الكنى والألقاب الجزء ١

الكنى والألقاب0%

الكنى والألقاب مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 479

الكنى والألقاب

مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف:

الصفحات: 479
المشاهدات: 469341
تحميل: 14140


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 479 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 469341 / تحميل: 14140
الحجم الحجم الحجم
الكنى والألقاب

الكنى والألقاب الجزء 1

مؤلف:
العربية

اسامة قال: ابن المبارك في اصحاب الحديث مثل امير المؤمنين في الناس.

وعن ابن مهدي قال: كان ابن المبارك اعلم من سفيان الثوري وعن ابن عيينة قال: نظرت في امر الصحابة وامر ابن المبارك فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بصحبتهم النبي صلى الله عليه وآله وغزوهم معه.

وعن عمار بن الحسن انه مدح ابن المبارك وقال:

إذا سار عبدالله بن مرو ليلة

فقد سار منها نورها وجمالها

إذا ذكر الاحبار في كل بلدة

فهم انجم فيها وانت هلالها

يحكى انه احسن إلى علوية ملهوفة فرأى في المنام انه يخلق الله تعالى على صورته ملكا يحج عنه كل عام.

وروى انه قال لابى جعفر محمد بن علي الباقرعليه‌السلام قد اتيتك مسترقا مستعبدا فقال قد قبلت واعتقه وكتب له عهدا.

حكى الدميري: انه استعار قلما من الشام فعرض له سفر فسار إلى انطاكية، وكان قد نسي القلم معه فذكره هناك فرجع من انطاكية إلى الشام ماشيا حتى رد القلم إلى صاحبه وعاد.

وروى الخطيب انه استعار قلما بأرض الشام فذهب عليه ان يرده على صاحبه فلما قدم مرو نظر فاذا هو معه فرجع إلى ارض الشام حتى رده على صاحبه انتهى. وكان يقول اربع كلمات انتخبن من اربعة آلاف حديث: لا تثقن بأمرأة ولا تغترن بمال، ولا تحمل مالا تطيق، وتعلم من العلم ما ينفعك فقط.

ويروى له:

قد ارحنا واسترحنا من غدو ورواح

واتصال بأمير ووزير ذي سماح

بعفاف وكفاف وقنوع وصلاح

وجعلنا اليأس مفتاحا لابواب النجاح

وله ايضا:

قد يفتح المرء حانوتا لمتجره

وقد فتحت لك الحانوت بالدين

بين الاساطين حانوت بلا علق

تبتاع بالدين اموال المساكين

صيرت دينك شاهينا تصيد به

وليس يفلح اصحاب الشواهين

٤٠١

وكتب لبعض اصحابه من اهل العلم وقد دخل في عمل القضاء:

يا جاعل العلم له بازيا

يصطاد اموال المساكين

احتلت للدنيا ولذاتها

بحيلة تذهب بالدين

فصرت مجنونا بها بعدما

كنت دواء المجانين

اين رواياتك في سردها

عن ابن عون وابن سيرين

اين رواياتك والقول في

اتيان ابواب السلاطين

إن قلت اكرهت فذا باطل

زل حمار العلم في الطين

مودله بمرو سنة ١١٨ ووفاته بهيت سنة ١٨١ (قفا). وهيت بكسر الهاء مدينة على الفرات فوق الانبار من اعمال العراق لكنها في بر الشام والانبار في بر بغداد والفرات يفصل بينهما.

قال ابن خلكان: وقبره ظاهر بها يزار، وقال: قد جمعت اخباره في جزأين انتهى.

(اقول) ابن المبارك هو احد من رد على ابن حنيفة وهم جماعة كثيرة بين الثلاثين والاربعين من مشاهير العلماء ذكرهم الخطيب في الجزء الثالث عشر من تأريخه منهم ابوعوانة ومالك بن انس وعمر بن قيس وابواسحاق الفزاري ويوسف بن اسباط وحمادان ابنا سلمة وزيد وسفيانان والاوزاعي وابوبكر بن عباس وشريك بن عبدالله ووكيع بن الجراح وابن ابي ليلي وابن شبرمة وذكر الخطيب في الجزء الرابع عشر روايات عن ابن المبارك في ذم ابى يوسف القاضى لا يهمنا ذكرها.

(ابن المتوج)

الشيخ فخر الدين احمد بن سعيد المتوج البحراني، من علماء الامامية عالم بالعلوم العربية والادبية فاضل فقيه مفسر اديب شاعر معروف بالعلم والتقوى صاحب المؤلفات الكثيرة، كان من اجلاء تلامذة الشهيد وفخر المحققين، من مشايخ ابن فهد الحلي، وله اشعار في رثاء الائمة عليهم السلام اورد بعضها الشيخ

٤٠٢

الطريحي في المنتخب، وينسب اليه القول باشتراط علم الفصاحة والبلاغة في الاجتهاد ونقل من غاية حفظه انه ما فطن شيئا فنسيه.

ووالده الشيخ عبدالله ايضا من الفضلاء الفقهاء الادباء الشعراء وكذا ولده ناصر بن احمد رضوان الله تعالى عليهم اجمعين واستظهر بعض انه غير الشيخ جمال الدين احمد بن عبدالله بن علي بن الحسن ابن المتوج البحراني المتوفى سنة ٨٢٠ (ضك) تلميذ فخر المحققين واستاذ ابن فهد الاحسائي.

(ابن متويه)

ابوالحسن علي بن محمد بن علي بن سعد الاشعري القمي، له كتاب نوادر كبير، يروي عنه الشيخ الاجل الثقة الفقيه ابوجعفر محمد بن الحسن بن الوليد القمي المتوفي سنة ٣٤٣ (شمج).

