك معاوية فكتب إلى ابن العريان:

مالبثتك الدنانير التي بعثت

أن لونتك ابا العريان الوانا

امسى اليك زياد في ارومته

نكرا فاصبح ما انكرت عرفانا

لله در زياد لو تعجلها

كانت له دون ما يخشاه قربانا

فقال ابوالعريان اكتب جوابه يا غلام:

احدث لنا صلة تحيى النفوس بها

قد كدت يا ابن ابي سفيان تنسانا

اما زياد فقد صحت مناسبه

عندي فلا ابتغي في الحق بهتانا

من يسد خيرا يصبه حين يفعله

أو يسد شرا يصبه حيثما كانا

وقال في ذلك عبدالرحمن بن الحكم اخو مروان:

ألا ابلغ معاوية بن حرب

لقد ضاقت بما تأتي اليدان

أتغضب ان يقال ابوك عف

وترضى ان يقال ابوك زان

فاشهد ان رحمك من زياد

كرحم الفيل من ولد الاتان

واشهد انها حملت زيادا

وصخر من سمية غير دان

فبلغ معاوية فغضب على عبدالرحمن وقال لا ارضى عنه حتى يأتي زيادا فيترضاه ويعتذر فاتاه فانشده من الابيات:

اليك ابا المغيرة تبت مما

جرى بالشام من خطل اللسان

عرفت الحق بعد ضلال رأيي

وبعد الغي من زيغ الجنان

زياد من ابى سفيان غصن

تهادى ناظرا بين الجنان

وان زيادا من آل حرب

احب إلي من وسطي بنان

ألا ابلغ معاوية بن حرب

لقد ظفرت بما تأتي اليدان

فقال معاوية ولحى الله زيادا لم ينتبه لقوله: (ان زيادا من آل حرب) انتهى

٣٠٣

قال ابن شحنة الحنفي في الروضة: في سنة ٤٤ استلحق معاوية زيادا واثبت نسبه من ابى سفيان بشهادة ابى مريم الحمار انه زنى بسمية البغي وحملت منه وكان زياد ثابت النسب من عبيد الرومي وشق ذلك على بني امية، ثم ولاه معاوية البصرة والكوفة وخراسان وسمنان والهند والبحرين وعمان، وظلم وفجر وقويت به شوكة معاوية وكان معاوية وعماله يسبون علياعليه‌السلام على المنابر، وكان من عادة حجر ابن عدي إذا سبوا عليا عارضهم واثنى عليه ففعل كذلك في امرة زياد بالكوفة فامسكه وارسل به مع جماعة من اصحابه إلى معاوية فامر بقتله وثمانية من جماعته فقتلوا بقرية عذراء وعظم ذلك على المسلمين انتهى.

(اقول) حجر بن عدي الكندي بضم الحاء وسكون الجيم من اصحاب امير المؤمنينعليه‌السلام وكان من الابدال ويعرف بحجر الخير وكان معروفا بالزهد وكثرة العبادة والصلاة.

روي انه كان يصلي في اليوم والليلة الف ركعة بل كان من فضلاء الصحابة ومع صغر سنه من كبارهم وكان على كندة يوم صفين وعلى الميسرة يوم النهروان، قتله معاوية سنة ٥١، وقد ذكرت مقتله في كتاب نفس المهموم.

قال ابن قتيبة: حجر بن عدي (ره) يكنى ابا عبدالرحمن وكان وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وشهد القادسية وشهد الجمل وصفين مع علي فقتله معاوية بمرج عذراء مع عدة، وكان له ابنان يتشيعان يقال لهما عبدالله و عبدالرحمن قتلهما مصعب ابن الزبير صبرا، وقتل حجر سنة ٥٣ ثلاث وخمسين انتهى.

قال ابن الاثير: وقبره مشهور بعذراء وكان مجاب الدعوة.

(قلت) عذراء بفتح المهملة وسكون المعجمة قرية بغوطة دمشق وقد زرت قبره في سنة ١٣٥٥ ه‍.

وما ورد في مدح حجر والانكار على معاوية في قتله اكثر من ان يذكر، كما ان ما جرى من زياد على شيعة امير المؤمنينعليه‌السلام لما ولاه معاوية العراقين من الظلم والعدوان اكثر من ان يحيط به القلم والبيان.

هلك بالكوفة في شهر رمضان سنة ٥٣ بالفالج أو بالطاعون بدعاء الحسن بن عليعليه‌السلام .

٣٠٤

قال ابن خلكان في ترجمة الحجاج ويقال ان زياد بن ابيه أراد ان يتشبه بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ضبط الامور والحزم والصرامة واقامة السياسات إلا انه اسرف وتجاوز الحد، واراد الحجاج ان يتشبه بزياد فاهلك ودمر انتهى.

واما ابن زياد وولايته على الكوفة وما جرى منه على الحسين بن عليعليه‌السلام واهل بيته وشيعته فهو اشهر من ان يذكر.

قتله ابراهيم بن الاشتر على نهر الخازر بالموصل واحتز رأسه واستوقد عامة الليل بجسده.

