الكنى والألقاب الجزء ١

الكنى والألقاب0%

الكنى والألقاب مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 479

الكنى والألقاب

مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف:

الصفحات: 479
المشاهدات: 469385
تحميل: 14140


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 479 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 469385 / تحميل: 14140
الحجم الحجم الحجم
الكنى والألقاب

الكنى والألقاب الجزء 1

مؤلف:
العربية

وفي مجموعة الشهيد: كان اول من ولي النقابة بسوراء وانما لقب بالطاوس لانه كان مليح الصورة وقدماه غير مناسب لحسن صورته وهو ابن اسحاق الذي كان يصلي في اليوم والليلة الف ركعة خمسمائة من نفسه وخمسمائة عن والده، كما في مجموعة الشهيد ابن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود رضيع ابى عبدالله جعفر ابن محمدعليه‌السلام - ابن الحسن المثنى بن الامام الهمام الحسن السبط الزكىعليه‌السلام فقيه اهل البيتعليه‌السلام وشيخ الفقهاء وملاذهم صاحب التصانيف الكثيرة البالغة إلى حدود الثمانين التي منها: كتاب البشرى في الفقه في ست مجلدات والملاذ فيه في اربع مجلدات ولم يبق منها اثر لقلة الهمم سوى بعض الرسائل كعين العبرة في غبن العترة(١) عثرت منها على نسخة عليها خط شيخنا الحر وكتاب بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية للجاحظ وعندنا منه نسخة بخط تلميذه الارشد تقي الدين حسن بن داود وقرأه عليه وفيه بعض التبليغات بخط المصنف.

(اقول) ثم ساق الكلام في وصف الكتاب ليعلم وضع الكتاب ومقام صاحبه في البلاغة ثم قال وهو رحمه الله اول من نظر في الرجال وتعرض لكلمات اربابها في الجرح والتعديل وما فيها من التعارض وكيفية الجمع في بعضها ورد بعضها وفتح هذا الباب لمن تلاه من الاصحاب وكلما اطلق في مباحث الفقه والرجال ابن طاوس فهو المراد منه انتهى.

الثالث من بني طاوس غياث الدين عبدالكريم بن احمد بن طاوس قال شيخنا في المستدرك في حقه: نادرة الزمان واعجوبة الدهر الخوان صاحب المقامات والكرامات كما اشار اليه الشهيد الثاني في اجازته الكبيرة قال تلميذه الارشد تقي الدين الحسن بن داود في رجاله سيدنا الامام المعظم غياث الدين الفقيه النسابة النحوي العروضي الزاهد العابد ابوالمظفر قدس الله روحه انتهت رياسة السادات وذوي النواميس اليه وكان اوحد زمانه حائري المولد حلي المنشأ بغدادي التحصيل كاظمي الخاتمة، ولد في شعبان سنة ٦٤٨ وتوفى في شوال سنة ٦٩٣، وكان عمره خمسا

____________________

(١) طبع في المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف.

٣٤١

واربعين سنة واياما كنت قرينه طفلين إلى ان توفى ما رأيت قبله ولا بعده بخلقه وجميل قاعدته وحلو معاشرته ثانيا ولذكائه وقوة حافظته مماثلا ما دخل ذهنه شئ قط فكاد ينساه حفظ القرآن في مدة يسيرة وله احدى عشرة سنة اشتغل بالكتابة واستغنى عن المعلم في اربعين يوما وعمره إذ ذاك اربع سنين ولا تحصى مناقبه وفضائله وله كتب منها الشمل المنظوم في مصنفي العلوم ما لاصحابنا مثله ومنها كتاب فرحة الغري(١) وغير ذلك.

وفي الرياض وقد لخص بعض العلماء كتابه هذا يعني الفرحة وسماه الدلائل البرهانية في تصحيح الحضرة الغروية رأيته بطهران ولم اعرف مؤلفه.

(قلت) وترجمه العلامة المجلسي رحمه الله بالفارسية وهو كتاب حسن كثير الفوائد ويظهر من قول ابي داود كاظمي الخاتمة انه رحمه الله توفي في بلد الكاظمعليه‌السلام وفي الحلة مزار شريف ينسب اليه يزار ويتبرك به.

ونقله منها اليها بعيد في الغاية مثل هذا الاشكال يأتي في ترجمة عمه الاجل رضي الدين علي بن طاوس رحمه الله وهذا السيد الجليل يروي عن جماعة من اساطين الملة منهم والده وعمه رضي الدين علي والمحقق وابن عمه يحيى بن سعيد والخواجة نصير الدين والشيخ مفيد الدين والشيخ ابن جهم والسيد عبدالحميد بن فخار وغيرهم رضوان الله عليهم اجمعين.

الرابع من بنى طاوس السيد رضي الدين علي بن رضي الدين علي بن طاوس الذي شرك والده في الاسم واللقب صاحب كتاب زوائد الفوائد الذي ينقل عنه العلامة المجلسي (ره) الحديث المشهور في فضل تاسع شهر ربيع الاول.

وبالجملة بنو طاوس هم السادة الاجلاء والعلماء الفقهاء الاتقياء:

سدتم الناس بالتقى وسواكم

سودته البيضاء والصفراء

(ابن طباطبا)

انظر طباطبا.

____________________

(١) طبع في المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف.

٣٤٢

(ابن طبرزد)

ابوحفص عمر بن ابى بكر محمد بن معمر البغدادي المحدث، كان عالي الاسناد في سماع الحديث، طاف البلاد وافاد اهلها وطبق الارض بالسماعات والاجازات، توفي ببغداد سنة ٦٠٧ (خز).