(اقول) وليس هذا ابن متويه الذي نقل صحيفة ادريس من السورية إلى إلى العربية فان اسمه احمد بن حسين بن محمد. وقد يطلق ابن متويه على ابى الحسن علي بن احمد بن محمد بن علي بن متويه الواحدي الذي يأتي ذكره في الواحدي. وقد يطلق على ابى القسم عبدالرحمن بن محمد بن حامد بن متويه الزاهد البلخي محدث بلخ في عصره قدم نيسابور واقام مدة يحدث ثم انصرف، توفي سنة ٣٥٥ (شنه).

ومتويه بضم الميم وضم المثناة الفوقانية المشددة وسكون الواو وفتح المثناة التحانية وبعدها هاء ساكنة.

(ابن محبوب)

انظر السراد.

(ابن المدبر)

كمكبر، ابراهيم بن المدبر احد الامراء في ايام الواثق والمتوكل، وكان محل في العلم والادب والمعرفة، وكان سئ الرأي في ابي تمام الشاعر.

قال محمد بن الازهر انشدته ارجوزة لابي تمام ولم انسبها اليه وهي:

وعاذل عذلته من عذله

فظن انى جاهل من جهله

٤٠٣

ما غبن المغبون مثل عقله

من لك يوما بأخيك كله

فقال لابنه اكتبها فكتبها على ظهر كتاب من كتبه، فقلت له جعلت فداك انها لابي تمام فقال خرق خرق.

قال المسعودي بعد نقل هذه القصة: وهذا من ابن المدبر قبيح من عمله، لان الواجب ان لا يدفع احسان محسن عدوا كان او صديقا، وان تؤخذ الفائدة من الوضيع والرفيع فقد روي عن امير المؤمنينعليه‌السلام انه قال الحكمة ضالة المؤمن فخذ ضالتك ولو من اهل الشرك.

وقد ذكر عن بزرجمهر وكان من حكماء الفرس انه قال: اخذت من كل شئ احسن ما فيه حتى الكلب والهرة والخنزير والغراب قيل ما اخذت من الكلب؟ قال الفه لاهله وذبه عن صاحبه. قيل فما اخذت من الغراب؟ قال شدة حذره. قيل فمن الخنزير؟ قال بكوره في حوائجه. قيل فمن الهرة؟ قال حسن نغمتها وتملقها لاهلها عند المسألة. ومن عاب مثل هذه الاشعار التي ترتاح لها القلوب وتحرك لها النفوس وتصغي اليها الاسماع وتشحذ بها الاذهان ويعلم كل من له قريحة وفضل ومعرفة ان قائلها قد بلغ في الاجادة ابعد غاية واقصى نهاية فانما غض من نفسه وطعن على معرفته واختياره انتهى.

(قلت) اخذ المسعودي كلامه هذا من ابن المعتز فقد ذكر الخطيب في تأريخ بغداد انه لما امر ابن المدبر بتخريق الكتاب قال قال ابن المعتز: وهذا الفعل من العلماء مفرط القبح لانه يجب ان لا يدفع إحسان محسن عدوا كان أو صديقا وان تؤخذ الفائدة من الرفيع والوضيع فانه يروي عن علي بن ابى طالبعليه‌السلام انه قال: الحكمة ضالة المؤم ن فخذ ضالتك ولو من اهل الشرك.

ويروى عن بزرجمهر انه قال: اخذت من كل شئ احسن ما فيه الخ انتهى.

وقد يطلق ابن المدبر على احمد بن محمد بن عبيد الله ابي الحسن الكاتب الضبي حكي انه كان إذا مدحه شاعر فلم يرض شعره قال لغلامه امض به إلى المسجد الجامع ولا تفارقه حتى يصلي مائة ركعة ثم اطلقه، فتحاماه الشعراء إلا الافراد المجيدين

٤٠٤

فورد عليه الحسين بن عبد السلام المصري المعروف بالجمل فانشده:

اردنا في ابي حسن مديحا

كما بالمدح تنتجع الولاة

فقالوا يقبل المدحات لكن

جوائزه عليهن الصلاة

فقلت لهم وما تغني صلاتي

عيالي إنما الشأن الزكاة

فيأمرني بكسر الصاد منها

فيفتح لي الصلاة هي الصلاة

فضحك ابن المدبر واستطرفه واحسن صلاته وكان احمد بن المدبر المذكور يتولى الخراج بمصر فحبسه احمد بن طولون في سنة ٢٦٥ فمات أو قتل في حبسه سنة ٢٧٠ (رع).

(ابن المدينى)

ابوالحسن علي بن عبدالله بن جعفر، بصري الدار احد ائمة الحديث في عصره والمقدم على حفاظ وقته.

وابوه محدث مشهور روى عن غير واحد من مشيخة مالك بن انس.

واما علي فسمع اباه وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبدالحميد، ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرزاق بن همام إلى غير ذلك قدم بغداد وحدث بها فروى عنه احمد بن حنبل وابنه صالح، والحسن بن محمد الزعفرانى، ومحمد بن يحيى الذهلي والبخاري، وابوحاتم الرازي وغيرهم من المشايخ قال الخطيب قال ابوحاتم: كان علي علما في الناس في معرفة الحديث والعلل وكان احمد لا يسميه انما يكنيه تبجيلا له وكان سفيان بن عيينة يسمى ابن المدايني حية الوادي وروى الخطيب عن ابي يحيى قال: كان علي بن المدايني إذا قدم بغداد وتصدر الحلقة وجاء احمد ويحيى وخلف والمعيطي والناس يتناظرون فاذا اختلفوا في شئ تكلم فيه علي.