حكي ان قتله كان يوم عاشوراء سنة ٦٧ ه‍ وكان عمره لعنه الله دون الاربعين.

(ابن زيدون)

انظر ابوالوليد بن زيدون.

(ابن زينب)

انظر الآبى.

(ابن الساعاتى)

مظفر الدين احمد بن علي بن تغلب البعلبكي البغدادي، الحنفى لقب ابن الساعاتي لكون ابيه هو الذي عمل الساعات المشهورة على باب المستنصرية كان من كبار فقهاء الحنفية، له مجمع البحرين في الفقه، توفي سنة ٦٩٤ (خصد).

(وقد يطلق على بهاء الدين) علي بن رستم بن هردوز المصري الشاعر المشهور، له دواوين من الشعر توفي بالقاهرة سنة ٦٠٤ (خد).

(ابن الساعى)

تاج الدين علي بن انجب بن عثمان بن عبدالله البغدادي خازن الكتب للمستنصر العباسي، قرأ القراء‌ات على العكبري وصحب ابن النجار واخذ عنه، وسمع الحديث من جماعة، وكان فقيها محدثا مؤرخا شاعرا اديبا، صنف تأريخا كبيرا بلغ فيه إلى آخر سنة ٦٥٦ يتضمن تأريخ الخلفاء العباسيين.

توفي سنة ٦٧٤ (خدع).

٣٠٥

وتقدم في ابن الاخضر ان صاحب كشف الغمة علي بن عيسى الاربلي يروي كتاب معالم العترة النبوية عن تاج الدين علي بن انجب ابن الساعي عن مصنفه الجنابذي الحافظ.

(ابن السراج)

ابوبكر محمد بن السري بن السهل النحوي، احد ائمة الادب اخذ عن ابى العباس المبرد، واخذ منه جماعة منهم السيرافي والرمانى، ونقل عنه الجوهري في كتاب الصحاح، له مصنفات في النحو.

توفي سنة ٣١٦ (شيو).

والسراج بفتح السين وتشديد الراء هذه النسبة إلى عمل السروج.

(ابن سريج)

مصغرا القاضي ابوالعباس احمد بن عمر بن سريج الفقيه الفارسي الشيرازي الشافعي المشهور احد المجتهدين على مذهب الشافعي، يقال له الباز الاشهب، ولي القضاء بشيراز، وكان يفضل على جميع اصحاب الشافعي حتى على المزني وان فهرست كتبه كان يشتمل على اربعمائة كتاب توفي ببغداد سنة ٣٠٦ (شو).

(ابن سعد)

إذا اطلق في بعض المقامات، فهو ابوعبدالله محمد بن سعد الزهري البصري كاتب الواقدي صاحب طبقات(١) الصحابة والتابعين والخلفاء في خمس عشرة مجلدة كان احد الفضلاء الاجلاء صحب الواقدي الذي يأتي ذكره إن شاء الله تعالى وكتب له فعرف به وكان كثير العلم غزير الحديث والرواية كثير الكتب ينقل منه السبط ابن الجوزي كثيرا في التذكرة.

توفي ببغداد سنة ٢٣٠ (رل).

(وقد يطلق ابن سعد) على قاتل الحسين بن عليعليه‌السلام عمر بن سعد بن ابى وقاص مالك بن اهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي قتله المختار سنة ٦٥، قال ابن نما في رسالة شرح الثار: وقد كان الحسينعليه‌السلام دعا عليه ان يذبح على فراشه عاجلا

____________________

(١) وللسيد الاجل قريش بن مهنا كتاب المختار من الطبقات.

٣٠٦

ولا يغفر الله له يوم الحشر، وقال له في احتجاجه عليه انت تقتلني تزعم ان يوليك الدعي ابن الدعي بلاد الري وجرجان، والله لا تتهنأ بذلك ابدا عهدا معهودا فاصنع ما انت صانع فانك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، كأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضا بينهم. فصار كما قال عليه السلام.

قال ابن حجر في التقريب: عمر بن سعد بن ابى وقاص المدنى نزيل الكوفة صدوق لكنه مقته الناس لكونه كان اميرا على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي من الثانية قتله المختار سنة خمس وستين أو بعدها ووهم من ذكره في الصحابة فقد جزم ابن معين بأنه ولد يوم مات عمر بن الخطاب انتهى.

(قوله) من الثانية أي من الطبقة الثانية والمراد بها كبار التابعين كابن المسيب فعلم ان ابن سعد عند ابن حجر صدوق منزلته منزلة سعيد بن المسيب الذي اتفقوا على ان مرسلاته اصح من المسانيد.

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: عمر ابن سعد بن ابى وقاص الزهري هو في نفسه غير متهم لكنه باشر قتال الحسينعليه‌السلام وفعل الافاعيل روى شعبة عن ابي اسحاق عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد فقام اليه رجل فقال اما تخاف الله تروي عن عمر بن سعد فبكى وقال لا اعود.

