السيد محمد كاظم اليزدي

السيد محمد كاظم اليزدي0%

السيد محمد كاظم اليزدي مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 813

السيد محمد كاظم اليزدي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: كامل سلمان الجبوري
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: الصفحات: 813
المشاهدات: 284181
تحميل: 12352

توضيحات:

السيد محمد كاظم اليزدي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 813 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 284181 / تحميل: 12352
الحجم الحجم الحجم
السيد محمد كاظم اليزدي

السيد محمد كاظم اليزدي

مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وثائق

فترة الاحتلال البريطاني

1914 - 1919م

٦٤١

[65]

بيان السيد محمد كاظم اليزدي في الرد على إشاعة مفادها أن علماء النجف أفتوا بوجوب مساعدة الشريف حسين ملك الحجاز عند قيامه بالخروج على الدولة العثمانية عما 1916، نصه:

* * *

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يخفى أنه قد بلغنا حصول الإشاعة بالنسبة إلى علماء النجف الأشرف فيما يعود إلى ما هو المشهور من أمر الشريف في مكة المشرفة: أنهم كتبوا في ترويج أمره، فتعجَّبنا من هذا الكذب الفاضح الواضح، والضربة البينة الظاهرة، حاشاهم عن ذلك، ولا أظن أن أحداً من المسلمين يحتمل صدور مثل ذلك من مثلهم.

نسأل الله تعالى العصمة عن الكذب في الأقوال والأفعال ونصر الإسلام والمسلمين آمين رب العالمين.

يوم الثلاثاء 2 / صفر الخير / سنة 1335

محمد كاظم الطباطبائي

٦٤٢

[66]

رسالة من الشيخ عبدالحسين مطر إلى السيد اليزدي يستفسر عن وقوع حادثة الحلة وينتظر أوامره بشأنها. مؤرَّخة في 15 / صفر / 1335هـ [11 كانون الأول 1916م] نصّها:

* * *

السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

إلى حضرة مولانا وملاذنا حجة الإسلام، وأبو الأيتام، ومرجع الخاص والعام، جناب السيد سيد كاظم دام بقاه...

بعد تقبيل أياديكم الشريفة، نخبر جنابكم الشريف خرجنا من النجف الأشرف بأمركم، قاصدين نصرة الدين والإسلام، حتى إذا وصلنا لواء المنتفك شوّقنا وهيّجنا عشايرنا وبذلنا نفسنا ونفيسنا وبقينا مواظيين على هذا العمل حتى وردتنا أخبار واقعة الحلة، وحركة النجف شوشتنا وكدرتنا، بل أوجبت الشك في الدوام على عملنا، وصرنا في ريب، ووقفنا عن العمل بانتظار أمركم، وعشايرنا على الدوام تستفتينا فنقف عن الجواب تارة، ونجمل عليهم أخرى، ونحن وقوف عن العمل، والتبس علينا الأمر بانتظار أمركم وفتواكم، والسلام عليكم وعلى الأخ مولانا الشيخ أحمد وعموم السادة أبنائكم الكرام ورحمة الله وبركاته.

15 صفر 1335

من خادمكم

عبد الحسين مطر

٦٤٣

[67]

رسالة بعثها الميرزا محمد تقي الشيرازي في 16 / كانون الأول / 1916م إلى السيد كاظم اليزدي حول ثورة النجف بطرد الأتراك، وحادثة الحلة، بنصها:

* * *

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليك يا أمير المؤمنين وعلى ضجيعيك وجاريك ورحمة الله وبركاته.

حضرة ملاذ الأنام وحجة الإسلام السيد الأجل دام ظله.

أما بعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أدام الله ظلكم على المسلمين وتوفيقهم لرشدهم في طاعتك، وهداهم في امتثال أوامركم ونواهيكم، ونفعهم ببركات موعظتكم وزجركم، وحباهم ببركة ذلك خير الدارين، وسلامة الدين والدنيا.

فغير خفي عليكم سوء أثر التشاويش في النجف من بعض الجهّال وقبح نتيجتها ووخامة عاقبتها، ومنافاتها لمراعات حرمة المشهد المعظم، واقتضائها لسوء الجوار لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وأنتم أبصر بذلك وأعرف له. وأني مطمئن بدوام اهتمامكم بهذا الأمر من كل وجه ومواظبتكم، لأشارككم في الأجر والفوز في إصلاح أمور المسلمين.