وروي عن الاعين قال: رأيت علي بن المدني مستلقيا واحمد بن حنبل على يمينه ويحيى بن معين عن يساره وهو يملي عليهما.

٤٠٥

وروي عن يحيى بن معين قال: كان علي بن المديني إذا قدم علينا اظهر التستن وإذا ذهب إلى البصرة اظهر التشيع مات بسر من رأى سنة ٢٣٦، وقد يطلق ابن المدينى على ابنه عبدالله بن علي بن عبدالله البصري قدم بغداد وحدث بها عن ابيه.

(ابن مرار)

الشيبانى ابوعمرو اسحاق بن مرار بكسر الميم، كان شاعرا محدثا من اهل العلم، اخذ منه احمد بن حنبل وابوعبيد وابن السكيت، مات ببغداد سنة ٢١٣ وقيل ٢٠٦.

(ابن مردويه)

الحافظ احمد بن موسى الاصبهاني المحدث المفسر المشهور من كبار المحدثين ومن عظماء علماء الجمهور، توفي باسكاف سنة ٣٥٢ (شنب).

(ابن المزرع)

ابوبكر يموت بن المزرع بن يموت ينتهي اليه حكيم بن جبلة وكان ابن اخت ابى عثمان الجاحظ، وكان اديبا اخباريا، له ملح ونوادر وكان لا يعود مريضا خوفا من ان يتطير باسمه وكان يقول: بليت بالاسم الذي سمانى به ابى فاذا عدت مريضا فاستأذنت عليه فقيل من هذا؟ قلت انا ابن المزرع واسقطت اسمي، مات بدمشق سنة ٣٠٤ (شد).

وجده حكيم بن جبلة كان من اعوان امير المؤمنين عليه السلام على شرطة البصرة، قتله اصحاب الجمل وسبعين رجلا من اصحابه، حكي ان طلحة والزبير لما قدما البصرة استقر الحال بينهم وبين عثمان بن حنيف اميرا لعلي عليه السلام ان يكفوا عن القتال إلى ان يأتى علي ثم ان عبدالله بن الزبير بيت عثمان رضي الله عنه فاخرجه من القصر فسمع حكيم فخرج في سبعمائة من ربيعة فقاتلهم حتى اخرجهم من القصر، ولم يزل يقاتلهم حتى قطعت رجله فاخذها وضرب بها الذي قطعها فقتله، ولم يزل يقاتل ورجله مقطوعة حتى نزفه الدم فاتكى على الرجل الذي قطع رجله وهو قتيل فقال له قائل من فعل بك هذا؟ قال وسادتى. فما رؤي اشجع منه. ثم قتله سحيم الحدائى انتهى.

٤٠٦

وفي المستدرك: حكيم بن جبلة العبدي في الدرجات الرفيعة(١) عن جماعة من اهل السير: انه كان رجلا صالحا شجاعا مذكورا مطاعا في قومه، إلى ان قال: وكان حكيم المذكور احد من شنع على عثمان لسوء اعماله وهو من خيار اصحاب امير المؤمنينعليه‌السلام مشهورا بولائه والنصح له وفيه يقول امير المؤمنينعليه‌السلام على ما ذكره ابن عبد ربه في العقد:

دعا حكيم دعوة سميعه

نال بها المنزلة الرفيعه

ثم ذكر شهادته يوم الجمل الاصغر ويظهر قوة إيمانه وشدة يقينه انتهى.

(ابن المستوفى)

ابو البركات شرف الدين المبارك بن ابى الفتح احمد بن المبارك اللخمي الاربلي، كان رئيسا جليل القدر جم الفضائل عارفا بالحديث ورجاله ماهرا في الادب وفنونه بارعا في علم الديوان وحسابه جمع تأريخا لاربل في اربع مجلدات وله النظام في شرح شعر المتنبي وابى تمام وله ديوان شعر وكان له من الكتب النفيسة شئ كثير توفي بالموصل سنة ٦٣٧ (خلز).

(ابن مسعود)

عبدالله بن مسعود بن غافل أو عاقل شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله مشاهده وكان احد حفاظ القرآن قال الخطيب البغدادي وكان من فقهاء الصحابة، ذكره عمر بن الخطاب فقال كنيف ملئ علما، وبعثه إلى الكوفة ليقرء‌هم القرآن ويعلمهم الشرايع والاحكام فبث عبدالله فيهم علما كثيرا وفقه منهم جما غفيرا انتهى.

وقد تقدم ما يتعلق به في ابن ام عبد.

____________________

(١) طبع المطبعة الحيدرية في النجف.

٤٠٧

(ابن مسكان)

كسبحان، اسمه عبدالله كوفي من اجلاء اصحاب الصادقعليه‌السلام احد من اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه، روي انه كان لا يدخل على ابى عبدالله عليه السلام شفقة ان لا يوفيه حق اجلاله وكان يسمع من اصحابه ويأبى ان يدخل عليه إجلالا له وقد اطال الكلام في ذلك شيخنا في المستدرك وذكر روايات رواها عنه عليه السلام بحيث لا يحتمل الارسال قال الفيروز آبادي في القاموس: مسكان بالضم شيخ للشيعة اسمه عبدالله.