طبرزد بالراء الساكنة بين الفتحات اسم لنوع من السكر.

(ابن الطقطقى)

فخر الدين محمد بن نقيب النقباء تاج الدين علي الحسنى، ولد في حدود سنة ٦٦٠ ونشأ في الموصل والف كتابه الفخري(١) في الآداب السلطانية والدول الاسلامية لفخر الدين عيسى بن ابراهيم فرغ من تأليفه بالموصل سنة ٧٠١ وتوفي سنة ٧٠٩.

(ابن طلحة)

كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن النصيبي العدوي الشافعي احد الصدور والرؤساء المعظمين، له مطالب السؤول في مناقب آل الرسول. والعقد الفريد للملك السعيد، توفي بحلب سنة ٦٥٢ (خنب).

(ابن طولون)

الامير أبوالعباس احمد بن طولون صاحب الديار المصرية والشامية والثغور، كان المعتز بالله قد ولاه مصر ثم استولى على دمشق وانطاكية والثغور، وكان شجاعا طائش السيف يقال انه احصى من قتله ابن طولون صبرا ومن مات في حبسه

____________________

(١) قال في اول الكتاب في مدح النظر في الكتب والاشتغال بالعلم قال: وكان الفتح بن خاقان إذا كان جالسا في حضرة المتوكل واراد ان يقوم إلى المتوضأ اخرج من ساق موزته كتابا لطيفا فلا يزال يطالعه في ممره وعوده فاذا وصل إلى الحضرة الخليفية اعاده إلى ساق موزته.

٣٤٣

فكان عددهم ثمانية عشر الفا، وكان يحب اهل العلم، وكانت له مائدة يحضرها كل يوم الخاص والعام، وكان له الف دينار في كل شهر للصدقة، وبنى الجامع المنسوب اليه بين القاهرة ومصر سنة ٢٥٩ وتوفي بمصر سنة ٢٧٠ (رع) وتقدم ذكر ابنه ابوالجيش.

ثم اعلم ان بدر الكبير غلام ابن طولون كان اميرا على بلاد فارس كلها وتوفي بتلك النواحي فقام ابنه ابوبكر محمد بن بدر مقامه فاطاعه الناس وصار اميرا على بلاد فارس مدة ثم قدم بغداد وحدث بها.

ذكره الخطيب في تأريخه وقال: توفي في رجب سنة ٣٦٤ وكان مذهب في الرفض.

(ابن طيفورى)

اسرائيل بن زكريا بن يوحنا بن طيفوري من مشاهير اطباء بغداد، له الخطوة والمكانة عند المتوكل وفتح بن خاقان كما لبختيشوع عند هارون حكي انه كان بعد المتوكل عند المنتصر كما كان عند ابيه المتوكل لكن الاتراك اعطوه جعلا ان يسم المنتصر ففصده بمبضع مسموم فعمل السم فيه فمات فاتفق انه عرض له النسيان ففصد نفسه بذلك المبضع فمات وكان ذلك في سنة ٢٦٨، وابوه زكريا طبيب مشهور له الحظوة عند افشين من امراء المعتصم.

(ابن طى)

ابوالقاسم علي بن علي بن محمد بن طي العاملي الامامي العالم الفاضل الكامل الفقيه صاحب مسائل ابن طي ورسالة في العقود والايقاعات، توفي سنة ٨٥٥ (ضنه).

(ابن ظافر الازدى)

جمال الدين علي بن ظافر بن حسين الفقيه الوزير المصري، كان بارعا في علم التأريخ واخبار الملوك مدرسا بمدرسة المالكية بمصر بعد ابيه اقبل آخر عمره على مطالعة الاحاديث النبوية وادمن النظر فيها، له بدايع الولاية جمع فيه اخبار الشعراء توفي سنة ٦٢٣ والازدي يأتي في الطحاوي.

٣٤٤

(ابن ظهيرة)

جمال الدين محمد بن امين المكي الحنفي صاحب الجامع اللطيف في فضائل مكة وبناء البيت وذكر فيه امراء مكة من لدن عهد النبي صلى الله عليه وآله إلى عام ٩٤٩ وكان موجودا سنة ٩٦٠.

(ابن عابدين)

محمد امين بن عمر بن عبدالعزيز الدمشقي الشافعي الحنفي علامة عصره اخذ عن الشيخ الامير المصري، واجازه محدث الديار الشامية الشيخ محمد الكزبري، واخذ عنه كثير من العلماء، له مصنفات كثيرة مطبوعة في الفقه وغيره توفي بدمشق سنة ١٢٥٣ ودفن بمقبرة باب الصغير.

(ابن عاصم)

القاضي ابوبكر محمد بن محمد بن عاصم الاندلسي الغرناطي المالكي، صاحب الدر النفيس والياقوت الثمين وحدائق الازهار ونحفة الحكام وغير ذلك، ولد سنة ٧٦٠ وتوفي سنة ٨٢٩ والى التأريخين اشار من قال:

وقد رقصت غرناطة بابن عاصم

وسحت دموعا للقضاء المنزل

وفي كشف الظنون توفي سنة ٨٣٥.

(ابن عايشة)

يطلق على جماعة منهم: أبوعبدالرحمن عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي يعرف بابن عايشة، لانه من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمي سمع حماد بن سلمة، وكان عنده تسعة آلاف حديث.

