وقمتُ بأحكام الفرائضِ ظاهراً
|
|
وأتبَعْتُها بالنفلِ بعدَ الفريضةِ
|
ووَاليتُ مَن والى ذويها معادياً
|
|
على الحبّ مَن عادى وليّ وليتي
|
ودُنتُ كما دان الدعاةُ لحُسنِها
|
|
بخلع التُقى فيها ولِبْس التقية
|
ولـمّا تمادت بيننا مدّةُ النَوى
|
|
وضاقتْ بحالي في التباعدِ حِيلتي
|
جَعلتُ صلاتي في الغرامِ بذكرِها
|
|
إلى وَصْلِها بعدَ القطيعةِ وَصْلَتي
|
وطهّرتُ أعضائي بعرفانِ مَن على
|
|
مراتبهم في عالمِ العشقِ دَلْت
|
ووجّهتُ وجهي في اتجاهي لوجهها
|
|
فمِن حيثُ ما استقبلْتُها فهي قبلتي
|
إليها أُصلّي قانتاً لمفيضها
|
|
بأسمائها الحسنى بحسنِ التثبّت
|
وحين رأى عشّاقُ سلمى تَسنُّنِي
|
|
بسُنَّتها صاروا كما شئتُ شيعتي
|
تجلّت فجَلّت ظلمةَ السخطِ بالرضى
|
|
وحلّت فحلّت مرّ عيشٍ أمَرَّت
|
فأقبلَ إقبالي بها حين أقبلت
|
|
وأدبرَ لـمَّا أدبرت وجه لذّتي
|
وأبدتْ لعيني في دجى الستر نارها
|
|
ليكشف عنّي نورُها حُجْبَ غفلتي
|
فصحتُ بأصحابي: امكثوا ؛ علَّنا نرى
|
|
هدانا على الأنوار من نارِ عَلْوة
|
ولـمّا نزلنا وادي القدس أشرَقت
|
|
علينا شموسُ الأنسِ من بَعدِ وحشة
|
فبشّرني بالبِشْرِ قلبي وعندها
|
|
دعتني بعبدٍ صرتُ مولىً لرفْقَتي
|
فلبّيت داعيها وأسرعت نحوها
|
|
وجئتُ صحابي من سَناها بجَذوة
|
وما كنتُ لو لم تهدني لسبيلها
|
|
بمهديِّ الهدى للناسِ من بعدِ ضَلة
|
ولـمّا وردنا ماءَ مَدينَ حبِّها
|
|
وجدنا عليه للهدى خيرَ أُمَّة
|
يذودون عنه كلّ سالٍ عن الهوى
|
|
ويسقون منه كل صبٍ بصبوة
|
فنلتُ بهم علَّاً على نَهْلِ الهوى
|
|
وقد كنتُ أرجو أن أفوز بنهلة
|
ومِلْتُ على ريٍّ إلى الظلِّ أبتغي
|
|
غنىَ الفقرِ من ذاتِ العطايا السَنيَّة
|
مُحَجَّبةٍ لـمّا اختفتْ بجلالها
|
|
عن الوهم أبداها الجمال لمقلتي
|
فأُثْبِتُ في محوِ العَيان عيانَها
|
|
بنفي حدودِ الأينِ في حالِ رُؤيتي
|
وأُشهدني عَيْبي حضوراً وغيبةً
|
|
وحاشا لها من غيبةٍ بَعدَ حَضْرَة
|
ولكن كِلال الطرفِ بالسَّقمِ في الهوى
|
|
أراني مغيبي في شهادتِيَ التي
|
وإنَّ ضياءَ الشمسِ عندَ طلوعِها
|
|
لمحتجِبٌ عن كلِ عينٍ عَمِيَّة
|
وشاهد عيني في عياني لذاتها
|
|
كَذَاتي شهيدٌ في حضورٍ وغَيبتي
|