(ابن مسكويه)

الحكيم ابوعلي احمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه الحازن الرازي الاصل الاصبهانى المسكن والخاتمة، كان من اعيان العلماء واركان الحكماء معاصرا للشيخ ابي علي بن سينا صحب الوزير المهلبي في ايام شبابه وكان خصيصا به إلى ان اتصل بخدمة عضد الدولة فصار من كبار ندمائه ورسله إلى نظرائه ثم اختص بالوزير ابن العميد وابنه ابى الفتح له مؤلفات في الحكمة منها كتاب الفوز الاكبر وكتاب الفوز الاصغر وجاويدان خرد بالفارسية في الحكمة وهو يقرب من خمسه آلاف بيت وتجارب الامم في التأريخ وكتاب الطهارة في علم الاخلاق وهو مشهور قد مدحه المحقق الطوسي بأبيات ولم يتعين حقيقة مذهبه وله عبارات متعارضة في كتابه هذا فقال في بحث الشجاعة من كتاب الطهارة واستمع كلام الامام الاجل سلام الله عليه الذي صدر عن حقيقة الشجاعة فانه قال لاصحابه: انكم إن لم تقتلوا تموتوا والذي نفس ابن ابى طالب بيده لالف ضربة بالسيف على الرأس اهون من ميتة على الفراش.

وهذا الكلام يومي إلى تشيعه، وقال في مقام آخر نقلا عن الحسن البصري لقد حذق ابوبكر في خطبته حيث قال: اشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك ثم وصفهم الخ.

٤٠٨

وهذا الكلام يومي إلى تسننه ولكن النقل عن الحسن البصري باب شائع عند صوفية الشيعة فلا يدل على تسننه.

(قلنا) ثم الدائر على السنة اهل العصر ان السيد الداماد كان يعتقد تشيعه وكان قبره على باب درب جناب (في اصبهان) وكان السيد الداماد كلما يجتاز يقف ويقرأ الفاتحة ثم يعبر عنه، نقلت ذلك من رياض العلماء، توفي سنة ٤٢١ قال الفيروز آبادي في القاموس: مسكويه بالكسر كسيبويه علم.

(ابن المشهدى)

ابوعبدالله محمد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي الحائري الشيخ الجليل السعيد المتبحر عظيم المنزلة والمقدار مؤلف المزار المشهور الذي اعتمد عليه علماؤنا الابرار الملقب بالمزار الكبير في بحار الانوار وله ايضا كتاب بغية الطالب وايضاح المناسك وكتاب المصباح يروي عن جماعة من الاعلام منهم: ابن البطريق والسيد ابن زهرة وشاذان بن جبرائيل القمي والشيخ هبة الله بن نما وابى عبدالله الحسين ابن جمال الدين هبة الله بن الحسين بن رطبة السوراوي الفقيه الجليل الموصوف في الاجازات بكل جميل والامير ورام بن ابى فراس وسديد الدين محمود الحمصي الرازي ووالده وغيرهم رضوان الله عليهم اجمعين ويروي عنه نجيب الدين بن نما.

(ابن مضا اللخمي)

انظر قاضي الجماعة.

(ابن المعتز)

عبدالله بن المعتز بن المتوكل العباسي الاديب الشاعر العالم بالموسيقى اخذ الادب عن المبرد وثعلب وغيرهما، وله اشعار معروفة منها قوله:

عجبا للزمان من حالتيه

وبلاء دفعت منه اليه

رب يوم بكيت فيه فلما

صرت في غيره بكيت عليه

وله:

اصبر على حسد الحسود فان صبرك قاتله

كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله

٤٠٩

وله قصيدة في تفضيل بني العباس على آل ابى طالب المنتجبين:

ابى الله إلا ما ترون فمالكم

غضابا على الاقدار يا آل طالب

القصيدة.

ورد عليه القاضي التنوخي وغيره ويأتى في التنوخي ما يتعلق بذلك.

قيل كان ابن المعتز شبيه جده المتوكل في النصف والعناد لاهل بيت النبي صلى الله عليه وآله إلى يوم التناد، فصار عاقبة امره انه حبس بأمر المقتدر لكائنة جرت له ثم عصرت خصيتاه حتى مات وكان ذلك في سنة ٢٩٦ (صور) ودفن في خربة في نهاية الذلة وصار مصداقا للخبر المشهور: نحن بنو عبدالمطلب ما عادانا بيت إلا وقد خرب ولا عاوانا كلب إلا وقد جرب ومن لم يصدق فليجرب.

قال ابن شحنة الحنفي: ولي ابن المعتز الخلافة يوما واحدا ورثاه ابن بسام بأبيات منها قوله:

لله درك من ميت بمضيعة

ناهيك في العلم والآداب والحسب

ما فيه لولا ولا ليت فتنقصه

وإنما ادركته حرفة الادب

والحق ان اصابته دعوة العلويين فانه كان يقول إن وليت ما ابقيت علويا فدعوا عليه انتهى.

(اقول) ولما كان لامير المؤمنينعليه‌السلام من جملة دلائله الباهرة ومناقبه الفاخرة انه جرى كثير من مناقبه على لسان اعدائه قال ابن المعتز مع شدة نصبه وعداوته هذه الابيات وهي موجودة في ديوانه ص ١٢٩:

رثيت الحجيج فقال العدا

ة سب عليا وبيت النبي

أآكل لحمي واحسو(١) دمي

فيا قوم للعجب الاعجب

علي يظنون بى بغضه

فهلا سوى الكفر ظنوه بى

إذا لا سقتني غدا كفه

من الحوض والمشرب الاعذب

سببت فمن لا مني منهم

فلست بمرض ولا معتب

مجلي الكروب وليث الحرو

ب في الرهج الساطع الاهيب

____________________

(١) أي اشرب.