قاتل الخطيب في تأريخه: وكان من اهل البصرة فقدم بغداد وحدث بها ثم عاد إلى البصرة وكان فصيحا اديبا سخيا حسن الخلق غزير العلم عارفا بأيام الناس توفي بالبصرة سنة ٢٨٢، ومنهم: محمد المغني الذي

٣٤٥

يضرب به المثل في الغناء وله نوادر وحكايات في ايام بني مروان مذكورة في الاغاني وغيره فمما يحكى عنه ما رواه المسعودي في مروج الذهب عن سمير للوليد ابن يزيد بن عبدالملك بن مروان قال: رأيت ابن عائشة القرشي عند الوليد وقال له غنني فغناه:

إني رأيت صبيحة النحر

حورا نعين عزيمة الصبر

مثل الكواكب في مطالعها

عند العشاء اطفن بالبدر

وخرجت ابغي الاجر محتسبا

فرجعت موفورا من الوزر

فقال له الوليد احسنت والله اعد بحق عبد شمس فاعاد فقال احسنت والله بحق امية اعد فاعاد فجعل يتخطى من اب إلى اب ويامره بالاعادة حتى بلغ نفسه فقال اعد بحياتى فاعاد فقام إلى ابن عائشة فاكب عليه ولم يبق عضوا من اعضائه إلا قبله واهوى إلى.. فجعل ابن عائشة يضم ذكره بين فخذيه فقال الوليد والله لا زلت حتى اقبله فقبل رأسه وقال واطرباه واطرباه ونزع ثيابه فالقاها على ابن عائشة وبقي مجردا إلى ان اتوه بثياب غيرها ودعا له بألف دينار فدفعت اليه وحمله على بغلة وقال اركبها على بساطي وانصرف فقد تركتني على احر من جمر الغضا.

(وقد يطلق ابن عائشة) على ابراهيم بن محمد بن عبدالوهاب بن ابراهيم الامام بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب الذي سعى في البيعة لابراهيم بن المهدي فاخذه المأمون وقتله وصلبه في سنة ٢٠٩ (رط) وهو اول عباسي صلب في الاسلام.

(ابن عباس)

عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب امه لبانة بنت الحرث بن الحزن اخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله.

قال العلامة: كان محبا لعليعليه‌السلام وتلميذه حاله في الجلالة والاخلاص لامير المؤمنينعليه‌السلام اشهر من ان يخفى وقد ذكر (كش) احاديث تتضمن قدحا فيه وهو اجل من ذلك وقد ذكرناه في كتابنا الكبير واجبنا عنها انتهى.

٣٤٦

(اقول) ذكروا انه ولد بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين ودعا له النبي صلى الله عليه وآله بالفقه والتأويل، وكان حبر هذه الامة وترجمان القرآن، وكان عمر يقربه ويشاوره مع جملة الصحابة(١) كف بصره في اواخر عمره وتوفي بالطائف سنة ٨٦ وله تفسير مطبوع واني ذكرت كثيرا مما يتعلق بأحواله في كتاب سفينة البحار، ولنكنف هنا بذكر خبر واحد رواه العلامة المجلسي عن كفاية الاثر عن عطاء قال: دخلنا على عبدالله بن عباس وهو عليل بالطائف في العلة التي توفي فيها ونحن زهاه ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف وقد ضعف فسلمنا عليه وجلسنا فقال لي يا عطاء من القوم؟ قلت يا سيدي هم شيوخ هذا البلد منهم عبدالله بن سلمة بن حصرم الطائفي وعمارة بن ابى الاجلح وثابت بن مالك فما زلت اعد له واحدا بعد واحد ثم تقدموا اليه فقالوا يا ابن عم رسول الله انك رأيت رسول الله وسمعت منه ما سمعت فاخبرنا عن اختلاف هذه الامة فقوم قدموا عليا على غيره وقوم جعلوه بعد الثلاثة قال فتنفس ابن عباس فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي مع الحق والحق معه وهو الامام والخليفة من بعدي فمن تمسك به فاز ونجا ومن تخلف عنه ضل وغوى، إلى ان قال ثم بكى بكاء‌ا شديدا فقال له القوم أتبكي ومكانك من رسول الله صلى الله عليه وآله مكانك؟ فقال لي يا عطاء انما ابكي لخصلتين هول المطلع وفراق الاحبة ثم تفرق القوم عنه فقال لي يا عطاء خذ بيدي واحملني إلى صحن الدار واخذنا بيده انا وسعيد وحملناه إلى صحن الدار ثم رفع يديه إلى السماء وقال:

____________________

(١) روى الخطيب البغدادي عن عطاء قال: ما رأيت مجلسا قط كان اكرم من مجلس ابن عباس اكثر علما واعظم جفنة وان اصحاب القرآن عنده يسألونه واصحاب النحو عنده يسألونه واصحاب الشعر عنده يسألونه واصحاب الفقه عنده يسألونه كلهم يصدرهم في واد واسع انتهى.

٣٤٧

اللهم اني اتقرب اليك بمحمد وآل محمد اللهم اني اتقرب اليك بولاية الشيخ علي بن ابى طالبعليه‌السلام فما زال يكررها حتى وقع إلى الارض فصبرنا عليه ساعة ثم اقمناه فاذا هو ميت رحمة الله عليه انتهى.

رواية اخرى لما مات غسل وكفن ثم صلى على سريره فجاء طائران ابيضان فدخلا في كفنه فرأى الناس انما هو فقهه فدفن.

وروي عن محمد بن امير المؤمنين انه قال حين مات ابن عباس اليوم مات رباني هذه الامة.