وقد كاتبنا حضرة القائد العام ومعاون الولاية بطلب العفو والمراعات، سائلين من الله صلاح أمر الإسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في 20 شهر صفر الخير 1335

الأحقر

محمد تقي الشيرازي

٦٤٤

[68]

البرقية التي بعثت إلى ملك بريطانيا باسم رجال الدين والزعماء في كربلاء والنجف وقد ندم الموقّعون عليها، وقد أشارت إليها المس بيل في كتابها (فصول من تاريخ العراق القريب) ص37 بقولها:

(قد بعث علماء كربلاء والنجف برقية تهنئة إلى صاحب الجلالة، فأجابهم عن اعترافه بتسلمها، وإن رغبته الخالصة هي إنعاش العراق وسكّانه والمحافظة على عتباته المقدسة واستعادة مجده القديم).

وعندما نشر نص البرقيتين المتبادلتين بين علماء كربلاء وملك انكلترا في جريدة (سرفراس) الهندية، بعددها الصادر بتاريخ 3 تشرين الثاني 1917م / 2 جمادى الثانية 1335هـ، وأرسلت من الهند بواسطة البريد إلى السيد عبود علي نصر الله الكربلائي، وهو الذي حملها بدوره إلى الشيخ محمد حسن أبو المحاسن وأخبره بها. وعند شيوع هذا الخبر في الأوساط العلمية والشعبية في كربلاء بعدئذٍ، عمّ الاستياء العام. وعلى إثرها سافر من كربلاء كل من: السيد حسين القزويني والسيد محمد علي الطباطبائي والحاج محمد حسن أبو المحاسن، إلى النجف الأشرف، حيث اتصلوا بالسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي واستفتوه بالفتوى الآتية:

- هل يجوز للمسلم أن يهنِّىء المسيحي باحتلاله العتبات المقدسة؟

- وما يكون حكم ذلك الرجل المسلم في الإسلام؟

أفتونا مأجورين.

فذيَّلها السيد اليزدي بالجواب:

(الرجل الذي ارتكب هذا الفعل الشنيع فاسق فاجر لا يدفن في مقابر المسلمين.

الأحقر

خادم الشريعة

محمد كاظم الطباطبائي)

* * *

إلى حضرة صاحب الجلالة ملك بريطانيا العظمى وإمبراطور الهند وما وراء النهر

٦٤٥

أدام الله سلطانه.

نهنئكم بورود عساكركم المنصورة إلى العراق وحفْظِم العتبات من ظلم الظالمين.

السيد عبدالحسين الحجة

محمد صادق الطباطبائي

الشيخ حسين المازندراني

أبو القاسم العلامة التبريزي

الشيخ عبدالكريم الزنجاني

السيد جعفر بحر العلوم

الشيخ شمشاد الهندي

الشيخ هادي الكشميري

الشيخ محمد رضا أسد الله

الشيخ فخر الدين كمونة

٦٤٦

[69]

رسالة بعث بها السيد محمد كاظم اليزدي إلى حميدي الداخل أحد تجار الحبوب والمواد الغذائية، يعرض له الوضع الاجتماعي في النجف، ويوعز له ببيع المواد الغذائية لتجار النجف من دون أجرة سعي، مؤرَّخة في 24 / محرم / 1336هـ - 10 / كانون الأول / 1917م. نصُّها:

* * *

لجناب الأعز الأكرم حميدي الداخل المحترم (أدام الله عزه وتوفيقه).

بعد السلام عليكم والدعاء لك بمزيد البركة والتوفيق والخير والسعادة.

نبدي لك - أعزّك الله - أنه قد بلغك هياج عامة هذه النواحي من حادثة هذا الغلاء المريع، بل الخطب الفظيع، ولا سيَّما على فقراء المشاهد المقدسة، وهم أكثر أهاليها. فإنهم أصبحوا لا يملكون قوتاً ولا نقوداً، فأصبحت ضجة الأرامل واليتامى وأنينهم من الجوع والطوى يفتت الأكباد ويبلغ السَّبع الشداد. وقد انتدب جماعة من تجار النجف الأشرف وأعيانهم فجمعوا رأس مال كبير، وعزموا على شراء مقدار من الأطعمة وجلبها إلى النجف كي تباع وتبذل للفقراء والمساكين برأس مالها من دون ربح. وهذا العمل بتوفيق (الله) يوجب غاية التسهيل وتخفيف الوطأة الشديدة. وقد توجّه بعض وكلاء تلك الجماعة وعمّالها إلى أطرافكم طلباً لشراء ما لعله يحصل في تلك الجهات. فالأمل (بمنّه تعالى) وجميل ما نعهده، فيكم أن تعاضدوهم وتؤازروهم وتشاركوهم في هذا الأجر الجزيل والمشروع الجليل. ومن الجميل أن تباشروا بفضلكم الشراء لهم من دون سعي، فإن أجر سعيكم على الله جل شأنه. وحسن الظن واليقين بكم يغنينا عن التأكيد عليكم.