٤١٠

وبحر العلوم وغيظ الخصو

م متى يصطوع وهم يغلب

يقلب في فمه مقولا

كشقشقة الجمل المصعب(١)

وأول من ظل في موقف

يصلي مع الطاهر الطيب

وكان اخا لنبي الهدى

وخص بذاك فلا تكذب

وكفوا لخير نساء العبا

د ما بين شرق إلى مغرب

واقضى القضاء لفصل الخطا

ب والمنطق الاعدال الاصوب

وفي ليلة الغار وقى النبي

عشاء إلى الفلق الاشهب(٢)

وبات ضجيعا به في الفرا

ش موطن نفس على الاصعب

وعمرو بن ود واحزابه

سقاهم حسا الموت في يثرب

وسل عنه خيبر ذات الحصو

ن تخبرك عنه وعن مرحب

اقول:

وإذا أراد الله نشر فضيلة

طويت أتاح لها لسان حسود

روى صاحب بشارة المصطفى(٣) : عن هشام بن محمد عن ابيه قال: اجتمع الطرماح وهشام المرادي ومحمد بن عبدالله الحميري عند معاوية بن ابى سفيان فاخرج بدرة فوضعها بين يديه ثم قال يا معشر شعراء العرب قولوا قولكم في علي بن ابن ابي طالب ولا تقولوا إلا الحق وانا نفي من صخر بن حرب إن اعطيت هذه البدرة إلا من قال الحق في علي فقام الطرماح فتكلم وقال في علي ووقع فيه، فقال معاوية اجلس فقد عرف الله نيتك ورأى مكانك ثم قام هشام المرادي فقال ايضا ووقع فيه، فقال معاوية اجلس مع صاحبك فقد عرف الله مكانكما، فقال عمرو بن العاص لمحمد بن عبدالله الحميري وكان خاصا به تكلم ولا تقل إلا الحق، قال يا معاوية قد آليت أن لا تعطي هذه البدرة إلا قائل الحق في علي قال نعم أنا نفي من صخر بن حرب إن اعطيتها منهم إلا من قال الحق في علي، فقام محمد بن

____________________

(١) اي الذي لا ينقاد.

(٢) اي الابيض.

(٣) طبع في المطبعة الحيدرية في النجف.

٤١١

عبدالله فتكلم ثم قال:

بحق محمد قولوا بحق

فان الافك من شيم اللئام

أبعد محمد بأبي وامي

رسول الله ذي الشرف التمام

أليس علي افضل خلق ربى

واشرف عند تحصيل الانام

ولا يته هي الايمان حقا

فذرني من اباطيل الكلام

علي إمامنا بأبي وامي

ابوالحسن المطهر من حرام

إمام هدى اتاه الله علما

به عرف الحلال من الحرام

ولو انى قتلت النفس حبا

له ما كان فيها من أثام

يحل النار قوما ابغضوه

وإن صاموا وصلوا الف عام

ولا والله ما تزكو صلاة

بغير ولاية العدل الامام

امير المؤمنين بك اعتمادي

وبالغر الميامين اعتصامي

برئت من الذي عادى عليا

وحاربه من اولاد الحرام

تناسوا نصبه في يوم خم

من الباري ومن خير الانام

برغم الانف من يشنأ كلامي

علي فضله كالبحر طام

وأبرأ من اناس اخروه

وكان هو المقدم بالمقام

على آل النبي صلاة ربي

صلاة بالكمال وبالتمام

فقال معاوية: انت اصدقهم قولا فخذ هذه البدرة.

(ابن معتوق)

السيد شهاب الدين احمد بن ناصر الموسوي الحويزي الاديب الشاعر له ديوان شعر توفي سنة ١٠٨٧ أو ١١١١.

(ابن معط)

ابوالحسين يحيى بن معط المغربي الحنفي النحوي صاحب (الالفية) في النحو

٤١٢

التي نسج على منوالها ابن مالك قرأ على الجرولي وسمع من ابن عساكر سكن دمشق زمنا طويلا وصنف تصانيف منها الفيته التي قيل فيها:

الدرة المنظومة الالفية

اجل ما في الكتب النحوية

لكونها في حجمها صغيرة

جليلة في قدرها كبيرة

توفي بالقاهرة سنة ٦٣٨ (خكح) وقبره عند قبر الشافعي.

(ابن المعلم)

يطلق على جماعة منهم: الشيخ المفيد ويأتي في المفيد.

ومنهم: ابوالغنائم نجم الدين محمد بن علي بن فارس الواسطي الشاعر المشهور احد من سار شعره وانتشر ذكره وبينه وبين ابن التعاويذي تنافس حكى عنه قال: كنت ببغداد فاجتزت يوما بموضع رأيت الخلق مزدحمين فسألت بعضهم عن سبب الزحام فقال هذا ابن الجوزي الواعظ جالس فزاحمت وتقدمت حتى شاهدته وسمعت كلامه وهو يعظ حتى قال مستشهدا على بعض إشاراته ولقد احسن ابن المعلم حيث يقول:

يزداد في مسمعي تكرار ذكر كم

طيبا ويحسن في عيني تكرره

فعجبت من اتفاق حضوري واستشهاده بشعري ولم يعلم بحضوري لا هو ولا غيره من الحاضرين.

توفي بالهرث سنة ٥٩٢ (ثصب). والهرث بضم الهاء وسكون الراء قرية بينها وبين واسط نحو عشرة فراسخ وكانت وطنه ومسكنه إلى ان توفي بها.