وابنه ابو محمد علي بن عبدالله بن العباس جد السفاح والمنصور كان شريفا وكان اصغر اولاد ابيه: روي انه لما ولد اخرجه ابوه إلى امير المؤمنين عليه السلام فحنكه ودعا له ثم رده اليه وقال خذ اليك ابا الاملاك قد سميته عليا وكنيته ابا الحسن.

قال ابن خلكان: قال الحافظ ابونعيم في كتابه حلية الاولياء: انه لما قدم على عبدالملك بن مروان قال له غير اسمك وكنيتك قال اما الاسم فلا واما الكنية فنعم فاكتبني بابى محمد فغير كنيته.

قال ابن خلكان: وانما قال له عبدالملك هذه المقالة لبغضه في علي بن ابى طالب فكره ان يسمع اسمه وكنيته وكان علي المذكور عظيم المحل عن اهل الحجاز وكان إذا قدم حاجا أو معتمرا عطلت قريش مجالسها في المسجد الحرام ولزمت مجلسه اعظاما وله وتبجيلا وكان ادم جسيما له لحية طويلة وكان عظيم القدم جدا لا يوجد له نعل ولا خف حتى يستعمله وكان مفرطا في الطول إذا طاف فكأنما الناس حوله مشاة وهو راكب من طوله وكان مع هذا الطول يكون إلى منكب ابيه عبدالله وعبدالله إلى منكب ابيه العباس، وكان العباس إذا طاف كأنه فسطاط ابيض.

وذكر المبرد في الكامل: ان العباس كان عظيم الصوت وجاء‌تهم مرة غارة وقت الصباح فصاح بأعلى صوته واصباحاه فلم تسمعه حامل في الحي إلا وضعت.

وذكر ابوبكر الحازمي: انه كان العباس يقف على سلع وهو جبل بالمدينة فينادي غلمانه وهم بالغابة فيسمعهم وذلك من آخر الليل وبين الغابة

٣٤٨

وسلع ثمانية اميال(١) توفي علي بن عبدالله المذكور سنة ١١٧ بالشراة وهي صقع بالشام في طريق المدينة من دمشق وفي بعض نواحيه الحمية بضم الحاء المهملة وفتح الميمين وهذه القرية كانت لعلي المذكور واولاده في ايام بنى امية وفيها ولد السفاح والمنصور وكان علي المذكور يخضب بالسواد وابنه محمد والد الخليفتين يخضب بالحمرة فيظن من لا يعرفهما ان محمدا علي وان عليا محمد، واولاد علي: ١- عبدالله ٢- عبدالصمد ٣- اسماعيل ٤- عيسى ٥- داود ٦- صالح ٧- سليمان ٨- اسحاق ٩- محمد ١٠- يحيى هولاء بن علي بن عبدالله بن العباس وكان محمد ابن علي المذكور من اجمل الناس عظيم الشأن وكان بينه وبين ابيه في العمر اربع عشرة سنة، وقد ورد مع ابيه علي على عبدالملك بن مروان بدومة الجندل ومعه قائف يحدثه فلما رآهما عبدالملك انتقع لونه وقطع حديثه واجلسهما واكرمهما فلما ذهبا التفت إلى القائف فقال أتعرف هذا؟ فقال لا ولكن اعرف من امره واحدة قال وما هي؟ قال ان كان الفتى الذي معه ابنه فانه يخرج من عقبه فراعنة يملكون الارض ولا يناويهم مناو إلا قتلوه فاربد لون عبدالملك ثم قال زعم راهب ايليا ورآه عندي انه يخرج من صلبه ثلاثة عشر ملكا وصفهم بصفاتهم.

____________________

(١) العباس بن عبدالمطلب عم النبي يكنى ابا الفضل، كانت له السقاية. واسلم يوم بدر، واستقبل النبي صلى الله عليه وآله عام الفتح بالابواء وكان معه حين فتح وبه ختمت الهجرة ومات بالمدينة في ايام عثمان وكف بصره روي عنه خبر احببت ذكره هنا.

روى الخطيب في تأريخ بغداد عن احمد بن ابراهيم الموصلي قال: كنت ذات ليلة بازاء المأمون فما مر واحد من غلمانه وخدمه إلا اعتقه ووصله إذ مر به غلام من احسن الناس وجها فقلت يا امير المؤمنين ما بال عبدك هذا حرم ما رزقه غيره من عبيدك؟ فقال سمعت ابي يقول سمعت جدي يقول عن ابن عباس قال سمعت العباس بن عبدالمطلب يقول: طينة المعتق من المعتق. فان ذا حجام فكرهت ان يكون من طينتي حجام.

٣٤٩

وكان سبب انتقال الامر اليه ابوهاشم بن محمد بن الحنفية، وتقدم الاشارة اليهم في ابوهاشم توفي محمد بن علي المذكور سنة ١٢٦ أو ١٢٢ بالشراة.

ومولى ابن عباس ابو عبدالله عكرمة بسكون الكاف وكسر طرفيها ابن عبدالله البربري، كان احد فقهاء مكة حدث عن ابن عباس وابن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص وابي هريرة وابي سعيد الخدري وعائشة.

حكي انه قيل لسعيد بن جبير هل تعلم احدا اعلم منك؟ قال عكرمة.

قال ابن خلكان: وقد تكلم الناس فيه لانه كان يرى رأي الخوارج.

وقد روى عن جماعة من الصحابة قال عبدالله بن الحرث: دخلت على علي بن عبدالله ابن عباس وعكرمة موثق على باب كنيف فقلت أتفعلون هذا بمولاكم؟ فقال ان هذا يكذب على ابي.