وبلّغوا سلامنا ودعائنا لكافة إخواننا المؤمنين سيَّما الأمجد عبد الحسين سلّمه الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

٦٤٧

[70]

بعد احتلال الإنكليز العراق وطرد الأتراك أخذت حكومة الاحتلال تطارد المجاهدين ومن تعاون مع الأتراك في مقاومتهم، وكان من أولئك (قصاب) أحد رؤساء عشائر ربيعة في العمارة. فقد كتب الحاج مخيف محمد رئيس قبائل عفك رسالة إلى السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي يطلب منه التشفّع له عند حكومة الاحتلال ومنحه الأمان. نصّها:

* * *

بعد تقبيل أيادي جناب مولانا وملاذنا حجة الإسلام السيد محمد كاظم الطباطبائي سلمه الله المحترم.

أول السؤال عن صحة مزاجكم، واحنه من فضل الله تعالى سالمين.

ثانياً نعرض إلى خدمتكم من خصوص قصّاب هو رجل جليل معروف من رؤساء عشاير ربيعة، وسابقاً كان مع حكومة العثماني، والآن هو توجه إلى خدمتكم وعنده معاملة في عبوديتنا إلى جنابك، وقد التمس من عندنا بأن نعرض إلى جنابكم حتى تتشفعون له عند الحكومة البريطانية وتجلبون له الأمان حتى يرجع إلى أهله مسرور الخاطر، ولكم الفضل علي علينا وعلى جميع أهل الإيمان ودمتم سلامين والسلام.

2 / صفر / 1336

حاج مخيف محمد

٦٤٨

وثائق

مقتل الكابتن مارشال

(ثورة النجف)

1336هـ / 1918م

٦٤٩

[71]

كتاب الحاكم الملكي في العراق إلى السيد محمد كاظم اليزدي يستنكر فيه أعمال النجفيين ووقوفهم ضد السلطة المحتلة:

* * *

إلى حضرة آية الله الحاج سيد محمد كاظم الطباطبائي دامت بركاته...

لقد أصدر صاحب الدولة قائد الجيش العام الأوامر اللازمة بإخماد الفتنة التي وقعت في النجف الأشرف وكدّرت خاطره كثيراً، وقد أصدر أيضاً الأوامر بإلقاء القبض على المفسدين الذين سبّبوا هذه الفتنة، بالمحافظة على سمعة البقعة المباركة الشريفة وسمعة حضرات العلماء الأعلام دامت بركاتهم، والمجاورين لذلك البلد الطاهر.

ولا شك أن القبطان بلفور سيُطلِع حضرتكم على هذه الأوامر التي إن لم يطعها أهالي النجف الأشرف ويرضخوا لها، فلا بد أن تحصل بواسطتهم المضايقة على حضرات العلماء الأعلام الساكنين في النجف الأشرف.

وأنا على يقين بأنكم ستساعدون السلطات البريطانية وتعاونوها بثاقب فكركم وعالي همتكم وحسن نيتّكم على تهدئة أحوال البلد الطاهر وإخماد الفتنة الحالية، إذ إنكم تعرفون حق المعرفة حسن نيّة الحكومة المعظّمة ومساعيها الكبيرة التي تبذلها لإعلاء المبادئ التي يدين بها أهالي العراق وإنقاذ شعبه من المظالم والمفاسد السابقة.

وإنا لمنتظرون نتيجة مساعيكم المشكورة، أدامك المولى ملاذاً للإسلام والسلام.

21 آذار 1918

الحاكم الملكي العام في العراق

٦٥٠

٦٥١

[72]

كتاب الحاكم الملكي العام في العراق إلى السيد اليزدي:

* * *

8 / جمادى الثاني / 1334، المطابق [22] / آذار / 1918، النجف الأشرف

إلى حضرة حجة الإسلام السيد محمد كاظم آية الله اليزدي الطباطبائي

بعد السلام والاحترامات اللائقة.