وقال العجلي: روى عنه الناس تابعي ثقة وقال احمد بن زهير سألت ابن معين أعمر بن سعد ثقة؟ فقال كيف يكون من قتل الحسينعليه‌السلام ثقة؟ قتله المختار سنة ٦٥ انتهى واما ابوه الذي ينسب اليه سعد بن ابى وقاص هو الذي تخلف عن بيعة امير المؤمنينعليه‌السلام وكتب امير المؤمنين إلى والي المدينة لا تعطين سعدا ولا ابن عمر من الفئ شيئا وكان سعد ممن يروم الخلافة بنفسه وقد عرض بذلك عند معاوية فقال له يأبى ذلك بنو عذرة وضرط له معرضا لسعد بمدخولية نسبه في قريش ولا يكون الخليفة إلا قرشيا، وكان سعد فيما يقال لرجل من بني عذرة وفي ذلك يقول السيد الحميري:

سائل قريشا بها إن كنت ذا عمه

من كان اثبتها في الدين اوتادا

٣٠٧

من كان اقدمها سلما واكثرها

علما واطهرها اهلا واولادا

من وحد الله إذ كانت تكذبه

تدعو مع الله اوثانا واندادا

من كان يقدم في الهيجاء إن نكلوا

عنها وإن يخلوا في ازمة جادا

إن يصدقوك فلم يعدوا ابا حسن

إن انت لم تلق للابرار حسادا

إن انت لم تلق من تيم اخاصلف

ومن عدي لحق الله جحادا

أو من بنى عامر أو من بني أسد

رهط العبيد وذي جهل واوغادا

أو رهط سعد وسعد كان قد علموا

عن مستقيم صراط الله صدادا

قوم تداعوا زنيما ثم سادهم

لو لا خمول بني زهر لما سادا

وكان سعد احد العشرة المبشرة عند العامة واحد اصحاب الشورى قال الذهبي في محكي تذكرة الحفاظ: كان سعد اول من رمى بسهم في سبيل الله وكان سعد مجاب الدعوة له مناقب جمة وجهاد عظيم وفتوحات كبار ووقع في نفوس المؤمنين اعتزل الفتنة ولم يقاتل مع علي ومعاوية ثم كان علي عليه السلام يغبطه على ذلك انتهى.

لا يخفى ان هذا القول لم يقبله من له ادنى مرور على التواريخ والاخبار.

قال ابن عبدالبر سئل عليعليه‌السلام عن الذين قعدوا عن بيعته ونصرته والقيام معه قال عليه السلام: هؤلاء قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل. أفيلصق بقلب احد ان امير المؤمنين علياعليه‌السلام الذي كان مع الحق والحق معه كان يغبط على خذلان الحق نعوذ بالله من خذلان الحق وترك الصدق ونصر الباطل.

وذكر ابوالفرج في مقاتل الطالبيين: ان الحسن بن عليعليه‌السلام بعد صلحه لمعاوية انصرف إلى المدينة فاقام بها وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد فلم يكن شئ اثقل عليه من امر الحسن ابن علي وسعد بن ابى وقاص فدس اليهما سما فماتا منه.

وروي عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لعليعليه‌السلام ثلاث فلئن يكون لي واحدة منهن احب إلي من حمر النعم.

٣٠٨

ثم ذكر حديث المنزلة والراية والمباهلة وذكر المسعودي في مروج الذهب في اخبار النعمان بن المنذر وقتل كسرى اياه قال: وقد كانت خرقاء بنت النعمان بن المنذر إذا خرجت إلى بيعتها يفرش لها طريقها بالحرير والديباج مغشى بالخز والوشي ثم تقبل في جواريها حتى تصل إلى بيعتها وترجع إلى منزلها فلما هلك النعمان نكبها الزمان فانزلها من الرفعة إلى الذلة ولما وفد سعد بن ابي وقاص القادسية اميرا عليها وهزم الله الفرس وقتل رستم فاتت خرقاء بنت النعمان في حفدة من قومها وجواريها وهن في زيها عليهن المسوح والمقطعات السود مترهبات تطلب صلته فلما وقفن بين يديه انكرهن سعد فقال أيكن خرقاء؟ قالت ها انا ذه، قال انت خرقاء؟ قالت نعم فما تكرارك في استفهامي؟ ثم قالت: ان الدنيا دار زوال ولا تدوم على حال، تنقل اهلها انتقالا وتعقبهم بعد حال حالا، كنا ملوك هذا المصر يجبى لنا خراجه ويطيعنا اهله مدى المدة وزمان الدولة، فلما ادبر الامر وانقضى صاح بنا صائح الدهر، يا سعد انه ليس يأتي قوما بمسرة إلا ويعقبهم بحسرة، ثم انشأت تقول:

فبينا نسوس الناس والامر امرنا

إذا نحن فيهم سوقة ليس نعرف

فأف لدنيا لا يدوم نعيمها

تقلب تارات بنا وتصرف

فاكرمها سعد واحسن جائزتها، ثم خرجت من عنده فلقيها نساء المدينة فقلن لها ما فعل بك الامير؟ قالت اكرم وجهي، انما يكرم الكريم الكريما.