توفى عكرمة سنة ١٠٧، وقيل مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد بالمدينة سنة ١٠٥ إنتهى.

وذكر ابن قتيبة في المعارف عن يزيد بن هارون قال: قدم عكرمة البصرة فاتاه ايوب وسليمان التيمي ويونس فبينا هو يحدثهم سمع صوت غناء فقال عكرمة استكوا فنسمع ثم قال قاتله الله لقد اجاد أو قال ما اجود ما غنى، فاما سليمان ويونس فلم يعودا اليه وعاد ايوب قال يزيد وقد احسن ايوب.

(ابن عبدالبر)

الحافظ ابوعمر يوسف بن عبدالله الاندلسي المغربي الاشعري صاحب كتاب الاستيعاب في معرفة الاصحاب، كان امام عصره في الحديث والاثر، قيل وله مختصر جامع في بيان العالم وفضله قال فيه واحسن ما رأيت في آداب التعلم والتفقه من النظم ما ينسب إلى اللؤلؤي من الرجز وبعضهم ينسبه إلى المأمون وقد رأيت إيراده هنا لحسنه رجاء النفع به قال:

واعلم بأن العلم بالتعلم

والحفظ والاتقان والتفهم

٣٥٠

والعلم قد يرزقه الصغير

في سنه ويحرم الكبير

فانما المرأ باصغريه

ليس برجله ولا يديه

لسانه وقلبه المركب

في صدره وذاك خلق عجب

والعلم بالفهم وبالمذاكره

والدرس والفكرة والمناظره

فرب انسان ينال الحفظا

ويورد النص ويحكي اللفظا

وما له في غيره نصيب

مما حواه العالم الاريب

فالتمس العلم واجمل في الطلب

والعلم لا يحسن إلا بالادب

والادب النافع حسن الصمت

وفي كثير القول بعض المقت

فكن لحسن الصمت ما حييتا

مقارفا تحمد ما بقيتا

وان بدت بين اياس مسأله

معروفة في العلم أو مفتعله

فلا تكن إلى الجواب سابقا

حتى ترى غيرك فيها ناطقا

فكم رأيت من عجول سابق

من غير فهم بالخطاء ناطق

أزرى به ذلك في المجالس

عند ذوي الالباب والتنافس

والصمت فاعلم بك حق ازين

ان لم يكن عندك علم متقن

وقل اذا اعياك ذاك الامر

مالي بما تسأل عنه خبر

فذاك شطر العلم عند العلما

كذاك مازالت تقول الحكما

اياك والعجب بفضل رأيكا

واحذر جواب القول مع خطائكا

كم من جواب اعقب الندامة

فاغتنم الصمت مع السلامة

ولو يكون القول في القياس

من فضة بيضاء عند الناس

إذن لكان الصمت من عين الذهب

فافهم هداك الله آداب الطلب

توفي بشاطبة سنة ٤٦٣ (تسج).

والاندلسي يأتي في ابن عبد ربه.

(ابن عبد الدائم المقدسى)

زين الدين احمد الحنبلي الشامي الفاضل الكاتب، حكي انه كان يكتب إذا

٣٥١

تفرغ في اليوم تسع كراريس وكان ينظر في الصفحة مرة واحدة ويكتبها ولازم النسخ خمسين سنة وخطه لا نقط ولا ضبط وكتب الفين كتابا، وفي أواخر عمره عجز عن الكتابة فقال في ذلك:

عجزت عن حمل قرطاس وعن قلم

من بعد إلفي بالقرطاس والقلم

كتبت الفا والفا من مجلدة

فيها علوم الورى من غير ما ألم

ما العلم فخر امرئ إلا لعامله

إن لم يكن عمل فالعلم كالعدم

توفي سنة ٦٦٠.

(ابن عبد ربه)

ابوعمر احمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي الاندلسي المروانى المالكي فاضل شاعر اديب صاحب كتاب العقد الفريد وهو من الكتب الممتعة حوى من كل شئ طبع مرات في مجلدات، قال في المجلد الثاني منه ص ٢٠٥ الذين تخلفوا عن بيعة ابي بكر علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمةعليه‌السلام حتى بعث اليهم ابوبكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له إن ابوا فقاتلهم فاقبل بقبس من نار على ان يضرم عليهم الدار فلقيته فاطمة فقالت يا ابن الخطاب جئت لتحرق دارنا؟ قال نعم أو تدخلوا فيما دخلت به الامة فخرج علي حتى دخل على ابى بكر فبايعه.

توفي سنة ٣٢٨ بقرطبة.

وقرطبة بالراء الساكنة بين المضمومتين مدينة كبيرة من بلاد الاندلس كانت بها ملوك بني امية.

والاندلس بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الدال المهملة وضم اللام وآخره سين مهملة جزيرة متصلة بالبر الطويل متصل بالقسطنطينية العظمى، وانما قيل للاندلس جزيرة لان البحر محيط بها من جهاتها إلا الجهة الشمالية. حكي ان اول من عمرها بعد الطوفان اندلس بن يافث بن نوح عليه السلام فسميت باسمه والله العالم.

٣٥٢

(ابن عبدون)

كعصفور، من العلماء الامامية ابوعبدالله احمد بن عبدالواحد الشيخ الاقدم الاديب المحدث الجليل صاحب تفسير خطبة فاطمة عليه السلام وكتاب عمل الجمعة وغير ذلك.

قال (جش) كان قويا في الادب وقد قرأ كتب الادب على شيوخ اهل الادب وقد لقي ابا الحسن علي بن محمد القرشي المعروف بابن الزبير وكان علوا في الوقت انتهى.