(ابن معين)

كأمين، ابوزكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد البغدادي الحافظ المشهور صاحب الجرح والتعديل.

روى الخطيب: ان اباه كان على خراج الري فمات فخلف لابنه يحيى المذكور الف الف درهم وخمسين الف درهم فانفق جميع المال على الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه.

٤١٣

(اقول) ويأتي في العياشي نظير ذلك روى عنه البخاري ومسلم وابوداود وابن حنبل وغيرهم من الحفاظ وكان بينه وبين احمد بن حنبل من الصحبة والالفة والاشتراك في علم الحديث ما هو مشهور. وتأنى في الطيبي قصة تتعلق بهما. وسئل كم كتبت من الحديث؟ فقال كتبت بيدي هذه ستمائة الف حديث قال احمد ابن حنبل كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث.

وكان يحيى ابن معين ينشد كثيرا:

المال يذهب حله وحرامه

طرا ويبقى في غد آثامه

ليس التقي بمتق لآء‌لهه

حتى يطيب شرابه وطعامه

ويطيب ما تحوي وتكسب كفه

ويكون في حسن الحديث كلامه

نطق النبي لنا به عن ربه

فعلى النبي صلاته وسلامه

توفي بالمدينة سنة ٢٣٣ (دلج).

(اقول) الذي ظهر لي من احوال ابن معين انه كان لا يراعي الانصاف في المحدثين من الشيعة فاذا رآه شيعيا يحكم بكذبه أو ضعفه أو تدليسه وامثال ذلك مثلا ابوادريس تليد بن سليمان المحاربى الكوفي كان من المحدثين المشهورين من الشيعة قدم بغداد وحدث بها، روى عنه جماعة من مشايخ اهل السنة احدهم امام المحدثين ابوعبدالله احمد بن حنبل.

روى الخطيب في تأريخ بغداد عنه قال: كتبت عن تليد حديثا كثيرا وروى عن ابى بكر المروزي قال قال ابوعبدالله احمد بن حنبل في تليد بن سليمان: كان مذهبه التشيع ولم ير به بأسا ولكن روى عن ابن معين انه يقول تليد كان ببغداد وقد سمعت منه ولكن ليس هو بشئ.

وروى عنه ايضا يقول: تليد كذاب كان يشتم عثمان وكل من شتم عثمان أو طلحة او احدا من اصحاب رسول الله دجال لا يكتب عنه وعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين.

(قلت) والذي يهون الخطب ان هذه شنشنة في اهل العناد.

٤١٤

ذكر الخطيب انه سأل ابوداود سليمان بن الاشعث عن تليد بن سليمان فقال رافضي خبيث ويأتى في الجهضمي ان نصر بن علي البصري روى حديثا في اهل البيتعليه‌السلام فامر المتوكل بضربه الف سوط فقيل له انه من اهل السنة ولم يزل به حتى تركه قال الخطيب: انما امر المتوكل بضربه لانه ظنه رافضيا فلما علم انه من اهل السنة تركه وروى عن يحيى بن معين انه سئل عن ابى الصلت الهروي فقال: ثقة صدوق إلا انه يتشيع.

وروي عن العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يوثق ابا الصلت فقلت او قيل له انه حدث عن ابى معاوية عن الاعمش انا مدينة العلم وعلي بابها؟ فقال ما تريدون من هذا المسكين؟ أليس قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي عن ابى معاوية هذا أو نحوه؟ قال الخطيب: وقد ضعف جماعة من الائمة ابا الصلت وتكلموا فيه لغير هذا الحديث أخبرنا البرماني قال ذكر ابوالصلت عند ابي الحسن الدار قطني فقال ابوالحسن وانا اسمع كان خبيثا رافضيا وحكى لنا ابوالحسن انه سمعه يقول.. للعلوية خير من جميع بني امية فقيل فيهم عثمان؟ فقال فيهم عثمان انتهى.

(ابن معية)

كسمية تاج الدين ابوعبدالله محمد بن السيد جلال الدين ابى جعفر القسم ابن الحسين العلوي الحسني الديباجي الحلي العالم الفاضل الجليل القدر واسع الرواية كثير المشايخ شاعر أديب صاحب كتاب معرفة الرجال ونهاية الطالب في نسب آل ابي طالب، يروي عنه الشهيد رحمه الله وعبر عنه في بعض اجازاته بأنه اعجوبة الزمان في جميع الفضائل والمآثر.

وقال تلميذه في كتاب عمدة الطالب: شيخي المولى السيد العالم الفاضل الفقيه الحاسب النسابة المصنف اليه انتهى علم النسب في زمانه وله الاسناد العالية والسماعات الشريفة انتهى.