(ابن سعيد الحلى)

ابوزكريا يحيى بن احمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي العالم الفاضل الفقيه الورع الزاهد الاديب النحوي المعروف بالشيخ نجيب الدين ابن عم المحقق الحلي وسبط صاحب السرائر رضوان الله عليهم اجمعين.

قال ابن داود في حقه: شيخنا الامام العلامة الورع القدوة جامع فنون العلم الادبية والفقهية والاصولية أورع فضلاء زماننا وازهدهم انتهى.

٣٠٩

له كتاب الجامع للشرائع ونزهة الناظر وغير ذلك.

يروي عنه العلامة الحلي السيد عبدالكريم بن طاوس.

تولد سنة ٦٠١ (خا) وتوفي ليلة عرفة سنة ٦٨٩ (حفظ) وقبره بالحلة.

ويأتي في الحلي ما يتعلق به.

(ابن سعيد المغربى)

ابوالحسن نور الدين علي بن موسى بن عبدالملك بن سعيد الغرناطي تلميذ ابى علي الشلوبين، له كتب واشعار كثيرة منها: قصيدة ذكر فيها وصيته لولده علي يجعلها امامه في الغربة حين اراد ولده النهوض من ثغر الاسكندرية إلى القاهرة فمنها قوله:

اجعل وصاتي نصب عين ولا

تبرح مدى الايام من فكرتك

خلاصة العمر التى حنكت

في ساعة زفت إلى فطنتك

فلا تجالس من فشا جهله

واقصد لمن يرغب في صنعتك

ولا تجادل ابدا حاسدا

فانه ادعى إلى هيبتك

إفش التحيات إلى اهلها

ونبه الناس إلى رتبتك

وانطق بحيث العي مستقبح

واصمت بحيث الخير في سكتتك

ولا تكن تحقر ذا رتبة

فانه انفع في عزتك

وللرزايا وثبة مالها

إلا الذي تذخر من عدتك

واعتبر الناس بألفاظهم

واصحب اخا يرغب في صحبتك

بعد اختبار منك يقضي بما

يحسن في الاخذ من خلطتك

كم من صديق مظهر نصحه

وفكره وقف على عثرتك

وقال في النصيحة له منثورا: وفي امثال العامة من سبقك بيوم فقد سبقك بعقل، فاحتذ بأمثلة من جرب، واستمع إلى ما خلد الماضون بعد جهدهم وتعبهم من الاقوال فانها خلاصة عمرهم وزبدة تجاربهم، ولا تتكل على عقلك فان النظر

٣١٠

فيما تعب فيه الناس طول اعمارهم وابتاعوه غالبا بتجاربهم يربحك ويقع عليك رخيصا، وإن رأيت من له عقل ومروة وتجربة فاستفد منه ولا تضيع قوله ولا فعله فان فيما تلقاه تلقيحا لعقلك وحثا لك واهتداء، واقلل من زيارة الناس ما استطعت ولا تجفهم بالجملة وليكن ذلك بحيث لا يلحق منه ملل ولا ضجر ولا جفاء، واحرص على ما جمع قول القائل: ثلاثة تبقي لك الود في صدر اخيك ان تبدأه بالسلام، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الاسماء اليه. ومتى دفعك الزمان إلى قوم يذمون من العلم ما تحسنه حسدا لك وقصدا لتصغير قدرك عندك وتزهيدا لك فيه فلا يحملك ذلك على ان نزهد في عملك وتركن إلى العلم الذي مدحوه فتكون مثل الغراب الذي اعجبه مشي الحجلة فرام ان يتعلمه فصعب عليه ثم اراد ان يرجع إلى مشيه فنسيه فبقي المشي كما قيل:

ان الغراب وكان يمشي مشية

فيما مضى من سالف الاجيال

حسد القطا واراد يمشي مشيها

فاصابه ضرب من العقال

فأضل مشيته واخطأ مشيها

فلذاك سموه ابا مرقال

ولا يفسد خاطرك من جعل يذم الزمان ويقول ما بقي في الدنيا كريم ولا فاضل ولا مكان يرتاح فيه الخ.

توفي سنة ٦٨٥ (خفه).

(ابن السقا)

ابومحمد عبدالله بن محمد المحدث الذي أملا حديث الطير على اهل واسط فلم تحمله نفوسهم فوثبوا به فاقاموه وغسلوا موضعه فمضى ولزم بيته ولم يحدث احدا من الواسطيين فلهذا قل حديثه عندهم.

توفي سنة ٣٧١ (شعا) كذا عن تذكرة الحفاظ للذهبي.

(اقول) حديث الطير هو ما رواه العامة والخاصة بأسانيدهم عن انس بن مالك قال: اهدي لرسول الله طائر فوضع بين يديه فقال اللهم ائتني بأحب خلقك

٣١١

اليك يأكل معى فجاء علي فدق الباب فقلت من ذا فقال انا علي فقلت ان النبي صلى الله عليه وآله على حاجة حتى فعل ذلك ثلاثا فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل فقال النبي ما حبسك؟ قال قد جئت ثلاث مرات فقال النبي: ما حملك على ذلك؟ قال: قلت كنت احب ان يكون رجلا من قومي.