وقال الشيخ الطوسي: احمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر يكنى ابا عبدالله كثير السماع والرواية سمعنا منه واجاز لنا جميع ما رواه مات سنة ٤٢٣ (تكج) انتهى وابن عبدون من علماء العامة ابومحمد عبدالمجيد بن عبدون اليابري الفهري وزير بني الافطس كان اديبا شاعرا فاضلا اخذ الناس عنه واستوزره المتوكل ابومحمد عمر بن الافطس وشهد ابن عبدون نكبته سنة ٤٨٧ فرثاه بقصيدته الرائية وهي من امهات القصائد اولها:

الدهر يفجع بعد العين بالاثر

فما البكاء على الاشباح والصور

أنهاك أنهاك لا آلوك معذرة

عن نومة بين ناب الليث والظفر

وقد شرح هذه القصيدة ابومروان عبدالملك بن عبدالله بن بدرون الحضرمي الاشبيلي المعروف بابن بدرون من ادباء القرن السادس، وشرحها ايضا ابن الاثير الحلبي عماد الدين اسماعيل بن محمد بن سعد بن احمد بن الاثير الشافعي المتوفي سنة ٦٩٦ صاحب احكام الاحكام شرح عمدة الحكام للمقدسي الحنبلي، توفي ابن عبدون هذا سنة ٥٢٠، وقد يطلق على محمد بن عبدالله الحنفي صاحب كتاب الاحتجاج بقول ابى حنيفة، توفي سنة ٢٩٩ (صرط).

(ابن العبرى)

غريغور يوس ابوالفرج الملطي بن هارون المؤرخ الطبيب النصرانى، ولد

٣٥٣

بملطية من ديار بكر سنة ٦٢٣ قرأ الطب على ابيه وكان ابوه طبيبا ماهرا وله خبرة بالفلسفة فلقن ابنه مبادئ العلوم ثم قرأ ابوالفرج اللغات اليونانية والسريانية والعربية ثم اشتغل بالفلسفة واللاهوت على مذهب اليعقوبية، له تأريخ مختصر الدول ولمع من اخبار العرب وغير ذلك.

توفي بمراغة سنة ٦٨٥.

(ابن العتايقى)

كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن ابراهيم بن العتايقي الحلي الامامي الشيخ العالم الفاضل المحقق الفقيه المتبحر، كان من علماء المائة الثامنة معاصرا للشيخ الشهيد وبعض تلامذة العلامة رحمهم الله تعالى، له مصنفات كثيرة في العلوم رأيت جملة منها في الخزانة المباركة الغروية ولعل بعضها كانت بخطه، وله شرح على نهج البلاغة قال (ض) وله ميل إلى الحكمة والتصوف لكن قد اخذ اصل شرحه من شرح ابن ميثم وكان تأريخ فراغه من تصنيف المجلد الثالث من شرحه على النهج في شعبان سنة ٧٨٠ (ذف) انتهى.

والعتائق كما في القاموس قرية بنهر عيسى وقرية بشرقى الحلة المزيدية.

(ابن عدى)

عبدالله بن عدي الجرجانى احد ائمة الحديث والرجال من اهل السنة صاحب كتاب الكامل يذكرون قوله في الجرح والتعديل كثيرا، توفي سنة ٣٦٥ (شسه).

وهو غير ابن عدي التكريتي ابوزكريا يحيى بن عدي بن حميد المنطقي نزيل بغداد كان نصرانيا يعقوبى النحلة قرأ على الفارابى، واليه انتهت رياسة اهل المنطق في زمانه، له تهذيب الاخلاق وكتاب البرهان وغير ذلك.

توفي ببغداد سنة ٣٦٤ (شد).

(ابن الصديم)

كمال الدين عمر بن احمد بن هبة الله الحلبي المعروف بابن ابى جرادة من اعيان اهل حلب وافاضلهم، تقدم ذكره في ابوجرادة. له زبدة الحلب في تاريخ حلب،

٣٥٤

وله قصيدة ميمية ذكر فيها ما فعله التتر بحلب من تخريب بنيانها وقتل اهلها اولها:

هو الدهر ما تبنيه كفك يهدم

وإن رمت إنصافا لديه فتظلم

توفي بالقاهرة سنة ٦٦٠ (خس).

(ابن عربشاه الاسفرايني)

انظر عصام الدين.

(ابن عربشاه الدمشقى)

احمد بن محمد بن عبدالله الدمشقي الرومي الحنفي فاضل معروف، له مصنفات بلغة الترك والعجم والعرب منها: عجائب المقدور في اخبار نوائب تيمور وهو كتاب بديع الانشاء مسجع مقفى ترجمه الفاضل الاديب المرتضى المعروف بنظمي زاده البغدادي الذي كان في اوائل القرن الثاني عشر وفاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء ومرزبان نامه، توفي سنة ٨٥٤ (ضند).

(ابن العربى)

يطلق على محيى الدين الآتى ذكره، وقد يطلق على القاضي ابى بكر محمد بن عبدالله الاندلسى المالكي الحافظ المحدث الذي صحب ابا بكر الشاشي وابا حامد الغزالي وغيرهما من العلماء فكتب عنهم واستفاد منم وصنف كتاب عارضه(١) الاحوذي في شرح سنن الترمذي، توفي سنة ٥٤٣ (ثمج او ثمود).