نعرفكم من طرف هذه الوقعة الحاضرة بالنجف الأشرف، فإن الأهالي لو لم يتخاضعوا من الحكومة ولم يلتزموا المشترطة عليهم التي يبينها لكم كابيتان بلفور لصارت المضايقة على العلماء. والمأمول من فضلكم وحسن مساعداتكم إصلاح هذا الأمر بأحسن ما يكون، فإن مساعداتكم في أول الأمر مع الدولة البريطانية العظمى معروف مشهور ولا يحتاج إلى البيان.

والميجر جنرال سربرسي كوكس يسلم عليكم.

الحاكم الملكي العام في العراق

٦٥٢

[73]

* * *

9 / شهر جمادى الثانية / 1336، المصادف 23 / آذار / 1918.

بعد تقديم فائق الاحترام، أعلمكم أنني مكلف من قبل قائد الكوفة بإبلاغكم حكم فخامة القائد العام حول الحالة الراهنة في النجف وشيوخ المدينة المذكورين، وذلك في المجلس الذي سيعقد اليوم في الساعة الخامسة قبل الظهر بالتوقيت العربي، ولا حاجة لأن أبيّن لجنابكم أنّ هدف الحكومة هو مجرد تطبيق العدالة وبسط الأمن في مدينة النجف الأشرف المقدسة. ونيابة عن القائد أرجو من حضرتكم مساعدة الحكومة في الحصول على نتيجة سريعة. وآمل حضوركم في المجلس بمقر الحكومة في النجف. وإن كان ذلك يصعب على جنابكم، أرجو تعيين من ينوب عنكم في الحضور. وسيكون التجمع في بيت كبير سدنة الروضة الحيدرية ومن هناك ستغادرون جميعاً برفقة الشيوخ وتشرّفون مقر الحكومة. وهذه الرسالة هي بموجب الخطاب الذي وصل من الحاكم الملكي العام إلى آية الله يزدي. ولتدم أيامكم المباركة.

حاكم الشامية السياسي في النجف الأشرف

(الكابتن بلفور)

٦٥٣

[74]

البرقية التي رفعها بعض علماء النجف وساداتها لتبرق إلى القائد العام في 25 آذار، وقد نقلها المدعو علي هجّوج إلى دار الحكومة فتسلّمها حميد خان وكتب ورقة قال فيها: إن البرقية سترسل إلى الكوفة لتبرق إلى بغداد. ونصّها:

* * *

لحضرة القائد العام لجيوش بريطانيا العظمى - بغداد:

نحن العلماء في النجف الأشرف نرفع الشكوى عنا وعن عامّة الفقراء والمساكين والمجاورين في هذه البلدة المقدسة مستغيثين بمراحم هذه الدولة وعدالتها، مسترحمين رفع هذا الأسر والحصار عن الأبرياء والضعفاء الذين لا جناية لهم ولا تقصير ولا رضاء، وأشد البلاء قطع الماء، فإنه من العقوبات التي لا تسوغ في جميع الأديان البشرية. فإن لم تكن رحمة للرجال فنسترحم الرأفة على النساء والأطفال، وحاشا من عدالة هذه الدولة المعروفة بالرأفة والعدالة والقوة والسطوة أن تأخذ الأبرياء بالأشقياء، وقد أشرقت النفوس على التلف والهلاك من الجوع والعطش وتعطيل الأسباب. وهذه المعاملة ضربة على جملة العالم الإسلامي، جارحة لعواطف عموم المسلمين، غير موافقة لما هو المعروف من سياستكم الجميلة في جلب عواطف عموم المسلمين. فالمأمول إعمال التدابير الحازمة في رفع هذه الغائلة على وجه لا تهلك الضعفاء والأبرياء بإصدار العفو العام وتأمين البلاد وأنتم أعرف بذلك.

الأحقر الجاني

شيخ الشريعة الأصفهاني

حسب الظاهر أن إطفاء هذه الغائلة عن هذا البلد المقدس موقوف على العفو العمومي وفيه المصلحة.

الأحقر

محمد كاظم الطباطبائي

٦٥٤

[75]

نص الرسالتين الجوابيتين المرسلتين إلى السيد اليزدي وشيخ الشريعة الأصفهاني، وهما جواب قائد الجيش العام ردّاً على كتابهما المؤرخ 25 / آذار / 1918 - 11 / جمادى الآخرة / والذي يطلب فيه رفع الحصار ومنح الأمان والعفو العام عن النجفيين.

* * *

14/ جمادى الثانية/ 1336، المطابق 27/ شهر آذار/ 1918.