وروى النسائى في الخصائص(١) باسناده عن السدي عن أنس بن مالك: ان النبي صلى الله عليه وآله كان عنده طائر فقال اللهم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء ابوبكر فرده ثم جاء عمر فرده ثم جاء علي فاذن له إلى غير ذلك من الروايات في ذلك وللصاحب كافي الكفاة في مدح عليعليه‌السلام :

يا امير المؤمنين المرتضى

إن قلبي عندكم قد وقفا

كلما جددت مدحي فيكم

قال ذو النصف تسب السلفا

من كمولاي علي زاهد

طلق الدنيا ثلاثا ووفى

من دعي للطير إذ يأكله

ولنا في مثل هذا مكتفى

وله ايضا في مدحه عليه السلام:

علي له في الطير ما طار ذكره

وقامت به اعداؤه وهي تشهد

وله ايضا:

ما لعلي العلى اشباه

لا والذي لا إله إلا هو

مبناه مبنى النبي تعرفه

وابناه عند التفاخر ابناه

إن عليا علا على شرف

لو رامه الوهم زل مرقاه

أيا غداة الكسا لا تهني

عن شرح علياه إذ تكساه

يا ضحوة الطير هنئي شرفا

فاز به لا ينال اقصاه

وقال ابن الحجاج في مدحه عليه السلام في القصيدة الفائية:

وقصة الطائر المشوي عن أنس

يخبر بما نصه المختار من شرف

____________________

(١) طبع في النجف في المطبعة الحيدرية

٣١٢

(اقول) ذكر في العبقات عن تذكرة الحفاظ انه قال: واما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا قد افردتها بمصنف ومجموعها يوجب ان يكون الحديث له اصل انتهى.

(قلت) وتقدم في ابن جرير الطبري امامي ان له كتابا جمع فيه طرق حديث الطير.

(ابن سكرة)

محمد بن عبدالله بن محمد الهاشمي البغدادي ينتهي إلى علي بن المهدي العباسي شاعر معروف معاصر لابن الحجاج الشاعر وبينهما منافرة ومهاجاة واياه اراد ابن الحجاج بقوله:

قل لابن سكرة ذي البخل والخرف

عن ابن حجاج قولا غير منحرف

يا ابن البغايا الزواني العاهرات ومن

سلقلقياتهم قد حضن من خلف

يا من هجا بضعة الهادي لئن نشبت

كفاي منك على تمكين منتصف

(لاوردنك يا من) الابيات المشتملة على الشتم المقذع التي لا يناسب هنا نقلها فقد ورد ان امير المؤمنينعليه‌السلام منع حجر بن عدي وعمرو بن الحمق عن شتم اهل الشام واظهار البراء‌ة منه لما اظهروا البراء‌ة من اهل الشام وقال لهما: كرهت لكم ان تكونوا لعانين شتامين تشتمون وتبرؤون ولكن لو وصفتم مساوئ اعمالهم فقلتم من سيرتهم كذا وكذا ومن اعمالهم كذا وكذا كان اصوب في القول وابلغ في العذر وقلتم مكان لعنكم إياهم وبراء‌تكم منهم اللهم احقن دماء‌هم ودماء‌نا واصلح ذات بينهم وبيننا واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق منهم من جهله ويرعوي من الغي والعدوان منهم من لج به لكان احب إلي وخيرا لكم. فقالا يا امير المؤمنين نقبل عظتك ونتأذب بأدبك.

ولابن سكرة البيت المشهور في كافات الشتاء، ولقد اجاد من قال:

يقولون كافات الشتاء كثيرة

وما هي إلا واحد غير مفترى

إذا صح كاف الكيس فالكل حاصل

لديك وكل الصيد يوجد في الفرا

توفي ابن سكرة ١١ ع ٢ سنة ٣٨٥ (شفه).

٣١٣

(ابن السكون)

بفتح السين ابوالحسن علي بن محمد بن محمد بن علي الحلي العالم الفاضل العابد الورع النحوي اللغوي الشاعر الفقيه من ثقات علمائنا الامامية، ذكره السيوطي في الطبقات ومدحه مدحا بليغا وكان رحمه الله حسن الفهم جيد الضبط حريصا على تصحيح الكتب كان معاصرا لعميد الرؤساء راوي الصحيفة الكاملة.

وحكي عن شيخنا البهائي انه قال: ان قائلا حدثنا في اول الصحيفة السجادية على منشئها آلاف السلام والتحية هو ابن السكون، توفي في حدود سنة ٦٠٦ (خو).

