العباس، ومعهم عبد الله بن علي، وابنه محمد (ذو النفس الزكية)، وأخوه إبراهيم، وغيرهم من الغلاة.
لكلّ ذلك لم نأخذ أقوال المؤرّخين ودارِسي الفِرق والمِلل والمذاهب على علاتها، بل أخضعناها للمناقشة والتمحيص، وعَقَدنا المقارنات بين الأقوال ؛ لنستطيع أن نستخلص أقربها إلى الحقيقة.
ولئن كانت قد ظهرت دراساتٍ شتّى عن الفِرق الإسلامية: كالإسماعيلية، والأباضية، والقرامطة، والدروز، والخوارج، والمعتزلة وغيرهم ؛ فإنّ العلويين لم يصدر عنهم أيّ دراسة كاملة شاملة دقيقة، تُظهر هذه الِفرقة على حقيقتها.
وسدّاً لهذا النقص قُمنا بهذه الدراسة، وهدفنا منها:الكشف عن (أسرار) هذه الفِرقة الإسلامية،
التي حارَ بأمرِها المؤرّخون، وذهبت أقوالهم فيها كلّ مذهب.
والطريق التي سلكناها في البحث تتلخّص بما يلي:
أوّلاً:
تحدّثنا عن الإيمان، وبيَّنا الاختلافات حول تحديد مفهوم الإيمان وتعريفه، وألمـَعنا إلى أنّ الإيمان والإسلام واحد، فلا يصحّ في الشرع أن يُحكم على أحدٍ أنّه مؤمنٌ وليس بمسلمٍ، أو مسلمٌ وليس بمؤمنٍ.
ثمّ تحدّثنا عن الفِرق الإسلامية، واختلافات أصحاب الفِرق في عددها، وفي أسمائها، وفي نسبتها، وفي مقالاتها.
إذ من الملاحَظ أنّ ثمّة خلافٍ كبيرٍ بين أصحاب الفِرق في عدد هذه الفِرق، فمنهم مَن هبطَ بالعدد إلى (11) فرقة كابن قتيبة في(المعارف)
، على حين جَعل البعض الآخر عدد فِرق الشيعة - فقط - أكثر من ثلاثمئة فِرقة.
ومن جهةٍ أُخرى، فإنّ أصحاب الفِرق لم يتّفقوا فيما بينهم على أسماء تلك الفِرق، فنَجد الواحد منهم يذكر فِرَقاً لم يذكرها الباقون.
وشمل الاختلاف أيضاً نسبة الفِرقة الواحدة، فكلّ واحد من أصحاب الفِرق ينسبها إلى شخصٍ يختلف اسمه من واحدٍ إلى آخَر.