النجف الأشرف

بعد التحية:

نعلمكم أنه بعد أداء فروض الطاعة والإخلاص لكم، أن البرقية المرفقة من فخامة القائد العام، وردت بواسطة قائد الكوفة جواباً على رسالتكم. اتصل بي حضرة الكابتن بلفور هاتفياً، وها أنا أرسل لكم نسخة بنصّ ما قاله لغرض إطلاع حضرات العلماء الأعلام عليها. آمل أن تتحقق بجهود ومساعي حجج الإسلام والعلماء الأعلام النتيجة التي تؤدّي إلى راحة وسرور عامة الناس، أنا محتاج للدعاء كثيراً. ليدم عزكم.

الأحقر

عبد الحميد

* * *

نمرة - 2804

26 / آذار / سنة 1918.

تلغراف

إلى حضرة حجة الإسلام السيد محمد كاظم الطباطبائي وحضرات العلماء الأعلام في النجف وإلى أهاليها.

وصلنا كتابكم فأمعنا النظر فيه، وأنكم لمحقّون في وصفكم بأن الحكومة البريطانية رءوفة، وأسطع برهان على ذلك تلك الخطة السلمية التي سنتبعها في تنفيذ الشروط المشترطة عليكم، فإننا لم نتوقع العقاب بالأهالي الذين لم يخالوا القانون، بل أولئك الذين خرقوا حرمته ومَن ساعدهم على ذلك.

وفي استطاعة النجف الأشرف أن تخرج سالمة من مأزقها الحالي إذا خضعت للشروط التي سبق وعرضناها، ففي إمكان حضرات المجتهدين والعلماء الأعلام،

٦٥٥

لا بل الأحرى عليهم أن يطهروا بلدتهم من مفسديها، كما وعليهم مساعدتنا على إنزال العقاب بأولئك الذين اقترفوا تلك الجريمة وعلى من حرضوا على ارتكابها.

وسوف لا تقصّر الحكومة في منح الصفح متى آن الوقت المناسب، فليتأكد سكان البلدة المسالمين بأننا سنعاملهم بالحسنى، إذا أظهروا بأعمالهم أنهم يستحقون منا تلك المعاملة.

ولقد مضت سبعة أيام على مقتل القبطان مارشال، ومع ذلك فلم يعبر لنا أهالي النجف الأشرف عن خضوعهم، ولم يقوموا بشيء ما لإرجاع القانون والنظام إلى نصابيهما.. والسلام.

القائد العام للجيوش البريطانية في العراق

مارشال

٦٥٦

٦٥٧

[76]

نص البرقية التي بعث بها السيد اليزدي وشيخ الشريعة الأصفهاني إلى القائد العام للجيوش البريطانية في العراق جواباً على رسالته السابقة:

* * *

بغداد، لحضور حضرة القائد العام للجيوش البريطانية في العراق دام معدلته.

تلقينا تلغرافكم رقم (2804)، تاريخ: 26 / آذار / 1918، وأخذنا ما فيه بنظر التدقيق، تذكرون فيه أنكم لن توقعوا العقاب بالأهالي الذين لم يخالفوا القانون، ونحن نفصح لكم بالصراحة أن البلاء ما وقع بل ولا ولن يقع إلى على الأبرياء والضعفاء الذين لا جناية لهم ولا تقصير، وقد نشرنا لعدالتكم التي شاع صيتها ولا حاجة فيها إلى البرهان، طالبين رفع هذا الحصار والأسر عن الأبرياء والضعفاء بإصدار العفو العمومي. وعسى أن لا يكون قد خفي عليكم عجز العلماء وعامة الأهالي عن تنفيذ تلك الشروط، وليس في استطاعتهم إخراج هذه البلدة المقدسة التي هي كعبة عامة الشيعة في أطراف الأرض من مأزقها الحالي، وإنما تقتدر عليه دولة معظمة كالدولة البريطانية التي وعدت بحفظ حرمات الإسلام ورعاية المسلمين، كما أعلن القائد الفاتح مود في أوائل فتح بغداد وأكّده الحاكم الملكي العام في حفظ نواميس معابدنا التي صارت منذ أكثر من عشرة أيام هدفاً لرصاص المتراليوزات والرشاشات، وشئون العلماء مهتوكة بهذا الحصار الشديد.