(ابن السكيت)

بكسر السين وتشديد الكاف ابويوسف يعقوب بن اسحاق الدورقى(١) الاهوازي الامامي النحوي اللغوي الاديب، ذكره كثير من المؤرخين واثنوا عليه وكان ثقة جليلا من عظماء الشيعة ويعد من خواص الامامين التقيينعليه‌السلام وكان حامل لواء علم العربية والادب والشعر واللغة والنحو وله تصانيف كثيرة مفيدة منها: تهذيب الالفاظ وكتاب اصلاح المنطق.

قال ابن خلكان: قال بعض العلماء ما عبر على جسر بغداد كتاب من اللغة مثل اصلاح المنطق ولا شك انه من الكتب النافعة الممتعة الجامعة لكثير من اللغة ولا نعرف في حجمه مثله في بابه وقد عني به جماعة واختصره الوزير المغربي وهذبه الخطيب التبريزي، وذكر ابن خلكان انه قال ابو العباس المبرد ما رأيت للبغداديين كتابا احسن من كتاب ابن السكيت في المنطق وقال ثعلب اجمع اصحابنا انه لم يكن بعد ابن الاعرابى اعلم باللغة من ابن السكيت وكان المتوكل قد الزمه تأديب ولده المعتز بالله انتهى.

قتله المتوكل في خامس رجب سنة ٢٤٤ (رمد) وسببه ان المتوكل قال له يوما ايما احب اليك ابناي هذان أي المعتز والمؤيد ام الحسن والحسين؟ فقال ابن

____________________

(١) دورق كجعفر بليدة من اعمال خوزستان من كور الاهواز.

٣١٤

السكيت: والله إن قنبرا خادم علي بن ابي طالب خير منك ومن ابنيك فقال المتوكل للاتراك سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات، وقيل بل اثنى على الحسن والحسينعليه‌السلام ولم يذكر ابنيه فامر المتوكل الاتراك فداسوا بطنه فحمل إلى داره فمات بعد غد ذلك. ومن الغريب انه وقع فيما حذره من عثرات اللسان بقوله قبل ذلك بيسير:

يصاب الفتى من عثرة بلسانه

وليس يصاب المرء من عثرة الرجل

فعثرته في القول تذهب رأسه

وعثرته في الرجل تبرأ عن مهل

(اقول) نقل عن المجلسي الاول انه قال إعلم ان امثال هؤلاء الاعلام كانوا يعلمون وجوب التقية، ولكنهم يصيرون غضبا لله تعالى بحيث لا يبقى لهم الاختيار عند سماع هذه الاباطيل كما هو الظاهر لمن كان له قوة في الدين (قلت) وقريب من ذلك ما جرى بين ابي بكر بن عياش وموسى بن عيسى العباسي الذي امر بكرب قبر الحسينعليه‌السلام في قصة طويلة ليس مقام نقلها حكى (ضا) عن الشهيد الثانى انه كتب في بعض تصانيفه ان من الالقاء‌ات الجائزة المستحسنة للانفس إلى الهلكة فعل من يعرض نفسه للقتل في سبيل الله إذا رأى ان في قتله يسبب ذلك عزة للاسلام ولكن الصبر والنقية احسن كما ورد في قصة عمار ووالديه وخباب وبلال في تفسير قوله تعالى:( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ) وروى صاحب المحاسن عن ابن مسكان قال: قال لي ابوعبداللهعليه‌السلام انى لاحسبك إذا شتم عليعليه‌السلام بين يديك لو تستطيع ان تر كل انف شاتمه لفعلت فقلت إي والله جعلت فداك إنى لهكذا واهل بيتي فقال لي فلا تفعل فو الله لربما سمعت من يشتم علياعليه‌السلام وما بيني وبينه إلا اسطوانة فاستتر بها فاذا فرغت من صلاتى فامر به فاسلم عليه واصافحه.

وتقدم في ابوالقسم الروحي ما يتعلق بذلك ولكن لا يخفى عليك ان هذا في مقام التقية ولو لم يكن محل التقية يجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك المداهنة فقد قال امير المؤمنينعليه‌السلام ان الله تعالى ذكره لم يرض من اوليائه ان يعصى في الارض وهم سكوت مذعنون لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر.

٣١٥

وروى الشيخ الكليني عن ابى جعفرعليه‌السلام قال اوحى الله تعالى إلى شعيب النبيعليه‌السلام انى معذب من قومك مائة الف، اربعين الفا من شرارهم وستين الفا من خيارهم فقال يا رب هؤلاء الاشرار فما بال الاخيار فاوحى الله عزوجل اليه داهنوا اهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.

وروى شيخ الطائفة عن ابى عبداللهعليه‌السلام ان الله تعالى اهبط ملكين إلى قرية ليهلكهم فاذا هما برجل تحت الليل قائم يتضرع إلى الله تعالى ويتعبد قال فقال احد الملكين للآخر انى اعاود ربى في هذا الرجل وقال الآخر بل تمضي لما امرت ولا تعاود ربي فيما امر به قال فعاود الآخر ربه في ذلك فاوحى الله إلى الذي لم يعاود ربه ان اهلكه معهم فقد حل به معهم سخطي ان هذا لم يتمعر وجهه قط غضبا لي والملك الذي عاود ربه فيما امر سخط الله عليه فاهبطه في جزيرة فهو حي الساعة فيها ساخط عليه ربه.