(ابن عساكر)

ابوالقسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي المحدث الحافظ المشهور صاحب كتاب تأريخ دمشق وكتاب الاربعين قيل كان عدة شيوخه الف وثلثمائة شيخ وثمانون امرأة وحدث باصفهان وخراسان وكان الملك العادل محمود ابن زنكي نور الدين قد بنى له دار الحديث النورية فدرس بها إلى حين وفاته، ومن شعره في علم الحديث:

____________________

(١) العارضة القدرة على الكلام، والاحوذي الخفيف في الشئ لحذقه.

٣٥٥

ألا إن الحديث اجل علم

واشرفه الاحاديث العوالي

وانفع كل نوع منه عندي

واحسنه الفوائد والامالي

وإنك لن ترى للعم شيئا

يحققه كأفواه الرجال

فكن يا صاح ذا حرص عليه

وخذه عن الرجال بلا ملال

ولا تأخذه عن صحف فترمى

من التصحيف بالداء العضال

وينسب اليه ايضا:

أيا نفس ويحك جاء المشي‍

ب فماذا التصابى وماذا الغزل

تولى شبابى كأن لم يكن

وجاء المشيب كأن لم يزل

كأني بنفسي على غرة

وخطب المنون بها قد نزل

فيا ليت شعري ممن اكو

ن وما قدر الله لي في الازل

توفي سنة ٥٧١ (ثعا) بدمشق وحضر جنازته بالميدان للصلاة عليه الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن ايوب ودفن بمقبرة باب الصغير في الحجرة التي فيها قبر معاوية، وابن اخيه ابومنصور عبدالرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله فخر الدين ابن عساكر الفقيه الشافعي كان مرجع الفضلاء درس بالقدس زمانا وبدمشق واشتغل عليه خلق كثير توفي سنة ٦٢٠ (خك).

وقد يطلق ابن عساكر على احمد ابن هبة الله بن احمد بن محمد الدمشقي الشافعي المتوفي سنة ٧٣٨ (ذلح) كما في الروضات. ولا يخفى انه غير ابن عساكر محمد بن علي بن مصباح صاحب دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر.

(ابن عصفور)

علي بن مؤمن بن محمد بن علي الحضرمي الاندلسي النحوي حامل لواء العربية في زمانه بمملكة الاندلس صاحب الشروح على الجمل وشرح الجزولية وغيره توفي سنة ٦٦٣ وقيل ٦٦٩.

٣٥٦

(اقول) العصفور بضم العين، والانثى عصفورة، ويتميز الذكر منهما بلحية سوداء كالرجل والتيس والديك وليس في الارض حيوان احنى منه على ولده ولا اشد له عشقا، وإذا خلت مدينة عن اهلها ذهبت العصافير منها فاذا عادوا عادت وهو لا يعرف المشي بل يثب وثبا وهو كثير السفاد فربما سفد في ساعة واحدة مائة مرة ولذلك قصر عمره فانه لا يعيش في الغالب اكثر من سنة.

روي ان سليمان النبيعليه‌السلام رأى عصفورا يقول لعصفورة لم تمنعين نفسك مني؟ ولو شئت اخذت قبة سليمان بمنقاري فالقيتها في البحر فتبسم سليمان من كلامه ثم دعاهما وقال للعصفور أتطيق ان تفعل ذلك؟ فقال لا يارسول الله ولكن المرأ قد يزين نفسه ويعظمها عند زوجته والمحب لا يلام على ما يقول، فقال سليمان للعصفورة لم تمنعينه من نفسك وهو يحبك؟ فقالت يا نبي الله انه ليس محبا ولكنه مدع لانه يحب معي غيري فاثر كلام العصفورة في قلب سليمان وبكى بكاء‌ا شديدا واحتجب عن الناس اربعين يوما يدعو الله ان يفرغ قلبه لمحبته وان لا يخالطها بمحبة غيره.

(ابن عطاء الله)

الشيخ تاج الدين ابوالفضل احمد بن محمد بن عبدالكريم بن عطاء الله الاسكندري الشاذلي كان جامعا لانواع العلوم من تفسير وحديث ونحو واصول وفقه على مذهب مالك وصحب في التصوف ابا العباس المرسي، وكان اعجوبة زمانه فيه واخذ عنه التقي السبكي استوطن القاهرة يعظ الناس ويرشدهم، وله الكلمات البديعة دونها اصحابه له تاج العروس وقمع النفوس في التصرف ومفتاح الفلاح وحكم ابن عطاء الله والتنوير في اساقط التدبير إلى غير ذلك توفي سنة ٧٠٩ (ذط).

(ابن العفيف التلمسانى)

شمس الدين محمد بن سليمان بن علي المعروف بالشاب الظريف، شاعر مجيد ابن شاعر مجيد كان لاهل عصره ومن جاء على آثارهم افتنان بشعره خاصة اهل

٣٥٧

دمشق فلا يرون عليه تفضيل شاعر ولا يروون له شعرا إلا ويعظمونه كالمشاعر، مولده بالقاهرة سنة ٦٦١ ومات شابا بدمشق سنة ٦٨٨، له ديوان ومقامة.

والتلمساني يأتي في محله.

(ابن عقدة)

الحافظ احمد بن محمد بن سعيد الهمدانى الكوفي.

قال العلامة، يكنى ابا العباس جليل القدر عظيم المنزلة وكان زيديا جاروديا وعلى ذلك مات، وانما ذكرناه من جملة اصحابنا لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم روى جميع كتب اصحابنا وصنف لهم وذكر اصولهم وكان حفظة.