وبالنهاية نقول بكل صراحة، بدافع النصيحة للدولة الفخيمة: إن هذا الحصار الذي أوجب تلف عدة من نفوس الأبرياء من الغرباء والمجاورين بالقتل والجوع والعطش، كل هذا فضلاً عن مغايرته للرأفة والعدالة، مخالف لنواميس الإنسانية وحفظ الحقوق البشرية وموجب لهتك الحرمات الإسلامية، وهو ضدّ المصلحة المرعية لمثل هذه الدولة الوحيدة بالسياسة التي لا يعجزها حل هذه المسألة الطفيفة. أما العلماء، فلم يقصّروا ولا يقصّرون بالقيام بوظيفتهم من الوعظ والنصيحة الإرشاد. كيف وهو من واجباتهم الدينية. ولكن لا يكاد حسم المادة بصرف الوعظ والنصيحة والإرشاد. كيف وهو من واجباتهم الدينية. ولكن لا يكاد حسم المادة بصرف الوعظ والنصيحة فقط حتى تنضم إليها مساعداتكم بالعفو والسياسة اللازمة في مثل هذا الوقت. ولذلك الأمل فيكم أكيد بإصلاح هذه الغائلة بالتدابير الحازمة بالقريب العاجل إن شاء الله تعالى.

الأحقرالأحقر الجاني

محمد كاظم الطباطبائي شيخ الشريعة الأصبهاني

(وقد وقّع عليها جمع من العلماء والفضلاء).

٦٥٨

[77]

كتاب الكابتن بلفور الحاكم السياسي لعموم الشامية والنجف في الكوفة إلى علماء النجف ردّاً على كتابهم المؤرّخ 30 / آذار / 1918 بإيعاز من الحاكم العسكري العام.

* * *

حضرة حجة الإسلام السيد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي وحضرات العلماء الأعلام.

سعادة الحاكم العام استلم كتابكم المؤرّخ 30 / آذار / 1918، وهو يعْتَبِر من الضروري أن أبيّن لكم بأن قولكم: إن البلد المقدس أصبح هدفاً لنيران المتراليوز ليس مطابقاً للحقيقة، إذ إنه معلوم تماماً أننا لم نطلق نيراننا إلاّ على الأشقياء الذين يطلقون نارهم علينا، وسعادته يرغب أن تعلموا أن مثل هذه الأقوال لا تساعدكم على المدافعة عن واقعة النجف الأشرف.

كتب هذا الكتاب بأمر قائد الجيوش في الكوفة.

الكوفة / 2 / نيسان / 1918

حاكم سياسي الشامية

كابتن بلفور

٦٥٩

[78]

كتاب الحاكم العسكري العام في العراق إلى علماء النجف رداً على كتابهم المؤرّخ في 30 /آذار /1918، حيث إنه أوعز إلى السلطة العسكرية في الكوفة أن تنكر عليهم ادعاءاتهم. ولكنه لم يكتف بجواب السلطة العسكرية، فبعث بكتابه في 3 /نيسان /1918:

* * *

3 / نيسان / 1918.

لحضرة آية الله حجة الإسلام السيد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي وسائر العلماء الأعلام.

قصاص البلدة الذي تضمنته شروطنا لم يبتدئ بعد، وهو لا يحتوي على أذية الأبرياء. الماء الموجود في البلدة كافٍ لحفظ الأنفس على ما بلغنا. وأما قطع الواردات الخارجية، فلا ينتج عنه سوى عدم راحة الأهالي. وقد تبيّن مراراً إلى القائد العام للجيوش أن الأهالي الخاضعين للقانون هم الجانب الأكبر. وهذا ما يعظم خجلهم لعدم اتخاذهم أي إجراءات ضد الأشقياء الذين يستمرون على تجرؤهم علينا.

لا نمس بأذى أي شخص روحاني أو أي شيء مقدس، فإننا نحترم المحلات المقدسة المختصة بجميع الأديان، لكن الأهالي هم أنفسهم الذين يجلبون الخجل على بلدتهم المقدسة لعدم مقاومتهم القاتل وبذل جهدهم تلقاء تنفيذ القانون والنظام. لم يتقدم إلى الآن سبب يوجب منح العفو، ولم يصل إلى القائد العام للجيوش أي كتاب يظهر شعور الأسف على قتل الكابتن مارشال من أي مصدر معتبر خارج بغداد والكاظمية.

بناء عليه لا يخفف الحصار، وربما تقتضي الضرورة أياماً باتخاذ إجراءات أشد في تنفيذ القيام لشروطنا.

القائد العام للجيوش البريطانية

في العراق

٦٦٠