(ابن السماك)

ابو العباس محمد بن صبيح مولى بني عجل الكوفي الزاهد المشهور، كان حسن الكلام صاحب مواعظ، جمع كلامه وحفظ ولقي جماعة من الصدر الاول واخذ عنهم مثل هشام بن عروة والاعمش وغيرهما.

وروى عنه احمد بن حنبل وامثاله وهو كوفى قدم بغداد زمن الرشيد فمكث بها مدة ثم رجع إلى الكوفة فمات بها.

قال ابن ابي الحديد: دخل ابن السماك على الرشيد فقال له عظني ثم دعا بماء ليشربه فقال ناشدتك الله لو منعك الله من شربه ما كنت فاعلا؟ قال كنت افتديه بنصف ملكي قال فاشرب فلما شرب قال ناشدتك الله لو منعك الله من خروجه ما كنت فاعلا قال كنت افتديه بنصف ملكي قال ان ملكا يفتدى به شربة ماء لخليق ان لا ينافس عليه، توفى بالكوفة سنة ١٨٣ (قفج).

قال ابن خلكان: السماك بفتح السين المهملة والميم المشددة وبعد الالف كاف هذه النسبة إلى بيع السمك وصيده.

٣١٦

(ابن سمعون)

ابوالحسين محمد بن احمد بن اسماعيل الواعظ البغدادي، كان وحيد دهره في الكلام على الخواطر وحسن الوعظ وعذوبة اللفظ وحلاوة الاشارة ولطف العبارة وكان لاهل العراق فيه اعتقاد كثير ولهم به غرام شديد وإياه عنى الحريري في المقامه الرازية بقوله ومتواصفون واعظا يقصدونه ويحلون ابن سمعون دونه وذكروا من كلامه البديع انه قال: سبحان من انطق باللحم وابصر بالشحم واسمع بالعظم اشارة إلى اللسان والعين والاذن، ولكن لا يخفى ان ابن سمعون اخذ هذه الكلمات من كلام مولانا امير المؤمنين فانه قال عليه السلام: اعجبوا لهذا الانسان ينظر بشحم ويتكلم بلحم ويسمع بعظم. وليس هذا مختصا بابن سمعون بل كل خطيب في الدنيا اخذ عنه وتعلم منه وكيف لا فانه عليه السلام باتفاق الموافق والمخالف كان امام الفصحاء وسيد البلغاء وكلامه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة.

حكي عن عبدالحميد بن يحيى كاتب مروان الذي يضرب به المثل في الكتابة انه قال: حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن ابي طالبعليه‌السلام .

وحكي انه ايضا قال: حفظت سبعين خطبة من خطب الاصلع يعني الامامعليه‌السلام ففاضت قريحتي.

توفى ابن سمعون ببغداد سنة ٣٨٧ (شفز).

(وقد يطلق ابن سمعون) على ابي الحجاج يوسف بن يحيى بن اسحاق المغربي الاسرائيلي كان فاضلا في صناعة الطب وخبيرا في اعمالها وعالما بالهندسة وعلم النجوم، له شرح فصول بقراط توفي بحلب سنة ٦٢٣ (خكج).

٣١٧

(ابن سنان الخفاجى)

انظر الخفاجى.

(ابن السيد)

على وزن العيد ابومحمد عبدالله بن محمد بن السيد البطليوسي الاندلسي النحوي اللغوي صاحب كتب في اللغة والنحو والفتاوى النادرة في كتب العامة توفي سنة ٥٢١ (ثكا) ومن شعره:

اخو العلم حي خالد بعد موته

واوصاله تحت التراب رميم

وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى

يظن من الاحياء وهو عديم

(وقد يطلق ابن سيد) على احمد بن ابان الاندلسي الاديب اللغوي صاحب كتاب العالم واللغة في مائة مجلد ابتدأ بالفلك وختم بالذرة توفي سنة ٣٨٢ (شفب) وابن السيد القيسي ابومحمد عبدالعزيز بن احمد بن السيد بن مغلس الاندلسي، كان من اهل العلم باللغة والعربية مشارا اليه فيهما سكن مصر واستوطنها، وله اشعار كثيرة توفي بمصر سنة ٤٢٧.

(ابن سيدة)

بكسر السين وسكون المثناة وفتح الدال المهملة ابوالحسن علي بن اسماعيل المرسى، كان اماما في اللغة والعربية حافظا لهما صاحب كتاب المحكم في اللغة وله كتاب المخصص في اللغة ايضا، وكان ضريرا وابوه ضريرا ايضا، وكان ابوه قيما بعلم اللغة، توفي سنة ٤٥٨ (تنح).

والمرسي بضم الميم وسكون الراء نسبة إلى مريسية مدينة في شرق الاندلس.