٤١٥

يروي عن آية الله العلامة وفخر المحققين والعميدي والسيد رضي الدين الآوي والسيد علي بن عبدالحميد وابيه ابي جعفر القسم وغير ذلك مما يبلغ ثلاثين من اعاظم العلماء، وله اسناد عال إلى الامام العسكريعليه‌السلام وهو من خصائصه وهو روايته عن ابيه عن المعمر عن غوث السنبسي الذي يحكى انه كان احد غلمان ابي محمد العسكريعليه‌السلام وقد اشرنا إلى ذلك في سفينة البحار في اخبار المعمرين ومن شعره لما وقف على بعض انساب العلويين ورأى قبح اعمالهم فكتب:

يعز على اسلافكم يا بني العلى

إذا نال من اعراضكم شتم شاتم

بنوا لكم مجد الحياة فما لكم

أسأتم إلى تلك العظام الرمائم

أرى الف بان لا يقوم بهادم

فكيف ببان خلفه الف هادم

وله ايضا:

احسن الفعل لا تمت بأصله

إن بالفعل خسة الاصل توسى

نسب المرء وحده ليس يجدي

إن قارون كان من قوم موسى

فعن مجموعة الشهيد قال القاضي تاج الدين لما اذن لي والدي بالفتيا ناولني رقعة قال اكتب عليها فلما امسكت القلم قبض على يدي وقال امسك فانك لا تدري اين يؤديك قلمك؟ ثم قال هكذا فعل معي شيخي لما اذن لي وقال لي شيخي هكذا فعل معي شيخي، وقال الشهيد ايضا مات السيد المذكور ٨ ع ٢ سنة ٧٧٦ (ذعو) بالحلة وحمل إلى مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام قال قد اجاز لي هذا السيد مرارا واجاز لولدي ابى طالب محمد وابى القسم علي في سنة ٧٧٦ قبل موته وخطه عندي شاهدا انتهى.

(ابن المغازلى)

ابوالحسن علي بن محمد بن الطيب الخطيب الواسطي الفقيه الشافعي صاحب كتاب المناقب المتوفى سنة ٤٨٣، وهو غير ابن المغازلي القاص الذي يضحك الناس وقصته على ما لخصناها من مروج الذهب: انه كان ببغداد رجل يتكلم على الطريق وبقص على الناس بأخبار ونوادر ومضاحك ويعرف بابن المغازلي وكان في نهاية الحذق لا يستطيع من يراه ويسمع كلامه ان لا يضحك.

٤١٦

قال ابن المغازلي: فوقفت يوما في خلافة المعتضد بالله على باب الخاصة اضحك وأنادر فحضر حلقتي بعض خدمة المعتضد فأعجب الخادم بحكايتي، ثم انصرف عني فلم يلبث ان عاد وأخذ بيدي وقال اني ذكرت حكايتك لامير المؤمنين فأمرني باحضارك ولي نصف جائزتك، فقلت: يا سيدي أنا ضعيف وعلي عيلة وقد من الله علي بك فما عليك ان اخذت سدسها أو ربعها فأبى إلا نصفها فأخذ بيدي وأدخلني عليه فسلمت ووقفت في الموضع الذى اوقفت فيه فرد علي السلام وقد كان ينظر في كتاب فلما نظر في اكثره اطبقه ثم رفع رأسه إلي وقال: إنت ابن المغازلي، قلت: نعم يا امير المؤمنين قال: قد بلغني انك تحكي وتضحك وتأتي بحكايات عجيبة ونوادر ظريفه، قلت نعم يا امير المؤمنين الحاجة تفتق الحيلة اجمع بها الناس وأتقرب إلى قلوبهم بحكايتها التمس برهم وأتعيش بما أناله منهم قال فهات ما عندك فان اضحكتني اجزتك بخمسمائة درهم وان لم اضحك فمالي عليك فقلت ما معي إلا قفاي فاصفعه ما احببت قال قد انصفت إن اضحكتني فلك ما ضمنت وإلا صفعتك بهذا الجراب عشر صفعات، فالتفت فاذا أنا بجراب ادم ناعم في زاوية البيت، فقلت: جراب فيه ريح إن أنا اضحكته ربحت وإن لم اضحكه فأمر عشر صفعات بجراب منفوخ هين ثم اخذت في النوادر والحكايات فلم ادع حكاية اعرابي ولا نحوي ولا مخنث ولا قاض ولا زطي ولا نبطي ولا سندي ولا زنجي إلى غير ذلك إلا احضرتها وأتيت بها حتى نقد جميع ما عندي وتصدع رأسى ولم يبق ورائي خادم إلا هرب ولا غلام إلا ذهب لما استفزهم الضحك فقلت: يا امير المؤمنين قد نفد والله ما معي وما رأيت مثلك قط وما بقيت لي إلا نادرة واحدة قال هاتها، فقلت وعدتني ان تصفعنى عشرا وجعلتها مكان الجائزة فأسألك ان تضعف الجائزة وتضيف اليها عشرا فأراد ان يضحك فاستمسك فقال: يا غلام خذ بيده فأخذ بيدي ومددت على قفاي فصفعت بالجراب

٤١٧

صفعة فكأنما سقط على قفاي قلعة وإذا فيه حصى مدور كأنه صنجات فصفعت به عشرا كادت ان تنفصل رقبتي وينكسر عنقي وطنت اذناي وقدح الشعاع من عينى فلما إستوفيت عشرة صحت يا سيدي نصيحة فرفع الصفع عنى فقال: ما نصيحتك؟ قلت: يا سيدى انه ليس في الدنيا احسن من الامانة ولا اقبح من الخيانة، وقد ضمنت للخادم الذى ادخلنى عليك نصف هذه الجائزة على قلتها أو كثرتها وأمير المؤمنين اطال الله بقاء‌ه بفضله وكرمه قد اضعفها فقد استوفيت نصفها وبقي لخادمك نصفها فضحك حتى استلقى استفزه ما كان قد سمعه مني أولا وتحامل له فما زال يضرب بيده ويفحص برجله ويمسك بمراق بطنه حتى إذا سكن ضحكه قال: علي بفلان الخادم فأتي به، وكان طوالا فأمر بصفعه فقال: يا امير المؤمنين أى شئ قصتي؟ وأى جناية جنايتي؟ فقلت له هذه جائزتي وأنت شريكي وقد استوفيت نصفها وبقى نصيبك منها فلما استوفى صفعه اخرج من تحت تكائه صرة فيها خمسمائة درهم فقسم الدراهم بيننا وانصرفنا.