قال الشيخ الطوسي سمعت جماعة يحكون عنه انه قال احفظ مائة وعشرين الف حديث بأسانيدها واذاكر بثلثمائة الف حديث، له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير منها كتاب اسماء الرجال الذين رووا عن الصادقعليه‌السلام اربعة آلاف رجل خرج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه، مات بالكوفة سنة ٣٣٣ انتهى.

كان مولده سنة ٢٤٩ (مطر).

وعن الدار قطنى انه قال: اجمع اهل الكوفة انه لم ير بها من زمن ابن مسعود الصحابى إلى زمن ابن عقدة المذكور من هو احفظ منه، وقال: انه يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده.

وذكره الذهبي في كتبه وقال: كان ابن عقدة من الحفظ والمعرفة بمكان، وقال: كان مقدما في الشيعة وحكي ان مجموع كتبه كانت ستمائة حمل بعير.

ومن شعره:

وقائل كيف تهاجرتما

فقلت قولا فيه انصاف

لم يك من شكلي فتاركته

والناس أشكال وألاف

وعن ابن كثير والذهبي واليافعي: ان هذا الشيخ كان يجلس في جامع براثا ويحدث الناس بمثالب الشيخين ولذا تركت رواياته وإلا فلا كلام لاحد في صدقه وثقته.

٣٥٨

(قلت) ومن كتبه كتاب الولاية في طريق حديث غدير خم، ذكرت ما يتعلق به في فيض القدير فيما يتعلق بحديث الغدير، يروي عن ابى محمد عبدالرحمن ابن يوسف بن سعيد بن خراش الحافظ المروزي احد الرحالين في الحديث الا الامصار وممن يوصف بالحفظ والمعرفة بالحديث والرجال اثنى عليه الخطيب وقال: انه كان خرج مثالب الشيخين وكان رافضيا توفي سنة ٢٨٣، وذكر الخطيب في تأريخ بغداد: ابن عقدة وقال قدم بغداد فسمع من محمد بن عبيد الله المناوي وعلي ابن داود القنطري ثم عد جماعة كثيرة ممن سمع منهم ثم قال: وكان حافظا عالما مكثرا جمع التراجم والابواب والمشيخة واكثر الرواية وانتشر حديثه وروى عنه الحفاظ والاكابر مثل ابى بكر ابن الجعابى وعبدالله بن عدي الجرجانى وابى القسم الطبرانى، وذكر جماعة من نظرائهم وقال: وعقدة والد العباس كان انحى الناس، وقال: كان يورق بالكوفة ويعلم القرآن والادب وكان زيديا وكان ورعا ناسكا وانما سمي عقدة لاجل تعقيده في التصريف وكان وراقا جيد الخط وكان ابنه ابوالعباس احفظ من كان في عصرنا للحديث، ثم روى عن الدارقطني انه يقول: اجمع اهل الكوفة انه لم ير من زمن عبدالله بن مسعود إلى زمن ابى العباس بن عقدة احفظ منه، قال: حدثنا علي بن ابى علي البصري عن ابيه قال سمعت ابا الطيب احمد بن الحسن ابن هرثمة يقول كنا بحضرة ابى العباس بن عقدة الكوفي المحدث نكتب عنه وفى المجلس رجل هاشمي إلى جانبه فجرى حديث حفاظ الحديث فقال ابوالعباس انا اجيب في ثلاثمائة الف حديث من حديث اهل بيت هذا سوى غيرهم وضرب بيده على الهاشمي إلى غير ذلك انتهى.

وابنه الحافظ محمد بن احمد بن عقدة، كان من اجلاء الشيعة الامامية يروي عنه التلعكبري.

(ابن عقيل)

قاضي القضاة ابومحمد عبدالله(١) بن عبدالرحمن الهاشمي العقيلي الآمدي

____________________

(١) في معجم المطبوعات ذكر اسم ابن عقيل: محمد بن محمد بن عقيل فلاحظ.

٣٥٩

المصري الشافعي الفقيه الاصولي النحوي شارح التسهيل والفية بن مالك، كان استاذ الشيخ سراج الدين البلقيني توفي بالقاهرة سنة ٧٦٩ (ذسط) ودفن بقرب قبر الشافعي.

(ابن العلاف)

ابوبكر الحسن بن علي بن احمد بن بشار بن زياد الضرير النهرواني الشاعر نديم المعتضد بالله العباسي صاحب القصيدة المعروفة في رثاء الهر المشتملة على الحكم والمواعظ ومنها:

ياهر فارقتنا ولم تعد

وكنت عندي بمنزل الولد

وكيف ننفك عن هواك وقد

كنت لنا عدة من العدد

تطرد عنا الاذى وتحرسنا

بالغيب من حية ومن جرد

وتخرج الفار من مكامنها

ما بين مفتوحها إلى السدد

لا ترهب الصيف عند هاجرة

ولا تهاب الشتاء في الجمد

وكان يجري ولا سداد لهم

أمرك في بيتنا على سدد

حتى اعتقدت الاذى لجيرتنا

ولم تكن للاذى بمعتقد

وحمت حول الردى لظلمهم

ومن يحم حول حوضه يرد

وكان قلبي عليك مرتعدا

وانت تنساب غير مرتعد

تدخل برج الحمام متئدا

وتبلغ الفرخ غير متئد

وتطرح الريش في الطريق لهم

وتبلع اللحم بلع مزدرد

أطعمك الغي لحمها فرأى

قتلك اربابها من الرشد

صادوك غيظا عليك وانتقموا

منك وزادوا ومن يصد يصد

فلم تزل للحمام مرتصدا

حتى سقيت الحمام بالرصد

أذاقك الموت ربهن كما

أذقت افراخه يدا بيد

٣٦٠