(ابن سيد الناس)

كنيته ابوالفتح واسمه محمد الاندلسي الاشبيلي، ولد بالقاهرة سنة ٦٦١ وسمع الكثير من الجم الغفير وارتحل إلى دمشق واخذ عن ابن دقيق العيد وقرأ النحو على ابن النحاس وولي دار الحديث بالظاهرية وكان حافظا بارعا اديبا لطيف العبارة فصيح الالفاظ وكان بينه وبين الصلاح الصفدي مكاتبات، له كتاب عيون الاثر في فنون المغازي والشمائل والسير ثم اختصره وسماه نور العيون توفي بالقاهرة فجأة سنة ٧٣٤ (ذلد).

٣١٨

(ابن سيرين)

ابوبكر محمد بن سيرين البصري الذي كان له يد طولى في تأويل الرؤيا، كان ابوه عبدا لانس بن مالك ويحكى انه كان رجلا بزازا وكان جميلا فعشقته امرأة وطلبته لتشتري منه بزا فادخلته دارها وطلبت منه الرفث قال معاذ الله وشرع في ذم الزنا فلم ينفع ذلك فخرج من عندها إلى الكنيف فلطخ بدنه بالقذارات فلما رأته المرأة بتلك الهيئة القبيحة تنفرت منه فاخرجته من دارها.

فحكي انه بعد ذلك رزق هذا العلم، وحكي ايضا انه اشترى اربعين حبا من سمن فاخرج غلامه فارة من حب فسأله من أي حب اخرجتها؟ قال لا ادري فصبها كلها.

وليعلم ان ما ينقل من ابن سيرين من قضايا عجيبة في تأويل الرؤيا انه كان ذلك صادرا عن ذوق سليم وفكر ثاقب فانه كان يطبق حوادث الرؤيا على ما يشاكلها من الحقائق وتارة يطبقها على ما يستفاد من عبارات القرآن الكريم أو الحديث كما ينقل عن المهدى العباسي، انه رأى في المنام ان وجهه قد اسود فسأل المعبرين عن تعبيرها فعجزوا إلا ابراهيم الكرمانى فانه قال توجد لك بنت قالوا من اين علمت ذلك؟ قال لقوله تعالى( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا ) فأعطاه المهدي الف درهم ولما حصل له بنت زاد عليه الف درهم اخر.

وحكي ان المتوكل رأى امير المؤمنينعليه‌السلام بين نار موقدة ففرح بذلك لنصبه فاستفتى معبرا فقال المعبر ينبغي ان يكون هذا الذي رأيت نبيا أو وصيا قال من اين قلت هذا؟ قال من قوله تعالى( أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ) إلى غير ذلك.

٣١٩

وحكي عن ابن سيرين انه سأله رجل عن الاذان فقال الحج وسأله آخر فاول بقطع السرقة وقال رأيت الاول في سيماء حمنة فأولت (واذن في الناس بالحج) ولم ارض هيئة الثاني فاولت (فاذن مؤذن ايتها العير إنكم لسارقون) إلى غير ذلك.

وحكي انه قالت له امرأة رأيت كأني اصنع البيض تحت الخشب فتخرج فراريج فقال ابن سيرين: ويلك اتقي الله فانك امرأة توفقين بين الرجال والنساء فيما لا يحبه الله عزوجل فقيل له من اين اخذت ذلك؟ قال من قوله تعالى في النساء( كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ) وشبه المنافقين بالخشب( كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ) فالبيض النساء والخشب هم المفسدون والفراريج هم اولاد الزنا.

وكان بينه وبين الحسن البصري من المنافرة ما هو مشهور قيل جالس اما الحسن او ابن سيرين، توفي سنة ١١٠ عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم.

وهذا كما يحكى عن جرير والفرزدق فانه كان بينها من المنافرة والمهاجاة كما كان بين الحسن وابن سيرين، فلما مات الفرزدق وبلغ خبره جريرا بكى وقال: اما والله اني لاعلم اني قليل البقاء بعده ولقد كان نجمنا واحدا وكان كل واحد منا مشغولا بصاحبه.

وقل ما مات ضد أو صديق إلا وتبعه صاحبه وكان كذلك فانه مات الفرزدق في سنة ١١٠ ومات جرير بعده في تلك السنة.

(ابن سينا)

ابوعلي الحسين بن عبدالله بن سينا البخاري الشيخ الفيلسوف المعروف الملقب بالشيخ الرئيس، كان ابوه من بلخ في شمال افغانستان وسكن مملكة بخارا في زمن نوح بن منصور من الدولة السامانية فولد ولده بها.

وحكي عن ولده قال لما بلغت التميز سلمني ابى إلى معلم القرآن ثم إلى معلم الادب فكان كل شئ قرأ الصبيان على الاديب احفظها والذي كلفني استاذي كتاب الصفات وغريب المصنف ثم ادب الكاتب ثم اصلاح المنطق ثم كتاب العين ثم شعر الحماسة ثم ديوان ابن الرومي ثم تصريف المازنى ثم نحو سيبويه فحفضت تلك الكتب في سنة ونصف سنة ولو لا

٣٢٠