(ابن مفرغ)

ابوعثمان يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ الحميرى لقب جده مفرغا لانه راهن على سقاء لبن ان يشربه كل فشربه حتى فرغ فلقب به.

وكان ابن مفرغ شاعرا، ومن شعره ما تمثل به الحسين بن علي عليه السلام:

لا ذعرت السوام في غلس الصب‍

ح مغيرا ولا دعيت يزيدا

يوم اعطي على المخافة ضيما

والمنايا يرصدنني ان احيدا

وهجا ابن مفرغ عباد بن زياد وعبيد الله بن زياد وقد نكلا به وحبساه، ولولا قومه وعشيرته الذي كانوا مع يزيد بن معاوية لقتلاه، ومن شعره في لحية عباد، وكان عظيم اللحية كأنها جوالق:

ألا ليت اللحى كانت حشيشا

فنعلفها خيول المسلمينا

٤١٨

وله ايضا في هجاء زياد:

فاشهد ان امك لم تباشر

أبا سفيان واضعة القناع

ولكن كان امر فيه لبس

على وجل شديد وامتناع

وله في هجاء عبيد الله بن زياد:

وقل لعبيد الله مالك والد

بحق ولا يدرى امرؤ كيف ينسب

إلى غير ذلك.

(وروى) ان عبيد الله بن زياد استأذن معاوية في قتله فلم يأذن له وأمره بتأديبه، فلما قدم ابن زياد البصرة اذ ابن مفرغ من دار المنذر بن الجارود وكان أجاره فأمر به فسقي نبيذا حلوا قد خلط معه الشبرم فأسهل بطنه وطيف به وهو في تلك الحال وقرن بهرة وخنزير، فكان الصبيان يهزأون به في اسواق البصرة، وألح عليه الاسهال حتى اضعفه فسقط، فعرف ابن زياد ذلك فأمر ان يغسل، ثم رده إلى الحبس، فقال قصيدة يصف فيها حاله، فمنها خطابه لابن زياد:

ايها المالك المرهب بالق

تل بلغت النكال كل النكال

فاخش نارا تشوي الوجوه ويوما

يقذف الناس بالدواهي الثقال

قد تعديت في القصاص وأدرك

ت ذحولا لمعشر اقيال

وكسرت السن الصحيحة مني

لا تذلل فمنكر إذلالي

وقرنتم مع الخنازير هرا

ويميني مغلولة وشمالي

وكلابا ينهشنني من ورائي

عجب الناس ما لهن وما لي

يغسل الماء ما صنعت وقولي

راسخ منك في العظام البوالي(١)

____________________

(١) قال ابن خلكان في ترجمة يزيد بن مفزع المذكور: وكان يزيد شاعرا غزلا محسنا، والسيد الحميرى الشاعر المشهور من ولده وهو اسماعيل بن محمد ابن بكار بن يزيد المذكور، كذا ذكره ابن ماكولا في كتاب الاكمال ولقبه السيد، وكنيته ابوهاشم، وهو من كبار الشيعة، وله في ذلك اخبار وأشعار مشهورة.

٤١٩

ومن شعره ايضا:

إن زيادا ونافعا وأبا

بكرة عندى من اعجب العجب

هم رجال ثلاثة خلقوا

في رحم انثى وكلهم لاب

ذا قرشي كما يقول وذا

مولى وهذا ابن عمه عربي

توفى سنة ٦٩ (طس).

(تذييل) اعلم ان الحرث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن ابى سلمة الثقفى طبيب العرب عالج أبا الجبر احد ملوك اليمن فأعطاه سمية وعبيدا بضم العين، فزوج الحرث عبيدا سميته المذكورين فولدت سمية زيادا وأبا بكرة نفيع بن الحرث بن كلدة ويقال: نفيع بن مشروح وولدت ايضا شبل بن معبد ونافع ابن الحرث وهؤلاء الاخوة غير شبل هم الذين اشار اليهم ابن مفرغ، فقوله: (ذا قرشى) اشار إلى زياد (وذا مولى) المراد ابوبكرة لانه اسلم، وكان يقول: أنا مولى رسول الله صلى الله عليه واله.

والثالث نافع لانه كان الحرث بن كلدة قال له انت ابني ونسب إلى الحرث وكان أبوبكرة قبل ان يسلم ينسب إلى الحرث ايضا فلما حسن اسلامه ترك الانتساب، وهؤلاء الاخوة مع شبل هم الذين شهدوا على زناء المغيرة بن شعبة بأم جميل عند عمر بن الخطاب فشهدوا جميعا إلا زياد ان المغيرة ولج فيها ولوج الميل في المكحلة، وكان زياد غائبا فلما قدم قال عمر: اني أرى رجلا لا يخزى الله على لسانه رجلا من المهاجرين، ثم رفع رأسه فقال: ما عندك يا سلح الحبارى؟ فشهد انه رآه رافعا رجليها وخصيته تتردد إلى ما بين فخذيها فقال عمر: رأيته يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة؟ فقال: لا، فقال عمر: الله قم يا مغيرة اليهم فاضربهم فقام إلى ابى بكرة فضربه ثمانين وضرب الباقين وأعجبه قول زياد ودرء الحد عن المغيرة فقال ابوبكرة بعد ان ضرب اشهد ان

٤٢٠